قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الرابع

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الرابع

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الرابع

في الطريق المتعرج صعودا إلى فيلا جد ليام، كانت ليكسي صامتة بشكل غريب، مير كانت في عالم آخر تتأمل الطبيعة الخلابة للمقاطعة، فجأة أيقظها من تأملها صوت ليام وهو يضع ملفا بين يديها.
- اتوقع أن تقرئيه! همس بنبرة باردة وهو ينظر إلى مير المستمتعة
نظرت ليكسي إلى الملف قبل أن تضعه جانبا بإهمال، ليضيف بنفس النبرة: - الملف يحتوي على معلومات خاصة بي المفروض أنك تعرفينها بما أنك حبيبتي.

رفعت ليكسي حاجبها بدهشة: - معلومات مثل كونك حقيرا مبتزا مثلا!
ضاقت عيناه وهو يرمقها بنظرات قاسية ومهددة: - أمنعك من أن ترددي مثل هذا الكلام خصوصا أمام جدي مفهوم!
كانت تريد ن تنفجر في وجهه وأن تثور كما لم تثر من قبل لكن وجود مير منعها من ذلك، محاولة الحد من عصبيتها عادت تحدق إلى المناظر خارجا متجاهلة حضوره الطاغي.
- أتوقع أنني أحتاج إلى معرفة معلومات عنك أيضا تيسورو!

- ليس هنالك من معلومات قد تفيدك على أي حال قالت دون أن تلتفت إليه
ابتسم ليام بسخرية قبل أن يعلق: - لا أريد شيئا مهما. فقط أشياء تافهة كطعامك المفضل، الموسيقى التي تحبين...
حين لم يجد ردا، اقترب أكثر ليهمس في أذنها: - الطريقة التي تفضلين أن أخذك بها إلى السرير الليلة!
احمر وجه ليكسي من الخجل، وشعرت برعشة تسري على طول عمودها الفقري، متذكرة لمسات ليام القوية والشعور الذي أحست به بين ذراعيه.

أنفاسها كانت متقطعة، غير قادرة على النطق، رمقته بنظرة ساخطة محاولة تحذيره بأنها لن تسمح له بالاقتراب منها مجددا.
لكن ما رآه ليام كان مختلفا، كان الرغبة الملتهبة تشع من عينيها الزرقاوين، شاهد وجنتيها تتحولان إلى الحمرة القانية وابتسم برضى جعلها تشعر بالغيظ، لطالما كان وجهها يفضح كل مشاعرها، واليوم لم يكن استثناءا على كل حال...

وصلوا اخيرا الى بوابة حديدية كبيرة عبرتها السيارة نحو ممر معبد، ثم الى داخل الفيلا الرائعة والدافئة والتي أشعرت ليكسي بشعور من الأمان الغريب يجتاحها...

في البهو الفسيح، ظلت الكسندرا تتأمل الهندسة الايطالية بإعجاب كبير، لطالما تمنت القيام بالعديد من الأسفار للتعرف على الهندسة في انحاء العالم، لم تتصور في أقصى أحلامها أن يكون ذلك إلى جانب انسان مغرور عديم الاحساس، تنهدت بأسى قبل أن تتأمل مير والتي كانت غارقة في الحديث مع ليام والذي بدى وكان الاهتمام بها هو السبب الوحيد لوجوده.

وأخيرا فتح باب كبير وظهر الجد، كان طويلا القامة والشبه بينه وبين حفيده كان مثيرا للدهشة، تسمرت ليكسي في مكانها وهي ترى النظرات المتفحصة التي خصها بها قبل أن يقترب من حيث وقف ليام ومير.
- جدي. قال ليام وهو يقترب ليصافح الرجل العجوز باحترام ليضيف بهدوء أقدم لك ألكسندرا مايلز حبيبتي وزوجتي المستقبلية...

سرت رعشة في جسد ليكسي لم تستطع السيطرة عليها وهي تسمع كلمات ليام والذي صرح بها بمنتهى الهدوء وكأنها واقع، وقبل أن تستيقظ من الصدمة كانت ذراع ليام تحيط بخصرها بتملك وهو يدفعها برفق نحو العجوز:
- كاريزما. أقدم لك السيد فرانكو ماكسويل جدي!
حاولت ليكسي جاهدة الابتسام، كانت تقنع نفسها طوال الطريق أنها تمثيلية، أنه مجرد دور ستلعبه، وبعد سنة ستكون حرة وبعيدة، حتى أنها لن تذكر هذا الفصل من حياتها مطلقا...

أعادها إلى الواقع صوت ضجة تعلو. قبل أن تظهر مارغريت، كانت تنزل الدرج بحيوية كبيرة وهي تقترب من ليام معانقة:
- اشتقت إليك أيها الشرير! قالت وهي تحضنه بحب
عانقها ليام وارتسمت ابتسامة على وجهه: - حسنا لقد كنت هنا قبل أسبوع ولم أجدك...
- كنت أحتاج إلى بعض الراحة والابتعاد عن جدك لكي لا أصاب بالجنون علقت وهي تقترب من الفتاة الصغيرة يا الهي! من هذه الطفلة الرائعة؟ قالت وهي تربث على خد مير بحنان.

- إنها مير شقيقة ليكسي خطيبتي علق ليام بابتسامة متلاعبة وهو ينظر إلى توتر ألكسندرا الكبير بحدة
اقترب منها مجددا، قبل أن ينحني ويطبع قبلة رقيقة على عنقها ويهمس: - تمالكي نفسك بحق الجحيم، عمتي ليست غبية ويمكنها أن تلاحظ!
اغتصبت ليكسي ابتسامة محاولة الظهور بمظهر سعيد، لكن من كانت تخدع ليكسي كانت أبعد ما يكون عن كونها سعيدة.

انتهت فترة التعارف بينها وبين عائلة ليام، قبل أن ترشدهما مارغريت إلى جناحهما، لم تستطع التعليق وهي تنظر إلى الجناح الملكي حيث وضع الخدم حقائبهما بينما تكفلت باصطحاب مير إلى غرفة قريبة من جناحها...
- أنا سأهتم بمير، قالت السيدة بود أنتما لا زلتما صغيرين ومتحابين استمتعا بوقتكما جيدا!

أغمضت ليكسي عينيها تشعر أن عذابها لن ينتهي قريبا، كل ما كانت تنشده منذ بداية الرحلة مكان آمن بعيدا عنه لتتمكن أخيرا من تفريغ كل الألم الذي واظبت على تخزينه، لكن الآن مع وجود ليام في الجوار عليها أن تكبت مشاعرها تحت قناع اللا مبالاة، وهو دور كانت قد تعبت منه بالفعل...
جاءها صوته مختلفا وهو يقترب منها ليرفع رأسها ويتأمل ملامحها الشاحبة: - هل أنت على ما يرام ليكسي؟

- أنا بخير ردَّت محاولة دفع يده بعيدا
شعور غريب من عدم الأمان تملكه، هل هي حامل فكر ليام وعيناه تضيق على وجهها الشاحب، لم يمر سوى أسبوع على الليلة المحمومة قرب بركة السباحة، هل يمكن للأعراض أن تظهر بمثل هذه السرعة...
في ظروف أخرى كان ليطرح السؤال بكل بساطة غير عابئ بكمية الأذى الذي قد يسببه، لكن بعد كل التغير الكبير الذي عانت منه، حتى انسان عديم المشاعر كليكسي كانت تستحق بعض الخصوصية...

زفر وهو يعيد شعره بحركة قوية إلى الوراء ويبتعد عنها بخطوات واسعة...
- استرخي قليلا ليكسي، سأعود بعد قليل...
وجهت ليكسي له نظرة نارية قبل أن تقول: - حاول أن تجد مكانا آخر للنوم! مستحيل أن أتشارك معك غرفة واحدة!
رمقها ليام بتسلية قبل أن يقول مشيرا إلى الأريكة الجلدية: - لا داعي للقلق ليكسي، أنا سأنام على الأريكة هنا، إلا في حال دعوة صريحة لمشاركتك السرير وغمز لها بمرح.

- في أبعد أحلامك! صرخت ليكسي بغضب قبل أن تدلف الحمام وتقفل بابه بقوة
ابتسم ليام ابتسامة لم تصل عينيه، عليه أن يكون حذرا في تعامله مع ليكسي خصوصا أنه لم يستعمل أي حماية وقد تكون حاملا بطفله الآن، آخر شيء يريده هو أن يوترها أو يؤذي طفله بأية طريقة...
عصر على فكه بعنف، أيهتم حقا بالطفل؟ أم أن مشاعره تحاول خيانته مجددا؟

راعته الفكرة لدرجة أنه غادر الجناح والفيلا كلها محاولا تصفية ذهنه والابتعاد قدر الامكان عن سحر الكسندرا...
استلقت ليكسي داخل الحوض المليء بفقاعات الصابون المعطرة، كانت هنالك زيوت عطرية وشموع برائحة استوائية، شعرت أخيرا أنها قادرة على الاسترخاء بعد كل الارهاق النفسي الذي تعرضت له منذ التقت ليام...

أحست برعشة خفيفة من البرد تجتاحها. كانت قد استلقت هناك لوقت طويل والماء اصبح باردا، خرجت تلف فوطة صغيرة على جسدها، كانت فعلا متعبة وهي تنظر إلى الحقائب التي لم يتم تفريغها بعد، مستسلمة للتعب والرغبة الشديدة في النوم لم تكن تفكر بمنطق حين تركت الفوطة تسقط عند قدميها وتندس داخل الأغطية...

عاد ليام من نزهته الطويلة. خلع ملابسه داخل غرفة التبديل قبل أن يدلف إلى الحمام من الباب الآخر محاولا عدم ازعاجها، أخذ دشا سريعا قبل أن يعود إلى الغرفة ويتأمل الجسد الذي انحصر عنه الغطاء بدهشة تحولت إلى إثارة بالغة...

كانت ليكسي قد تحركت والغطاء انحصر ليظهر أكثر مما كان يخفي، موجة من الحرارة اجتاحت جسد ليام وهو ينظر إلى الفتنة النائمة أمامه، اقترب منها مسحورا بهذا الجمال النائم، شعرها الأشقر الطويل منسدل على وسادتها الحريرية وساقاها المصقولتان بلون الحليب تشرقان تحت ضوء القمر...

كانت دعوة صريحة لليام لكي يندس داخل الأغطية ويقربها منه، ليستنشق عطرها ورائحة الشامبو المنعش على شعرها الرطب، تحركت ليكسي قريبا منه، كانت منحنياتها المثيرة تتحرك قرب جسده، فتزيد من ارتعاشه، وضع ليام أصابعه على شفتيها الشبه منفرجة بلونهما الكرزي الشهي، وطبع قبلة رقيقة قبل أن تهزه مشاعر الرغبة ويعمق قبلته، فتحت ليكسي عينيها في تلك اللحظة كانت مخدرة المشاعر إلا من الشفتين الحسيتين اللتان أشعلتا روحها وأخرجتا الجوع الكامن بداخلها للمساته...

- ليام قالت ليكسي بدهشة وعيناها شبه مغلقتين
كانت الغرفة تسبح في الظلام إلا من الأشعة المتسلسلة لضوء القمر والذي كان يضفي على اللحظة سحرا خياليا.
- ششش، يكفي كلاما كاراميا قبليني همس ليام وهو يأخذ شفتيها في عناق مثير
مخدرة بالمشاعر الكثيرة التي كانت تعصف بها استسلمت ألكسندرا لفمه وللمساته الخبيرة والتي جعلت جسدها يصرخ طلبا للمزيد.

بادلها الحب بطريقة يعجز الكلام عن وصفها، قويا وحنونا جعل ليكسي تتوسل لأن يأخذها مرة بعد مرة دون وعي، في المرة الرابعة التي مارسا فيها الحب، كانت ليكسي منهكة ومستعدة لإغماض عينيها، أخذها ليام بين ذراعيه ليقبلها على جبينها بحنان قبل أن يهمس شيئا في أذنها بلغته الأم...
ليكسي كانت مغيبة من كمية المتعة والإثارة التي سمح لها ليام باختبارها، أغمضت عينيها باستسلام على صدره العضلي ونامت سريعا...

كان ليام يفكر بعمق بينما ذراعاه تحضنان ألكسندرا وكأنها شيء ثمين، كيف له أن يشعر بمشاعر متضاربة اتجاهها، تجاوبها معه كان فريدا، مطلقا لم يشعر بمثل هذه الاكتفاء من قبل...
زفر بقوة قبل أن يحرك رأسها المسجى على صدره باستسلام ويخطو نحو الحمام بخطوات رشيقة...

تسللت أشعة الشمس المشرقة إلى الغرفة معلنة عن يوم جديد، فتحت ليكسي عينيها وتمطت قبل أن تعود أحداث الأمس لتعصف بمشاعرها، حبست أنفاسها وهي تدير رأسها، لقد كانت وحيدة. تنفست بارتياح وهي مقتعة تماما بأنه لم يكن سوى حلما محموما...
نهضت من السرير تشعر بالتعب يسيطر على جسدها، دلفت إلى الحمام وانزلقت تحت شلال المياه الدافئ ليعيد إليها القليل من الحيوية...

حين عادت إلى الغرفة، كان كل شيء مختلفا، السرير كان مرتب الحقائب اختفت، ضغطت على الفوطة على صدرها وهي تقترب من غرفة تبديل الملابس، كان كل شيء مرتبا في مكانه، ملابسها قمصان نومها والأحذية والحقائب كل شيء مرتب بدقة...

وقع اختيارها أخيرا على بنطال بلون أبيض وقميص دون أكمام مناسب، اختارت صندلا بنفس لون القميص، نظرة واحدة الى المرآة وشعرت انها أصابت الهدف، لم تكن ترغب في أن تظهر شاذة في عالم ليام المثالي، لكن منذ متى كانت تهتم عاتبت ليكسي نفسها وهي تغادر الغرفة نحو الرواق...
من أجل مير أقنعت نفسها محاولة اسكات الصوت الصغير والذي كان يهدد بأن ينطلق كبوق انذار داخل رأسها، هل وقعت في حب العدو...

أوه لا! مستحيل! يا إلهي لا تسمح بذلك!
قرب بركة السباحة الكبيرة كانت مير تجلس إلى جانب ليام ومارغريت منهمكة في الحديث وهي تقضم من التوست بزبده الفستق والذي صنعه ليام من أجلها...

ابتسمت مارغريت وهي تشير نحوها للانضمام إليهم، كانت نظرات ليام متسلية مرحة وهو يتأملها بإعجاب، رغم كونه حاول أن يظهر بمظهره الدائم والذي يغلفه البرود لكن لا ينكر أن رؤيتها جعلته لا اراديا يعود بتفكيره إلى ليلة أمس حيث كانت ليكسي تشتعل كالنار بين ذراعيه...
- صباح الخير قالت ليكسي بصوت خافت.

ابتسمت مير لها قائلة: - كنا على وشك الرحيل من دونك ليكسي، ليام عرض علي نزهة في الجزيرة وكان يشك أنك ستستيقظين قريبا.
- ولما ذلك؟ ردت ليكسي باستغراب
نهض ليام في تلك اللحظة مارا قربها، نزل ليطبع قبلة رقيقة على جانب فمها ويهمس:
- بعد الحب الذي تبادلناه ليلة امس، كنت أشك في أنه سيكون لديك القدرة على أن تخطي خارج الجناح!

أصابت الصدمة ليكسي بالخرس، انفتحت عيناها على آخرهما وتصلب جسدها بقوة لتصريح ليام المفاجئ.
يا الهي! لم يكن حلما!
شعرت فجأة برغبة شديدة في الهرب والاختباء، كانت تشعر بالذل وبالخجل الشديدين وتكونت غصة في حلقها منعتها من الكلام...
بعد تصريحه القوي، ترك ليام ألكسندرا غارقة في أفكارها وأشار إلى مير التي كانت قد انتهت من فطورها وتنظر إلى ملامح ليكسي باستغراب...

- لا أظن أن شقيقتك قادرة على مرافقتنا، أظنها ستسعد بالتعرف على مارغو في غيابنا قال وهو يقترب من مير ليحملها بخفة بين ذراعيه قبل أن يشير إلى أحد الحرس على مقربة بتجهيز سيارته.

بعد مغادرة ليام ومير، تمكنت ألكسندرا الذاهلة من التنفس أخيرا، شعرت بالذل للطريقة التي أخدها بها ليلة امس، كانت المشاعر التي أحستها حقيقيةلم يكن حلما جامحا كما تخيلت، كان حقيقة وهي كانت عديمة الحياء في ذلك الحلم بطريقة جعلتها تحمر خجلا الآن...
- هل أنت بخير ألكسندرا؟ سألت مارغريت وهي تقترب لتجلس إلى جانبها.

أومأت برأسها للمرأة الجميلة والتي كانت تبدو أصغر بكثير من سنها، تأملتها ليكسي بعينين غادرتهما الحياة قبل أن تعتذر منها بأدب وتغادر إلى غرفتها حيث قضت بقية اليوم مستلقية تفكر، حتى أنها قررت ادعاء النوم حين أتت الخادمة لتخبرها بموعد اقتراب الغذاء...

بعد اسبوعين فقط من وصولهم إلى كابري تقرر عقد قرانهما والذي تكلفت مارغريت بكل ما يتعلق به، فاجئها ليام وهو يمسك يدها ليضع خاتما رائعا من الماس، تأملته ليكسي دون أي فرح، كان بالنسبة إليها وسم العبودية التي وسمها به ليام وتذكيرا لعقدهما الذي يشعرها معظم الوقت بالذل...
مراسم الزفاف كانت رائعة، اختارت مارغريت أن يتلوا عهودهما في باحة الفيلا والتي زينت لهذا الغرض...

اخيرا عزفت الموسيقى معلنة عن دخول العروس متأبطة ذراع جد ليام الفخور، حتى تحت خمارها الشفاف كانت تستطيع رؤية النظرة الساخرة والمغرورة في عينيه وأخيرا وصلت إلى حيث وقف إلى جانب القس ينتظرها. قبل فرانكو خدها بتحفظ قبل أن يسلمها إلى حفيده والذي أمسك يدها ببرود وقادها لتقف إلى جانبه...

بعد النذور والعهود اللذان تعهدا بها والتي كانت تشعر ليكسي بالمزيد من العار، انتهت المراسيم أخيرا ليزيل الخمار من على وجهها ويأخذها في عناق ملتهب أذاب عظامها وأحرق روحها، كانت تكره نفسها لاستسلامها له بسهولة وكأنها غير قادرة على السيطرة على جسدها...
مسح أحمر الشفاه من على شفتيه بنظرة انتصار ليقربها إليه بطريقة متملكة وهو يهمس
- وأخيرا انتهينا! بدأت أشعر وكأنه زفاف حقيقي!

تلوت معدتها من الألم، كان عليها تمثيل دور الزوجة السعيدة والغارقة في الحب أمام مير وأمام الجميع بينما كان قلبها يدوي داخل صدرها بالم، معظم الألم كان بسبب أنها أحبته رغم كونه وحشا قاسي القلب، مما جعل هذا الزفاف مصدرا آخر لعذابها...

في الأيام التي تلت حفل الزفاف، كانت علاقتهما أشبه بكارثة، مناوشات كلامية نظرات احتقار متبادلة في الخفاء، ثم علاقات حب تدوم إلى الساعات الأولى من الفجر، كانت تقسم في كل ليلة أنها سترفضه بكل قوتها، أنها ستقاومه، لكن ما أن كان ليام يضع يده عليها حتى يستسلم جسدها الخائن له دون قيد أو شرط...

كان استسلامها المغري يزيد من رغبة ليام في امتلاكها، ظن أنه بذلك سيمل منها بسرعة لكنها أصبحت كالمخدر تسري في دمه مما أرعبه بشدة...
قرر بعدها الابتعاد عن سيطرتها عليه، مغرقا نفسه في العمل، سافر عدة مرات إلى الولايات المتحدة دون أن يصطحبها معه، كان يعزي نفسه بأن رغبته ستختفي مع الوقت ولن يبقى بعدها سوى الاحتقار...

حين عاد هذه المرة كان مشغولا بدرجة لا تطاق حتى أنها لم تعد تراه إلا نادرا. كان يعود في وقت متأخر جدا ويستيقظ قبلها بساعات، مما جعلها تشعر بالحزن رغم انكارها الشديد، كانت تسقط في شباكه وقلبها الخائن قد وقع في حبه رغما عنها...
استيقظت ليكسي تشعر بالغثيان الشديد، وككل يوم ليام لم يكن إلى جانبها، ركضت إلى الحمام لتلقي بنفسها على المغسلة الرخامية بضعف...

تقيأت مرة اخرى، قبل أن تضع رأسها على الرخام البارد للحمام وهي تبكي من الألم الذي تجهل سببه، لم تعد قادرة على الحركة من الألم الذي يمزقها، كانت بالفعل مريضة وتحتاج إلى زيارة الطبيب...
عرضت مارغريت عليها بقلق أن تستدعي الطبيب من أجلها، حركت ليكسي رأسها موافقة وهي تعود للاستلقاء بتعب، كانت تشعر بأنها استهلكت تماما وأنها ترغب فقط بإغماض عينيها والبكاء بصمت...
وضعت يديها على صدغها وضغطت بقوة.

- أظنني التقطت عدوى ما. قالت ليكسي مخاطبة الطبيب والذي كان ينظر إليها وابتسامة على شفتيه
وقف ليام مكتفا يديه أمام صدره، بينما علا التقطيب جبينه، كان يحاول أن يغرق نفسه بالعمل لكي يبعدها عن تفكيره ويعاقب جسده الخائن على ضعفه، لكنه لم يهتم بصحتها والآن هي مريضة وهو الملام على ذلك.
- لستِ مريضة سيدة ماكسويل كل ما تشعرين به طبيعي.

- طبيعي! قالت ليكسي بدهشة وهي تعيد خصلات من شعرها إلى الوراء لكنني أشعر بأنني منهكة
- إنها مجرد أعراض حمل ستنتهي بعد وقت قصير علق الطبيب وهو يبعد أداة قياس الضغط عن ذراعها
تحولت التقطيب في وجه ليام إلى الدهشة، حمل! ألكسندرا تنتظر طفله بهذه السرعة!
صرخت مارغريت بسعادة وهي تقترب لتضم ليام قائلة: - مبروك ليام! أخيرا سأحمل طفلا لك بين يدي!

األجمت الصدمة ليكسي وانهمرت دموعها دون وعي. يا إلهي القدير! أكانت بمثل هذا الغباء؟ لم تستعمل أي حماية في الفترة التي عاشت فيها معه. وهو بدوره كان غير مهتما...
يا إلهي! سأحصل على طفل! طفل ليام!
انهمرت الدموع غزيرة من عينيها كانت تحجب عنها الرؤية وطنين في أذنيها جعلها غير قادرة على أن تسمع أي شيء يدور حولها...

أخيرا بعد خروج الطبيب ومارغريت التي قررت أنه الوقت المناسب لتتركهما ينعمان ببعض الخصوصية والسعادة بطفلهما المنتظر.

حين عاد ليام إلى الغرفة هاله منظرها وهي تبكي بألم، لم يكن ينتظر ردة فعل مماثلة، ألم توقع على العقد منذ شهور ألم تكن واعية أنه بموجبه ستمنحه طفلا في أقرب وقت ممكن؟ لا ينكر أنه كان يرغب في اطالة هذا العقد، رغبته بها كانت متقدة. لم يكن لينكر أنه يرغب بها في سريره لمدة أطول بكثير ليشبع التوق الشديد الذي يسيطر على كل حواسه، الآن لم يعد هنالك مبرر لاقترابه منها فكر وهو يخطو نحوها ليجلس على حافة السرير واضعا يديه على كتفها ليجبرها على النظر اليه.

- ليكسي، لما الدموع؟ سأل ليام بصوت مضطرب
رفعت ليكسي عينين محمرتين من البكاء نحوه وهي تقول: - أيها الحقير! لقد جعلتني حاملا! أنا أكرهك! أكرهك! قالت من بين دموعها
شلت الصدمة لسانه لبعض الوقت وهو ينظر إليها باستغراب: - ما الذي تعنينه بذلك؟! أنت كنت تعرفين منذ البداية. أن هذا هو أساس عقدنا انجاب طفل!
فتحت ليكسي عينيها غير مصدقة ما تسمعه. وكأنها شعرت أن ماء مثلجا أفرغ على رأسها.

- ماذا تعني؟ قالت ليكسي بصوت طغى عليه رعب شديد
- أعني أن عقدنا ينص على أن تنجبي لي طفلا في ظرف سنة من الآن، هذا ما عنيته تيسورو قال ليام بنبرة باردة
- إذا كانت هذه مزحة. فهي غير جيدة! أكدت ليكسي وهي تزيح الغطاء عن قدميها وتحاول النهوض
نهض ليام من على السرير مقتربا من الشرفة قبل أن يقول بصوت آمر: - راجعي عقدك ألكسندرا! أنا لم أعتد المزاح خصوصا حين يتعلق الامر بالعمل!

كان يحرك هاتفه الذكي بأصابع رشيقة قبل أن يضعه أمام وجهها وهو يقول: - راجعي العقد جيدا أنا لم خدعك، ما الذي كنت تظنينه بحق السماء؟! أنني سأمنحك ثروة فقط لتكون زوجتي؟! ابتسم قبل أن يضيف بنبرة ساخرة لم أصبح ما أنا عليه اليوم بكوني غبيا!
قرأت ألكسندرا الصفحة التي أشار إليها وهوى قلبها داخل ضلوعها بخوف، لقد وقعت عن التخلي عن جزء منها لليام، طفلها...

يا إلهي القدير! كانت الصدمة أشد وقعا عليها من لكمة على وجهها، لقد باعت طفلها دون أن تعلم! يا إلهي! ما الذي فعلته؟ ما الذي فعلته ألكسندرا؟ يا إلهي الرحيم ساعدني!
شهقت بألم لتقي بالهاتف فجأة عند قدمي ليام والذي كان يرمق ثورتها ببرود قبل أن تصرخ فيه:
- تكون واهما إذا تخيلت أنني قد أسمح لك بأخذ طفلي مني!
- لست واهما!
هدر وتحولت نظراته إلى نظرة شيطانية ساخرة وهو يقترب منها إلى أن وصل بمحاذاتها ليضيف:.

- أنت بعتني جسدك وطفلك! وهذا شيء فرغنا منه منذ أشهر، ولا مجال للتراجع الآن!
- بالطبع هنالك مجال! قالت ليكسي بعصبية سأرحل حالا!
قالت وهي تحاول ترك الغرفة متجهة نحو غرفة تبديل الملابس لتبحث عن حقيبتها.
- لا تحلمي حتى بذلك قال ليام بصوت قاس كالفولاذ فكري بالتلاعب بي وسأجعل حياتك جحيما! أنت وقعت على العقد وستفين بكل شروطه وإلا...
- وإلا ماذا؟ صرخت ليكسي كنمرة متوحشة قبل أن تقترب منه في ثورة غضب.

وكأن ثورة غضبها لم تكن موجهة إليه، ظهرت نظرة استهزاء على وجهه وهو يتأملها بغرور...
- أنت فعلا انسان معدوم الضمير! صرخت ليكسي بعصبية كيف يمكنك النوم ليلا؟
- أنام براحة تامة علق ليام بسخرية
اقترب منها بهدوء قبل أن يمسك وجهها ليتامل نظرة الألم في عينيها الدامعتين ووجهها المحمر من الغضب، قبل ان يصفعها تعليقه البارد:.

- أنت تطرين نفسك كثيرا كاريزما! من الغريب فعلا أن يصدر هذا الكلام عن باحثة عن الذهب استغلالية ونكرة قبلت أن تبيعني طفلها من أجل المال!
- اخرس أيها ألنذل
رفعت يدها دون شعور لتنهال بصفعة قوية على وجهه.

مطلقا لم يتمكن أحد من اهانتها بالطريقة التي كان ليام يفعل، كان قريبا منها لدرجة الاختناق، أحست ليكسي بالخطر. فوجه ليام أصبح قاسيا ومشدودا، وظهرت نظرة قاتلة في عينيه جعلتها تعود لا اراديا إلى الوراء، لكنَّه كان أسرع منها، امسك بيدها الآثمة يعصرها بقوة وهو يقربها إليه وابتسامة شيطانية تعلو وجهه:
- ليس هنالك من يصفع ليام ماكسويل ويرحل دون عقاب!
- عاقبني إذا أردت فأنا لا أخافك! ردت ليكسي بشجاعة زائفة.

- صدقيني من هذه اللحظة يجب عليك أن تخافي!
- أنت مجرد وغد حقير ليام! أنا أكرهك! أكرهك!
- لم أطلب حبك يوما قال ليام ببرود أنا أريد جسدك فقط!
أمسك بها دون عناء يقربها إليه رغم معاندتها الشديدة ليطبع قبلة متملكة وقاسية كان الغرض منها معاقبتها، أبعدها عنه وهو يتأمل شفتيها المتورمتين من جراء قبلته، قبل أن يقربها ويهمس بصوت كالصقيع:.

- لقد دفعت ثمن هذا الجسد، وأنا لست مستعدا لأن أتنازل عن ما دفعته بسهولة! لا داعي للمقاومة ألكسندرا بعد سنة من الآن سأعطيك حريتك ويمكنك الرحيل وأنت أغنى بمائة مليون دولار لكن لا شيء غير ذلك، طفلي ومير سيظلان إلى جانبي!
صرح ليام قبل أن يغادر ويتركها على ركبتيها تنتحب بصوت مسموع.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة