قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس

أبلغ عزيزا في ثنايا القلب منزله، أني وإن كنت لا ألقاه ألقاه
وكيف إن تبدل حال العزيز؟!، ماذا إن صار ألد الأعداء؟!، ماذا إن تحول وحش يقضي على الأخضر واليابس؟!
هل نظل ننتظر لقياه؟! أم لنا في الحق في نسيانه وإبعاده من كل الطرق التي تؤدي لنا.
لقد لقيت العزيز ولكنه تفنن في تدمير منزلته في القلب حتى صرت أقول نادمة كل دقيقة
أبلغ عزيزا في ثنايا القلب منزله، أن يبقي بعيدا. ليبقى بقلبي.

هرولت عائشة ل حامي بعد ذلك الحريق الذي كان على وشك أن يُذهب بحياة كل من في المنزل
نزلت بخوف وذعر تحاول الثبات بلا جدوي وصلت إلى سيارته وبدأت في الارتعاد كليا
ضحك على هيئتها وهو يقول بمكر: أخيرا اتقابلنا وش لوش بعد اللي عملتيه، لقد هرمنا ياشيخة.
قالت بصوت متقطع: أنت عايز مني إيه؟!
قاطعها بعنف: أنا مش عايز...
أنتِ اللي حضنتي الجحيم بإيديكي.
استعدي بقى لجحيمي ياصاحبة الوشاح!

قطع حديثهم هذا الصوت الذي نطق بغضب: انت بتزعق ليها كده ليه؟!
انتبه حامي لمصدر الصوت فمال بنظره لتلك الصغيرة التي يبدو على وجهها ملامح الغضب
فصرخت عائشة بها بغضب: لينا ايه اللي جابك ورايا. امشي روحي لنيرة.
التقط حامي كف الصغيرة قائلا بنبرة ملتوية: هو بابا فين يالينا!

حاولت عائشة إبعاد كفه عنها بحركة انفاعلية ولكنه أحكم قبضته على كفت الصغيرة التي نطقت ببراءة: بابي في البيت ومامي قالت لعيوش اقعد معاها شوية اغير جو!
تحبي أوديكي لبابا؟!
عند هذه النقطة لم تستطع عائشة تمالك نفسها وصرخت عاليا: حراااااامي، الحقو.
قطع صراخها يده التي وُضِعت على فمها قائلا بتحذير: اقسم بالله لو صوتك طلع تاني هيبقي دي اخر مرة تصرخي فيها.

طالعته بنظرات غاضبة حتى أزال يده عن فمها فنطقت بنبرة عدائية: وقح
ماهي إلا ثوان معدودة حتى هرولت الصغيرة جالبة نيرة إليهم قطعت نيرة حديثهم قائلة: في ايه؟!
التفتا لها الإثنان وعم التوتر الأجواء قطعه حامي ناطقا بحزم: اركبي العربية يانيرة!
قولي في ايه؟!، وكمان مش هقدر اسيب عائشة في مجرمين كانوا هيولعوا في البيت وهربوا!
ضرب بقبضته على السيارة عدة مرات صارخا بعصبية افزعت الثلاث فتيات: قولتلك اركبي الزفت.

انتفضت نيرة قائلة: بتزعق كده ليه، وانا قولتلك مش هسيبها في موقف زي ده!
استشاطت ملامحه وتلونت عينيه بلون الدماء وعلى حين غرة جذب عائشة من يدها بعنف ساحبا إياها كالبهيمة إلى موضع سيارته في وسط صوتها الحاد: استني هنا انت ما سكني كده ليه؟!
أدخلها إلى السيارة عنوة وأغلق الباب قائلا بضجر: هتدخلي انتي وهي مشيرا إلى لينا ثم تابع قائلا: ولا ادخلكوا انا.
صرخت لينا عاليا: ياعمررر.

ضحك حامي بسخرية قائلا: لا ياحبيبتي عمر زمان رجالتي عنده.
نظرت له نيرة بصدمة من حالته ونطقت بخوف: انت عامل كده ليه، انت اللي بعت الناس دي تولع في البيت؟!، انت فيك ايه رد عليا؟!
فتحت عائشة زجاجة السيارة صارخة ب: في انه مجرم، ووالله العظيم ما هرتاح إلا لما أسجنك!
نطق بتحدي ناظرا لها: هنشوف مين اللي هيسجن التاني!

هب إلى أخته والصغيرة التي تحملها وأدخلهم إلى السيارة بنفس الطريقة وسط بكاء لينا الذي ارتفع دويه.
جلس في مقعد القيادة وقاد سيارته وسط تذمر الثلاثة وصرخات عائشة العالية: أنا هوريك واعرفك ازاي تخطفني من قدام بيتي.
نظر للطريق أمامه قائلا بغموض: هنشوف.
في نفس التوقيت داخل منزل عائشة و عمر.

كان عمر يستشيط غضبا من هذه الحوائط البشرية التي تمنعه الخروج من منزله لملاحقة شقيقته التي اختفت هي وصديقتها والصغيرة على حين غرة
صرخ عاليا بمن يسدون الطريق امامه: عارف انت وهو لو مااتزحزحتوش من هنا وخلتوني انزل والله ما هيحصل طيب.
نطق آحدهم بآلية: حضرتك تقدر تعمل اللي عايزه وبرضو مش هتنزل من هنا.
كانت سالي تستشيط غضبا وهي تنطق ب: أنا متأكده ان كل ده بسبب الحرباية اختك!

عنفها عمر قائلا بتحذير: اختي خط أحمر ياسالي عندها وتقفي وتفكري مية مره قبل ماتنطقي كلمة عنها!
استشاطت سالي غضبا وهو تقول: ماهو ياانا ياأختك ياعمر.
ضحك ساخرا وهو ينطق بسخرية: وانتي مفكرة انك لما تخيريني هختارك!، بلاش تحطي نفسك في موضع زي ده ياسالي.
يعني ايه ياعمر؟!
نطق بسأم: يعني احنا لسة على البر وكتابنا لسة مااتكتبش فلو قررتي المقارنة دي تاني دبلتك هتكون عند أبوكي.

تصنعت نبرة اللوم قائلة: ده اخر كلام عندك ياعمر؟!
تجاهلها إلى جواله عله يستطيع الوصول إلى حل للخروج من المنزل قائلا: معنديش كلام غيره يا سالي!
تنفست بعمق وهي تتمتم داخليا محدثة نفسها بغيظ: كده البت دي بقت خطر عليا، وأنا هوريك ياعمر باشا أنا هعملك ايه فيها.

صف حامي سيارته أمام مزعة تحوي العديد من الخيول العربية الأصيلة ويقع بجوارها منزل صغير يشبه الأكواخ ولكنه أنيق للغايه من الخارج، خرج حامي من سيارته وهتف بلهجة آمرة: نيرة قدامك تلات دقايق تاخدي البنت الصغيرة وتدخلي البيت اللي هناك كده
اتت نيرة لتقاطعه فصرخ بها عاليا: مش عايز نقاش يا نيرة بدل ما ورحمة امك ادفنهالك هنا!

نزلت نيرة بتوتر من السيارة حاملة لينا التي غطت في نوم عميق، بدت ملامح الخوف على وجهها من هذا التحول الجذري الذي حدث لأخيها والذي تراه لأول مرة.
سارت بتوئد نحو المنزل تجر خطواتها بصعوبة في عتمة الليل التي لايضيئها سوى النجوم اللامعه في السماء.
فتح حامي باب السيارة الآخر ونطق بنبرة عالية كي تستيقظ عائشة وهو يضرب على مرفقها بعنف: قومي
فاقت من نومها وهي تفرق عينيها من اثر الظلام حولها: احنا فين؟!

سحبها من مرفقها دون أن ينطق بأي كلمة وهو يجرها خلفه فصرخت عاليا: أنت ياجدع انت، هو انت كل شوية هتسحبني كده زي الجاموسة ولا بتنطق حتى، انطق انت واخدني فين تاني. ربنا ياخدك ياشيخ.
لم يجب على أي مما تقوله وصل بها إلى غرفة مظلمة مجاورة للمنزل والمزرعة وأخرج مفتاحه وفتح البوابة، جرها خلفه لتصبح داخل تلك الغرفة التي تعمها العتمة وخالية من كل شيء لايوجد بها سوي فراغ فقط حتى الأرضية غير مغطاة.

دفعها إلى الداخل بقوة فنطقت بغل: هحبسك وهتشوف!
ابتسم ساخرا من زاوية فمه وخرج من تلك الغرفة وهو يغلق بابها بالمفتاح مرة اخري...
سمع صوت عائشة من الداخل وهي تقول: انت رايح فين؟! أنا اخويا مش هيسبني هنا، وبرضو الميموري اللي انت عايزه مش هتاخده، ثم صرخت عاليا: ياحقييير.

لمعت عيناه بنظرات التحدي قائلا بشر دفين: وفري كلامك ده للمرحلة الجاية علشان هتحتاجيه كتير اووي ولو على الحقارة والوقاحة فأنا لسة مورتكيش حاجة منهم.
نطقت بغل: يعني ايه الكلام ده؟!
ضحك عاليا وهو يجاوبها برده المعتاد: يعني سلام ياعيوش.
ثم أدار ظهره راحلا إلى تنفيذ العملية التي كلفه بها رضوان.

هوت عائشة على الأرضية الباردة في تلك الغرفة المظلمة ونطقت بتذمر: حتى مش مكلف نفسه يفرش حاجة على الأرض والله لهوريه أنا هخرج يعني هخرج!
في الثانية عشر منتصف الليل
كانت سيارة حامي تشق طريقها عائدة بعد مهمة استغرقت وقت ليس بالقليل نطق رياض الذي يجلس بجانبه بسأم: يا حامي قولي وديت الألماظ فين؟!
كان ينظر إلى الطريق أمامه وهو يقول بثقة: هو مش رضوان ليه ان الألماظ يعدي، أنا هعديهوله.

حاول رياض تمالك فضوله بصعوبة وهو يقول: طيب قولي العربية النقل اللي انت ممشيها ورانا دي محملة ايه؟!
نطق حامي بغموض: هو مش رضوان قال ان لازم نستلم الألماظ في المكان اللي كنا فيه علشان ده شرط التسليم!
-حصل
تابع حامي قائلا: ومدام استلمنا هناك يبقي لازم هنعدي على كمين، واني اشيل كمية ألماظ زي دي معايا هيبقي مغامرة خسرانة.
نطق رياض: طب وهتتصرف ازاي؟!

كانوا قد وصلوا بالسيارة إلى موضع الكمين فأوقف حامي سيارته قائلا لرياض وهو يشير للسيارة الآخري أن تتوقف: اتفرج.
اقترب أحد ضباط الكمين من سيارة حامي قائلا: الرخص.
أخرجها حامي وأعطاها للواقف أمامه بكل ثقة، كانت ملامح رياض تدل على التوتر والخوف مما جعل الضابط يشك في أمرهم فنطق قائلا: العربية اللي وراك دي محملة ايه؟!
استشاط حامي من توتر رياض ولكنه أجاب بثبات: محملة علب لبن!

قال الضابط بحسم: نزلي يابني كرتونة من دول وافتحها.
نظر له حامي بتحدي وقال بثقة: الشحنة دي اتفتشت مرة في الجمارك وعلى الرغم من انه مش من حقك تفتشها بس أنا هسيبك تفتش.
استشاط الضابط غضبا من طريقته وفتح أحد العلب ليجد بها عبوات من اللبن الرايب المعبأة صناعيا في عبوات جاهزة للبيع.
فتح الضابط أحد العبوات ليجد اللبن بداخلها
فنطق حامي بضجر من الانتظار: ايه ياباشا، لقيت استروكس في اللبن ولا ايه؟!

حاول ضباط الكمين كتم ضحكاتهم، فأغلق الضابط الزجاجة وأعادها مكانها وتم وضع العبوة في السيارة مرة آخري ونطق الضابط بغضب: تقدر تمشي!
أراد حامي أن يزيد من غضبه فنطق محدثا رياض: بس صحرا وبرد وجو يعني رومانسي من الآخر، ثم كركر عاليا وهو يقول للضابط قبل أن يدير عجلة القيادة: have fun بقي ياباشا.
بمجرد عبورهم أطلق حامي سبة لعينة لرياض قائلا بغضب: توترك كان هيبوظ الدنيا.

نطق رياض ب: أنا قلقت يكون الألماظ في عربيتك.
نطق حامي شارحا: الألماظ في علب اللبن، كثافة اللبن أقل من كثافة الألماظ فلما تحط الألماظ هيفضل تحت في آخر العلبة وبما ان العلب كرتون فمفيش أي حاجة باينة منها.
حملق رياض به وهو ينطق بدهشة: ياابن اللعيبة، انت دماغك دي ايه؟!، سم؟!
ابتسم حامي على عبارات رياض وانتبه عندما نطق رياض ب: طيب وانت هتعرف منين الكراتين اللي فيها الألماظ.

-علبة اللبن اللي فيها الألماظ قعرها اسود.
واسكت بقي علشان صدعت منك وشغلنا أي حاجة نسمعها.
استجاب رياض له وعلت أصوات الموسيقي في السيارة ولم يكن يعلم أن هناك كارثة باانتظاره.
عاد حامي إلى تلك المزرعة التي غادرها من ساعات، كانت خطواته تجاه المنزل أولا ولكنه استدار إلى تلك الغرفة النائية التي وضع عائشة بها
وصل إليها وأخرج مفتاحه ليفتح البوابة ولكنه وجدها مفتوحة بالفعل!

انتبهت حواسه كليا ودلف إلى الغرفة فكانت خالية ولا يوجد ل عائشة أثر.
خرج سريعا واستطاع تحديد اقرب مكان يمكنها الهرب منه فقاد سيارته بسرعة شديدة حتى وجدها تهرول في الطريق بأقصي سرعة لديها.
عده طلقات دوي أثرها في هذا الجو الساكن وعتمة الليل كانت كفيلة بصراخها العالي وأن تزيد من سرعة هرولتها.

أوقف سيارته وخرج سريعا يلاحقها في هذا الطريق المظلم الذي لايوجد به سواهم، استدارت لتراه خلفها فتعثرت وانخلع حذائها، لم تهتم له فقط أكملت هرولتها حتى وجدت طريق جانبي اتخذته وتخفت سريعا.
أخذت تلتقط أنفاسها بعنف بعد أن انقطعت عنها. كانت الظلمة محيطة بها ولكنها اطمئنت بأنه لم يري المكان الذي تخفت به
دقيقة!، اثنان!

حتى شعرت بحركة خلفها وقبل أن تستدير وجدت السلاح مصوب على رأسها من الخلف و حامي مقتربا من عنقها ويقول بهمس مميت: انتي اللي اختارتي موتك، وأنا مش هراجعك في قرارك ده.!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة