قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الرابع عشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الرابع عشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الرابع عشر

مشتته، تائهه، ضائعه، يمزقني الخوف كل يوم آلاف القطع، وتظل كل قطعه مني تجول في أماكن يمكنني أن ألقاكم بها، ولكني لا ألقاكم!
ذنب من؟!
هل ما أصبحت عليه الآن كان خطيئتي؟!
أم خطيئة ذئاب تحيا بيننا بأقنعه بشرية؟!
لا أعلم على من ألقي ما وصلت إليه كل ما أعلمه أن القلب سيظل يبحث عنكم حتى آخر دقاته
أنتم أملي في عالم وضعني في مستنقع اليأس.
أنتم الحياه حتى وإن لم ألقاكم.
أنتم عمري.

حلت الخامسة صباحا على أنحاء قصر حامي العمري واشتدت برودة الطقس ولكنها لا تأتي شيء بجانب برودة بعض القلوب.
ظل عمر جالسا في سيارته في خارج القصر منتظرا وصول حامي وعازما على عدم الرحيل حتى يصل إلى مبتغاه.
وصل حامي إلى مكان عمر فتلاقت الأعين، نزل عمر من سيارته سريعا وصف حامي سيارته ونزل هو الآخر منها.
كانت نظرات حامي جامده، واثقة لا يشوبها أي ارتباك سواء من قريب أو بعيد.

وقفا الإثنين أمام بعضهما لينطلق الغضب من عيني عمر وهو ينطق بسخرية: ممكن أعرف الباشا بيشتغل ايه؟!
رمقه حامي من أعلاه لأسفله بنظرة ساخره وهو يقول بتحدي: عامل الإزعاج ده كله علشان سؤالك التافه ده؟!
تحرك عمر ناحية بوابة القصر ليعبرها وهو يقول بتحدي مماثل: أنا جاي أخد اختي.

أوقفه حامي بأن وقف أمامه بجسده ووضع يده على صدره معيدا إياه إلى مكانه وقد بانت الشراسه في معالمه وهو يقول: قصدك مراتي، مدام عائشة العمري.
استشاط عمر غيظا وهو ينطق بغضب أعمى: مراتك؟!، مفيهاش مشكله الطلاق موجود.

قهقه حامي عاليا ساخرا منه مما أغضب عمر بشده وخاصه عندما ابتسم حامي من زاوية فمه وهو يقول بسخرية: وسعت منك دي أوي. على فكره ياعمر أنا ممكن أسيب أختك دلوقتي تروح معاك، بس بكرا الصبح هكون طالبها في بيت الطاعه وابقى قابلني بقى ساعتها لو لمحتها تاني.

احتدت نظرات حامي وهو يتابع بثقة: الهبل اللي سمعته منك في التليفون ده هعتبر نفسي مااعرفش عنه حاجه، ولو عايز تعرف أنا بشتغل ايه عندك الانترنت اكتب شركات حامي العمري وأنت هتعرف أنا مين وشغلي ايه.
رمقه عمر بغضب وهو يقول بإنزعاج: شركات مقاولات واستيراد وتصدير.
ثم صمت برهة وتابع ساخرا: وكل الممنوع.

علي حين غره أخرج حامي سلاحه من جيبه الخلفي وكان قابضا على عمر وصوب سلاحه عليه محذرا: أنا لحد دلوقتي ساكت بس لو أنت بقى مش عاجبك الاحترام فأنا مستعد أوريك الممنوع ده عامل ازاي، هتشوف حامي تاني خالص هيخلي حياتك كلها سواد، فااعقل احسن وشيل الكلام الفاضي ده من دماغك.
رمقه عمر بغل بين فأنزل حامي سلاحه قائلا ببرود: أنا داخل أرتاح في بيتي مع مراتي.

ثم خطا نحو بوابة القصر واستدار له يبتسم بمكر وهو يقول بعبث غامزا له: كان نفسي أقولك اتفضل بس زي ماانت عارف بقى احنا عرسان جداد وفي هاني مون.
لم يستطع عمر تحمل كل تلك التلميحات فسار صوب سيارته وقادها راحلا وسط قهقهة حامي التي أشعلته.
دلف حامي إلى قصره فرمق ببرود نيرة التي قد كادت تغفوا على الأريكة حاملة لينا الغافية، وضعت نيرة الصغيرة بهدوء وهبت من مكانها إليه قائله بحده: أنا عايزه أتكلم معاك.

خلع سترته في إهمال ملقيا إياها وهو يقول بسخرية: انتو متفقين عليا النهارده ولا ايه؟!
بدأ في الصعود إلى أعلي فقطعت نيره طريقه قائله بإنزعاج: أنت مش هتفضل حابس عائشة كده، احنا مغلطناش.
أزاحها من أمامه وقد طفح الكيل ليصرخ بملامح شرسه: جايبك من القسم متاخده في قهوه بلدي نص اللي فيها متحرشين، تقدري تفسري ده يا انسه يا محترمه.

أتت لتتحدث فقاطعها هو بحزم قائلا: أفسرلك أنا، ده معناه إن انتوا الاتنين ملكوش خروج أنا كنت عند كلمتي واديتكوا الحريه بس انتو متستاهلوش.
تركها راحلا وهو يصعد إلى جناحه الخاص فقالت مستعطفه: طيب افتح لعائشة الباب حرام كده.
نطق بإهمال: هفكر في الموضوع ده.
هوت نيرة على الأريكة بعد صعوده وتمتمت بضيق: أنا قرفت.

جلست عائشة تبكي بصمت. تحاول جاهده إدراك ماعرفته ومصائب هذا الشيطان رضوان التي لا ينبغي الصمت عليها، عرفت أنه قدم فأخفت حاسوبها وأعادت الميموري مكانه.
فتح حامي باب الغرفة ودلف مطلقا صفيرا متناغم مما أزعجها.

كانت جالسة على الفراش فااقترب منها قائلا بسخرية: أتمنى الحبس عندنا يكون عجبك، ثم لمح تلك النافذة المفتوحه فقال بإعجاب: لا الظاهر انك فكرتي تهربي، بس كويس انك منفذتيش علشان كانت هتكون ليله سوده على دماغك.
لمح دموعها التي حاولت جاهده لإخفائها ولكنها خذلتها ونزلت أمامه فمسحتها بعنف وتنهدت عاليا بتعب.

لاحظ صمتها فليس من عادتها الصمت أو البكاء، فلقد قام بااحتجازها قبل ذلك ولكنها لم تبكي بل تمردت وصرخت عاليا، أيقن أنها تخفي شيء.
فرمقها متفحصا ملامحها وهو يقول: في ايه؟!
استقامت واقفة واستدارت وهي تلقي عليها سؤالها بحده: ايه علاقتك برضوان؟!
جذبها من يدها وأعادها أمام وجهه وهو يقول وقد التمعت عيناه: متدنيش ضهرك وانا بكلمك، وللمره التانيه هقولك بطلي التفكير الكتير علاقتي بيه متخصكيش.

حركت رأسها بمعني الموافقة وابتسمت ببرود وهي تنتشل يدها من يده قائله: أنا عايزه أزور عمي.
رفع حاجبيه عاليا ورمقها بإستنكار لتتابع هي بتمثيل: كلام عمر عنه ميخصنيش، مهما كان رضوان هيفضل عمي وولاده ولاد عمي.
أغلق عينيه رامقا إياها وهو يحرك رأسه ثم ابتسم وهو يقول ببرود: عارفه أنا بحترم ذكائك...
بس انتي بقى مااحترمتيش ذكائي، أنا حامي العمري ياعيوش.

ثم وضع إصبعه على جانب رأسها وقد اسودت عيناه وهو يقول بتحذير: أنا عارف كويس ان ده عمال يفكر ويخطط، وعارف برضوا ان حكاية عمك اللي طالعه بيها دي لعبه منك، بس أنا بقى معنديش وقت للعب.
ضغطت على أسنانها بغيظ وتأففت داخليا وقالت محاوله استعادة هدوئها: طيب طالما انت عارف كل حاجه كده، يبقى لازم تعرف إن الوضع ده مش مستمر كتير.

شملها بنظراته الغامضه ثم سار بخطوات وئيده ناحية الباب وفتحه قائلا بلامبالاه: اتفضلي انزلي وعايزة تروحي روحي وورقة طلاقك هتكون معاكي الصبح.
لمعت عيناها بالفرح وقبل أن تتحرك قيد أنمله تابع هو ببرود وهو ينظر لنقطه في الفراغ: بس مع ورقه طلاقك، هتلاقي عمر أخوكي مرفود من شركته بفضيحه.

توقفت مكانها وقد غيمت الصدمه على وجهها ليقترب منها مصوبا نظراته المتحديه لها وهو يقول: القرار قرارك، والباب اهو مفتوح علشان مترجعيش تقولي اني غصبتك.
انكمشت ملامحها وقالت بإشمئزاز: أنت أحقر واحد أنا شوفته في الدنيا.
ضحك بسخرية وهو يقول: الكلام ده كبير اووي، انت لسه معرفتينيش كويس.

تحرك صوب الباب وهو يقول بجديه: هديلك فرصه تانيه، رغم انك متستحقيش بس أنا هطلع أحسن منك، لكن صدقيني لو حصل منك أي مصيبة تاني مش هرحم.
ثم خرج من الغرفه وترك بابها مفتوحا فتمتمت عائشة بغضب: في ستين داهيه.
في تمام الساعه العاشرة صباحا
خرج علي بهدوء من غرفته إلى غرفة تمارا فقام بفتح الباب الذي أغلقه والده أمس.
خطا بحزن نحو تمارا وجلس بجانبها ماسحا على يدها وهو يقول بحنو: متزعليش.

رغم أنه أصغر منها إلا إنه بالنسبه لها شقيقها الوحيد الذي يحبها، ولكنه ابتعد عنها بعد انشغاله بأول عام دراسي في جامعته.
رمقته بحزن وقالت بشقاء: دادي هيزعق لو عرف انك فتحتلي الباب.
حاول أن يفتح للبهجه بابا فقال بلامبالاه: ولا يهمك احنا عندنا كام تمارا.
ابتسمت بضعف فأخذ هو يدها قائلا ببهجة: انا عايزك تعزفي على الكمان.

فرح قلبها فالكمان هو الوسيلة الوحيده بالنسبه لها للتعبير عما ينفث في داخلها، جذب علي الكمان من تلك الزاوية وأعطاه لها قائلا: هرد على إيمي وآجي.
نطقت ساخرة لتثير غيظه: ايمي الحب الحب.
قهقه عاليا وقال آثناء خروجه: قري يااختي دلوقتي تنكد عليا وتعملي بارتي نكد.
في نفس التوقيت.

دلف حامي إلى قصر رضوان وجلس على الأريكه في إنتظاره ولكنه سمع صوت كاد يجن جنونه عندما وصل لأذنيه، هب واقفا عندما وصل لأذنه صوت ذلك العزف، ظهر أمامه شرائط كثيره. أولهم ذكري أباه يلتقط الكمان ويجلس بهم في الحي ويعزف ذلك اللحن الحزين الذي يسمعه الآن، ذلك اللحن الذي يبث صاحبه أحزانه به.
توقف عقله عن التفكير وهمس بصدمه وحنين: بابا.

ظل يجول في أنحاء القصر كالمجنون ليصل لمكان ذلك العزف، كانت دقات قلبه تتصارع حتى وصل إلى الطابق العلوي فوجد باب إحدي الغرف هو مصدر هذا العزف، دلفها بشوق جارف عله يجد ضالته ولكنه وجد تمارا تعزف ذلك اللحن الذي لطالما عزفه أبيه على آلة الكمان.
توقفت عن العزف عندما وجدته أمامها وصوبت أنظارها له بااستغراب، صدمه ثانيه شلته وألجمت لسانه عندما نظر لعينها.
صمت برهه ثم استجمع قواه وهو يسألها: دي عنيكي؟!

ابتلعت ريقها بتوتر وأومأت بخجل فتابع سؤاله بإستفهام: و
قاطعته هي لتقول بتفسير: اول مره شوفتني كنت لابسه لينسسز، مبحبش أوري عيني لحد علشان المعظم بيستغربها.
كانت عيناها إحداهما باللون البني والآخري بالأزرق الصافي، كل عين منهم بلون مختلف عن الآخر.
تراكمت الأفكار في رأس حامي، وبدأت شكوكه وخاصه أن شقيقته الراحله تملك نفس العينين ولكنه بادر بسؤال آخر: سمعتي اللحن ده فين؟!

حركت كتفيها علامه على عدم المعرفة وقالت: مش فاكره، بس انا سمعته مره في تركيا، بس أول مره حقيقي مش فاكراها.
حرك حامي رأسه وفي حركة غير ملحوظه التقط ذلك المشط الذي تلتصق به خصلاتها، أخفاه بمهاره في جيبه و قاطعته هي بتساؤل: ليه كل الاسئله دي؟!
آتت الخادمة إليهم لتقول بأدب: الباشا مستنيك تحت في مكتبه
قال بااقتضاب: قوليه نازل.

تحركت الخادمه واتي حامي ليخرج فأوقفته تمارا قائله بحنين: هي عائشة عامله ايه، انت قولتلها اني بنت عمها؟!
رمقها بإستنكار ثم حرك رأسه بالسلب قائلا: لا واقولها ليه؟!
اندهشت وهي تتابع: أصل المفروض تسأل لما شافتني معاك، مش مراتك؟!، وكمان هي مشافتنيش يوم الفرح، بس كويس انك مقولتلهاش أنا محبش انها تعرف.

تعجب من ثرثرتها وخطا بثقه نحو الخارج ولكنها استوقفته مره ثانيه قائله برجاء: ممكن تخليني اقعد عندكم في القصر مع اختك وعائشة.
ثم بدأت في بكاء متصل وهي تقول: أنا لو فضلت هنا هموت
لم يبدي استغرابه الداخلي ولكن تركها تتابع وهو يتابعها لتقول بخوف: دادي كل يوم...
تمارا
صوت قطع كلامهم لم يكون سوى رضوان الذي رمقها بغضب وهو يقول: مين فتحلك الباب ده.
ثم نظر ل حامي قائلا: يلا ياحامي عايزك في موضوع مهم.

تحرك والدها وخلفه حامي الذي اشتعلت نيران الشك بداخله ولن تخمد سوي بالمعرفه.
وصلا إلى مكتب رضوان فوجد حامي رياض جالسا هو الآخر، جلس حامي في المقعد المقابل لرياض
جلس رضوان على مكتبه ورمقهم بنظراته ثم نطق بجديه: الميموري فين ياحامي؟!
استدار حامي له ورفع حاجبه وهو يقول بإستنكار: وأنا اعرف منين.
تابع رضوان وقد ظهرت الحده في صوته: البنت مع مراتك يبقي الميموري كمان معاها.

هب حامي من مقعده ليقول بشراسه: البنت معاها اه، لكن الميموري مش معاها، وبلاش تدخل اللي يخصني في اللي بينا، هي من يوم مااتجوزتها وماعملتش مشاكل ليك وده انا وعدتك بيه، و حامي العمري مبيرجعش في كلمه قالها.
حاول رياض تلطيف الأجواء فقال بحذر: اهدي ياحامي.

التقط رضوان كف حامي وقال بلطف: حامي انت عارف انك ابني، بس الميموري ده الكل مهم عندي، لازم نلاقيه وبالذات قبل الصفقة الجايه، لأن الميموري ده لو طلع كل حاجه هتضيع.
تابع رياض هو الآخر: من كام يوم في واحد حاول يقتحم الشركه، الكل دلوقتي بيدور ورا رضوان باشا علشان يخسروه الصفقة الجايه، والصفقه دي لو ماتمتش الانتخابات كمان هتروح.

أمعن حامي النظر في الأمر ثم تابع رضوان بنظراته حتى قال بغموض: عايزك تظهر اجتماعيا كتير، كام برنامج على كام جريده و السوشيال ميديا طبعا، ويكون ليك نشاط في كل حتة والباقي سيبه عليا أنا هدور على الميموري.
ثم استقام واقفا وهو يقول: أنا همشي دلوقتي
وقف رضوان ولحقه سريعا وهو يقول بتلهف: استنى بس.
تذكر حامي شيئا فوقف بالفعل واستدار ل رضوان قائلا بثقه: موضوع مقاطعه ولاد أخوك ليك ممكن يضغطوا عليك بيه.

اظلم وجه رضوان بعد أن أدرك هذه النقطه التي كادت تفوته وقال مستغيثا: طيب وبعدين؟!
ابتسم حامي بعد أن وصل إلى مبتغاه وقال بمكر: الحل الوحيد ان بنات العم يبقوا بيقضوا وقت لطيف في قصر حامي العمري، تمارا تقعد ويا عائشه في القصر كام يوم لحد ماالصحافه تعرف.
خرج صوت رياض مرتبكا وهو يقول بحده: لا.

نظر له حامي وتبعه رضوان فقال رياض محاول تحسين الموقف: أنا مقصدش حاجه بس انت عارف يا رضوان باشا تمارا تصرفاتها مش موزونه، غير كده علي ابنك أكيد مش هيوافق.
أومأ رضوان بمعنى المعرفه ولكنه أدرك شيء فقال سريعا: أنا هقنع على، حامي كلامه صح.
نظر حامي لأسفل وقد لاحت بسمة الانتصار على وجهه وحلت نظرات الغضب والغيظ على وجه رياض حينما استدعى رضوان الخادمه قائلا بأمر: خلي تمارا هانم تجهز شنطها.

وصل حامي إلى القصر فلم يجد الفتيات فاستدعى أحد الحرس الذي قال باحترام: سيبناهم يخرجوا ياباشا زي ما طلبت بس بعتنا معاهم الحرس.
أومأ حامي بمعنى لامشكله وبعدها رمق الحارس قائلا بأمر: في بنت هتيجي كمان نص ساعه مع السواق بتاعها، تفتحولها البوابه وتسيبوها تدخل.
انصرف الحارس بعد أن ألقى عليه حامي أوامره وبعد دقائق دلفن الفتيات وهن يحملن العديد من الحقائب.

تأففت عائشه داخليا عندما وجدته جالسا على الأريكه يحتسي قهوته بتلذذ، بينما اندفعت لينا نحوه وتشبثت بيده قائله: وحشتني، بقالي أد كده أكون نايمه ومش اشوفك.
تمتمت عائشة بضجر: يااختي محسساني هتشوف الأمير ويليام.
همست نيره بغيظ لها: بغض النظر عن اني مش طايقه تصرفاته بس حامي أحلى بكتير ده حتى التاني ده ملزق كده.
نظرت لها عائشة بطرف عينها وهي تقول بغير رضا: اتوكسي.

قاطع همسهم بقوله الحازم: تمارا رضوان هتيجي تقعد في القصر كام يوم تريح أعصابها.
صوبت عائشه نظراتها له فا ابتسم بعبث وقال بسخريه: اديني جبتلك بنت عمك لحد عندك بدل المشوار اللي كنتي عايزه تروحيه.
بادلته الأبتسامه بإبتسامه صفراء بارده فقاطعتها نيره قائله: ادخلي ياعيوش حضري سندوتشات وعصير سريع كده وأنا هاجي وراكي، وهي كل حاجه جاهزه.

أومأت عائشه لها ثم خطت نحو المطبخ بهدوء بينما جلست نيره أمام حامي ولينا التي تجاوره قائله: أنا جايلي عريس.
كان منشغل مع الصغيره و ثرثرتها ولكنه رفع رأسه لها قائلا ببرود: والله!، طيب ألف مبروك ابقوا اعزمونا بقى.
انكمشت ملامح نيره ونطقت بإنزعاج من سخريته: أنا بتكلم بجد، و عايزاك تفضي لنفسك يوم وتقابله.
اسمه ايه؟!

في نفس التوقيت وداخل المطبخ أخرجت عائشة عبوات المشروبات وبدأت في صبها في الأكواب الزجاجية الموضوعه أمامها، فرت دمعه هاربه من عينيها فأزالتها بعنف وهي تقول بندم: أنت اللي خلتني أعمل كده.
ثم أخرجت إحدى الزجاجات الصغيرة من جيبها الخلفي وبدأت في تقطير بعض النقاط منها في كوب العصير الخاص ب حامي.
أزاحت دموعها وحملت الحامل المعدني الحاوي للأكواب واتجهت للخارج.

وضعت الحامل على الطاوله والتقطت أحد الأكواب معطيه إياه إلى نيره وهي تقول: ده التفاح اللي بتحبيه.
ثم وجهت حديثها لل لينا قائله: وعصير الرمان بتاعك يا لينا.
ابتسم حامي على تجاهلها المقصود له ثم حمل الكوب الخاص به وبدأ في ارتشافه وهو يقول بعبث: هعديها و اعتبرك عزمتي عليا.
ابتلعت ريقها بتوتر عندما بدأ في ارتشاف كوبه، وظلت نظراتها تتابعه خوفا من العواقب وما سيحدث.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة