قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الرابع

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الرابع

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الرابع

قد عشت ألف عام أسير حائرا بين الطرقات لا أعلم أين ملاذي، أنا الطفل الصغير الذي امتلئت روحه بعبق جمال سكان حيه الأنقياء وأحلامه النبيلة.
أين ذهب الحي وأهله؟!، وأين ضاعت الطرقات؟!
وأين فقدتكِ أنت؟! ِ، أتيتِ في الوقت الوحيد الذي تمنيت فيه ألا ألقاكي أبدا، دخلتِ بقدميك إلى عالم لايعرف معني الرحمة والغفران ولسوء حظك أن قائد هذا العالم رفيق دربك ومحقق أحلامك وبطلك الوهمي!

عودي إلى بيتك يا فتاه وابتعدي عن طريق قلب مظلم لا يجلب سوي الخراب!
إني خيرتكِ فا اختاري، فإن لم تختاري العودة فااعلمي أنكِ قد اخترتي هلاكك معي
في يوم ممطر وشمس توارت عن الأنظار بسبب الغيوم التي تحيط بها وعلى شاطيء جليم بعروس البحر المتوسط كان المنظر البديع هو المسيطر على الأجواء حيث قبل شروق الشمس بعدة دقائق ونسمات الهواء العليلة تسيطر على الأجواء.

جلست عائشة تجاورها نيرة على حافة الشاطيء مُنزلين أقدامهم في مياه البحر الباردة.
كانت دموع نيرة تتساقط بصمت وهي تتأمل منظر المياه وكانت حالة عائشة مثيل حالتها.
قطع الصمت صوت عائشة وهي تكفف دموعها قائلة: الدنيا برد اووي أنا هقوم أعمل نسكافيه.
ابتسمت نيرة بسخرية وهي تردف: اقعدي يا عائشة، احنا رجلينا في الماية شوية وهاتخدي على البرد زي ما اخدنا على كل حاجة واهي بتعدي.

نطقت عائشة قائلة: لسة مش عايزة تحكيلي ايه اللي حصل؟!
نظرت لها نيرة قائلة: مش لما تحكيلي انتي ايه اللي حصل، ومين البنت اللي معاكي دي!
ضحكت عائشة وهي تقول بتلقائية: احنا الاتنين هربنا من مشاكلنا وجرينا على اسكندرية زمانهم قالبين الدنيا علينا هناك.
يقلبوا مبقتش فارقة خلاص، ثم تابعت نيرة بألم: حامي عرف إني عندي القلب.
ارتبكت عائشة وقبضت على يديها بتوتر وهي تقول: عرف منين؟! و عمل ايه؟!

ازدادت دموع نيرة وهي تقول بنحيب: معرفش عرف منين، اتخانقنا خناقة جامدة وسيبت البيت وجريت عليكي لقيتك انتي كمان سايبة البيت وجينا على هنا!
ربتت عائشة على كتفها قائلة ببحنان: احكيلي حصل ايه؟!

Flash back
دلف حامي إلى المنزل بوجه جامد مغلقا الباب بعنف مما أحدث جلبة عالية، انتفضت نيرة من غفوتها فزعة حيث غفت أثناء استكمالها الفيلم الذي كانت تتابعه
فركت عينيها بنوم وهي تقول: كده ياحامي راجع بعد الفجر ده انت لسة راجع النهاردة من السفر!

صوب نظراته تجاهها كالسهام الحارقة ومال بجسده على الطاولة الموجودة أمامها حتى أصبح وجهه مقابل لوجهها وهو يقول بجمود: ولو رجعت قبل كده يا نيرة هتعملي بيا ايه!
انكمشت ملامحها بإستغراب ناطقة ب: ايه اللي انت بتقوله ده؟!
فاجأها بيده التي امتدت ليضعها على موضع قلبها فاانتفضت قائلة بصراخ: حامي مالك؟!
لم يزل يده بل ثبتها بعنف وهو يقول بنبرة مخيفة مشاورا على موضع قلبها: ده فيه ايه؟!

ابتلعت ريقها بتوتر خوفا من أن يكون ماأدركته صحيح وهي تقول بارتباك: أنا مش فاهم...
قاطع كلامها صوت هذه الطاولة الزجاجية التي تهشمت إلى قطع بس قبضته التي قضت عليها.
صرخت عاليا بذعر من منظر الدماء السائلة من قبضتيه وهبت من مكانها سريعا لتقترب منه ترى جرحه ولكنه صرخ عاليا: ابعدي عندي ملكيش دعوة بيا.
سالت دموعها قائلة: حامي أنا خايفة عليك ايدك اتجرحت جامد.

قاطعها قائلا بغل وصراخ: دلوقتي خايفة عليا؟!، ومخوفتيش عليا لما يقولولي تعالى استلم اختك جثة علشان ماتت بمرض قلبها!
شهقت بصدمه ووضعت يدها على فمها وزاد انسياب دموعها حينما اقترب منها ووقف أمامها قائلا بحزن دفين: كنتِ مستنية تقوليلي امتى؟!

كانت عيناها متجهة صوب يده التي تنزف دما فضحك بسخرية وهو يصرخ فيها عاليا: خايفة من الدم يا نيرة، تابع بألم وعين التمعت بذكريات سوداء: الدم ده أنا نزفت زيه كتير اووي وسنين طويلة علشان نعيش!
نطقت بذعر بين وألم ينهش بها: حامي أنا هفهمك بس نشوف ايدك بالله عليك الأول!

رفع رأسه عاليا وهو يبتسم بسخرية ماسحا على ذقنه ثم نظر لها قائلا بغضب أسود: جرح ايدي أنا هعرف أداويه كويس إنما جرحي منك مش هيداويه حاجة يااختي.
ثم تخطاها مندفعا إلى خارج المنزل وسط صراخاتها العالية وهتافها بإسمه.
انغلق الباب!
جلست في وسط الأرضية تبكي بألم على ما آلت إليه الأوضاع وهي تصرخ ب: أنا كنت هقوله والله كنت هقوله، يارب ساعدني يارب.

ثم تمددت على الأرض وتكورت على نفسها آخذة وضعية الأجنة تنساب دموعها في ألم بين.
back
انفجرت نيرة في البكاء بعد أن انتهت من سردها ماحدث فااحتضنتها عائشة قائلة بحنان: خلاص يا نيرة شوية وهيروق ياحبيبتي.
ازدادت نيرة في البكاء فأردفت عائشة بنبرة مرحة: يابت خلاص بقى أحسن حد يعدي دلوقتي يلاقينا حاضنين بعض كده يفهم غلط.
ابتسمت نيرة فنطقت عائشة ببهجة: أيوة فكي كده، مش عايزة تعرفي بقى أنا مشيت ليه؟!

انتبهت لها نيرة فنطقت عائشة بسرد: روحت البيت لاقتلك عمر والسحلية مستنيني عند مدخل العمارة، طبعا شافوني ومعايا البنت الصغيرة وعمالة أقنع في عمر إني كنت بعمل عمل إنساني وبلحق البنت دي من مصيبة، والزفتة سالي تقومه عليا لحد ماكان هيمد ايده.

قهقهت نيرة عاليا على طريقة سردها فتصنعت عائشة الغضب وهي تتابع: مسكتلوش قولتله هتمد ايدك همد ايدي! وقعدنا نزعق وقالي على العلقة المحترمة اللي أكلوها لما جم يسألوا عليا عندك.
عند هذه النقطة قهقهت نيرة عاليا وهي تقول بغيظ: ده الجيران ضربوهم حتة علقة وبقى منظرهم فالنة خالص، بس أحسن علشان سالي دي غايظاني.
وخزتها عائشة في كتفها قائلة: وبالنسبة لأخويا اللي اتشوه ده عادي؟!
حظه بقى.

ضحكت عائشة ثم تابعت قائلة: المهم اني سبتهم على السلم وطلعت لبست واول ما الساعة جت ستة الصبح نزلت علطول أنا والبنت، هوب لاقيتك في وشي وجينا على هنا.
نطقت نيرة كمن تذكر شيئا: مين البنت الصغيرة دي يا عائشة وفعلا اللي اخرك برة لحد الساعة 3 انك كنتي بتلحقيها؟!، وبتلحقيها من ايه اصلا؟!

قالت عائشة: ايه كل ده حيلك حيلك، كل ياستي اللي اقدر اقولهولك ان البنت اسمها لينا وأنا فعلا كنت بلحقها والله من مصيبة، وهي طفلة عسولة جدا هتحبيها اوي، اما بقى باقي الأسئلة مش هقدر أجاوبك عنها غير لما يجي وقتها والله لأن دلوقتي مينفعش تماما.
-وأنا مش هضغط عليكي بس لازم أعرف يا عائشة، وعد؟!
نطقت عائشة بتنهيدة و ابتسامة ودودة: وعد.

في مقر شركات الحامي جلس حامي على مكتبه المخصص في إحدى فروع شركاته العديدة والتي ماهي إلا ستار لأعمال آخرى.
كانت الأجواء يسودها التوتر بسبب غياب اخته الذي دام لمدة يومان وإن خفف حدة هذا التوتر أنه يعلم مكانها عن طريق من كلفه بمراقبة نيرة و عائشة
قطع رياض خلوته دالفا إلى المكتب وهو يقول: ايه ياابني خبطت كتير، انت مكنتش سامع!
رفع عينيه من الأوراق أمامه وهو يقول بعدم اهتمام: عايز ايه؟!

رضوان باشا بيقولك افتح تليفونك عايزك.
استقام حامي واقفا واتجه إلى هذه الشرفة الزجاجية التي تقع في أحد أركان مكتبه ووقف أمامها مطلقا تنهيدة حارة، أخرج هاتفه من سرواله وقام بتشغيله وبمجرد أن تفعل الهاتف أعلن عن اتصال من رضوان
استجاب حامي المكالمة قائلا: أيوه؟!
اندفع رضوان بهجوم: انت فين ياحامي ومبتردش على التليفون ليه؟!

عنفه حامي بنفس الهجوم قائلا: هرد عليك اقولك ايه؟! أقولك انك بعتني القصر والميموري مش في الخزنة ولا حتى البنت الصغيرة اللي قولت انها هتكون موجودة هناك مش موجودة؟!

رد رضوان قائلا: نادر الصاوي كلمني بعد تفريغ كاميرات المراقبة اللي ظهر فيها انه في ملثم دخل الأوضة اللي فيها الخزنة، مكلمني يضحك عليا ويقولي ان الميموري مش في بيته أصلا وان منتعبش نفسنا، الغريبة فعلا ان بنته مختفية من يومها وانه مبلغش حتى البوليس ولا دور عليها.
لمعت عين حامي وهو يقول: والمطلوب؟!

أجابه رضوان بتخطيط: الميموري تعرف هو راح فين، ونادر ودى بنته فين!، قبل كل ده في شحنة لازم نعدي بيها من الجمرك بالليل وانا هعتمد عليك في الموضوع ده!
عايز تعدي ايه؟!
أجاب رضوان: ألماظ
أجاب حامي بثبات: خلاص أنا هتعامل
استفسر رضوان سريعا: طيب قولي هتعمل ايه؟!
نطق حامي بسأم: الألماظ هيكون عندك بالليل.
أجابه رضوان قائلا بفخر: وانا واثق في ابني.

(كم من شر رأيته خير وسرت في دربه، وكم من خير حسبته شر ونئيت عن دربه)
في إحدى المولات الشهيرة وقفت نيرة وبجواها عائشة وهذه الطفلة الصغيرة التي شقت الأجواء قائلة بمرح: انتي هتجيبيلي فستان ياعيوش علشان فرح اخوكي والسحلية سالي صح؟!
صرخت نيرة بها بغضب معنفة اياها: بنت! عيب كده وبعدين انتي مين قالك الكلام ده.

انكمشت ملامح الطفلة بغضب وهي تقول: أنا مبحبكيش يانيرو، وبعدين انتوا اتكلمتوا قدامي وأنا سمعت محدش قالي.
مالت عائشة عليها قائلة بتهذيب: اسمها طنط سالي ياحبيبتي وهو اسمه عمو عمر، ودلوقتي هجبلك فستان جميل ونجيب ليا ولنيرو علشان نرجع القاهرة نحضر الفرح، والمرة الجاية متقلديش حاجة الكبار بيعملوها تاني ماشي ياحبيبتي.
أومأت الصغيرة برأسها موافقة وهي تبتسم بمودة.

ارتفعت عائشة إلى نيرة التي همست لها: البت دي احنا المفروض منتكلمش قدامها في أي حاجة دي فضيحة.
وصلوا إلى قسم الصغار وانتقت نيرة أحد الفساتين للصغيرة فعارضت لينا بشدة: لا وحش
همهمت نيرة بغضب: يامصبر الوحش على الجحش
كركرت الصغيرة بخفة وهي تقول: انتي بتقولي على نفسك جحش يانيرو
صرخت بها نيرة بصوت مرتفع قائلة: بت انتي.
اشتمت عائشة رائحة غريبة فتوترت ملامحها ثم قالت مقاطعة: استنوني ثانية!

تركتهم وهرولت خارج القسم وسرعان مارأت أمامها فتاة تقول بنبرة مهذبة: انتي انسة عائشة؟!
-اه
أعطتها الفتاة إحدى الوريقات قائلة: الورقة دي ليكي
التقطتها منها عائشة وسريعا ما فتحتها لتجد رسالة محتواها: مستنيكي بكره ياعيوش.
اشتمت رائحة الورقة لتجدها نفس عطره نعم انه عطر حامي فكسي الخوف والتوتر ملامحها من أن يتحول غد إلى كارثة كبرى تحل بها.

في صباح اليوم التالي وصلن الفتيات الثلاثة إلى أمام منزل عائشة في القاهرة، نزلت عائشة من سيارة الأجرة حاملة الصغيرة التي غفت من طول الطريق وتبعتهم نيرة، كانت الساعة السادسة صباحا
فنطقت عائشة: هتروحي ولا هتطلعي معانا.
نطقت نيرة بوجع: مش حمل اني اتكلم معاه تاني دلوقتي هقعد معاكي ولما كتب الكتاب يخلص بالليل هروح.
ربتت عائشة على كتفها بحب قائلة: طيب يلا بينا.

فتحت عائشة باب المنزل بالمفتاح الخاص بها وأدخلت نيرة والصغيرة إلى غرفتها وقالت بمرح: هروح اصحي عمر وارخم عليه وامهدله ان اللي حصل سوء تفاهم.
تمددت نيرة قائلة: روحي وانا هنام شوية جمب لينا.
خرجت عائشة من الغرفة مقتحمة غرفة أخيها صارخة ب: عمر
انتفض مفزوعا من نومه وعندما وجدها تقف أمامه حول وجهه عنها بعتاب بين
فااندفعت نحوه قائلة: عموري زعلان خالص، لا لا لا يااختي في عريس حلو كده.

نظر لها بطرف عينيه فقالت ببهجة: هتموت وتضحك بس كاتم الضحكة
لم يستطع تمالك نفسه فاانفجر ضاحكا فااسرعت في احتضانه قائلة: متزعلش مني ياعمر، انت لو عرفت والله اللي حصل هفهم موقفك
حدثها بعتاب قائلا: لو مزعلتش منك على رجوعك المتأخر هزعل منك على غيابك عن البيت، ده انتي حتى مقولتليش هتروحي فين وخرجتي من ورايا
تمتمت بإعتذار: أنا اسفة.

رفع وجهها قائلا بحنان: عايزين نقعد مع بعض نتكلم بعد ماكتب الكتاب يخلص، ممكن؟!
ابتسمت بمرح قائلة: ممكن، وهحكيلك كل اللي عندي كمان!
(
قد لا يزعجنا القول و لكن يؤلمنا القائل، و قد لا يؤثّر فينا الفعل ولكن يصدمنا الفاعل.!
جبران خليل جبران)
ارتدت لينا فستانها الوردي قائلة بحب: حلو يانيرو؟!
اندفعت نيرة تقول بغيظ: انتي طول اليوم مطلعة عينا واحنا بنجهز وجاية دلوقتي تقوليلي نيرو!

راضتها عائشة قائلة: حلو يا لينا يلا نيرو هتحطلك التاج واخرجي اقرفي طنط سالي
وضعت لها نيرة التاج على رأسها قائلة بهمس في أذنها: عايزة طنط سالي تشيط على الآخر
ابتسمت الصغيرة بمرح وهي تندفع إلى الخارج قائلة: أوكييييه.
في داخل مكتب حامي
تلقي اتصال هاتفي فأخرج هاتفه وأجاب بنبرة ثابته: عايز ايه يا عامر
أجابه عامر بنبرة مضطربة: أنا عملت كل اللي أنت قلتلي عليه بس في حاجة لازم تعرفها.

انكمشت ملامحه وهو يقول: اخلص هات اللي عندك.
-البت كتب كتاب أخوها النهاردة وهتسافر معاه بكرة، وفي حاجة تانية...
ألقي حامي سبابة عنيفة وهو يقول بضجر: أنت هتنقطني، انطق واخلص، أنا عارف كل اللي قلته ده
أجابه عامر برهبة: نيرة هانم أخت حضرتك معاها من الصبح.
أغلق هاتفه وألقاه بعنف أخذ عقله يدور ثائرا حتى توصل إلى حل ما، ابتسم ابتسامة جانبية وهو يقول: أنتِ اللي بدأتي اللعب معايا، يبقي تستحملي بقي اللي هيحصل.

مساءا وتحديدا في منزل عائشة، كان كل شيء على أهبة الاستعداد لهذه المناسبة السعيدة
وقفت عائشة تضع اللمسات الأخيرة على فستانها وجوارتها نيرة التي تضبط من وضع حجابها وهو تقول بمرح: حامي لو عرف إني قضيت اليوم كله هنا هيتاويني.
اضطربت عائشة عند سماع الإسم وقطع اضطرابها صوت أخيها من الخارج: يلا يابنات تعالوا الكل وصل.

هرولت عائشة وتبعتها نيرة للخارج وجلسوا على حدي الأرائك وقالت نيرة بهمس: معرفش أنا مش طايقة أم أربعه وأربعين اللي أخوكي هيجوزها دي ليه.
كركرت عائشة وهي تقول: والله ولا أنا، أقولك على فكرة احنا أول ماالمئذون يجي نشيل الدفتر ونطلع نجري.
التمعت عين نيرة بحماس: تصدقي فكرة
قطع حديثهم دلوف الشيخ والذي توسط أخيها وعروسته وبدأ في قول خطبته وختمها قائلا قولي ورايا يابنتي: زوجتك نفسي.

قالت تلك الفتاة متصنعة الخجل: زوجت...
قطع جملتها الأعيرة النارية التي دوي صوتها في المكان فهب الجميع بفزع مهرولا وقالت عائشة: اللهي تولعي يابعيدة ياريتك مازوجتيه.

ذهب الجميع تجاه النافذة فشاهدوا منظر بث الرعب في قلوبهم المنزل محاط بالعديد من الرجال الذين يطلقون الرصاصات بلا هوادة ثم شرعوا في صب ذلك السائل (البنزين) وتأهبوا لإشعال المنزل بمن فيه، تعاالت صرخات الجميع ذعرا من هذا وصرخت نيرة برعب: مين دول وايه اللي بيحصل ده!
لمحته من بعيد!
نعم هو لمحت عائشة حامي يقف بعيدا بجوار سيارته فشهقت بذعر وهي تري النار ستشب في منزلها الآن...

خلع نظارته ونظر لها مبتسما ببرود ثم أشار لها بيديه.
أخذت تلتقط أنفاسها بصعوبة وهي تراه قد أخرج هاتفه ويفعل شيء. ما
حتى وجدت هاتفها يعلن عن وصول رسالة نصية!
هرولت إلى هاتفها والتقطته بسرعة حتى وفتحت هذه الرسالة فكان نصها (لو عايزة كل ده يقف وبيتك واللي فيه ميبقوش كوم تراب، انزلي!
وقبل ماتتذاكي أختي هخرجها قبل ماالبيت يولع، معاكي تلات ثواني. ).

هرولت إلى النافذة مرة آخري فوجدته بعيدا يبتسم تلك الإبتسامة ويرفع يده مبتدأ العد
(واحد)!
انقطعت أنفاسها وقبل انتقاله إلى العدد الثاني هزت رأسها مرات متتالية تعلن الموافقة.
فسمعت صوت الرسالة الثانية وكان نصها ( انزليلي! )
انسحبت من بين الجميع وهرولت خارجا فالكل منشغل بما يحدث، بمجرد خطوتها للخارج توقف كل شيء.
نزلت بخوف وذعر تحاول الثبات بلا جدوي وصلت إلى سيارته وبدأت في الارتعاد كليا.

ضحك على هيئتها وهو يقول بمكر: أخيرا اتقابلنا وش لوش بعد اللي عملتيه، لقد هرمنا ياشيخة.
قالت بصوت متقطع: أنت عايز مني إيه؟!
قاطعها بعنف: أنا مش عايز...
أنتِ اللي حضنتي الجحيم بإيديكي.
استعدي بقي لجحيمي ياصاحبة الوشاح!
قطع حديثهم هذا الصوت الذي نطق بغضب: أنت بتزعق ليها كده ليه؟!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة