قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع عشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع عشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل السابع عشر

في ذلك الوقت، في عتمة الليل، حينما يخلع الجميع قناعه. ويظهر كل منا جانبه الخفي، حينما تلمع النجوم الحقيقية ويضوي ضوئها، وترتاع النجوم الخيالية وتفر هاربه، وقتها فقط تنكشف الحقائق.
سمعا حامي و عائشة دوي الرصاص فهرولا إلى الأعلى ليجدا مشهد جحظت عين عائشة منه
نيره ولينا مختبئتان في الحمام وتصرخ نيره من الداخل بينما تمارا تقف بملامح غامضة تحمل سلاحها وتسير بلا هوية.

ارتعدت عائشة و نطقت بصدمه إلى حامي المجاور لها: هي عامله كده ليه؟!
كانت نظرات حامي الغاضبة مصوبة تجاه تمارا ولكن سرعان ما صرخت عائشه: دي نايمه!
تركت عائشه حامي وأخذت تقترب منها بهدوء وهي تحث حامي على الصمت التام، كانت قد تعلمت في تدريب من قبل كيف تتعامل مع الشخص الذي يسير وهو نائم. وأنه يجب عليها الحذر وعدم معارضته لأنه ربما يؤذيها، يجب الهدوء في التصرف.

صارت عائشه بجوارها بحذر وابتلعت ريقها وهي تمسك مرفقها وتديرها بلطف وهي تهمس: يلا يا تمارا.
سارت تمارا معها بخنوع وهي مغيبه تماما عن الوعي حتى وصلت بها عائشة إلى الفراش فظلت على رفقها ومددتها على الفراش وهي تهمس لها بكلمات حانية حتى أغمضت عينيها ودخلت في نوم عميق...

اقتربت عائشة لتنتشل السلاح من يدها بحذر حتى أخذته ثم قامت بهدوء وفرشت الغطاء عليها، وتوجهت إلى موضع حامي الذي كان يتأمل ما تقوم به غير مبال بصراخ نيره ولينا المزعج، اقتربت عائشه من باب الحمام لتفتحه بحذر فإذا بنيره ولينا يندفعان للخارج و نيره تصرخ بعنف: الزفته دي كانت هتموتنا.
انتفضت تمارا من نومها إثر هذا الصراخ الحاد فقالت بخضه وقد نست كل ماحدث: في ايه.

هاجمتها نيره التي تحتضن كف لينا: في ان انتي كنتي ها...
وضع حامي يده على فم نيره ساحبا إياها لخارج الغرفه وهو يقول: هي بتجيلها حالات صرع بالليل.
بينما جذبت عائشة لينا قائله بإرتباك: نامي ياحبيبتي متخديش في بالك هو أصلا بيت مجانين.
أغلقت الباب على تمارا وخرجت إلى موضع حامي و نيره فعنفتها قائله بضجر: بتمشي وهي نايمه ولو كنتي حكتيلها كانت الدنيا اتنيلت على الآخر.

استمعت نيره لكلمات عائشه بإنزعاج ثم رمقت حامي الذي بدا الضيق على وجهه وقالت بغيظ: أنا مش هنام جوا تاني انا ولينا، مليش دعوه بتمشي وهي نايمه ولا وهي قاعده، انا كنت هموت اول ما سمعت صوت الرصاص.
انتهزت عائشة الفرصة سريعا حتى تتخلص من النوم في نفس الغرفه مع حامي وقالت بإندفاع: ناموا انتي ولينا في الأوضه مع أخوكي وأنا هنام معاها.

تأففت لينا الصغيرة وقالت بعينان أوشكت على الانغلاق: عايزه انام حرام عليكم بقى كده.
رحبت نيره بإقتراح عائشة ولكن سرعان ماقاطعهم صراخ حامي الذي يتطاير الشرار من عينيه: مااسمعش صوت واحده فيكوا.
صمت الثلاثة فتابعهم بنظراته الحازمه قائلا ل عائشه و نيره: انتوا الاتنين ناموا مع تمارا علشان لو حصل حاجه تتصرفي.
والتقط كف الصغيرة قائلا: لينا هتنام معايا.

صرخت الصغيره بفرح طفولي بينما قلقت عائشه ورمقته بنظراتها القلقة خوفا من أن يكون يدبر أمر ما.
في أحد المقاهي الشبابية جلس عمر في مقابله زياد الذي قال بغضب أعمي: حامي العمري مش سهل.
نطق عمر بسخريه وهو يرتشف من فنجانه: عايز ايه من واحد بنى كل ده في فترة محدش غيره قدر يعمل فيها نص اللي عمله.
نطق زياد بشوق: المهم عائشة.

انفعل عليه عمر قائلا بإنزعاج: زياد شيل عائشة من دماغك، مهما كان مين حامي العمري، هي دلوقتي مراته وأنا مش هسمحلك تفكر فيها وهي متجوزاه.
تلقي عمر اتصال هاتفي من أحد أصدقائه في العمل فأجاب سريعا فإذا بصديقه يقول بحذر: عمر انت فين، لازم تيجي الشغل الإدارة طلعت قرار بنقلك للسلوم.
رفع عمر حاجبه وقد سيطرت الدهشه عليه وهمس مستنكرا: سلوم!

رقدت لينا بجانب حامي الذي أدار لها ظهره فنطقت الصغيره بضجر: أنا زهقانه، انت صاحي؟!
استدار لها حامي مغمضا عينيه بتعب وهو يقول بضجر: انتِ مش كنتي عاوزه تنامي. نامي بقى وخلصي.
مطت الصغيره شفتيها وهي تقول: النوم طار في السما.
ابتسم داخليا على تعبيرها حتى فجأته قائله: بص اديني التليفون بتاعي، علشان انا بحب ألعب ألعاب عليه وأوعدك هسمع الكلام.
رمقها بتحذير وهو يردف ببرود: هتاخديه وتقعدي ساكته؟!

أومأت سريعا بفرحه فاستدار حامي إلى الدرج بجانبه وفتحه ليخرج للصغيره هاتفها قائلا بحده: خدي و مااسمعش صوتك بقى.
التقطتها سريعا بفرحه وفتحت المعرض الخاص بالصور لتأتي بصوره لها و لوالدتها فنبهت حامي قائله: بص صورة مامي وانا.
مر على باله ذكري طفل الحي الذي قابله في المغربلين.

Flash back
فاق حامي من شروده على صوت الصبي قائلا بضجر: ياعمو انت مش سامعني؟!
ابتسم له بحنان وقد استعاد نفسه سريعا من شروده وقال بلطف: أنا معاك اهو، قولي بقى اسم ماما ايه؟!
ابتهجت ملامح الصبي وهتف بحماس ناظرا لحامي: اسمها ساره زايد.
وقف الصبي أمام أحد المنازل القديمه قائلا: وصلنا خلاص ياعمو، بس انت هتدور على ماما صح؟!
Back.

قطع شرود حامي إلحاح لينا على أن يري صورتها مع والدتها فتمتم بضجر: يا مساء الزن.
التقط منها حامي الهاتف ليتفحص في صورة لينا مع والدتها فقال حامي بإستدراك للصغيرة: ماما اسمها ساره زايد مش كده يا لينا.
أومأت سريعا بحماس طفولي فتابع: عندك اخوات؟!
نطقت الصغيرة بفرح للتحدث معه: ماما بتقول لن كان عندي أخ بس باباه مش نفس بابايا، بس مامي قالتلي ان اخويا ده راح عند ربنا.

احتضنها حامي ليقول بلين ليجعلها تقول المزيد: ومتعرفيش ياليو اسمه ايه وباباه اسمه ايه؟!
مطت الصغيره شفتيها بعدم معرفه: كل اللي اعرفه انه اخويا كان اسمه كريم معرفش مين باباه.
تأكدت ظنون حامي فذلك الطفل الذي قابله في الحي يدعي كريم، أظلمت عيناه ثم سريعا ماقام من نومه قائلا: أنا هطلع بره شويه عيشي انتي بقى مع التليفون.

خرج إلى الشرفه يدخن بشراهه ثم أخرج هاتفه متصلا بذلك ال عثمان قائلا بحزم: عايزك في حاجه هتعرفني انت كفاءه ولا لا.
نطق عثمان سريعا: كفاءة ياباشا بإذن الله.
نفخ حامي دخان سيكارته في الهواء ثم راقب أثره وقال بغموض: دكتوره ساره زايد المعروفه، عايز سجل حياتها كله من يوم ماتولدت لحد اللحظة اللي هتسلمني فيها المعلومات.
أجابه عثمان بحماس: الصبح ياباشا وكل اللي طلبته هيكون عندك.

أطفأ حامي سيجارته في الدواسه ونظر أمامه بغموض فقد تعقد الأمر أكثر من اللازم.
في حديقة القصر تجاورا عائشه و نيره على العشب وقصت نيره لعائشه عن ورقة ذلك الزواج السري.
شهقت عائشه بعنف واضعه يدها على فمها بصدمه وقد أقلقها بشده ردة فعل نيره عندما تعلم أن تمارا ماهي إلا شقيقتها زينه.
فاقت عائشه من شرودها على صوت نيره الملح: هنعمل ايه، احنا لازم نقول ل حامي.
صرخت عائشه سريعا: حامي لا، ده يقتلها فيها.

رمقتها نيره بشك ورفعت حاجبها الأيسر قائله بإستنكار: ويقتلها ليه، هو ماله بيها أصلا؟!
ابتلعت عائشه ريقها بتوتر فضغطت عليها نيره وهي تقول بغضب: في ايه انتي مخبياه عني يا عائشه؟!
أومأت لها عائشه قائله بنظرات حذره: هحكيلك بس توعديني تكوني هاديه.

كانت الساعه قد قاربت على الخامسه والنصف صباحا، انفجرت نيره في بكاء مرير قطع نياط قلب عائشه فا اقتربت منها محتضنه إياها وهي تقول بحنان: نيرو المفروض نقول الحمد لله انها في وسطنا دلوقتي وبعدين تعيطي وانا عملالك الليمون بالنعناع اللي بتحبيه.
ابتسمت نيره نصف ابتسامه ثم قالت بحنين: يعني اللي فوق دي زينه.

نطقت عائشه بإنزعاج: المهم هنقنع حامي ازاي انها زينه، ومتقوليش قوليله على حكايه الميموري لأنه لو عرف مش هيهدي غير لما ياخده، والزفت ده فيه بلاوي ده انا مسمعتش منه غير حاجه واحده بس الدنيا انقلبت.
وضعت نيره يدها على رأسها علامه التفكير وهي تقول: طب وبعدين.

صرخت عائشه بحماس: أنا جاتلي فكره، بصي انا علشان كنت بطلع اصور في الخفا وكده كان بيبقي معايا خطوط مش متسجله ناس حبايبي بتكلمني عليها يبلغوني لو حسوا بخطر في الأماكن المقطوعة علشان اروح اصور.
قالت نيره بإستفهام: طيب وده علاقته ايه.

تابعت عائشه بتخطيط: أنا هنقل الريكورد اللي فيه اعتراف رضوان على تليفوني وهركب واحد من الخطوط دي وابعت الريكورد على رقم حامي وبعدين اكسر الخط، و بكده هو يعرف الحقيقه وماابقاش انا ظهرت في الصوره.
بدا التشاؤم على وجه نيره وهي تقول بضيق: طيب وهنجيب الموبايل منين يافالحه، انتي ناسيه انه واخد تليفونتنا كلها.

قطعت الصغيره حديثهم وهي تتجول في الحديقه بفرح وتقول لهم بإغاظه مخرجه لسانها: حامي حبيبي اداني تليفوني ألعب بيه، بس هو نام قولت انزل العب بتليفوني في الهوا الجميل.
نظرا نيره و عائشه لبعضهما بإبتسامه صفراء ثم سرعان ماهبا من مكانهما وهرولا خلف لينا محاولين أخذ الهاتف منها عنوه.

في صباح اليوم التالي دلف حامي إلى المرحاض حتى يتحمم إستعدادا ليوم طويل، خرج من المرحاض واتجه إلى ساحه ملابسه فااختار أحد بدله الرصاصيه، ارتدي قميصه وسرواله ومشط خصلاته فبدا جذابا فا ابتسم ابتسامه واثقه وهو يلقي نظره على نفسه برضا ثم التقط جاكيته وارتداه، ونثر من عطره الرجولي الجذاب.

اتي ليخرج ولكن قطع خروجه وصول رساله صوتيه إلى هاتفه من رقم غير معروف بالنسبه له، فاانكمشت ملامحه بإستغراب ثم فتح هذه الرساله مستمعا لها بغموض...
ولم يكن سوى صوت رضوان يقول لأحدهم: جبت البنت؟!
فأجابه الآخر: أيوا ياباشا كانوا عيلتين قصاد الباب خدت الكبيرة فيهم.
نطق بحفاوة: كويس، دلوقتي استناني تحت.
نطق الآخر بإنزعاج: طيب والبت ياباشا دي زنانة اووي ولا حد يصدق ان عندها اربع سنين بس، هنعمل فيها ايه؟!

تابع الرجل بفكرة قد التمعت في رأسه: بقولك ايه ياباشا مش انت لما روحت للدكتور قالك ان موضوع الخلفه ده صعب، ما تاخد البت دي واهو يبقى كأنها من صلبك وهتقدر تضغط بيها على مراتك طليقتك وتوريها ان العيب كان منها.
ظهر الفرح في صوت رضوان وقد راقت الفكره له ونطق بإنبهار وإعجاب: وبدل ماتبقى زينه محمد صادق العمري، تبقى تمارا رضوان خالد عبد الحي، بنت رضوان خالد عبد الحي.

ضغط حامي على أسنانه ووقبض على قبضتيه حتى كادت تنفجر وشرارات الشر تتطاير من عينيه وقبل أي رد فعل هجومي منه وصله اتصال من عثمان ففتح المكالمه وانتظر حديث الآخر: عرفتلك ياباشا كل حاجه عنها، جوزها الأولاني كان اسمه رضوان خالد عبد الحي وهي اتطلقت منه وبعد كده اتجوزت نادر، خلفت من نادر البنت اللي معاها دلوقتي، الجديد بقى واللي محدش يعرفه ان بعد جوازها من نادر بتلات شهور خلفت ولد اسمه كريم واتسجل باسم رضوان محمد صادق، كل ده بقى وهما مغفلين الباشا رضوان ده وميعرفش انه عنده عيل اصلا، بعد ما الواد تم خمس سنين قالوا انه مات، وكتموا على الموضوع على كده.

أغلق حامي هاتفه وقد اصاب ملامحه الجمود وأصبح منظره يثير الرعب في كل نفس.

ثارت ثورة عمر بعد أن علم بخبر نقله والذي تأكد ان ليس وراءه سوي زوج شقيقته حامي العمري، أعاد الاتصال مرات عديده برقم نيره و عائشه فلم يجيبا، نفخ بضيق، ثم قام بإنزعاج ليصنع كوبا من القهوه الساخنه حتى وصل هاتفه رساله نصيه قصيره من رقم غريب كان مضمونها: (لو عايز تعرف أهلك ماتوا ازاي تقابلني في، الساعه 2، وصحيح ياريت تخرج من بيتك دلوقتي علشان أبو سالي متهمك بخطف بنته وانك السبب في اختفاءها).

فغر عمر شفتيه في صدمه ثم سرعان ما وجد رجال الشرطه في منزله لإستدعائه في تحقيق رسمي.
ذهب حامي إلى ذلك المستودع القديم جلس فيه يجمع خيوطه جيدا حتى يخرج من هذه اللعبه فائزا منتقما ولكن يجب أولا توضيح الحقيقه كامله. التقط هاتفه ليتصل بأحد رجاله الأوفياء قائلا بأمر وعين أظلمت من الشر: مصانع رضوان اللي في مصر الجديده تبقى فحمه النهارده، و القضيه تتسجل ضد مجهول.

أغلق هاتفه بعد أن ألقى الأوامر ونطق هامسا بشر: أنا هصفيك واحده واحده لحد ماتعرف مين هو حامي العمري وكله بالسياسه.
ثم خرج من ذلك المستودع بثقته المعتاده وهو يدعس الخط الذي تحدث منه وتمليء عينيه النظرات المظلمه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة