قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السابع عشر

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السابع عشر

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السابع عشر

طوال اسبوعين، استمر ليام بفرض سيطرته على ألكسندرا والتي كانت في غالب الأحيان تنتهي باستسلامها المهين له وهي تستمع لكلماتها غريبة بين شفتيها متوسلة اياه لامتلاكها...
في كل ليلة، كانت تقنع نفسها أنها ستكون الأخيرة وأنها لن تسمح له بلمسها مرة أخرى، لكن من تخدع!

كانت تذوب مع أول لمسة من يديه، من بين كل رجال العالم كانت تعشق الرجل الذي يتلدد في تعذيبها وبأسوء الطرق، كان يستغل ضعفها الجسدي نحوه لينتقم منها، وهي كانت تسمح له بذلك دون أية مقاومة...
ضمت ألكسندرا يديها على شكل قبضتين وهي تنظر إلى انعكاسها في المرآة...

لقد أصبحت مختلفة، غريبة حتى على نفسها، منذ متى تحولت إلى زوجة منصاعة دون ارادة؟، تنتهي لياليها بالتوسل وهي مقيدة إلى السرير، إلى متى سيستمر في تعذيبها بتلك الطريقة المهينة؟
وقفت ألكسندرا مقررة أنها اكتفت. لا مزيد من الحب الجارح! ولا مزيد من الانصياع لتلك الرغبات المظلمة!

لكن قبل أن تفعل كان ليام يفتح الباب وتصطدم عيناها بعينه المحدقتين بحدة كالصقر، لوهلة ظل يتفرس ملامحها التي ارتعبت من نظراته قبل أن يعود لبروده المعتاد ويقول بغطرسة آمرة:
- غيري ملابسك! لدينا حفل عشاء الليلة!
اتسعت عينا ألكسندرا بصدمة من يظن نفسه ليعاملها بتلك الطريقة؟!
تحركت من مقعدها بعصبية وهي تقترب منه، لتقول بصوت مختنق: - حفل عشاء الليلة؟
- لستِ صماء على الأقل! رد بتهكم.

كان يسخر منها، أخيرا وصلت لدرجة من الغضب لتنفجر في وجهه: - لا!
قالت ألكسندرا بشبه صرخة وهي تحدق بتحد إلى ملامحه الساخرة والمتغطرسة والتي قست فجأة.

- حقا؟! قال وعيناه الباردتان تمسحان وجهها المتمرد قبل أن يقترب منها بهدوء ليقلص المسافة الصغيرة بينهما ويشدها إليه بسهولة وكأن لا وزن لها ويهمس باحتقار شديد أنت مجرد دمية صغيرة بلهاء! ليس لديك الحق في أن تبدي أي رأي! أنت ومنذ اللحظة ستنفدين ما يطلب منك بفم مطبق مفهوم!
كان يعصر ذراعها بقسوة إلى أن أنَّت من الألم.
- أنت أكثر شخص حقير عرفته! صرخت ألكسندرا بقهر.

- لقد تعلمت من الأفضل صغيرتي! أنت محترفة جدا في هذا الفن! والآن مارأيك لو تتجهزين بسرعة؟ لدينا القليل من الوقت قبل أن تصل الطائرة المروحية!
كانت الدموع الحبيسة في عينيها تهدد بالنزول، قاومت بضراوة لكي لا تستسلم لضعفها وتبكي أمامه، دفعت يده الممسكة بذراعها واتجهت نحو غرفة تبديل الملابس لتصفق بابها بقوة أمام ملامحه الجليدية...

في غرفة الملابس ظلت تنظر إلى الفستان، الذي أحضرته ماريا في وقت سابق دون حتى أن تخبرها عنه، بانزعاج ممزوج بمشاعر متناقضة فالفستان كان رائعا...
ماريا تشعرها بالجنون مؤخرا! ترغب فعلا في خنقها! لكن منظر الفستان المتلألأ بألوانه المبهجة وقصته الراقية جعلتها تنسى حماقات ماريا وحقارة ليام لترغب في تجربته...

وقفت تتأمل نفسها في الفستان الذي رسم منحنياتها بدقة وانساب على جسدها كجلد ثاني، شعرت بأنها أميرة وهي تتمايل في غرفة التبديل بينما ألوانه المتداخلة بين الأحمر الصارخ والأرجواني أضفى سحرا لا يقاوم على ملامحها الرقيقة وشعرها الملتهب والذي ناقضته بعض الخصلات ذهبية للون شعرها الأصلي...
كانت فاتنة حتى دون زينة، خرجت إلى الغرفة لتجد ليام واقفا ينتظرها وقد بدا مهتما بمكالمة بالايطالية...

للحظة شعرت أنه تسمر في مكانه وعيناه تتجولان عليها بنظرات متفحصة قبل أن يعود البرود ليغلف ملامحه والتي كانت صعبة الفهم أو الاختراق، أقفل الهاتف واتجه نحوها:
- هل أنت جاهزة؟ سأل بصوت قاس
حركت رأسها بمعنى نعم متفادية أي جدال قد يتحول إلى كارثه قبل أن يضيف: - ماريا ستتولى الاعتناء بماسيموس، ونحن علينا الرحيل الآن!

اقتربت ألكسندرا من المرآة دون حتى أن تجيبه لتضع أحمر شفاهها وتنهي تألقها ببخة من عطرها المعتاد والذي ألهب حواسه، اقترب منها إلى أن ارتجفت وهي تنظر إلى انعكاسه في المرآة الكبيرة لمنضدة التزين، ليفتح علبة أخرجها من جيب سترته الأنيقة ليخرج عقدا رقيقا من الماس مطعم بحبات من الزمرد زين به نحرها العاري...

رفعت يديها تتلمس العقد المحكم حول رقبتها، كان شبيها بقيوده التي زينت معصميها طوال هذه الفترة، لا شعوريا نظرت إلى معصميها حيث رسم القيد أثره، لقد نسيت أن تضع القفاز الرقيق المصاحب للفستان.
كان يعرف عن أثر قيوده لهذا جلب القفاز اللعين، لكن هذا لم يثنه عن استعمال القيود كل ليلة ليثبت سيطرته، تلك الفكرة المخزية جعلت جسدها يتصلب باحتقار للنفس...
ابتعد عنها ببطء ليقول: - علينا التحرك الآن...
- دقيقة!

قالت ألكسندرا بصوت متوتر، لتعود إلى غرفة التبديل ترتدي قفازيها، آخر ما كانت تريده هي احراج نفسها أمام مجتمعه وآثار القيود بادية على معصميها...
لكن منذ متى أصبحت تهتم؟!

طوال الطريق الذي لم يبدو أنه سينتهي كانت تنظر إلى النافذة محاولة تفادي أي مشادة كلامية معه، إنها تحارب طواحين الهواء في تحدي ليام وهي تعبت فعلا من ذلك، ليام كان يحمل لها الكثير من الكره والاحتقار. ولحزنها الشديد لم تعد منيعة ضد سحره، كان جسدها الخائن يذوب مع كل لمسة من يده، قلبها يريد أن يصدق أنها جرحته وأنه محق فيما يفعله بها، تحمد الله أنها مازالت تحتفظ بعقلها لكي يقف أمام خنوعها المثير للشفقة...

تنهدت بصوت مسموع، جعل ليام يرفع رأسه عن هاتفه الذكي والذي كان مشغولا به طوال الطريق، ليتأملها بنظرات جعلتها تجفل...
- لقد وصلنا! قال ليام بجفاف
ظلت تنظر إلى السياج الكبير الذي عبرته السيارة الرباعية الدفع لتصل إلى ممر طويل معبد بالحصى إلى أن وصلوا أخيرا إلى بوابة ضخمة حيث يقف مجموعة من الحراس...
- إنها مزرعة! همست ألكنسدرا بخفوت ودهشة.

لابد أنه سمعها لأنه أجابها بنبرة جافة: - إنها مزرعة السيناتور ماجواير!
عصرت ألكسندرا رأسها محاولة تذكر الاسم الذي لم يبدو غريبا على مسامعها دون جدوى. أومات برأسها، أخيرا توقف السيارة وترجل الحارس ليفتح لهما الباب...

كانت المزرعة مضاءة بأنوار ساطعة بينما ظهرت الخيمة الرئيسية بلونها الأبيض والأسود كقصر قديم. التفت يد ليام حول خصرها ليصحبها نحو الخيمة حيث وقفت شابة رائعة بثوب أسود خلاب إلى جانب رجل عجوز يرحبان بالضيوف...
شعرت ألكسندرا بأن الأرض أصبحت متحركة تحت قدميها، ودوار شديد عصف برأسها، يا إلهي! ماجاواير! عصفت المعرفة بألكسندرا وهي تتقدم نحو الفتاة التي أدارت وجهها نحوهما وتسمرت هي الأخرى من الصدمة...

إنها هي أشلي ماجواير أخيرا تذكرت ألكسندرا، هذا هو الاسم الذي ربحت به المناقصة في لندن، يالغبائها! ضغطت على شفتها السفلى بقوة حتى أحست بطعم الدم عليها، بينما ليام الوقح مستمر في سحبها نحوهما...
أخيرا توقف أمام الرجل العجوز والذي استقبلهما بابتسامة فاترة، بينما أشلي تنظر نحوهما بصدمة:
- سيد ماكسويل مرحبا بك! قال السيناتور وهو يتأمل الكسندرا والتي ظلت واجمة متصلبة كالتمثال.

أعاد ليام مصافحة السيناتور مستمرا في التحديق بأشلي والتي شلتها المفاجئة تماما كألكسندرا
- أفترض أنكِ لم تكوني على علم بزيارتي!
قال ليام بصوت هادئ وساحر جعل ألكسندرا ترتعش وتفتح عينيها غير مصدقة وهي تنظر إلى ليام ينحني ليقبل يد أشلي الممدودة نحوه كأي رجل متحضر...
رغما عنها شعرت بطعنة قوية في صدرها، كان ليام قادرا على معاملة النساء برقي، لكنه احتفظ بكل الهمجية والبربرية خصيصا من أجلها!

رؤيتها للطريقة التي كان يعامل بها أشلي جعلتها تشعر بالغثيان، تكورت دموع الاهانة في عينيها، لكن كبريائها منعها من النزول محاولة تصنع البرود وعدم الاهتمام.
أخيرا ترك ليام يد أشلي ليسحب ألكسندرا نحو القاعة، تاركا أشلي كتمثال متجمد من الصدمة، هل حقا ليام اصطحب زوجته إلى حفلها؟ حيث كل المجتمع المخملي على علم بخبر خطوبتهما!

إلتفتت نحو والدها وعيناها تحملان الكثير من الادانة، لكنه قابلها بحزم لينظر إلى الضيف الذي وصل أخيرا:
- أقدم لك السيد أليساندرو دي فايو، صاحب شركة دي فايو للبناء، لابد أنك تتذكرينه!
ابتسمت أشلي بمجاملة للرجل الأسمر الجذاب، قبل أن تعود عيناها لا اراديا الى الداخل تبحث عنه بين المدعويين...

ظل ليام يسحب ألكسندرا وهو يتمشى في القاعة بين الضيوف والذين بدوا في حالة من الصدمة، تحولت الهمهمات إلى نظرات غريبة وهم يتأملون ليام الذي كانت ابتسامته العريضة الراضية لا تفارق وجهه...
اصطحبهما النادل إلى طاولتهما، وطغت الأحاديث الجانبية على الجو، كانت ألكسندرا تدعو الله أن تنتهي الليلة سريعا فهي ليست مستعدة بعد لكل هذا التوتر، لكنها كانت البداية فقط!

نظرة إلى وجه ليام الذي أظلم فجأة بينما ظهرت خطوط على زاوية فكه الصلب والذي كان يعصره بقوة، وعلمت أنها ستكون ليلة طويلة جدا وأن كل ما عاشته للتو لم يكن سوى البداية...
رفعت عينيها عنه للحظة لتنظر إلى الرجل الوسيم الذي كان يتقدم نحو طاولتهما، ليرتعش جسدها من أثر الصدمة.
يا إلهي العزيز! مستحيل!

وصل أليساندرو إلى الطاولة ليحدج ليام بنظرات قوية متحدية، كان ليام يعصر فكه بعنف بينما استحالت شفتاه إلى خط رفيع، عيناه تشعان ببريق غامض، لكنه ظل جالسا يحدق إلى غريمه بينما ضاقت عيناه بشكل يوحي بالخطر...
لم يقم بأي رد فعل عدائي حتى وأليساندرو يجلس بمقابل ألكسندرا وعيناه تتأملانها بشوق...
ظل الصمت مسيطرا لثوان قبل أن تعود المجموعة لحواراتها المختلفة، ويستمر التحديق مطولا بين الغريمين...

طوال فترة العشاء التي تلت وصول أليساندرو كانت ألكسندرا تلعب في محتوى صحنها دون رغبة، لقد فقدت شهيتها للطعام، جسدها متشنج ويداها تتعرقان بصورة غير طبيعية، كانت ترغب بشدة أن تهرب إلى أقصى الأرض بعيدا عن كل هذا العذاب لطالما كان حظها سيئا. واليوم كان الأسوء على الاطلاق، في أكثر كوابيسها ظلمة لم تكن لتتخيل أن أنها ستحاصر يوما على نفس الطاولة مع زوجها وخطيبته جنبا إلى جنب مع عراب ابنها! الرجل الذي أرادها زوجة له بكل قواه...

ضغطت على شفتيها للمرة الثانية، كانت شاعرة بعيني الصقر اللتان ترسلان تحذيرهما الخفي، في استعراض واضح للسيطرة، كان يحذرها من الاقتراب من أليساندرو أو حتى مخاطبته، لقد شرح هذا جيدا في وقت سابق ويده تنهال على وجهها في عرض للقوة والتملك، لكنه سمح لنفسه بتجاذب الحديث مع أشلي بحميمية تامة جعلتها تتناسى وجود ألكسندرا إلى جانبه...

أخيرا شعرت أنها لم تعد تستطيع احتمال المزيد من الاهانة، وقفت محاولة الابتعاد قبل أن تلتف يده سريعا حول معصمها، نظرت إلى ملامحه المهددة. ثم إلى يده التي أحاطت يدها بتملك ونظراته المتسلطة تعاين معصميها، ليشتد فكه بعصبية، كانت يدها عارية! لقد نسيت بأن تحتفظ بقفازيها اللعينين مخفية جرائمه!
عينا ليام لم تكونا الوحيدتين اللتان تأملتا آثار القيود، كان أليساندرو يتفرسها قد تحولت نظراته إلى غضب حقيقي...

يا إلهي كم أنا غبية! لامت نفسها في صمت قبل أن تسحب معصمها من يده لتقول: - أريد أن أهتم بتبرجي...
- حسنا. قال ليام وهو ينظر إليها بتهديد قبل أن يضيف ببروده المعتاد لا تتأخري تيسورو!
أومأت برأسها قبل أن تحمل قفازيها وحقيبتها الصغيرة وتهرع خارج الخيمة التي بدت رغم رحابتها تضيق على رئيتها بهوائها الخانق...

لا تستطيع حتى الآن أن تفهم سبب مشاعرها المتضاربة نحو ليام، أليست هي من أرادت وبكل جوارحها أن تعيده إلى خطيبته؟! لما الحزن إذاً؟ ولما أليساندرو موجود هنا؟ وكيف لها أن تستطيع اخباره عن أسفها الشديد لما حصل معه؟ ليس عدلا أن يتألم من أجلها! هي لا تستحق رجلا كاملا ونبيلا كأليساندرو!

جاهدت لتتنفس قبل أن تشعر بيد دافئة على ذراعها لتنتفض من الرعب: - أليساندرو! هتفت ألكسندرا بدهشة وهي تتأمل وجهه الوسيم تحت ضوء القمر
- كيف حالك كارا؟ سأل بصوت حاول أن يبدو هادئا
- بخير. ردت ألكسندرا بصوت باهت
تأملها بلهفة كانت غاية في الروعة خصوصا والثوب الأرجوني يلتف حول جسدها مبرزا قوامها المتناسق إلى حد الكمال كانت فعلا فاتنة.

أخيرا استطاع أليساندرو الكلام وهو يسحبها نحو مكان بعيد عن الخيمة، من أين يبدأ؟ بالصراخ عليها لتركه كالغبي؟ أم باخبارها كم تبدو جميلة ومرغوبة؟
يجب أن يعرف سبب الجروح التي غطت رسغها. ملعون إذا لم يحصل على إجابة والآن!
هل كان ليام يعذبها!
تلك الفكرة جعلت دمه يغلي من الغضب، أمسك رسغها وقبل أن تستطيع الاعتراض هبط فمه ليلثم جروحها برقة جعلتها تنتحب لتسيل الدموع سيولا على وجهها الرقيق...

تصلب أليساندرو وهو ينظر إلى دموع ألكسندرا، كيف لهذا المتوحش أن يعذب انسانة برقتها؟
- لا حبيبتي! لا تبكي أرجوك! قال وهو يمسح دموعها بحنان بالغ هل يؤذيك ذلك الحقير؟ ما الذي فعله بك صغيرتي؟ هدر أليساندرو بصوت متهدج من الألم والعاطفة ليسحبها إلى صدره العريض
في الجهة الأخرى من المزرعة،.

كان ليام يتابع حديثه مع أشلي والتي كانت غارقة في تأمل وسامته، لقد اشتاقت إليه رغما عنها، كيف لا وهو ليام ماكسويل حلم كل امرأة، وكان سيصبح لها.
ارتجفت عضلة في وجه ليام خصوصا بعد مغادرة أليساندرو...
لابد أنه ذهب يبحث عنها! فكر بغضب وهو ينظر إليه يخرج من الخيمة بخطوات واسعة...
عصر ليام على أصابعه بعنف حتى ابيضت مفاصلها، لم يحسب حسابا لوجوده الليلة، لابد أن السيناتور ماجواير هو من قام بالتخطيط لكل شيء.

تبا لك أيها العجوز! شتم بصمت.
لم يعد يستطيع التظاهر بالهدوء والاستماع إلى ثرثرة أشلي وتلك الساحرة تلهو بالخارج، نظر إلى ساعة يده بقلق قبل أن ينهض من مكانه بطريقة لم تنم عن اللياقة بشيء وسط نظرات أشلي التي توقفت عن الكلام تنتظر إلى ملامحه الغاضبة باستغراب...

خرج بسرعة جعلت الكثير من الحاضرين ينتبهون إليه، لكنه لم يهتم، كل اهتمامه منصبا على ألكسندرا، زوجته الهاربة بفستانها الخليع والذي وعد نفسه بتمزيقه في أقرب فرصة...

نفس الفستان الذي اختاره بنفسه، لكنه لم يبدو خليعا وتلك العارضة الشبيهة بالمكنسة ترتديه، يعترف الآن أنه كان مهتما بتغطية رسغيها أكثر حتى من تحديقه في العارضة النحيفة والتي لم تظهر أيا من تلك المفاتن التي جعلت عقله يحترق الآن خصوصا وهو يرى نظرات الرجال الجائعة تقيمها...

اللعنة ذلك الفستان بدا عاديا! لكن ما إن ارتدته ألكسندرا حتى تحول إلى رمز حقيقي للاغراء! لابد أنها تفعل ذلك عن عمد. لابد له أن يعاقبها!
لكن في هذه اللحظة بالذات، كل ما كان يريده هو ايجادها والرحيل بعيدا حتى ولو كان عليه سحبها من شعرها الناري الذي أصبح يصيبه بالجنون!

كان في طريقه إلى داخل المزرعة مسرعا وأفكاره العنيفة تتقادفه إلى أن تسمر في مكانه وهو ينظر إلى الجسدين المتقاربين بحميمية أطلقت شياطين الجحيم بداخله!
مشاعره تحولت إلى ثورة هائلة جعلت قلبه يقصف بعنف داخل صدره ليقترب منهما وعلامات الشر بادية على وجهه الذي أظلم من الغضب...

كانت ألكسندرا تحاول سحب نفسها من بين ذراعي أليساندرو وهي تقول بصوت مضطرب محاولة اخفاء خوفها من معرفته، يا الهي يجب عليه أن لا يعرف. هذا النوع من المعرفة قد يدمر حياته...
لماذا على ماضيها أن يتقاطع بمستقبله بتلك الطريقة البشعة؟ كيف لها أن تقنعه بأن عليه الابتعاد؟
رفعت رأسها محاولة تهدئته قبل أن تتسمر عيناها على الرجل الذي كان يقترب بسرعة والشرر يتطاير من عينيه.

- يا إلهي! صرخت ألكسندرا وهي تضع يدها على فمها وقد ألجم الخوف حواسها
اندفع ليام نحو أليساندرو ليكيل له لكمة قوية سالت على إثرها الدماء من أنفه، هذه المرة كان ليام أشد غضبا من قبل وهو ينزل ليرفعه من بدلته مسددا له لكمة أخرى...
صرخت ألكسندرا وهي تقترب من ليام محاولة ابعاده وهي تصرخ: - يكفي ليام أرجوك! حبا بالله توقف!

كان هائجا بدرجة خطيرة جعلته ينظر إليها بتهديد مرعب، لقد كانت تستجديه ليبتعد عن عشيقها!
تلك الفكرة جعلته يرغب في ضربهما معا، استغل أليساندرو فرصة تشتيت ألكسندرا له ليقفز على ليام ويثبته بقوة بينما انهالت قبضته على أنف غريمه بلكمة قوية...
تلك اللكمة أضافت المزيد من الغليان إلى ليام والذي بدا فاقدا للسيطرة، أعاد الضربة إليه بقوة أكبر مستغلا مهارته في القتال...

كانت ألكسندرا تنظر إليهما وقد علت وجهها صفرة الأموات، لا تصدق أنهما فعلا يتشاجران بهذه الطريقة البدائية وكانت الملامة الوحيدة على ذلك، مطلقا لم ترى أليساندرو عنيفا وفاقدا للسيطرة على نفسه كما تراه الآن...
يا إلهي أنها الملامة الوحيدة على كل ما يحصل له!
اندفعت أخيرا بجسدها الرقيق بينهما محاولة دفعهما على الابتعاد، شعرت بألم مبرح يطعنها فجأة قبل أن تصرخ ويتحول كل شيء إلى ظلام...

توقف ليام أخيرا، ليحدق بصدمة إلى ألكسندرا والتي سقطت على الأرض دون حراك، عاد إليه القليل من التعقل ليجثو على ركبتيه أمامها محاولا اسعافها...
- ألكسندرا استيقظي! صرخ وهو يهزها برفق
توقف قلب أليساندرو وهو ينظر إلى ألكسندرا الفاقدة للوعي بين ذراعي غريمه، كان يرغب في اكمال ما بدأه وكسر أنفه المغرور، لكن تلك النظرة في عينيه ألجمته...

أخيرا بدأ الحضور بالاقتراب بسبب الضجة، دفعت أشلي الجموع التي كانت تحاوطهم، لتصل إلى ليام وتضع يدها على فمها من الصدمة، كان وجهه غارقا بالدماء، قميصه ممزق وربطة عنقه مفتوحة، يتشبت بألكسندرا ككنز ثمين...
وصل السيناتور ماجواير في تلك اللحظة إلى حيث كان الجميع متحلقا ليصرفهم بلباقة وحزم وهو يأمر حراسه باصطحاب ليام وزوجته إلى المستشفى...
بعد ساعة،.

خرج الطبيب من غرفة الطوارئ حيث نقلت ألكسندرا على عجل، تأمل ليام بادانة واضحة قبل أن يصرح بجمود:
- السيدة تعاني من كسور في الأضلاع اليسرى، لا بد وأنها كانت ضربة قوية جدا! أضاف بامتعاض لكنها لا تبرر فقدانها للوعي، لذلك سمحت لنفسي بالقيام ببعض الفحوصات والتحاليل البسيطة.
- والنتيجة؟ سأل ليام بفروغ صبر وهو ينظر إلى الطبيب الذي كان يتلاعب بأعصابه.

في ظروف أخرى لربما كسر فكه المتعجرف، لكنه الآن لم يهتم سوى بصحتها هي، والوسيلة الوحيدة لمعرفة ذلك كانت هذا الغبي، انتظر بصبر وهو يستمع إلى الهراء الذي كان يخرج من فمه إلى أن تسمر من الصدمة:
- السيدة ألكسندرا تعاني من ورم خبيث!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة