قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني عشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني عشر

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثاني عشر

كفي!، إلى متى سأظل أسيرتك. أنت تقدر على كل شيء. تقدر أن تأتي بالعالم كله ولكنك لا تقدر على أن تغير قلبك إنش واحد، السواد يحيطك من كل جهه وكأنك قد خُلقت منه، العالم يحركنا لسنا قادرون دائما على اختيار ما تميل إليه أنفسنا، لم أختارك لقد أخذتني عنوه، ولم تختار أنت طريقك لقد كان سيرك فيه بالإجبار، لم نمتلك حق الخيار ولكن بيدنا التغيير فهل ستتغير أم ستظل صاحب القلب المظلم.
في داخل قسم (السيدة زينب).

ضرب ذلك الشاب على المكتب أمامه بعنف قائلا بغضب: بت انتي وهي قومو اقفولي، انتي قاعده يااختي بصفتك ايه الأميره ديانا.
ظلت عائشة جالسه ولم تتحرك قيد أنمله وجوارتها نيره في جلستها وهي تحمل لينا، نظرت عائشه للضابط ببرود وقالت بتحذير: لو محسنتش أسلوبك ده أنا هعملك محضر تعدي ولا يهمني انك ظابط ولا غيره.

ثارت ثورة الضابط وهب واقفا متجها إليها وهو يجأر: قومي ياروح أمك منك ليها اقفولي. انتو ممسوكين في قهوه نصها متحرشين والنص التاني تجار مخدرات ياام محضر تعدي.
استقامت نيره وقالت للضابط محاوله تهدئة هذا الاشتعال: يافندم يعني ينفع تقول لناس محترمه زينا ياروح امك!، دي مش أخلاق الظابط المصري الشهم أبدا.

حرك الضابط رأسه بغضب وقال مدركا: بس انا عرفت انتوا كنتوا في القهوه ليه، الدماغ دي دماغ ناس بتضرب، قولولي بقى انتوا بتضربوا صنف ايه؟!
قالت لينا بحماس زائد: بنضرب براونيز بالشوكولاتة نيرو بتعمله حلو اووي.
صرخ الضابط بغيظ رافعا صوته إلى الواقف أمامه: خد ولاد المجنونه دول على الحجز لحد مانحللهم ونعرف هما واخدين ايه.
عند هذه النقطة همست نيره لعائشة سريعا: اتصرفي بيقول هيدخلنا الحجز.

حاولت عائشة استجماع لباقتها ووقفت أمامه مهدأه إياه وهي تقول بإنزعاج: يافندم اسمع بس أنا هفهم حضرتك.
أنصت لها الضابط قائلا وقد أوشك على الانفجار: سمعت اهو قولي اللي عندك.

بدأت عائشة في السرد موضحه: أنا يافندم بشتغل في مجال الكمبيوتر والبرمجه وكنت شاريه لابتوب جديد ومحتاجه أنزل عليه حجات معينه وأدخل عليه شغلي بس مكنتش قادره أفك الشفره لأني معرفش الطريقه، فروحت القهوه علشان في واحد اسمه زيكا كان معانا في المكتب بيساعدنا في الحجات دي، فقررت اروحله في القهوه لأني منقطعه حاليا عن الشغل لأني متجوزه جديد وفي نفس الوقت محتاجه اللابتوب جدا.

نظر الضابط لها بشك ثم حاوط نيره و لينا بنظراته وقال: انتي صحيح مكتوب في بطاقتك انك شغاله في البرمجه بس أنا قلقان برضو وحاسس انكوا شغلتكوا خطف الأطفال.
وخزت نيره لينا في كتفها قائله بغيظ: انطقي وقولي اننا قرايبك.
قالت لينا بفرح: بس ياانكل دي نيرو ودي عيوش وهما حلوين اووي وبيعملولي هوت شوكليت، و نيرو هتجوزني أخوها حامي الأمور.
حركت عائشة رأسها بحسره قائله بقله حيله: ياريتك مانطقتي.

نطق الضابط بحزم إلى العسكري أمامه: هاتلي زيكا.
بعد عده دقائق
اتجه الرجل ساحبا زيكا خلفه تأمله الضابط فما هو إلا شخص ذو قميص به الكثير من الرقع وبنطال قديم ويعلوا وجهه الملامح الإجرامية
و بمجرد رؤية زيكا لعائشة قال بنحيب: الله يخربيتك كانت دخلتك علينا دخلة شؤم، انتي ايه اللي جابك عندنا القهوة.
استشاطت عائشة ووقفت أمامه رافعه إصبعها محذره: احترم نفسك يا شخص انت.

رفع حاجبيه لها قائلا بااستنكار: شخص!، الله يخرب بيتك يا بعيده كان يوم مطلعتش ليه شمس لما شوفت وشكوا.
نطقت نيره بغضب مندفعه: على فكره بقى ياباشا الواد ده تاجر مخدرات واسأل عنه في القهوه.
قطع هذا الضجيج دلوفه هو حامي العمري بهيبته الطاغيه تأملته لينا فقد كان يرتدي حلة سوداء (بدله) و التمعت عينيه فظهر لونها البني الذي يميل للأخضر وأعطته لحيته هيبه أكثر.
نطقت لينا بصراخ طفولي مرح: حامي جه.

التفتا جميعا له وابتلعت نيره ريقها بخوف وهي تهمس لعائشة بضياع: اهو عمر الحقيقي وصل وهينفخنا كلنا دلوقتي.
وقف أمام الضابط قائلا بهدوء ونظرات واثقة: معاك حامي محمد صادق العمري.
رفع الضابط رأسه قائلا بااستدراك: حضرتك حامي العمري صاحب شركات العمري المعروف.

أومأ حامي بثقه بمعني نعم، فاانتفض الضابط سريعا جاذبا أحد المقاعد وهو يقول برهبه وترحيب: نورتنا يافندم، ايه بس اللي يخلي حضرتك تعطل نفسك وتيجي لحد هنا.
بعد أن استتب حامي في جلسته ارتفعت أنظاره تحاوط الفتيات أمامه حتى قال الضابط مقاطعا: اخت حضرتك اهي سليمه محدش اتعرضلها.
قاطعته نيره قائله بغيظ: انت كداب وقولتلي انا وعائشة ياروح امك.

رفع حامي حاجبه ناظرا للضابط بنظرات محذرة فهتف سريعا محاولا إصلاح الوضع: والله ماكنت أعرف انها اخت حضرتك.
استقام حامي واقفا وسار بخطوات وئيده نحو عائشة التي حاولت أن تبين أنها لم تراه حتى وقف جوارها جاذبا معصمها وهو يقول بسخرية: هي المدام جايه في ايه؟!
حاول الضابط الإستيعاب فقال بعدم بفهم: هي دي أخت حضرتك كمان بس دي اسمها عائشة على...
قاطعه حامي قائلا بحزم: عائشة على العمري مدام حامي العمري.

جذبت يدها بعنف من يده ونظرت له بتحدي قائله بثقه: اسمي عائشة على الزيني بنت المرحوم على الزيني.
توترت الأجواء ونظر الجميع لبعضه وقطع هذا الصمت الضابط محاولا إهداء الوضع: احنا يافندم لاقينا المدام وأخت حضرتك ومعاهم البنت دي في قهوه كنا رايحين نقبض على اللي فيها لأن نصهم تجار مخدرات، ولما روحنا لقيناهم قاعدين مع واحد اسمه زكريا ومشهور ب زيكا. واقف قدامك اهو، ثم أشار الضابط عليه.

ابتلع زكريا ريقه بخوف عندما وجد خطوات حامي قادمه صوبه فقال برعب رافعا اصبعه: اقسم بالله العظيم ياباشا انا ماجيت ناحيتهم.
حرك حامي رأسه ببرود بمعني الموافقه ثم التمعت عيناه بشر وتحذير مصوبا إياها تجاهه وهو يقول بهدوء حاول الحفاظ عليه: كانوا جايين ليك ليه؟!

نطق برهبه سريعا وهو يحاول تجميع الكلمات: والله ياباشا مااعرف دول أول ماطلوا علينا في القهوه البوكس لبش المنطقه حتى مالحقتش اعرف هما جايين ليه. بس الهانم ياباشا دي ثم أشار على عائشة وتابع: كان معاها لابتوب وتقريبا كانت عايزاني اشتغلها فيه.
حاصره حامي وهو يدور حوله ثم قال فجأة بسخرية: انت تعرف المدام قبل كده.

أجابه زكريا بصدق قائلا: اه ياباشا كنت بشتغل معاها في نفس الشركه وكنت بخلصلهم حجات في الأجهزة.
حرك حامي رأسه علامه على الرضا عن حديثه ثم اتجه إلى الضابط الذي قال سريعا بإرتباك: حضرتك تقدر تاخدهم وتمشي حالا يافندم، واحنا آسفين لو عطلنا حضرتك.
ذهب حامي تجاه عائشة وجذبها من مرفقها بعنف ساحبا إياها للخارج وخلفها نيره التي تحمل لينا.

حاولت عائشة مجاراه خطواته السريعه ويده التي تجذبها فقالت بضيق جلي: براحه شويه.
ولكن لم يستمع لها بل فتح باب سيارته وألقاها للداخل في المقعد الخلفي بغضب فمالت إلى الجانب وكادت أن تقع، ثم فعل الأمر نفسه مع نيره ونظراته تحاوطها وتبث الخوف في نفسها فقالت محاوله إصلاح أي شيء: حامي احنا...
فأخرصها بإشاره يده ونظراته المحذره فكفت عن الحديث.

بعد أن جلسوا في السيارة غفت لينا على كتف عائشة ثم لاحظت نيره و عائشة هذه الفتاه التي تجاور حامي فنظرا لبعضهم بتعجب حتى قطع نظراتهم الفتاه وهي تبتسم بإرتباك قائله: أنا تمارا.
حرك حامي رأسه إلى تمارا قائلا بغضب ساخر: لا متكلميش حد فيهم دلوقتي أصلهم متكيفين في القسم.

لم تجبه عائشة وتجاهلت قوله حتى يمر الطريق بسلام وتصنعت النظر من النافذة بجوارها لتنعم بذلك الهواء الطلق فتفاجئت بإغلاق جميع نوافذ السيارة إلكترونيا.
نظر لها من الزجاج أمامه بتحدي فعلمت أنه هو من قام بغلق النوافذ وتشغيل المكيف فقالت بإندفاع وغيظ: اقفل الزفت ده وافتح الشباك.
تجاهل قولها وتصنع النظر ل تمارا بجانبه قائلا بسخرية: سمعتي حاجة يا تمارا.
ابتسمت تمارا على تلك اللعبة وجارته قائله: لا مسمعتش.

ابتسم بلا مبالاه ورجع إلى قيادة سيارته وهو يقول بسخرية: يبقي اللي سمعته هوا.
حاولت نيرة كبح ضحكاتها فوخزتها نيرة في كتفها محذرة ونظرا لبعضهما خوفا مما سيحدث بعد وصولهم.
في مقر شركات رضوان
رفع رضوان سماعة هاتفه وبعد أن علم تلك الأخبار أغلقها بعنف حتى دخل عليه رياض قائلا بااستفهام: في ايه ياباشا؟!

نهض عن جلسته قائلا بقلق: عائشة قلقان جوازها من حامي يقربه خطوة من حاجات اتدفنت واتاخد عزاها، خايف تعمل عادتها تدور وتنكش لحد ما تطلع المصايب
نهض رياض قائلا بروية: لا ياباشا ده حامي العمري برضو، بت مين دي اللي تستغفله، استني عليه بس شويه وهو هيربيها، وهيخليها تتهد في بيتهم بقى، وبعدين قرار حامي انه يتجوزها كان صح لما يتجوزها هتبقي تحت سيطرته وتبطل لف ورانا، انما نوسخ ايدنا بدمها ليه.

قطع حديثهم سماع رياض و رضوان صوت أجهزة الانذار فاانتفضا الإثنين وهرولا إلى الخارج ليروا ما الكارثة التي حلت.
وصل حامي أمام بوابة قصره كان كما وصفته نيرة من قبل غاية في الجمال تتأمله الفتيات فلقد كان من الخارج يبدو وكأنك سوف تدلف إلى أحد القصور الموجودة في عالم الحكايات.

كانت الخضره تحاوطه من الناحية الأمامية ومن الناحية الخلفية تحيط به تلك المياه الصافية الخاصة بالمسبح، وفي مدخله يوجد نافورتان للمياه يحملان شكل مميز، والقصر مصمم من أعلاه وكأن به برج
قطع شرودهم صوته هو يقول بسأم: انزلي يا تمارا مش هنفضل قاعدين كده كتير.
نزلت تمارا وتبعتها الفتيات فتوجه نحو عائشة جاذبا إياها من مرفقها وهو يقول آمرا ل نيره بلهجه حاده: خدي تمارا وخلي حد يعملها حاجة اشربها لحد ما انزل.

سار بهيبة جاذبا عائشة عنوة فقالت بإنزعاج: أنا مش هسكت على اللي بتعمله ده.
ظل سائرا بها ولم يعيرها اهتمام حتى وصل إلى الطابق الأخير من قصره وفتح باب الغرفة ثم سار بها إلى الداخل وترك مرفقها بإهمال وأغلق الباب تأملت هي الغرفة بضيق قبل أن يستدير لها حامي وقد وكست القسوه ملامحه وقال غاضبا: الانسان اللي ميحترمش حدود حريته ميستهلش إنه يتعامل كإنسان أصلا،
خروج تاني لا وافتكري إن السبب كان أنتِ.

قاطعته صارخة بنبرة باكية معترضة: الحرية دي حقي أنت مش هتحددهالي
تحدث بغضب قائلا: حقك ده لما كنتي في بيت أخوكي مش هنا
اعتدل في وقفته متابعا بشموخ: ميهمنيش اعتراضك ده، أنا يهمني إن الأوامر تتنفذ علشان محدش يزعل.
ثم مسح على وجهها وهو يتفحص ملامحها محاولا إغاظتها: سمعاني!

أبعدت وجهها عن يده وهي ترمقه بإشمئزاز فالتقط مرفقها قائلا بحده ظهرت في، نظراته: المره الجايه ده لو في مره جايه هتشوفي مني حامي جديد مكنتش أحب انك تشوفيه.
ثم ترك مرفقها وخرج بضيق في وسط صياحها الغاضب الذي دوي صوته في كل مكان: مريض
تركها ورحل ولم يبالي لما تقول وجلست هي على الفراش تلتقط أنفاسها المفقودة والشعور المسيطر عليها هو الضيق.

وقف في غرفة الملاكمة الخاصه به وأخرج هاتفه، وقف يتنهد بعمق بعد أن طلب رقم ما فآتته الإجابه فقال بحزم: اديني مدام هنا، ولو مرضيتش قولها حامي عايزك.
علي الناحية الآخري ناول الممرض هذه السيده الهاتف فااشتعلت فرحتها حينما سمعت اسمه ونطقت بلهفة: حامي، حبيبي
ارتاحت نفسه حينما سمع صوتها وقال بتأنيب: ولا حبيبك ولا أعرفك، بقالك تلات أيام مبتاكليش ليه؟!
-أنا آسفة بس انت وحشتني اووي.

نطق بحنان وشوق وقد لانت ملامحه: وانتي كمان وحشتيني اوي...
حل رياض على قصر حامي فتم إدخاله فوقف في الردهه يقطعها ذهابا وإيابا بتوتر حتى رأي نيرة فقال سريعا بإنزعاج: انسة نيره، ياريت تطلعي تندهي حامي بسرعه وقوليله في مصيبه في الشغل وهو مش بيرد على التليفون.
أومأت نيرة بمعني الموافقة ولم تطل في الحديث معه فهي لا ترتاح لهذا الشخص مطلقا وتشعر بالريبة تجاهه دائما.

بعد صعودها لأعلي خرجت تمارا حامله أحد الأكواب الساخنه حتى رأت رياض فتركت الكوب جانبا وهرولت إليه ليحتصنها بخبث قائلا بحميمية: وحشتيني اوي يا تمارا.
شدت من احتضانه قائله بحب: انت كمان يا رياض.
علي جانب آخر استيقظت لينا وهرولت إلى أسفل لتتجمد أمام ذلك المنظر و رياض يحتضن تمارا قائلا: عايز أقابلك بكره في مكاننا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة