قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الرابع عشر

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الرابع عشر

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الرابع عشر

لتبدأ كلمات الاغنية الني اختارها معاذ.

عارفه...
مش عارف ليه متونس بيكى وكأنك من دمى
على راحتى معاكى وكأنك أمى مش عارف ليه.

عارفه...
حاسس إنى لأول مره بشوفك
وإنى بشوفك من أول لحظه في عمرى.

حاسس إنى يمامه بتشرب في كفوفك
وإنك شجره وضله وميه بتجري مش عارف ليه.

مش عارف ليه متونس بيكى وكأنك من دمى
على راحتى معاكى وكأنك أمى مش عارف ليه.

عارفه...
فرحه كبيره وصوت مزيكا في قلبى
وكأننا حبيبين إتقابلو بعد فراق.

ليه فجأه بقيت مستنى لوحدى
ليه بتكلم وأحكيلك وأشكيلك همى.

مش عارف ليه متونس بيكى وكأنك من دمى
على راحتى معاكى وكأنك أمى مش عارف ليه.

عارفه...
وأنا وياكى بحس الدنيا فيها سلام وأمان
وإن العالم مفيهوش ولا نقطة أحزان.

إيدك خليها في إيدى أنا طفل كبير
وبحس إن أنا وإنتى لوحدينا والكون بستان.

نظرت عهود إلى معاذ تعجز عن وصف مشاعرها لتهمس بسعادة
الأغنية دي علشاني يامعاذ
معاذ: ايوة ياعهود، انا مبعرفش اوصف مشاعري بس لما سمعت الأغنية دي شفت عيونك قدامي حسيت كلماتها مكتوبة علشانك
صمتت وتاهت بعينيه، وأحس هو بأن العالم بأكمله مرهون بابتسامتها.

بينما يبدو الجميع بغاية السعادة، كانت امل تنظر إلى طفلتها بسعادة غير مكتملة، اين عبدالرحمن الان ولما تغيرت حياتها بهذا الشكل، ظلمت نفسها وظلمت وفريد وابتعدت عن عهود ولم ولن تنسى حبها لعبدالرحمن، هل يفقد الانسان عقله وحكمته عند فقدان من يعشق
نظرت اليها الحاجة زينب بعين حكيمة ولاحظت دموعها، اقتربت منها قائلة
مبروك يا أم عهود مبروك يابنتي.

نظرت أمل اليها بخجل لتكمل الحاجة زينب كلماتها بحزن تحاول اخفاؤه: الحياة مبتقفش على حد، واللي في قلوبنا ربنا واحده اللي يعلمه
افرحي يابنتي ومتنكديش على بنتك، ربنا يعوض علينا كلنا.

بدأت اجواء الحفل بالاشتعال بعد ان بدأ أسامة بالرقص مع معاذ وحسن
وبعد قليل جاء زملاء معاذ بالزي العسكري، لتنتبه الفتيات إلى وسامتهم
دخل هشام وثائر يبحثان عن معاذ، ابعد ثائر نظره عن عهود قدر المستطاع
سلم كلاهما على معاذ وقدما التهاني اليه ثم انصرفا ليقفا مع باقي زملائهم
التفت الفتيات حول عهود، بدأت تشعر بالانطلاق وامسكت نورا بيدها تتراقص معها.

هشام ناظرا إلى نورا بسعادة: خدت بالك ياواد ياثائر من المزة دي
ثائر بهدوء: ياعم اتلهي، انا خارج اشرب سيجارة برة وراجع
غادر ثائر مسرعا واعقبه هشام ليهتف به قائلا: استني يا ثائر، في ايه شكلك مش طبيعي
ثائر: بقولك ايه يا هشام مش وقتك خالص، مالي يعني ما انا قدامك كويس اهو
هشام: طيب تعالي بعيد عن الدوشة شوية، انا صدعت
ابتعدا معا ليجلسا بمكان خالي، نظر هشام لثائر فاشاح ثائر بوجهه بعيدا عنه.

هشام بتردد: انت حبتها يا ثائر، مستحيل انت مشفتهاش غير مرة واحدة
ثائر بحيرة: معرفش يا هشام انا هتجنن، انا عمري مابصيت لواحدة ولا بنت لفتت نظري معرفش ازاي قلبي انفتحلها بالسرعه دي
هشام بجدية: ولو، مينفعش ياثائر، دي مرات معاذ مش خطيبته ولا حبيبته، دي مراته يعني ملكه
ثائر: عارف، ومش محتاج حد يقولي انا فاهم بس بجد غصب عني شدتني ليها ياهشام مش عارف افهمك اللي انا فيه.

هشام: عارف وفاهم ان قلوبنا مش بايدينا بس ربنا ادانا عقل، ولو الشئ اللي بحبه هيتعبني او هيخسرني صديق عمري يبقي لازم اخد موقف
ربنا يرزقك باللي تستاهلك يا ثائر
صمت هشام قليلا ثم اقترب من ثائر قائلا:
روح انت ومعاذ مش هياخد باله ولو سأل هقوله انك والدتك تعبانه شوية وهو عارف ان صحتها مش اوي وهيقتنع
ثائر: متشكر يا هشام انا فعلا محتاج اروح، لو معاذ سأل عني باركله، ربنا يسعده.

غادر ثائر وتنهد هشام بحزن، ليهتف بعد قليل قائلا: لما ارجع بقي الفرح، دي ليلة فل والمزز كتير.

نزلت عهود من فوق المسرح لتقترب من جدتها
تحتضتنها بمحبة وسعادة
الحاجة زينب: ياقلبي وروحي، ربنا يهنيكي ويسعدك يابنتي، اتوصي بمعاذ ياحبيبتي وخلي بالك منه
عهود بخجل: حاضر يا تيته
الحاجة: روحي لماما سلمي عليها وخليها جنبك متسيبهاش واقفة لوحدها كده
عهود: حاضر انا اصلا نازلة علشانك انتي وهي.

اقتربت عهود من أمل، احتضنتها أمل وقت طويل لتبعدها بحب قائلة: انا مش قادرة اوصفلك احساسي ياعهود، مش هقدر مهما احكيلك عن سعادتي مش هتحسيها غير لما تبقي أم وشايفة بنتك عروسة، اتمني ياقلب ماما تبقي أسعد انسانة في الكون وتبقي ايامك كلها حب وفرح
عهود بسعادة: انا سعادتي كملت بوجودك
ياماما انا بحبك اوي
اختطفها من بين يدي والدتها نورا وريم لتهتف نورا بشقاوة: مش وقت حب واحضان النهاردة رقص وحركة.

امسكت ريم يد أمل قائلة: يلا ياطنط ارقصي مع دودو
أمل معترضة: لأ ارقصوا انتوا ياحبيبتي انا هقف معاكم
جذبتها عهود بدلال قائلة: علشان خاطري ارقصي معايا
بالجانب الأخر مازال أسامة يراقص اخويه بسعادة
اسرع باتجاه والديه ليمسك بيديه شادية وعابد الذي اعترض بشدة ان يرقص معهم ولكن نظرات شادية التي ترجوه ان يوافق جعلته يستجيب رغما عنه
أسامة: يلا ياشباب انا هغني وانتوا معايا.

اقترب أحد الضباط الموجودين من نورا يود التحدث اليها لتبتعد هي مسرعه خارج المكان
بينما اقترب اخر من مريم بفستانها الرائع ومكياجها الهادئ وقد زادها جمالا وتفاجئ الجميع بروعتها
احد المدعوين: لو سمحتي يا أنسه، انتي مخطوبة
مريم بخجل: لأ
اقترب اسامة ممسكا يدها قائلة: دي لسه عيله في ثانوي يافندم، روح دورلك على عروسة من سنك
ابتعد الشاب ناظرا اليها باعجاب بينما هتف.

أسامة: ما انتي لابسه احمر، اكيد كل التيران اللي في الفرح هتتلم عليكي، روحي اقفي جنب اختك ومتبعديش عنها احسنلك
مريم: وانت مالك ياغلس، انا حرة هتجوز ومش هكمل تعليم مالك انت
أسامة: امشي يا فاشلة غوري من وشي بدل ما ازعلك قدام الناس..
أسامة: حتى البت الصغيرة هتتجوز وانا هعنس الله يسامحك يا عابد طول عمرك قارش ملحتي كنت جوزني معاهم النهاردة وخلاص.

نورا متنهدة بضيق: مش وقت تعارف واعجاب
ركزي في مستقبل يانورا..

داخل الحفل، اقتربت أمل من فؤاد وسحر
أمل: منورين يا جماعه عقبال زياد ونورا
سحر بسعادة: يارب يا أمل، بسم الله ماشاء الله الفرح جميييل وعهود زي البدر المنور
فؤاد الدين: عقبال ما تفرحي بأولادها يا دكتورة
أمل: يارب يا أستاذ فؤاد.

حسن مازال ممسكا بيد هدير يتراقصان سويا بتناغم وسعادة
بينما معاذ قد اجبر عهود على الجلوس بجانبه لتهتف بغضب:
ايه يامعاذ سيبني مع البنات ارقص طالما انت مش عاوز ترقص
معاذ: كفاية كده انا سبتك براحتك عالأخر واعملي حسابك اول واخر مرة ترقصي قدام حد
عهود: ياسلام بقي، وانا مالي انت مش بتحب الهيصة انا بحبها
معاذ: كنتي بتحبيها، اقترب منها ثم استكمل
من النهاردة نعقل بقي ونتصرف زي البنات الحلوين ونسمع الكلام.

عهود: اه صحيح واشرب اللبن قبل النوم واقول حاضر وطيب
معاذ: هنشوف بعدين كلها شوية ونطلع شقتنا ونتفاهم ده انتي هتجننيني بجمالك ياعهود، اهدي بقي وخليني ساكت
عهود بخجل: طيب سيب ايدي
معاذ: لأ، انا مبسوط كده.

بالجانب الأخر تقف عبير بجانب والدتها تقبل يدها بامتنان قائلة: ربنا يطول عمرك ويخليكي ليا يامه
انا مش قادرة اصدق ان ربنا كرمني بالبنات وقدرت اشوف هدير عروسة
زينب بمحبة: عقبال فرحها وفرح مريم ربنا يعوض عليكي يابنتي، ويباركلنا في اخوكي طول عمره شايل همنا
عبير: يارب ياحبيبتي، ربنا يجبر بخاطره ويسعده ويباركله في اولاده.

ظلت نورا خارج المكان لا تشعر انها ابتعدت عن الحفل، لاحظ هشام ابتعادها فأسرع خلفها
قائلا:.

هشام: لو سمحتي يا أنسة رايحة فين
نورا بحدة: وانت مالك بتسأل ليه
هشام: سبحان الله مزة بس لسانك طويل
نورا: ايه قلة الأدب دي احترم نفسك
هشام: اقفلي بقك شوية، انا بسألك لانك ماشية لوحدك والدنيا ليل ومفيش حد واخد باله الكل مشغول في الفرح
نورا ببعض الهدوء: تمام متشكرة عالنصيحه، شوية وراجعه الفرح بس صدعت من الدوشة
هشام بمرح: خلاص انا قبلت اعتذارك وفهمت قصدك.

نورا بتعجب: اعتذار ايه يابني، انت كويس ولا عندك مشكلة في الفهم
هشام: ابنك ايه ياحجة، تصدقي انا غلطان يلا كملي طريقك يمكن حد يخطفك ونرتاح
نورا ببعض الخوف: يخطفني
هشام بسخرية: اه يخطفك بلبسك وشكلك ده وماشية لوحدك في نص الليل
نورا: اوووف انت اصلا خنيق وانا راجعة الفرح الدوشة جوة ارحم من الكلام معاك
هشام ناظرا اليها بتعجب: الفرح ده طلع مضروب والمزز إلى فيه مجانين.

مر الوقت سريعا وانتهي العرس وبدأ الجميع بالتقاط الصور مع العرسان
لاحظت أمل توتر عهود فاحتضنت يدها تطمئنها
اشارت شادية لعابد تود محادثته بعيدا عن الموجودين
عابد: ايوة يا شادية في ايه
شادية: اعزم على الدكتورة أمل تبات هنا ومتروحش ياحاج، عهود هتبقي مطمنه اكتر لو شافتها بكرة في الصباحية
عابد: وانا مالي تبات ولا تروح، قوليلها انتي
شادية: علشان خاطري يا عابد، هتسمع الكلام منك انت، متكسرش بخاطرها.

عابد: استغفر الله العظيم، اعمل ايه يعني دلوقتي
شادية: قولها خليكي معانا يا حبيبي انت تفهم في الاصول وميهنش عليك انها تروح في وقت زي ده
عابد: حاضر يا ست شادية هو بعد كلمة حبيبي
هقدر اعترض، ده انا بقالي سنين مسمعتهاش
شادية بنظرات عتاب: خلاص يا عابد الناس واقفين برة
عابد: عندك حق، بعدين نتكلم
خرج عابد وخلفه شادية، كان اغلب المدعوين قد هموا بالانصراف، توجه ببطئ ناحية امل قائلا:
مبروك يا دكتورة أمل.

أمل: الله يبارك فيك يا حاج عابد، مش هوصيكم على عهود انا عارفة انها بين اهلها
عابد: ربنا يسعدهم بس الأفضل تفضلي معانا لبكرة علشان عهود تبقي مطمنة بوجودك
نظرت ناحية عهود وجدتها تنظر اليها بترجي ان توافق
أمل: حاضر يا أبو معاذ ومتشكرة جدا
عابد: العفو يا دكتورة، ده بيت عهود وابوها الله يرحمه، وبيتك في اي وقت
يلا يامعاذ، خد عروستك واطلع شقتك، اتفضلي يادكتورة معاهم انتي والانسة نورا.

وانت يا حسن خليك انت وأسامة مع زمايل معاذ لحد ما يتعشوا وياخدوا واجبهم ويروحوا.

بالشقة المخصصة لمعاذ وعهود كانت شادية قد اعدت لهما العشاء وجهزت ملابس عهود
صعدت معها امل ونورا
نورا بسعادة ومحبة: مبروك يادودو، الفرح كان تحفة وكل حاجة فيه حلوة
امل بتأكيد: اه والله يا نورا فعلا كل حاجة حلوة اوي عقبالك ياحبيبتي
نورا شكرا ياطنط، انتي عاوزة مني حاجة
يادودو
عهود: سلامتك يانورا تعبتك معايا اوي الاسبوع ده
نورا: عيب كده انتي اختي وحبيبتي وبعدين في فرحي هنفخك طلبات متقلقيش.

عهود: ان شاء الله ربنا يسعدك
غادرت نورا لتترك المجال لأمل تتحدث مع عهود دون حرج
أمل: مبروك ياقلب ماما، ربنا يسعدك دايما
عهود: انا خايفة يا ماما حاسة ان الجواز ده مسؤوليه كبيرة
احتضنتها امل قائلة: مسؤولية كبيرة جدا بس انتي ادها، معاذ متربي معاكي وهيخاف عليكي
وبعدين انا ملاحظة انك مش رفضاه يعني في اعجاب، حب
عهود: عادي ياماما، معاذ كويس ومناسب ليا
أمل: بس كده، وايه تاني.

عهود: وبحبه ياماما بس خايفه منه اوقات بيبقي عصبي
أمل: يبقي متعانديش معاه وحاولي تسمعي كلامه طالما صح ومفيهوش ظلم ليكي واجبك تريحي جوزك وتسمعي كلامه، وانا معاكي ياقلبي وقت ما تحتاجيني هتلاقيني جنبك وسامحيني اني بعدت عنك طول السنين اللي فاتت
عهود: خلاص يا ماما المهم انك معايا
امل: تعالي اساعدك تفكي الطرحة وانزل انا بقي
عهود: لأ متمشيش وتسيبيني
امل بحزن: مش همشي ياقلبي انا هفضل معاهم تحت متخافيش مش هسيبك.

غادرت أمل بعد قليل ليصعد معاذ إلى عروسه
ظل يتأملها قليلا ثم اقترب منها
معاذ: تعالي ياعهود نتكلم شوية
عهود دون رد جلست بجانبه، رفع وجهها اليه ليقول باعجاب: هتكلم ازاي وانت حلوة بالشكل ده، عاوزك تسمعيني وتفهمي كلامي
انا صعب اعبر عن مشاعري يا عهود، مبحبش اتكلم عن احساسي كتير يمكن طبع ويمكن طريقة تربيتي هي السبب، كل اللي اقدر اقوله اني هحاول اسعدك وعمري ما هظلمك بس انتي ساعديني
عهود بهدوء: اساعدك ازاي.

معاذ: خليكي جنبي مش عاوزك تبعدي او تقسي عليا عاوزك تبقي سكن لروحي، تقدري
عهود بعيون يملؤها التردد: ولو مقدرتش
معاذ: حاولي وانا عارف انك الوحيدة اللي ممكن توصلني لبر الأمان
عهود: وانت، توعدني متجرحنيش يامعاذ، تكون سند وملجأ ليا وقت ضعفي
معاذ مقبلا جبينها بشغف، اوعدك.

انتهي معاذ وعهود من اداء الصلاة، اخذها بين يديه لعالم قد خلق لهما بهذة الليله، كانت قبلاته الشغوفة المتطلبة تحتل كيانهما إلى ان ابتعد عنها مرغما ليهمس اليها بشئ من التردد والرجاء: انتي لسه صغيرة ياعهود وانا لسه في بداية حياتي ومستقبلي محتاج تركيز
عهود بعدم فهم: يعني ايه
معاذ بجدية: يعني مش عاوز اطفال دلوقتي، خلينا نأجل الموضوع ده فترة
عهود: بس، لو حد سألني عن الأطفال اقول ايه.

معاذ: متقوليش حاجة، المهم انا وانتي موافقين بعدين نبقي نشوف هنقولهم ايه
ليكمل معاذ اولي لياليهما معا وقد احس بالسعادة لاستجابة عهود لطلبه، وغرقت هي ببحر عشقه الذي يبدو انه بحر ملئ بالأمواج الغادرة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة