قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

رواية قيود بلون الدماء للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

أتم القلب ما خُتم عليه، وتنفست الروح ما إنتمت إليه، وبقى العقل نادمًا على كل ما آل إليه!
كانت متيقظة تتمدد على الفراش لجوار عز الذي لم يستيقظ بعد، ظهرها له وكأن الوجه عُكست حروفه فلم يجرؤ على المواجهة!
كانت تشعر بنغزة غريبة منتصف ساحة القلب كادت تُتلف الرواسب المتبقية، تلومها وبكل زمجرة
لم فعلتي، لم ولمن سلمتي حصونك؟! وقلبًا يتيم من طرف بعيد يبغض ذلك اللوم الذي يفسد مجرى الأمور...

هبطت دمعتها عندما تذكرت بل أيقنت أنها لم تكن له سوى فريسة لأشباع رغبته فقط!
ولكن لمَ تجرها المشاعر التي عاشتها معه ليلة أمي نحو رياحًا اخرى...؟!
فجأة شعرت بشفتاه تحوم على رقبتها الظاهرة وتناغمه يطرب قلبها برومانسية:
-صباح الأناناس على أحلى وأغلى الناس
أبعدت يده عنها ببطئ وهي تهمس بصوت مبحوح:
-صباح الخير
حاولت الإبتعاد عنه لتنهض، ولكنه أوقفها ممسكًا بيدها يسألها برفق:.

-مالك يا حبيبتي؟ إنتِ متضايقه من اللي حصل امبارح!؟
كلماته حطمت القناع الواهي بالتماسك، فظلن تبكي وهي تردد بحسرة:
-مكنش ينفع يحصل، أحنا اساسا مش هنكمل مع بعض!
ظل يهز رأسه نافيًا بأصرار وهو يخبرها:
-مين الحمار اللي قالك كدة، طول منا عايش مش هاسيبك ابدًا
نظرت له بطرف عيناها الحمراء من البكاء، وبنبرة الاطفال همست له:
-والستات اللي بتعرفهم، وتولين؟
كادت ابتسامة خبيثة تشق سكون ثغره، ولكنه قال بصوت أجش:.

-أنا متجوز تولين لسبب معين، ثم إنك لية مابتفكريش إنك برضه بتعملي غلط لما بتروحي الكباريه؟!
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تهمس:
-بس آآ
ولكنه قاطعها عندما أقترب كثيرًا حتى لامس أرنبة أنفها بأنفه، غطت ملامحها أنفاسه التي تشبعت خلاياها فكادت تسكرها مرة اخرى...!
ثم أكمل بصوت هادئ رقيق:
-هتبطلي تروحي الكباريه وانا هبطل أشوف البنات دي، لو رجعتي هارجع، متفقين؟!
كانت مغمضة العينين تتنفس بتوتر، لتجيبه بحروف متقطعة:.

-م ماشي!
مس بشفتاه ملامحها الناعمة، توترت هي للغاية، يمارس اقصى ضغط مُتلف للتماسك عليها!
هي حتى لا تستطيع إبعاده وكأنه ألقى بتعويذة فغُمت جوارحها بترياق الاستسلام...
طوق خصرها بيداه التي تتحسس جسدها، ثم همس لها بحرارة:
-تعالي نكمل كلامنا، عشان في حاجات كتير اوي عايز اشرحهالك، اوي!
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تجادله بخفوت:
-لأ، مينفعش، كفاية!
امسك يداها برفق، ليخبرها بصوت ذو مغزى:.

-مينفعش تقولي لعاشق كفاية، زي ما مينفعش تقولي للجعان كفاية!
أصابعه تسير عند رقبتها ببطئ ويتابع:
-وانا عاشق، عاااشق ولهان، وعطشان نفسه يرتوي! لكن الظاهر اني مش هرتوي ابدًا
قاطع باقي حروفها بشفتاه التي إلتقطت شفتاها تأكلها بنهم...
بينما هي مستسلمة لذاك الجرف الذي يأخذها مع تيار القدر!

ما إن خطت رودين أول خطوة خارج المستشفى متجاهلة إنذارات الطبيب، فجأة وجدت من يسحبها من يدها بقوة نحو جهة مغلقة ليدفعها نحو الحائط، شهقت هي بعنف وبصوت مرتجف سألته:
-أنت م مين!؟
أبعد تلك التي تغطي وجهه ليظهر يوسف بقسماته المرسومة بغرابة تجذب أعينك سالبة إرادتك!
ثم همس لها:
-قدرك يا قدري!
سحبها من يدها نحو سيارته فظلت هي تزمجر فيه بغضب:
-اوعى سبني، هو دا اللي هتبعد عني؟! لا الصراحة طولت أوي!

أشار لها بأصبعه مرددًا:
-هششش لو مفكراني هسيبك بسهولة كدة تبقي هبلة
تأففت أكثر من مرة وهي تحاول إفلات يداه ولكن بلا جدوى...
ادخلها السيارة عنوة ثم ترجل هو الاخر متجهًا نحو وجهه لا يعلمها غيره..
نظرت له هي بغيظ متسائلة:
-اولاً مينفعش تاخدني بالغصب كدة ومفيش حاجة بتربطنا، ثانيًا أنت واخدني على فين هو أنت ساحب حمارة وراك؟!
أوقف السيارة فجأةً، ثم نظر لها يصطنع الغضب، وبصوت أجش اخبرها:.

-على فكرة أنا رديتك لعصمتي
كان الاعتراض على حافة لسانها ولكنه وضع إصبعه على شفتاها يهددها بخبث:
-هاتسكتي ولا أسكتك أنا بطريقتي؟!
عضت على شفتاها بخجل مستنكرة طريقته التي تثير أركان الحياء داخلها رغم كل ما مرت به...
لتجده يصرخ بها:
-بس!
ازداد توترها وهي تضغط على شفتاها أكثر مرددة:
-بس أية!؟
وضع إصبعه على شفتاها فجأةً يتحسسها ببطئ ليهمس لها:
-ماتعضيش شفايفك
أبعدت يده عنها بحركة مباغتة وهي تعنفه:.

-ابعد ايدك ماتلمسنيش
اومأ متأففًا وهو يشغل السيارة مرة اخرى ليسير بها...

مر الوقت ووصلوا الإسكندرية بعد ساعات، وهي لا تفقه شيئ مما يحدث!
هبط من السيارة ليتجه نحوها يجذبها بتمهل...
دلف بها إلى منزل صغير يبدو أنه مهجور، دلفا سويًا ليغلق الباب ببطئ مع سؤالها المستنكر ما يحدث:
-أنت بتعمل أية وجايبني هنا لية!؟
شمر عن يداه وهو يخبرها ببطئ منتظرًا رسمة الصدمة التي سيراها:
-بنتقم
شهقت هي متعجبة حديثه، لتهمس:
-بتنتقم! مني ولية؟

نظر في عيتاها مباشرةً وقد ظهرت نيران الجحيم التي كان يحاول إخفاؤوها دومًا، ثم قال بشراسة:
-بنتقم لأهلي اللي ابوكِ المصون موتهم بحسرتهم!
توالت الصدمات عليها كالصاعقة...
أبيها؟!
وهل لها أب من الاساس!؟
متى وكيف...
كلها اسئلة طرحها العقل متلفتًا بانهيار ولكنه لا يملك سلاحًا للإجابة..
ظل هو يقترب منها وهو يقول بخبث قاسي:
-دلوقتي جه وقت الحساب!

ومع كل خطوة كان يقتربها شعرت هي بدقات قلبها تهددها بالتوقف حتمًا...!

إستيقظت كلارا على صوت يأتي من بلكون غرفتها، نهضت مسرعة تهندم ملابسها وهي تتجه نحو البلكون تهتف متسائلة بقلق:
-مين! مين هنا؟
وفجأة دلف فهد من البلكون ليضع يده على فاهها قبل أن تصرخ، لتشهق هي بصوت مكتوم وقد أتسعت حدقتاها!
أثارته حركة شفتاها تحت يداه الخشنة لوهله ولكنه تجاهلها وهو يهمس لها بخبث دفين:
-كنتي مفكرة هتفضلي هربانة مني كتير ولا أية يا زوجتي العزيزة؟!
أبعدت يده بقوة لتردد بعدها بحدة مغتاظة:.

-أنت اية اللي جابك هنا وازاي تيجي اصلًا؟ وبعدين أنا مش زوجة حد، كلها كام يوم وهنطلق
زجرها بعنف ممسكًا بذراعيها:
-تبقي بتحلمي، أنا مش هطلق أنسي
لوت شفتاها بتهكم ساخرة:
-لية مش كفاية المحروسة التانية ولا اية!
وضع يده على شفتاها ليهتف بجدية:
-أنا متجوزتهاش عشان أنا عايز أتجوزها، أنا اتجوزتها عشان رضا امي مش اكتر وعارف اني هنفصل عنها
عقدت ذراعيها ثم نظرت للجهة المقابلة وقالت:.

-مليش دعوة اللي أعرفه إنك خاين، وأنا مابكرهش في حياتي قد الخيانة!
وقبل أن يرد كان الباب يُطرق بهدوء، لتتسع هي حدقتاها بهلع وهي تهمس شاهقة ؛
-يالهووي يالهوووي يا فضيحتك يا كلارا دلوقتي يقولوا عليا أية!
أشارت له نحو الفراش وهي تخبره مسرعة:
-انزل تحته بسرعة انزل يلا
رفع حاجبه الأيسر غير مصدقًا ذلك الوضع المتلاعب به الذي وُضع فيه...!
نظر لها ثم قال بجدية ساخرة:.

-إنتِ لية محسساني إنهم مسكونا في شقة مشبوهه!؟ أنتِ مراتي يا حبيبتي
توسلته بعيناها التي كانت تزجر له منذ قليل، وهمست:
-عشان خاطري يا فهد، والنبي استخبى حتى ورا الستارة دلوقت
تأفف هو بضيق وهو يومئ موافقًا على مضض:
-امري لله، يلا هتروحي من ربنا فين!
تنهدت كلارا وهي تعدل نفسها ثم فتحت الباب ببطئ لتجد مروان يبتسم بسماجة متمتمًا ؛
-صحيتك ولا أية؟
هزت رأسها نافية بتوتر:
-آآ لأ، في حاجة ولا أية؟!

مد يده يحيط وجنتها بيده هامسًا بنبرة ذات مغزى:
-لا ابدا، أنتِ وحشتيني بس فقولت أجي اشوفك
نفضت يداه مسرعة خوفًا من خروج ذلك المتهور الغيور...
ثم أردفت بصوت مبحوح:
-طب روح يا مروان وانا هنزلك نتكلم تحت
حاول مروان الاقتراب منها يسألها:
-مالك يا حبيبتي في أية!؟
لم يطق فهد التحمل أكثر فخرج فجأةً وهو يستطرد بحدة مخيفة:
-تعالى بقا يا حبيبي وانا هاعرفك في أية بالتفصيل...!

بعد مرور يومان تقريبًا...
أتت تمارا من الخارج لتوها، لم تصدق أن عز ذهب في مهمة في عمله فخرجت لتشم الهواء كما يقولون...!
تتمشى في الطرقات بشرود قليلًا وهي تفكر بما حدث، كيف أنقلبت موازين كل شيئ كانت تضعه في حسبانها!
كيف تأثرت به هكذا وخضعت له؟!
اتجهت إلى الاعلى ببطئ فسمعت صوت ضحكات تولين التي كانت تزعجها باستمرار منذ أن أتت...
ضيقت ما بين حاجبيها وهي تهمس بانزعاج:
-دا أية المسخرة دي!

ولكن أثارها الفضول فسرعت خطواتها قليلًا لتتجه نحو غرفة تولين، وقفت امام الغرفة مباشرةً وكان باب الغرفة مفتوح فاتسعت حدقتا عيناها وهي ترى تولين تضحك ضحكة خليعة وتميل على عز فتغطيه وهي تفتح ازرار قميصه ببطئ شديد و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة