قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث والعشرون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث والعشرون

عين تراك بطل وآخرى تراك شيطان، من أنت فيهم؟، لحظه تكن وحشا يتخطى الجميع ويعبر العالم، والهيبه تحيطه من كل مكان، وآخرى تتحول صاحبي الذي لطالما تسامرت معه في طرقات الحي العتيق.
أي فيهم أنت؟!، كنت أعلم أن نيران ثوب الزفاف ستحرقني للأبد، وتأسرني بين جدرانك، ولكن حقا إن العذاب الأكبر هو محاولة سبر أغوارك، ومعرفة نواياك.
ارحم اسيرتك وانتشلها من عالمك هذا ياصديق الحي الذي لم أعد أعرفه.

اضطربت الأجواء وخاصة بعد حالة الهياج التي أصابت إيلي وهي تصرخ بالجميع بلا هواده، وقفن الفتيات يتابعن من النافذة العلويه بينما، وصل حامي إليها فبمجرد ماتلاقت عيناها بخاصته صرخت عاليا بنحيب: لماذا فعلت بي هذا؟!
وقف أمامها ثابتا كانت ملامحه الصارمة هي القائده وجوابه المقتضب والذي يحمل الشراسه في طياته: ماذا فعلت؟!، هل وعدتكِ يوما بالزواج أم أنكِ تنشرين الشائعات في الصحف وتصدقيها إيلي؟!

شهقت من وسط نحيبها بينما تفرق الحرس على الجانبين ليفسحوا الطريق أمام رب عملهم ليقف في مقابل إيلي رمقا يحيي بنظره جانبيه مميته، التقطت إيلي كفه ضاغطة عليه بضعف وهي تنطق بألم: حامي ألم تقل لي في ذلك اليوم أنك تحبني؟!
مال على أذنها فظنت أنه رق لها ولكنه همس بما جعل الدماء تهرب من وجهها بنبرة لعوبه: وألم تقولي انتي ايضا في نفس اليوم لشريكك في العمل أنكِ مغرمه به، حدث هذا بعد اتصالي معك.

انكمشت ملامحها وصاحت عاليا بتبرير متلعثم ودموعها لاتكف عن الهطول: لا لا، أنا فقط قلت هذا من أجل أن أسرع في إتمام عملي معه، لكنني أحبك أنت، أقسم لك.
علي حين غره ظهرت الفتيات الأربعه في الأجواء ليسمح لهم الحراس بالمرور ليقفن يشاهدن مايحدث
حاوطتهم إيلي سريعا بنظراتها متفحصه ملامحهن، لم يخطر ببالها أن تكن زوجة حامي مرتديه للحجات فظنت أن زوجته هي زينه بما أنها الوحيده فيهن التي لم ترتديه.

جذبتها من يدها بحركه جنونيه لتصرخ في حامي بجنون: لما أحببتها؟!، هل لعيناها المميزه، أم لخصلاتها الذهبيه؟!
أنا زوجته.
نطقتها عائشه بلكنه أجنبية متمكنه وبنظرات غاضبه أحاطت بتلك التي تخطت كل حدودها.
انكمش حاجبي إيلي رامقه إياها بإستنكار لتردف: ماذا؟
صرخت عاليا ودموعها تنساب على وجنتيها لتقترب من حامي قائله بألم وهي تشير على عائشه: لماذا هي وليس أنا؟!

قاطعها حامي بغضب وشراسه: كفى إيلي، أنا لا أحب أي أحد، ثم أشار على قلبه ليتابع بإنفعال: هذا القلب لا يكن لا أحد أي شيء، مجرد جهاز تستمر به حياتي فقط.
ارتمت إيلي على صدره فاقده للوعي، ليلتقطها سريعا بقبضتيه حاملا إياها، ليقول بأمر: عثمان جهز العربيه وتعالى ورايا.
ذهب يحيي لتجهيز السياره بينما استدار حامي وبمجرد أن خطا خطوه واحده فتحت إيلي عيناها لتبتسم بمكر إلى عائشه رافعه لها أحد حاجبيها.

لم تدرك مافعلت إلا حينما نطقت تلك الصغيره المتذمره: حامي.
نطقت لينا بغضب وملامح منكمشه: انطي اللي انت شايلها دي مش تعبانه، واول ماانت ادورت ميلت دماغها وغاظت عيوش ورفعتلها حاجبها، وهي اصلا شكلها مش حلو.
وقف حامي في منتصف الطريق بعد سماعه لهذه الكلمات التي لم تدرك إيلي معناها، مال عليها مناديا بشراسه: إيلي.
لم تستجب له وتصنعت الإغماء ولكنه أدرك تمثيلها من حركة أهدابها المتوتره فنادي عاليا: عثمان.

سانده يحيي سريعا ليلقي حامي إيلي عليه على حين غره ليتلقاها بدهشه بينما قال حامي بإنزعاج وأوامر لا تقبل النقاش: خدها وديها الفندق واتعامل، وبعد كده تجيلي هنا.
تركه حامي ومر من وسط حراسه عائدا للقصر لتصتدم عيناه بعين عائشه التي تمتلي بالكثير من المعان، دلف للداخل سريعا وتبعنه الفتيات في آخرهم زينه.

زينه، صوت هتف بأسمها بعدما كادت أن تدلف للقصر لتستدير لتجد ذلك مانعتته بالمعتوه يلوح لها غامزا: وحشتيني يابت.
انكمشت ملامحها بإشمئزاز لتعيد مستنكره: بت!، مش قادره اصدق، بس هستني ايه من بلطجي زيك.
سريعا ماحضرت لينا التي تعجبت من تأخر زينه لتلتقط مسامعها ما يقال، فشهقت عاليا بصدمة لتقول: انت بتعاكس زينه، والله هقول ل حامي
ألقي قبله في الهواء ليقول بقلق: طب سلام أنا بقى أحسن الباشا معبي مني ع الآخر.

وهرول إلى سيارته لتبتسم زينه على تصرفاته الهوجاء بينما عنفتها لينا بذجر: انتي بتضحكي على ايه، متضحكيش مع حد غريب حتى لو أمور زي ده.
ثم شاورت على السيارة التي صعد بها يحيي
ابتسمت بسخريه على كلماتها لتتمتم داخل عقلها: غريب ايه بقى!
في صباح اليوم التالي، وقفت عائشه في حديقة القصر تودعهن فااحتضنت نيره قائله بمشاكسه: هما يومين وهتلقوني جيالكم وهندوس عليكوا ياأتراك.

قهقهت نيره على حديث صديقتها بينما احتضنت زينه عائشه لتحمسها قائله: خليكي قويه، وانتي في اول مراحل الادمان يعني العلاج سهل بس عايز صبر ياحبيبتي.
بينما قبضت لينا على فستان عائشة قائله بفرح طفولي: اول ماتيجي هنروح احنا الاربعه جزيرة الأميرات هناك.
قبلتها عائشه لتردف بحماس مبادل: عيوني ياليو.

آتى يحيي بالسياره لكي يقوم بإيصالهن، ركبن جميعا، بينما اقترب هو من عائشه ليمسح على لحيته مردفا: بصي يامدام، أنا مليش في العوق فهاجي معاكي دوغري.
حركت عائشه رأسها غير مصدقه ورمقته مستنكره قوله لتهتف: عوق و دوغري!

ضحك ساخرا ليرفع حاجبيه قائلا: الباشا قالي أبلغك متخرجيش من هنا، واوعي شيطانك يوسوسلك بالغلط ويقولك اخرجي ده مفيش حد في القصر، علشان هتلاقي الباشا كابس عليكي، واكيد ميرضكيش كل يوم الباشا يروح يجيبك من حته ويتخانق فيها.
رمقته بسخريه لتقول بلا مبالاه: قوله اني مكنتش هخرج اصلا، واني لو عايزه اخرج هخرج ولا يهمني.
أصدر يحيي صوت منزعج رامقا إياها بغيظ ليستدير راحلا لتهتف: يحيي.

استدار لها سريعا، لتبتسم بسخريه بعد أن تيقنت من شكوكها وتردف بمكر: هو انت مش اسمك عثمان؟!، ادورت ليه؟ الله بقى.
تركته واستدارت دالفه للقصر وسط اندهاشه من هذا فعلتها.

دلف حامي بهيبته المعهوده إلى ذلك الصرح العظيم الذي يمتلكه رضوان، خطا بخطوات مدروسه إلى داخل مكتبه، ليجد المنظر الذي سعى لرؤيته، رضوان منكس الرأس، رث الهيئه وقد بان الإرهاق جليا على ملامحه، ابتسم حامي داخليا بسخريه، ثم سريعا ماجلس على مقعده رافعا رأسه بشموخ ليقول بثقه: خير يا رضوان؟!

رفع رضوان رأسه المنكسه لينطق بغضب جم: الصفقه راحت، وعرفت انهم مضوا مع شركه لسه جديده في تركيا، ملهاش اسم حتى لسه في السوق وكل ده علشان سمعوا عن المصانع اللي ولعت!
دار حامي بكرسيه ليقول بمداهمة: إلا قولي هو انت خطفت زينه ازاي بقى!
جحظت عين رضوان لينطق بإنفعال واضح: انت اتجننت!

ضرب حامي على الطاوله أمامه بعنف فكادت أن تتهشم لينطق بشراسة: بصلي كويس، أنا حامي محمد صادق العمري ابن صاحب عمرك، صاحب عمرك اللي مكانش يعرف انك و.

وعلى حين غره أخرج حامي سلاحه مصوبا إياه على رضوان وهو يكمل بغليل: استنيت موت صاحبك وخطفت اختي ومن بعدها امي ماتت، استغليت الموقف، عيل صغير لسه حتة عجين هتعرف تشكلها كويس، جيت ورسمت دور الشهم واني هكون دراعك اليمين، خدتني معاك في وساختك وقرفك، وسفرتني بره وانا عندي لسه 11 سنه واختي ملهاش اللي يرعاها، جيت اقولك مش عايز اشتغل واسافر وعايز افضل، ذلتني بالفلوس اللي بتدفعهالي في المدرسه انا وهي، الفلوس اللي هي أصلا حق ابويا وتعبه، من اليوم ده وانا حلفت اني مخليش حد يتحكم فيا تاني، سافرت ونحتت الصخر، كان بيجي عليا أيام بااكل من الزباله، وأيام تانيه حتى الزباله مكنتش بلاقيها، بقيت صالب طولك بيا، شغلك كله بيمشي والبوليس مبيعرفش يمسك عليك الشعره، حتى منافسينك كانوا بيخافوا يقربوا منك لما يسمعوا اسم حامي العمري، وانا كنت بعمل كل حاجه علشان مبقاش تحت رحمة حد، لحد مابقيت حامي العمري اللي عنده عشرين سنه وعمل امبراطوريه محدش يتخيل هو عملها ازاي؟!، فضلت باعدني حتى شركاتي آمنتك عليها وسبتك تديرها طول ماانا بره، واختي بقيت اشوفها كل سنتين مره ولولا فلوسي مكنتش هتعبرها حتى، عملت مني شيطان واقف قدامك اهو، وانا جاي النهارده اقولك انك نجحت بجداره في إنك تخليني فاجر مش باقي على حاجه في الدنيا دي.

تلعثم رضوان أمام سهام حامي المصوبه ونظراته المميته التي لاتكن له سوى الشر والبغضاء فحاول التحدث قائلا: أنا...
قاطعه حامي ليقول بتشفي: أنا اللي ولعت في المصانع، وأنا برضوا اللي بوظت الصفقه والشركه اللي اتعاقدوا معاها دي بتاعة ابن اخوك، اخوك اللي انت قتلته، وانا اللي بسببه هتخسر الانتخابات.
صرخ فيه رضوان بعنف واتي ليقترب ولكن حذره حامي بسلاحه قائلا: مكانك.

انت مش ممكن تعمل فيا كده، هتعض الإيد اللي اتدمتلك؟!
ضحك حامي ساخرا وقال بشر: قصدك الإيد اللي كلت في لحمي ومابطلتش نهش فيه، الإيد اللي بعدتني علشان مااعرفش ان اختي عندك وعلشان تقدر تعمل مني شيطان يحميك، الإيد اللي خطفت اختي وحاولت تعتدي عليها.
أطلق حامي طلقه على كف رضوان ليصرخ عاليا بألم بينما قال حامي بحده: الإيد دي مالهاش عندي إلا كده.

رمقه حامي بشراسة لينطق منهيا هذا الحوار: أما مش عايز اعرف منك أي حاجه، حتى اختي مش عايز اعرف خطفتها ازاي، انا كل حاجه هعرفها لوحدي، انا دلوقتي حاسبتك على حق اختي بس، انما حقي انا لسه مااخدتوش، ولما اعرف الحقيقه كامله هجيلك تاني بس هتكون القاضيه.
أغمض رضوان عينيه بألم من يده التي تنزف دما لينطق بغضب وملامح شيطانية: صدقني انت بتلعب غلط، وهتطلع خسران.

قهقه عاليا بسخريه ليقول بإبتسامه واثقه: حامي العمري مابيخسرش، وصحيح ياريت تلم اللي ليك ده لو ليك حاجه وتسيب الشركه والقصر وكل املاكك علشان بقت ملك مدام ساره، فاكرها مراتك اللي اتجوزتها عرفي.
عند هذه النقطه لم يستطع رضوان قول أي شيء سوى أن نطق بصدمه: يعني ايه؟!
حرك حامي إصبعيه في إشارة منه ليقول بثقه: يعني سلام يا رضوان.
ثم خرج بعجرفه شامخا رأسه في وسط صراخ رضوان الذي تجمع عليه كل من في المكان.

دلف إلى قصره في صمت تام، تداعت عليه كل آلامه، كل مامر به في حياته، كم عاني، وكيف حال ذلك الشيطان بينه وبين طباعه الطيبه ليصبح آخر لايعرف الرحمه، دخل إلى صالة الرياضه الخاصه به وارتدى قفازات الملاكمة ليفرغ غضبه في هذه الرياضه التي قد تشفي غليله ولو لثوان، تتابعت اللكمات ومع كل منها ذكرى مقيته تعبر في خياله، والدته، شقيقته، أبيه، سفره للخارج.

صرخ عاليا واتجه إلى حوض المياه ليضع رأسه أسفله، عل هذا الضجيج يقل قليلا.
جلس على الأرضية وقد لمعت عيناه بالدموع على كل ماحدث، ولكنه استعاد وجهه الجامد. لتدلف عائشه على حين غره، ذهبت إلى مقبس الضوء لتضيء المكان، انتفضت فور رؤيته جالسا هكذا لتقول بقلق: انت جيت امتى؟!، انا سمعت صوت حد بيصرخ فقلقت.
لم تسمع منه إجابه، كان فقط ينظر في الفراغ أمامه، اقتربت من مكان جلوسه لتهتف عاليا: انت سامعني!

مطت شفتيها بضيق، بينما جلست على الأرضيه هي الآخرى لتسند ظهرها على الحائط خلفها، لم تدرك ماذا تقول ولكنها لاحظت تغير حالته فنطقت بحذر: هو في حاجه؟!
لمحت تلك اللمعه في عينيه والتي تأبي النزول، فاالتقطت كفه قائله: حامي.
انخفض نظره إلى كفها المحيطه بكفه فأدركت مافعلته فأزالتها سريعا لتردف بإرتباك: أنا هروح الشغل.
جهزي شنطك علشان بكره هنسافر.

أومأت بموافقه ثم سريعا ما قامت لتخرج ولكن قاطعها سؤاله الذي يحمل الكثير: الميموري معاكي؟!
ارتبكت ولكنها أجابت بحزم: لا مش معايا.
هب من مكانه حتى وصل إليها فوقف أمامها وقد التقت عيناه بخاصتها مردفا: عمري ماحبيت الكداب، دايما عندي قاعده ان اللي بيكدب هيجي يوم ويخون، وانا الخاين ملوش عندي غير القتل.
ابتسمت ساخره: انت بتهددني؟!
ضحك عاليا بينما تابع بنفس حزمه السابق: حامي العمري مبيهددش، أنا بنفذ علطول.

ثم سريعا مادفعها قائلا: يلا علشان عثمان مستنيكي بره يوديكي.
خرجت بتذمر وهي تتمتم غاضبه: حقير. انا غلطانه اني جايه اشوف ماله.
جاورت عائشه عثمان في السياره ليتحرك بها إلى مكان عملها فنطقت قاطعه الصمت: هو ايه اللي حصل النهارده؟!
ابتسم يحيي بخبث لعلمه انها تستفهم عن سبب ضيق حامي ولكنه تصنع الجهل قائلا: معرفش.
طيب هو ايه اللي جاب كريم القصر امبارح وراح فين الصبح؟!

لم يجبها فتأففت بضجر ونظرت من النافذة بجوارها بآنزعاج جلي، لينطق يحيي هذه المره: حامي مش وحش يا عائشه، انتي اللي مش قادره تفهميه، حامي شاف اللي محدش يقدر يستحمله، لو غصبك على حاجه فهو اتغصب على ألف حاجه، صدقيني هو اتدمر علشان كده بيدمر.
رمقته وقد لان قلبها ولكنها قالت متصنعه اللامبالاة: وانت بتقولي ليه، انا مالي اصلا؟!

لم ينتبه لها بل انتبه إلى تلك السياره التي تلاحقهم من الخلف، فصرخ بها عاليا: انزلي تحت بسرعه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة