قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

عاد عز من عمله للتو، خلع الچاكيت الخاص به ليرميه على الفراش ثم بدأ يفك ازرار قميصه العلوية ليظهر صدره العريض..!
جلس امام الشاشة ليفتح التسجيل الذي سجله جده له وأوصاه ألا يفتحه إلا قبل زواجه ب تمارا، تنهد بقوة قبل أن يبدأ صوت جده الراحل في العلو:.

-عز، هتوحشني أوي، أنا عارف إنك أكيد دلوقتي زعلان عشان ماقولتلكش بمرضي الا قبل موتي، بالرغم اني مش جدك بجد لكن كنت بعتبرك اكتر من حفيدي اللي ماشوفتوش، أنا واثق فيك يا عز، عشان كدة عايزك تصون الامانة، تمارا أمانة عندك ياعز، انا عارف إن في خلافات بينكم لكن مسيرها تزول مع الوقت، تمارا مش وحشة يا عز، ودا اللي هتثبته ليك الايام، انا مش هقدر احكيلك سرها لاني حلفت يمين ليها، بس هي أكيد هتحكيلك في يوم، بس أنت اوعدني انك تحافظ عليها وتكون جمبها لانها ملهاش حد من بعدي!

أغلق الجهاز وهو يعود برأسه للخلف، هل شعرت يومًا أنك غريبًا بين مستقنع حياتك؟!
أنك أصم عن إشاردات فطرية يصنعها فجر الروح...!
تنهيدة عميقة خرجت منه يليها نهوضه المفاجئ ليجد أمامه تلك الخادمة الشابة تقول بتوتر:
-عز بيه، ال آآ الأكل جاهز تحت!
تفحصتها عيناه بشك لوح لها بخوف، ليرد بهدوء تام:
-روحي وأنا جاي، وبعد كدة ماتدخليش اوضتي من غير ما اسمحلك.

اومأت مسرعة لتركض من امامه بخوف، بينما هبط هو بالفعل ليسأل -مشرفة الخدم-:
-هي تمارا لسة ماجتش؟!
هزت رأسها نافية وبتمهل أجابته:
-لا لسة يا عز بيه
وفجأة دلفت تمارا وهي تردف ببرود بات يشعر أن خلفية حياتها السوداء:
-أنا اهو، بتسأل عليا لية يا عز؟
نهض مقتربًا منها، لتعود هي للخلف بتلقائية، فحاول هو عزل جمرة غضب عيناه عنها وهو يسألها بهدوء ما قبل العاصفة:
-ممكن أعرف كنتي فين لحد دلوقتي والساعة 11بليل!؟

قلبت عيناها ببطئ تجادله:
-ممكن أعرف أنت حاطتني في دماغك لية؟ ما تفكك مني بقا!
وبحركة مباغتة جذبها من يدها لتصطدم بنصف صدره العاري، ثم أصبح يزمجر فيها وعيناه تبوح ما يُكدسه داخله:
-أنتِ هتبقي مراتي، وأنا مش اي حد، يعني ماقبلش إن سمعتي تبقي في الارض بسبب واحدة مش محترمة زيك! أخر مرة تروحي الكبارية يا تمارا، إنسي البيئة ال اللي كنتي عايشة فيها
دفعته بقوة وهي تصرخ في المقابل:.

-قولتلك مليون مرة انا حره، أنت ملكش حكم عليا لحد ما نتنيل وامرنا لله!
كان يحاول حزم أعصابه، يحاول لملمة شتات غله تجاهها، ولكن كلماتها كانت كأسمدة مميتة على عملية فاشلة من الاساس...
فأمسكها من ذراعها بقوة يسحبها خلفه وهو يردد بحدة:
-أنا هاوريكِ ليا حكم عليكِ ولا لا!
وصل بها أمام غرفتها ليفتح الباب ويُلقيها بالداخل، فصارت تهتف بعصبية كادت تطق عروقها منها:.

-أنت إنسان متخلف، عايز يفرض سيطرته ويعمل نفسه راجل وخلاص
رفع يده ينوي صفعها، ولكن لا يدري من أين أخترقت جفونه صورة جده وهو يوصيه بها!
فأولاها ظهره بصمت ليغلق الباب بالمفتاح الذي يحمله دومًا، ثم هبط ليصرخ في الخدم بصوت آمر:
-محدش يفتح لها الباب الا للأكل بس، والا أنتوا عارفين أنا ممكن أعمل أية..
ثم نظر لباب الغرفة وبنبرة عالية يضمن بها أن تخترق أذنيها تابع:.

-وأعملي حسابك يا تمارا خلال 3 أيام بالظبط وهنتجوز!
ثم رحل كالأعصار الذي أسقط زهورًا وأشجار..
بعضها ماتت، وبعضها حادة تُميت قدماك أنت التي تضغط عليها!


نهض يوسف عن رودين التي شبه كُتمت أنفاسها كالموتى..
تعي الدنيا كعقل مُبرمج، ولكن القلب بحاجة لإنعاش مفقود تمامًا!
أمال رأسها يمينًا ويسار وهو يُحادثها بتوتر:
-أنتِ، يا، آآ رودين، رودين قومي!
لم يجد إستجابة كلامية، ولكنها تململت ببطئ ورغمًا عنها أصدرت صوتًا متأوهًا، فمد يده يمسك كتفها وهو يسألها:
-أنتِ...
ولكنها قاطعته صارخة فيه بجنون:
-أبعد عني، إياك تقرب مني!
نظر لها بازدراء ليخبرها:.

-أنا بشوفك عشان مش عايز بلاوي، وبعدين كفياكِ تمثيل قومي اعملي أكل عقبال ما اخد شاور
لم ترد عليه إطلاقًا، فيما نهض هو بالفعل ليسحب بعض الملابس من دولابه متجهًا للمرحاض...
بينما هي، هي كانت تمامًا كالزهرة الضغيفة في عرض البحر الغريق التي تلاطمتها الامواج مليون مرة!
وفجأة نهضت بالفعل تمتثل لأوامره، اتجهت نحو المطبخ بعدما ارتدت الروب الذي وجدته مُعلق على الباب...
لتفتح الثلاجة وتبدأ بتحضير ما وجدت..

بعد قليل إنتهت لتفتح الثلاجة مرة اخرى وتمسك بشريط دواء أبيض..
نظرت خلفها بتوتر لتفتحه وتضع الاقراص كلها، ثم تبدأ بتفتيها جميعها مع -البطاطس- التي اعدتها له...
عفوًا بل السم الذي أعدته له!
نظرت للطبق وهي تحرك يداها فيه، لتهمش بصوت لا يمت لواقعنا بصلة:
-أنا كنت بحبك، قبل ما تعمل اللي عملته، أنا مكنش عندي أغلي من اللي أنت خدته، وعمري ما هنسى اللي حصل، بس مش هاسيبك تتهنى بعد ما دمرتني!

مرت ثواني لتجده خلفها يبعدها عن الأطباق بالقوة وهو يقول بقسوة:
-اوعي اشوف نيلتي اية بالظبط
كانت تتابعه بخوف فلم تكن أنهت إخفاء الأقراص البيضاء على أكمل وجه..
بينما ظل هو يتفحص الاطباق ببطئ، إلى أن وقعت عيناه على الشريط الفارغ الذي كانت تحاول مداراته عنه
ليلتقطه متفحصًا اياه، وقد ادرك تلك المصيدة التي هُدمت قبل أن تقبض روحًا!
لم تعد تشعر بشيئ بعدها، تلقت الصفعات القاسية منه بلا توقف.

وهو يسحبها نحو الغرفة صارخًا بغضب أعمى:
-عايزة تموتيني يا بنت ال أنا هاوريكِ النجوم في عز الضهر
ولكنها لم تكن تصرخ هذه المرة، فما مرت به كان الأصعب، كانت دموعها تهبط بصمت تام، وتأوهات مذبوحة تخرج كأنين ضعيف منها!
رماها على الفراش بعدما سحب منها ذلك الروب الخفيف،.

مدت يدها التي ترتعش بعدم إتزان نحو الملاءة تجذبها لتغطي جسدها المُعرى، ولكن فجأة وجدته يمسك يدها بقوة ألمتها، لتتأوه بصوت عالي هامسة وعنوة وصل صوتها له:
-سيب إيدي!
ولكن وكأن صدى الكلمات أصبح ينعكس باغتراب داخل روحه، فضغط على يدها بقوة أكبر، ليصدح صوته مرددًا في خبث قاسي:
-لا، أنا عايزك كدة، زي ما أنتِ دلوقتي، عشان كل ما اعوزك اوفر وقت!

أغمضت عيناها بقوة وكأنها تحلم بإزالة تلك الصورة من أمام عينيها، ثم ظلت تهمس له بهيسترية:
-أنت بتعمل معايا كدة لية! أنا أذيتك في أية؟!
ولم تجد الرد سوى صفعة، وشبحًا متلبسه وهو يصرخ بوجهها:
-أنتِ كنتي هتقتليني يا بنت ال
مالت بجسدها قليلاً أثر صفعته ولكن حاولت الإعتدال سريعًا لتداري ما ظهر من جسدها، ولكنه كان الاسرع ليسحب تلك الملاءة ويرميها ارضًا، ثم هجم عليها يكبل يداها كما يفعل عندما يرغبها!

حتى باتت تشعر أن رغبته بها لا ولن تنتهي...
ظلت تصرخ وتنوح بصوت مكتوم سكنته الآهات المتألمة:
-ارجووك كفاية، أنا هموت مش قادرة
ولكنه لم يكن مبالي وهو يكتسح روحها الممزقة كما يفعل، يقبلها بشراسة وعنف ويداه تستبيح حرمة جسدها بحرية!
لتعلو شهقاتها وهي تحاول إبعاده عنها، ولكنه وضع يده على فاهها يهتف بحدة قاسية:
-هششش، يستحسن تسكتي وتوفري مجهودك لبكرة هتحتاجيه اوي، دول 6 طالبينك بالاسم يا شرسة..!

كانت كلارا في المطبخ تعد العشاء لها ول فهد الذي تعتقده لم يأتي من عند والدته وشقيقته الي الان!
ابتسمت بسخرية عندما تذكرت، فهي إلى الان لم تقابل والدته يومًا او شقيقته!
ولمَ لا؟!
فوالدته ترفض زواجه بتلك الطريقة من الاساس، دون زفاف، دون فرحة او حتى بهذه السرعة التي مرت!
كلعبة مرت لم يخسر فيها سواها...
إنتبهت لصوته خلفها يقول بجدية:
-أية دا أنتِ أية اللي مصحيكِ، فكرتك نمتي!
هزت رأسها نافية بهدوء:.

-لا، كنت مستنياك عشان احضرلك العشا
اومأ موافقًا بهدوء..
لم يدري لمَ وافقها وهو قد تناول عشاءه من الاساس؟!
اتجه الي الصالون يجلس أمام التلفاز، بينما هي بدأت ترص الاطباق بهدوء على -السفرة- الي ان انتهت فقالت له بخفوت:
-خلاص يا فهد تعالى كُل
وكأنه إنتبه لتوه من ملابسها التي لا تغطي الا القليل منها!
شورت قصير جدًا، وتيشرت يظهر ذراعيها بالاضافة لشعرها الاصفر المسترسل المفرود على ظهرها...

ابتلع ريقه بتوتر قبل أن يزجرها بحدة:
-احنا مش قولنا شيلي اللي أنتِ عايزاه دا من راسك، وانسي انه يحصل
نظرت له بعدم فهم لتسأله:
-انت قصدك أية؟! أنا فعلاً نسيته خلاص
نهض صارخًا فيها:
-امال أية اللي أنتِ لابساه دا؟ مفكراني كدة هاضعف...
ابتلعت تلك الغصة المريرة بحلقها، متجاهلة نغزة قوية حُفرت بين ثنايا قلبها وهي تخبره:
-أنا مش قصدي كدة، بس دي طبيعة لبسي ونسيت اني مفروض ألبس إسدال ادامك.

تأفف هو بصوت عالي قبل أن يستطرد:
-كلارا، أنتِ اتفقتي معايا انك 3 شهور وهنطلق وانا هاخد الفلوس وانتِ تكوني اخدتي ورثك من صاحب ابوكِ دا، ياريت نلتزم بأتفاقنا
ولم تشعر بنفسها وهي تزمجر فيه غاضبة:
-أنت محسسني لية اني برمي نفسي عليك؟! على فكرة لولا ان انكل خليل قالي ان وصية بابا اني ماخدش ورثي قبل ما اكمل سن الرشد او اتجوز ويطمن عليا مع واحد كويس بشهادة انكل خليل مكنتش هتجوزك ابدا يا فهد!

تجاهلها تمامًا وهو ينهض ليبدأ تناول طعامه ببطئ، التقط -توست- وشرع يأكله..
كادت هي الاخرى تشاركه طعامه ولكنه صرخ فيه مسرعًا بحدة غير مبررة:
-أنتِ بتعملي أية! قومي من هنا
حدقت فيه بتعجب مرددة:
-بعمل أية يعني؟ هاكل
ولكنها ضرب المنضدة بيده وهو يستطرد بقسوة:
-مش عايزك تاكلي معايا، قومي كلي في المطبخ او حتى في اوضتك
كانت ترمقه بنظرات متجمدة لتجده يكمل بنفس النبرة:.

- ومن هنا ورايح كل واحد في حاله، ملكيش دعوة بأي حاجة تخصني
ثم عاود صراخه بوجهها متابعًا:
-أنتِ مراتي بالاسم بس يا كلارا فمتحاوليش تعملي دور الزوجة!
لم تستطع منع تلك الدموع التي جرت بعينيها تقابل تمزق روحها، لتنهض مسرعة وهي تردف امامه بصوت خفيض:
-أنا بكرهك يا فهد، بكررررررهك!
ثم ركضت الي غرفتها لتصفع الباب خلفها، فيما ظل هو يمسح جبينه متنهدًا بألم عميق يجتاحه...!

وفي منزل المرحوم حسن سابقًا...
كانت الخادمة تسير ذهابًا وإيابًا في المطبخ بسرعة وهي تعض على شفتاها بخوف، ثم رفعت الهاتف الذي رن تضعه على اذنها:
-الووو ايوة يا باشا
-...
-بس انا خايفة لا عز باشا يعرف ساعتها هروح في ستين داهية
-...
-حاضر يا باشا حاضر هدي نفسك بس
-...
-تحت امرك يا بيه!
-...
-مع الف سلامة.

وضعت الهاتف في جيبها مرة اخرى وهي تهمس متوترة:
-الله يخربيت الفقر اللي يحوج البني ادم!
نظرت يمينًا ويسارًا ثم عادت لعملها مرة اخرى قبل أن تلحظها مشرفة الخدم...

بعد قليل عاد عز من عمله ولكنه لم يكن بطبيعته ابدًا، كان يشعر بشيئ غريب!
او انه غير متزن على الاطلاق...
رفع عيناه بترنج نحو تمارا التي خرجت من غرفتها للتو تتنفس الصعداء، ليصرخ بصوت عالي:
-تمااااارا!
إلتفتت له بقلق وهي تلعن ذلك الحظ الذي جعله يأتي الان، وقبل أن تقرر شيئ كان يصعد لها ولكن خطواته لم تكن ثابتة بعض الشيئ...
دفعها بقوة نحو الغرفة ليغلق الباب خلفه، فيما ابتلعت هي ريقها بازدراد وهي تسأله:.

-أنت قفلت الباب لية!؟ افتح الباب يا عز
ولكنه لم يعير كلماتها الواهنة اهتمام بل ظل يتقدم منها حتى إلتصقت بالحائط خلفها..
تعلقت عيناه بلسانها الذي يبلل شفتاها بتوتر رهيب تفجر بين اوردتها مماثل للدم!
ظل يقترب اكثر حتى بات ملتصقًا بها، فحاولت هي دفعه مرددة بصوت متقطع:
-أنت بتعمل أية، اطلع بره أنت شكلك سكران و...
ولكنه وضع إصبعه على شفتاها يهتف لها بقوة واهنة بعض الشيئ:
-هششش، اسكتي خالص.

بدأ يتحسس شفتاها بأصبعه، ليقترب من شفتاها وفجأةً قبلها بقوة عنيفة كادت تدمي شفتاها قاتلاً لأي محاولة لها في الابتعاد...!
حاولت دفعه ولكنه احكم يداه من حولها، ثم مد احد يداه عند رقبتها يتحسسها ببطئ شديد حتى قشعر بدنها من لمساته التي لم تلون قاموسها هكذا يومًا...
فصرخت فيه بفزع من لمساته التي تزيد جراءة:
-ابعد عني يا عز
فصرخ هو في المقابل وبدأت عيناه تنذر بالشر:.

-لااااااا، أنتِ بتدي كل واحد اللي هو عايزه، أشمعنا انا لا! أنا عايزك دلوقتي يا تمارا...!
ثم عاود الاقتراب منها مرة اخرى وهو يفتح أزرار قميصه ببطئ افقدها شعورها بالحياة...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة