قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع عشر

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع عشر

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع عشر

بعد مرور خمس أيام...
دلف فهد إلى المنزل الذي يقيم به هو وزوجته الجديدة هند ووالدته...
ولكن لم يكن بكامل قواه العقلية، بل كان ثمل كعادته مؤخرًا...
منذ تأكده من سفر كلارا إلى بلد اوروبية مجهولة وهو هكذا حاله..
جسد بلا حياة...
وروح بلا مدار، الروح سكنت الارض، سكنت كالأموات ترفض العودة دونها!
دلف الى الغرفة بلا وعي ليجد هند تنتظر مرتدية قميص نوم قصير ومغري...

ضيق ما بين حاجباه وهو يسألها بصوت أجش متثاقل:
-أي، اية ده!
اقتربت منه بلهفة تحيط به وهي تهمس له بدلال:
-وحشتني أوي يا حبيبي
كان ينظر لها بعيون زائغة، هو من الاساس فقد وعيه مذ هجرته تلك الحبيبة!
بدأت تفك ازرار قميصه ببطء شديد وتقبل الجزء الذي يظهر من صدره، نالت منه مقاومة ضعيفة في البداية وهو يتابع بحنق:
-اب ابعدي كدة أنتِ م، مين!؟
رفعت نفسها لتقبل شفتاه برغبة وبلهفة اشعلتها الرغبة والحقد معًا!

ثم ردت من بين قبلاتها المحمومة:
-انا حبيبتك يا فهد
ودون وعي منه تركها تفعل ما تشاء، كان كنقطة تحركها في مقرها المحدد..
تعبث بها!
او تدمرها في عمقها امتثالاً لاوامرها...!
وفعليًا، صدق او لا تصدق
اصبحت هند زوجته شرعًا وقانونًا، وقد جفت الأقلام وسكنت الصحف!

كان يوسف في مقر مستشفى نفسية حكومية تابعة للسجن..
بعدما جلبوه للتحقيق في قضية موت رودين
ولكن نظرًا لحالته النفسية المتدهورة حد الجنون الرسمي، تركوه في المستشفى ليتعافى من صدمة موتها اولًا...!
كان ينظر للشرفة كعادته منذ أن اتى هنا ويهتف بابتسامة بلهاء ؛
-لسه زعلانة يا رودين؟ مش ناوية تصالحيني وترجعيلي بقا! انا تعبت
سمع طرقات على الباب ولكن لم يعيرها انتباه، ولكن تجمد مكانه عندما رأى من دلفت...

هب واقفًا يحدق بها بلا وعي، ومن دون تردد، من دون تفكير او مقدمات كخلفية لانتقام الزمن الذي يحدث...
كان يجذبها من عنقها ليلتهم شفتاها في قبلة عاصفة، مجنونة متلهفة وغير مصدقة!
وكأنه يريد أن يصدق عيناه..
يريد أن يتأكد أنه لا يتخيل رودين امامه..!
والاخرى حاولت التملص من بين يداه بصعوبة، ولكنه كان كالمجنون فعليًا ينقل شفتاه ما بين شفتاها العلوية والسفلية يأكلها وكأنه اخر شيء سيفعله في حياته...!

واخيرًا تركها لتلهث بعنف وهي تصرخ به متسعة الحدقتين:
-انت فعلا مجنون! انت ازاي تعمل كدة؟!
كان يهمس بأسمها بلا توقف وهو يقترب منها:
-رودين حبيبتي، انتِ رودين!
زمجرت فيه بعصبية مفرطة:
-رودين مين، انا تالا الدكتورة النفسية اللي مفروض هتعالجك!

كان عز كالمجنون يبحث عن تمارا في كل أنحاء المنزل..
هو لم يفكر الدخول لغرفتها طيلة تلك الخمس أيام..
كان يعتقد أنه سيفاجئها ولكن يبدو أنها هي من فاجئته الان!.
كان يصرخ بالخدم بجنون:
-مين اللي فتحلها الباب؟ انطقوا
ولكن بالطبع ما من مجيب..
كان يلهث بعنف من ركضه، وفجأة رن هاتفه برسالة مكتوب فيها
شوف الاسطوانة اللي هتوصلك دلوقتي على الباب هتعجبك أوي!

ركض مسرعًا نحو الباب ليلتقط الاسطوانة الملقاه ارضًا، ووضعها في الجهاز ليبدأ تشغيل الفيديو...
والصدمة كانت متمثلة في تمارا تكمن بين أحضان شخصًا ما، في الكباريه الذي تعمل به، بملابس فاضحة!،
بالطبع لم ينتظر اكثر فركض نحو الچاكيت الخاص به ليمسك بسلاحه جيدًا وهو يركب سيارته متجهًا نحو ذلك -الكباريه- بجنوووون!.

وصل عز إلى مقر ذلك -الكباريه- فوجده فارغ إلا من العاملين..
كان كالمجنون حقًا..
كالتائه وسط حقول خضراء داكنة ومخيفة متشابهه فلا تجعلك تدرك أين سبيلك!؟
أين النور واين ظلمتك؟!..
الدنيا كالزهر، حظ يعطيك الجانب الافضل في مرة، وربما الاسوء في العديد من المرات!
ركض لتلك الغرفة التي رآها بالفيديو، فوجد تمارا فقط من كانت هناك..
بمجرد أن اقترب منها إنقض عليها يجذبها من خصلاتها بعنف صارخًا:.

-أنا بتخونيني؟ بتخونيني يا زبالة!
رأى ابتسامة متهكمة، صارخة بالأستنكار ظهرت على ثغرها قبل أن تهمس ببرود:
-وهو أنت ماخونتنيش يا زبالة برضه؟ حسيت كرامتك بتتوجع ازاي؟!
حدق بها بشراشة وهتف:
-لأ بس حسيت بأحساس اللي بيكون عايز يقتل!
دفعته بكل قوتها، وصوتها المبحوح يعود لانضمام صلابته المعهودة التي حملت رياح باردة:
-اطلع برا يلا ورايا شغل مش فضيالك
لم يشعر بنفسه سوى وهو يصفعها عدة مرات..

يصفعها بقدر كل ذرة من نخوته ورجولته سحقتها هي بكف البرود والخيانة!.
ويا لدهشته لم تكن تقاومه...!
عندها تركها وهو يلهث، وهي كانت تراقبه بعينان خائرتان، بشفتان مصابتان، إلى أن قالت مزمجرة:
-لو خلصت أمشي بقاااا يلا
كان ينظر لها بعينان حمراوتان، قبضة قوية غليظة تعتصر قلبه...
ثم همس بصوت خطير:
-مش همشي الا اما ادوقك ذرة بس من اللي انا حاسس بيه.

وفجأة وجدها تنهض وتقترب منه ببطء لتغمض عيناها ولأول مرة تبادر هي وتضع شفتاها على شفتاه برقة...
تستشعر حرارة قربه لاخر مرة ربما!.
ثم همست امام شفتاه بصوت مبحوح:
- امشي من هنا بسرعه لو سمحت
بينما هو أبعدها مسرعًا بنفور، ليبصق دماءها التي لطخت شفتاه في وجهها، ثم بصوت أجش يخبرها:
-إياكِ تفكري تعيديها يا
أنهى كلمته بصفعة قوية منه اسقطتها على الفراش من خلفها، وبصوت جمهوري صرخ فيها:.

-إنتِ طاااالق، طاااالق بالتلاته!
ثم نظر لعيناها مباشرةً بوعيد متابعًا:
-يا ويلك يا سواد ليلك لو فكرتي تقربي من بيتنا، او تتواصلي مع جدي حسن لما يرجع سامعه؟! إنتِ مكانك هنا وسط الاوس عشان إنتِ عاهرة زيههم و مينفعش تقعدي غير وسطهم!
ابتلعت كل إهاناته بصعوبة..
إهاناته التي كانت كالعلقم بين جوانبها، كالسكين بين ثناياها يبترها!
فقالت بحروف متقطعة:
-امشي!

وبالفعل أستدار ليغادر وهو يشعر أن الشياطين تتقافز امامه...

أصبح يوسف كالأصم أمامها لا يستوعب ما تخبره به..
هو ليس بمريض عقليًا ولكنه مصدوم، مصدوم إلى درجة الفجع التي لا توصف!
ظل محدقًا بها بصمت إلى أن قالت بصوتها الرقيق:
-أنت معايا يا يوسف؟ بقولك أنا مش رودين أنا اسمي تالا
كان يتنهد بعمق، هي ليست رودين، ولكن ملامحها تُشبه رودين بدرجة كبيرة، باختلاف زرقة عيناها الواسعة وملامحها البيضاء مُزهية!..
ولكن غير ذلك هي رودين حرفيًا...

واخيرًا إستطاع النطق بصوت أجش:
-اطلعي بره
رفعت حاجبها الأيسر مستنكرة:
-أطلع بره! أنا بقولك دكتورة حضرتك مش صحفية جاية تعمل معاك لقاء صحفي ف بتطردها!
جذبها من ذراعها بعنف ليلفه حول ظهرها وهو يقربها منه حتى إلتصق صدره بظهرها، فتأوهت هي بصوت عالي من الألم، ليهمس هو لجوار أذنيها:
-هتمشي من هنا وإلا قسمًا عظمًا لاكون عاملك فيضحة هنا؟! أنا مش عايزك ابعتيلي راجل.

كانت تتنفس بصوت مسموع، تستعيد تعليمات -الكراتيه- التي تعلمتها مسبقًا لتعاونها في تلك المواقف...!
ومن دون مقدمات كانت تمسك بذراعها وتجذبها بعيدًا عنها بقوة لتدفعه بعنف جعله يترنح نوعًا ما...
لتقول بحدة اشتعلت في زرقاوتيها:
-أنا يمكن أرجل منك، أنت هتتعالج يعني هتتعالج وهتفوق من الصدمة دي، أنا عمري ما فشلت في شغلي ومش هفشل على اخر الزمن ف التعامل معاك!
ثم اقتربت منه تضيق عيناها وهي تهمس مفكرة بعمق:.

-ولا لاتكون مش تعبان اصلًا بس بتمثل عشان البوليس ماياخدكش؟!
دفعها للخلف وهو يزمجر فيها بعصبية مجنونة:
-قولتلك برا اطلعي برا إنتِ مابتفهميش
لم تعيره إنتباه، اقترب منه ببطء ثم مدت يدها نحو رأسه ولكنه إنتفض مبتعدًا عنها فجأة فدفعها بجسده لتترنح وكادت تسقط بسبب الكعب العالي الذي ترتديه ولكن امتدت يداه بتلقائية تحيط بخصرها النحيل...
كانت تنظر له غير مستوعبة ما يحدث، تشعر بشعور غريب...

لم يكن حب او -دق قلبها ثلاث دقات- وإنما كان شعور قاتل بالنفور، بالكره او صعوبة التأقلم مع ذاك الشخص!
فنهضت مسرعة تدفعه بقوة مما جعل عيناه تحمر بشدة من تلك الشرسة التي أتت لتستفزه...
وكاد يهجم عليها إلا إنها نادت ببساطة بصوت عالي:
-يا ممرضين
وبالفعل دقيقة وكانوا أمامها فقالت بهدوء تام:
-هدووووه، مش هعرف أتعامل معاه وهو كدة
ومعنى هدوه في قاموسهم كان يتمثل في صعقات كهربائية تعيد له رشده!

فسحبوه بقوة متعاونين لأخراجه، ولكن تالا لم تستوعب إلى أين يسحبوه!
ولكنها تجاهلت الامر وعادت تجلس على الكرسي المخصص للأخصائي النفسي في أنتظار عودتهم...!،
وعند يوسف أصابه الفزع بمجرد رؤيتهم يجهزون لصعقه بالكهرباء فصار يصرخ بهيسترية:
-سيبوني انا مش مجنون ابعدوا عني!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة