قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث والأربعون

رواية لا تؤذوني في عائشة ج1 للكاتبة فاطمة عبد المنعم الفصل الثالث والأربعون

من اليوم الأول وأنا أذكرك بمن وقعتي في طريقه ولكن ربما نست صاحبة الوشاح فلنذكرها من جديد، من أحببتيه ليس سوى شخص العالم المظلم عالمه، والشر يسري في دمه، والقلب الذي أصابته الويلات حتى مات صار من نصيبه.
أي حياة وردية تحلمين بها معي؟!، حذرتك من البداية أن تبتعدي ولكن انتى اخترتي السير بصدر رحب، حتى بثت الحياه في القلب من جديد ودق القلب!

هل تظني أتركك!، لا أستطيع، عقلي يأمر بإبتعادك وقلبي يهتف كل ثانيه بإسمك، أنا مصدر الداء لكل من حولي، رأيت فيكي الدواء ولكن مع أسفي أصابك الداء، لعنه حبي وجنوني، عرفتيني صاحب قلب مظلم والآن حتى استعيد حق من كانوا دواء لي في يوم من الأيام سأهرول من جديد ناحية الظلام، أنا عقابك ومصيرك، لن امنعك عن الرحيل بل سيمنعك قلبك الذي دق من أجلي، وتقبل الوحش قبل أن يكون أميرا.

زقزقة العصافير، وقطرات الندى التي تتساقط على أوراق الشجر فتعطي رائحه دافئة تشعرك وكأنك في المكان الصحيح، فتحت هنا الشرفة بعد أن أدت صلاة الفجر، لتستمتع بهذا الهواء العليل على الرغم من البرودة القارصه.
خرجت من عرفتها بهدوء لتجد عمر و يحيي كل منهما ينام على أريكه فتمتمت بإستنكار: هما نايمين هنا ليه؟!
توجهت ناحيتهما لتربت على عمر هاتفه بهدوء: ياعمر، قوم ياابني نام ع السرير.

هتف عمر بلا وعي وهو مغمض عينيه: بس بقى يايحيي. قولتلك خلاص هنراقب حامي بالليل.
قطبت حاجبيها لتعيد كلمته بعدم فهم: تراقبوا حامي، لا ده انتوا حكايتكوا حكايه انتو الاتنين.
رفعت صوتها هذه المره عاليا وقد تخلت عن تريثها وهي تجأر: يحيي، عمر.
فاق كل منهما على صوتها العالي، تأفف عمر بضجر وهو يهمس: في حد يصحي حد كده.
بينما نطق يحيي بغيظ: ده انا لما كنت بنام في الشارع مكانش حد بيدخل عليا دخلة المخبرين دي.

جذبته هنا من موضعه قائله بغضب: انا هعرفك المخبرين شكلهم ايه، حصلني على اوضتي انت وهو.
رفع عمر حاجبه بإستغراب قائلا: في ايه؟!
لاحظت هنا مماطلتهم فنطقت بصوت مرتفع: لو مدخلتوش الأوضه حالا هقول لحامي على اللي انتوا ناووين تعملوه، ها يا بتوع نراقبه بالليل.
كمم يحيي فمها سريعا واستدار بتوتر خوفا من ان يكون قد سمعها أحد رمقها بتوسل هاتفا: بلاش شغل رضوى الشربيني ده دلوقتي ابوس ايدك، هندخل الأوضه حاضر.

رمقته بغصب بين على يده التي تكمم فمها فأزالها وهي تقول معنفة: عديم التربية، ادخل انت وهو.
دخلا معا وعمر يهمس ل يحيي: البس يا معلم.
بادله يحيي نبرته الهامسه مردفا بسخرية: هو احنا هنلبس بس، ده انت هتلبس وهتحقق طموحك كلها جوا.

وصلا إلى الغرفه، فجلسا معا على الفراش بينما وضعت هنا مقعدها امامهما وهي تقول بتحذير: أنا هسأل كل واحد فيكم وهو يجاوب، وطبعا مش محتاجه اقولكم ان اللي مش هيرد او هيكدب، هفضحه، طبعا انا مبحبش الأساليب دي بس طالما بتتعاملوا بيها وتحبوها يبقى نعاملكم بيها.
همس عمر بقلق: الحاجة شكلها معبيه منا ع الآخر.
ده ولا كأني راجعلها من غربة ياجدع.
أصمتتهما قائله بحزم: مسمعش صوت.

رمقت عمر أولا قائله: انت الأول، اشتغلت مع حامي ازاي؟!، وانت مكنتش بتطيقه اصلا لدرجة مره خدتله البوليس وروحتله البيت.
مط كلاهما شفتيه بضيق بينما هتفت هنا بحده: مش عايز ترد براحتك، بس اقسم بربي ماحد خارج من الأوضة دي غير لما اعرف كل حاجه!
أقول لروحي أنا ذنبي ايه يقولي قلبي حلمك عليه.

فاق حامي من نومته على صوت المذياع ربما من هؤلاء الجيران، استرعي انتباهه أنهما ما زالا على الأرضيه منذ أمس، نظر لذراعه القابض على عائشة ليجدها هي الآخرى متشبثه به، كانت ملامحه جامده وهو يتطلع إليها ماعاشه أمس ليس بقليل، كانت ليله شعر فيها لوهله بضعفه، حملها بهدوء ليضعها على الفراش وقد فرد الأغطيه عليها، مد سبابته ليبعد خصلاتها عن عينيها، تذكر كم بكت أمس. كم احتضنته. هرولت لتآتي له على الرغم من حزنها منه، نام متشبثا بها لم يتركها لثوان ولكن هل يأتي الوقت ولا تتقبله، لاتتقبل ظلامه، تتركه وترحل، تيأس منه كما يأس منه كثيرون.

استدار لينظر إلى الحاسوب المهشم على الأرضية لتلمع عيناه من جديد دموع مختلطه بنيران، تجعلك تهابه وكأن الجحيم تمثل فيه للتو، سار نحو الخارج حتى ينزل لأسفل ويستعد ليوم مليء بالكثير والكثير فقطعت الطريق امامه تلك الصغيرة التي تصعد السلم
وبمجرد أن رآته صاحت بحماس: حامي صباح الخير.

ابتلع ريقه واغمض عينيه بقوه يحاول يزيل كل هذه الأفكار من رأسه، انها مجرد طفله ليس لها ذنب بفعلة والدها، حتى هي جنى عليها نادر تركها هكذا ان لم تسأل اليوم اين ابي، ستسأل عنه يوما ما ربما بعد عام او مائة عام ولكنها ستسأل
انت نمت ولا ايه.
فاق من شروده ليرمقها بصمت فوجدها تقول: هي عيوش فوق؟!
هتف وهو يمنعها عن استكمال الطريق: نايمه.
اتسعت ضحكتها وهي تقول: مش مهم هطلعلها، انا عايزه اقولها على سر.

شعر بخطورة الموضوع فأسرار هذه الصغيره دائما ماتفتح أبواب كثيره خلفها، تخلى عن صمته وحاول ان يبادلها حماسها قائلا: سر ايه ياليو؟!
مطت الصغيره شفتيها وهي تقول بتردد: بس انا لو قولتهولك مش هيبقى سر.
مش انتي هتقوليه لعائشة، قوليهولي وانا هقولها.
تصنعت الصغيره التفكير وسريعا ماأردفت بضحكه واسعه: موافقه بس بشرطين، الأول تغمزلي علشان اتعلم اعملها زيك، وتديني النضاره السودا بتاعتك.

عقله ليس فارغ لأي شيء هو يكاد يفتك بمن امامه فتجاهل ما قالته وخطا للأسفل فأسرعت هي من خلفه تهتف: انت زعلت!، طيب استني هقولك، انا كنت هقولها اني كذبت عليها.

ظل معطيا ظهره لها ولكنه توقف بمكانه لتسترسل هي في الحديث بندم: الكذب حرام، والكذاب ربنا مش بيحبه، وانا مش عايزه اكون كذاب، انا كنت قولت لعائشة ان بابي اداني الكارت الاسود وقالي احطه في السلسله بتاعتي، بس ده محصلش، انا السلسلة بتاعتي بتشغل ميوزك بس لازم يتحط فيها كارت اسود زي بتاع بابي، مامي وعدتني انها هتشتريلي واحد، بس هي نسيت، في مره بابي كان بيطلع ورق من الخزنه وانا كنت معاه بلعب في المكتب والكارت ده وقع وانا اخدته من غير ما بابي يلاحظ، و حطيته في السلسله بس مااشتغلتش وبعدها خفت ارجعه تاني علشان بابي ميضربنيش.

كل شيء اتضح له الآن كيف حصلت عائشة على الميموري وكيف نالته لينا، بالتأكيد لن يراجع نادر كاميرات المراقبه في لحظة كان بها داخل المكتب مع ابنته، لذلك ظن بل تيقن ان الميموري اخذه حامي.
استدار حامي الواقفة على الدرج وأعطاها نظارته السوداء قائلا: محدش هيقدر يضربك طول ماانتي هنا، يلا اطلعي لعيوش.
التقطتها ككنز ثمين بفرحه عارمه وشكرته كثيرا وهي تهرول لأعلى.

أخرج حامي هاتفه ليجري مكالمه وقد أظلمت نظراته ونطق بآلية وهو ينزل الدرج: تجهزوا كلكم والاقيكم في العربيات الساعه 5 بالظبط، أي تأخير هيكون بموتكم كلكم بلغ الحرس وقولهم حامي العمري قال اللي هيسن سنانه النهارده هيكون ليه مكافأه.
انتهي من أوامره ليغلق هاتفه واضعا إياه في جيبه وهو يكمل خطواته وقد بان الشر في معالمه.

تنهدت هنا وهي تجلس بأريحيه شديدة بينما كاد عمر أن ينفجر، ويحيي الجالس جواره يتأفف بضجر هاتفا: مش هينفع كده سيبينا نخرج بقى.
أنا حلفت.

بدأ عمر في السرد لأنه تيقن أنهم لن يقدروا امام تصميمها هذا: حامي طلب مني امسك شغل في تركيا كان اتفاق بينا اني لو عملت الشغل ده صح هيديني شركه هناك، ساعتها وافقت علطول علشان اقدر اكون قريب منه وامسك عليه غلطه اقدر اخلص اختي منه بيها، سافرت واشتغلت في شركته بس لاحظت ان كل حاجه هناك سليمه جدا، وهو كان مكلفني بشغل يهد جبل، عملته كله لحد ماجه اليوم اللي أمير خطف فيه عائشة وحامي مرضيش يقولي ودور عليها لوحده، مااتصلش غير لما لقاها، كان ساعتها خايف عليها اكتر مني حتى، اللي يخاف على حد كده عمره ما يكره، اتأكدت ان معدنه الطيب ليه موجود بس عليه شوية صدا، بعد الشغل ماخلص حامي جاب العقود علشان نمضي واخد الشركه بس انا رفضت لأن مهما كان الشغل اللي عملته مش هقدر اخد منه حاجه تعب فيها، انا كنت داخل الموضوع من الأول علشان اراقبه بس بعد ماشوفت بعيني آمنت على عائشة معاه، لما رفضت اخد الشركه كتبها بإسم اخواته، ومسكني الإدارة في شركاته كلها مع يحيي، وكتب شركه تانيه ليه هناك بااسمك انتي وعائشة.

حركت هنا رأسها بعدم تصديق قائله بصدمه: اسمي انا!
تابعت هنا وهي ترمق عمر ب حنان: انت ابن اصول ياابني، واحد غيرك كان طمع وخد الشركه وقال ده حقي، بس انت كنت راجل علشان كده انا مطمنه على نيره معاك.
ابتسم لها عمر بينما وجهت هي نظراتها ل يحيي تقول بسخرية: و الباشا.
رفع يديه قائلا ببراءة: ماله الباشا عملك ايه!، حبساه اهو وهو ساكت.

ضربت بعصاها على الأرضية هاتفه: ولو مكمليش حكايته حالا العصاية دي هتتكسر عليه.
رفع حاجبه الأيسر وهو يرمق العصا قائلا: عصايه، لا انا بقول اتكلم احسن.

اعطته انتباهها فبدأ هو في الحديث: بعد اللي حكتهولك ومقابلتي مع حامي وشغلي معاه في شركته، حامي طلب مني اني اروح اشتغل مع واحد اسمه رياض، كان وقتها حامي ليه شغل معاه بس هو دايما كان بيقول ان الو ده كارت كسبان لأنه سهل جدا انك تخليه يقول اللي انتي عايزاه، وتريه بس واتفرجي ع الباقي، وكمان حامي مبيثقش في حد فكان مدي خوانه للكل فكان لازم اكون موجود، رحت اشتغلت مع رياض على اني عثمان البلطجي كنت بقضيله مصالحه الشمال وفي نفس الوقت اعرف هو بيخطط لإيه وخطواته ايه، لحد مافي يوم رياض طلب من رجالته يخطفوا زينه، فاانا طبعا مكانش ينفع حاجه مهمه زي دي اعديها، اتصلت بحامي وبلغته اتفاجأت ساعتها من حامي انه بيتفق معايا انه لو نفذ ده وخطفها، اكون مع الرجاله اللي هيخطفوها...

وفعلا الحقير خطفها وانا رحتلهم علشان اكون قريب واعرف بيعملوا ايه، ساعتها كل اللي كنت اعرفه ان زينه دي تمارا بنت رضوان مكنتش اعرف انها اخت حامي، حامي اتفق معايا ان كل حاجه قدام زينه تتم على اني خاطفها بجد وبلطجي، لأن ساعتها رضوان كان بره مع حامي في العربيه وكان ممكن بسهوله وهي فاقدة اعصابها تخرج تقوله اننا نعرف بعض، الحاجه اللي بحمد ربنا عليها انتي كنت موجود لأن لو مكنتش موجود الله اعلم رياض كان ممكن يعمل ايه فيها بعد ما خطفها.

وبعدها فضلت مع حامي على اني عثمان حتى زينه كنت بتعامل بعثمان، الفتره اللي زينه كانت بتتعالج فيها صارحتها اني يحيي بس محكتش ليها اي تفاصيل طبعا لأني كنت مستني الوقت المناسب، كان لازم لفترة افضل قدام الكل عثمان، حتى مكالماتي مع حامي كنت بتعامل على اني عثمان.
تطلعت له هنا وهي تستفسر بإرتياب: حامي شغله حلال ولا حرام.

تنهد يحيي عاليا ورمق والدته وحاول ان يحافظ على هدوءه قدر المستطاع قبل ان ينفذ منه وهو يقول: انا مش هتكلم في النقطه دي لأنها متخصنيش، بس شركات حامي شغلها كله مظبوط هو بيطلع عينه في الشغل والموظفين كمان، الاسم اللي عمله ده متعملش من فراغ.
قاطعته هنا تقول بعنف: اللي يعمل امبراطورية زي دي وهو في سنه ده يبقى اكيد قدم تنازل كبير علشان يقدر يحط حجر الأساس.

لا معتقدش حامي من ساعة ما قابلته عمره ماقدم تنازل واحد، انتي ليه مش قادرة تتفهمي ان حامي حياته عباره عن دايره كل ما تفتكري انك وصلتي لنهايتها تلاقي ان لسه عنده الجديد اللي هيصدمك، حياة حامي انا مش هتكلم فيها بس انتي تقدري تتكلمي معاه وهو يحكيلك من الأول ثبتيه زي ماثبتينا، مع اني بقولك ان حامي مش هيقول حاجه غير لو هو عايزنا نعرفها.

انقطعوا عن الحديث حينما سمعوا صوت دقات على الباب، سمحت هنا للطارق بالدخول فدلفت عائشة بأعين منتفخه ظهر عليها البكاء جليا وهي تهتف: حامي فين؟!
نطقت هنا بإستغراب: انتوا مش كنتوا فوق.
تحدثت عائشة بقلق: صحيت ملقتهوش، لقيت لينا قالتلي انه نزل بس مش لاقياه في ولا اوضة.
اقترب عمر من شقيقته يرفع وجهها متفحصا وهو يقول: انتي معيطه!
نظرت لأسفل بينما استشاط عمر غضبا وهو يقول: ردي عليا في ايه، حامي عملك حاجه؟!

انا طلعت امبارح لقيته مكسر اللابتوب وحالته...
لم تستطع إكمال ماتقوله بينما لمعت عيناها من جديد وهي تقول بألم: انا خفت منه وعليه.
دلفت لها نيره لتقطع جلستهم هي الآخرى لتقول بخوف جلي وهي تشعر أن شيء ما يسرق أنفاسها: أنا سمعت حامي وهو نازل من على السلم بيكلم ناس، وقال كلام غريب اووي، اتفق معاهم تقريبا انهم هيروحوا معاه مكان الساعه خمسه وقالهم اللي هيسن سنانه ليه عندي مكافأة.

فرغت عائشة فمها بصدمه بينما تبادلا الجميع النظرات الصامته كلهم لا يعلمون ماذا رأي جعله على هذه الحاله، كل مايعلموه فقط أن ردة فعله الآتيه لن تكون متوقعه حتى لهم.

الثلاثة في الطائرة، كل منهم مضطرب لايعلم كيف سيواجهه، مرت عدة أيام منذ أن فاقت نهله من غيبوبتها، أمر حامي بعودة الثلاث إلى القاهره في طائرته الخاصه، وخاصة بعدما علم أن حالة نهله تسمح لها بالسفر، انتقل نهله لتتحدث مع ابنتها فأوقفتها دنيا بحركه من يدها هاتفه بضيق: لو سمحتي أنا مش عايزه اتكلم.
هدأها علي قائلا: بالراحه شويه يا دنيا.

مش براحه ياعلي، حامي اللي انتي عملتي فيه كل ده طالب دلوقتي اننا نرجع مصر علشان خايف عليكي وعايزك تكوني في أمان اكتر معاه، تفتكري لو عرف بالحقيقة كلها هيفضل كده!
سؤال طرحته أمام عين نهله التي ابتلعت ريقها بتوتر ونهش القلق قلبها من تساؤل ابنتها.
ادمعت عين دنيا وهي تتذكر حديث والدتها بعد ان فاقت من الغيبوبة.

Flash back
هتفت دنيا بمواجهة: طبعا مش قادره تقولي حاجه بعد ماانا عرفت كل حاجه من مذكرات حضرتك.
هتفت نهله ببكاء: انا تعبانه يادنيا كفايه.

صرخت دنيا بعنف: لا مش كفاية، في واحده تعمل في صاحبتها كل ده!، انتي مكنتيش مغصوبة زي ما فهمتيني، انتي اللي اقنعتي محمد يشتغل مع رضوان بإرادتك مع انك عارفه انهم هيسرقوه، وجايه تخدعيني وتقولي انك كنتي فاكره انها شراكه عاديه، أقرألك اللي انتي كاتباه بخط إيدك، انتشلت دنيا الكتيب من علي لتفتحه وتبدأ القراءه به و دموعها مختلطه بأوراقه: انا كنت عارفه ان رضوان بيدبر حاجه لمحمد وان الشراكة دي وراها لعبه قذره مع ذلك اقنعت محمد مكنتش قادره اتقبل ازاي يختار صوفيا بعد كل الحب اللي فضلت احبهوله ده، لا وكمان عايشين حياه سعيده، كل خروجه كانوا بيخرجوها وصوفيا تقولي عنها كأن سكاكين بتقطع في جسمي، اول ابن ليهم ده المفروض يكون مني انا مش منها هي، ده ابني انا، انا كنت لازم اكون مكانها، علشان كده بعد ما رضوان خد كل حاجه من محمد وطلب مني اجيب صوفيا لحد الكافيه، اترددت، اكيد هيعمل فيها حاجه، ومع اني كنت واثقه، خلتها خرجت وراحت الكافيه تستناني لحد ما اخدها رجالته، انا كل يوم بتقطع بسكينة الذنب، كنت فاكره ان رضوان هياخد صوفيا، ومحمد هيفضلي و نتجوز وولادها يبقوا ليا، بس حصل اسوء بكتير من تخيلاتي محمد مات قصاد عنيها وهي رضوان دمرها نفسيا وكله متصور والفيلم ده موجود منه نسخه مع نادر علشان يستخدمها كارت يحرق بيه رضوان، كل واحد فيهم بيلعب في حته الكل مخون التاني و بيلعب من وراه، بعد اللي حصل ده صوفيا انتهت، جوزها مات والجريمة اتقيدت ضد مجهول، معاها تلات اطفال ومفيش جنيه واحد تقدر تربيهم بيه، لحد مافي يوم رضوان هددها يإما تتجوزه يإما هيقتل عيالها كلهم، جت تطلب مني اساعدها تهرب بيهم مكانتش صوفيا بتاعت زمان كانت واحده تانيه متدمره ودمارها زاد بعد ما رفضت اني اساعدها، سمعت بعدها انها انتحرت، انا كل يوم بندم على اللي عملته فيها، مع ان لو الزمن دار ورجع معرفش انا هعمل فيها كده تاني ولا لا، دنيا مش بنتي، دنيا بنت مراة رضوان الأولى اللي فضحته انه مبيخلفش، ساعتها جن استنجدت بيا حاولت اعوض اللي معملتوش مع صوفيا معاها بس ملحقتش اعوض ماتت وهي بتولد وفضلت البنت خدتها وهربت بيها، كان معايا شوية فلوس...

صرخت نهله عاليا حتى تتوقف دنيا عن القراءة فأبعد علي دنيا هاتفا بغضب: كفاية بقى يادنيا كفايه حالة والدتك متستحملش.
صرخت دنيا هذه المره: متقولش والدتك، جالك قلب تشوفي ابن صاحبتك اللي عملتي فيها كل ده وهو بيحميكي ويكبرلك شغلك ويساعدك، ولسه الباقي.
أخرجها علي من الغرفه بصعوبة في وسط صراخها آمرا أحد طاقم التمريض أن يعطيها عقار مهديء عله يخفف من ثروتها
Back.

دمعه فرت من عينها فأزالتها بعنف لتنظر من النافذة بجوارها وتنوي البوح بكل شيء بمجرد عودتهم.
الظلام يحيط بالطريق، فقط ضوء النجوم الذي تسلل ليضيء عتمة القلوب، سيارات دفع رباعي قد تصل العشرين، تسير بلا هوادة، وكأنها تنهش هذا الطريق
يترأسهم هو، حامي العمري.

توقفت السيارات أمام هذا المنزل المحاط بالعديد من الحراس، نزل حامي من سيارته بتريث واقترب بوجه جامد من هؤلاء الحرس وخلفه رجاله، ليتخلي الحرس سريعا عن اماكنهم ويهتف أحدهم: رياض جوه واحنا عملنا كده بااتفاقنا معاك ياباشا.
هز حامي رأسه برضا، ليسير نحو الداخل بثقه ورجاله يحاوطون المنزل من الخارج.
في نفس التوقيت.

أخرج رياض أحد الأطباق من البراد ليسير نحو غرفته وفجأة انقطع التيار الكهربي، فهتف رياض بضيق: ايه ده بقى، هو النور بيقطع هنا كمان.
شعر بحركه خلفه فرفع صوته بقلق: مين، حد هنا؟
في أقل من ثانيه كان الطبق مهشم على الأرضية بعد أن سقط من يده وعنقه محاوط بقبضة حامي الذي همس بشر: انا الموت.
عرفه من صوته فنهش الخوف جسده وهو يهتف بإرتعاد: حامي.

ركله من قدمه كانت كافيه لإسقاطه أرضا ليميل عليه جاذبا إياه من خصلاته وهو يجأر بشراسه: كويس انك فاكرني، مع ان لو حيت للحق انا متنسيش اصلا.
صرخ رياض عاليا بألم: عايز ايه تاني مني ياحامي، حق اختك وخدته، والصفقه اللي لبستهالنا وخسرتنا فيها فوق ال 100 مليون، فاضل ايه تاني؟!

خلع حامي الجاكيت الخاص به وألقاه بإهمال ليقترب من رياض بخطوات مليئة بالشر ويلكمه لكمه عنيفه في وجهه، صرخ رياض عاليا بينما أخرج حامي ولاعته قائلا بشراسه: هتعرف حالا أنا عايز ايه.
ظهر وهيج النار من ولاعته فأبعده رياض بخوف جلي متوسلا: لا أبوس ايدك لا...
انعكس وهيج النار على عين حامي التي يرمق بها رياض مما بث الرعب في قلبه فمسك قدم حامي يبكي بتوسل: قولي ايه يرضيك وانا اعمله.

قذفه حامي بقدمه ليبتعد إلى آخر الغرفه بينما سار ناحيته وكل خطوه بالنسبه للآخر بمثابة رصاصه تخترق قلبه، توقف حامي أمامه ليميل عليه فيتواجه وجهيهما، فهمس رياض ببكاء: هعمل اللي انت عايزه والله، بس كفايه مش قادر.
هز حامي رأسه هاتفا بإبتسامه شيطانية: تعجبني، هتحكيلي كل اللي عندك واللي انا عايز اسمعه، لو حسيت انك بتكدب للحظه هخلي كابوسك في الحياه حاجه واحده بس، حامي العمري.

الجحيم هيرحب بيك لو فكرت تخبي أو تكدب، وعلى فكره الكلاب بتوعك باعوك بشوية ملاليم مش قولتلك قبل كده انكوا مبتشغلوش رجاله.
لكمه آخرى وهو يقول ببنره مرعبه: قولي بقى كده، تعرف ايه عن الكلاب اللي مشغلينك من أول مابدأو مشوار الوسا.
هز رياض رأسه سريعا وهو يتمتم داعيا أن ينجوا الليله من شره.

بعد مرور ساعات
شقت السيارات طريقها في الظلام بعدما أمرهم حامي أن يواصلوا الطريق إلى المكان المنشود، فجأة بطأت السيارات من حركتها ليتصل أحد الحرس برب عمله، فآتته الإجابة ليهتف سريعا: حامي باشا في واحده واقفه قدامنا في نص الطريق
أمره حامي سريعا: وقفوا العربيات.

توقفت جميع السيارات عن السير، لينزل حامي من سيارته يجدها تقف أمامهم تغلق الطريق بتحدي، اقترب منها سريعا يهتف بغضب: انتي ايه اللي جابك هنا وجيتي ازاي.
ضحكت بسخريه وهي تتطلع إلى رجاله المحاوطين له وهي تهتف: هما دول بقى اللي قولتلهم يسنوا سنانهم.
جذبها من مرفقها وهو يجأر عاليا: يلا يامدام هتروحي.
نفضت يده عنها لتبادله الصراخ: مش هروح، انا عايزه اعرف انت بتعمل ايه، عايز توصل فين.

هي لا تعلم ماذا حدث كل ما تعلمه أنه في طريقه لإراقة الكثير من الدماء، صرخت مجددا: كفايه دم، كفايه سواد، عايزة اتعامل مره واحده على انك بني آدم مش على انك وحش في غابة، لازم يسن سنانه
نادي عاليا على أحد حراسه ليأتي سريعا فأمره بعنف: روحها.
ضربته على صدره هاتفه بغضب وعين متحديه: قولي بتعمل ايه، وبتعمله ليه.

استدار لها يجذبها من مرفقها لتواجه زيتونيتاه عيناها وهو يقول بشر: العين بالعين والسن بالسن واللي ابتدى يشرب بقى.
رفعت السكينه التي أخفتها في جيبها لتضع سنها الحاد على عنقها قائله بعين لامعه: طالما كده، يبقى العين بالعين والسن بالسن وانت اللي ابتديت ياحامي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة