قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث والثلاثون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث والثلاثون

حقيقي الفصل ده تعبني جدا بأحداثه وبكل حاجه فيه، فعايزه أراء طويله كده
وعرفوني عليكم كده. كل واحده تقولي اسمها وبتتابعني منين
بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثاني
طرقات عنيفه شقت طريقها على بوابة المنزل التابع ل هنا، هبت من نومتها بفزع على إثرها وهي تتمتم بذعر: بسم الله الرحمن الرحيم في ايه؟!
تبعها يحيي الذي خرج هو الآخر من الغرفه التي غفا بها وهرول ناحية البوابة قائلا: ادخلي جوه.

فتح الباب بملامح مقتضبه تحمل الشراسه في طياتها مما أربك ذلك الحارس الذي دق الباب منذ ثوان معدوده
نطق يحيي بلهجه سوقيه وهو يجذب الماثل أمامه من تلابيبه: بيت أمك ده هو علشان تخبط كده.
حاول الحارس تهدئته وهو يقول بتبرير: انا آسف ياباشا والله، بس في واحده ست مجنونه دخلت الحاره وواقفه تحت جمب عربيتك عماله تقول عايزه اقابل صاحب العربيه دي وكانت هتكسرها.

كسي وجهه النظرات المبهمه وأردف وهو يغلق البوابه: انزل وانا جاي وراك.
توجه يحيي نحو سترته الشتويه الثقيلة يرتديها مسرعا بينما خرجت هنا وهي تردف: في ايه ياابني.
حاول طمأنتها فقال: مفيش حاجه مشكله بس في الشغل هنزل وهرجع تاني متقلقيش.

هرب من المنزل قبل أن تطرح عليه أي تساؤل آخر بينما بكي هي قلبها حزنا فهو مهما كان قريب، قلبه بعيد لا يبوح بكل شيء ولازال في بداية مراحل اعتياده على كونها أمه التي انتشل منها الزمن وليدها الوحيد.
في نفس التوقيت.

وقفت مي بجوار سيارة يحيي بتحد تنتظر ظهوره في الأجواء، كانت ترتدي تلك الملابس الرسميه التي اعتادتها في الفتره الآخيرة، أحد البلوزات العمليه وسروال يلائمها، لاحظت خروجه من البنايه فهرولت ناحيته. آتي ليمنعها أحد الرجال ولكنه هتف: سيبوها.
وقفا في مقابلة بعضهما كل منهما ينظر للآخر فقط حتى قطعت هي ذلك حينما أردفت: عربيتك ولا عربيتي؟!

تفحصها من أعلاها لأسفل قدمها في نظره ساخره اختتمها بقوله: لأ عربيتي لسه جديده ومش عايزها تتوسخ.
تجاهلت إهانته تلك لتجبر نفسها على إبتسامه قائله: يبقى عربيتي، اتفضل.
توجها نحو سيارتها وعلامات التذمر باديه جليه بسبب لقاء لم يتم الاعداد له بعد ولكنه انصدم بآوانه.
أنا مش فاهم انت بتعمل ايه بالظبط.
هتف عمر بهذه الكلمات وقد ضاق صدره بسبب غموض الذي أمامه وتصرفاته المبهمه.

نظر حامي في الفراغ أمامه بنظرات مبهمه وأردف بتخطيط: دلوقتي أمير وصله معلومة ان رجالته خلصوا عليا وانت جيت اخدتني بعربية الإسعاف على مستشفي علشان كل الأمور تمشي رسمي، وبعدها طلعت من المستشفي هناك على هنا من غير ماحد يشم خبر، يعني انا كده بالنسبه للكل لسه موجود هناك في المستشفي بسبب الرصاصة اللي اخدتها.
مش فاهم برضوا.

تنهد حامي عاليا بغيظ وهو يتابع بإنزعاج: لا فوق واصحى كده، دلوقتي المكان هنا لعلاج الإدمان ده غير ان المصحه بتاعة واحد صاحبي يعني عمر ماحد هيشك لثواني اني موجود هنا ده اولا، ثانيا امير هيفضل فاكر اني في المستشفي اللي انت نقلتني عليها وبناءا عليه مش هيهوب ناحية المستشفي دي ولا هو ولا حد من رجالته لأنه هيعمل حسابه ويخاف من تحقيقات البوليس فاهيبعد عن الصوره دلوقتي خالص.

بدأ عمر في استيعاب ما يدور في رأس حامي فأردف بإستفهام: طيب وانت هتستفاد ايه لما أمير يفضل فاكر ان انت متصاب؟!
ابتسم حامي من زاوية فمه وقد زاد بريق المكر في مقلتيه وهو يتابع: الصحافه في مصر وهنا كلها منزله اني اتصابت في تركيا واني حاليا في المستشفي، طبعا مش محتاج اقولك مين سرب الخبر ده.
نطق عمر ببلاهه: مين؟!
هو انتوا الغباء عندكم في العيله وراثه؟!

رمقه عمر بضيق ونطق متأففا: أنا عارف على فكره انا بس حابب كل المعلومات تبقى معايا بالتفصيل...
قاطعه حامي متابعا بسخريه: طيب اسمع بقى علشان المعلومات تبقى معاك بالتفصيل.

استعاد جديته وهو يقول: أمير هو اللي سرب الخبر للصحافه علشان شغلي يتهز واسمي يقع وأي حد عاقد شراكه مع شركاتي يفضها، طبعا ده عمره ما هيحصل بس العيار اللي مايصيبش يدوش بمعني ان اللي بيحصل ده هيبينلي مين معايا ومين عليا، كل اللي شركاتي بتتعامل معاهم سواء في مصر أو برا
هيبانوا على حقيقتهم بعد ما سمعوا اللي حصل وساعتها هعرف مين الأصلي ومين الفلصوا واصفيهم براحتي بقى، علشان لما اشتغل يبقى الشغل على نضيف.

سأله عمر بإهتمام: طيب وانت كده مش هتخسر؟، اقصد يعني ان اكيد لما يعملوا حاجه وهما مفكرين انك مش موجود هيبقى ضرر عليك.
تحدث بثقه بالغه: أي خساره هتتعوض بمكسب الضعف، ده غير ان حساباتي في البنوك تغطي أي خساره مهما كانت.

بانت الدهشة على وجه عمر وعبر عنها هاتفا: ايه الدماغ دي، انت بتستغل كل حاجه لصالحك حتى الضربه اللي أمير فاكر انه ادهالك في مقتل برضوا بتستغلها لصالحك، بس قولي انت ايه علاقتك ب أمير؟! ايه سر العداوه!
تمدد حامي على الفراش هاتفا ببرود: انا عايز انام، خد الباب في ايدك.
تمتم عمر بغيظ: لوح تلج والله زي ما عائشة قالت بالظبط!

في أحد المقاهي الشبابيه، جلسا الاثنان على أحد الطاولات المطله على مياه البحر الزرقاء، قطعت مي الصمت قائله: قولي بقى عملت كده ليه؟!
ابتسم يحيي ببرود قائلا: عملت ايه بالظبط؟!، انتي ليه محسساني اني وعدتك بحاجه وخليت بيكي!
اندفعت تقول بغضب: أنا كنت بحبك وانت عارف، انا حتى بعد ما حكتلي في الليله اللي قضيناها سوا انك يحيي مش عثمان لما كنت شارب، مكنتش عمري هقول لحد.

استعاد لهجته السوقيه ليردعها عن حديثها قائلا: ليلة ايه اللي قضيناها سوا يا هوليا.

استنكرت ما يقول ليتابع هو بسخريه: ايه نسيتي اسمك القديم ولا ايه؟!، انا مش فاكر اني قضيت معاكي ليالي كل اللي حصل اني كنت شارب ونمت عندك في الجناح، وبعدين بلاش دور الحب ده علشان مش هياكل معايا، انا عرفت واتأكدت ان أمير باشا اللي انتي شغاله معاه هو اللي كان زقك عليا علشان أخبار حامي العمري تبقى في جيبه، وهو برضوا اللي زقك على عائشة وبعتك مصر وبقالك تلات سنين مصاحبها على انك آنسة مي المحترمه وكل ده علشان تنقلي أخبارها للو بتاعك.

نزلت الدموع من مقلتيها وتحدثت مستعطفه إياه: يحيي أنا بحبك، و صدقني الليله دي حصل بينا حجات كتير مش مجرد انك نمت عندي وبس!
كان رده حازما وهو يردف: وانا مش مصدقك. لايمكن حاجه زي دي تحصل ومبقاش داري بيها.
أخرجت هاتفها لتفتحه على أحد الصور لطفل صغير لايتجاوز الثلاث سنوات وعرضتها عليه قائله: بص ده
رفع حاجبه قائلا: مين ده!

تنهدت عاليا وهي تفجر قنبلتها قائله: ده ابننا يا يحيي، ابنك اللي عرفت اني حامل فيه بعد ماانت عملت عليا فيلم موتك، ده أكبر دليل على اللي حصل بينا.
انفرغ فاهه بدهشه وانكمشت ملامحه بغير تصديق وهو يتفحص صورة الصغير. بينما غمزت هي خفيه لإحداهن تقف بعيدا وتلتقط الصور الفوتوغرافية لهما معا.
في أحد الملاهي الليلية اجتمع ذلك الحزب رياض، رضوان، نادر.

كانت تنعشهم حالة من البهجة وتسيطر عليهم السعاده التامه، اختلطت أنوار الملهى فأصدرت ضويا عاليا، ارتشف نادر مشروبه بسعاده قائلا: النهارده أسعد يوم في حياتي، النهارده بس نقدر نقول ان بداية حامي العمري ابتدت.
تجرع رضوان هو الآخر من كأسه مردفا: متفكرهاش بالسهولة دي، حامي هيقوم منها أشرس من الأول، كل الحكايه بس ان اصابته دي جت كوره في ملعبنا.

تدخل رياض في الحوار قائلا ل نادر: أنا عملت كل اللي انت قولت عليه، ظبطت واحد من شركة حامي هيسرقلنا الورق بتاع الصفقه اللي المفروض شركته تعملها كمان كام يوم، طبعا حامي دلوقتي مش موجود واللي بيدير الشركات عيل من بتوعه اسمه عثمان.

استوقفه نادر قائلا بإستغراب: الموضوع ده في إن حامي مش هيسيب الجمل بما حمل كده لحتة عيل شغال معاه، هنشوف الموضوع ده بس خلينا في المهم دلوقتي، الأسبوع الجاي هنفتتح الشركة اللي بيني انا ورضوان وهتكون اول صفقه هنعملها هي الصفقه اللي خدنا ورقها من شركة حامي العمري، وهتبقى دي ضربة العمر، وهتهز اسمه في السوق جامد.
تحدث رضوان هذه المره قائلا: الافتتاح ده لازم يكون عالمي.

أومأ نادر قائلا بإبتسامه منتصره: ده أكيد، اليوم ده السوق والصحافة الكل هيتكلم عننا وعن اللي هنعمله.
أومأ رضوان برضا عن هذه الكلمات وقد انشرحت صدورهم لما آلت إليه الأوضاع وبدأوا الاستعداد جيدا للخطوه التاليه.
جلسن عائشة و نيره بجوار زينه في هذه الغرفه الجديده التي انتقلت إليها
تحدثت عائشة بحب: وانتي عامله ايه يازينه؟!

تحدثت نيره بالنيابه عنها بغيظ: طلعت عيني، بس الحمد لله الدكتور قال اسبوع كمان او اسبوع وشويه وتقدر تخرج عادي جداا.
لاحظت عائشة شرود زينه عن حديثهم فقطبت حاجبيها هامسه ل نيرة: هي مالها؟!
مطت نيره شفتيها بعدم معرفه واستدارت ل زينه قائله: زينه، في ايه؟!
يحيي مكلمنيش بقاله أربع ايام دلوقتي.
نطقت عائشة بآندهاش من هذه العلاقه: يحيي!

بينما وكزتها نيره وهتفت مطمئنة زينه: معلش ياحبيبتي أكيد مشغول واول ما يفضي هيكلمك.
شهقه عاليه خرجت من زينه التي تتابع شاشة هاتفها تبعتها بوضع يدها على فمها و دموعها المكذبه لما تراه أمامها، انتفضا الإثنان إلى موضعها وقالت عائشة بذعر حقيقي من حالتها: في ايه.

ارتجفت نيره بخوف بينما أسرعت عائشة في التقاط هذا الهاتف الذي تتمعن زينه النظر إليه، لترى موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مفتوحا على الصفحة الشخصيه الخاصه ب زينه، تمعنت النظر لتجد أن أحد الجروبات النسائية تنشر به فتاه ما صورة ل يحيي في أحد المقاهي جالسا مع واحده لم تظهر ملامحها في الصوره ومدون فوقها: ساعدوني يابنات، دي صورتي مع جوزي بقالي فتره حاسه انه متغير وبيخوني بس مش قادره اثبت عليه حاجه، واحده اقترحت عليا انزل صورته هنا والبنات تساعدني، بليز تساعدوني على الأقل علشان ابننا.

صرخت زينه عاليا وهي تسبه و دموعها تتلاحق على وجنتيها: الكداااب، الحيوان
في نفس التوقيت وداخل الغرفه المجاوره لغرفة زينه
كان حامي ممددا على الفراش وجاورته لينا التي تشبثت بذراعه وهي تقول بملامح حزينه ونبرة أوشكت على البكاء: انا زعلانه اووي ان انت متعور في كتفك.
استدار لها يرمقها بعين أوشكت على الانغلاق قائلا: وزعلانه ليه بقى؟!

قالت ببراءة: علشان انا بحبك وكنت عايزاك تتجوزني، بس انت اتجوزت عيوش وانا بحب عيوش، علشان كده انا مش زعلانه ان انت تحب عيوش و عيوش تحبك.
ابتسم ساخرا بمعنى لا فائده بينما قلدت الصغيره تلك الغمزه التي يفعلها دائما فضحك عاليا هذه المره وهو يقول: مبتتعملش كده.
تأملته بحماس وهو يفعلها مردفا: بتتعمل كده.

سمعا الإثنان صوت صياح زينه فهب حامي من مكانه وتأوه بخفوت بسبب الآلم الذي احتل كتفه ولكنه أسرع هو و الصغيره نحو غرفة زينه
اقتحم الغرفة ليجد حالة الهياج التي تملكت من شقيقته ومحاولات عائشة البائسة لإيقافها وارتعاد شقيقته الآخرى خوفا، صدع صوته صارما: زينه.
توقفت زينه عن تحطيم الأشياء من حولها لتستدير له بدموع ونظرة انكسار، فهتف بجمود: عائشة خدي نيره ولينا واخرجوا.

كانت نبرته حقا لا تتحمل أي نقاش فاامتثلت عائشة لأوامره والتقطت كف نيره تساعدها على السير بجوارها بعد أن كادت تسقط، وتبعتهما لينا بينما أغلق حامي البوابه خلفهم، وبمجرد ان التفت لشقيقته وجدها ترتمي داخل صدره وتهتف بنحيب: ليه كل ده بيحصل؟!
لم يكن يعي ما حدث ولكنه تعامل مع حالتها بهدوء شديد ومسد على خصلاتها بحنان خالص وهو يطمأنها هامسا: اهدي.

ارتفعت شهقاتها فمد يده ليلتقط ذقنها رافعا رأسها لأعلى، نظر لها بعينيه الزيتونيتين عله يبث بها بعض القوه وقال بثقه تامه وهو يحكم قبضته على كفها: طول ماانا موجود مش عايز اشوف الدموع دي، ثم أشار على قلبه قائلا: طول ماده بيدق اعرفي ان كل حاجه هتكون تمام.
احتضنته مجددا وكأنها تغرق داخله فمسد على ظهرها قائلا: هنقعد واحكيلي ايه حصل.

أومأت بحزن بينما سحبها هو بهدوء ليجلسا على الفراش وتقص عليه كل ما حدث ومارآته.
جلس يحيي على متن هذا القارب، يتأمل المياه بعمق منذ سماعه كلمات تلك اللعينه وهو لايعلم ماذا يفعل، حتى زينه لايعلم كيف يواجهها، فرت دمعه هاربه من عينيه فمسحها بعنف والتقط هاتفه عازما على الاتصال بها.
في نفس التوقيت.

غفت زينه في حضن شقيقها بعد أن بثت له كل مخاوفها وآلامها، ارتفعت صوت رنين الهاتف الخاص بها فأسرع حامي في الإجابة حتى لايزعجها وقام بهدوء من الفراش متوجها إلى خارج الغرفه، استمع إلى صوته يقول: زينه.
اظلمت عين حامي وهو يجيبه بشراسة: لا حامي.
تنهد يحيي عاليا بتعب متجاهلا تلك النبره وقال بألم: حامي أنا تعبان اووي.

اختلط صوته بنحيبه المكتوم وهو يقول: أنا هسافرلك مش قادر أكون هنا، مش قادر حتى احكي لأمي، مش قادر حتى اعرف انا مين فيهم عثمان ولا يحيي.
كان وجه حامي جامدا لا يظهر عليه أي تعبيرات بينما قلبه يعتصر ألما، كل منهم متعب وأنهكته الحياه، ولكنهم يجمعوا آلامهم في سله واحده ليقذفوه بها ويعاني هو الويلات من الخوف عليهم من نفسه ومن الحياه.

فاق من شروده قائلا بلهجة قد لانت قليلا: خليك عندك متجيش، أنا جاي بعد بكره لما ارجع هنتكلم.
أومأ يحيي وقد انشرح صدره عندما علم بمجيئه وأردف: بس متتأخرش أكتر من يومين.
لاحظ حامي غياب شقيقته نيره فأغلق قائلا: اقفل دلوقتي.
اتجه ناحية عائشة القابعه فوق أحد المقاعد بمفردها
تنحنح قائلا: فين نيره؟!
رمقته بإستغراب قائله: عمر قال انك قولتله ياخدها ويخرج علشان تهدى.

شد على قبضته وقد اصتكت اسنانه ببعضها فعلمت عائشة كذبة أخيها فأخفضت رأسها تضحك بمكر، توقفت عن ضحكاتها حينما رأت تعابير وجهه التي بان بها بعض التعب، فقامت من مكانها تقول: انت غيرت على الجرح النهارده؟
توجه نحو الغرفه دون ان يجيبها، فهزت رأسها بغضب وتبعته للداخل مردفه: دي قلة زوق على فكره!

رفع حاجبه الأيسر لكنها اقتربت قائله: ايه مبتزهقش من الصمت التام ده، ازاي انسان يقعد ساكت 24 ساعه في ال 24 ساعه، اتكلم انت زعلان دلوقتي قول انك زعلان، روح اشتكي لحد، كده انت ممكن تفضل تتنفخ من كتر الزعل لحد ماتطق زي البالونه.

كان جالسا على الفراش يستمع لما تقوله بهدوء يرمقها فقط بصمت ونظرات مبهمه بينما اشتد غضبها هي وراحت لتجاوره في جلسته وقد عقدت العزم على تحطيم هذه الصخور التي تحيط به، جلست جواره قائله بتشجيع: قول انك متضايق عادي، ده شعور لما انا بتضايق بحكي ل عمر أو نيره ولما انت تضايق ممكن تحكيلي، المشكله اصلا انك مش عايز تعترف حتى انك متضايق ودي في حد ذاتها مشكله كبيرة جدا...
قاطعها بإنزعاج: كفاية رغي.

تأففت عاليا بينما صدع صوته في الأجواء من جديد قائلا: قدامك دقيقتين وتقومي من هنا علشان انا مش ناقص صداع.
فتحت عينيها على وسعيهما حينما نطق بأن باقي دقيقتين متذكره ذلك اليوم، فهبت من مكانها سريعا ولكنها سريعا ما عادت إلى قرارها قائله: طيب انا همشي بس قول انك متضايق على الأقل هتقدر تشتكي لنفسك.
حاوطها بنظراته وهو يردف: باقي دقيقه ونص.

التقطت كفه وهي تردف: انشالله يكون اخر ثانيه في الدنيا، بس كده حرام، انت لازم تقول طالما انت زعلان. دي طبيعة الانسان.
لاحظت بداية استجابته فااتسعت ابتسامتها قائله: زعلان صح؟!
دقيقه واحده
تنهدت عاليا بقلة حيله وتركت كفه متوجهه للخارج وهي تمتم بحزن: ولا حياة لمن تنادي.
قبل أن تخطوا آخر خطوه نحو الخارج سمعت صوت من خلفها يردف ب: متضايق.

اتسعت عيناها بصدمه، وعلت الضحكه وجهها وهي تحاول استيعاب هل ما سمعته حقيقه أم خيال كاذب
هل عبر عن مشاعره!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة