قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الرابع

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الرابع

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الرابع

انتهت حياة عبدالرحمن دون مقدمات، فجأة وبدون ان يترك لأحد فرصة وداعه
تجلس والدته بحزن يمزق قلبها ولكنها قررت الصبر علي هذا الابتلاء القوي فتحظي برضا الله علها تجتمع بابنها بالجنة.

بينما يشعر عابد بالخيبة ومرارة البعد الحقيقي، فهو بالفعل قد ابتعد عن عبد الرحمن سنوات عديدة لكنه كان يطمئن علي احواله، يأخذ هاتف والدته وينظر الي صور اخيه واسرته الهادئة، لم يتوقع ان يتركه شقيقه بعد ان استعاد محبته وقربه، لكنه قد طلب منه الاهتمام بعهود وسوف يفعل لن يخذل اخيه مرة ثانيه.

بينما تحاول أمل وعبير اطعامها اي شء فهي منذ يومان لم تتناول شيئا، اوشكت علي الانهيار وتكاد أمها تموت خوفاََ من فقدانها هي الاخري.

امل: لو مسمعتيش كلامي وأكلتي هوديكي المستشفي يركبولك محاليل، ارحميني َانا مش قادرة
عبير: ياحبيبتي اشربي حتي شوية ماية
عهود: انا مش باكل غير مع بابا، ايه مش عاوزين تفهموا ليه، كل كلامكم ده كدب بابا مستحيل يسيبني او يتخلي عني انتوا كدابين
أمل بغضب وحدة: بطلي عند ومتخلنيش اجبرك تاكلي ابوكي الله يرحمه خلاص ياعهود متتعبيش قلبي اكتر من كده.

بدأت أمل تفقد السيطرة علي اعصابها، ما اظهرته من تماسك امام الجميع انتهي الان لتصدح صرخاتها وعويلها بالبيت، فراق لم تضع له حسباناََ خسارة حبيب وزوج وصديق كان اقرب اليها من روحها
عبير وهي تحاول السيطرة علي أمل التي اخذت تلطم وجهها بقوة، بقهر، بألم.

عابد: وحدي الله يا أم عهود اللي بتعمليه حرام وكده بتعذبي عبدالرحمن وتعذبينا
ظل الجميع يحاولون تهدئتها، لم ينتبه أحد الي عهود التي انسحبت من بينهم وكأنها مغيبة.

عهود وهي بالشارع تجري وكانها طفل بدأ يتعلم المشي من جديد تحدث نفسها قائلة:
اجري ياعهود، ابعدي عنهم وروح لأبوكي، اكيد هو مستني وبيدور عليكي، دول مجانين عاوزين يبعدوني عن روحي وحياتي
انا مستحيل ابعد عن بابا، اه يابابا ارجوك تعالي خدني انا خايفة اووي، الحقني يا بابا.

بينما معاذ بالقرب منها، يعلم ما تعانيه ولكنه سيتركها حتي تتعب، حتي تفرغ مافي قلبها بعيداََ عن الجميع
ساعة كاملة تجري دون توقف، وقعت ارضاََ بمكان خالي من الناس لم تعد تستطيع ان تقاوم او ترفض حقيقة فقدانها لسندها الوحيد بالحياة، أبيها الذي كان حامياََ لها من الدنيا وغدرها.

اقترب منها معاذ بهدوء يحاول ان يقول شيئا ولكن ما الذي يقال في هذا الموقف
معاذ: قومي يا عهود، كفاية كده
عهود: ابعد عني انت مالك بيا
معاذ: مفيش حد هيحس بيكي ولا هيقدر وجعك غيرك انتي بس لازم تبقي قوية
عهود ببكاء: ابعد عني انا بكرهك، بكرهك يا معاذ ومستحيل امدلك ايدي
معاذ: المهم تحبي نفسك وتخافي عليها، بس خليكي جنبي انا هساعدك
عهود: ليه يا معاذ، ليه بابا سابني، اعمل ايه دلوقتي، ارجوك ساعدني وقولي ليه.

معاذ: مش عارف ياعهود، اللي اعرفه ان الموت مفيهوش ليه لأنه واقع كلنا بنعيشه مفيش منه هروب او مفر، لو بتحبي عمي ادعيله بالرحمة خليه يطمن عليكي، اوصلي لكل حاجة كان بيتمناها خلي صورته دايما ونس ليكي علشان تقدري تكملي.

رغما عنها مدت يدها اليه فهي خائفة بشدة، امسك يدها بقوة واحتواء، وبدأت اولي خطواتهما لمستقبل ملئ بالحب، بالوجع، بالغدر، وطلب الغفران.

بعد مرور ثلاثة أسابيع
عهود: خلاص ياماما انا جهزت حاجتي كلها، هنمشي دلوقتي
أمل: ايوة هنرجع اسكندرية انا مش هقدر اسيب بيتنا اكتر من كده
عهود: حاضر ياماما
بينما عابد واقفاََ يبدو عليه الغضب قائلا لوالدته:
ازاي يعني يمشوا قبل ما يعدي الاربعين بتاع اخويا، انتي ازاي مَوافقة عالكلام الفاضي ده يا حاجة زينب
زينب بحزن: أمر الله يابني في الاول والأخر هيمشوا محدش بيرتاح غير في بيته.

عابد بحدة: وده بيتهم، بيت عهود بنت اخويا والأولى انها تعيش فيه علطول هيعيشوا في اسكندرية لوحدهم ازاي وليه.

اجابته أمل بهدوء: زي الناس يا حاج عابد، عهود مدرستها في اسكندرية صحباتها وحياتها، وانا شغلي وحياتي كلها هناك، اجمل ايام عمري قضيتها في شقتنا انا وعبدالرحمن، ومستحيل ابعد عن شقتنا، وعموما متقلقش انا مقدرش
ابعد عهود عنكم كفاية اتحرمت من ابوها.

عابد: عالأقل كنتوا فضلتوا للاربعين الناس تقولي علينا ايه
أمل: معلش يا ابو معاذ انا محتاجة ارتاح ومحتاجة وقت اقعد فيه لوحدي، وهنرجع نيجي عالاربعين متقلقش
تقبل عابد قرارها مرغماََ وأوصلهم الي اسكندرية واطمئن علي سلامتهم ثم عاد مرة اخري الي الشرقية.

بعد مرور عام علي وفاة عبدالرحمن
عهود متحدثة الي صديقتها نورا: انا حاسة نفسي مش مرتاحة يانورا بدأت ازهق من كل حاجة لولا بس خاطر ماما مكنتش هروح المدرسة ابدا
نورا: حبيبتي ليه كده عمو عبدالرحمن الله يرحمه بقاله اكتر من سنه متوفي لازم تفوقي وتركزي في مستقبلك علشان خاطره
عهود: بحاول والله انا مستحيل اخيب أمله فيا بس تعبانه نفسي اشوفه يانورا، وحشني حضنه نفسي اسمع صوته.

نورا بحزن: ادعيله يا عهود واهدي علشان مامتك متزعلش هي كمان
عهود بقلة حيلة: حاضر عندك حق انا مش عوزاها تحس بحاجة وتتعب هي كمان اتحرمت منه انتي مش متخيلة كانوا بيحبوا بعض ازاي
ماما وبابا قصة حبهم كانت قوية وعلشان كده بحاول ابين قدام ماما اني كويسة.

بينما أمل واقفة امام المراة تتزين وتنظر لنفسها بشرود وهي تهمس:
ياتري يا فريد عهود هتتقبل وجودك في حياتنا ولا هترفض، انا عارفة ان جوازي منك خطوة صعبه بس انا محتاجة ليك جنبي، عبدالرحمن موته كسرني وخلاني ضعيفة لازم راجل معانا يحميني انا وبنتي مهما كانت النتايج.

بالشرقية قضت شادية ليلتها ببيت والدها فهو لا يذهب اليها بل تذهب هي لرؤيته
شادية: ياريت ياحاج تحن علينا وتيجي البيت انت شايف امي زينب وحالتها من يوم موت عبدالرحمن.

سليمان: عارف يابنتي ربنا يتولاها هي لا بتبكي ولا بتتكلم شايلة الهم جوة قلبها وساكته
شادية: والله يابه لو شافتك في الدار عندنا هتفرق معاها كتير هي بتحبك وروحها فيك.

سليمان: سيبيها لله يابنتي لما احس نفسي قادر هتلاقيني عندك
شادية مقبله رأسه: ربنا يطولي في عمرك ومنحرمش منك
تدخل شقيقها كرم قائلاََ: وهي مرات عابد وبنته مبقوش ييجوا.

شادية: لا ازاي الدكتورة أمل بتيجي كل فترة علشان الحاجة زينب
كرم: اكيد ميراث بنت عبدالرحمن طلع كبير اوي والبت وامها هياخدوه عالجاهز
شادية بغضب: ورث ايه ياكرم اللي هيعوضهم عن حنية عبدالرحمن ووجوده، ده كان شايلهم من عالأرض بس عمره بقي ولا فرح ببنته ولا لحق يتهني
سليمان: عندك حق يابنتي ربنا يبارك في بنته اهي من ريحته وشايلة اسمه.

كرم بمكر: ياستي انا صعبان عليا حالهم وبفكر اول ما البت تخلص ثانوية اطلبها لأبني أحمد اهو دخل هندسة وهيبقي مهندس اد الدنيا
شادية بتعجب: البت صغيرة يا كرم وعموما وقتها ربنا يحلها ولو هي وامها وافقوا يبقي ياريت عالأقل تفضل البت جنبنا ومترحش لحد غريب
همس لنفسه بسعادة:
ان شاء الله مترحش لحد غريب هي ولا ورثها دي نصيبها في محلات الدهب يعمل ملايين.

أوصلت امل عهود الي المدرسة ثم توجهت الي الصيدليه الخاصة بها
أمل: السلام عليكم ياجماعه
العاملين بالصيدلية: وعليكم السلام ورحمة الله ازيك يادكتورة أمل
أمل: بخير الحمد لله مندوب شركة الأدوية وصل يا ابراهيم
ابراهيم: لا لسه اتصل وقال هيتأخر شوية وانا جهزت قايمة بالأدوية الناقصة عندنا
أمل: تمام، ودكتور فريد لسه مجاش
اجابها فريد: لا الدكتور فريد موجود اهو
أمل بابتسامة لم تستطع اخفاؤها: اهلا يادكتور.

فريد: اهلا بحضرتك.

بينما معاذ مازال نائماََ يشاهد احلاماََ لا يفهم معناها يحاول ان يفهم اي شء يخص الماضي او مراحل طفولته الاولي ولكن دون فائدة
حسن: معاذ، انت يابني اصحي هنتأخر عالدرس
معاذ: حاضر ياحسن خلاص فقت اهو
حسن: يلا علشان نخلص بدري ونرجع علطول عهود ومرات عمك جايين النهاردة
معاذ: وانا مالي يا مغفل
حسن بسخرية: عليا يا ميزو، ده انت بقيت بتعاملها احسن معامله.

معاذ: شفقة ياض، من يوم موت عمك وهي بقت هادية ولسانه الطويل اختفي فبتصعب عليا
حسن: ماشي ياحنين، قوم بقي خلينا نفطر ونمشي.

يجلس الجميع في هدوء يتناولون طعام الافطار
أسامة متحدثاََ الي والده: انا عاوز ادخل النادي اتعلم ملاكمة
عابد: لما تخلص المدرسة في الاجازة هقدملك
أسامة: واشمعني معاذ ماهو بيدرس وبيروح يتدرب
عابد: لما اقول كلمة مسمعش صوت حد فيكم
أسامة بغضب: بس كده ظلم انتوا بتفضلوه علينا في كل حاجة، هو ابنك واحنا كمان ولادك.

نظرت شادية ناحية عابد بقهر ولوم متحدثه بصوت يملؤه الحزن: خد اخواتك وروحوا دروسكم يا معاذ، يلا امشوا كلكم وتعالي يا اسامة ورايا عوزاك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة