قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الثامن

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الثامن

رواية لا أرتوي إلا بعشقك للكاتبة نداء علي الفصل الثامن

ابعدته شادية عنها بحدة تهتف بقهر ووجع:
اسامحك ازاي، اسامحك وانت طول عمرك قاسي وظالم، فضلت احبك سنين واتمني يوم جوازي منك، سبتك تطلع عليا عقدك وعذابك من ابوك الله يرحمه وبقيت اقول مسكين، شاف كتير من ابوه وياما اتظلم
مديت ايدك عليا وانا طول عمري متهنية ببيت ابويا وقلت اسامح ده حبيبي وابو ولادي
لكن لما اتجوزت عليا مقدرتش استحمل، مقدرتش مش بأيدي وقلت خلاص ابعد عنك فاكر وقتها انت عملت فيا ايه.

فلاش باك
قبل ٨ سنوات، تنام شادية بغرفتها ويبدو عليها الحزن الشديد، قامت من منامها بعد ان قررت الابتعاد عن عابد والذهاب لبيت والدها بدأت في وضع ملابسها بداخل احدي الحقائب
معاذ متسائلا: ماما، انتي رايحة فين
شادية: رايحين بيت جدك، هنعيش هناك يامعاذ ولا انت عاوز تفضل هنا
معاذ: لا ياماما اوعي تسيبيني انا بحبك وبخاف من بابا.

شادية محتضنة ابنها بحنان: عيب كده يا قلبي ابوك بيحبكم بس هو عصبي شوية وعنده شغل كتير ودايما تعبان
معاذ: ماشي بس خديني معاكي
شادية: روح جهز اخواتك وانا هخلص واجيلكم.

بعد ان استعدت واوشكت شادية علي المغادرة اتي عابد مسرعا وملامحه غاضبة للغاية
عابد: انتي طلبتي من ابوكي واخوكي بدر يكلموني علشان تطلقي
شادية: ايوة ياعابد حصل، انت اتجوزت، عايز مني ايه
عابد: حقي وشرع ربنا ولا عاوزاني امشي في الحرام
شادية: حقك لما اكون مقصرة معاك ولا مش مخلفة، حقك لما انا اعرف وتقولي مش تتجوز من ورايا، شرع ربنا مفيهوش ظلم ولا غدر وانت ظلمتني وغدرت بيا.

حق ايه وانا مستحملة معاك سنين اشمعني انا مبدورش علي حقوقي، كام مرة كان نفسي اقرب منك واشوفك نايم تعبان من شغلك، اكتفي انك موجود جنبي واقول ربنا يعينه
شادية بحدة وغضب: مدورتش انا ليه علي حقي واطلقت منك وقلت شرع ربنا
انت خاين وملكش امان خلي مراتك الجديدة تنفعك خليها تتحمل قسوتك وطبعك اللي مفيش حد يتحمله غيري
عابد وقد فقد عقله تماما: يبقي هتخرجي لوحدك من غير العيال.

شادية: مستحيل ولادي قبل مني هما اصلا بيخافوا منك ومش عايزين يعيشوا معاك
توجهت شادية لغرفة ابنائها ولكن امسكها عابد بقوة واجبرها علي الخروج، ظل عابد ممسكا بها يجرها خلفه رغم صراخها وصراخ اطفاله
تدخلت والدته محاولة ابعاده عنها ولكن دون فائدة
وصل عابد الي بيت خاله والقي بشادية امام والدها الذي لم يصدق ما يحدث
سليمان: انت اتجننت يا واد ياقليل الرباية ياواطي، بتمد ايدك علي بنتي.

عابد: بنتك هي اللي قليلة الرباية ومش عارفة حقوق جوزها وبتعلي صوتها عليا
سليمان: تقوم تجرجرها وراك كده قدام الناس
بدر: وقسما بالله ما انا عاتقك يابن الكلب يازبالة بتضرب اختي اللي متحملة قرفك بقالها سنين
لكمه بدر بقوة اوقعته ارضا لولا تدخل اهل البيت وسليمان.

مر يومان وقد زاد غضب عابد لانه لم يستطع ضرب بدر مثلما فعل معه، اخذت عبير أسامه وريم معها الي بيتها وبقي حسن ومعاذ.

معاذ متحدثا الي جدته: والنبي يا ستي الحجة خلينا نروح لماما نشوفها
زينب: بلاش يابني ابوك هيزعقلكم
معاذ باصرار: انا عاوز امي مليش دعوة هروحلها لوحدي خليك ياحسن
عابد بصوت مخيف: هتروح فين يامعاذ
معاذ: هروح اشوف ماما
عابد: ابقي اطلع من باب الدار وانا اقطع رقبتك
معاذ: حرام عليك هي عملت ايه يعني مش انت اللي ضربتها.

لم يكمل معاذ كلماته فكان عابد في اسوأ حالاته يضربه بعنف وقسوة، يفرغ به كبت سنوات مضت، لم يتركه الا عندما زاد صراخ والدته وابنه الاصغر حسن
انتهي الفلاش باك
شادية ببكاء ونحيب: فاكر حصل ايه لمعاذ
ياعابد فاكر ابني حصله اييييه
لم تتوقف شادية الا بعدما لاحظت دموع عابد واحمرار وجهه وقد بدأ في التنفس بصعوبة اقتربت شادية منه بحذر وهي تتحدث بضعف:.

سامحني يا عابد جرحك ليا ممكن انساه لكن ضنايا ووجعه سنين دبحني، متزعلش يا عابد حقك عليا بس غصب عني
عابد ناظرا اليه بترجي: يعني انت بتكرهيني ياشادية
شادية بنفي: عمري ماقدرت ياعابد، قلبي مطاوعنيش، رغم كل اللي حصل معرفتش اكرهك
عابد: وانا يكفيني انك لسه بتحبيني، وعارف انك هتسامحيني.

مرت السنوات واصبحت عهود بعامها الثاني بالمدرسة الثانوية، اصبحت اكثر نضجا وجمالا يحوم حولها الكثير من شباب البلدة ولكنها لا تهتم
بينما معاذ بالسنه الثالثة بكلية الشرطة يجتهد ويتدرب باستماته لتحقيق احلامه
حسن بالسنه الاولي بكلية حقوق وكذلك هدير ابنة عمته
اما اسامة ومريم فهما بالصف الثالث الثانوي
بالاسكندرية عادت أمل وفريد بعد انتهاء بعثته الي احدي الدول العربية واستقرا معا.

أمل: انا عاوزة اروح الشرقية يافريد
فريد: تاني يا أمل مانتي رحتي الشهر اللي فات ورفضت تقابلك
أمل بحدة: وانت ايه مزعلك ولا خلاص عاوزني انسي بنتي
فريد معاتبا: انا يا أمل، انا عاوزك تنسيها انا رحت معاكي وفضلت مستنيكي اكتر من ٣ ساعات في العربية ورفضت ادخل البيت علشان بنتك متزعلش من وجودي ولا اهل عبدالرحمن يضايقوا، بالعكس لو تفتكري من يوم جوازنا حاولت كتير اكلمها لما كنتي بتتصلي عليها وهي كانت بترفض.

أمل: انا اسفة يافريد غصب عني بس عهود بتقتلني بتعاملها معايا نفسي ترجع معايا زي الأول
اومأ فريد دون رد وحاولت هي ان تهدئ من نفسها.

بغرفتها تتأوه عهود بخفوت ويبدو عليها الالم الشديد
ريم: ايه يادودو لسه تعبانه
عهود: الحمد لله انا كويسة
ريم: يابنتي كويسه ايه بس شكلك تعبانه
عهود: عادي تعب كل شهر مفيش جديد
اتاها صوت عمتها عبير تحدثها بمحبة:
سلامتك ياقلبي مريم قالت انك تعبانه اشربي كوباية الحلبة دي وهتبقي زي الفل
عهود: يع حلبة لا ياعمتو مش بحبها ابدا
عبير مبتسمة: الله يسامحك فكرتيني بعمك عابد بيكره ريحتها
عهود: عنده حق والله.

عبير مش هتحسي بطعمها انا حطالك عليها عود نعناع اشربيها وهتريح بطنك بعد دقايق
استجابت عهود لعمتها لتشعر بعد قليل بالتحسن
عبير: ها ياستي متحسنتيش شوية
عهود: لا احسن كتير ياعمتو تسلم ايدك
ريم: عمتو عبير دي فنانة
عبير: هههه فنانه حته واحدة يابكاشة
عهود: عمتو هو انتي ليه متجوزتيش تاني بعد ما جوزك مات
عبير: اتجوز ازاي يابنتي والبنات
عهود بشرود: طيب ليه ماما اتجوزت ليه معملتش زيك كده.

احتضنتها عبير بقوة قائلة: ياحبيبتي امك غيري انا عايشة في الفلاحين والناس هنا مبترحمش، ليا امي واخويا ربنا يباركلي فيهم، امك ملهاش حد امها وابوها ماتوا من زمن واتربت طول عمرها وحيدة عبدالرحمن كان كل حياتها ولما مات مقدرتش تعيش وحدانية، متظليمهاش يابنتي كل انسان له ظروفة واحتياجاته
عهود بهدوء: ربنا يسعدها، المهم انا عاوزة من حضرتك طلب ممكن
عبير: من عنيا ياحبيبتي.

عهود خليكي جنبي لما انام متمشيش علطول اصل انا خايفة اوي
عبير: متخافيش انا جنبك اهو نامي براحتك.

ببيت الحاج سليمان يجلس وبجانبه ابنه بدر يتناولان الفطور، اقبل اليهم كرم الابن الثاني لسليمان
كرم: صباح الخير
بدر وسليمان: صباح النور
كرم: كلمت عمتي زينب ياحاج بخصوص احمد وعهود
بدر متعجبا: يا كرم البت صغيرة وعابد مش هيوافق
كرم: ويرفض ليه هو ابني وحش
بدر: مش حكاية حلو ووحش، البت شاطرة واكيد هتخش جامعه عابد مش هيقعدها من غير جامعه علشان الناس ميقولوش اكمن ابوها ميت متعلمتش.

كرم: ياعم ماهي هتكمل في بيت جوزها احمد مش هيمنعها بس هو هيسافر اخر السنة يتجوزوا وتكمل دراستها هناك
سليمان: يابني صعب يرضوا ولو عالعرسان فالبت عرسانها كتير ويمكن عابد ناوي يجوزها معاذ ولا حسن
كرم: اه قول بقي ان عمتي مرضيتش وعابد بيرسم ياخدها لحد من ولاده مش مكفيه اللي عنده وعايز يضمن ورثها ميرحش بعيد
سليمان: يابني والله عمتك ماقالت حاجة دي فرحت وقالت احمد جدع وزي الفل.

بس قالتلي هتكلم عابد وتاخد رأي البت الاول
كرم: ان شاء الله هتوافق بس عابد ميقفش فيها.

داخل محل الذهب يجلس عابد ومعاذ
عابد: عيد ميلاد عهود بكرة يامعاذ، اختارلها هدية حلوة وجهزها
معاذ متعجبا: وحضرتك عرفت منين انا اول مرة اشوف حضرتك مهتم باعياد ميلاد وكلام من ده
عابد: انا مبفتكرش الهبل ده بس امك اتصلت وهي اللي قالتلي
معاذ: طيب يا بابا حاضر
عابد: روح انت ارتاح انا ورايا شغل وهتأخر
معاذ: ماشي يا بابا معلش مش قادر اقعد اكتر من كده نفسي انام.

توجه معاذ لطريق البيت لكنه تفاجأ بعهود واقفة وامامها احمد ابن خاله كرم
معاذ بصوت مرتفع: عهووود
عهود بدهشة: معاذ، نعم في ايه
معاذ: واقفه كده ليه وفين ريم مش بتروحوا سوا
أحمد: ايه يا معاذ مش شيفني
معاذ بحدة: شيفك ياأحمد، والناس رايحة جاية شيفاك واقفين كده ليه عاوز ايه من عهود
أحمد: وانت مالك، انا كنت معدي صدفة لقيتها واقفة جيت اسلم عليها
معاذ: ريم فين مردتيش عليا
عهود: نسيت شنطتها وقالتلي اقف هنا استناها.

معاذ: طيب امشي قدامي خلينا نروح نجيب ريم ونروح
أحمد: عن اذنك ياعهود انا ماشي محتاجة حاجة
عهود برقة: متشكرة يابشمهندس احمد
معاذ بعد ان غادر احمد: فوتي يا عهود حسابنا في البيت.

ببيت فؤاد الدين يستمع هو وزوجته الي ابنتهما وهي تتحدث عن عهود وما تود فعله
نورا: عهود متحمسة جدا انها تدرس فنون جميلة او اعلام زي انا
فؤاد: معتقدش انه الموضوع هيكون سهل، عابد رافض الموضوع اخر مرة كنا في البلد وفتحنا الموضوع حسيت انه اتضايق
سحر: هو اصلا شخصية غليظة اوي، عكس عبدالرحمن الله يرحمه
فؤاد: هو هدفه مصلحة البنت، عهود متفوقة ومجموعها يدخلها كلية قمة.

سحر: بس عهود ميولها ادبية وفنية اكتر يا فؤاد.

فؤاد: ربنا يكتبلها الخير لسه قدامها سنة يكون ربنا حلها
نورا: بكرة عيد ميلاها كان نفسي اكون معاها
سحر: صعب يانورا احنا كنا عندهم من شهرين كلميها واحنا كمان هنكلمها ونبقي نروح اول ماناخد اجازة
فؤاد: بصي يانورا، عاوزك متكلميش عهود كتير في موضوع الجامعه بحيث لو محصلش نصيب ومقدرتش تدخل اعلام او فنون جميلة البنت متحبطش.

نورا: والله يابابا هي اللي بتقول وانا قلتلها نفس كلامك وحتي قلتلها ياريتني كنت شاطرة زيها وجايبة مجموع طب قالتلي انها شايفة ان ده الحلم الوحيد اللي باقيلها من كل احلامها وبتتمني تحققه وميضعش منها زي ما كل حاجة ضاعت واتغيرت.

فؤاد: ربنا يكتبلها الخير لسه قدامها سنة يكون ربنا حلها
نورا: بكرة عيد ميلاها كان نفسي اكون معاها
سحر: صعب يانورا احنا كنا عندهم من شهرين كلميها واحنا كمان هنكلمها ونبقي نروح اول ماناخد اجازة
فؤاد: بصي يانورا، عاوزك متكلميش عهود كتير في موضوع الجامعه بحيث لو محصلش نصيب ومقدرتش تدخل اعلام او فنون جميلة البنت متحبطش.

نورا: والله يابابا هي اللي بتقول وانا قلتلها نفس كلامك وحتي قلتلها ياريتني كنت شاطرة زيك وجايبة مجموع طب قالتلي انها شايفة ان ده الحلم الوحيد اللي باقيلها من كل احلامها وبتتمني تحققه وميضعش منها زي ما كل حاجة ضاعت واتغيرت.

وصل معاذ وعهود الي البيت بعد ان اصطحب شقيقته ريم
دخلت ريم الي غرفتها وتوجهت عهود لغرفتها ولكن استوقفها معاذ ممسكا يدها بقوة
عهود: في ايه يا أبيه معاذ سيب ايدي
معاذ: أبيه حلو والله الأدب ده، اومال احمد بيه كنتي بتقوليله يا أحمد ليه
عهود: وانا هقوله يا ابيه ازاي، وبعدين انا في الاخر لاحظت نظراتك فقلتله ياباشمهندس
معاذ: لأ لماحة وبتفهمي، زاد من ضغطه علي يدها ليهمس بهدوء:.

عيب لما تقفي مع شاب في الشارع يا محترمة حتي لو قريبنا، احمد معروف انه بتاع بنات وشايف نفسه
عهود: بس هو كان بيكلمني بأدب
معاذ: وانا كلمتي تتسمع
عهود: انا مغلطتش وبعدين انت مش ولي أمري ومش معني اني بحترمك وبقول يا أبيه زي ريم تصدق نفسك وتفكرني عيلة صغيرة.

معاذ: متخلنيش اتهور عليكي يابت انتي انا مش بهزر معاكي ولا انتي صغيرة زي زمان علشان نقول مش فاهمة الناس وطبعها في البلد، هنا غير اسكندرية، لمي نفسك وممنوع تمشي من غير ريم ولا هي تمشي من غيرك
عهود: بردة ملكش دعوة سمعت يامعاذ انت اخر واحد انا ممكن اسمع كلامه
معاذ: هنشوف ياعهود وابقى اشوفك واقفه تاني مع حد غريب وانا اجيبك من شعرك قدام الكل..

اختفت عهود من امامه واغلقت الباب بقوة وعاد هو الي غرفته بينما عابد كان واقفا بالقرب منهما واستمع الي ما دار بينهما ليهمس بهدوء قائلا: باعت ابنك يشاغلها يا كرم فاكرني مش فاهمك وعارف دماغك وطمعك في بنت اخويا، الظاهر انك متعرفنيش.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة