قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الثالث والعشرون

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الثالث والعشرون

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الثالث والعشرون

دق هشام جرس الباب بتوتر منتظرا الرد، لحظات وفتح الباب ليجد امامه والد نورا يبتسم بهدوء قائلا: الاستاذ هشام؟
هشام: ايوة يافندم انا هشام
فؤاد: شرفتنا، كويس واضح انك بتحترم مواعيدك
هشام مبتسما: في الحقيقة لأ، بس خفت ترفض تجوزني بنتك قلت اثبت حسن نيتي
فؤاد ضاحكا بقوة: طيب اتفضل ادخل شكلك كده هتعرف تتفاهم مع نورا.

بالداخل وجد هشام والدة نورا وشقيقها بانتظاره، تحدث بأدب:
السلام عليكم
زياد وسحر وعليكم السلام ورحمة الله
زياد: اهلا بحضرتك، انا زياد اخو نورا ودي ماما
جلس هشام وبدأ هشام يبحث بعينيه عن نورا ليراها قادمة بعد قليل ترتدي فستانا رقيقا ويعلو وجهها حمرة الخجل.

كانت مريم جالة تطالع التلفاز عندما اتي أسامة قائلا
خدي يامريم ياحبيبتي اكويلي القميص ده عند مشوار مهم
مريم: مس فاضية روح اكوي لنفسك
أسامة: مش فاضية ازاي بتخترعي الذرة
مريم: ملكش دعوة، وحتى لو فاضية مش هعمل حاجة
توجهت مريم للمغادرة ليمسك أسامة يدها ناظرا اليها بتحدي
مريم: سيب ايدي يا أسامة واياك تمسك ايدي مرة تانية
أسامة: في ايه يابت انتي بتكلميني كده ليه، من يوم ما خطوبتك اتفسخت وانتي مش طيقاني.

مريم: متقلقش ان شاء الله هريحك وهتخطب تاني واسيب البيت، عارفة اني مضايقاك بوجودي
أسامة: مين اللي قال الكلام ده يامتخلفة، هو انتي قاعدة فوق دماغي
مريم: لا والله ولما كنت مسافر وقلتلي ان شاء الله اروح وارجع الاقيكي اتخطبتي واتجوزتي ومشيتي
أسامة بتعجب: انا مش فاكر الكلام ده بس اكيد كنت بهزر، وحتى لو قلتلك كده ايه مفيش عندك مخ ورايحة تتخطبي لواحد زي نادر.

مريم: انا حرة اتخطب لنادر او غيره، وعند فيك هو كلمني وهرجعله تاني
أسامة بغضب: متخلنيش اتهور عليكي هزعلك يامريم لو عرفت انك رديتي عالواد الغبي ده تاني
اغمضت مريم عينيها بحزن ليشعر أسامة بمشاعر جديدة لم ينتبه اليها من قبل ولكن مريم لم تعطه الفرصة بل اسرعت في الهروب من امامه.

بعد ان افاقت عهود نظرت حولها بتعجب وهي تشعر بالكسل، اخدت بضع لحظات لتسترجع ماحدث
عهود: عاااااا الحقوني
معاذ: وطي صوتك ياقلبي، خضتيني
عهود: انت ازاي تخدرني يا معاذ، انا عاوزة ارجع شقتي انا فين وانت جيبني هنا ليه
معاذ: احنا هنا في شاليه في اسكندرية بعيد عن الناس كلها، عاوزين نتفاهم بهدوء
عهود: وانا قلتلك ابعد عني احسنلك
معاذ: ابعد ازاي ياقلبي، ده انا هقرب وهقرب لحد ما نجيب نونو صغنن يخليكي تسامحيني.

عهود: مش عاوزة اخلف يامعاذ، ومنك انت بالذات.

ابتسم بمكر ليهتف بمشاكسة: بعدين نشوف ياقلبي، ارتاحي النهاردة من المشوار وبعدين نتناقش في موضوع النونو وعاوزة ولد ولا بنت.

بشقة نورا بعد ان تحدث مع والديها واوضح لهما ظروفه وطبيعة عمله تركوه بمفرده للتحدث مع نورا
هشام: احم، ايه اخبارك يا نورا
نورا بخجل: الحمد لله بخير
هشام: عهود ومعاذ رجعوا لبعض، عرفتي!
نورا: عهود كلمتني، بس قالت انها مش قادرة تسامحه، وعندها حق
هشام: ليه عندها حق، معاذ مكنش في وعيه
نورا: وهي ذنبها ايه، يعني الانسان يقتل غيره وبعدين يطلب منه السماح، يكسر قلبها ويدوس على كرامتها وبعدين يقول مكنتش اقصد.

هشام بهدوء: طبعا انتي عارفة الفرق في القانون والشريعه بين القتل العمد والقتل الخطأ
نورا: اكيد طبعا
هشام: وده اللي عاوز افهمولك، معاكي ان معاذ غلط وجرح عهود، بس فعلا هو عمل زي الانسان اللي اتسبب في موت غيره بالخطأ، مش من حقنا نطالب بالقصاص لانه مكنش متعمد، هو حاليا طالب منها فرصه وهيثبتلها حبه، ياريت تكلميها وتحاولي تقنعيها، علشان خاطرها هي وهو.

نورا مبتسمة: حاضر، واضح انك مش سهل زي صاحبك، قدرت تقنعني
هشام: طيب بعد الضحكة الحلوة دي سيبك من صاحبي الله يسهله، خليني بقي في نفسي هنتجوز امتي!

بمطروح اخذ ثائر قراره بعد ان جمع المعلومات الكافية حول قمر وعائلتها، هي بالفعل اصولها من الصعيد، والدها واحد من وجهاء اسيوط، تعمل قمر مدربة كارتيه وتدرس بكلية التربية البدنية بالسنه الرابعه
اتصل بهشام واخبره برغبته في الارتباط بقمر وشجعه هشام على تلك الخطوة.

ثائر بتردد: اتوكل عالله ياثائر متترددش وتضيعها من ايدك طالما اتأكدت انها بنت ناس كويسين ومن اصل طيب، وهي خطفتك بالشكل ده، متخفش يمكن هي اللي تنسيك غيرها.

بالأسكندرية تجلس أمل تطالع ابنها الصغير بسعادة لاحظ فريد ابتسامتها ليتحدث متسائلا: بتضحكي على ايه يا أمولة
أمل: مبسوطة اوي يافريد ان عهود اتقابلت مع معاذ، برغم اني مش قادرة اسامحه بس قلبي طاير من السعادة انه بيحب عهود..
عهود كانت بتحكيلي الكلام اللي معاذ قاله وكأنها بتثبت لنفسها قبل ما تثبت للناس ان معاذ بيعشقها وانه مخدعهاش.

الفرحة اللي جوة صوتها يافريد وجعت قلبي، البنت دي اتعذبت كتير اووي وبدعي ربنا يسعدها ويعوضها، وبتمني انها تسامحه وتديله وتدي نفسها فرصة تانية.

فريد: ربنا يسعدها ويهديهم لبعض، صعب القلوب تتغير بسهولة يا أملي، وفي ناس مبتعرفش تحب غير مرة واحدة بس
نظرت أمل اليه بامتنان لتقول: الناس دول بقوا عملة نادرة يا ابو يزيد، ولازم نشيليهم فوق راسنا وجوة عيونا لأنهم يستاهلوا.

ابتعدت مريم تماما عن أسامه فقد تأكدت مشاعرها ناحيته هي بالفعل تحبه، تعلم ان وجودها امامه سوف بفضح مشاعرها لذلك قررت تجنبه
بينما هو ابتعد ليتأكد من قراره فهو قد اضاعها مرة بسبب غبائه ولكن عزم الأمر ولن يكرر الخطأ ثانية.

بعد مرور يومان
استيقظت عهود في الصباح وجدت معاذ مازال نائما نظرت اليه باشتياق ولكنها فضلت الخروج امام البحر قليلا علها ترتاح
بينما افاق هو من نومه يبحث عنها ليجدها
أمام البحر ترسم باشتياق...
اقترب منها معاذ يشعر بخفقان قلبه المسموع ينظر اليها وكأنها لوحة فنية مرسومة باتقان، احتضنها باشتياق هامسا.

معاذ: صباح الخير يادودو
عهود: صباح النور
معاذ: ايه اللي صحاكي بدري كده
عهود: مش عارفه انام، والمنظر هنا جميل حبيت ارسمه
معاذ: فعلا المنظر هنا تحفة، بس وجودك هو اللي مكملة ياعهود بس دي مش صورة البحر، دي صورتي أنا، رسماني ليه
عهود بخجل: عادي انا بحب ملامحك، ودي مش اول صورة ارسمهالك
معاذ بنظرات عشق: تعرفي انا اتنقلت اسكندرية ليه
عهود بترقب: ليه.

معاذ: لانك قولتيلي بتحبي البحر وبتخافي منه، قولتيلي انك بتحبي اسكندرية بس بعد موت عمي الله يرحمه مبقتيش تحبيها
طلبت اتنقل هنا لأنك اتولدتي هنا ياعهود
كنت كل يوم اجي للبحر اشكيله من بعدك وعطشي لقربك
كنت بشيله همومي لأني متعودتش احكي لحد او اتكلم مع حد، اقترب اكثر حتى اختلطت انفاسهما ليهمس بتعب، بعدك كان بيألمني ومكنتش قادر اشكي لحد لأني السبب، ملقتش حد اشكيله همي غير ربنا
والبحر ده.

عهود: يمكن لأنك غدار زيه يامعاذ
معاذ: عمري في حياتي ماغدرت بحد، انا جرحتك وجرحت نفسي قبل منك
قبل ما اطلع العملية اللي اتصابت فيها قلتلك اني لما ارجع هقولك مشاعري واللي بحسه معاكي
عهود بألم: ايوة حصل، وقولتلي كل حاجة
معاذ: لا ياعهود، انا كنت مستني عيد ميلادك علشان اعترفلك بحبي.

انتي بتقولي اني مش هقدر اساندك واشجعك تكملي حلمك، وانا كنت مقدملك في معهد فنون جميلة ودي كانت هديتي ليكي، انا اكتر واحد عارف بتحبي ايه وبتكرهي ايه، انا حافظ تفاصيلك، مستحيل حد يحبك ادي، انا مش هقولك اني هساندك زي ياسين، لأن انا معاذ، وانا عارف اني ساكن جوة قلبك وعقلك، زي ما انتي احتليتي روحي وسكنتيها.

عهود وقد بدأ قلبها يلين لكلامه: حرام عليك يامعاذ، انا مش هقدر اقاوم كتير ابعد عني وسبني احسن
التقط شفتيها يسكتها ويوقفها عن التفكير
واستجابت هي لمشاعرها.

ابتعد معاذ عن تلك العنيدة بعد وقت طويل كان يتوق اليه ويرغبه بشدة، نظر اليها فاشاحت وجهها عنه ونظراتها يملؤها العتاب
معاذ: بلاش تبصيلي كده، انا أسف، مقدرتش ابعد اكتر من كده
عهود: خلاص يا معاذ انا المفروض مكنتش اسلم لقلبي كده بسرعه، سيبني امشي بقي انا مش عارفة اعمل ايه!
معاذ مبتسما: مش فاهم يا عهود، محسساني اني خاطفك لهدف غير شريف، ياحبيبتي انتي مراتي وسيباني من سنتين واكتر، وحشتيني.

عهود بدموع: ومين السبب في البعد ده
معاذ: انا ياعهود السبب، هنرجع تاني لنفس الكلام، اتأسفت كتير وشرحتلك ظروفي
عهود: وانا موجوعه منك، افهم بقي انا تعبانه نفسي افضل في حضنك كده طول عمري، بس وجودي جنبك بيقتلني
انت حبك لعنه اتمكنت مني ولا قادرة ابعد ولا قادرة اسامحك
طيب خلاص حقك عليا، بلاش تعيطي علشان خاطري بدل ما اقوم اطفي النور واخوفك.

ابتسمت عهود رغما عنها لتهمس: معاك مبخفش من ضلمة ولا من حاجة يامعاذ، بس خايفة اصحي الاقي ده حلم مش اكتر
معاذ بتأكيد: بحبك ياعهود، بحبك وهفضل اق ولها لحد ما تتأكدي منها
انتظر هشام ان يسمع ردا من نورا على طلبه للزواج لتنظر اليه باستهجان وهي تقول:.

جواز مرة واحدة، مش لما اوافق عالخطوبة الاول
هشام مستنكرا: ومتوافقيش ليه بقي هتلاقي عريس زيي فين، حليوة وظابط، واعزب ولا اعول
نورا ضاحكة: ومرح ودمك خفيف
هشام بتأكيد: مثلا يا أبله، ده انا كلي مميزات، هنتجوز امتي بقي
نورا: انا موافقة عالخطوبة يا هشام، هنتعرف على بعض ونشوف، بس ارجوك بلاش نتسرع انا معرفش عنك حاجة لسه وانت كمان، بس ارجوك لو هنكمل ويبقي في نصيب تراعي ربنا فيا انا مش عاوزة منك غير كده.

هشام بتأكيد: بأذن الله، ربنا يكتبلنا الخير وبأذن الله مش هتندمي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة