قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الثاني والعشرون

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الثاني والعشرون

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الثاني والعشرون

يجلس هشام بثقة وبجانبه نورا تشعر بالتوتر من نظرات هشام التي يحيطها بها
وجه نظراته إلى ياسر الواقف امامه، ليتحدث بهدوء: امضي عالمحضر يابني خليك تروح بيتك بدل ما تبات في الحجز
ياسر: انت اكيد اتجننت، انا عاوز المحامي بتاعي
هشام بحدة: جري ايه ياروح امك، انا قبل ما اكون خطيبها فأنا ظابط وسامعك بتهددها وممكن اعملك محضر واعرضك عالنيابة وهشهد ضدك فلم نفسك وامضي وغور من هنا، وتبعد عنها خالص انت فاهم.

ياسر ببعض التردد: انا همضي، مش لأني خايف منك، انا بس هثبتلها اني مستحيل اتسبب في اي شئ يأذيها.

غادر ياسر، ظلت نورا صامتة قليلا لتتحدث بهدوء قائلة: متشكرة لحضرتك اوي يا استاذ هشام
هشام: العفو يا حبيبتي
نورا بخجل وصدمة: في ايه هو انت تقمصت الدور اوي وصدقت انك خطيبي
هشام ممسكا يدها متحدثا بجدية: اقعدي واسمعيني كويس، وقبل ما تردي عليا عليا طلبي ده ملوش علاقة باللي حصل بينك وبين ياسر
نورا مبتعدة عنه: في ايه.

هشام انا معجب بيكي من اول مرة شفتك في فرح معاذ وعهود، وبقالي فترة متابعك، وبصراحة عاوز اتقدملك ونتجوز
نورا: مستحيل. انا مش هقدر، صدقني مش رفض ليك، بس عهود ومعاذ تجربتهم صعب ننساها معاذ صديقك المقرب وعهود اكتر من اخت ليا
هشام: انا مليش دعوة بحد، انا طالب ايدك انتي مش ايد عهود، وبعدين متقلقيش معاذ هيلاقيها وهتسامحه
نورا: مستحيل تسامحه، ولو انت بتعمل كده علشان اقولك على مكانها مش هيحصل.

هشام: بطلي غباء واسمعيني يعني انا هتورط واتجوز واحدة لسانها متبري منها زيك علشان اعرف مكان عهود، حرام عليكي
نورا بغضب: انت بتشتمني
هشام بهدوء: اقعدي واسمعيني ولو مش مقتنعه مش هضغط عليكي، اتفقنا
نورا بخجل: ماشي.

ببيت عابد، تجلس مريم تشعر بالقلق فخطيبها منذ ان غادر البيت غاضبا منها لم يتحدث اليها مرة ثانية
تذكرت كلمات شقيقتها وهي تقول
هدير: بصي كل الشباب اليومين دول كده، هو ممكن بيحبك ومستعجل وعاوز يقرب منك، انتي طبعا متسمعيش كلامه بس متشديش معاه
مريم بهدوء: يعني اعمل ايه.

هدير: مش عارفه والله يامريم انا مش عاوزة اظلمه، خلينا نصبر ونشوف اخره، وانتي اوعي تديله حاجة مش من حقه يامريم، هو خطيبك وبس، يعني غريب عنك ياحبيبتي.

افاقت مريم من حيرتها على صوت والدتها
عبير: يلا يامريومة اجهزي ياحبيبتي هننزل نشتري شوية حاجات من علشان جهازك
مريم: حاضر ياماما
عبير: اتصلي على خطيبك وعرفيه اننا خارجين
مريم: وهو ماله، انا خارجة معاكي مش خارجة لوحدي
عبير: يابت اسمعي الكلام علشان ميقلش مش معبراه
مريم: حاضر هبعتله رساله.

بالمشفي الخاص الموجود بها ياسين
نظر معاذ إلى عهود بتحذير قائلا: عاوزة تخلعيني يا عهود
عهود: والله ممكن تريح نفسك تطلقني دلوقتي
معاذ: مش هيحصل اني ابعد عنك تاني غير في حالة واحدة، لو انا مت وقتها بس هبعد عنك
عهود: انت كداب كدااااب، انت وعدتني تبقي سندي وحمايتي وعدتني متغدرش ولا تبعد
انت خاين، ايوة خاين، خنت ثقتي وقلبي اللي سلمتهولك، دبحتني وانا مديالك الأمان
انا بكرررهك ومش طايقه اشوفك
معاذ: بتكرهيني.

عهود: ايوة، بكرهك ومش عاوزة اشوفك تاني ابدااا
نظر معاذ ناحية ياسين متحدثا بهدوء: حمد الله عالسلامة يا استاذ ياسين، بعد اذنك هتكلم مع المدام شوية
قبل ان يجيبه ياسين كان ممسكا يدها مجبرا اياها على السير خلفه مهرولة
اغلق باب غرفته داخل المشفي ونظر اليها باشتياق متحدثا بهمس قائلا: كنتي بتقولي ايه بقي يا دودو، بتقولي كرهتيني
عهود بحذر: ايوة قلت، وبعدين انت ازاي تسحبني وراك كده، صحصح همجي وعمرك ما هتتغير.

معاذ بتسلية: مع ان الهمجية دي كانت بتعجبك ياقلبي ولا نسيتي
عهود بخجل وجنون من بروده: انت بااارد، بتتكلم كأن مفيش حاجة حصلت، عاوز ايه يامعاذ قولتلي انك اتجوزتني غصب وانك كنت بتشفق عليا، قولتلي انك رافض تخلف مني، عاوز ايه، انا بعدت عنك وريحتك، جاي دلوقتي عاوز ايه
احتضنها رغما عنها
لم يتحدث بل التهم شفتيها باشتياق مرات عديدة كان هجومه قويا عجزت هي عن صده، ليبتعد عنها قائلا بضعف.

انا اسف، قلتلك كلام كله كدب، حبيت اجرحك علشان انتقم لنفسي من ابويا، انا بعشقك ياعهود، الحب ده كان من سنين من قبل ما افقد الذاكرة شفتك في بيت جدي لما كان ابوكي بيجي البلد علشان يشوف عمتي عبير وستي
قابلتك، كنتي صغيرة بس سحرتيني معرفش حصلي ايه، فقدت الذاكرة وفضلت فاكرك.

ولما عملت الحادثة، كل الألم اللي شوفته من ابويا، شعوري ان امي باعتني واتخلت عني رجعني لنقطة الصفر حسيت نفسي طفل لسه صغير، غصب عني قسيت عليكي، والله ماكنت حاسس بنفسي
انا تخيلت اني بعاقب ابويا، متخيلتش اني انتقم منك، انا بعشقك
عهود: وانا عمري ما قدرت انساك يامعاذ، ولسه بحبك، ومش هسمح لراجل غيرك يكون مكانك.

بس مش هقدر ارجعلك صدقني بتمني، بس غصب عني انا قلبي انكسر وتعبت لحد ما قدرت ارجع لنفسي تاني، صعب عهود القديمة ماتت، هدي عبدالرحمن شخصية جديدة بكل مافيها حياتي وطموحاتي اختلفت
عهود اللي كانت بتتمني منك كلمة حب او ابتسامة، مش حاسة بحاجة وانت بتقولها بعشقك
اسفة يامعاذ، ابني اللي مات من قهري ورفضي لكلامك ضيع اي فرصة للرجوع بينا.

طلقني وزي ما عشت من غيري سنتين كمل حياتك وسبني اكمل حياتي ومستقبلي، معتقدش انك هتقبل تكمل معايا بشخصيتي دي ولا باسلوب حياتي الجديدة
معاذ: بعدين نتكلم في كل حاجة المهم ترجعيلي
عهود: نتكلم في ايه بالظبط هتقدر تعمل زي ياسين، هتساعدني اكتشف نفسي ومواهبي، هتحسسني اني حاجة مهمة واقدر انجح، معتقدش
معاذ مغيرا لهجته من الضعف إلى القوة والتحذير
اسمعيني كويس ياعهود يابنت عمي، انا غلطت وانتي خدتي حقك.

استكمل قائلا: متبصليش كده، ايوة انتقمتي مني ببعدك عني وانا مش عارف حصلك ايه ورحتي فين، بعدتي عني وانتي وعدتيني تفضلي جنبي
وانتقامك كمل النهاردة وانا شايف ياسين ونظراته ليكي ومع ذلك متكلمتش، مسألتش ازاي سمحتي لراجل غيري يقولك بحبك، مسألتش ازاي ياسين اتجرأ وقال انك خطيبته، مسكت نفسي وكتمت النار اللي جوايا علشان عذرتك.

لكن لو حصل واتماديتي في عنادك، او لمحت ياسين قريب منك هقتله ياعهود. سامعاني هقتله انتي مراتي ملكي لوحدي بمزاجك او غصب عنك.

اقترب من باب الغرفة ليفتحه مشيرا اليها بالخروج، لتفر من امامه ويجلس هو واضعا رأسه بين يديه.

امسك معاذ هاتفه واتصل بهشام يخبره بما حدث وتوجهت عهود لدورة المياه تختبئ بعيدا عن الجميع لتبكي بحزن وهي تحدث نفسها قائلة
وحشتني يامعاذ وحشتني بجنون، معقول بتحبني زي ما بتقول معقول اصدقك تاني واسلمك روحي.

بغرفة ياسين افاقت كاميليا من صدمتها لتنظر إلى اخيها الذي يبدو حزينا
اقتربت منه وقبلت رأسه متحدثة بهدوء:
متزعلش نفسك يا ياسين، المهم انك بخير
ياسين بعدم تصديق: يعني معاذ اللي اتسبب في جرح عهود وهروبها هو معاذ ده
ازاي، مستحيل يا كاميليا ده كان هيضيع نفسه علشان ينقذني
شفتي كان بيبصلها ازاي، مستحيل يعمل فيها كده ده بيعشقها
ازاي واشمعني دلوقتي، انا هتجنن.

كاميليا: أبيه انا مردتش اتكلم من الاول وانا شايفة انك معجب بعهود، بس عهود لسه بتحبه بتتكلم عنه ليل نهار، كل ذكرياتها معاه هو، متدخلش نفسك في متاهة جديدة، وحاول تبعد بهدوء
ياسين: هبعد يا كاميليا، هبعد لأني مش هقدر انافسه على قلبها، هي بتحبني كأخ وصديق مش اكتر.

عادت مريم ووالدتها بعد ان قامت بشراء بعض مستلزمات العروس، كانت تشعر بالسعادة، دخلت إلى غرفتها لتقوم بقياس تلك الملابس، لتجد عدة اتصالات من نادر
مريم: السلام عليكم
نادر بحدة: انتي ازاي تخرجي من غير اذني
مريم: انا بعتلك رسالة قبل ما اخرج
نادر: وانا مردتش. يبقي متتحركيش من مكانك غير لما ارد..
مريم: خلاص حصل خير انا مكنتش لوحدي ماما كانت معايا ومرات خالي واسامة
نادر: وانا قلتلك الواد ده ملكيش علاقة بيه.

مريم: انت مجنون ولا ايه ولا علشان بكلمك بالذوق هتسوق فيها، انت متدخلش في علاقتي باهلي انت لحد دلوقتي خطيبي غريب عني ملكش حكم عليا طول ما انا في بيتنا
نادر بغضب: مش لما يكون بيتكم
مريم بانكسار: فعلا ربنا بيكشف اللي زيك في وقت الغضب، انا واختي متربيين هنا طول عمرنا، خالي عمره ما فرق بينا وبين ولاده، بكرة تبعت حد من اهلك ياخد شبكتك وياريت متتصلش بيا تاني.

اتصل معاذ بوالده ليخبره انه قد وجد عهود ليشعر جميع من في البيت بالسعادة والراحة التي غابت عنهم سنين
أسامة مبتسما اخيرااا، ياه دي عهود وحشتني جدا، الحمد لله ربنا كبير
عابد مبتسما: الحمد لله ربنا استجاب دعانا
ربنا يهديها بقي وتسامح
أسامة موجها حديثه لمريم التي تبدو واجمة: مالك يا ست الحسن، هو انتي مش فرحانة ان عهود رجعت، ولا الواد خطيبك عداكي وبقيتي كئيبة زيه.

انفجرت مريم باكية لينظر اليها أسامة مصدوما..
أسامة: مريم انا اسف، انا متعود اهزر معاكي معرفش ان كلامي هيزعلك
هدير بهدوء: مفيش حاجة يا أسامة هي مش زعلانه منك
عابد بجدية: اومال مين مزعلها ياهدير
هدير: نادر هو اللي مزعلها وغلط فيها، وهي مش عاوزه تكمل خطوبتها معاه بس ماما مصممة تكمل الخطوبة
عابد بغضب: والله عال ياست عبير، بقيتي بتعتبريني غريب وبتاخدي قرارات البنات لوحدك كأني ميت.

عبير: بعد الشر ياعابد والله ما قصدي بس هي مكملتش شهرين مخطوبة وبتدلع وبعدين مش راضية تقول سبب زعلهم من بعض.

هدير: انا هقولك ياخالي
مريم ببكاء: خلاص ياهدير، انا هتصل اعتذرله وهحل الموضوع
هدير: لأ، مش هو بيعايرك اننا ملناش بيت، خالي هيعرفه اننا في بيتنا ولينا اهل
عابد بهدوء: احكيلي يا بنتي حصل ايه
بعد ان انتهت هدير من سرد ما حدث ظل عابد صامت قليلا ليوجه حديثه لحسن وأسامة قائلا:
الشبكة تاخدوها من مريم تودوها للواد ده، وشوفي ياعبير جابلها هدايا ايه وابعتيها، مش عاوزبن اي حاجة تخصه تفضل هنا.

ابن الجزمة بيتحكم فيها ويعايرها وهو لسه خاطب، بعد الجواز هيعمل ايه
اقترب من مريم واحتضنها بحنان قائلا:
طلعتي عاقلة وبتفهمي عن امك يابت يامريم الحمد لله شكلك واخدة العقل مني انا
عبير معاتبة: كده ياعابد
عابد: ايوة ياعبير، بناتك متربيين عالغالي اوعي ترخصيهم للأشكال دي، وانا مش ابوهم بس ربنا يعلم غلاوتهم عندي ومش هسمح لحد مهما كان يأذيهم.

حاولت عهود الرجوع لغرفة ياسين ولكنها احست بالخوف من تهديد معاذ
احست بالحيرة والرغبة في الخروج قليلا
بينما معاذ عينيه لما تفارقها لحظة فهو يخشي ان تختفي مرة اخرى ولا يجدها
ظل يحاول الاتصال بهشام إلى ان اجابه
معاذ: ايه يازفت مبتردش عليا بقالي ساعه بكلمك
هشام: اهدى شوية يامعلم، مالك متعصب كده ليه
معاذ: انا قابلت عهود
هشام: يانهار أسود، ازاي وفين وقتلتها ولا لسه.

معاذ: شوية كمان وهقتلها وهقتلك، اسمعني وبطل رغي، عاوزك تشوفلي شاليه بعيد ومحدش يعرفه
هشام: طيب فهمني هتحتاجه في ايه علشان اجيبلك طلبك
معاذ: معنديش طاقة اتكلم انا هفهمك كل حاجة بعدين.

بعد مرور اسبوع، خرج معاذ وياسين من المشفي، واستعد معاذ لتنفيذ خطته
حاولت عهود التماسك فهي قد اقتنعت ان معاذ بعد حديثه معها قد يأس ولن يطلب منها الرجوع
عهود متحدثة بالهاتف: ازيك ياعمو عبدالرحمن، اخبارك ايه
عبدالرحمن: بخير يا بنتي ربنا يحفظك يارب
عهود: انا عاوزة حضرتك توديني وتجبني من الاستديو لان استاذ ياسين تعبان شوية
عبدالرحمن: من عنيا يابنتي قوليلي المواعيد وانا هكون عندك.

انتهت عهود من مهاتفة السائق وتوجهت إلى الشرفه تنعم ببعض الهواء المنعش
ظلت عهود جالسة إلى ان شعرت بالنعاس
توجهت للفراش بعد ان تأكدت من غلق الابواب جيدا، وضعت المصحف بجانبها وحاولت النوم
بينما معاذ قد صعد بخفة وسهولة إلى شرفة غرفتها، تمكن من فتحها بلحظات
اقترب من الفراش ناظرا اليها بسعادة
معاذ: ياااه وحشني شكلك اوي وانتي نايمة
عهود مبتسمة كأنها داخل حلم
اقتنص منها قبلة شغوفة جعلتها تفيق لتنظر اليه بفزع.

عهود: انت انت، عااااااا
وضع يده مكمما فمها ليبتسم بغرور هامسا
مش انتي بتتهربي مني ومش عاوزة تقابليني، انا اهو قدامك، خلاص مش هتبعدي عن عيني تاني
عهود بعدم تصديق: انت عاوز مني ايه يامجنون
معاذ: هنبعد انا وانتي عن الناس كلها ونتفاهم
عهود: يعني ايه، هتخطفني
معاذ بنفي: لأ ياقلبي مفيش واحد بيخطف مراته..
عهود: هو انا دايخه كده ليه.

معاذ: ده مخدر بسيط كده علشان متعمليش دوشة واحنا ماشيين، يلا بينا بقي يا حب العمر، ليحملها معاذ بين يديها محاولا الابتعاد بها عن الكل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة