قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني والثلاثون

عبرت كل الطرق الملتوية حتى أيقنت أنه لا من صلاح، حذرتك ألف مره وضيفي لهم ألف آخر، انتي من أخذتي تقتربي بإراداتك من وكري، لم يعد بيد أي وسيلة لردعك، أنا أعلم ذاتي ولدت من جوف الموت، ولكن انتي؟!، لماذا تختارين الموت في كل خطوه؟!
يالعنتي الأبديه ابتعدي، علني أعود إلى ماكنت عليه يوما ما، وينتهي ضبابي!

وقف الصغير أمام أحد البائعين الذي يمر يوميا من حيهم، ليقوم ببيع الحلوى القطنيه، وقف أمام ماكينة صنع الحلو قائلا للبائع: أنا عايز خمسه.
أومأ له البائع بإبتسامه ليقوم بصنع طلبه، بينما بدأ الصغير في إحصاء أمواله التي ادخرها حتى يستطيع شراء الحلوي لهم.
أعطاه البائع طلبه قائلا: خد ياابني.
بينما أخذهم منه بفرحه عارمه وهو يعطيه النقود.

هرول عائدا إلى منزله ولكنه لمح والده عائدا من العمل، انكمشت ملامحه بااستغراب واسرع إليه قائلا: بابا انت جيت بدري النهارده.
مسح والده على رأسه بحنان وهو يرمقه بنظرات حزينه بينما تنهد بتعب وهو يردف: تعالى ياحامي.
اصطحبه والده معه بينما استأذن منه الصغير قائلا: ثانيه واحده يابابا.

هرول ناحية تلك الصغيره التي يساعدها شقيقها على السير أمام مدخل تلك البنايه، وصل بخطواته المهروله إليهم، وهو يردف بفرحه: عيوش.
أردفت الصغيرة بتذمر طفولي: انا زعلانه منك، انت جايب غزل بنات ل نيره وأنا لا.
مين قال كده بقى؟!
أعطاها مابيده قائلا بحنان: خدي دول وروحي العبي مع نيره واديها منهم.
صرخت عاليا بفرحه والتقطهم منه مهرولة بينما هتف شقيقها بإسمها ولم تستجيب.

سقطت رابطة شعرها الحاوية على الأحد الألعاب الكارتونية فاالتقطها الصبي خفيه وتمتم ل عمر: أنا هروح لبابا وبالليل نلعب.
اتفقا الصغيران، و هرول حامي إلى والده الذي جلس عند تلك البحيرة القابعه خلف تلك المنازل، وجد الصبي والده على أحد المقاعد التي تطل على زرقة المياه فجذبه قائلا بحنان: تعالى ي حامي اقعد.

جلس الصغير جوار والده الذي حاوطه بيده قائلا بحنان: عارف أنا قعدت سنين نفسي اخلف. فضلت أدعي ربنا كل يوم. وأراد ربنا يستجيب اول مانقلنا للبيت هنا وجبناك يابطل.
تنهد الرجل عاليا بتعب وهو يتأمل المياه أمامه بعين تتشوق لذرف الدموع ولكنه تماسك متابعا: انت الأسد اللي هتمسك كل حاجه من بعدي.
التقط الصغير كف والده ورفع عيناه التي تبوح بالكثير من الخوف قائلا: وانت يابابا؟!

ابتسم له والده بحنو قائلا: احنا سعات كتير بنغلط بس عايزك تعرف حاجه اننا في أي وقت نقدر نصلح الغلط ده، طول ماانت ماشي صح ربنا مش هيسيبك ولا هيضيعك، انا مش هكون دايما معاك بس هكون دايما جمبك وسامعك.
يعني ايه؟!

أشفق والده عليه فهو صغير لدرجه لايمكنه فيها إدراك هذا الحديث ولكنه تابع قائلا: يمكن متعرفش دلوقتي، بس لما تكبر هتعرف، ماما ونيره وزينه أنت سندهم اوعى متكونش أد مسؤليه زي دي، وعايزك دايما تعرف اني بحبك اووي.
احتضنه الصغير بحب ونظرات لا تدرك ما يقال لها بينما تعمق الأب في احتضانه وعيناه تذرف الدموع خوفا من مستقبل ربما لن يعاني فيه أحد سوى هذا الصغير، مستقبل سيعصف به عصف الرياح بالأشجار خريفا.

فراش بارد، و صقيع احتل الأجواء فأصاب الأنفس بالخوف واشعل دقات القلب ليدق ناقوس الخطر!
فتحت عيناها بكسل تتفحص المكان حولها، بقليل من العلامات أدركت أين هي وماذا حدث بالأمس، لقد أصبحت زوجته رسميا بالأمس، لم تدري بأي شيء بعد حديثهم، كل ما تذكرته استسلامها له ونظرات اللوم والعتاب الاتي وجهتها له كسهام خارقه.
تفحصت الفراش بجانبها لتجده خاوي من كل شيء حتى هو!

لفت انتباهها تلك الملابس الجديده الموضوعه على جانب من الفراش، استقامت في جلستها وهي تحكم أحد الشراشف على جسدها لتجده قد ابتاع لها أحد الفساتين الشتويه، وبجوارها أحد الجواكيت الجلدية الثقيله، تيقنت من استياقاظه مبكرا للغايه فلقد قام بشراء الملابس واتى بها وخرج مره ثانيه، هل يهرب؟!

تنهدت عاليا بتعب والتقطت الملابس التي ابتاعها وقررت الذهاب إلى الاستحمام علها تتخلص من أفكارها التي تعصف برأسها يمينا ويسارا.
في نفس التوقيت وفي مكان قريب من ذلك المنزل الصغير، وقف حامي مستندا على سيارته شاردا في ذكرياته التي فرضت نفسها أمامه كشريط أسود يتخلله فقط بعض النقاط البيضاء، غطت عينيه غيمه شفافه من الدموع تبعها بصرخه عاليه تجمعت فيها كل آلامه، كل شيء أرهق فكره وقلبه.

نطق بألم مخاطبا طيف والده المتوفي: قولتلي لما احتاجك هلاقيك لكن ملقيتكش، خلفت وعدك ليه؟، أنا للأسف بقيت عكس كل حاجه انت اتمنتها وخلاص مفيش رجوع.
أسرع إلى سيارته وقادها بسرعه جنونيه عائدا إليها يهرب من كل شيء حتى منها.
في أحد المشافي الخاصه القابعه ب تركيا، توجهت تلك الفتاة إلى الغرفه الخاصة ب أمير.

متبختره بثوبها العاري وخصلاتها القصيره التي لاقت بها كثيرا، كتلة فتنه تسير أرضا بأحمر الشفاه الناري الذي وضعته على شفتيها.
دقت الباب عدة مرات وحينما سمعت الإذن بالدخول، دلفت إلى الغرفة بثقه وسارت حتى اصبحت على بعد خطوات من فراشه
اقتربت منه ومدت يدها قائله باللغة الانجليزية: مرحبا سيد أمير.
ارتفع بنظراته لها سريعا ماتفاجأ بمن تقف أمامه ليرمقها بإعجاب جلي قائلا: من انتي؟!

اتخذت موضعها لتجلس على المقعد المقابل للفراش قائله بثقه زادت للضعفين بعد ما رأت نظرات الإعجاب بعينه: أنا إيلي
مدت يدها تتلمس تلك الكدمه بوجه أمير قائله بملامح منكمشه: أوووه من فعل بك هذا؟!
كانت وضع أمير يرثي له، الكدمات تمليء وجهه وساقه التي يعاني منها بعدما تم تصويب النار عليها. وغير آلم يده وآلامه النفسيه.

قطعت إيلي وصلة تأملها قائلة بذكاء كانت بارعه فيه: أنا لاأحب عدم الوضوح، أنا اعلم أن حامي العمري من فعل بك هذا سيد أمير، كل منا يريد شيء وإذا اتحدنا سيحصل كل منا على ما يريده.
أدرك أمير قدر القابعه أمامه فمعرفتها بكل تلك التفاصيل تعني أنها على دراية تامه بالأمر، رمقها بنظرات خبيثه قائلا بنبره لعوب: جميلتي ماذا تريدين؟!

لم تغفل عن نظراته فاابتسمت ابتسامه جانبيه وهي تشاركه الحديث: أنا اريد حامي العمري وانت تريد زوجته، سننشارك التصرف سويا حتى يحصل كل منا على ما يريده بشرط ألا يخطط أحد لشيء من دون الآخر.
ارتفع صوت ضحكاته الساخره واستعاد وضعه وهو يقول: ومن أخبركِ أنني أريد زوجته؟!
أصدر هاتفه ذبذبات تبعها صوت الرنين فاالتقطه قائلا لها: المعذره.

انتظر سماع الطرف الآخر حتى انتهي من حديثه وحينها ألقى أوامره قائلا: كمان ساعتين بالظبط عايز اسمع خبره، هو بس.
أغلق هاتفه وعاد إلى القابعه أمامه مره آخرى قائلا بإبتسامه خبيثه: لن يمكنني عقد اتفاق معك. لأن ما تريدين الحصول عليه لانضمن وجوده حتى انتهاء اليوم.
حاولت تجميع كلماته بإستغراب جلي وقد فغرت شفتاها من الصدمه حينما ادركت مقصده، وضعت يدها على فمها وحركت رأسها بإنكار رافضة تصديق أي حرف مما يقول.

تنهدت عاليا بعدما وضعت اللمسات الأخيرة على حجابها، التقطت ذلك الجاكيت الشتوي وارتدته فوق ردائها، مطت شفتيها بضيق قائله: أنا ليه حاسه ان الجاكيت ده بتاعه، يلا بقى حتى لو جايبه لنفسه الدنيا برد والفستان لوحده مش هيدفي.
جلست على أحد المقاعد في انتظاره حتى يرحلوا من هنا، بدأت في الدندنة قائله: كيف لي ألا أنادي. من ألبس عمري سواد، أهواك أهواك. لاتهواني يكفي جفاك.

توقفت عما تقول حينما سمعت اقتراب خطواته، دلف هو بهدوء شديد إلى الداخل، لم يلقى حتى نظره عليها، تابعت خطواته وتعابير وجهه المبهمه فشعرت بالريبه، هو جامدا أمامها لايتفوه بأي حرف.
وجدته يعبث بكل شيء أمامه فعلمت أنه ربما يبحث عن شيء ما فهتفت من خلفه: انت بتدور على ده؟!
استدار لها فوجدها ترتدي سترته فبررت سريعا: أنا برضو كنت حاسه انه بتاعك هو واسع شويه.

آتت لتخلعها حتى تعطيها له ولكنه أوقفها بإشارة من يده قائلا بحزم: مش عايزه
في حاجه حصلت؟!
تغير إنسان أكثر ماتهابه من يراه الآن لا يراه أمس، ماذا حدث له هل تم استبداله بآخر.
قطع شرودها قائلا: مفيش حاجه، اقترب منها ليقف أمامها قائلا: عايزك تتأكدي ان مفيش أي حاجه حصلت او اتغيرت.
أدركت أن لكلماته معنى آخر فاابتسمت مدندنه وكأنها لم تسمع ماقاله: نكدت عليه أنا
طلّعت عنيه أناّ
مش هسأل فيه ده أنا.

بلعب ويّاك يا حبيبي.
رفع حاجبه الأيسر مستنكرا تلك الطريقه الجديده، تطلق النغمات في التوقيت الذي من المفترض ان تغضب فيه...
لأ اتطورنا جدا.
قطع حديثهما سماع دوي الطلقات الناريه في الخارج، فشهقت عاليا، اقترب منها قائلا بتحذير: متخرجيش من هنا.

سار بخطوات وئيده نحو الخارج حتى لايحدث جلبه عاليه، لمح أحدهم قادم من بعيد فأسرع في الوقوف مختبئا خلف الحائط، بمجرد اقتراب الرجل مد حامي قدمه فتعركل الرجل وخر ساقطا على الأرضية، فضربه حامي بسلاحه ضربه قاسيه على رأسه، استدار حامي ليتيقن من عدم وصول أحدهم إلى المنزل ولكن قطع تفقده عيار ناري كان مصدره ذلك الملثم الذي يقف على أحد المباني العاليه يصوب بمهارة، انطلق العيار ليصيبه في ظهره وآخر في يده ففتح عيناه على وسعهما وهو يخر ساقطا...

هبط ذلك الذي صوب ليسأله صديقه: خلاص كده؟!
يلا، احنا نفذنا ولازم نمشي بسرعة.
سمعت عائشة صوت ارتطام بالأرضيه كانت تقف قريبه من البوابه، امتليء قلبها بالفزع، التقطت المقبض بيد مرتبكه وفتحت الباب فتحه صغيره ليتبين لها ذلك القابع على الأرضية، شهقت عاليا وفتحت البوابة على وسعها لتهرول نحوه بخوف جلي، جلست جانبه بملامح مرتعده وهمست ببكاء: حامي.
نطق: ماكنتي نكدتي عليا و مش هتسألي فيا من شويه.

لاحظت ذلك النزيف فااقتربت بخوف وهي تتفحص كتفه ولكنه جذبها خفية لتقع جواره، همس لها: أنا لابس واقي كتفي بس اللي اتصاب، بس هما واقفين فوق، اتت لترفع نظرها فخذرها: إياك
عادت اتصلي ب عمر وابعتيله اللوكيشن وقوليله يجي ومعاه عربية اسعاف ومتقوليش ليه أي حاجه.
عربية اسعاف ليه طالما انت لابس واقي، ساعدني وانا ه...
وضع يده الآخرى على كتفه عله يقلل من حدة الألم وهو يزجرها قائلا: اللي قولته يتعمل.

لاحظت علامات الألم الباديه على وجهه فاعتدلت سريعا وهرولت للداخل تحضر هاتفها حتى تنفذ طلبه.
جلست ساره في العياده الخاصه بها حتى وقت متأخر من الليل، كان التوتر سيد الموقف وهي تسير يمينا ويسارا على أحر من الجمر، قطع ذلك دلوف سالي المفاجيء، فنطقت ساره بلهفة: ها عملتي ايه؟!

تنهدت الفتاه عاليا بتعب ثم ناولت الأوراق التي بيدها إلى ساره قائله: الورق ده هو اللي اتبعت ل نادر النهارده، انا قدرت آخد منه نسخه بصعوبة، معجزة اصلا انه حصل.
تفحصت ساره الأوراق تقرأ مافيها، جميعها عقود قديمه للشركات التي يملكها زوجها نادر، سريعا ما انتبهت إلى اسم المالك المكتوب أسفل هذه العقود فشهقت عاليا واضعه يدها على فمها بينما نطقت سالي بخوف: في ايه يا مدام؟!

حاولت ساره استجماع الكلمات وهي تردف: الورق ده كله يثبت ان كل الشركات بتاعة نادر في الأصل بتاعة واحد اسمه محمد صادق.
قطبت سالي حاجبيها بإستغراب قائله: طب وفين المشكله؟!
المشكله في بقية الاسم، الشركات في الأصل بتاعة محمد صادق العمري اللي هو يكون والد حامي
جحظت عين الآخري وصدمتها لم تقل عن ساره وهي تتخيل ردة فعل من آتى بها إلى هنا حينما يعلم ماعلماه.
في غرفة تمارا داخل ذلك المشفي.

توسط حامي الفراش مجوارا لشقيقته التي غفت هي و الصغيره على صدره، بينما نظرت نيره لجرحه الذي ضمده صديقه منذ قليل قائله: انا من امبارح وانا قلقانه، وقلبي مكدبش عليا.
نطق عمر: كفايه يا نيره احنا ماصدقنا تمارا نامت.
تنهد حامي عاليا وهو يقول: نيره انا كويس.
رمقته بإستنكار قائله: افرض مكنتش لابس الواقي كان زمان ايه اللي حصل دلوقتي.

دلفت عائشه قاطعه حديثهم بعدما دقت الباب، اقتربت بهدوء ووضعت الحامل المعدني الذي يحمل الطعام وكوب من العصير الطازج على الطاوله وهي تقول بعدما سمعت كلمات صديقتها الأخيرة: خلاص يا نيره مش وقته.
صمتت نيره عن الحديث بعد قول صديقتها، بينما نطقت ثانيا: انتوا مجيتوش امبارح على هنا ليه؟!
تصنعت عائشة أنها تعدل من وضع الحامل بينما همس المتسطح على الفراش بمكر: قوليلها مجيناش ليه.

تنهدت عاليا بغضب متمتمه: استغفر الله العظيم.
نادي حامي عمر حتى اقترب منه فهمس له: خد نيره وخليها ترتاح وتبقى عندي من سته الصبح.
ستة ايه حرام عليك؟!
رمقه بنظراته الحازمه قائلا: سمعت؟!
تأفف عمر عاليا وهو يقول بقلة حيله: يلا يا نيره نخرج.
جلست عائشة متناوله أحد الأطباق، اغترفت معلقه من الطعام لتطعمه إياها، فرفع حاجبه الأيسر قائلا: انتي مش مضطره تعملي ده على فكره؟!
متعودتش اشوف حد محتاج مساعده ومااساعدهوش.

تنهد عاليا وهو يقول بتعب: انتي عايزه ايه. بتحاولي توصلي لإيه؟!
أصدرت تنهيده مثله قائله: اتعود ان مش كل حد بيقدم خدمه يبقى بيحاول يوصل لحاجه من وراها.
ضحك ساخرا، بينما رمقها مجددا بنظره أربكتها قائلا بعبث: حلو الجاكيت، طالما انا اللي جايبه يبقى حلو.
تمتمت بغيظ: مغرور.
تؤ تؤ تؤ، واثق مش مغرور.
تجاهلت تلك النظرات المهلكه وهي تقدم له كوب العصير فزاد من توترها حينما قال: أنا بقول أقوم تمارا وتيجي مكانها!

شهقت عاليا حينما أردف بهذا ولكن قطع حديثهم دلوف عمر المفاجيء حاملا هاتفه الذي وضعه أمام عين حامي قائلا: شوف الصحافة منزله ايه؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة