قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

وصل فهد احدى الشركات الكبرى...
دلف إلى الشركة بخطى هادئة متزنة، لا ينسى فضل احد اصدقائه عليه عندما اخبره عن تلك الوظيفة...
وكأنها طاقة إيجابية أخترقته بعد فترة ظلمة موحشة أهلكت روحه..
كقفزة طويلة مُرهقة إنتهت بالسقوط المؤلم..!
إتجه الى الاستقبال يسأل الموظفة بنبرة هادئة:
-لو سمحتي فين المكتب اللي بيكون فيه المقابلة بتاعت المتقدمين للوظايف هنا؟
اجابته بجدية:.

-الدور التامن المكتب التالت على اليمين، أركب الاسانسير اهو لو تحب
اومأ لها موافقًا بهدوء:
-متشكر جدًا
وبالفعل إتجه نحو المصعد وهو يتنهد بقلق، وظيفة كهذه نسبة ل ماجيستير التجارة المُلقى في منزله تعد فرصة العمر...!
ما إن دلف المصعد كاد يضغط على الزر ولكن فجأة وجد فتاة تدلف للمصعد بهدوء واُغلق المصعد...
بمجرد أن رفعت عيناها له توقف العالم من حوله..
تمثلت أمنياته وآماله امامه الان...

بقعة سوداء عميقة اُزيلت من بين ثناياه في تلك اللحظات عندما رآها..
رأى من كان يحلم بها في غفوته ويقظته، رأى حبه الاول والاخير كلارا
اقترب منها على الفور يمسك ذراعيها هامسًا بعدم تصديق:
-كلارا! أنتِ هنا فعلًا يعني انا مش بحلم
وهي الاخرى كانت مصدومة..
كان قلبها يضخ بعنف..
وتلك اللحظات تتكرر امامها باستمرار..
حاولت الاستعداد للمواجهة، حاولت رسم الثبات والصلابة...
ولكن لا تأتي الضربة بهذه السرعة!

ضغطت على زر المصعد عدة مرات بتوتر ولكن أسرع يضغط على زر الطوارئ ليقف المصعد...
شهقت هي تحاول ضبط أنفاسها ثم زمجرت فيه بحدة:
-أنت ازاي توقفه! لو سمحت شغله دلوقتي
أمسك وجهها بين يداه، وعيناه تغوص تحت شراسة عيناها، يسبر اغوارها المُغلغلة ببساطة هكذا!
ليهمس بصوت مبحوح:
-وحشتيني اوووي
دقات قلبها اصبحت كصوت الطبول تدوي بعنف، فأسرعت تغلق عيناها بسرعة لتكسر تأثيره اللاسع عليها...!

حاولت إبعاده عنها وهي تردد بحنق:
-وليك عين تقول وحشتيني؟ دا انت بجح أووي بصراحة
أصبح يهزها بعنف وهو يصرخ بهيسترية:
-ايوة وحشتيني، أنتِ متعرفيش اية اللي حصل فيا بعد ما سبتيني، أنتِ كسرتيني! أنا اقسم بالله اللي اغلى من اي حد كتبت عليها عشان رضا امي بس وكنت هتلكك وهطلقها وساعتها يبقى ليا حجة لكن مينفعش احرج امي قدام الناس واحسسها انها ملهاش لازمة ف حياتي! بس أنتِ ماصدقتي إنه حصل وعلى طول هربتي!

رفعت رأسها بشموخ، هدوء وإتزان ليسوا ظاهرتان بل هما مرحلة اساسية تخضع لطبيعتها:
-انا ما هربتش، أنا اكتشفت إني ما ينفعش أبيع كرامتي عشان واحد! فكان لازم ابعد فترة قليلة على الاقل واحفظ كرامتي ودا لمصلحتي
سألها بشراسة:
-أنتِ كدا حفظتي كرامتك يعني؟
اومأت مؤكدة ببساطة ليقترب هو هامسًا بهسيس خطير:
-وأنا كمان اللي هعمله دا لمصلحتي.

لم يعطها الفرصة فانقض على شفتاها يقبلها بعنف، يلتهم شفتاها بجوع ضاري وهي تحاول التملص من بين ذراعيه، ولكنهم كانا كالكماشتان تقبضان على خصرها وتضمها له..
مدت يدها تحاول دفعه عنها ولكنه كان يحيطها اكثر، يرفض ترك شفتاها التي كادت تتورم من هجومه..
الشوق والجوع خيوط متلازمة، إن سقطت بينها كبلتك كالسلاسل الحديدية!
وهو كان كذلك مقيد بأسر شفتاها يأبى تركها..

ابتعد نوعًا ما يلتقط أنفاسه اللاهثة لتحاول هي الضغط على الزر ولكن يداه أفشلت مهمتها..
هبط بشفتاه لرقبتها يلثمها بعمق وعندها ازدادت قوتها في دفعه وهي تصرخ:
-لا ابعد عني
وبمجرد أن ارتد للخلف ضغطت على الزر بسرعة لينطلق المصعد مرة اخرى وقبل أن يعطي اي رد فعل كانت تخرج من المصعد لتُصدم ب مروان أمامها، ومن دون تفكير كانت تمسك يداه وهي تنظر لفهد مرددة بصوت لاهث:
-الباشمهندس مروان خطيبي على فكرة!

ثم اسرعت من امامه فيما يشبه الركض قبل ان ينقض عليها...

دلفت كلارا إلى مكتبها لتغلقه خلفها على الفور قبل أن يلاحقها مروان بأسئلته عما حدث...
وبعد دقيقة وجدت تالا تدلف بهدوء ضاحكة على مظهرها، ف تالا هي الطبيبة النفسية الخاصة بالشركة وصديقتها...
فسألتها كلارا بغيظ:
-بتضحكي على أية يا رخمة؟!
رفعت كتفيها ترد ببراءة:
-لا ابدا، أصلي شوفت مروان واقف برا مصدوم ومعرفش ماله وسألته مالك ماردش عليا فقولت اكيد أنتِ.

زفرت كلارا بعمق ثم بدأت تقص عليها ما حدث، لتشهق تالا مصدومة من جنونها:
-يابنت المجنونة! ومروان سكت على الهبل دا؟
ردت بلامبالاة:
-دا تلاقيه ماصدق اصلًا!
تنحنحت تالا بجدية وهي تحدق بها مغمغمة بتساؤل:
-طب بجد هتعملي معاه اية؟ اكيد مش هيسكت لانك لسه مراته!
كانت كلارا تتنهد بعمق..
كلامه يتردد بأذنيها ك مفعلات زادت الطنين المؤذي داخلها...!
لتتشدق بهدوء ناعم:.

-مش عارفة، أنا بحبه بس مش هينفع أرجعله بسهولة، لازم ادوخه السبع دوخات وبعدين ارجع!
صفقت تالا بيدها بحماس صارخة بجنون:
-ايوة بقااا شكلها هتولع وانا هجيب المطافي بنفسي!
ثم نظرت في ساعة اليد خاصتها لتشهق متفاجئة:
-يا خبر ابيض دا انا اتأخرت على المستشفى لازم اقوم دا يوم اجازة المرضى لازم انزلهم الجنينة
أشارت لها كلارا بابتسامة هادئة:
-اوكيه see you soon خلي بالك من نفسك.

اومأت تالا مسرعة وخرجت ركضًا لتبدأ تفكر في خطتها القادمة...

وصلت تالا الى مكتبها في المستشفى...
تنهدت بأرهاق ثم بدأت تُغير ملابسها على عجالة...
وفجأة فُتح الباب ليدلف عامل في المستشفى وهو يقول:
-دكتورة ت...
ولكن قاطعته تالا عندما صرخت فيه بفزع:
-أنت مجنون اطلع برا!
استدار يعطيها ظهره، ومظهرها وهي ترتدي تيشرت صغير دون اكمام يظهر ذراعيها البيضاويين ورقبتها المُغرية لم يطيرا من بين جوانحه...
ليبتسم بخبث وهو يردد بندم مصطنع:.

-أسف يا دكتورة ما أعرفش إنك بتغيري هدومك هنا!
تأففت بضيق وهي تنهي غلق ازرار البالطو، ثم هتفت بحنق:
-في حاجة اسمها الاستئذان لو سمعت عنه قبل كدا!
استدار الرجل وهو يقترب منها ببطء، لتبتلع ريقها بتوتر وهي تلحظ نظرته التي جعلت كالمُعراه امامه...
وقبل ان يمد يده على جسدها وجدت من يدفع العامل بعنف بعيدًا عنها حتى صرخ متأوهًا، صُدمت تالا عند رؤية يوسف وهو يضرب الرجل بعنف مُخيف...

واخيرًا خرج صوتها مزمجرة بقلق:
-خلاص يا يوسف سيبه كفاية
وبالفعل تركه وهو يلهث بعنف ليركض العامل للخارج فأغمضت هي عيناها وهي تزفر بعمق...
ثم سرعان ما قالت ليوسف بحدة:
-ماكنش ينفع تتدخل بالهمجية دي، انا كنت هوقفه عند حده!
أمسك ذراعها بعنف ثم أردف باشمئزاز:
-اه كنتي حابه اللي هيحصل صح؟
صمت برهه يحدق بها قبل أن يقول بشرود:
-اول مرة اقتنع إني ظلمت رودين فعلًا وإنها كانت بريئة فعلا بالنسبه لأفعالك ال.

دفعته تالا بعنف بعيدًا عنها، وصدرها يعلو ويهبط بتوتر..
لم تتعرض لأهانة مثيلة من قبل، الاهانة أحرقتها، لذلك قالت باندفاع حاد:
-ملكش فيه، أنا حره، لما رودين كويسة اوي كدا قتلتها لية!
فجأة وجدته يجذبها بقوة جعلتها تصطدم بصدره العريض وبصوته الخشن يرد:
-لما تبقي مكانها هتعرفي!..

كانت تمارا في غرفتها اخيرًا بعد ان انتهت من اعداد الطعام ووضعته على النار بعد مُعاناة في المطبخ...
لن تنسى ابدًا جملته التي همس بها عند اذنيها قبل قليل في المطبخ
مش ناوية تقوليلي كنتي بتقتلي لية؟ عشان تسرقي صح؟ بعد ما بتقتليهم بتاخدي منهم اللي إنتِ عاوزاه!
أنتفضت حينها مبتعدة عنه تهرول نحو الغرفة وهو تركها بإرادته...

جلست أنفاسها مختنقة لأبعد حد، وكأن عناصر سوداء مجهولة تتعاون لخنقها في تلك اللحظات..!
أرتشعت تلقائيًا عندما دلف إلى الغرفة فأنكمشت كرد فعل تلقائي، قلبها ينبض بعنف وكيانها يرتجف متوسلًا الرحمة!..
اقترب منها ببطء كفهد سيفترس فريسته ولكن بأنياب تُعذبها بتمهل...!
نظر لها من أعلاها إلى اسفلها، ليهمس بوقاحة مزدرئة:
-اقلعي!

توسعت حدقتا عيناها، توقعت عقاب، توقعت صراخ، وتوقعت ايضًا إهانة، ولكن لم تتوقع جلد لروحها التي لطالما كانت في مخزون امن!..
نظرت له هامسة بصعوبة:
-لا طبعًا أنت مجنون
دنا منها ببساطة لتظهر ابتسامة مخيفة كانت كالزينة وسط عزاء اسود!
ويردف:
-الجنون لسه جاي ورا، إنتِ عارفه عادةً عقاب المجرمين بيبقى ازاي صح؟! الأعدام، بس انا مش هعدم جسمك، انا هعمل حاجة تانية لحد ما تعترفي بنفسك!

أغمضت عيناها بألم، لا تتخيل كونها مُعراه نفسيًا امامه، لذلك لم ولن تخضع له مهما كلفها الأمر!..
رفعت رأسها بشموخ هامسة:
-اعمل اللي تقدر عليه، مايقدرش على الروح إلا خالقها
لم تنل سوى سبة بذيئة وصراخ كالعويل المصدوم يردد ؛
-وهو أنتِ تعرفي ربنا!
لم ينتظر لحظة أخرى فكان يجذب ذلك القميص الخفيف الذي يسترها ثم شقه بحركة خفيفة لتشهق صارخة..
نظر لها نظرة أحرقتها حية حرفيًا..
نظرة كعاهرة...

كحُثالة لا تستحق الشفقة!
اقترب منها ببطء لتحاول هي تغطية ما ظهر من جسدها، اقترب من أذنيها حتى ظن أنه سيقبلها، لتجده يهمس بجمود قاسي:
-عارفه، حظك إني مليش مزاج اقربلك أقربلك!
أغمضت عيناها قهرًا...
وفجأة شعرت بيداها تُقيد عند حافة الفراش فزمجرت مصعوقة:
-أنت بتعمل أية؟!
تقوس فاهه بابتسامة قاسية مُخيفة وهو يخبرها ببساطة قاتلة:
-هاسيبك كدة زي ما أنتِ، يمكن في مرة تقدري تواجهي نفسك وتعترفي يا، يا مدام!

وبالطبع اصبح أصم عن سماع صرخاتها الحانقة بزمجرة حادة...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة