قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السادس عشر

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السادس عشر

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السادس عشر

يا إلهي لقد قيدها! تلك المعرفة جعلت دم ألكسندرا يتدفق دافئاً في أوردتها، شعرت به يبتعد قليلاً وعيناه تتجولان بمتعة على منحنياتها الشهية، توقف أخيراً عند بطنها المسطحة، قبل أن يعود ليتأملها والرغبة الجائعة تطل من عينيه.

أحنى رأسه بينما حركت وجهها محاولة تفادي فمه والذي هبط مطالباً بفمها بإغراء شديد. كانت تتلوى محاولة تحرير نفسها. أبدا لن تستسلم لتلك المشاعر مهما كان الثمن. ليام يكرهها لقد قالها لمرات لاتعد. لكن هذا لم يمنعه بالمطالبة بجسدها رغم ذلك. مستحيل أن تتركه يدمرها بكرهه. حركت يديها بقوة محاولة التملص من القيود. لكن المعدن البلاتيني كان محكماً بشدة.

أخيراً عادت نظراتها إليه تتوسله. لكن ما رأته بداخل تلك العينين الباردتين جعل أحشائها تتلوى. تلك الرغبة الداكنة العميقة سيطرت عليها وجعلتها تتوقف عن المقاومة...
للحظات كان يتأملها فقط. حين حاولت أخيراً كسر الرابط الغير مرئي بينهما. هبط ليام مرةً أخرى ليأخذ هذه المرة شفتيها في عناق وحشي متقد بالمشاعر...

لم تعد تستطيع مقاومته وجسدها ينتفض من رغبتها في عناقه. استسلمت للمشاعر القوية التي سيطرت عليها وأصبحت ضائعة في موجة المتعة التي ولدتها أصابعه الخبيرة...
للحظة كانت غائبة في ظل المشاعر المكثفة والعميقة والتي ستصيبها بالجنون وفم ليام يجتاح فمها ويداه تتجولان على جسدها ترسلان فيه أمواجاً متتالية من المتعة...

أصبحت تحترق من رغبتها في عناقه في أن تصبح له، المعدن البارد يضغط على رسغها الرقيق، لكنها لم تعد تهتم سوى بهذا الرجل الذي كان يلمسها بطرق جعلت جسدها ينبض بالحياة مجدداً...
- ليام أرجوك! صرخت بخفوت غير قادرة على احتمال المزيد
تنفس ليام الخشن بدا قاسياً وهو يزفر بقوة محاولاً السيطرة على جسده.
- قوليها مرةً أخرى! همس قريباً منها مستمراً في مداعبة أذنها
- أرجوك! همست ألكسندرا وصوتها يضيع بين شهقاتها.

حين أيقن أخيراً باستسلامها الكلي له، رفع ليام رأسه يتأمل شفتيها المنتفختين ووجهها المحتقن من الرغبة، قبل أن يحرك يده ليفتح قيدها بسهولة ويهمس بصوته البارد والذي جمد جسدها فجأة:
- سنتوقف هنا الليلة ألكسندرا، يمكنك العودة للنوم الأن!

فتحت ألكسندرا عينيها بذهول وشعرت بطعنة في أحشائها، لقد كانت عارية تماماً ومقيدة في سريره، بينما كان لايزال بكامل ملابسه مسيطراً على جسدها. انتفضت بعنف تغطي عريها المخزي بينما تجمعت دموع الاهانة في عينيها، لقد جعلها تستسلم له. تستجديه ثم نفضها عنه كشيء قذر...
- تباً لك أيها اللقيط! صرخت والدموع تمنعها من الرؤية
لكنه كان قد غادر تاركاً ألكسندرا تنتفض ودموع الحسرة والمرارة تبلل وجنتيها...

في الصالة الرياضية للفيلا،
ظل ليام يضرب كيس الملاكمة بوحشية إلى أن شعر أخيراً بالإجهاد، مشاعره متضاربة وقلبه يخفق بقوة لدرجة أنه يشعر بالطنين في أذنيه، لقد جعلته للحظة يفقد عقله، كيف لمشاعره أن تخونه، بهذه السهولة فقد سيطرته على نفسه وللحظة نسي من تكون ألكسندرا...

لقد ترك مشاعره تخذله رغم كل الألم الذي عاناه بسبب تلك الساحرة النائمة في سريره، جعلت منه غبياً، معتوهاً وأحمقاً، لكن بقبلة واحدة كاد يضيع لينسى كل شيء سوى رغبته المتقدة بها...
- اللعنة! شتم ليام وهو يرمي القفازين على الأرض بينما صدره يعلو وينخفض بهياج.

طوال ساعات كان قد ركض على الشاطئ، ثم عاد ليعذب نفسه عله ينسى رغبته الشديدة بألكسندرا، لكن بعد كل هذا التمرين المجهد. كان لا يزال يرغب بها كالجحيم، أخيراً قرر أن يعود إلى المسبح عله يطفئ النيران التي أشعلتها بداخله...

حين عاد إلى الغرفة مع بزوغ الفجر، كانت ألكسندرا قد خلدت للنوم، اقترب ببطء من السرير ينظر إلى ملامحها الناعمة والتي كساها الحزن فرت دمعة لتسيل ببطء على خدها، بينما ترك القيد آثاراً حمراء على رسغيها، عصر يده بعنف محاولا مقاومة شعوره في الاقتراب منها ومسح تلك الدموع...
تبا! هي لن تستحق عطفه الآن كما لم تستحق حبه وإخلاصه في الماضي!

تذكر ذلك جيداً ليام! ألكسندرا هنا لتكفر عما اقترفته في حقك لسبع سنوات! بعدها يمكنها الرحيل ولتختفي إلى الأبد إن أرادت!
- هذه المرة لن تأخذي ماهو لي ألكسندرا! سترحلين وحيدة!
أقسم بصمت ليعود أدراجه مغلقاً الباب ويتركها في غرفته المحملة بالذكريات القاتمة...

تسللت أشعة الشمس من الستائر المفتوحة لغرفة النوم، فتحت ألكسندرا عينيها تشعر بالألم يسري بجسدها ويتخلل كل انش منه، لتفاجأ بماريا والتي وقفت وسط الغرفة تحمل صينية الفطور، رفعت ألكسندرا الغطاء تخفي صدرها بيدٍ مرتعشة وقد احمرت وجنتاها من الخجل...
- صباح الخير سيدة ماكسويل!
قالت ماريا بصوتٍ جاف لم يحمل أي ترحيب...

كانت نظرات مدبرة المنزل توحي بعدم رضاها عن ألكسندرا أو حتى عودتها إلى المنزل بعد كل تلك السنوات، تتذكر القليل عن مدبرة المنزل هذه، كانت لطيفة مع مير على الأقل...
الذكرى جعلتها حزينة وأضافت ألماً إلى آلامها الكثيرة، ابتسمت محاولة إخفاء شعورها وهي تتحرك لتسمح لماريا بوضع الصينية على السرير...
- شكراً لك ماريا لطف منك أن تحضري الفطور إلى هنا، كنت سأنزل بعض لحظات.

- إنها أوامر السيد ماكسويل! والآن معذرة علي الإنصراف!
حركت ألكسندرا رأسها علامة على الموافقة ورحلت ماريا مغلقةً الباب، تاركة لألكسندرا حرية الغوص في ألمها وأفكارها القاتمة عن ليام وعن المستقبل...
أمس كانت مشوشة، هذا هو السبب ليس هنالك من تبرير أخر لما حصل، يكون واهماً إن فكر أنها ستستسلم له مجدداً...

وضعت الصينية على المنضدة بجانبها وقفزت من السرير نحو الحمام، ستستحم ثم تذهب للبحث عن ابنها ويكون غبياً إذا فكر أنها ستتنازل عن حق من حقوقها في ماكس...

تلك القوة التي لم تعلم حتى من أين انبثقت جعلتها تشعر بالارتياح، أنهت حمامها سريعاً قبل أن تلتف برداء ليام وتنسحب بهدوء نحو غرفتها القديمة، لدهشتها كان كل شيء في مكانه كالسابق، خزائن ملابسها التي أهداها لها ليام منذ سنوات كانت معلقة بترتيب في غرفة الملابس، تلك الحقائب اليدوية الثمينة والأحذية الباهضة، لمست ألكسندرا أحد تلك الأحذية بإعجاب...

لقد كانت هنا منذ سنوات، رؤيتها للملابس التي أصر على أن ترتديها قبل رحيلهم ظلت هنا لم يتخلص منها حتى بعد رحيلها جعلت تلك الذكرى كل شيء يبدو حقيقاً فجأة...
لقد فقدت مير! يا إلهي شقيقتها توفيت حقاً!
تلك المعرفة جلبت الكثير من الألم الذي عاد يطفو ليغطي حتى على أحداث ليلة أمس وهي تشعر بحنينها لمير يتدفق بين أوردتها ليشعرها بالمعنى الحقيقي للفقدان...

توقفت أخيراً عن التفكير وهي تمسح الدموع التي نزلت غزيرة على وجهها.
لا ألكسندرا! لطالما كنت قوية! لا تجعليه يشعر بضعفك وإلا سيحاربك به! فكري بماكس كوني قوية من أجل طفلك!
أخيراً نفضت الحزن بعيداً وعادت لتخزين الذكريات في مكان عميق من روحها، قبل أن تختار فستان أسود وحذاء مكلف أحبته رغماً عنها وذهبت لإيقاظ ابنها...

عبرت الممر محاولة الوصول إلى غرفة ماكس، لتتسمر من الدهشة، وهي تسمع الأصوات تتعالى كما فعلت منذ سبع سنوات، هذه المرة لم تحتج أن تقتفي الصوت بحثاً عنهما كانت تعرف جيداً أين كان ليام وابنها...

جلس ليام على السجاد السميك، يضحك بقوة وهو يشاهد ابنه المهتم جداً بلعبة الفيديو التي ابتكرها من أجله، رفع رأسه فجأة وتحولت الابتسامة في عينيه إلى الجمود. ثم إلى السخرية وهو ينظر إلى ألكسندرا في ثوبها الأسود الرقيق والذي ذكره كثيراً بالماضي، انتبه ماكس أن والده لم يعد مهتماً باللعبة، رفع رأسه هو الأخر وقفز بسعادة نحو ألكسندرا والتي استقبلته بين ذراعيها بحب...

- أمي! ليام ابتكر لعبة من أجلي للتو! أتتخيلين هذا؟ لدي لعبة لم يرها أحد قبلي! قال الطفل بمرح
حركت ألكسندرا رأسها وهي تنظر إلى طفلها الشبيه بليام بحب شديد...
- هذا شيء رائع!
- بل أكثر من رائع! هتف الطفل ممسكاً بيدها يسحبها إلى حيث كان ليام جالساً ونظراته الباردة المسلطة عليها لا تفارقه
أخيراً وقف لينظر إلى ابنه والذي كانت علامات السعادة بادية على وجهه البريء قبل أن يقول بحنان:.

- ربما سنريها لأمك بعد أن نعود من جولتنا!
مد يده إلى الصبي الذي عاد ليتعلق به وينظر إلى والدته التي شلتها الصدمة، حاولت أن تجد صوتها لتقول:
- إلى أين؟!
- لقد وعدني ليام أن نذهب في جولة إلى الشاطئ مارأيك بأن ترافقينا أمي؟!

شعرت ألكسندرا بأنها لم تعد تتحمل المزيد، كل شيء يعيدها إلى نقطة البداية، كل ذكرى تمزق قلبها ببطء، لماذا يجب عليها أن تستعيد كل تلك الذكريات اليوم؟ اللعنة! لا تريد أن تشعر بالضعف أو الخوف أمامه! لكن كل شيء يقف في طريقها...
أخذت نفساً عميقاً محاولة إخفاء تأثرها قبل أن تقول بصوتٍ حاولت بكل قوتها أن يبدو طبيعياً:
- ربما غداً حبيبي. أمك تشعر بتوعك بسيط.
- حسناً.

قال الصبي وقد شعر بالقليل من الخيبة بددها ليام وهو يحثه على التحرك دون أن يتوقف عن تفرس ملامحها الشاحبة...
هل يهتم؟ نفض هذه الفكرة سريعاً واتجه نحو ابنه الذي كان ينتظره تاركاً ألكسندرا والتي انهارت على أقرب أريكة...
كان الظلام قد حل حين عاد ليام وماكس إلى البيت، لم يتوقف عن الحديث لدقيقة عن مدى جمال البحر وكل الأماكن الرائعة التي زارها...

أخيراً خلد ماكس للنوم مجهداً وظلت هي بقربه ساهرة ومتعبة، باغتتها ماريا والتي وقفت عند الباب لتخبرها بصوتها المتحجر البارد والذي بدأت تعتاده:
- السيد ماكسويل ينتظرك في مكتبه!
- حسناً سأنزل بعد دقائق.

قالت دون أن تحاول النظر إليها. ماريا كانت تشعرها بعدم الترحيب. نظراتها مليئة بإدانة لم تفهم سببها وفي ظل الظروف الراهنة كان هذا آخر شيء تريد التفكير فيه، عادت إلى غرفتها بحثاً عن ملابسها لتفاجأ بأن غرفة التبديل فارغة، ارتفع الغضب ببطء بداخل صدرها:
- لكن من تظن نفسها هذه المعتوهة؟!

صرخت بغيظ وهي تتجه إلى الرواق مقررةً أن تصب جام غضبها على ماريا، وقبل أن تصل إلى الباب، صرخت من الرعب وهي تحدق إلى ليام الذي كان يسد الباب بجسده القوي...

كان وسيماً للغاية في بدلة سوداء رسمت بعناية عضلات صدره وبطنه الصلبة، بينما التفت حول ذراعيه وساقيه القويتين لتعطيه منظراً مثيراً للغاية، في ظروف أخرى كانت لتعجب به رغما عنها، لكن نظرة واحدة إلى تلك العينين الباردتين واللتان كانتا تهينانها حتى دون الحاجة إلى الكلام، جعلتها ترغب فقط في أن تنشب أظافرها في وجهه لتشوه ذلك الوجه الوسيم.

أخيراً تحدث ببرود دون اهتمام لثورة الغضب في عينيها. نظراته الحادة ألجمتها لثوان:
قبل أن تعود لتندفع نحوه وهي تصرخ: - بحق السماء كيف تسمح لمدبرة منزلك بالعبث في أغراضي دون حتى الرجوع إلى! من تحسب نفسها لتنقل حقائبي إلى غرفتك؟! يجب عليك أن تفهم جيداً أنني أحترم خصوصيتي ولا أرغب في تقاسم أي شيء خصوصاً معك! هذه غرفتي الخاصة وأرغب في البقاء هنا!

تفرستها عيناه بسخرية قاتلة قبل أن يمسك بذراعها ويقربها منه، أنفاسه لفحت وجهها والكلمات تخرج من فمه كالسياط تجلدها دون رحمة:
- لا أظن أن هذه كانت كلماتك أمس ألكساندرا وأنت تستجدينني لأمتلكك فوق ذلك السرير!
- أيها الحقير كيف تجرؤ؟!
كلماته الساخرة المزدرية جعلتها تشعربالإهانة لترفع يدها محاولةً صفعه...
- لا حبيبتي! لن تصفعيني هذه المرة! لقد ولت تلك الأيام من دون رجعة ليكسي!

طوق يديها خلف ظهرها بيد واحدة بينما رفع وجهها نحوه ليأخذ شفتيها في قبلة متطلبة، تلوت بين ذراعيه محاولةً الفرار دون جدوى كانت محاصرةً على جدار صدره الصلب والذي أصبح يضغط عليها، رفعها فجأة بمقابل الجدار دون أن يتوقف للحظة عن تقبيلها، لم تعلم في أي وقت أصبحت يداها تطوقان عنقه بقوة لتعيد له قبلاته بنفس الحماس والرغبة، يداها تعبثان بخصلات شعره بينما جسدها يضغط على جسده مطالباً بهذا الوضع الحميم، أخيراً توقف ليام عن تقبيلها، كانت تعلم أنها ما إن تفتح عينيها حتى تشعر بالإهانة من حماقتها...

- إفتحي عينيك! أمرها ليام بصوتٍ أجش من الرغبة
- لا! ردت ألكسندرا وهي تزم شفتيها باصرار
- إفتحيهما! أصر ليام وقد خفت نبرته الحادة قليلاً
شعرت بأنها محاصرة وأنفاسه الدافئة تلفح بشرتها لتزيد من اضطرابها، أخيراً فتحت عينيها مجبرة نفسها على تحمل نظراته الباردة، لا شك أنه سيسخر من استسلامها الآن!
لكن على العكس تماماً، كانت عينا ليام خاليتان من أي سخرية. لوهلة شعرت بنظرة مختلفة، عميقة، جعلت جسدها يرتعش...

لمس جبينها الذي كساه العرق مستمراً في تأملها، واقتربت أنامله لترتب خصلة نافرة بحنان.
كانت مشلولة تماماً وهي تنظر إليه بدهشة، هل حقاً هو ليام؟ ليام البارد الذي لم يكف عن تعذيبها منذ أن وقعت عيناه عليها؟!

لقد بدا مختلفاً الآن، مختلفاً عن أي مرة تتذكرها، لو لم تكن تثق بعقلها لأقسمت أنها لمحت القليل من المشاعر وسط تلك الزرقة المظلمة، حركت رأسها بقوة محاولة أن تنفض عنها الخيالات التي كانت تعصف بكيانها من قربه الشديد...
- ليام يجب أن.

لم يترك لها مجالاً للكلام مجدداً وهو يرفعها ويعبر بها الرواق نحو غرفته خانقا آخر العبارات في حلقها بعناقه الحار، وضعها على السرير مستمرا في تقبيلها بحرارة أذابت عظامها وجعلت جسدها يتحول إلى هلام...
أخيراً رفع رأسه يتأملها بإعجاب وبكلمات من لغته الأم لم تفهم منها شيئا، لكنه بالتأكيد بدا راضيا وعيناه تشعان ببريق مثير...

هبطت يداه تحررانها من فستانها الرقيق بسهولة، لم تعترض ألكسندرا للحظة، بل وجدت نفسها تفتح سترته وتتجول يداها على صدره الصلب تتلمسه برقة بينما حركة صدره ترتفع وتهبط بقوة غير طبيعية...
تأملها ليام وعيناه تشعان برغبة قوية لم يعد يستطيع كبحها، كانت فاتنة، مغرية وفي سريره وككل مرة بدت الكيمياء بينهما متوافقة بشكل لا يصدق...

أزاح السترة عنه بقوة، تلاها قميصه الذي انتزعت معظم أزراره، شعر بجسدها ينتفض. وهي تحاول انتزاع نفسها من بين ذراعيه في مقاومة واهية كبحها بجسده المسيطر...

ليام كان قد دك كل حصونها بسهولة وجعلها مستعدة للاستسلام مرةً أخرى، لم يترك لها المجال للإعتراض مجدداً وهو يرفع يديها برفق ليثبتهما فوق رأسها، بينما يده الأخرى تبحث في جيب بنطاله، أخيراً رفع السلسلة الرفيعة من الماس وثبتها حول معصميها مقيداً يديها إلى السرير...
- هكذا أفضل!

قال وعيناه تمسحان جسدها برغبة ذكورية خالصة، شعرت ألكسندرا بقلبها ينبض بقوة والدماء تندفع بحرارة في شرايينها، كانت تتلوى محاولةً الإفلات، ضحك ليام وهو يتأملها قبل أن يهمس بصوتٍ بارد:
- صدقاً ليكس، كم مرة جعلك أليساندرو تشعرين بمثل ما تشعرين به الآن بين ذراعي؟!
نزلت كلمات ليام القاسية المحتقرة عليها كالماء البارد.
- ماذا؟

تصلبت فجأة وهي تنظر إليه بعينين واسعتين ملأهما الذهول، لتتحرك محاولةً أن تفك قيدها دون جدوى، رفعت رأسها إليه لتقابل وجهه الساخر والذي اختفت الرغبة منه ليحل محلها الاحتقار لتقول بتحد سافر:
- مائة مرة، بل آلاف المرات!
شعت عيناه ببريق غامض وهو ينزل ليهمس أمامها وأنفاسه الحارة تلفح جسدها: - سيكون لدي الكثير من الوقت لتطهيرك زوجتي المخلصة!

لم يترك لها مزيداً من الوقت للاحتجاج. غمرها بعاطفته القوية والغير محبة...
في الصباح حين استيقظت،
بدا شعر ألكسندرا مشعثاً، شفتيها متورمتين والأسوأ من كل هذا أنه في آخر مرة أخذها فيها بكت دموعاً حقيقة، لابد أنه شعر بطعمها على شفتيه، لكن أبداً لم يهتم مستمراً في تعذيبه اللذيذ إلى أن سمع أنينها المتوسل...

تحركت بصعوبة لتسحب الغطاء حول جسدها محاولةً الوصول إلى الحمام قبل دخول ماريا، لا تريد أن تشعر بالخزي أكثر مما تحس به...
هل يظن فعلاً أنها كانت على علاقة غرامية بأليساندرو؟ الخنزير السافل! لابد أنه استمتع بتوسلاتها، أبداً لن تسمح له بالانتصار عليها مرةً أخرى! أبداً لن تستسلم لإغرائه الرخيص!

فتحت المياه الدافئة على جسدها المنهك والمتعب لتنعم بالقليل من الراحة والهدوء، أخيراً أقفلت المياه وأمسكت بالفوطة لتلف بها نفسها، هالتها الكدمات التي لم تنتبه إليها من قبل، كان معصمها متورماً وقد تحول اللون الأحمر إلى تورم بنفسجي بشع، لعنته ألكسندرا وهي تخرج من الحمام لتفاجأ بماريا والتي كانت ترتب الغرفة...
- ماريا.

قالت ألكسندرا بفتور قبل أن تتجه إلى غرفة تبديل الملابس، كانت ملابسها موضوعة بترتيب متقن في الخزانة المقابلة لخزانته، تنهدت بعمق هي لن تستطيع الفوز بتحديه، فهي تعلم جيداً أن التحدي يزيده إصراراً وحماساً، يظن أنها لعبة جديدة يستمتع بفك شيفرتها، ستريه كم هو مخطئ!

أمسكت بفستان أبيض دون أكتاف واندست فيه بسرعة. ملابسها التي أحضرتها على عجل كانت غير مناسبة للجو الصيفي لمقاطعة أورونج كاونتي، الجو كان مشمساً وحاراً مختلفاً تماماً عن جو لندن البارد...
جعلها التفكير بلندن تشعر بانقباض شديد، أليساندرو، لابد وأنه سيصاب بالجنون محاولاً الاتصال بها.
يا إلهي كانت قد نسيت الاتصال به في خضم كل الجنون الذي كانت تعيشه في الأونة الأخيرة!

ارتدت صندالاً صيفياً أبيض مناسباً واتجهت عائدةً إلى الغرفة لتبحث عن هاتفها، رن الهاتف لوقت طويل لكن دون جدوى، حاولت وحاولت إلى أن شعرت باليأس، في آخر محاولة سمعت صوته من الجهة الأخرى:
- أهلا ألكسندرا...
كان صوته مختلفاً، بارداً وحتى رسمياً، شعرت بوخز في قلبها ألجمها للحظة، أخيرًا استجمعت قواها لتقول بصوت ظهر يائساً رغماً عنها:
- أليساندرو كيف حالك؟!

ظل صامتاً ل حتى ظنت أنه لن يجيب قبل أن يعود ليقول برسمية: - أنا بخير ألكسندرا! لقد توصلت برسالتك...
- إسمعني أليساندرو أرجوك! أنا فعلاً آسفة أنني لم أستطع وداعك بطريقة لائقة، أتفهم غضبك وسأتفهم إذا لم ترد مسامحتي لكنني أحتاجك.
لم تستطع إكمال جملتها، شلتها المفاجأة وهي تتطلع إلى ليام الواقف قرب الباب المفتوح بملامح شيطانية جعلتها ترتعش خوفا، عيناه! يا إلهي عيناه كانت تنضحان بشرٍ حقيقي!

اقترب منها بسرعة لينتزع الهاتف من يدها المرتعشة، ويلوح به بقوة نحو الجدار، قبل أن يرفعها من ذراعها لتنهال يده القوية على وجهها الرقيق بصفعة جعلتها تسقط على السرير...
كان يعصر فكه بقوة وظهرت نظرة عداء وكره في عينيه، حين أمسك بيدها مرةً أخرى، صرخت ألكسندرا مرتعبة، كانت نظراته المسلطة عليها متوعدة ومخيفة عيناه ضيقتان تنذران بالخطر، اقترب منها لينفث تهديده المزدري في وجهها:.

- فكري مرة أخرى في أليساندرو وأنت تسكنين تحت سقف منزلي، وسأجعلك تتمنين الموت!
نفضها بقرف قبل أن يصفق الباب بعنف وتسقط ألكسندرا على ركبتيها تنتحب بألم وهي تصرخ:
- تباً لك أيها الحقير! أنا أكرهك! أكرهك ليام!
بينما انسابت الدموع غزيرةً على وجهها حيث طبعت آثار صفعته،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة