قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثاني عشر

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثاني عشر

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثاني عشر

أنهى ليام المكالمة التي تطلبت منه مجهودا خياليا لكي لا يظهر الحقد الذي كان يتغلغل بداخله ويغذي مشاعره بقوة نحو ألكسندرا، رمى الهاتف جانبا وعاد إلى التحديق في شاشة حاسوبه.

قطب جبينه وهو ينظر إلى المعلومات التي كانت بحوزته منذ البداية، في أي وقت غير الآن كان ليضحك بقوة على غباءه، فتح الشيفرة المعقدة والتي وضعها بنفسه وولج إلى البرنامج بكل سهولة. طبع الاسم الجديد الذي كانت تحمله، ولسخرية القدر كان هناك ملف باسم ألانا جيمس اسمها الجديد ضمن برنامج حماية الشهود الذي طوره بنفسه.

ابتسامة مظلمة عبرت وجهه وهو يفتح الملف وينظر إلى صورتها، كانت المعلومات أمام أنفه، لكنه فضل أن ينظر بعيدا أغلق قبضته بقسوة إلى أن ابيضت سلامياتها وهو ينظر إلى كل المعلومات التي ذكرها ملفها ومن بينها أنها كانت حاملا بطفله حين رحلت...
تلك الملاحظة الصغيرة التي ذكرها التقرير، جعلت شيئا بداخله يتغير، كانت على علم بحملها ورغم ذلك فضلت معاقبته بأسوء طريقة ممكنة وحرمته ابنه.

عاد ينظر إلى صورتها وكانت شياطين العالم تتراقص أمامه...

في غرفتها، ظلت ألكسندرا لدقائق تجيل بصرها في خزانتها الضخمة. أخيرا اهتدت إلى حلة سوداء مفصلة بعناية، ارتدتها على عجل حين نظرت إلى شكلها في المرآة شعرت بخيبة الأمل مجددا، كانت تشبه المتدربة الصغيرة التي وقفت بباب مكتبه منذ سنوات تستجدي وظيفة وهو ما كانت ترفضه، كان عليها أن تظهر كند له إذا كانت تريد تسوية عادلة مع رجل أعمال كليام، كان عليها أن تكون باردة بقدره وهذا ما لم تره وهي تحدق إلى انعكاسها في المرآة الطويلة لغرفة نومها، كل ما رأته فتاة صغيرة خائفة وغير واثقة، يا إلهي! كيف أصبح مظهرها مهما في هذه اللحظة؟ سبع سنوات منذ أن تركت ليام بنت فيها شخصية جديدة وصنعت لنفسها كيانا مستقلا وكل ذلك مهدد بأن يختفي بسببه!

منذ 7 سنوات،
حدقت ألكسندرا إلى جواز سفرها مجددا كانت غير واثقة مما تفعله، لكنها أعطته للشرطي في النهاية، أنهى معاملاتها وخرجت من باب المطار بهوية مختلفة، إلى حياة أخرى وكأنها ولدت من جديد، لطالما شعرت بأنها فرصتها لكي تتمكن من السيطرة على كمية الدمار الذي عاشته...
في ظرف سنوات قليلة جدا كانت قد فقدت والديها ومن ثم طفلها وأخيرا فقدت حبيبتها الصغيرة مير...

نفضت مشاعرها المتألمة واغلقت جدارا فولاذيا حول تلك الحقبة من حياتها دون أن تمنح نفسها فرصة للتفكير به ولو للحظة، كانت ترتعش فقط من فكرة أنها يمكن أن تخذل نفسها لو قررت العودة من تلك البوابة هربا إليه، لربما لن يكون سعيدا برؤيتها ولربما يسلبها الهدية الثمينة التي تحملها بداخلها فبعد كل شيء كان بينهما عقد مبرم، وهو يعتبر هذا الطفل من أملاكه فهو دفع ثمنه بسخاء...

تلك الفكرة جعلت كل جسد ألكسندرا يرتعش بقوة، أحاطت بطنها بحمائية وخطت نحو الشارع المرصف نحو أول سيارة أجرة، وتركت كل الماضي ورائها...
عادت ألكسندرا إلى التحديق مرة أخرى في المرآة، هذه المرة كان الثوب الذي اختارته مناسبا على الأقل أشعرها بالثقة لمواجهة ليام، فستان متكلف ومظلم أخفى ورائه هشاشة لا توصف...

تنهدت أخيرا وهي تضع آخر اللمسات لتخفي الشحوب الذي كسى وجهها ببعض مساحيق تجميل، رفعت شعرها على شكل كعكة متزمتة، حين كانت ترتدي حذائها سمعت طرقا على الباب اعلانا عن قدومه...
في الجهة الأخرى من مدينة الضباب، وقف ليام بوجهه العابس ينظر إلى المطر الغزير الذي كان يهطل على المدينة، مزاجه مكفهر يشبه الجو الماطر بالخارج، تنفس بقوة وهو يعود إلى مكتبه ويفتح المجيب الآلي...

طوال الساعات التي قضاها بالمكتب مع الفريق القانوني لمجموعته بلندن والذين أجمعوا في الأخير أنه بوجود ألكسندرا في بريطانيا كان من الصعب على ليام الفوز بحضانة الطفل...
- الأمور لا تجري بنفس الطريقة هنا سيد ماكسويل! قال المحام بهدوء
- إذا جد طريقة! صرخ ليام بنفاد صبر هذا ما أدفع لكم لتفعلوه!
بعد خروج محاميه عاد ليام لفتح ملف ألكسندرا، ليحدق إلى وجهها في الصورة ببرود قبل أن يتخد قراره...

كان المطر قد توقف، حين وصل ليام إلى البناية حيث كانت تسكن، وقف بالجانب الآخر من الرصيف وقد ضاقت عيناه المظلمة عليها بازدراء...
نزلت ألكسندرا الدرجات القليلة التي كانت تفصلهما، لتحدق فيه بعينين كساهما الرعب، أرادت أن تبدو غير مبالية دون جدوى فتلك النظرات التي يصوبها إليها ليام تشعرها بأنها نكرة، نظرات كساها الرفض والجمود.
أخيرا فتح ليام باب السيارة لها، لتخطو ألكسندرا إلى داخل نحو مصيرها المحتوم...

دار ليام للجهة الأخرى برشاقة فهد، فتح باب السائق وولج إلى الداخل قبل تهدر سيارته الفارهة بمحركها العنيف تنهب شوارع لندن المبتلة...

أخيرا توقف ليام على بعد أميال من المدينة، فتحت الكسندرا عينيها على المكان بدهشة، طوال الطريق كانت بعيدة بأفكارها تفكر بكل تلك الأشياء السيئة التي مرت بها منذ إلتقت ليام، كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لتشحن عزيمتها للتصدي للكراهية التي كانت تطل من عينيه واللتان تحول برودهما المعتاد إلى حمم من اللهب الخام، فتحت فمها لتحتج، لكنه كان الأسرع وأوقف احتجاجها وهو يشير إلى البوابة الكبيرة...

- لا أعتقد أنك لم تتعرفي على المكان، فهو كان مقر عملك لشهور! علق ليام ببرود وهو يصحبها نحو قلعة الدوق أندرو
من بين الأماكن الكثيرة التي تخيلت ألكسندرا أنها ستشهد لقائها هي وليام، لم تتصور أنها ستعود إلى نقطة البداية، ويتحدثان عن الماضي هنا...
- أي غرفة؟ قال ليام وهو يشير إلى ألكسندرا التي شلتها الصدمة للحظات.

تنفست ألكسندرا أخيرا، وهي تشير إلى الغرفة بآخر الرواق، ففي الأخير كانت هي الغرفة الوحيدة الجاهزة من بين كل الغرف، فتح ليام الباب بوجه عابس قبل أن يجعلها تمر أمامه، ضربته رائحتها المألوفة، تلك الرائحة التي عشقها في الماضي، حركتها البريئة والغير متعمدة تلك، جعلت فك ليام يتصلب، جز على أسنانه رافضا الثأثر قبل أن يصحبها إلى الأريكة الجلدية الموضوعة في أحد أركان الغرفة...

سحب ليام كرسيا وجلس بارتخاء، كان يقيمها في فستانها الأسود المظلم والذي أعطى ملامحها نظرة بائسة، وجهها الشاحب أضفى عليها منظرا طفوليا، ابتسم بغرور مستمرا في تأملها إلى أن شعرت بالاختناق، أخيرا قررت الامتثال لأوامره وجلست تضع كفيها في حضنها لكي لا تبدو خرقاء وهي تحاول ايقاف الارتعاش الذي كان مسيطرا على كامل جسدها النحيل...

ظل ليام مستمتعا بتأملها ترتعش أمامه كفأرة صغيرة حوصرت في مكان ضيق، أخيرا قرر التخفيف من معاناتها وهو يقول بصوت مليء بالغطرسة:
- أتعرفين لماذا جلبتك إلى هنا اليوم؟
رطبت ألكسندرا شفتيها بلسانها محاولة الرد...

كانت كل حركة تقوم بها عبارة عن تعذيب لحواسه، أدار وجهه للجهة الأخرى محاولا تحاشي الاغراء الذي كان يعصف بكامل جسده، كانت عدوته الآن، لكن مشاعره كانت تكاد تعصف بعقله، أفكار مجنونة، في أن يقفز إليها ويمتلكها فوق تلك الأريكة اللعينة ويمحو تلك النظرة الخائفة من على وجهها...

عصر على قضبته القوية محاولا طرد الأفكار الجامحة التي تغزو مخيلته، ألكسندرا مايلز ليست سوى حثالة لا تختلف كثيرا عن المرتزقة التي تزوجها منذ سنوات...
عاد ليصب نظراته الساخطة عليها والتي جعلتها تشعر مجددا بالعجز، مسحت يديها المبللتين بالعرق وهي تقول:
- اسمع ليام، بشأن الماضي، أظن أن عليك أن تعرف أنني كنت مجبرة على العقد الذي وقعته...

كانت نظراته متصلبة، وجهه كان قاسيا لا يظهر أي تعاطف، أكملت بصوت خافت: - أرجو أن نرمي بأحقاد الماضي وراء ظهورنا، ونفعل ماهو الأفضل من أجل ماكس...

مرت دقائق طويلة من الصمت لم تكن تسمع سوى صوت تنفسها المضطرب، أخيرا قرر ليام كسره، رمقها باشمئزاز وهو ينتفض من مكانه ليصل إليها بخطوات سريعة، وضعت ألكسندرا يديها على وجهها لتحمي نفسها من غضبه الكاسح، ربما لم يكن الوقت مواتيا أمس، أما الآن فهي تحت رحمته في مكان مهجور بالكامل...
لامت نفسها كثيرا لموافقتها على رؤيته دون أن تخبر أليساندرو، رفعت رأسها وتشابكت نظراتهما، كان يسخر منها:.

- هل تظنين أنني سأضربك ألكسندرا؟ تحدث بصوت ملؤه الاستهزاء ليس بضرب النساء أشعر بأني رجل! هنالك طرق كثيرة كارا!
وقبل أن تفهم المعنى من كلامه أمسك ذراعيها وسحبها إليه. ثبتت يديها على صدره لتمنعه من سحبها أكثر لكن كانت مقاومة واهية بالنسبة لقوة ذراعيه وصلابة صدره...

كان طويلا، أكثر حتى مما تتذكر، بالكاد تمكنت بكعبها العالي من الوصول إلى شفتيه، شعرت بزفراته الحارقة على شعرها، قبل أن يفتح العقدة التي ترفعه ويسحبها بهدوء شديد، وانهمرت كتلة الشعر النارية لتغطي ظهرها بالكامل...

لم يسمح لها بالاعتراض، رفع وجهها لتقابل عينيه بلونهما الأزرق الحاد كالماس، ودون قول المزيد قربها إليه إلى أن التصقت بجسده الصلب، كان يضغط على ذراعيها بقوة جعلتها تأن بصوت ضعيف. هل كان يعرف مقدار القوة التي يملكها؟ أم كانت هذه طريقته لمعاقبتها؟

أخفض رأسه بهدوء وأخد شفتيها في عناق قاس، ارتجفت ألكسندرا بقوة وذراعيه تمسكانها دون أن تسمحا لها بالابتعاد، كان قريبا إليها وبطريقة حميمة جدا، أمكنها أن تشعر بدفء صدره، وهو شيء لم تعرفه منذ أن اختفت من حياته، لكنه كان نفس الشخص المستبد القاسي وهي لم تعد تلك الفتاة الساذجة التي أحبته...

قبل سنوات طويلة كان هذا العناق ليجعلها سعيدة، سعيدة جدا، لكن ذكرياتها العنيفة والمؤلمة لآخر لقاء لهما جعلتها تخشى أي اتصال جسدي، تعلمت وبالطريقة الصعبة كيف يمكن للرجل أن يكون بربريا وراء قناع التحضر الزائف...
تصلبت بين ذراعيه فجأة وأصبح جسدها كقطعة جليد، عبس ليام ودفعها عنه وهو يجيل النظر من جسدها المرتجف إلى عينيها المحتقنتين بالدموع.
- ماذا كنت تعتقد أنك تفعل بحق الجحيم؟! صرخت فيه بهياج.

- تجربة! رد ليام ببساطة بالنسبة للمرأة التي كانت تذوب للمستي أنت تبدين كارهة بشكل غريب!
- أنا لا أرغب مطلقا بك! قالت ألكسندرا باختناق وهي تحيط جسدها بذراعيها لتوقف رجفتها
- نعم. لقد لاحظت! قال متهكما ربما لمساته تجعلك تشعرين بشكل أفضل! أضاف بازدراء مشيرا إلى علاقتها بأليساندرو
- حياتي الشخصية ليست شأنا من شؤونك!
- أحقا؟! قال لكنني أعتقد العكس! أنت مازلت زوجتي! صرح ليام ببساطة.

- أنا لست زوجتك! صرخت باحباط لم أكن يوما! أنت اشتريتني! ما كان بيننا مجرد صفقة حقيرة. لكن الآن لم يعد هنالك ما تستطيع فعله ليام! لن تستطيع سلبي ابني مهما حاولت! تريد أن نلعب بالطريقة الصعبة! حسنا. يمكننا الذهاب إلى المحكمة، أريد أن أراك وأنت تشرح السبب الذي دفعني للهرب منك، ليست حياتي التي ستصبح تحت المجهر فأنا كما قلت منذ سنوات لست سوى نكرة تحمل طفلك! لكنك على عكسي! أنت من ستعاني الاحراج أمام كل معارفك وأصدقائك وطبقتك المخملية!

ضحك ليام بمرارة وهو ينظر إلى الثورة الضعيفة التي كانت تشنها ضده.
- إنه سيناريو جميل علق باستخفاف من المؤسف أن لدي واحد أفضل!
لم تستطع ألكسندرا فهم البريق الغامض في عينيه، حتى وهي تسمع وقع أقدام ثقيلة على الأرضية الخشبية الثمينة، تلاه دخول رجال الشرطة بزي رسمي.

لم تستيقظ من صدمتها إلا حين شعرت بالمعدن البارد على معصمها، والشرطي يتلو عليها حقوقها ويطالبها بالتزام الصمت، كانت عيناها مفتوحتين بذهول وهي تراقب ليام الذي خطى نحوها بخطوات واثقة قبل أن ينحني ليهمس في أذنها بهدوء:
- استعدي ألكسندرا اللعبة قد بدأت للتو!
حدقت ألكسندرا بذهول في الغرفة التي اقتادها إليها الشرطي قبل أن يحرر معصميها ويغلق الباب ورائها دون كلمة...

كانت الغرفة باردة، احتوت على كرسين وطاولة، بينما علت مرآة زجاجية كبيرة الجدار ورائها، لابد أنهم يحدقون إليها الآن فكرت وهي تسحب أحد تلك الكراسي وتجلس بصمت.
مرت بضع دقائق وهي تحدق إلى المرآة بوجه ميت قبل أن يفتح الباب ويدخل أحد المحققين، فتح الملف الذي كان يحمله، حدق إليها لبضع ثوان قبل أن يقول:
- سيدة مايلز أنا من دائرة الهجرة البريطانية، وأنا مكلف بترحيلك خارج البلاد...

ألجمت الصدمة ألكسندرا ظلت تنظر إليه بعينيها الكبيرتين المليئتين بالاستغراب، قبل أن تلاحظ أنه يناديها مايلز. هذا الاسم لم تسمعه منذ سنوات عديدة.
- سيد؟
- يمكنك أن تناديني بالمحقق دارسي.
- أظن أن هناك خطأ ما الاسم الذي أحمله هو ألانا جايمس وبالتأكيد لا يمكن أن أرحل من البلاد، لأنني بكل بساطة مواطنة بريطانية.
- أحقا! قال المحقق وهو يتفرس ملامحها بعينين غير واثقتين.

- أدعى ألانا جايمس هذا هو اسمي، ألكسندرا مايلز هو الاسم الذي كنت أحمله في الماضي...
- ولماذا تغير اليوم؟ قال المحقق بعدم مبالاة
زمت الكسندرا شفتيها وهي تقول: - عليك التحقق من المكتب الفيدرالي الأمريكي فأنا موجودة على لائحة حماية الشهود لديهم...
- إذاً أنت تقولين أنك مهددة سيدة مايلز، هل هي عصابة؟ قاتل مأجور مثلا؟ علق المحقق بسخرية وكأنه لا يصدقها.

- يا إلهي! وضعت ألكسندرا يدها في شعرها بعصبية أنا سألتزم الصمت إلى أن تتحقق بنفسك من كلامي!
- حسنا قال المحقق وهو ينهض ليترك الغرفة
وبقيت ألكسندرا حبيسة لساعات أخرى...
بعد مرور ساعات،
ظنت أنها لن تنتهي وهي تجوب المساحة الصغيرة بتوتر، فتح الباب مرة أخرى تحركت ألكسندرا في اتجاه المحقق وهي تصرخ بعصبية بالغة:.

- هل رأيت؟ لايوجد سبب مقنع لاحتجازي! هل يمكنني الذهاب الآن! ابني قد خرج للتو من المستشفى أنا أطالبك بالافراج عني حالا!

عاد المحقق ليجلس بكل هدوء وهي يشير إلى الكرسي الآخر، مشت ألكسندرا بعصبية وجلست تنظر إلى الرجل البارد وهي تطرق بأظافرها على الطاولة، ظل صامتا لفترة وهو يقلب محتويات الملف أمامه، الصمت تلاعب بأعصابها وجعلها في قمة الانفعال، لكنها فضلت التزام الصمت لكي لا تزيد الوضع سوءا أكثر مما هو عليه بالفعل...

أخيرا قرر أن يتكلم وعاد ليناديها بالسيدة مايلز: - يؤسفني أن أخبرك أنه لا وجود لاسم مماثل على برنامج حماية الشهود، لقد أنهيت للتو مكالمة مع لانجلي وهم لا يعرفون أي شيء عن ألانا جايمس!
- بالطبع! قالت ألكسندرا وهي تعصر أصابعها بعصبية.

لابد أنه الوغد! فكرت وهي تنظر إلى الباب دون تصديق، ما الذي يحاول فعله بها الآن؟ هل سيجعلها تدخل السجن لكي يحصل على الوصاية؟ يا إلهي! قد تموت إذا تجرأ وفعلها، اللقيط السافل! أهذه هي لعبته؟
أخيرا وجدت ألكسندرا القوة لتتكلم. خرج صوتها باهتا رغما عنها: - أريد الاتصال بمحامي، لن أقول شيء آخر بدون حضوره!
حرك المحقق رأسه بفهم قبل أن ينهض من الكرسي، وقبل مغادرته التفت إليها و نبرته مليئة بالتحذير:.

- هذه ليست لعبة سيدة مايلز، تزوير أوراق رسمية وانتحال شخصية عقوبتها قد تصل إلى 5 سنوات في سجن مشدد، فكري جيدا في ذلك!
أشارت برأسها علامة على الفهم قبل أن تدفن وجهها بين يديها...
- يا إلهي! ما الذي فعلته الآن؟!

مرت ثمان وأربعون ساعة من الاحتجاز قبل أن يتمكن أليساندرو من الوصول إليها، كانت في حالة من الصدمة حين أخبرته أنها محتجزة، صدمته لم تكن أقل منها وهو يتلقى خبر احتجازها، يبدو أن زوجها السابق كان يتحرك حتى أسرع مما تصور، خلال اليومين اللذان قضتهما ألكسندرا في مخفر الشرطة، حاول أليساندروا بكل السبل اخراجها ولو حتى بسراح مؤقت، لكن دون جدوى، كان ليام يسد كل الأبواب المفتوحة أمامه، وظلت ألكسندرا رهن الاعتقال، وأخيرا تمكن أليساندرو من رؤيتها، سارعت ألكسندر إلى الارتماء بين ذراعيه وهي تبكي بحرقة:.

- كيف حال ماكس؟ سألت من بين دموعها
- إنه بخير. لا تقلقي لقد مررت أمس إلى المنزل واصطحبته هو وروز. أخبرته أنك سافرت لأمر طارئ.
- وكيف تقبل الأمر؟ سألت بذعر
- غضب قليلا، لكن بالنهاية، تعرفين كاثرين، لقد تمكنت من السيطرة على قلقه وإلهائه.
شكرته بامتنان وهي تنسحب من بين ذراعيه لتجلس كانت قواها منهارة
- كيف حالك ليكسي؟ قال وهو ينظر إلى شكلها الهش والخائف
- لست على مايرام.

سحب أليساندرو كرسيا قريبا منها ليجلس وكذلك فعل محاميه، تأمل شحوبها وعينيها الدامعتين بألم، لقد حاول بكل طاقته هو وفريق المحامين لديه من ايجاد حل سريع لاخراجها
- لدينا خياران. قال المحامي وهو ينظر إلى حالتها المزرية بتعاطف الاقرار بأنك ألكسندرا مايلز، وفي هذه الحالة عليك فعلا مغادرة البلاد لأنك ستصبحين في نظر الشرطة مهاجرة غير شرعية ونكون قد حللنا الموضوع، أو أن تصري على هويتك الحالية...

وفي هذه الحالة سيبقى علينا أن نثبت أنك فعلا ألانا جايمس، الشيء الذي أنا لست واثقا من سلامته كقرار، ففي حال فشلنا في اثبات ذلك، قد تصبح القضية أكثر تعقيدا، وقد تتهمين بالاحتيال والتزوير وفي الغالب ستسجنين...
- ماذا لو تزوجتها؟ قال أليساندرو فجأة
سكت المحامي قليلا قبل أن يقول: - هذا غير وارد!
ردت ألكسندرا بصوت خافت: - أنت تعرف جيدا أنني لازلت متزوجة منه!

- لو أثبت أنك زوجته هذا قد يضيف تعقيدا آخر نحن في غنى عنه الآن شرح لها المحامي باقتضاب
- لكن لابد من وجود حل! صرخ أليساندرو بنفاذ صبر
- الحل الوحيد المقبول، هو أن على السيدة مايلز مغادرة البلاد لمدة سنة على الأقل، سنقوم وقتها بطلب أوراق للهجرة بشكل سليم.
- ماذا عن حياتي؟ سألت بتشكيك هل سأفقد كل شيء بهذه البساطة؟ اسمي وعملي وكل ما بنيته خلال سنوات؟! يا إلهي! إنه كابوس!

وضع أليساندرو يده على كتفها وسحبها إلى صدره.
- توقفي ألكسندرا! كل شيء على مايرام سوف أجد طريقة لحل سوء الفهم هذا لا تقلقي! هل يمكنها على الأقل الخروج بكفالة مالية؟ سأل أليساندروا محاميه
- ليس قبل انتهاء التحقيق، السيدة مايلز قد تبقى هنا لأيام اضافية!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة