قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الخامس عشر

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الخامس عشر

رواية كازينو ما وراء الليالي للكاتبة سارة علي الفصل الخامس عشر

جلست ليليان امام وفاء وبدأت تسرد لها حكايتها مع تيم...
اخذت وفاء تستمع اليها بإنصات شديد...
كانت تشعر بحب ليليان الحقيقي لتيم...
رغبتها بالاقتراب منه...
ليليان الاخرى تكلمت بصراحة شديدة معها...
لم تكذب عليها باي شيء...
حدثتها عن كل ما حدث بينهما بصراحة تامةة...
انتهت ليليان من سرد حكايتها ثم صمتت لتتحدث وفاء هذه المرة:
هل تحبينه...؟!
اومأت ليليان برأسها قبل ان تجيب:
للغاية...

تنهدت وفاء بصوت مسموع قبل ان تكمل بجدية:
ولكن انت تعرفين ان علاقتكما مرفوضة من الجميع...
قاطعتها ليليان بنفس الجدية:
اعلم ان علاقتنا مستحيلة، ولكن هذا لن يغيرر شيء من حقيقة كوني مغرمة به...
شردت وفاء في حديثها ولم تعرف ماذا تقول، هي واثقة من حب ليليان الصادق لهذا الضابط، لكنها غير واثقة من مدى صحة هذه العلاقة...!
نهضت من مكانها وقالت لليليان:
انهضي الان، سوف تفوتك صلاة العشاء...

نهضت ليليان وقالت بنبرة مترددة:
ما زلت اشعر بالخجل حينما اقف بين يدي الله، اشعر بأنني لا استحق هذا...
عارضتها وفاء بشدة:
ليليان انت قررت التوبة من جميع ذنوبك..
لذا فانت تستحقين فرصة جديدة، وحياة جديدة، كفي عن تذكر الماضي واخطاءه، فكري في حياة جديدة خالية من الذنوب...
ابتسمت ليليات براحة تحتلها دائما ما ان تتحدث مع وفاء لتقول اخيرا:
وماذا عن اهلي...؟! متى سأراهم...؟!
متى ما اردتي...

صمتت ليليان تفكر للحظات قبل ان تهتف بجدية:
غدا، سأراهم غدا باذن الله...

اخذ كريم يسير في ممرات الشركة وهو يفكر بها...
لا يصدق انها قريبة منه الى هذا الحد..
بامكانه ان يراها...
ان يتحدث معها...
هي باتت حرة من كل رباط يمنعه عنها...
توقف امام باب مكتبها واخذ نفسا عميقا...
دلف الى الداخل ليجدها تتوسط مكتبها وحولها كومة ملفات تحيط بها...
كانت تبدو تائهة بين مجموعة الملفات هذه...

تنحنح مصدرا صوتا يدل على وجوده لتنهض من مكانها بسرعة بعدما اضاءت السعادة وجهها كمن وجدت كنزا ثمينا...
تقدمت نحوه وهي تهتف بتهلل:
واخيرا وجدت من ينقذني...
عقد حاجبيه متسائلا بتعجب:
ينقذك من ماذا..؟!
قبضت على ذراعه وجرته ناحية المكتب وهي تهتف:
ساعدني ارجوك، انا لا افهم شيئا من هذه الملفات...
واجلسته على كرسيها ثم اخذت تفتح له ملفا تلو الاخر وهي تقول وتشرح له ما تريد فهمه...

اخذ كريم يشرح لها كل شيء ارادته...
ظل هكذا لفترة طويلة دون ان ينتبه كلاهما للوقت...
مر الوقت سريعا حتى تعدت الساعة التاسعة مساءا...
شهقت بيسان فجأة وقالت:
لقد تأخر الوقت كثيرا...
نظر كريم الى الساعة المعلقة على الحائط وقال بدهشة:
معقول، كيف لم ننتبه الى مرور كل هذا الوقت...
منحته بيسان ابتسامة خفيفة وقالت بخجل:
انا اسفة، لقد اخذت الكثير من وقتك...
رد كريم بجدية:.

لا يوجد داعي للاعتذار، انا لم افعل شيئا يستحق هذا، بكل الاحوال وقتي اغلبه للعمل...
ثم نهض من مكانه وقال بمرح خفيف:
انا جائع للغاية، ما رأيك ان نتعشى سويا...
ظهر الارتباك واضحا على بيسان وشعر هو بها ليسألها:
ما بك بيسان...؟! لماذا ارتبكت هكذا...؟!
الا انها هزت رأسها نفيا بسرعة وردت:
كلا، لم ارتبك، سوف ادخل الى الحمام لاعدل مكياجي، ومن ثم اخرج واتصل بوالدي لاخبره بأنني سأتناول طعام العشاء معك...

ابتسم كريم براحة وقال:
سأنتظرك في الخارج...
تحركت بيسان نحو الحمام الملحق بمكتبها، عدلت من شعرها ومكياجها، خرجت و حملت هاتفها لتجري اتصالا مع والدها تخبره بخروجها للعشاء مع كريم...
ثم خرجت بالفعل معه ليتجه بها كريم الى احد المطاعم القريبة...

جلس كلا من كريم وبيسان على احد الطاولات الموجوده في احد المطاعم الشهيرة...
تقدم النادل منهما ووضع اماميهما قائمتي طعام...
تناول كلا منهما قائمة الطعام الموضوعة امامه وبدأ يقرأ بها ليختارا طعاميهما المفضل...
دون النادل ما يريدانه وذهب ليبدأ كريم في الحديث:
هل اعجبك المكان...؟!
اجابته بيسان بعدما افاقت من شرودها اللحظي:
كثيرا، هل انت معتاد على المجيء هنا...؟
اجابها:.

دائما أاتي الى هنا، المكان راقي وهادئ في ان واحد...
اومأت بيسان برأسها قبل ان تتنهد بصوت مسموع وتقول:
لقد مر الكثير من الوقت الذي لم اخرج به خارج المنزل، أتعلم...؟!
انتبه كريم لها لتكمل:
لقد شعرت بسعادة والدي حينما اخبرته بخروجي معك، هو يخاف جدا علي من ان يصيبني اكتئاب حاد بسبب انعزالي عن الجميع وتجنبي الخروج لأي مكان...
صمت كريم للحظات قبل ان يقول:.

معه حق، انت ابنته الوحيدة ومن الطبيعي ان يخاف عليك، كما ان ما مررت به ليس سهلا...
اعلم ولكنني قادرة على تجاوزه...
قالتها بنبرة قوية ليرد كريم بجدية:
بيسان انت يجب ان تتحدثي عما يجول في داخلك، ادعاء القوة المستمر يتعبك احيانا...

انا لا ادعي القوة، انا بالفعل قوية ولست بحاجة لاحد، يبدو انك نسيت من اكون انا، انا بيسان الصالحي، وانا قادرة على معالجة كافة مشاكلي بنفسي، لن يخلق بعد من يهزمني او يدوس على كرامتي...
انا اعرف هذا جيدا ولا شك لدي فيه ولكن...
قاطعته بحزم:
لا يوجد لكن، اغلق هذا الموضوع من فضلك فانا لن اضيع وقتي في الحديث به..
حسنا، ولكن ارجو الا تكوني قد انزعجت مني...
كلا...

ردت باقتضاب ليومأ برأسه بينما اتى النادل وبدأ يضع اماميها الطعام...

وقفت ليليان امام باب المنزل بتردد الشديد..
وقفت وفاء بجانبها وربتت على كتفها مساندة لها...
التفتت ليليان لها نصف التفاتة قبل ان تومأ برأسها وتطرق على الباب...
انا قادمة...
قالتها سدن وهي تتقدم نحو الباب وتفتحه لتتصنم في مكانها وهي ترى المرأة الواقفة امامها...
تأملت سدن ليليان من رأسها حتى اخمص قدميها...
اغمضت عينيها للحظات تستوعب ما تراه...

عادت وفتحتها لتتدفق الدموع فيهما بينما اخذت تهز رأسا نفيا...
بدأت الدموع تهطل من عيني ليليان...
ثم بكت الاختان دون ان تتجرأ اي منهما على التحدث مع الاخرى، او حتى الاقتراب...
خرجت الجدة وهي تقول:
سدن، من هناك...؟!
الا انها تسمرت في مكانها ما ان عرفت ليليان لتفقد وعيها على الفور...
ركضت ليليان نحوها وهي تصرخ باسمها وكذلك فعلت وفاء بينما ظلت سدن واقفة في مكانها ولم تقل صدمتها بعد...

جلبت وفاء كوب من الماء من المطبخ واعطته الى ليليان التي بدأت تحاول افاقة جدتها من خلال نثر القليل من الماء على وجهها...
افاقت الجدة اخيرا لتتطلع الى ليليان بعيون متسعة قبل ان تهتف ببكاء:
ليليا، ابنتي...
احتضنتها ليليان بقوة وهي تهتف ببكاء حاد:
جدتي اشتقت اليك...
ضمتها جدتها اليها بقوة ثم بدأت تتلمسها بعدم تصديق قبل ان تطبع قبل متفرقة على وجهها وهي تهتف بشوق:
كنت اعرف بأنك ستعودين، كنت واثقة من هذا...

ثم التفت الجدة الى سدن الواقفة في احد اركان الغرفة تبكي بصمت وصرخت بها:
سدن، لقد عادت اختك، عادت ليليا يا سدن...
تقدمت سدن نحو ليليان بخطوات متهالكة قبل ان ترمي نفسها بين احضانها وتنهار في بكاء يقطع نياط القلب...

بعد مرور عدة ايام اخرى...
استيقظ تيم من نومه على صوت رنين هاتف، حكل الهاتف و أجاب بسرعة:
نعم...
جاءه صوت سيدة غريب عليه تخبره الاتي:
انا قريبة ليليا، وهذا عنوانها...
قفز تيم من مكانه وهو يستوعب ما سمعه، دون العنوان في ورقة، ونهض من مكانه فورا وغير ملابسه وذهب اليها...
كان يشعر بنبضات قلبه تتسارع اكثر كلما اقترب اكثر من مكان وجودها، شعور غريب سيطر عليه وهو يفكر بها، بوضعها الان...

اوقف سيارته امام العنوان الذي دونه، هبط منها وتقدم بسرعة ولهفة نحو المنزل، رن جرس الباب ووقف ينتظر حينما فُتِحت الباب وظهرت هي، تصنم في مكانه وهو يراها أمامه وقد تغير الكثير فيها، حجاب غريب يغطي رأسها، ملابس طويلة تستر جسدها، ونور غريب يشع من وجهها، كل شيء بها تغير، وكأن هناك هبة ملائكية أحاطت بها...
ليليان...

همس بها بعدم تصديق وهو يراها بهذا الشكل الجديد بينما اتسعت عيناها بدهشة وهي تراه يقف امامها...
من أين علم بمكانها...؟! من أخبره...؟! وعند هذه النقطة تذكر وفاء التي سبق وأخذت منها اسمه ورقم هاتفه وعنوانه...
تقدم تيم نحوها وهتف بها وهو يتفحص وجهها بعينيه:
يا الهي لا اصدق، كيف أصبحتِ هكذا...؟!

اخفضت ليليان بصرها نحو الاسفل وهي تشعر بالخجل الشديد، لقد باتت تخجل منه ومن تفحصه لها خاصة حينما تتذكر ما جمعهما في الماضي، هي تريد ان تنسى الماضي وما فيه وتبدأ من جديد، وهو يوجوده سيذكرها بهذا الماضي مرارا...
رفعت بصرها اخيرا نحوه وسألته:
ماذا تفعل هنا...؟!
اجابها وهو ما زال على نفس الصدمة:
بحثت عنك كثيرا يا ليليان، بحثت عنك في كل مكان...
تيم انا...

صمتت ولم تستطع أن تكمل ما تريد قوله بينما يحتضنها هو بعينيه يطلب منها ان تتحدث لتكمل ما قالته بنبرة مرتجفة:
انا اشكرك كثيرا على كل ما فعلته لأجلي، لولاك ما كنت لأجد أهلي او أستطيع رؤيتهم ولكن...
لكن ماذا...؟!
سألها بترقب لترد بجدية:
لكن أريدك ان تعلم بأنني لا يجمعني بك اي شيء ولن يجمعني، انا وانت من المستحيل أن نجتمع سويا، الماضي الذي بيننا يحتم علينا هذا...
ليليان، هل انتِ واعية لما تقولينه..؟!

قالها مصدوما مما يسمعه على لسانها لتهز رأسها مؤكدة على كل حرف نطقت به قبل ان تهمس بتأكيد:
نعم واعية للغاية، ومتأكدة مما قلته، تيم انا اريد ان أبدأ من جديد، لقد تبت الى الله، وقررت أن أنسى الماضي بما فيه، وانت...
صمتت للحظة قبل ان تكمل:
انت جزء من هذا الماضي الذي يجب أن أنساه والى الابد..
انا لا افهم حقا، ما علاقة توبتك بي...؟! لما تحاولين أن تربطي كل شيء بي، ليليان أنا احبك...
قاطعته تتوسله أن يرحمها:.

تيم أرجوك لا تفعل بي هذا...
أرجوكِ انتِ، لا تحكمي علي بالموت والضياع...
هزت رأسها نفيا وأخذت الدموع تنساب من عينيها ليهتف بها برجاء:
انا خسرت كل شيء من اجلك، عائلتي وزوجتي، وكل شيء..
مسحت دموعها بأناملها وقالت:
بإمكانك أن تعود الى زوجتك، وتبدأ من جديد، عائلتك لن تتخلى عنك...
هل تمزحين معي يا ليليان...؟!
ليليا أين أنت...؟!
كان هذا صوت جدتها التي تنادي عليها لتهتف ليليان به بسرعة:.

تيم ارحل ارجوك ودعنا نتحدث فيما بعد...
الا انه رفض الرحيل:
كلا لن ارحل حتى نكمل حديثنا سويا...
تيم جدتي لا يجب ان تراك، ارجوك..
زفر أنفاسه بإحباط ثم ذهب بعيدا عنها لتغلق هي الباب على الفور وتتجه نحو جدتها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة