قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الحادي والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الحادي والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الحادي والثلاثون

هل تظن الإرث مال؟!، أنت تملك المال وتملك الجمال ولكن ماذا عن القلب؟!، هل تملك قلب!، أفعالك تاره تخبرني بأنك تمتلك أنقى قلب في العالم، وتارة آخرى تصرخ بأن قلبك يعج بالظلام حتى صار يبابا.
لطالما تطلعت إليك، مهدت أنت الطريق لتعانق خطواتي أرضك المظلمه وبعد أن أقحمتني فيها تركتني أسير وحدي، بلا هويه، لا أدري أين بدايتك ونهايتي.

عزف ألحان العذاب هو السائد في أرضك الجائره، تريدني بالقرب ولكن لست بجانبك، تحتضن كفي وتبتعد بمجرد أن شعر بالأمان، وكأنك تهاب الأمان؟!
أو ربما سيصيبك الحب بجرح غائر فتقف بالمرصاد لبوادره.
قدمي تلاحق خطواتك فأنا لست مثلك، أنا اعلم أن جرحي على بعد خطوات مني ومع ذلك أقترب، إن كان لديك ولو مقدار قليل من الحياه ارحم اسيرتك.

ياصاحب القلب المظلم كفى ظلام فإني أخاف أن يحول ظلامك بيني وبين ضوئي، واستيقظ لأجد ذاتي محاطه بعتمه أبديه سببها لعنتك.
في أحد المخازن التابعه ل نادر، تجمع ذلك الحزب لأول مره منذ فتره طويله جلس كل منهم على المقعد الخاص به، كان المكان معتم نظرا لحلول الظلام وخلو الغرفه من المصابيح عدا مصباح صغير في أحد الزوايا.
نطق نادر بسخرية وابتسامته تعلوا وجهه: والله زمان يا رضوان.

اعتلى الضيق ملامح رضوان الجامده ونطق بعين ثاقبه: عايز ايه!
قهقه نادر عاليا وهو يردف: الضهر اللي كنت بتتسند عليه هو اول واحد كسرك ودلوقتي بقى خلينا نتفق.
شارك رياض الحديث هذه المره مردفا: انت عايز تتفق على ايه بقى؟!

تنهد نادر وهو يتابع بمكر: هما مش بيقولوا عدو عدوي صديقي!، انتوا دلوقتي عدوكم حامي العمري وانا عدوي حامي العمري، يبقى الظروف بتجبرنا دلوقتي اننا لازم نكون سوا، انت يا رضوان مش هتقدر على حامي لوحدك حتى و رياض معاك، ولا انا هقدر عليه لوحدي، علشان نخلص منه لازم نكون مع بعض.

صوب رضوان نظراته تجاه نادر، تأمله والأفكار تعصف برأسه، هو يعلمه ماكر يدبر ويرسم الخطط ويفعل كل ما بوسعه ليقع أعدائه تحت قبضة الموت.
قطع شروده صوت نادر الذي شابه بعض التوتر وهو يردف محذرا: الميموري اللي مع حامي يودينا كلنا في ستين داهية.
استطرد رياض قائلا: وانت عرفت منين ان معاه الميموري؟!
بالعقل كده الميموري مش معايا ولا معاكم مين مصلحته ياخده غيره!

شرد رضوان في معرفة حامي لحقيقة تمارا تلك المعلومه التي لم يكن يستطع أن يحصل عليها إلا عن طريق الميموري.
فاق من شروده قائلا بحزم: الميموري معاه.
اتجهت نظرات رياض و نادر له بينما تابع رضوان: الاتفاق ايه؟!

حرك نادر رأسه دليل على الرضا فأردف بتخطيط: أنا هدخلك معايا شريك في كل الشركات اللي عندي انا عارف انك حاليا ممعكش أي حاجه وحتى فلوسك اللي بره مصر مش هتقدر تتحصل عليها دلوقتي، هنكبر المجموعه لحد ماتنافس مجموعة العمري ولحد ما ده يحصل هنبدأ نبوظ في شغله، جواسيس من عندنا تتزرع في شركته، مواد خام تنقص من مخازنه، فلوس تنقص من خزنته، ورق يتسرق لصالحنا، كل ده هيجيب المجموعه بتاعته الأرض وكده هنبدأ نقضي عليه من ناحية الشغل لما اسم العمري يتهز في مصر أكيد هيتهز في كل شركاته اللي بره.

نيجي بقى لجانب حياته وعلاقاته، نيره، تمارا، عائشة، كل واحده من دول هتكون كارت نطلع بيه خطوه في تدميره وبالذات عائشة هتكون الكارت الأكبر واللي ضربته تموت.
ظهر التساؤل في عين رضوان جليا تبعه سؤال رياض: اشمعنى مراته؟!

أجابه نادر ليكونوا على علم بكل شيء معا: مراته أكتر واحده فيهم حواليها خطر، ليها مشاكل مع ناس كتير مش معانا احنا بس، وفيها ميزه كمان انها مندفعه وزكيه واندفاعها بيخلي حامي العمري يراقبها في كل خطوه، اصل الشخص الذكي لما يكون مندفع دي مصيبه، بس بالنسبالنا ميزه، هي هتكون الكارت اللي هنقدر بيه نجيب حامي لحد عندنا، بس قبل كل ده انا عايز ضمانات.

قاربت عين رضوان على الانغلاق وفغر فاهه قائلا بإستنكار: ضمانات!
أومأ نادر قائلا: أنا هديك نص ما أملك، يعني لازم اضمن ان حقي ده يرجع لما تتصرف في فلوسك اللي بره، وعلشان اضمن انه راجع
أخرج نادر بعض الأوراق ووضعها على الطاوله أمامه ثم أخرج القلم واضعا إياه فوق الأوراق وهو يقول: امضي!
أردف رياض بإستغراب: ايه ده؟!
دي وصلات أمانه.

التقط رضوان أحدهم ليلمح الرقم الخيالي الموجود به فارتفع صوته يقول بغضب: انت اتجننت 50 مليون، عايزني امضي على رقم زي ده. وانا اضمن منين بقى انك متاخدهمش وتطلع ع النيابه الصبح.

مط نادر شفتيه بملل قائلا: انت اللي عندك بره مش شويه، وانا مش هبقى عايز ابلغ عنك واجي اعمل كل القاعده دي، انا هديك نص اللي املكه يعني مبلغ زي ده ضمان صغير جدا ليا، وخلي بالك انك محتاج اسمك يكبر في السوق تاني علشان تقدر تتحصل على فلوسك اللي بره يعني انا كده بقدملك خدمة العمر.

تنهد رضوان بتعب والتقط القلم ليقوم بالتوقيع، هو يعلم أن كل كلمه تفوه بها هذا الملعون صحيحه، منذ شهر واحد فقط لم يكن باستطاعته فقط النظر إليه خوفا من بطش حامي العمري ولكن من يراه الآن وهو يطالب بضمان حقه يظن انه ملكا للعالم.
ألقى رضوان القلم بإهمال بعدما أتم التوقيع قائلا: هنبتدي شغل من بكرا.
أبدى نادر موافقته وهو يردف بحماس: حلو الكلام.

اسرع في لم أوراقه الموجوده على الطاوله ليقول بخبث تبعته قهقهاته العاليه: الفاتحه بقى مقدما على روح حامي باشا.
تخوف رياض من هذه الثقه الزائدة وتمتم داخل عقله بقلق: انا قلقان من الحوار ده وحاسس ان حامي هو اللي هيقرأ علينا الفاتحه كلنا قريب.
ازدادت حدة الأمطار بعد أن هدأت قليلا، فأخذت المياه تنهمر بكثره، كان الاثنان يقفان أمام المقهي حينما صدع ذلك الصوت النسائي: مش ممكن حامي العمري موجود هنا.

هرولت ناحيته تحتضنه بينما تسمرت عائشة مكانها تراقب مايحدث و أسنانها تصتك ببعضها من شدة الغيظ
اتسعت ابتسامة الآخرى وهي تقول: بقى تسافر كده لا حس ولا خبر، وحشتني جدا يعني.
ابتسم على جنانها وهو يهز رأسه بمعني لا فائده قائلا: انتي هتعقلي امتى؟
حركت يدها في الهواء بإهمال قائله: ياعم اقعد بقى بلا عقل بلا بتاع، ثم همست له في أذنه متابعه: بس قولي مين المزه الجامده دي؟!

استشاطت عائشة غضبا وتمتمت داخل عقلها بغيظ: معاهم بيضحك لدي وبيحضن دي ولا في أي أدب ومعايا انا قومي. اقعدي. انزلي. اسمعي الكلام. عدي ليلتك.
انتهت من تقليده لتتمتم عاليا: استغفر الله.
انتبها لها. فتصنعت عائشة ضحكة صفراء لتلك التي تتفحصها قائله: أهلا.

تفحصت عائشة هيئة الفتاه كانت ترتدي سترة شبابية من الجينز وشعرها منساب بشكل فوضوي كيرلي بينما يغطي وجهها القليل من مساحيق التجميل. كانت ملامحها بريئة للغاية ولك...
قطع شرودها صوت الفتاه وهي تحرك يدها امام وجهها: ايه روحتي فين، بقولك انا دنيا.
مدت عائشة يدها لها ردا على يد الآخرى الممدودة وقالت: عائشة.

تركتها الفتاه لتجذب حامي معها قائله: تعالى بقى انت لازم تتفرج على الكافيه بتاعي، الجو جوه هيبهرك بجد، حلمي اتحقق وعملت كافيه ومطعم كمان وكل حاجه واو جدا.
قلدتها عائشة من الخلف قائلة بمياعه: كل حاجه واو جدا.
التفتا لها الاثنان فتصنعت تلك الابتسامه ضاغطه على أسنانها بينما نطقت دنيا: عيوش المكان مكانك طبعا، خدي جوله وقوليلي رأيك.

عند هذه النقطه لم تتحمل أسيتركها وحدها أيضا، انت لتندفع وتصرخ في الماثله أمامها ولكن قطع ذلك جذب حامي لها من مرفقها وهو يقول: لا هتيجي معانا هي متعرفش حاجه هنا.
رفعت كتفيها قائلة ببراءة: اوك، وحتى نتعرف اكتر.
حاولت عائشة التحكم في أعصابها بينما همس لها حامي خفيه: شايفك مضايقه.
رمقته بغضب بجابب عينها بينما استكمل هو طريقه يضحك بصمت.

جلست نيره بجوارها لينا كل منهما تتثائب طلبا للنوم وقد تجاورت مقاعدهما، نطقت نيره بنوم: مش كفايه بقى يا زينه.
انطلقت ضحكات زينه المرتفعه وهي تتابع هاتفها بينما جحظت عين نيره وتمتمت لينا: انا زهقت يانيرو، و زينه عماله تضحك وهي باصه للواتساب، هو الواتس بيضحك كده.
استقامت نيره واقفه ونطقت بغيظ: زينه مسموح ليكي بالتليفون نص ساعه بس ده كلام الدكتور ياحبيبتي ودلوقتي هما خلصوا هاتيه بقى
طيب ثواني.

كتبت له رساله في تطبيق الواتساب نصها: يحيي النص ساعه خلصوا هقفل بقى.
أرسل لها أحد المقاطع الصوتيه فكتمت ضحكتها بينما حاولت التماسك قائله: نيرو معاكي هاند فري
زجرتها نيره وقالت بخوف صادق: يابنتي خلصي الدكتور قال التليفون غلط عليكي وهيحبلك صداع جامد وانتي مش مستحمله، وبعدين افتحي سمعينا باعت ايه.

فتحت زينه المقطع ووضعت يدها على فمها حتى تكبح ضحكاتها بينما صدع صوته قائلا: بقى انا تقوليلي هقفل، طب امشي خدي بعضك يلا وامشي وعليكي انا لاء مندمش مش عايز مبكلمش خلاص بنات.
صدعت ضحكات زينه الرنانه بينما أكملت لينا تلك الأغنيه الشعبيه التي تغني يحيي بمقطع منها قائله: بتحبيني والله ضحكتيني...
صرخت نيره بها: بس يا لينا، ايه اللي بتغنيه ده بقى مامتك مودياكي لعائشة بتغني أجنبي نرجعك ليها بتغني مهرجانات.

صمتت لينا بضجر بينما حاولت زينه التحكم في ضحكاتها واظهرت الجمود، صرخت لينا: على فكره يانيرو انا قلبي زعل منك.
تحولت الملامح الجاده لآخرى ضاحكه وقد علت الضحكه والعبث وجه نيره وهي تتغني بباقي كلمات المهرجان الشعبي: قلبك ده شمال ومزور لو جابك هنا تتعور نعمل حفلة وتتصور وناخدلك اسكرين.
صفقت لها زينه قائله ببهجه: الله عليكي يانيرو، اديلوا.

اندفعت نيره و لينا على الفراش بجانب زينه لترتفع ضحكات الثلاثه بينما نطقت نيره بقلق: المفروض حامي يكون وصل دلوقتي، وعمر مبيقولش غير انه جاي كمان شويه، القاعده ناقصها عيوش اوووي.
أردفت زينه بقلق: انتي هتقلقيني ليه أكيد هما في الطريق يا نيره، ولا يمكن بيفرجها على البلد.
تمتمت نيره هامسه: يارب يكون خير يارب.

في المقهي الشبابي التابع ل دنيا جلس الثلاثة بتعب على أحد الطاولات، قالت دنيا بحماس: ايه يا رأيك بقى، ميكس بين مصر وتركيا، حتى ال staff نصه مصري ونصه تركي، والميوزك كمان.
تأملت عائشة المكان بإنبهار حقا كل شيء رائع تلك الإضاءة الخافته وكأنك داخل عالم الأميرات الخيالي، الطعام المقدم. و الطاولات المتراصه بأناقه...
قطع تأملها صوت حامي: جميل يادنيا، كل حاجه perfect فعلا.

صدعت نغمات الموسيقى في المكان فهبت دنيا من مكانها قائله برجاء: حامي بليز قوم نرقص.
رفعت عائشة حاجبها الأيسر متمتمه بغضب: ده ايه اصله ده.
علي حين غره وجدتهما على ساحة الرقص بينما نطقت هي بغضب: ايه ده بقى، انا مالي يولعوا، لا لا عيب ده حرام حتى.
أصدر هاتف حامي ذبذبات ليرتفع صوت رنينه فأجابت عائشة عندما لمحت اسم هنا: ألو.
حبيبتي الحلوه أخبار تركيا ايه.
نطقت عائشة بغضب: بترقص
أجابتها هنا بإستغراب: ايه!

قصت عليها ماحدث بغضب وهي تتابع رقصهم وتكاد تشتعل غيظا، فنطقت هنا بحزم: قومي من مكانك اديله التليفون.
هبت عائشة سريعا فهي كانت متشوقه لأي فرصه، سارت بخطوات مشتعله وحينما اقتربت منهما توقفا عن الرقص فنطقت غاضبه: امسك.
التقط منها الهاتف ليرى اسم هنا فسريعا مانطق: دنيا اقعدي انا مش هرقص تاني خلاص.
أجاب على هاتفه وهو متجه للطاوله: وحشتيني.
بينما تركهما معا.

ابتسمت دنيا قائله: قوليلي بقى ياعيوش اتعرفتوا على بعض ازاي.
تأففت عائشة داخليا وحاولت التماسك قائله: عادي يعني
جحظت عين دنيا وهي تردف بإستغراب: ازاي بقى ده عينه منزلتش من عليكي طول ما احنا بنرقص، النظرات دي ماتقولش انه عادي ابدا.
ختمت عائشة الحديث قائله بإبتسامه صفراء: ابقى روحي اسأليه
توجهت عائشة للخارج وهي تقول: لما يرجع قوليله اني في العربيه.
بعد مرور القليل من الوقت.

خطت هنا بخطوات وئيدة بعد أن تأكدت من نوم يحيي نحو الغرفه القابعه بها ساره، دلفت فوجدت كريم غافيا على الفراش و ساره لايوجد لها أثر.
ابدت استغرابها وسريعا ما أيقظت الصغير وهي تردف بهدوء: كريم ماما فين ياحبيبي؟!
فتح الصغير عينيه بكسل ليشير على أحد النوافذ الخلفيه للغرفه قائلا: ماما مشيت من هنا، بتقولك شكرا اووي، وسابت ده ل حامي
التقطت هنا مابيد الصغير ناظره له بدهشه وحيره من سبب تركها لشيء كهذا.

كانت العتمه تحيط بالمكان، بقى القليل لتضوي أنوار الشمس في كل مكان، غفت على مقعدها في السياره، آتى حامي بعد أن انهي مكالمته، ركب سيارته، وقادها إلى مكان قريب من هنا.
بعد مرور القليل من الوقت
صف سيارته فااستفاقت هي أخذت تمسح على عينيها قائله: احنا فين؟!
نطق بكلمات جامده: ده مكان هنبات فيه لحد الصبح وبعدين نروحلهم.

نزلت من السياره تتأمل المكان من الخارج قد كان يشبه الأكواخ البدائية ولكنه مميز للغايه يشعرك بالأمان بالرغم من الظلام، همست: الجو هنا برد اووي.
خلع سترته وألقاها لها قائلا: طب امسكي.
في ايه!
وجدته يلتقط أحد الآلات الحادة ليقوم بتكسير بعض الأخشاب حتى يقوموا بإشعالها.

بعد الكثير من المجهود، ارتفع دخان النيران التي اشعلها بالحطب، جلست عائشة على الأرضية أمام الأخشاب وهي تنفخ في يديها، بينما آتى هو من خلفها ليضع سترته التي القتها على كتفيها قائلا: دلوقتي هتحسي بالدفا.
ابتلعت ريقها قائله: شكرا.
جلس جوارها أمام هذه النيران، كان الصمت يعم المكان، كلاهما يختلس النظرات للآخر حتى قطع هو الصمت قائلا: تعرفي أمير منين؟!

استدارت له لتلتقي أعينهما قائله: كان بيشتغل عند بابا وطلع حقير وسرقه مع ان بابا كان بيثق فيه جدا ومأمنه على كل حاجه...
انقطعت عن الحديث في هذا الموضوع
وقالت على حين غره: عينيك شكلها يخوف اووي.

انعكس ضوء النيران على عينيه فااصبحا مزيجا بينما تابعت هي: ماما كانت دايما تقول مراية القلب هي العين، وانت عينك نصها نار ونصها مايه، مع ان النار هي الأكتر بس شوية الماية ماسكين مكانهم ومتبتين فيه، حتى دلوقتي بعد ما النار اتعكست على عينك. شوية المايه لمعوا كأنهم بيقولولك انهم موجودين، وانك تقدر تطفي النار بيهم.
أبعد عيناه عنها وهب واقفا أعطاها ظهره وهو يقول بحزم: قومي ادخلي جوه.

وقفت هي الآخرى لتكون خلفه وهي تقول: ايه الكلام وجعك.
استدار لها جاذبا إياها من مرفقها لتشهق عاليا بينما اصبحا قريبان لا يفصل بينهما سوى سنتيمترات وقبضته محيطه بخصرها. التمعت عيناه بوميض غريب وكأن غيمة من المياه تجمعت بها وهو يردف: لو مدخلتيش جوه دلوقتي أنا مش مسئول عن أي حاجه هتحصل.
كانت نظراتها صادقه وهي تقول: لما بتبص لنفسك في المراية بتبقى راضي عن الوحش اللي انت شايفه.

هز رأسه بإنكار قائلا بشده: ادخلى جوه وسيبك من كلامك ده، عمر الوحش ماهيبقى أمير ضحكوا عليكي في الفيلم.
اقترب بوجهه منها ليهمس أمام شفتيها: لو مدخلتيش دلوقتي، طريقك هيفضل مربوط بطريقي.
وضع يده على قلبه قائلا: القلب ده مش بيحب ولا عمره هيتغير، خليكي فاكره ده كويس، معاكي دقيقه تدخلي فيها.

حركت رأسها في عدم تصديق وعيناها تتابع نظراته، نظرا لبعضهما ثم سريعا ما حاولت التخلص من قبضته لتدلف إلى الداخل ولكنه جذبها مجددا قائلا: الدقيقه خلصت.
اقترب بوجهه منها كانت يداه تقبض عليها وكأنها ستضيع منه الآن للأبد، لم تدفعه كأول مره، دق قلبه بعنف ودت لو نطقت الآن واتهمته انه كاذب وان قلبه مازال يدق، حملها بين يديه وسار نحو الكوخ وكأنه قد فقد لكل ذره من عقله ولم يبقى أمامه سوى صورتها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة