قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني والعشرون

الشعور بالخوف مهلك، وانتظار القادم أشد هلاكا
تشعر بدقات قلبك و تسمعها بوضوح خوفا من حضوره الطاغي، لم أكن يوما هكذا، ماذا إن ضغط عليك أحدهم بأكثر ماتهابه؟!، شعور مربك وقاتل يجعلك تفعل ما أقسمت ألا تفعله.
دائما اكتشف معك الجديد
فااخبرني ماذا تخبيء بعد؟!
في أحد الليالي البارده كانت الساعه قد تخطت الثانيه صباحا.

جلسن الفتيات معا في الجناح التابع ل حامي يتابعن أحد الأفلام الأجنبيه المرعبه على الأريكه وقد التحفت كل منهما بغطاء للتخفيف من برودة الجو.
تثائبت نيره ونظرت جانبها فوجدت لينا قد غفت فتحدثت بكسل: أنا هقوم اودي لينا الأوضه يلا يا زينه علشان ننام
مطت عائشه شفتيها بغيظ مردفه: ايه النداله دي ماتناموا هنا يااختي، ولما يبقى اخوكي يرجع هيلاقينا كلنا هنا هيحس على دمه وينام في الأوضه التانيه.

أبدت نيره حماسها لتردف بإعجاب: خلاص هقوم انا وزينه نعمل فشار طالما هنسهر هنا بقى.
ابتسمت عائشه بمكر عندما تيقنت أن نيره تريد الانفراد بشقيقتها فهم حتى الآن لم تصارح كل منهما الآخرى بما يراودها، فتصنعت تأمل التلفاز وهي تقول: طب يلا بس متتأخروش.

لم يمر الكثير من الوقت حتى سمعت عائشه أصوات اندلاع الأعيره الناريه في حديقة القصر بلا هواده، هبت من مكانها بفزع بينما وقع الوعاء الحاوي لحبات الذره من يد نيره وهوت هي و زينه على أرضية المطبخ البارده، لتردف زينه بذعر بين: في ايه؟!
حركت نيره رأسها بخوف دلاله على عدم المعرفه بينما كان يرتعد كل إنش في جسدهم من أصوات الأعيره التي لم تتوقف.

ارتدت عائشه أحد الجواكت الشتويه فوق ملابسها ووضعت الوشاح على رأسها لتهرول قاطعه درجات السلم بأقصى سرعه لديها لترى مافي الخارج.
بمجرد وصولها إلى حديقة القصر توقفت الأعيره النارية الصادره من أسلحة حراس زوجها، لتقف أمامهم مردفه بضيق: في ايه؟!
نطق أحدهم بآليه: مفيش حاجه يا مدام، تقدري تدخلي ترتاحي.
رفعت حاجبها بإستنكار مردفه بغضب: مفيش حاجه ازاي امال ايه الحرب الأهليه اللي كانت شغاله دي.

لم يجيبها أحد منهم بل عاد كل شخص إلى موضعه حول القصر تاركين الحديقه لا يقف بها سواها
استشاطت غضبا لتصرخ بغيظ رافعه صوتها: واحد زيه هيشغل ايه غير ناس معندهاش دم زيكم.
توقفت عن سبهم عندما سمعت أحدهم يهمس اسمها بخوف، التفتت حولها بذعر لتقترب من أحد الأشجار الصادر الصوت من خلفها لتجد ساره تقبع خلفها بذعر.

شهقت بصدمه ووضعت يدها على فمها ثم سريعا ماسحبتها من يدها لتدلفا إلى القصر دون أن يراهما أحد من الحراس.

صعدت بها سريعا إلى جناح نيره بدلا من التابع ل حامي خوفا من قدومه في أي دقيقه، لتجد نيره و زينه و لينا مختبئات داخله، اندفعت ساره نحو ابنتها الغافيه تحتضن إياها بينما تبادل زينه و نيره نظرات الاستغراب، قطعت عائشه الصمت هامسه: دول كانوا هيموتوكي، انتي اتجننتي جايه تدخلي قصر حامي الساعه تلاته الفجر، ماكنتي قولتيلي وكنت هتصرف وادخلك، وبعدين انتي داخله بتتسحبي زي الحراميه ليه ياساره؟!

قطع أسئلتها سماع صوت سيارة حامي فأسرعت عائشة تسحبها من يدها فكادت أن تتعركل لولا يد عائشة، أزاحت الطاوله لتختبيء ساره بالداخل بينما أعادت عائشه الطاوله كما كانت سريعا، وجاورتهم على الفراش لتقول بتحذير: اتعاملوا عادي كأن مفيش حاجه حصلت.

في نفس التوقيت وبمجرد أن علم حامي من حراسه أن أحدهم حاول دخول قصره أسرع إليه ليدخل إلى ساحة القصر وقد أخرج سلاحه من جيبه الخلفي مطلقا العديد من الأعيره الناريه ليخيف بها ذلك الخفي إذا كان مازال متواجد.

شعرت كل منهن بالذعر الجلي واحتضنت نيره لينا التي فاقت بذعر على هذا الصوت، حتى اقتحم حامي الغرفه، حاوطهن بنظراته الغامضة وخاصة عائشة التي علم تشاجرها من الحراس، قطع ذلك الصمت المميت قائلا بحزم وقد أنزل سلاحه: اخرجوا برا الأوضه.
زاغت عين عائشة ناحية الطاوله فلقد ارتعبت أن يكون قد علم، ثم فاقت على صوته الآمر بشراسه: برا.

خرجن إلى الخارج أمام نظراته القاتله التي سريعا ماالتمعت عندما مرت عائشة من أمامه ليلتقط مرفقها وهو يغلق الباب خلف البقيه، ابتلعت ريقها وحاولت الثبات أمام تصويباته المربكه لتقول: في ايه؟!
ظلت قبضته محكمه على مرفقها ليجذبها فتصبح واقفه أمامه لايفصلهم سوى سنتيمترات قليله، حاوطت عيناه تفاصيل وجهها المرتبكه ليقول بثبات: كنتوا بتعملوا ايه؟!
أجابته سريعا بإرتباك: كنا هننام.

لانت يده على مرفقها فااستعادت بعض من هدوئها ظنا انه قد انطالت عليه خدعيتها ثم على حين غره ماقضي على المسافات بينهما لتجحظ عيناها بصدمه من فعلته الجريئة وما زاد كل ذلك حينما تحولت نبرته إلى تلك النبره المغويه وهو يمرر أصابعه على وجنتها قائلا بهمس مميت: فين؟!
انكمشت ملامحها وهبت لتدفعه فأحاطها من من خصرها ليحكم قبضته عليها فأجابت بعنف: ايه فين دي أكيد على السرير، وابعد عني ايه الوقاحه دي.

قربها منه أكثر وهمس هذه المره بنبره أصابتها بالخدر: فين ياعيوش؟!
آتت لتتحدث فقاطعها ممررا إبهامه على شفتيها ليفقدها ماتبقى من ثباتها وهو يهمس: خبتيها فين.

أطلق رصاصه هادره على حين غره لتنتفض عائشه وتصرخ ساره بذعر من المفاجأه، ابتسم بمكر عندما علم مصدر الصوت وحرر عائشه بهدوء بينما ذهب للطاوله بثقه وأزاحها ببرود بث الرعب داخل ساره شهقت بعنف بمجرد ان التقت عينها بنيرانه المشتعله وخاصة عندما ظهرت تلك الإبتسامه وهو ينطق بمكر: نورتي يا مدام.

جذبها من مرفقها ليسحبها خلفه مغادرا للغرفه ولكنه استدار لعائشة من أعلى كتفه قائلا بعبث: خاتم مدام ساره حلو اوي ياعيوش من ساعة ما جتلي الشركه وهو لفت انتباهي، ولفت انتباهي اكتر دلوقتي لما لاقيت الفص بتاعه شابك في هدومك، تفحصت ملابسها سريعا لتجد ذلك الفص عالق في كم ملبسها، رمقته بغضب ليردف بإبتسامة واثقه: لسه فاضلك كتير اووي علشان توصلي لليل بتاع حامي العمري.

راقبت مغادرته بإنزعاج جلي، وسريعا ماهرولت خلفه خوفا من أن يلحق أذى ب ساره
حضوره مربك وطاغى لم يكف قلبها عن الدق بعنف منذ أن أدخلها إلى مكتبه وأغلق الباب مانعا دلوف أي أحد.
جلس أمامها بثبات يدق بقلمه على الطاوله أمامه مما زاد من توترها، رفع عيناه الزيتونيه لها قائلا بحزم: أنا مش هحاسبك على اللي عملتيه، ومش هحاسبك برضوا انك الصبح مرضتيش تحكي أي حاجه، بس حامي العمري مبيعملش حاجه ببلاش.

أردفت بتوتر: يعني ايه؟!
تنهد عاليا وهو يردف بثقه: يعني مصلحتك معايا، ثم التقط سلاحه يحركه يمينا ويسارا وهو يقول ببرود: ومن الأحسن تحكي
ابتلعت ريقها بخوف بعد أن فهمت مايرمي إليه فظلت ترمقه بخوف حتى صرخ عاليا مما أفزعها: انطقي.
كانت تلك الأجنبية الحسناء تجاور يحيي في سيارته الرياضيه، كانت تنظر للطريق بإنبهار وهي تشاهد معالم المحروسه في عتمة الليل.

نطقت بإنبهار جلي وأنظارها تحيط بالخارج: واو، حقا لم أتوقع أن تكون مصر بهذا الجمال.
ابتسم يحيي قائلا: بالتأكيد يا إيلي مصر من أجمل البلاد.
استدارت له مردفه بمشاكسه: وأنت و حامي بما إنكما عشتما معظم عمركما في لندن، أيهما تفضلان مصر أم لندن؟!
مط شفتيه دلاله على عدم المعرفه، فأردفت هي بعشق جارف: أين حامي؟!
نظر للطريق أمامه ليطمئنها قائلا: سنلتقي به غدا، الآن اذهبي واستلقي فاليوم لم يكن يسيرا بالمره.

تطايرت خصلاتها بفعل الهواء فأحست بالإنتعاش وهي تردف بتعب: بالفعل كان يوم متعب، لم أكن أتوقع أن نمضي الصفقه مع تلك الشركه القابعه ب تركيا، ولكني أعتقد أن عمر ذلك ذكي جدا وسنعمل معه عمل موفق، في الأصل كل من يرشحهم حامي يكون العمل معهم ممتع وأنا واثقه به بما أنه من ترشيحه.

تأفف يحيي داخليا من ثرثرتها الزائده والتي تابعتها وهي تقول: أخاف من رد فعل رضوان بعد أن يعلم أننا قد وقعنا مع شركه آخرى، ولكن الأوضاع حول رضوان أصبحت متوتره للغايه لذلك كان علينا أن نتعامل مع غيره.
أراد يحيي أن يثير استفزازها علها تصمت فقال بخبث: هل تعلمي إيلي أن من وقعتي معه اليوم يكن شقيق زوجة حامي.
صرخت بإستنكار جلي: زوجة من!

بدأت ساره في السرد متذكره كل تلك الأحداث السوداء التي مرت بها فبدأت الحديث قائله: كنت اعرف رضوان من زمان كان المفروض انه واعدني بالجواز واتقدملي فعلا بس والدي ساعتها رفضه علشان فرق السن الكبير بيننا، بعدها بفتره عرفت انه اتجوز، ساعتها قابلته مره واحده كان اتحول بقى غني غنا فاحش وعنده ثروه ملهاش آخر، ساعتها قالي ان الدكاتره قالوله ان خلفته صعبه وانه علشان يخلف هيحتاج علاج كتير ومراته ساعتها رفعت عليه قضية خلع وخلعته، في نفس السنه اتعرف انه كان متجوز على مراته من خمس سنين ومراته الآولى مخلفه منه بنت اسمها تمارا.

. يعني كان بيكدب في حكاية الخلفة لما جه قالي انه عنده مشاكل...

في الوقت ده الكل كدب طليقته اللي ادعت انه مبيخلفش واتفضحت في كل حته ده غير انه سلط عليها خلاها خسرت كل حاجه، ساعتها رضوان عرض عليا الجواز تاني كان والدي اتوفي وكان ممكن اوافق، بس خوفت واحد زيه كان متجوز على مراته وفضحها وخسرها كل حاجه يتخاف منه وساعتها رفضته لتاني مره، بعدها بسنتين او تلاته اتجوز وخلف ولد اسمه علي، والدة علي كان رضوان مش بيظهرها خالص محدش كان يعرف عنها حاجه حتى الصحافه اللي محاوطاه في كل حته، واللي طلعوا إشاعات في فتره انك ابنه.

ضغط حامي على قبضته بغضب وهو ينطق بحزم: كملي.

تابعت وقد أزاحت دموعها: لحد من حوالي 11 سنه، كل حاجه اتبهدلت اوضاعي بقت زفت وكنت محتاجه فلوس علشان افتح عياده، جه رضوان وعرض عليا الجواز للمره التالته ساعتها وافقت كان هو الحل الوحيد ليا علشان اقدر احسن من وضعي، واتجوزته بس من غير فرح ولا أي حاجه كان جواز عرفي علشان مراته ووعدني انه هيوثقه رسمي في اقرب وقت، وبعدها بشهر واحد الحقير خدرني وقطع الورقتين وصحيت لقيته رميني في الصحراء وحاططلي في هدومي شيك بمليون جنيه، ساعتها كان نادر التهامي أكبر منافس لرضوان في السوق وكان بيكرهك كره العمي لأنك كنت الحامي لرضوان سواء بدماغك في الشغل او بحرصك واللي بيخليك تعرف كل اللي بيدور حواليك، نادر كان متورط مع رضوان في صفقات مشبوهه ومصايب كتير اووي، القدر خلى ده هو الوحيد اللي يعدي من الطريق المقطوع اللي كنت مرميه فيه طبعا حكتله كل حاجه وبعد مااعرف قالي انه مستعد يتجوزني، وافقت من غير ما افكر حتى واعتبرت ان ده تعويض عن اللي حصلي، اتجوزت نادر وسط فرح كبير حضره كل الطبقه اللي نادر بينتمي ليها، في نفس الشهر اللي اتجوزته فيه عرفت اني حامل، وكان الشك عندنا احنا الاتنين اللي في بطني ده ابنه ولا ابن رضوان بس مكنش قادر يصرحلي بشكه ده، استنيت لحد ما كريم اتولد واتسجل بااسم نادر بالنسبالي ده كان افضل مستقبل لكريم، وحمدت ربنا ان نادر بطل شك في ان كريم ابنه، لحد مافي يوم نادر خد كريم وخرج مكنتش مخونه بس ياريتني خونت نادر رجع من غيره وساعتها قالي ان كريم مات في حادثه، كان بيعدي الطريق من السوبر ماركت لحد العربيه ومات، نادر ظبط كل حاجه بالشعره حتى دفنة ابني محضرتهاش وساعتها برر للصحافه ان حالتي النفسيه وحشه، كل اللي اتقالي ساعتها ان الولد مات وبس، كانت اسود ايام عمري كرهت نادر وبقيت قرفانه منه وحاسه انه هو السبب في موت كريم...

قطعت حديثها لتبدأ في نحيب متواصل فقام حامي إلى البراد ليخرج منه زحاجة حاويه للمياه وآخرى للعصير ووضعهم امامها قائلا بهدوء: اهدي وكملي.

ارتشفت القليل من المياه حتى استعادت رابطة جأشها لتتابع: بعدها بشهر حسيت اني حامل روحت اعمل تحاليل ولحظ نادر الوحش ان كان في دكتورة تحاليل صحبتي هناك ولقيتها بتقولي انها شافت نادر معاه كريم في نفس يوم الحادثه هنا في المعمل، طلبت منها تعرفلي كان بيعمل ايه هنا، وفعلا عرفت منها ان نادر عمل تحليل DNA والنتيجة طلعت ان كريم مش ابنه، ساعتها اتأكدت ان نادر انتقم من رضوان في كريم وبرضوا عرفت اني حامل في لينا، ساعتها واجهت نادر وهددني إما أكمل معاه أو هيبلغ رضوان ان انا كنت حامل من ابنه وان انا وهو قتلناه وانتقمنا منه، كان في الحالتين هيبقى موت ليا، فقررت اني افضل في نار نادر على الأقل لحد ما لينا تكبر شويه واقدر ساعتها انتقم منه هو ورضوان، وبقى عندي احتمال من اتنين إما كريم يكون عايش وده اللي بصبر نفسي بيه لحد دلوقتي، او مات وده اللي خايفه يكون حصل.

استفسر حامي: ونادر مسألش عن بنته؟!
ابتسمت بسخريه لتقول بألم: لينا ولا تهمه النوع ده بيفكر في المصلحه وبس تصدق ان من ساعة ما عائشه خدت البنت وهو مسألش عنها غير مره واحده بس ولما قولتله انها راحت تقعد مع عائشه فتره علشان عندي شغل كتير مااهتمش، انا كان لازم اخلي لينا بعيد علشان اقدر اخلص منه وهي بعيد عني.
ودخلتي قصري بالطريقه دي ليه؟!

حركت رأسها بمعني لا فائده وهي تقول بإعجاب: مابيفوتكش حاجه أبدا، نظرت له وهي تتابع: سمعت نادر بيقول ان الميموري معاك، والميموري ده يقضي عليه هو ورضوان، فكرت ان حاجه مهمه زي دي أكيد هتكون مخبيها في قصرك اللي متحاوط كأنه قصر الرئاسة.
ضحك حامي عاليا على جملتها المتذمره ثم رمقها قائلا بثقه: وعلشان انتي كنتي صريحه معايا، هنفذ كلمتي، وعلى فكره انا الميموري مش معايا يعني كنتي هتتقتلي بلاش.

ذهب حامي إلى خزنته وأخرج منها مجموعه من الأوراق ووقف خلف ساره ليضع الأوراق على الطاوله أمامها
رفعت له عينيها قائله بإستغراب: ايه ده؟!
ابتسم بغموض قائلا بتشفي: ده تنازل من رضوان عن كل حاجه يملكها ليكي مش ناقص بس غير امضتك.
جحظت عيناها والتقطت الأوراق أمامها غير مصدقه ماتفوه به رفعت نظرها تتابعه وهو يقوم بمكالمه وينطق بأمر: دخل الولد.

كادت الصدمه أن تشلها لم تستطع أن تخرج الحروف من فمها، دعت ربها بكل جوارحها أن يكون هذا الولد هو نفسه ابنها.
ماهي إلا ثوان حتى دلف الحارس وبيده الصبي الذي بمجرد مارآته حتى صرخت بفرحه عارمه: كريم
انتفضت من مكانها وهرولت إليه لتحتضنه بأمومه صادقه وهي تنطق من وسط نحيبها: الحمد لله، الحمد لله.

رفعت رأسها ل حامي وهي مازالت مكبله وليدها بين أحضانها لتقول بعجز: انا مش عارفه اقولك ايه مش عارفه اشكرك حتى مفيش كلمة شكر واحده هتوفي أي حاجه.
عاد لعجرفته وهو يقول: وتشكريني ليه؟!، الشكر ده لو انا عملتلك حاجه ببلاش.
أمر حامي الحارس أن يأخذ الصبي منها ولكن اعترض فمال عليه حامي قائلا بحزم: كريم انت هتقعد دلوقتي مع عيوش لحد ما اخلص كلام مع ماما وتروح معاها.

شعر الصغير بصدق كلماته فأومأ بطاعه فمسح حامي على رأسه ليأخذه الحارس بعدها للخارج
امتلئت عين ساره بالغضب وهي تقول: انا مش هسمحلك انك تلعب بيا.
رفع رأسه بشموخ قائلا بترفع: حامي العمري مبيلعبش غير باللي بيلعب بديله، وانتي دخلتي معايا من الأول سكة خد وهات.
أردفت بعدم فهم: يعني ايه.

اكتست ملامحه بالجمود وهو يقول بثبات وقد التمعت عيناه بوميض الشر: يعني مقابل اللي هعملهولك هتنفذي كل اللي هقول عليه بالحرف الواحد، وعلى فكره اللي بيقف في صف حامي العمري مبيخسرش.
صمتت فتابع هو بنفس أسلوبه المسيطر: ها تبقي معايا وتكسبي اللي فاتك واللي جاي، ولا تبقي ضدي وتشوفي الجحيم على الأرض.

نظرت له نظرات مرتعده ذلك القادر على التحول في ثانيه واحده، يمتلك أكثر من ألف شخصيه لاتستطيع أن تحدد أيهم الحقيقية، قادر على إخضاع من أمامه لتنفيذ أوامره وتسخير من حوله لما يريد، أدركت أن النجاه معه والهلاك بعيد عنه فأردفت بحسم: هكون معاك، عايزني اعمل ايه!
جلستن الفتيات بتوتر فقالت زينه بضجر: انا مش فاهمه أي حاجه وانتو مش عايزين تفهموني.

قطع خلوتهن دلوف حامي الذي تفحص الصغيره فوجدها نائمه فنطق بحزم: زينه ونيره جهزوا نفسكم علشان بكره هتسافروا.
آتت نيره لتقاطعه قائله بإنزعاج: طب وعا...
قاطعها بإشاره من يده ونظره بارده قائلا: مبحبش اعيد الكلام، وتجهزوا شنطة لينا علشان هتكون معاكم، الصبح عثمان هياخدكم يوصلكم.
كان عائشه غير منتبهه لما يقال فصرخت بها نيره: ماتقولي حاجه.

ظلت نظراتها في تلك المجله الأجنبية الموجوده بيدها والتي تحوي على صوره ل حامي بجانبه إحدى الحسنوات وينظران لبعضهما نظرات حميميه والخبر يرأس الصفحه قائلا على لسان صاحبة الجمال الصارخ إيلي: أنا وحامي العمري بيننا مشروع زواج قريب جدا.
فاقت من شرودها على كلماته الحاذمه: انتوا هتسافروا بكره وأنا و عائشه هنحصلكم بعدها بيومين.

أغلقت مابيدها وألقتها بإهمال ورمقته بلا مبالاه لتقول بتحد واضح: أنا لازم أروح شغلي بكره.
أومأ ببرود قائلا: مفيش مشكله، بس هيبقى معاكي عثمان.
قطع حديثهم سماع صرخات نسائية آتيه من الخارج فتمتمت نيره: هي ليله مش هتعدي.
خرجن جميعا إلى النافذه عدا حامي الذي هرول لأسفل، لترى عائشه تلك الحسناء التي شاهدت صورها منذ قليل وهي تصرخ في الحرس ويحيي يردعها عما تفعله، بد كمن جن وهي تصرخ عاليا ببكاء: ، Hamy.

Show me، Show me who you have chosen as your wife
(حامي، أرني إياها، أرني من اختارتها زوجه لك).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة