قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الرابع والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الرابع والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الرابع والأربعون

حياه!
كلمه من أربع حروف، أربع حروف فقط ولكن لا تستهين بهم!، إنها اختبار خفي، ملحمة عريقه، حلبة مصارعه توضع فيها أنت وما عليك سوى أن تفوز.
نصارع آلامنا. أحزاننا، يأسنا، فشلنا.
ولكن أنا!
أصارع ذاتي، أصارع وحوش ضاريه أنا واحد منهم، اهرول بلا هويه، بلا أحلام ورديه.
أنا الفتى الصغير الذي عرف معني الخبث في السادسه
والتقي بوحوش الشر في السابعه.
ومارس فنونه في الثامنه.
وصار وحشا كاسرا في الحادية عشر من عمره.

لماذا أتيتِ، رسمتي لي أحلاما أغشت عيني عن الحقيقة. جذبتيني بخيوطك الناعمه فظننت أن الحياة تخلت عن العراك واحتضتني بحب، وفجأة أجد نفسي أستيقظ على صفعة خيوط الظلام التي جذبتني منكِ بقسوه وكأنها تخبرني أنت من ظلام، وسيظل طريقك هو العتمه، الشوك قدرك لا تحلم بالورود.
هل من ذاق للحلاوه طعم يعود للعلقم من جديد؟!

أحببتك وانتهى الأمر، فا اتركي النهايه يحددها المولى عز وجل، وسيري معي إليها ياصاحبه الوشاح وأسيرة قلبي.
رفعت السكينه التي أخفتها في جيبها لتضع سنها الحاد على عنقها قائله بعين لامعه: طالما كده، يبقى العين بالعين والسن بالسن وانت اللي ابتديت ياحامي.

توترت الأجواء للغايه، وخاصة مع تهامس الحراس حول حامي عن تلك المعركة الشرسه التي تدور بين رب عملهم و زوجته، ظلت على حالتها تضع سن السكين الحاد على رقبتها بإصرار جلي، تواجهت أنظارهما بثبات زعزعه هو لديها حينما جأر عاليا في حراسه بشراسه: اركبوا العربيات وارجعوا بيها لورا، ومحدش يتحرك غير لما اقول.

نظروا لبعضهم بتوتر ثم سريعا ما نفذوا أمره وقد جلس كل منهم على مقعد القيادة في أحد السيارات حتى ينسحبوا بعيدا تاركين المكان لهم
هربت هي من بريق عينيه اللامع نحو السيارات التي تتحرك للخلف، أبعد حراسه حتى لايرى أحد منهم ماسيحدث، هو حقا يبهرها كل دقيقه بأن مازال لديه الجديد.
قطع شرودها صوته البارد: متخافيش أوي كده، الموت مش زي ما أنتِ فاكرة، الموت الحقيقي مش في غرزة سكينة.

تحول فجأة للصراخ وهو يقول بعنف وشراسه مشيرا على فؤادها: الموت الحقيقي هنا.

صرخت فيه هي الآخرى بغضب ساخر: فاكرني مش عارفة!، هو انت مش واخد بالك ولا ايه، احنا من اول دقيقه بقينا سوا وأنا عرفت يعني ايه انسان ميبقاش خايف من الموت، عرفت إن الموت ده حاجة عادية أوى قصاد الحياة معاك، في خوف ورعب من كل يوم هصحي الاقي كارثة ايه جديدة، في صدمه من أفعالك اللي محدش بيتوقعها، وفي وجع من بعدك و خوفك، الموت ده اسهل كتير من كل ده.

قابل حديثها المتألم بهزات ثابته من رأسه تدل على انفعاله، وهتف با انفعال: ياااه كل ده بتعانيه، كان نفسي أقولك إني بموت بدم بارد بس الحقيقة إن لو حد بيموت فعلا كل يوم هيبقى أنا، علشان كده مكنتش عايز أجيب ابن علشان ألم لحظة واحدة من اللي بشوفه عمري ما اقبله لحتة مني
ضحكت ساخره تقاطعه: لا حنين أوي وخايف علينا
ابتسم لها بهدوء وهو يجذب خصلاته وكأنه يفرغ غضبه فيها: انتي عندك حق...

علي حين غره انتشل السكين يلقيه بغضب هاتفا با استعداد: بس يا ترى الحق اللي عندك ده هيخليكي تخسريني؟
صرخت فيه عاليا وقد تساقطت الدموع على وجنتيها: ولو أنت فضلت كده هخسر روحي. هخسر عائشة، طلقني ياحامي كفايه لحد كده.

هنا فقط ألقى السكين أرضا واستعوض عنه بمرفقها الذي ضغط عليه بقوه هاتفا بلهجة حاسمه: أنتِ دخلتِي اللعبة بإرادتك وكنتِ عارفة إن زرار الانسحاب مش مسموح بيه، وأنا مش هسمحلك تخرجي منها غير لما تخلص.
ضيقت عينيها تهتف بإنزعاج جلي: ليه فاكر نفسك مين.
اقترب منها بخطوات بطيئة ليميل على أذنها هامسا بنبره كادت تددغدغ توازنها: حامي العمري.
تراجع ببطيء شديد لتتلاقي أعينهما وهو يترك قبلته على وجنتها.

انسحبت الأنفاس وشعرت بأن قلبها على وشك أن يخذلها ويتوقف الآن، بحثت عن مفر ولكن هل يوجد مفر منه، سحبها من مرفقها بهدوء نحو أحد السيارات الخاصه ليهمس لها في الطريق مره ثانيه: تنطيط انصاص الليالي ده ميتعملش معايا انا.
استدارت له وكادت تندفع بعنف في وجهه فقاطعها وعيناه تدور حول السيارات التي يجلس بداخلها حراسه فوقف بجوار أحدها يفتح الباب الخلفي هاتفا: ادخلي.

لم تستجب له وظلت على حالتها، فدفعها نحو الداخل بغيظ وهتف ناحية الحارس: ترجع المدام المغربلين تاني.
هز الحارس رأسه بااحترام، بينما خلع حامي سترته وألقاها عليها هاتفا بضجر: خدي البسي ده، وحسابنا لسه مخلصش.
تصنعت التجاهل وهي تفتح نافذة السياره تنظر منها ببرود للخارج، فهتف حامي: تقفل كل الازاز ده وتطفي التكييف لحد ما توصلوا.

رفعت عينيها له بغضب بينما غمز لها هو مبتسما بتسليه والحارس يبنفذ أوامره هاتفا: تحت امرك.
كاد أن يغادر ولكن أوقفه حامي بإشاره من يده وذهب بعيدا ليعود بعد ثوان معدوده ويفتح باب السياره ماددا كفه بسكينها هاتفا بإبتسامه ساخره: سكينتك ياوحش.
التقطتها منه بهدوء وعيناها تنظر لأسفل بحزن، فاابتعد قليلا ثم نادى بإسمها: عيوش.

ارتفعت انظارها له قبل تحرك السائق فألقى لها قبله، لم تستطع كبت ضحكاتها بينما اندفع السائق نحو الأمام عائدا بها إلى منزلها مره ثانيه.
ياعمر افهمني بس احنا كان لازم نيجي معاكوا.
هتفت بها نيره من داخل هذه السياره والتي يجلس في مقعدها الخلفي نيره وزينه ولينا وهنا.
بينما يقودها عمر ويجلس جواره يحيي
انفعل عليها عمر هاتفا بضجر: اسكتي يا نيره دلوقتي علشان مااسمعكيش كلام ميعجبكيش.

تنهد يحيي عاليا وهو يهتف: بس عائشة دي دماغ. تعمل على تليفونها نفس البرنامج اللي عامله حامي، وتربط تليفون حامي بتليفونها، وتعرف مكانه وتخرج تروحله وتسيب تليفونها في البيت علشان حامي ميعرفش انها خرجت.
نطقت زينه من الخلف وهي تنظر في هاتف عائشة الموجود بيدها: دلوقتي حامي على طريق(، ) عارفه ياعمر؟!

ضرب عمر على المقود هاتفا بغيظ: عمر مش عارف حاجه والدنيا ضلمه زي ماالهوانم شايفين، و مكانش ليه لزمه أبدا نزولكم معانا، احنا نازلين نلحق الاتنين المجانين اللي جريوا ورا بعض.
استدار لهم يحيي هو الآخر يرمقهم بإشمئزاز: ايه المنظر ده، انا مش عارف العربيه مستحمله الحموله دي كلها ازاي.
وكزته هنا بعصاها هاتفه: بطل طولة لسان
تابعت بقلق جم: انتي يابنتي متأكده اننا ماشين صح.

هدأتها لينا التي استدارت اليها تقول ببراءه: بصي ياهنون، دلوقتي عيوش تليفونها بيحدد ال location بالظبط اللي حامي موجود فيه، واحنا ماشين على الأساس ده.
هتفت هنا بحيره: بس لو كلامكم صح كده حامي هيوصله دلوقتي ان عائشة في الطريق ليه.
أدرك جميعهم ما توصلت إليه هنا فكيف فاتت عليهم نقطه هكذا بالتأكيد هاتف حامي يصدر إنذار الآن يعلمه انهم في طريقهم اليه.

اسرع يحيي يهتف: اقفلي تليفون عائشة بسرعه وطلعي منه الخطوط وارميها.
فعلت نيره مثل ما قال لها وهي تتمتم داعيه ألا يكشف أمرهم.
كانت عائشة تتأمل الطريق بهدوء حتى توقف السائق فجأه امام سياراتان قطعا الطريق عليهم.
هتفت عائشة بقلق وهي تتطلع حولها: في ايه؟!
أهدئها السائق: اهدي يامدام، هنشوفهم عايزين ايه بهدوء.
خرج من أحد السيارات شخص ذو جثه ضحمه اقترب منهم هاتفا بآلية: رضوان باشا عايز يشوفك.

رمقته بغضب وقبل ان تنطلق السياره تكمل طريقها اندلعت الأعيره الناريه يدوى صوتها في المكان ليكمل الواقف امامهم: وانا بقول تيجي معانا من غير شوشره أحسنلك.
اخيرا خرجت الكلمات من فمها لتهتف بثبات: اتفضل واحنا هنكون وراك بالعربيه.
رمقها بشك لتكمل هي: متخفش انا كلمتي سيف مش من صنفكم.
اي حركه منك مش هتكون في صالحك.
هتف بها ذلك الغليظ قبل أن يشير للسيارات ان تتحرك من امامهم.

ويعود هو لسيارته في الخلف، فتصبح سيارة عائشة في المنتصف، بدأ السائق في متابعة القيادة هاتفا: متقلقيش يامدام، انا هتصل بالباشا حالا.
ابتلعت ريقها بتوتر جلي وهي تشعر بالبرودة والقلق مما هي مقدمه عليه.
هتفت للسائق بهدوء: ارميلي التليفون من تحت
نظر لها بإندهاش، فحثته هي فأسرع في إلقاء هاتفه لها من الأسفل خفيه.

رفعت قدمها متصنعه انها تعدل من وضعية حذائها بينما ضغطت على قائمة الاتصال الموجوده في الهاتف خفيه، وهي تتطلع لكي تتأكد انهم لا يرون ما تقوم بفعله من الخلف، ضغطت على رقمه سريعا، وبعد ثانيه واحده سمعت صوته الذي بث الأمان في قلبها فهتفت بنبرة عاليه وهي مازالت مائله متصنعه الانشغال بالحذاء: حامي الحقني بسرعه، رضوان باعت ناس ياخدوني انا معرفش على فين بس انت تقدر توصل من ال GBS...

تركت الهاتف مزرعه حينما اقتربت سياره ذلك اللزج من سيارتهم، فتوقفت جميع السيارات أمام احد المنازل التي تقع في طريق خالي من البشر والمساكن ايضا.
وقف ذلك الغريب امام باب السياره يفتحه لعائشه فنزلت بتردد وقدماها يرتجفان بشده، بينما منع الحارس هاتفا: هي لوحدها.
لم يستجب لهم واتي تابعا فاانطلق عيار ناري في قدمه، صرخت عائشة برعب وهي تنظر إلى هذا المسكين وأسرعت اليه بينما هتف الآخر: تدخلي حالا والا هنموته.

نظرت للرجل بدموع فهي السبب الآن في ما وصل اليه، استقامت تدلف للداخل خوفا من ان يقضوا عليه.
صرخ حامي عاليا: حسابكوا معايا تقل اوي.
أسرع في إعطاء رجاله الأوامر بتتبع الهاتف بينما انتفخت عروقه وبان الشر في عينيه وهو يتقدمهم يقطع الطريق بسيارته يطلق السبابات كل ثانيه عليهم بغضب مستعر.
في نفس التوقيت.

تأملت عائشة المكان من حولها تبتلع ريقها باانقباض جلي، وكأنها داخل ثلاجه للموتى وليس منزل، تطلعت على الزجاج الذي يحيط المنزل من كل جانب
بينما قطع شرودها صوت البغيض عمها وهو يهتف مرحبا بسخريه: أهلا أهلا ببنت الغالي.
استدارت له ترمقه بكره شديد، لتجد أنه ليس بمفرده ومعه ذلك المدعو نادر.
استدعت ثباتها لتقف أمامه قائله بسخريه مماثله: خير، ايه سبب المقابله اللي متشرشفش دي.

اقترب منها رضوان بهدوء وهو: تؤ تؤ تؤ، كده ازعل منك
مسح على وجهها متابعا: في حد حلو يكلم عمو كده.
أنزلت يده بعنف وهي تصرخ بغضب: ايدك ياقذر.
اقترب نادر مشتركا في الحوار ليكمل باإبتسامه مستفزه: عيوش لسانها طويل زي جوزها بالظبط، هو لبسنا صفقه خسرنا فيها ملايين من كام يوم، وهي جايه تطول لسانها علينا النهارده.

رفعت صوتها بغضب مستعر صبته على نادر وهي تهتف: انت بتتكلم بصفتك ايه، طب ده وعارفين انه للأسف شايل نفس الاسم اللي انا شايلاه، انت ايه بقى!
اتسعت ضحكة رضوان الشيطانية وهو يقرب منها نادر قائلا بتعريف: اقدملك نادر صديق العمر.

قلقت من تلك الضحكة فا ابتلعت غصه مريره في حلقها بصعوبه، وشعرت بحركة نادر المقتربه منها وهو يقول بغل وتشفي: وشريكه في قتل بابا، ماهو انا اللي قتلت ابوكي، وقتلت امك، وهحسرك على اخوكي قريب.
فتحت عينيها على وسعيهما تشهق عاليا بعد ما سمعته، هي طوال العمر تعلم أن عمها هو من دبر حادث السياره الذي رحل فيه والدها ووالدتها ولكن ما يقال الآن يحطمها كليا وكأنك تلقي أحدهم في مياه البحر ونحن في شتاء قارص.

فاقت من صدمتها محركه رأسها بتكذيب وهي تقول ل نادر ب انفعال: انت كداب، انا عارفه ان رضوان هو اللي مموتهم، انا يومها سمعته وهو بيتفق مع واحد يفكلهم الفرامل بس مفهمتش هو كان بيتكلم عن ايه غير بعد ما راحوا، انت بتكدب.

صارت تكررها كإنسان آلي غير واعيه لأي شيء، ومازاد الطين بله سماعها لهجة نادر الشامته: يا حرام، صعبتي عليا، بس اللي متعرفيهوش ان فك الفرامل ده كان آخر خطوه، ابوكي وامك ميتين من قبلها بكتير، الجثتين اللي كانوا متفحمين في العربية دول مش هما، دول تمويه بس، لكن بابي ومامي انا ورضوان دافننهم بإيدينا دول.

علي الجهه الآخرى وصل حامي إلى ذلك المنزل ليقوم بالضرب على تلك البوابات الزجاجية بجنون صارخا بإسمها: عائشة
أعاد النداء بنبرة متوحشة وهو يقتحم ذلك المنزل يطيح بكل ما يقابله في طريقه، بمجرد دلوفه ورؤية رضوان لحالته الشيطانية هتف ببراءه: بنت اخويا وحشتني وكان لازم اشوفها.
نظر حامي لحالة عائشة ليجدها ترتعد وتتمتم بهمس وكأنها في عالم آخر، فاقت من شرودها عليه فهرولت ناحيته تحتمي به وهي تكرر: خرجني من هنا.

هو يعلم تمام العلم انهما تكلابا عليها حتى تصل إلى هذه الحاله، احتمت به تتمسك بملابسه بعنف بينما اقترب هو منهما بخطوات وئيده قائلا بإبتسامه صفراء: وانتوا كمان وحشتوني وقولت لازم اشوفكم، و بالمره اباركلكم بنفسي على الصفقه.
ارتفعت ضحكاته العاليه بشماته ولكنه أكمل تقدمه منهما هاتفا بخبث: أخبار على ايه يا رضوان، الا قولي صحيح هو انت مخلف على بس ولا حد تاني.

سعل نادر عاليا بينما ابتسم حامي باانتصار حين أيقن أن رسالته قد وصلت فرمقه رضوان هاتفا: بتتكلم عن ايه؟!
خلي كل حاجه في وقتها، ثم استدار ل نادر قائلا بغمزه: ولا ايه.
تزعزع ثبات نادر بينما سحب حامي عائشة يخرج بها من وسطهم بعدما ألقى لهم بقنبلته هذه، هو يدرك جيدا أن الانتقام وجبه لا تقدم إلا بارده لذا سيجعل من انتقامه منهما نار تحرق بالبطيء.

بمجرد خروجهم من المنزل، أمر حامي رجاله بحزم مشيرا تجاه المنزل: تولعوا في البيت ده، سيبوهم جوا اتسلوا عليهم شويه وتطلعوهم بعد كده من الباب اللي ورا، هتلاقوه مفتوح، اعملوا اي حركه نبهوهم، عايزهم عايشين ويخرجوا بس يدوقوا الرعب قبلها، فاهمين.

أجابه جميع الرجال بالموافقة بينما تحرك هو بعائشة بعيدا عن هذا الحشد، شعر بحالة التيه ونظراتها الباكية، فتوقف بها في مكان منعزل ومد يده يرفع ذقنها قائلا بثبات: ارفعي دماغك، عائشة اللي اعرفها دماغها متنزلش الأرض ابدا.
رفعت رأسها دموعها تنزل بصمت وألم، فقرب أصابعه يزيل تلك الدموع هاتفا بغل: وحياة دموعك دي هدفعهم تمن كل حاجه عملوها ومش هاخد فيهم ساعه سجن.

هو يدرك جيدا مافعلاه بها، لقد سمع كل شيء فلقد اخفت الهاتف معها وظلت المكالمه مفتوحه حتى وصوله.
التقطت كفه وكأنها تطلب العون، فضمها بشده وهو يهمس لها بكلمات مهدئة يخبرها ألا تخاف و: أنا علطول جنبك ومعاكي، مش عايز اشوف الدموع دي تاني.
خرجت نبرته العذبه تتغنى بتلك الكلمات التي غناها لها في المره الآولى: ارتمي طوعا تحت خطاك منك الروح منك هلاك.

ابتسمت لتلك الذكرى بينما سار هو امامها قائلا: يلا نمشي بقى بدل مانتمسك هنا وبدل مااتمسك في قتل اتمسك آداب.
انطلقت ضحكاتها العاليه بينما في نفس التوقيت
كانت زينه تقول بهمس وهي تلتقط الهاتف تنظر فيه بدقه: بس انا خلاص تقريبا وصلتلهم.
أزاحها يحيي بضجر هاتفا: حد ياخد التليفون ده من الزفته دي بقى بقالك تلات سعات بتقولي انك اتنيلتي وصلتي ومفيش جديد، انا عايز اعرف انتي وصلتي فين بالظبط.

صرخت زينه بغضب: متزعقليش يايحيي.
اصمتتهم لينا بإشاره وهي تهرول: ورايا.
انا سمعت حد ضحك في الطريق ده.
كانت عائشة تتابع حامي في خطواته ولكن قطع ذلك حينما نطقت: حامي. انت زعلان علشان انا حامل.
استدار لها بهدوء يرمقها بزيتونيتيه هاتفا: الإجابة هتهمك.
هزت رأسها سريعا بينما هتف هو: طيب اجابتي هي، شهقت عاليا حينما مال على ثغرها مقبلا إياها وقد احكم قبضته على خصرها وهو يهمس: عايزها بنت وتكون شبهك.

تاهت في نظراته ولم تفق سوى على نيره وهي تصرخ عاليا: انا وصلت الأول.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة