قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس والثلاثون

قبل أي حاجه ياجماعه انا والله مواعيدي اليومين دول متلغبطه بسبب الكليه وكده، بحاول اكون منتظمه معاكم والله وانزل التلات فصول المواعيد بس هي اللي ممكن تختلف فعذرا جدا مني، بالنسبه للفصول هي مش قصيره كل الحكايه ان الفصل بقى قسمين فقسم بيكون قصير والتاني بيكون طويل، اتمنى متزعلوش ونقدر بعض معلش
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني
في قصر العمري.

أظلمن الفتيات المكان تماما ووقفن على أهبة الاستعداد، دلف حامي إلى ساحة القصر ليجده مظلما تماما فنظر حوله بإستغراب وهتف عاليا: نيره
قفزت نيره عليه تحتضنه بينما أشعلت لينا الأنوار في وسط صراخ نيره العالي وهي تهتف ببهجة: كل سنه وانت طيب، كنا متراهنين انك هتنده اسمي اول واحده.

قطب حاجبيه ودار بعينيه في المكان متأملا إياه، كل شيء مرتب بعنايه، الساحه مزينه والطاوله ممتلئه بكل أنواع الحلوى، وهناك طاوله آخرى موضوعه في أحد الزوايا بحرص.
ابتسم محركا رأسه غير مصدقا لما يحدث فقطعت لينا اندهاشه قائله: دلوقتي وقت الهدايا.

اخذته لينا من كفه فسار معاها ناحية هذه الطاوله حينها بدأت زينه السرد بحماس: كل واحده فين حاطه على الترابيزه دي كارت كاتبه في انت ممكن تلاقي هديتها فين، وانت عليك تفهم قصدها من اللي مكتوب.
أسرعت لينا نحو الكارت الأول قائله: انا اول واحده.
افتتحته بحماس لتملي عليه مافيه قائله: لينا حاطه الهدية في أعلى مكان في الكون.

توجه حامي ناحية أحد المقاعد وجلس عليه وقد وضع ساق فوق الآخرى قائلا بملل: لا ده الموضوع شكله مطول، حلوا انتو الألغاز دي بقى مع نفسكم.
همست عائشة بغيظ لنيره: اشتمه دلوقتي يعني، البسه التورته دي في وشه على البرود ده.
نطقت نيره بغضب مماثل: خلاص ياحامي احنا هنروح نجيب الهدايا ونيجي.
ضربت نيره لينا بخفه قائله بتذمر: امشي قدامي يااختي ماانتي السبب، قال أعلى مكان في الكون، هيدور فين يعني اهو سابنا وقعد.

نطقت لينا بغضب طفولي: مش لازم لغز محير.
صرخت عائشة وهي تتوجه للخارج: مشوووها من قدامي.
بعد قليل من الوقت. عادت كل منهن تحمل في يدها الهدية الخاصه بها.
توجهت لينا مهروله نحوه أولا تقدم هديتها بإبتسامه واسعه قائله: كل سنه وانت طيب.
مسح على خصلاتها قائلا بإبتسامه: وانتي طيبه يالينا.
افتتح العلبه الحاويه لهديتها ليجدها تحوي حذاءا رياضيا أنيقا من نفس ماركته المفضله.

برزت غمازتيه وهو يقول ضاحكا: حلو اوي ياليو.
قفزت لينا عاليا واحتضنته قائله: انا احلى هديه.
حل دور نيره لتردف بحماس جلي: جيبالك بقى، بص هتتفاجأ بجد.
التقط من الهديه وهو يقول بريبه: مش مرتاحلك.
بدأ فتحها بهدوء وبمجرد ان انتهى انطلق منها صوت انفجار عالي.
رمقها ببرود رافعا حاجبه الأيسر بينما نطقت هي ببراءة: دي لعبه والله صوت بس.
ارتفعت ضحكاتها قائله: آسفه، اسفه، بص بقى الهدية الحقيقيه.

فتحت أحد العلب ليظهر خاتم أنيق من الفضة توسطه أسد شامخ رافعا رأسه للأعلى. وقد حفر على الخاتم من داخله حروف اسم حامي.
تأمله بإعجاب جلي مردفا: مش زوقك ده، مين اللي اقترح عليكي بقى؟!
رفعت نيره رأسها بفخر قائله: انت بتشكك فيا ولا ايه، زوقي وفكرتي طبعا.
همس بإنبهار حقيقي وهو يتفحصه: عجبني اووي.

حل دور زينه فااقتربت قائله بحب: أنا طول حياتي كنت مقتنعه اني مستاهلش اعيش حياه حلوه، حتى لما عرفت انك اخويا كنت بقول انا مستاهلش يكون عندي أخ زيك، مش عارفه اقول ايه بس كل اللي اقدر اقوله انك أكبر بطل في حياتي.
مسحت نيره الدمعه التي فرت هاربه وأسرعت محتضنه إياها قائله: وانتي احلى حاجه في حياتنا.
احتضنها حامي هو الآخر بحب قائلا بنبره متناغمه: زينه زينه زينه.

ابتسمت نيره وتابعت كلمات الأغنيه التي لطالما غنتها والدتهم ل زينه: زينه غاليه علينا زي ضي عنينا. زينه زينه زينه.
ضحكت زينه بفرح حقيقي وأخرجت أحد الصور وبدأت تزيل الغلاف قائله بفرح: بصوا.
ظهرت صورة كبيره مرسومه بالفحم ل حامي، نطقت بفرح: انا رسمتها.
تأملها حامي ونطق مداعبا: حلوه اووي بس هو انا مال تعابير وشي متخلفه كده ليه، ايه ده استني هو في عين مش موجود ولا بيتهيألي.

وكزته في كتفه وقد علت ضحكاتها مردفه: ده صوره قمر.
استمري استمري.
حل دور عائشة فتقدمت بإرتباك وتعثر ولكنها تماسكت قائله: كل سنه وانت طيب.
لاحظ ارتباكها فاابتسم بمكر قائلا: وانتي طيبه ياعيوش.
لم تكن تحمل أي هدايا فقالت لينا: هدية عيوش بره في الجنينه.
جيبالي البوكس ولا ايه!
أخذته نيره من يده قائله: اه وانا اللي هسلمك.

اتجهوا جميعا نحو الخارج، ليتفاجأ هو من منظر هذه الدراجه الهوائية التي تتوسط الحديقه وبجوارها أحد الأقفاص الذي يحوي عصفور صغير.
تيبث مكانه يرمق ما صدمته به، لم يكن يتوقع أبدا أن تحضر هذا، ماذا تفعل هي؟!
وجدها تقف بجانبه متحمسه ليردف: ايه ده!
تصنعت الإستغراب قائله: ايه الغريب، عجله وعصفور.
ألقى نظره أخيره على الدراجه نطقت بكثير من الألم. ثم استدار معطيا ظهره لهم وهو يقول بجمود: هديه مش مقبوله.

وقفت نيره وزينه بجانب عائشة التي نطقت بألم: بيحاول يهرب من أي حاجه تفكره بماضيه.
همست نيره بحزن: بابا قبل ما يموت وعده يجبله عجله وعصفور لأنه كان نفسه فيهم جدا.
تنهدت عائشة عاليا: حامي مش عايز يتغير، حامي بيحارب علشان يخلي صورة الوحش، تابعت بتحدي سافر: بس لا هيتغير يعني هيتغير.

انطلقت عائشة نحو ذلك القفص الحاوي للعصفور تحمله وتهرول لأعلى بينما تبعتها زينه تحاول ملاحقة خطواتها هاتفه: عائشة. استني بلاش تهور.
لم تستمع لأحد بل اتجهت إلى الجناح الخاص به ودفعت الباب بغضب متجهه إلى الداخل، أغلقت الباب خلفها ووقفت مردفه بتحدي: رفضت الهديه ليه؟!
توجه ناحيتها حتى أصبح أمامها ليردف بغضب: انتي عايزه ايه؟!

أردفت بإستنكار: انا اللي عايزه ايه؟!، انت اللي مش عارف حتى انت عايز ايه، بتهرب من ماضيك ليه؟!، بتهرب من أي حاجه تخليك إنسان كويس ليه؟!، مجرد عصفور في قفص خوفك علشان مربوط بحبل ماضيك، مجرد عجله اتمنتها وانت صغير جابتلك رعب لما شوفتها.
صرخ بها عاليا وقد توحشت ملامحه واحمرت عيناه: ملكيش دعوه، أنا حامي العمري اللي خطفك و اتجوزك غصب عنك وهفضل كده طول عمري ومن غير أي أسباب عاجبك عاجبك.

امتلئت عيناها بقطرات الماء التي أبت النزول وهي تنطق: ولو مش عاجبني؟!
أظن انا حذرتك من الأول تبعدي وانتي اللي مشيتي في طريقي بإرادتك.
صرخت به قائله: طريقك اللي انت نفسك مبتمشيش خطوه فيه غير لما تتمني ألف مره انك ترجع لنفسك القديمه.
جأر عاليا بغضب: محدش قالك كده.
أشارت على قلبه قائله ببكاء: ده قالي كده.
أزاح يدها بعنف مبتعدا وهو يقول: ده مش موجود اصلا!
اديله فرصه.
صرخ عاليا: يووووووووه.

تركها وخرج دافعا الباب بغضب عارم وقد هرول نحو الخارج هاربا من كل شيء حتى من نفسه، ألقى نظره على الدراجه القابعه بمنتصف الحديقه ثم سريعا ماهرول نحو سيارته.
وأحب تاني ليه. واعمل في حبك ايه
ده مستحيل قلبي يميل ويحب غيرك ابدا، اهو ده اللي مش ممكن أبدا.

صدع صوت السيده أم كلثوم من المذياع بينما جلس هو على الأريكة مريحا رأسه وقد أغمض عينيه، خرجت هنا حامله لطبق أم علي وبجواره طبق آخر به تين مجفف، وضعتهم على الطاوله قائله بحنان: وادي كمان التين اللي انت بتحبه.
جلست جواره على الأريكة قائله: مالك ياحامي؟!
استدار لها قائلا بألم: معرفش.
حبيتها؟!

لم يجيبها فقط صامت بينما تابعت هي: انت مش قادر حتى تصرح لنفسك انت شعورك من ناحيتها ايه، اقنعت نفسك ان قلبك مبقاش يدق. ولما دقلها رجعت عيل صغير عمال يلف في دايره ملهاش نهايه، الحل الوحيد والنهاية المضمونة هي.
لم يجيبها مره ثانيه فقط يستمع فقالت هي: أنا معرفش انت اتجوزتها ليه؟!، بس لو هتفضل كده طلقها وخليها تشوف حياتها مش هنفضل رابطها بيك كده طول عمرها، لاطايله سما ولا طايله أرض.
مش هطلقها.

استفسرت منه: ليه؟!
رمقها بهدوء فقط لا يجيب فربتت هي على كتفه قائله: لما تعرف سبب تمسكك بيها هترتاح من كل التوهه دي.
تابعت بتساؤل: انتو لسه جوازكم على الورق بس؟!
لا.
ابتسمت بفرح قائله: معنى كده انها ادتك فرصه، والإنسان مبيديش الفرص غير لما يحب، والواحد مبيحبش غير لو لقى أمان واهتمام، وطالما انت ادتها الحاجتين دول يبقى بتحبها، ادي لنفسك فرصه.
احتضنته بحنان قائله وهي تمسح على رأسه: ربنا يريح قلبك يابني.

كان يحيي جالسا في المكتب حتى صرخ عاليا بالقابعه أمامه: بقولك ايه يابت انتي انطقي وهاتي اللي عندك.
تلجلجت سالي من طريقة هذا القابع أمامها ولكنها هدأت نفسها قليلا فعلى الرغم من طريقته إلا إنه اهون بكثير من حامي العمري
نطقت بإرتباك: انا عرفت حاجه.
انتي هتنقطيني!، انطقي وإلا قسما بالله زي مالحقناكي من الموت قبل كده أسلمك ليه بإيدي.

أردفت سريعا: أنا ومدام ساره اكتشفنا ان كل الشركات بتاعة نادر كانت في الأصل بتاعة واحد تاني.
مين؟!
رمقته بخوف قائله: محمد صادق العمري!
أردف بلا وعي: أيوه مين بقى؟!
أبو الباشا.
فتح يحيي عينيه على وسعيهما وهو يتمتم بصدمه: ده نهار أبوهم اسود.
أخرج هاتفه سريعا مرسلا رساله نصيه: حامي انا لازم اقابلك، أجل الحفلة بكره كل حاجه لازم تتأجل دلوقتي.!

في تلك الأمسية ومع نسمات الهواء العليل جلسا في حديقة القصر على هذا الكلأ الرطب وارتفعت أنظارهما صوب السماء يرمقاها بأعين اختلفت في نظراتها فمنهم من يرمقها بأمل ومنهم من يرمقها بخوف من القادم.
كان الصمت يسود المكان حتى قطعته نيرة قائلة لعائشة التي تجاورها على الأرجوحة في منتصف الحديقة: أنا خايفة!

انقطع شرودها واستدارت لها قائلة: أنا كمان، تعرفي أنا بتمني أكون قمر زي اللي فوق ده ثم أشارت إلى السماء وتابعت ب: القمر بياخد نوره من الشمس وبيفرحنا بجماله ولمعته في الوقت اللي الشمس اطفت فيه!
انكمشت ملامح نيرة بإستغراب و: تقصدي إيه؟!

ابتسمت عائشة ثم ارتفعت أنظارها للسماء وهي تقول بعاطفة بانت في صوتها: عايزة حد يديني النور عايزة أكون في لمعان القمر و صدقيني أنا عمري ماهطفي اللي هيعمل معايا كده، لكن للأسف كل اللي بيدخل حياتي بياخد شوية النور اللي عندي ويطفيني ويمشي
لحد ماجه أخوكي اللي متأكده إنه مش هيمشي غير لما يتأكد إني مااصلحش للنور تاني.

تلألأت الدموع في عينا نيرة وهي تستمع إلى حديث عائشة ثم أردفت ب: تعرفي حامي ده طول عمره ال super man بتاعي، البطل اللي بيحل أي مشكلة حتى لو من بعيد، أكيد هو وصل للي وصله ده بسبب حاجة كبيرة خليت كل شيء يتغير والحاجة دي لازم نعرفها!
نظرت لها عائشة بإصرار وقد لمع التحدي في عينيها وهي تقول: فعلا لازم نعرفها.

تحول ذلك الهدوء إلى فوضاء عارمة بعد عدة ثوان تعالت فيها أصوات الأعيرة النارية ودلوف هؤلاء المسلحين إلى القصر بعد اشتباكهم مع الحرس الخارجي
تعالت صرخات الفتاتان في ذعر شديد عندما وجدوا أنفسهم محاطين بمجموعة من هذه الحوائط البشرية
نطقت عائشة بإرتجاف: أنتوا، مين؟!
قال أحدهم بإبتسامة صفراء ودت لو قتلته عليها: أنسة عائشة ياريت حضرتك والأنسة نيرة تيجوا معانا من غير كلام.

-لا ياروح أمك أنت وهو مش هيروحوا في حتة
التفتوا المسلحين لمصدر الصوت فوجدوه حامي واقفا بهيته المعهودة، ثابتا مكانه يرمقهم بأعين ثاقبة
ويجأر ب: لو فيكوا راجل يوريني هيخرجهم من هنا ازاي ولا بلاش دي علشان كبيرة عليكوا، الراجل فيكوا يجيلي هنا ثم أشار إلى موقعه متابعا: وينول شرف موته على إيد حامي العمري.

اقترب منه أحدهم فتعالت ضحكة حامي وهو يسدد له اللكمة الأولي على حين غرة، حاول الآخر تفادي هجومه المفاجيء ولكنه لم يستطع حتى سقط صريعا على الأرض بعد ضرب حامي المبرح له.
وبعد دقيقة واحدة وجد جميع الرجال أنفسهم محاطين برجال حامي من كل ناحية فاابتسم حامي وهو يقول بتشفي: شوفتوا بقي انكوا غلطتوا لما فكرتوا تلعبوا معايا!، ده انا حامي العمري يا و منك ليه.

ودلوقتي جيه وقت الحساب، ثم نظر لرجاله آمرا و: خلصوا عليهم
صرخت عائشة في ذعر وتبعتها نيرة، هرولت عائشة ناحيته ووقفت أمامه تقول بذعر: لا ياحامي بالله عليك لا، هتموت كل دول، هتغرق إيدك بالدم طول عمرك، مش...
جذب ذراعها بقوة وهو يجأر بغضب: ملكيش دعوة
ثم صرخ في نيرة ب: خدي الزفته دي واطلعوا فوق.
صرخت عائشة ثانية وهي تحاول منعه بكل الطرق: قدمهم للعدالة، البلد فيها قانون!

جأر بصوت عالٍ ونبرة مليئة بالتحدي: القانون في المكان ده قانوني أنا، قانون حامي العمري.
احتضنته في حركة مفاجأة وهي تقول بدموع وقد أخذت يداها تتشبث به أكثر: قلبك ده لسة بيدق لو قتلتهم بالنسبالي هيقف!
أبعدها عنه بعنف وقد اهتز الثبات في عينيه قليلا وهو يقول بحسم: أنا معنديش قلب.
نطقت نيرة اسمه بملامح جامدة وصوت ظهر فيه الألم: حامي
التفتا لها فتسمرت الأعين ثم صرخت عائشة ب: نيييييرة.

هرول حامي ناحيتها وفي خطوته الأخيرة سقطت نيرة في مطرحها
و ملامحها تحاكي الموتي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة