قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس عشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس عشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الخامس عشر

ذكاؤه حاد، كيف لبشري أن يستطيع معرفة كل ما يدور حوله سواء كان ظاهرا أو باطنا، حقا إنها اللعنه وتمثلت على هيئة حامي العمري، كلما اقتربت خطوه من طريق الفرار، أيقن لي أنه قد سبقني بآلاف الخطوات ليلحقني وفي نهاية المطاف أجد ذاتي تقبع معه من جديد في قصر الوحش.
لقد تحول وحش وأصبحت أنا الجميله التي سرها الوحش، فهل ستكون نهايتنا كتلك الحكاية. أم أن حامي العمري لن يتنازل عن عالمه المظلم.

بدت علامات التوتر جليه على وجه عائشه عندما التقط حامي كوب العصير وارتشف منه رشفه صغيره، قطع عمله رنين هاتفه فااستقام متحركا إلى الخارج تاركا إياهم، في نفس التوقيت الذي خرج فيه هبت عائشة من مكانها وتصنعت أنها تحمل الأكواب الفارغه وفي حركه خفيه أزاحت الكوب الخاص ب حامي من على الطاوله فوقع أرضا وتهشم إلى العديد من القطع، ارتفعت أنظار نيره و لينا لها بفزع إثر صوت الكوب المهشم.
في نفس التوقيت في الخارج.

أجاب حامي على هاتفه بجديه: احكي
المتصل بإحترام: أنا فضلت وراهم ياباشا زي ضلهم بس المدام سابتهم في السوبر ماركت وخرجت راحت الصيدليه.
رفع حامي حاجبه الأيسر ناطقا بإستنكار: صيدليه!

المتصل بفخر بنفسه: أنا مسكتش ياباشا، دخلت للصيدلي أول ماهي خرجت علطول و اديته قرشين حلوين وقالي ان المدام خدت تركيبه من عنده عامله زي السم بالظبط هي مبتموتش بس بتخليك نايم يومين في السرير وعندك وجع في كل حته في جسمك، وبعد كده مفعولها بيروح.
التمعت عين حامي بالشر وكور قبضته ضاغطا عليها بعنف ثم أغلق هاتفه قبل أن يستمع لباقي الحديث.

دلف إلى الداخل بثوره وملامحه لا تحمل إلا النظرات الثائره، تسمر مكانه عندما وجد نيره و عائشه يلملمون من الأرضيه بقايا زجاج.
نطق بشراسه من خلفهم: عائشه
ابتلعت ريقها بتوتر وتسمرت مكانها فنبرته هذه لاتمت بصله لمن كان يجلس من دقائق معهم، حاولت الثبات والتفتت له قائله بهدوء: ايه؟!
خطا بخطوات وئيدة ناحيتهما فاانكمشت ملامح نيره بإستغراب وهي تقول: في ايه ياحامي؟!

جذب حامي عائشة من مرفقها حتى وقفت واتجه بها ناحية المكتب وهو يقول لنيره بجمود: مفيش حاجه، عايزها في حاجه مهمه، سيبي الإزاز ومتلميهوش يا نيره.
كانت عائشة في حاله يرثي لها ولكنها استجمعت قوتها ونطقت بعدوانيه: انت يابني آدم انت في ايه وحاجة مهمه ايه اللي هتقولها.
وصل إلى حجرة المكتب ففتحها وألقاها في الداخل ثم دلف خلفها مغلقا الباب بالمفتاح وهو يقول بشر: هتعرفي دلوقتي.

اخرج حامي سلاحه من جيبه الخلفي وقال ببرود حاول الثبات عليه: هاتي ايدك.
ارتعدت عائشه وتعلقت نظراتها بسلاحه ولكنها نطقت بنبره حاولت ان تجعلها ثابته: انت اتجننت!
أعاد عليها طلبه مره ثانيه ولكن بصراخ هذه المره فأسرعت في مد يدها عقب أن انتفضت.
وضع سلاحه في يدها المرتعده وصوبه ناحيته فجحظت عين عائشة وخاصة عندما نطق بجمود: دوسي.

ابتلعت ريقها بعنف وصوبت نظراتها الدامعه نحو عينيه فأمرها بشراسه هذه المره: يلا اخلصي مني، حتى ده أسهل من السم و هيريحك مني للأبد.
همست بصدمه: سم!
ألقى السلاح أرضا بعنف وجذبها لتلتصق به وقال بشراسه ناظرا لمقلتيها: ايوه اللي حطتيهولي في العصير، واللي خوفتي بعد كده و كسرتي الكوبايه.

كان ممكن بعد ما اشربه بساعه واحده تبقي قاتلة ومش أي حد ده جوزك، المحترمه اللي تعطل أجهزة واحد لمده يومين وتخليه زي الأموات متبقاش مجرمه!
كانت صامته فقط تبكي بعنف فصرخ بها عاليا: انطقي.
ارتعدت أوصالها وهي تقول بنحيب: أنا معملتش كده، أنا.

قاطعها ناظرا في عينيها بسخريه: مجرد التفكير وبدأ التنفيذ كمان، معناه انك عندك قابلية تعملي ده بجد، يعني مبقاش في فرق، دلوقتي أنا أقدر أقولك إنك ممكن تفهمي مين حامي العمري
انتفضت بعنف وصرخت عاليا قائله بتحدي: أنا عمري ما كنت وحشة، انت اللي خلتني اعمل كده، كان لازم اتصرف وانت متعطلنيش.
بدأ الدوار يصيبه فوضع يده على رأسه وأسند يده على العمود المجاور له فا انتفضت بذعر وهرولت ناحيته تقول بخوف بين: حامي.

انت كويس؟!
حاولت اسناده فأبعدها قائلا بعنف: ابعدي عني ملكيش دعوه.
أخرجت علبه من الحبوب من جيبها وقالت بنحيب: دي هتبطل مفعوله لو أي حاجه أثرت فيك.
أخرجت واحده وأحضرت كوب من المياه سريعا وعادت إليه تقول برهبه: خدها أرجوك، أنا آسفه والله، مكنش قصدي ده يحصل.

بدأت في النحيب بصوت مرتفع فرمقها ببرود، أسرعت هي عندما وجدت الدوار يشتد عليه ووضعت تلك الحبه في فمه وقدمت له المياه، ساندته وهي تقول بقلق: خليني أساعدك تطلع أوضتك، ساعه واحده بس وهتقوم مش هيحصل أي حاجه انت مشربتش اصلا.

لم يعد يعي ما يقال حوله فقد بدأ يفقد توازنه فساعدته سريعا حتى تستطيع أن تصل به إلى غرفته وهي تتمتم داخليا ألا يحدث له شيء، فهي الآن تجلد ذاتها كيف فكرت في فعل ذلك، هذا ليس من خصالها، هي التي تحارب من أجل الحق بسببه كانت ستكون آخري تستخدم طرق ملتويه للوصول لمبتغاها ومن هذه الطرق أن يتألم إنسان بسببها.

وصلت به إلى غرفته كان قد غاب عن الوعي كليا، فوضعته على فراشه بهدوء وخلعت نعليه، والتقطت هاتفها وماهي إلا ثوان حتى نطقت: ايوا يازفت
الآخر بضجر: ليه بس كده يا مدام؟!
مسحت دموعها بعنف وقالت لذلك الصيدلي: النقط اللي خدتها منك في واحد خد منها نقطة او اتنين تقريبا، ودلوقتي حرارته عاليه اووي
انتي ادتيله الحبايه طيب؟!
جلست عائشه بجانب حامي قائله: اه ادتهالو.

قال الصيدلي: طيب خلاص هو ساعه ويفوق، اعملي بس كمادات مايه ولما يصحي أعملوله أكل صحي يعني بلاش أكل تقيل.
انهت المكالمه سريعا وهبت إلى حجرة المطبخ في الأسفل فلحقتها نيره تقول بقلق: في ايه يا عائشة.
نظرت لها عائشة بتوتر ثم أغمضت عينيها بتعب قائله: هحكيلك بس توعديني انك هتساعديني.
شهقت نيره ووضعت يدها على صدرها قائله بصدمه: أساعدك! يبقى روحنا في داهيه.

ركبت تمارا السيارة بعد أن جمعت حقائبها ليقودها السائق إلى قصر حامي العمري، استنشقت الهواء بحريه وكأنها قد خرجت للسجن من توها، ابتسمت بحماس على هذه الأيام التي ستقضيها خارج قصر والدها، مرت ساعه فاانكمشت ملامح تمارا بإستغراب ورفعت يدها للسائق قائله: لو سمحت دادي قالي ان المسافه من هنا للقصر مش هتاخد نص ساعه، احنا دلوقتي بقالنا ساعه ونص.
لم يجيبها السائق وتجاهل ما تقوله فنطقت بحده: انت يابني آدم.

ضربها السائق على حين غره بآله حاده على رأسها فتأوهت عاليا وخرت فاقده للوعي، ثم سرعان ما استكمل طريقه نحو ماأمره به رب عمله
جلست نيره بجوار شقيقها تمسح على رأسه بتلك القماشه المبلله بالماء وهي تصدر نظرات العتاب نحو عائشه التي قالت بضيق جلي: نيره كفايه بقى، أنا مكنش قصدي والله.
ثم بدأت في بكاء جديد فقالت نيرة بغيظ: خلاص اسكتي، هو مش الزفت قال ساعه وهيفوق، هو دلوقتي هيفوق.

سمعا رنين هاتفه فااقتربت عائشه منه وأخرجت الهاتف من جيبه فوجدته رقم دون اسم
سألتها نيره بنظراتها عن هوية المتصل فأومأت بمعني لا أعلم، ثم فتحت الهاتف لتجيب قائله: ألو
قالت ريحان بإنزعاج: مش ده رقم حامي باشا.
قالت عائشة: أيوه هو انتي مين؟!
قالت ريحان بأدب: انا جاره مدام هنا، قوليه لو سمحتي مدام هنا عايزه تشوفه، سلام
صرخت عائشه بحده: استني هنا مدام هنا مين؟!

سمعت عائشه صوت إغلاق المكالمه فرمقت نيره بضجر وقالت بإنزعاج وغيظ: الباشا أخوكي متجوز عليا!
بعد قليل من الوقت
جلست عائشه بذلك الإناء الحاوي للشوربه وأعطته ل نيره التي قالت ل حامي بهدوء: حامي خد اشرب الشوربه دي مفيده جدا.
رمقهم بغضب وقال بإقتضاب: مش عايز حاجه ويلا اطلعوا بره انتوا الاتنين.
حاولت نيره تلطيف الأجواء فقالت بمزاح: في حد بيتعصب وعنيه بتقلب أخضر كده ياناس.

رفع حاجبه رامقا إياها بعبث وقال بحزم: برا يا نيره وخديها في ايدك.
ضغطت نيره على أسنانها بغيظ قائله: انت طردتني مرتين على فكره.
ابتسم ابتسامه صفراء وهو يقول ببرود: و التالته هقوم أخرجكوا بنفسي برا.
قامت نيره بتأفف تبعتها عائشه ولكن بعد خروج نيره أغلقت عائشه الباب قائله: ثواني يانيرو وخارجه.
صرخت نيره من الخارج بغيظ: بتقفلي الباب في وشي ويتسيبيني اطرد لوحدي، ده انا عايمه في بحر الغدر فعلا.

كتمت عائشه ضحكتها وعادت إليه، جلست على الفراش بصمت فرمقها ببرود وهو يقول بسخريه: أكيد مش جايه تتملي في جمالي، عايزه ايه؟!
ابتلعت ريقها وهي تهمس: زينه!
سمع همسها فاانتبهت حواسه لها كامله فرفعت نظرها له قائله: أنا هقولك لأن انت الوحيد اللي هتعرف تتصرف، ومتسألنيش عرفت منين.
سلط نظراته عليها منتظرا ماتقول وقد تأهبت حواسه حينما نطقت: زينه أختك عايشه.

اسودت ملامحه وأصبح أكثر شراسه وفي حركه مفاجئه اتى ليقوم من مكانه فتأوه بصمت، ساعدته قائله بقلق: ارتاح من فضلك.
حثها على إكمال الحديث فاابتلعت ريقها وتابعت بإرتباك: تمارا بنت رضوان، تبقى نفسها زينه.
قطع صوتها هاتفه الذي دق فأسرع في التقاطه ليسمع من الجانب الآخر: حامي باشا الست اللي اسمها سالي عشيقه رضوان لاقيناها مقتوله على طريق صحرا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة