قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الرابع والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الرابع والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الرابع والثلاثون

يوما ما
ما أجمل البدايات، ولكن هل دائما ماتكون البدايات جميله؟!، ليست كل بدايه رائعه ولا كل نهايه تعيسه.
دائما ماتجبرنا الطرق على السير رغما عنا، نسير للمجهول الذي تفجعنا بدايته نيأس ونحزن ولكن سرعان ما تأتي البداية الحقيقية، اول لحظه، اول كلمه، اول دقه صادقه، اول نظرة ناطقة من صاحب القلب المظلم.
شعور مختلف وحياة آخرى، البحر يفتح يديه لنا هل تعطني يدك لنغرق به معا!
أم ستجبرني على طريقك ياوحشي.

في داخل غرفة المصحة
اتسعت عيناها بصدمه، وعلت الضحكه وجهها وهي تحاول استيعاب هل ما سمعته حقيقه أم خيال كاذب
هل عبر عن مشاعره!
استدارت سريعا تهرول نحو الفراش وهي تقول بعدم تصديق: قلت متضايق صح؟!
افترشت الأرضية لتجلس عليها مستنده بظهرها على الحائط وهي تشير له: يلا انزل.
رمقها بإستغراب لتفك هي شفرة اندهاشه قائله: انا مبعرفش اسمع حد غير وانا قاعدة على الأرض كده.
ومين قال عايزك تسمعيني؟!

رمقته قائله: انزل بس انزل.
تنهد عاليا بتعب ثم تحرك من جلسته ليجلس جوارها على الأرضية مستندا بظهره هو الآخر على الحائط، رفع رأسه عاليا ينظر بشرود بينما قطعته هي: متضايق ليه بقى؟!
استدار لها تحاوطها عيناه بادلته نظراته ليردف بتعب جلي: مش هحكي.
لاحظ حركة يدها إذ أنها تقبض عليها هامسه بشيء مجهول فسألها مستفسرا: بتعملي ايه؟!
أصل انا لما ببدأ ازهق بعد من واحد لعشره لو خلصوا بضرب اللي قدامي.

ابتسم من زاوية فمه فقالت هي بإقتراح وقد اعتلى الحماس وجهها من جديد: طيب اقولك احنا نلعب لعبة صراحه، انت تسألني وانا اسألك بس تجاوب بصراحه.
رفع حاجبه وكأنه يفكر في عرضها فقالت بغيظ: متجاوبش السؤال اللي ميعجبكش.
موافق بس هسأل انا الاول.
أومأت مسرعه قائله: اسأل.
كانت نظراته غامضه وهو يبدأ في لعبتهم قائلا: اكتر حاجه بتخافي منها.

نطقت سريعا وبدون أي تفكير: بخاف من حجات كتير. بخاف من الحجات اللي بتسحب النفس وتقتل الروح بالبطيء بس لو هنتكلم عن حاجه محدده بخاف من البحر والمايه.
حرك رأسه علامه على الاستفهام وهو يقول: ليه؟!
أشارت بإصبعها نافيه وهي تقول: لا لا لا متفقناش على كده انت سألت مره هسأل انا بقى، تصنعت التفكير ثم سريعا ماتابعت وعيناها تشع صدق خالص: فين حامي؟!
أشار على ذاته قائلا: قدامك اهو.
انت عارف انا اقصد ايه.

أظلمت نظراته وابتلع ريقه بألم وهو يقول: مات، صاحبك مات.
كان قد حرك رأسه للجهه الآخرى فأعادته بيدها قائله: ليه حكمت عليه بالموت؟!
قلدها في حركتها السابقه وهو يقول: ده دوري انا، بتخافي من البحر ليه؟!

البحر ده عامل زي واحده جميله اووي بس مليانه سم لو انت واخد ترياق ضد السم ده هتحبها لكن لو مش واخده وانجرفت ورا الجمال هتموت مسموم، انا بخاف من البحر علشان مبلاقيش فيه الأمان ومع ذلك بحب جدا القاعده قدام المايه وجمالها، احب من بعيد لكن ترميني ليها تبقى بتموتني.
ابتسمت بحماس متابعه: اسأل انا بقى، انت ليه اعتبرت ان صاحبي مات، ليه منقولش انه عايش، وانت اللي بتحاول تموته ومش عارف.

أجابها بتعابير مبهمه ولكن الألم بدى على طياتها: صاحبك لو عاش مكانش هيقدر حتى يحمي نفسه، مش احنا اللي بنختار الطريق، الطريق هو اللي بيفرض نفسه.
بس احنا اللي بنختار نكمل ولا لا.
ابتسم على حديثها مردفا: في طرق بتبقى ذهاب بس ملهاش عوده.
ترك قلادة المفاتيح التي أشغل نفسه بها وتابع بحماس: دوري، ايه اكتر حاجه نفسك تعمليها؟

اتسعت ابتسامتها وصفقت عاليا هاتفه بمرح: انا نفسي في حجات كتير اووي بس اكتر حاجه نفسي اعملها دلوقتي اكل ايس كريم توت واشرب ليمون بالنعناع.
ابتسم بسخريه وهو يردف: دي اقصي طموحك.
تحدثت بفخر وتمثيل الغرور: أنا قنوعه، وانت ايه اكتر حاجه نفسك تعملها دلوقتي.
استدار لها لتواجه عيناه عيناها وهو يردف بعبث: اكتر حاجه نفسي اعملها دلوقتي هي...

تصنع التفكير ثم على حين غره وضع يده خلف رأسها لتقترب منه، شهقت هي عاليا بينما قطع هو شهقتها حينما مال عليها مقبلا ثغرها
وفجأة دوى صوت الباب الذي فتحه أحدهم عاليا لتصرخ نيره ب لينا: انا هوريكي
ابتعدت عائشة سريعا بعدما فرت من أسفل يده المحكمه عليها بصعوبة بينما رمق هو نيره بغيظ، التي قالت بدهشه: انتوا قاعدين ع الأرض كده ليه؟!
جاورتها لينا تقول: مالك ياعيوش؟!

ثم أشارت على وجنتاها قائله: انتي عندك حساسيه فخدودك محمرين.
عمر برا؟!
نطق بها حامي ليقطع دهامهم المفاجيء، فأمائت نيره برأسها بالإيجاب وهي مازالت تتفحص الوضع، تصنع القيام للذهاب للخارج ولكنه تأوه بتمثيل: اااه.
ساندته عائشة سريعا وقد هبت من مكانها قائله: معلش انا هساعدك.
بمجرد ان وقفت جواره يستند عليها همس لها خفيه: انا عملت اكتر حاجه كان نفسي فيها دلوقتي.

فر من يدها التي تساعده قائلا بمكر: خلاص ياعيوش انا هخرج لوحدي.
اتي ليخرج فااستدارت له لينا فغمز لها فضحكت مقلده إياه.
بمجرد خروجه نطقت نيره بغيظ: انا عايزه اعرف حالا ايه اللي كان بيحصل هنا، من امتى القعدات الوديه دي!
تجاهلت عائشة الموقف حينما رفعت صوتها قائله بغيظ: فين عمر، عمر طلع مش قايل ل حامي انه واخدك وخارج وحامي كان هيبهدل الدنيا.

شهقت نيره عاليا وهي تقول بذعر: يالهوي يعني هو كان بيسأل على عمر دلوقتي علشان يمسكه السلك عريان.
هرولت نيره نحو الخارج بينما ارتفعت ضحكات عائشة و لينا على هيئتها.
طب والله انا ساكتلك بس علشان انت جوز اختي.
قالها عمر بغيظ بعدما لكمه حامي في وجهه ناطقا بغيظ: هو انت لسه ليك عين تتكلم، اسمع ياض انت، انا هديك رقم هتتصل بيه هيرد عليك منظم حفلات موجود في مصر، هتخلي نيره تتكلم معاه.
تتكلم معاه ليه؟!

أجابه وهو يعدل من هندامه: هتتفق معاه على تفاصيل الحفله اللي هتحصل الأسبوع الجاي.
لم يستطع عمر استيعاب مايحدث فنطق بإستغراب: حفلة ايه؟!
ضرب حامي على وجنة عمر قائلا بإبتسامه صفراء: خطوبتك ياعريس.
اقتحمت نيرة الغرفه وهي تحتضن اخيها قائله بفرح: خطوبه صح. انت قولت خطوبه...
ظلت تقفز بفرح بينما بادلها عمر فرحتها قائلا: يافرج الله انا كنت قربت اخلل.

تركهم حامي في وسط احتفالاتهم بينما توجه للخارج وقد استعادت نظراته ظلامها وهو يجري اتصالا قائلا: انا فاضي النهارده تقدر تستناني، نص ساعه وهكون عندك ابعتلي ال location.
في داخل شركات العمري
صرخ يحيي في وجه من يقف أمامه قائلا بغضب جم: يعني ايه الورق مش موجود؟
ارتبك الماثل أمامه وحاول التحدث قائلا: يافندم انا معرفش حاجه. بس عندي فكره احنا ممكن نرجع لكاميرات المراقبه نشوف لو حد خد الورق.

أطاح يحيي بكل مايوجد على المكتب أمامه واستقام واقفا وقد خلع سترته وألقاها بإهمال على الأرضية وسحب الموظف من ملابسه بعنف وهو يجأر ب: اسمع ياروح امك، ورق الصفقه ده محدش يقدر يوصله غيرك، واظن اللي هيسرق اكيد هيبقى عامل حسابه في تعطيل الكاميرات، يعني لو الورق ده مرجعش قبل ميعاد الصفقه اللي هو بعد كام يوم. هوريك ايام اسود من اسود ليله قضيتها في حياتك.
ارتعد الموظف بينما هزه يحيي قائلا: سامعني ياحيلتها.

هز الموظف رأسه سريعا بخوف بينما أمره يحيي بالإنصراف، جلس يحيي على مقعده وقد فتح حاسوبه متمتما بسخريه: لما نشوف بقى أم العيال.
ظهرت على الشاشة مي ومعها إحدى صديقاتها في منزلها، تمدد يحيي واضعا قدم فوق الآخرى وهو يتابعهم بتركيز
في نفس التوقيت داخل منزل مي
ارتفعت ضحكات مي وهي تقول: تفتكري شافتها؟!

مطت صديقتها شفتيها بعدم معرفه ولكنها طمأنتها قائله: اكيد الجروب عليه اكتر من 2 مليون بنت، بس قوليلي عرفتي منين انه مظبط مع واحده.
ابتسمت مي بمكر قائله: من مكالماته، حتة عيل رمت له عضمه وجابلي مكالمات يحيي كلها، و اتصدمت ان الباشا بيحب واحده اسمها زينه وداخلين على مشروع جواز كمان، فكان لازم اعطل الدنيا شويه.
استفسرت صديقتها وقد قطبت حاجبيها: طب افرضي طلب يعمل تحليل ال DNA.

مش هعمله طبعا، انا عملت كل الحوار ده علشان افركش علاقته مع البت دي.
نطقت صديقتها بقلق: بس صدقيني هو مش هيسكت. واكيد البت دلوقتي شافت الصور اللي صورتهالكوا في الكافيه وقالبه الدنيا.
ابتسمت مي بتحدي قائله: ده لو لحقوا يعملوا حاجه اصلا.
تنهد يحيي عاليا وأردف بشر: انا هوريكي العمايل شكلها ايه.
رفع هاتفه ليجري اتصالا هاتفيا، نطق بنبره حانيه مثلها جيدا: مي، احنا هنتجوز في اقرب وقت.
بعد مرور أسبوع.

كانت الصحافة تلتقط الصور في افتتاح الشركه التي ترأسها رضوان و نادر، قصا الاثنان الشريط وتعالت الصقفات الحاره، كان كل منهم يرفع رأسه بفخر بينما توجه أحد الصحفيين نحو رضوان يسأله: سمعنا انكم بتحضروا لصفقة مهمه بمناسبة الافتتاح.
أومأ رضوان بفخر قائلا: فعلا الصفقه هتتم دلوقتي مع شركة (، ) الأمريكية.
تدخل صحفي آخر: بس الشركه دي كانت هتتعاقد مع (العمري جروب).

قهقه نادر عاليا وهو يردف: حبيبي ده بيزنس. واظن الكل عارف ان حامي العمري دلوقتي في مستشفي بره ويا عالم هيقوم منها ولا لا، أكيد الناس مش هتوقف شغلها علشانه.
لاحظ رياض انسحاب الصحافة المفاجيء، بينما همس نادر: هو في ايه، الصحافة بتمشي ليه؟!
التقطت مسامع الثلاثه صوت أحد المصورين يقول بلهفه: يلا بسرعه ياشباب جالي خبر، حامي العمري هيوصل المطار كمان دقايق.

نظر الثلاثه لبعضهم بدهشه وقلب كل منهم قد وجل مما هو قادم.
هبط حامي من الطائرة بهيبته المعتادة، كان قد تخلى عن ملابسه الرسميه ليرتدي ملابس شبابية معاصره سروال باللون الاسود يعلوه تيشرتا قطنيا على الرغم من بساطته ولكنه برع في إظهار وسامته، جاورته عائشة و لينا و نيره و زينه
بمجرد أن وقعت عين عائشة على هذا الكم من المصورين نطقت بريبه: ايه حرب الهكسوس دي؟!

بادلتها نيره دهشتها بينما اندفع أحد المصورين ناحية حامي قائلا: ممكن نعرف حضرتك فعلا كنت مصاب في تركيا ولا لا؟!
قاطعه آخر قائلا: حضرتك تعرف ان الصفقه اللي المفروض تكون مع شركتك بتتعمل دلوقتي بس مع الشركة الجديده اللي برئاسة رضوان عبد الحي ونادر شريكه.
اندفعت أحد المصورات وقد أبعدت زملائها المتراصين بغلاظه وهي تقول بهيام: اللبس الكاجول يجنن على حضرتك ياتري مين اقترح عليك تغير الفورمال.

ارتسمت ابتسامه صفراء على وجه عائشة وهي تبعد تلك المتبجحه قائله: انا.
اندفع احد المصورين قائلا: مين حضرتك.
نطق حامي أخيرا قائلا بثبات: مدام العمري.
تعالت صيحات الاستغراب والدهشه بينما نطق أحدهم: ازاي مش كان في مشروع جواز مع انسه إيلي.
مصرحتش بحاجه زي كده.

علت ابتسامة عائشة وجهها بعدما صرح بذلك بينما نطق هو بحزم: أنا مش هرد على أي اسئلة دلوقتي، بس كلكم معزومين بكره في حفلة خطوبة نيره العمري، في الحفله هتلاقوا إجابه لكل أسئلتكم.
اسرعوا نحو السياره حينما وجدوا حامي متجه نحوها يتبعه الفتيات، بينما أشار هو للسائق ليذهب مسرعا من بينهم.

وهو يرسل رساله نصيه إلى أحدهم: ابعت ايفنتات ل رضوان و نادر و رياض و مي و أمير يتبعتله ايفنت مخصوص، عايزهم كلهم موجودين بكره.
همست نيره بقلق ل عائشة و زينه: هو ايه اللي هيحصل بكره؟!
حركت عائشة رأسها قائله بسخريه: عارفه مذبحة القلعه أخوكي هيحيي ذكراها بكره.
ارتفعت ضحكاتهن جميعا بينما انشغل حامي فيما يفعله.

نزلوا جميعا من السياره كل منهم يسير بتعب إلى داخل القصر بينما هلل الحراس فرحا بقدوم رب عملهم، وقف حامي يملي عليهم اوامره بينما دلفن الفتيات إلى الداخل، ليجدن كل شيء مجهز كما تم التخطيط له فنطقت زينه بإنبهار: عمر عمل كل حاجه صح جدا، اكيد حامي هيفرح اووي.
نطقت لينا بحماس: اطفوا النور بسرعه.
أظلموا المكان تماما ووقفن على أهبة الاستعداد وبمجرد دلوف حامي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة