قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الخامس

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الخامس

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الخامس

بالصيدلية الخاصة بأمل تجلس وامامها فريد، طبيب صيدلي يمتلك صيدلية مجاورة لأمل تعرفه منذ سنوات لم يتزوج من قبل وهو ببداية الاربعينات.

فريد: كلمتي عهود يا أمل ولا لسه
أمل: لسه يافريد لازم امهدلها الاول البنت كانت متعلقة بأبوها جداا وانا خايفة من رد فعلها
فريد: ماهي هتعرف دلوقتي او بعدين لو تحبي اقعد معاها واحاول اقرب منها يمكن تتقبلني في حياتكم.

أمل: لا انا هتصرف معاها وارجوك متلحش عليا الموضوع مش سهل، لأن عبدالرحمن الله يرحمه مش مجرد أب وخلاص وعهود هتنساه بمرور الوقت عبدالرحمن كان قريب ليها عني مكنتش بتنام غير في حضنه، كل اسرارها كانت معاه، ابتسمت بحزن ثم أكملت، اوقات كنت بغير من حبه ليها واوقات كنت بتمني اكون انا بنته زي عهود، مع انه كان احن زوج في الدنيا بس حنان الأب مع بنته مختلف، توقفت أمل عن الكلام، ثم أكملت حديثها بجدية.

انا هنتظر لما عهود تخلص السنة دي في المدرسة يافريد وهحاول اوصلها الموضوع بهدوء كمان يكون فات سنتين علي وفاة عبدالرحمن
فريد بس كده كتير متنسيش اننا مفروض نسافر اخر السنه اوراق البعثة جهزت خلاص واحنا اتفقنا هتسافروا معايا
أمل: ان شاء الله وقت السفر هكون فاتحتها واقتنعت بأذن الله، خلينا بقي نشوف شغلنا اتفضل علي الصيدلية بتاعتك
فريد مبتسماََ: طيب شربوني شاي خليني اركز
أمل: تمام تشرب الشاي وتمشي مفهوم.

فريد: حاضر يا فندم
بينما فريد وامل يتحدثان معاََ كان احد العاملين بالصيدلية ينظر اليهما بحزن وحذر وقد عزم علي ابلاغ عابد بما يحدث وراء ظهره.

اطمأنت شادية ان الجميع قد غادروا المنزل واستوقفت هي أسامة للتحدث معه
شادية: اقفل الباب وتعالي اقعد يا حبيبي
أسامة: نعم ياماما
شادية: ليه دايماََ حاطط معاذ في دماغك وعلاقتك بيه مش حلوة يا اسامة ده اخوك الكبير وبيحبك
أسامة: انتو السبب انتي وبابا، دايما بتفضلوه علينا
شادية: طيب اسمعني يا اسامة وياريت الكلام اللي هقوله متسألنيش عنه تاني لانه بيوجع قلبي.

معاذ لما عمل الحادثة وفقد جزء من ذاكرته الدكتور قال بمرور الوقت هيفتكر ولو مفتكرش يبقي عقله رافض واحنا مفروض نسيبه ومنتكلمش معاه في اللي حصل لانه ممكن يحصل صدمة عصبيه ويبقي فيه خطورة عليه.

أسامة: ايوة ماشي عرفنا انه عمل حادثة وانكم خايفين عليه ذنبنا ايه بقي، بابا معانا كلنا صعب ومبيقبلش كلمة من حد وبيجي لعند سي معاذ وبينفذله طلباته اشمعني هو
شادية: احساسه بالذنب هو اللي بيخليه ينفذله طلباته يا أسامه، هقولك يابني كل حاجة...

عادت عهود من مدرستها يبدو عليها الحزن الشديد، تعجبت أمل من هيىئة ابنتها لتسألها بخوف: مالك ياعهود، مالك ياقلبي
عهود: مفيش حاجة انا عاوزة اروح لنورا
أمل باصرار: مش هسيبك غير لما تقوليلي مالك
عهود: انا، في واحدة صاحبتي في المدرسة قالتلي كلام ومش قادرة اصدقه، انا
فقدت عهود قدرتها علي الكلام وبدأت ترتجف بقوة
احتضنتها أمل بقوة حتي هدأت ثم نظرت اليها لتكمل كلامها.

عهود: البنت دي خالها يبقي دكتور فريد اللي شغال معاكي في الصيدلية
ابتلعت أمل ريقها بتوتر وخوف لتسأل عهود:
قالت ايه البنت دي؟
عهود: قالت ان خالها بيحبك وعاوز يتجوزك، تخيلي ياماما البنت الحقيرة قالتلي كده
أمل: وانتي ايه اللي مزعلك ياعهود، عادي ياحبيبتي طبيعي ان ناس تعجب بيا خصوصا بعد وفاة باباكي الله يرحمه
عهود بشك: وحضرتك ممكن تقبلي ترتبطي بحد غير بابا.

أمل: انا عاوزاكي تفهميني ياعهود، احنا محتاجين راجل معانا الحياة صعبه و..
عهود بنظرات غضب: وبابا!
أمل: ابوكي الله يرحمه مات يا عهود وانا مستحيل انساه انا بس...
قاطعتها عهود: انتي ايه، مستحيل تكوني بتفكري في غيره مستحيل، ده كان بيعشقك وانتي كمان، معقول كنتي بتمثلي الحب عليه
أمل: اخرسي، انا عمري ما حبيت حد اد ما حبيت عبدالرحمن.

عهود: كداااابة، انتي خاينة لو بتحبيه مكنتيش تفكري في غيره ده مكملش سنه سنه واحدة، ده لو كان قاسي وبيعملك وحش كنتي هتصبري اكتر من كده، انتي ايه...
وانا مفكرتيش فيا، مفكرتيش هعيش معاكي ازاي وفي راجل غريب مكان ابويا
ياريتني مت معاه، ياريتك انتي موتي
وهو فضل جنبي.

أمل: اسكتي ياقليلة الأدب اسكتي خالص انتي اتجننتي ولا علشان بكلمك وباخد رأيك هتفكري نفسك كبيرة وتعلي صوتك عليا، امشي يلا من وشي ادخلي اوضتك مش عاوزة اشوف وشك.

قضت عهود باقي اليوم تبكي بصمت تنظر الي صور والدها بحزن لا تصدق ما يحدث حولها، بينما أمل تشعر بالحزن يعتصر قلبها هي تعلم ان عهود لن تسامحها ولكنها تحتاج الي فريد، تحتاج الي بديل يشعرها بالأمان، انتظرت امل قليلا ثم توجهت الي غرفة عهود تحدثت معاه بحنان وهدوء قائلة:.

يا حبيبتي ابوكي الله يرحمه متوفي يعني انا مبعملش حاجة غلط ولا حرام وانا عمري ما هتخلي عنك بس انا من حقي اعيش انتي لسه صغيرة ومش فاهمة حاجات كتير
عهود: انا مش عاوزة اعيش معاكي وديني عند تيته ام بابا
أمل بفزع: لا طبعا مستحيل عاوزة تسيبيني يا عهود
عهود باكية: ايوة انتي هتجيبي راجل غريب عني مكان بابا وبكرة تخلفي وتنشغلي بولادك لكن انا مش عوزاكي انا عاوزة تيته.

أمل: مش هيحصل انا هسيبك تهدي دلوقتي وبكرة نتكلم بعقل انا بتعامل معاكي علي انك صاحبتي مش بس بنتي ياريت متخلنيش اندم.

تركتها والدتها وانصرفت ولم تنتظر هي طويلاََ فقد اتصلت بجدتها وهي تبكي بقهر قائلة:
الحقيني يا تيته تعالي خديني عندك
الجدة وفاء: مالك يا جلب تيته مين زعلك
وصال: ماما هتتجوز، هتجيب واحد ياخد مكان بابا
الجدة بحزن: الله يرحمه يابتي، حجها وشرع ربنا
عهود: علشان خاطري خديني، ولو مش عاوزاني انتي كمان وديني ملجأ او مدرسة داخليه.

الجدة بصدمة: انتي بتجولي ايه يا عهود، ازاي يا جلبي تنطجي علي لسانك الكلام الوحش اللي جولتيه، ده احنا نشيلك جوة جلوبنا يابنت عبدالرحمن ده انتي اللي ليا من ريحة أبوكي...
عهود: بقولك لو سبتوني معاها همووووت، ارجوكي خدوني عندكم وانا مش هعمل مشاكل ولا هطلب حاجة ابداََ
استمع عابد الي مكالمة والدته مع عهود وتأكد من الأخبار التي نقلها اليه العامل بالصيدلية
عابد بغضب وصوت قوي اجتمع علي اثره جميع من بالبيت:.

كنتي بتكلمي عهود ياحاجة زينب
زينب بتردد: ايوة يابني
عابد: قالتلك ايه
زينب: مفيش يابني، هي بس متخانقه مع امها وزعلانه شوية، وو..
عابد: لسه بتدافعي عنها لسه بتحاولي تداري عليا عملتها السودة، مش هي دي أمل اللي ابنك باع الكل علشانها واتحرمت منه سنين بسببها، الواطيه الزباله عاوزة تتجوز غير اخويا وتجيب لبنته راجل غريب
شادية: حقها يا حاج عابد شرع ربنا ولا هو الشرع حلال عليكم لوحدكم.

عابد بغضب اعمي: اسكتي مش عاوز اسمع صوت، انتي بالخصوص مش عاوز اسمع صوتك، البس هدومك يامعاذ وانتي ياعبير كلمي الزفته اللي اسمها أمل وعرفيها اننا رايحينلها
استجاب الجميع لأوامر عابد، بينما حدثته والدته بهدوء ممزوج بالحزن والانكسار:
بالراحة يابني متعملش مشاكل معاها وحط في راسك ان عهود صغيرة ومحتاجة لأمها كفاية اتحرمت من ابوها.

عابد: تعتبر ان امها كمان ماتت، انا هربيها زيها زي ولادي بدل ماهما اربعة يبقوا خمسة وهتكون في مقام ريم بنتي عندي وعند الكل
زينب: اللي تشوفه يابني ربنا يقدم اللي فيه الخير.

توجهت أمل لغرفتها تبكي بحزن هي لا تعلم ماذا تفعل او ماذا تقول، شعرت بغضب شديد من فريد وشقيقته فلولا تسرعه لما علمت عهود بتلك الطريقة اتصلت أمل بفريد
امل: ايوة يادكتور فريد، حضرتك كلمتني وقلتلك اني محتاجة وقت علشان امهد لبنتي موضوع ارتباطنا حصل!
فريد: طيب بس اهدي ايه اللي حصل ومعصبك كده.

أمل: حصل انك رحت قلت لأختك واختك بنتها زميلة بنتي في المدرسة، حصل ان بنتي عاوزة تسيبني وتروح تعيش مع اهل ابوها بسببك
فريد: اولا انا معملتش حاجة غلط ولما كلمت اختي فده كان بحسن نية لاني مش هتجوزك في السر يعني
ثانيا اقسملك بالله انا نبهت عليها متجبش سيرة قدام حد بس ممكن البنت سمعتنا واحنا بنتكلم، ارجوكي يا أمل متظلمنيش
امل: اعمل ايه انا دلوقتي، اعمل ايه لو صممت تسبني اعيش ازاي من غير عهود.

فريد: انا اسف، بس متخيلتش ان الأمور توصل لكده
ظلت امل تبكي واغلقت هاتفها بوجهه..

اتصلت عبير بأمل لتخبرها بتوجه عابد لبيتها، لتشعر امل بانقباض قلبها وتتوجه لغرفة عهود وتجدها بالفعل قد استعدت واحضرت ملابسها في انتظار قدوم عمها
أمل بخوف: بتعملي ايه ياعهود!
عهود: بجهز حاجتي علشان اسافر مع عمي
أمل ببكاء وترجي: علشان خاطري ياعهود انا هعملك اللي انتي عوزاه، مش هتجوز خلاص مش هعمل اي حاجة تضايقك.

عهود: للاسف ياماما تتجوزي او لأ انا مبقتش عاوزة اعيش معاكي انتي دمرتيني اكدتيلي ان مفيش حب ولا وفاء
امل: وانا مش هسيبك تبعدي عني ومفيش حد هياخدك مني بمزاجك او غصب عنك
توقفت أمل عن الكلام لتنتبه لصوت دقات عالية بالباب
أمل: اكيد ده عابد، ماهو اول واحد هيشمت فيا وهيحاول يحرق قلبي عليكي
بس مستحيل لا انتي ولا هو ياعهود هتمشوني علي كيفكم
توجهت أمل بغضب ناحية الباب وأعقبتها عهود.

أمل: اهلا يا حاج عابد اتفضل ادخل
عابد: انا مش جاي اقعد، انا جاي اخد بنت اخويا وامشي
أمل: بتحلم انت فاهم، حقدك وكرهك ليا مش هيمكنك تاخد بنتي مني
عابد: بنتك هي نفسها اللي طلبت تعيش معانا يا دكتورة..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة