قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن

معشوقة حاوطها الامتلاك، وقلب عاشق للهلاك، يموت لو يوم مسه سواك
نظرات عز تمثلت كجنود خاضعها قلبًا يضخ بعشق قاتل، حمراء بقسوة غريبة، مست أرض الواقع عندما لكمه بكل قوته صارخًا بجنون:
-دي مراتي يا
تجمد الاخر مكانه قليلًا، أعتقدها فتاة ليل!
احدى معجبات عز، ولكن لم يعتقده يومًا تخطى العبث بمراحل!
مسح فاهه بأصابعه، ثم قال بصوت أجش مغلول:
-وهو في واحد هايحط مراته في الحبس يا باشا برضه؟!

كان قلبه ينتفض مؤنبًا اياه، وتاريخ لم يكاد ينتهي منذ سويعات قليلة عاود ذكرياته تحت مسمى يا ليتني !
نظر لها بغيظ وهو يرد:
-دا شيئ مايخصكش، بس أتعود ملكش دعوة بحاجة ماتخصكش يا خالد
كز خالد على أسنانه غيظًا حتى أصدرت صوت صكيكًا عاليًا...
الا تكفي أكوام الحقد التي تنتظر الفتيل لتشتعل بين ثنايا قلبي فتهلكك معها؟!
فأتيت لتضع الفتيل بيدك...!
لوى شفتاها بتهكم صريح وهو يردد:
-امرك يا باشا.

ثم أستدار ليذهب، ولكنه ألقى نظرة أخيرة على تمارا التي شحب وجهها بخوف جازع، ثم أردف بفحيح ماثل فحيح الافعى:
-بس أكيد دي مش أخر مرة هنتقابل فيها!
ثم غادر بالفعل ليبصق عز بازدراء مختلسًا سباب عالي قبل وصلة هجوم تمارا المعتادة:
-كلب ابن
وبالفعل تجسدت أفكاره امامه فوجدها تضربه على صدره بعنف صارخة:
-أنت السبب، أنت اللي خليت حيوان زي دا يقولي كدة ويتجرأ عليا.

أمسك معصميها يوقفها عن ضربه، وبصوت أجش أخبرها مستنكرًا:
-أنا برضه ولا الكباريه اللي بتروحيه هو اللي خلاهم يفكروا فيكِ كدة! متحاوليش ترمي غلطك على غيرك يا تمارا
قلبت عيناها بعصبية واضحة كقهوة فقدت مذاقها...!
ثم بدأت تتزن وهي تهمس:
-طب لو سمحت عاوزة امشي من المكان دا
اومأ موافقًا على مضض وهو يشير لها نحو الخارج:
-اتفضلي.

وبالفعل غادرت معه، طيلة الطريق لم يتحدثا، إلى أن قالت هي فجأة قاطعة ذلك الصمت الذي خيم على المكان:
-اتجوزتها لية؟
تخبط السؤال داخل عقله بارتباك وكأن اجابته اختفت هكذا!
ولكنه حاول الرد بصلابة باردة:
-هيفرق معاكِ كتير؟
لم تتخل عن كبرياءها الشامخ وهي تجيب:
-لأ بس من حقي أعرف بما إنك اتجوزت عليا، لكن هارجع وأقولك أنت ماتفرقش معايا ابدًا يا عز، لاني ب...

قاطعها صرير السيارة العالي عندما توقف هو فجأة تمامًا كثباته الذي تبختر معلنًا إنصرافه!
استدار لها يمسك ذراعيها وهو يضغط عليهم متعمدًا، ثم قال بزمجرة عالية:
-مش عشان سكت لك مرة واتنين هتأڤوري، مش هاسمحلك تنطقيها تاني يا تمارا، احفظي مشاعرك بالكره جواكِ، لكن أنا مفيش بنت تقولي بكرهك ومش بطيقك!
أنهى حديثه وهو يتنفس بصوت عالي، كلماتها تثقل ذرات الحياة داخله، والثقب يزداد إنغلاقًا حتى بات يختنق وبسببها!

بينما ابتلعت هي ريقها بتوتر، لاول مرة ينفعل عليها لتلك الدرجة...
أستفاقت على يداه التي تحركت بعد دقيقتان تقريبًا لتتحسس بشرتها بنعومة، إنتفضت تحاول أبعاده عنها، وفعليًا أبعد يداه ولكن ترك لشفتاه حرية الحركة فاكتسح شفتاها يقبلها بشراسة، عنف، ولربما بعض القسوة!
مشاعر متأججة تحرقه في تلك اللحظات، ولكن يبقى خط الكرامة حاجز...
ابتعد بعدها يلهث بعنف، وبجبروت قاسي أخبرها:.

-عشان تعرفي أنك من اقل لمسة مني بتترمي في حضني، أنا لو عايز اقربلك هقربلك، ولو عايز جوازي بيكِ حقيقي برضه هخليه، انما أنا زهقت منك خلاص، ومن النهاردة هتشوفي عز تاني يا تمارا!

ودون أن يعطيها فرصة الرد، وصلا امام المنزل، فتح لها الباب إلكترونيًا ثم قال بصوت آمر:
-انزلي
تنهدت وهي توشك على سؤاله:
-أنت مش ه...
ولكنه قاطعها صارخًا:
-قولت انزلي يا تماااارا من غير ولا كلمة
تأففت بضيق وبالفعل ترجلت من السيارة تنفض نفسها بغضب..
ليغادر هو يسير بسرعة فائقة، ثم أتصل بأحد اصدقاء السوء من ايام جامعته الذي لم يكن يتواصل معه الا قليلاً:
-الوووو معتز
-اهلا اهلا يا باشا اخيرا سمعنا صوتك.

-أنت فين؟
-في كباريه كدة اسمه ،
صمت لحظة ثم رد بجمود:
-انا جاي اقعد معاك
أغلق الهاتف وهو يزفر بضيق، يعلم حد التأكيد أنه لو تحدث مع كريم فسيصبح هو الخاطئ بنظره...!

كانت رودين على وشك الإنهيار التام، تقسم أنه اذا اقترب خطوة واحدة اخرى ستسقط صريعة الان!
ظلت تصرخ فيه بنفور:
-ابعد عني حرام عليك، بالله عليك ابعد عني
تأفف وهو يقف بعد أن تخصر قائلاً بغلظة:
-اما نشوف اخرتها معاكِ، موزة جامدة بس طفلة وزنانة مقرفة!
واخيرًا سمعت صوت ضجة بالخارج وصريخ يوسف، تشرب الاطمئنان مخارجها فرغمًا عنها شعرت بجسدها يرتخي..
كُسر الباب بعنف ودلف هو صارخًا:
-رودييييين.

ركض نحوها يلتقطها لتسقط بين احضانه هامسة بصوت مبحوح:
-ماتسبنيش هنا بالله عليك
كانت تلك وصيتها الأخيرة له قبل أن يغشر عليها بين ذراعيه، فصرخ بفزع:
-روديييين! رودين قووومي
حملها مسرعًا بين ذراعاه، هم بالخرج فوجد ذلك الرجل امامه، زفر بقوة وهو يخبره بجمود حاد:
-قسما بالله لو مابعدتوا من ادامي دلوقتي لاكون مبلغ عن شبكة الدعارة دي وعليا وعلى اعدائي!
توتر الرجل الذي كان يراقبه، فيوسف يعلم الكثير والكثير...

وبالفعل انزاح من امامه ليسرع يوسف حاملاً اياها نحو الخارج..
هبط من العمارة فتذكر أنه لسوء الحظ لم يجلب سيارته!
رفع رأسه للأعلى مزمجرًا بيأس ولاول مرة:
-ياااااااااارب
إنتفض عندما شعر بشيئ ساخن ينزلق منها، ليتضح أنها دماءها!
إنطلقت جميع انذارات الخوف داخل تلك الروح الساكنة دومًا..
وفجأة ظهر امامه عز يسأله متوجسًا:
-محتاج مساعدة يا كابتن، انا معايا عربية لو حابب؟!

قالها وهو ينظر ل رودين المسكينة التي تنزف، ولحسن الحظ او لربما القدر!
كان يسير متجهًا للكباريه من نفس الطريق فرآهم...
ومن دون تردد كان يوسف يجيبه بلهفة:
-ايوة ياريت تودينا اقرب مستشفى
اومأ عز موافقًا بسرعة ثم اسرع ليفتح له الباب فوضع يوسف رودين وهو يجوارها ثم انطلق عز نحو مستشفى قريبة يعلمها في تلك المنطقة...

كان عز قد رحل عن المشفى بعدما ظل مع يوسف حتى اطمئن على امرأته وقد رق قلبه له كثيرًا فتعاهدا على المقابلة مرة اخرى في وقت لاحق...!

دلف يوسف الي الغرفة التي تقيم بها رودين
جلس على الفراش لجوارها يُطالع قسمات وجهها الشاحبة، يدقق ختمة الموت والرهبة التي جعلته يتقلص!
أمسك بيدها الموضوعة جوارها، تحسسها برقة وهو يهمس لها بتأنيب ضمير:
-أنا أسف، أنا السبب في كل دا
بدأت تأن بصوت خفيض وهي تبعد يدها عنه، فتحت عيناها رويدًا رويدًا لتقابل عيناه التي تراقبها بتوجس!
فانتفضت تسأله بفزع:
-أية اللي حصل؟

ظل يربت على خصلاتها برقة متجاهلاً زمجرتها الحادة به، ثم أكمل همسه الرقيق لها مهدئًا:
-اهدي يا رودين، محصلش أي حاجة إنتِ اغم عليكِ فجبتك المستشفى بس و...
ولكنه صمت برهه، لا يدري أي رهبة تلك تحجز الحروف داخله!
ثم نظر لها مرة اخرى وقد عاود الحديث بجدية اكثر:
-والجنين نزل
نظرت له صامتة، دقيقة اثنان ثلاثة وكأنها تستوعب ما أتى بسرعة ورحل بنفس السرعة ايضًا!
اغتصبت ابتسامة مُشققة وهي تخبره برضا:
-الحمدلله..

وبصوت واهن أكملت:
-دي الحاجة الوحيدة اللي عقلي كان عاوزها بس مكسوفة أطلبها من ربنا، كدة أحسن، كان هيعاني كتير اوي في حياته بين أم وأب كدة، ربنا رحمه!
تنهدت بعمق وهي تقول وكأنها تحذره الرفض:
-كدة أحنا هنطلق عادي، وكل واحد يشوف حياته، وأنت تبعد عني بقاا
لم يشعر سوى وهو يمسك يدها ليضغط عليها وهو يحتويها مرددًا بصرامة حملت نوعًا من الرجاء:.

-رودين أنا عايزك، أنا عايزك تفضلي معايا دايمًا، وبعدين أنتِ هتروحي فين أصلًا لو عملتي اللي بتقولي عليه دا!؟
أبعدت يدها عنه بقوة، ثم تشدقت ب:
-أي حته، بلاد الله واسعة، المهم أكون بعيد عنك وعن المستنقع الزبالة دا
نظر في عيناها مباشرةً يهمس:
-لو سمحتي اديني فرصة يا رودين أنا فعلًا ندمان جدًا
نظرت للجهة الاخرى وهي تلعن مائة مرة ذاك القلب الذي لم يدفن دقاته له بعد...!
زفر هو بقوة وهو يسألها بيأس:.

-يعني مفيش أمل
لم ترد عليه ايضًا ولم تتحرك أنش واحد، ليتنهد هو قائلاً:
-طيب هطلقك، بس الاول هاخد حاجة أخيرة واوعدك هبعد عنك
نظرت له بعدم فهم، لتجده فجأة أقتحم شفتاها كغزو رقيق عاذب يتفنن في تفتيت الجمود لأشلاء!
يُقبلها بنهم شديد متمهل ورغبة تحارب رغبتها في الابتعاد..
بدا وكأنه يحاول الارتواء منها قبل أن تُحرم عليه للأبد!

طوقت يداه خصرها تلقائيًا وهو يضمها له بقوة، يشعر بها قبل أن تلفحه برودة الحياة مرة اخرى...
ابتعد اخيرًا يلتقط أنفاسه ليجذبها لأحضانه دافنًا رأسها عند صدره، مغمض العينين يستمتع بتلك اللحظات التي ربما لن تُكرر!
ثم ابعدها بشكل مفاجئ ليعاود تقبيلها مشبعًا نفسه ولو بقدر قليل منها...
مرت دقائق عديدة وعندما وجدت اللمسات تميل نحو منحدر اخر غير مراعيًا أي شيئ.

دفعته بعنف بعيدًا عنها تلهث بقوة، لينهض هو مسرعًا وهو يقول من وسط لهاثه:
-أنتِ طالق
ثم غادر تلك الغرفة، لتنفجر هي في بكاء مرير وتتعالى شهقاتها المتألمة...!

مر حوالي ثلاث أسابيع...
أيام لم ييأس فيهم فهد من البحث عن كلارا المختفية تمامًا، لم يترك إنش يعرفه إلا وبحث فيه!
ولكن يبدو أن للقدر رأيًا اخر، توجب كتابته ولو بأغلى الاثمان والحروف...
كان يجلس مع والدته وشقيقته في منزل تلك العروس هند
وكرامته تزأر بغيظ هي التي اختارت حياة اخرى، فلتبدأ أنت الاخر حياة جديدة من دونها !
واليوم هو بداية تلك الحياة، اليوم هو كتب كتابه على هند.

تلك الفتاة التي تحول إعجابها به إلى مقدمات حب!
إنتبه لصوت المأذون الذي هتف ببشاشة:
-مبارك يابني، ربنا يسعدكم ويرزقكم الذرية الصالحة
لا يدري لمَ شعر بذلك الثقل الذي جثم على قلبه، ولكنه حاول رسم ابتسامة هادئة:
-الله يبارك فيك يا عم الشيخ
تعالت الزغاريد تملئ أرجاء المكان مٌهللة، فاقتربت منه هند تهمس بصوت رقيق:
-مبروك علينا يا فهد
ربت على كتفه برفق مهنئًا:
-مبروك أنتِ عليا يا هند.

أعلن هاتفه عن وصول رسالة، فابتعد ببطئ وهو يخرجه
ثم صدح رنين الهاتف فجأة برقم غير مسجل، أجاب بهدوء:
-الووو مين
تلقى صمت تام في البداية، ولكن شعوره تعرف بمهارة على صاحبته
فقال بلهفة:
-كلارا!؟
ثم صار يسألها مسرعًا:
-كلارا أنتِ فين، رحتي فين يا حبيبتي؟! قوليلي على مكانك وأنا هاجيلك فورًا
ردت هي بعد دقائق بصوت متهدج غاضب لفح به الحقد:.

-كنت بحاول أكدب نفسي لكن مبروك يا فهد، وهديتك هتوصلك، انا رفعت قضية خلع يا زوجي العزيز!
ثم أغلقت الهاتف دون كلمة اخرى، ليتنفس هو باضطراب، ويكتم بصعوبة صراخ كاد يدوي منه بعنف.

بينما على الجهة الاخرى..
ما إن اغلقت الهاتف حتى نظر لها مروان ابن صديق والدها خليل
ليقول لها بهدوء مستنكرًا:
-أنتِ كدة ارتاحتي نفسيًا يا كلارا؟!
اومأت مؤكدة بصمت، ليمسك هو يدها يتحسسها ببطئ وهو يخبرها:
-طب أية؟ أنا قولتلك إني بحبك وإني عاوز اكمل حياتي معاكِ، واني ماصدقت تبعدي عنه وتعرفي انه مايستاهلكيش!
تنهدت بقوة، ولم تدري لم قالت له بهدوء جامد:.

-لو بتحبني وعاوزني فعلًا يبقى هتساعدني أطلق منه وأنتقم منه لحرقتي دي!
وبالطبع هو اومأ موافقًا بسعادة دون تردد!

في يومًا ما...
كانت تمارا تجلس في غرفتها تتنهد كل دقيقة بضيق حقيقي..
تغير عز كليًا كما وعدها!
أصبحت علاقتها بها مقتصرة على رؤيتها له من بعيد، أصبح يتجاهلها حتى كرهت تجاهله ذاك!
والجديد، أنه أصبح يعود متأخرًا كل ليلة ورائحة الخمر تفوح منه!
واليوم هي عقدت العزم لتواجهه..
رأت سيارته تدلف من باب المنزل فتنهدت بقوة وهي على أتم استعداد...
هبطت مسرعة لتجده يدلف من الباب، كان يسير بأقدام مترنجة بعض الشيئ..

رن هاتفه فأخرجه وهو يرد بلثم:
-الوووو
ثم ضحك بعدها مرددًا بخبث:
-طبعًا يا موزة، أكيد الليلة دي هتتكرر!
استمر في ضحكاته ثم أغلق الهاتف بعدها، كاد يسير ولكن فجأة وجدها تقف أمامه، بالقميص القصير الذي تنام به، تاركة لخصلاتها العنان!
حاول تخطيها ولكنها اقتربت منه وهي تسأله بغيظ:
-بتعمل كدة ليييية يا عز؟! لية التغيير الجذري دا؟ لية اتجهت لكل حاجة وحشة بأرادتك؟!
تأفف بضيق، ثم دفعها بقوة قائلاً بتهكم صريح:.

-طب ما أنتِ بتروحي الكباريه برضه بأرادتك! وبعدين دي حياتي ملكيش دخل فيها
وقفت امامه مباشرةً تكاد تكون ملتصقة به، فأغمض هو عيناه وكأنع يحاول استعادة سيطرته على نفسه...
يحاول كتمان شوقه الجارف لها، سمع همسها الخفيض وكأنها لا تصدق:
-هي وصلت للستات يا عز؟! بتخوني!
ابعدها بقوة ثم اجاب ببرود:
-أحنا مفيش بيننا حاجة عشان ابقى بخونك.

ثم سار يتأرجح نوعًا ما، اتجه لغرفته وما إن كاد يغلق الباب حتى وجدها خلفه تدلف وهي تهتف بشراسة:
-مش هاسمحلك، لو مش عشان نفسك يبقى عشان كرامتي انا!
رفع حاجبه بسخرية، ثم استدار وهو يردف ببرود جامد:
-أنا راجل وليا احتياجاتي زي اي راجل، والبنات اللي مش عاجبينك دول هما اللي بيشوفوا كيفي!
لوت شفتاها بغيظ وكادت تسبه بجزع:
-أنت انسان آآ...

ولكنه قاطعها عندما دفعها بجسده نحو الحائط لتلصق به شاهقة، هبط بشفتاه نحو رقبتها يتحسسها ببطئ وهو يهمس بصوت ذو مغزى:
-أنتِ جاية لية؟! عايزة أية، أنا متأكد إنك عايزه كدة برضه
إتسعت حدقتاها من وقاحته العلنية، فرفعت يدها تنوي دفعه، الا أنه قيد يداها بيد واحدة...
لتتجرأ شفتاه ملتهمة رقبتها البيضاء الظاهرة وما بعدها، بدت وكأنها تخدرت تحت لمساته!
فأغمضت عيناها بقوة تتنفس ببطئ، بينما هو يشبع وجهها تقبيلاً.

لم يقدر على كتم شوقه وجوعه لها أكثر، فاض به الكيل كما يقولون!
لفح الهواء جسدها بشدة عندما أزاح اطراف الفستان عنها، فهمست بصوت مبحوح جاهدت لأخراجه:
-عز...
صعد بشفتاه لثغرها يلثمه بعمق، ويهمس هو الاخر بين شفتاها:
-أنتِ عايزة كدة أنا متأكد، وانا مش هاحرمك واحرم نفسي من ليلة زي دي!
لم يعطيها فرصة الرد فظل يقبلها برقة مذيبة مثبتًا وجهها بيداه، صعدت يدها تلقائيًا تحيط ظهره، فثارت مشاعره الفياضة اكثر...

تجرأت يداه في تحسس منحنيات جسدها، وهي مستسلة تمامًا، وكأنها أدركت للتو أنها بحاجة لذاك القرب منه!؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة