قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثالث

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثالث

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثالث

ظل ليام لساعات بعد مغادرة ليكسي شارد الذهن يحدق إلى العقد الذي وقعت عليه للتو، باردة وغير مهتمة، وقعت على وثيقة تتنازل فيها عن قطعة منها له، لا احساس بالذنب لا توتر ولا رغبة في المجازفة بالرفض، كان ليحترمها ولو قليلا لو أعطت نفسها فرصة لقراءة العقد، لتغيير بعض من بنوده للرفض بيأس، فكر ليام بغيض رغم أن هذا لم يكن ليثنيه عما يريده، لكن على الأقل كان ليشعر بشيء من الذنب اتجاهها أما الآن فقد كان يفكر كيف يمكنه الحصول على وصاية لمير وتخليصها من أخت أنانية دون ضمير كألكسندرا...

أخد الهاتف الملقى باهمال على مكتبه سيحاول أن يجعل هذا الأمر ممكنا، سيتبنى مريديث، سيتكفل بها سيعالج اعاقتها ويجعل منها طفلة سعيدة، الفكرة جعلته يشعر نسبيا بالارتياح، فتح أزرار قميصه الحريري تاركا لنسمات المحيط اللعب بحرية على عضلات صدره البرونزي الصلب، صب لنفسه كأسا أخرى من الويسكي وجلس يتامل أمواج البحر بتفكير...

في غرفتها ظلت ليكسي، تتحرك جيئة وذهابا، تعد خطواتها لعلها تشعر بالتعب أخيرا وتتمكن من النوم، ليام دون أن يشعر كان قد أحرق روحها وهي تستعيد الذكريات المؤلمة لوفاة والديها للحادث الذي ترك أختها الصغيرة مقعدة والذي جعلها بالأساس تحت رحمة نزواته، شعرت وكأن جحيما يستعر بداخلها ويجعلها غير قادرة على التنفس، اقتربت من الشرفة المطلة على حوض السباحة، حدقت فيه لثواني قبل أن تغادر الشرفة ومن تم الجناح تدفعها رغبة مجنونة...

وصلت ليكسي إلى الحديقة وتسلسلت دون صوت إلى المسبح الكبير، كان طاقم حراسة ليام موجودا في الجهة المقابلة، ما يعني أنها محتمية تماما من نظرات الدخلاء، كان الوقت ليلا واحتمال وجود شخص لمراقبتها شبه معدوم...
أغرتها الفكرة، تركت الفستان الرقيق ينزل عند قدميها وتخلصت من كل ملابسها قبل أن تقفز في المياه المنعشة، علها تبرد القليل من الحرائق التي أضرمها ليام في قلبها...

سبحت لوقت طويل مسترخية وسط المياة البراقة والتي عكست ضوء القمر، حاولت الانزواء بعيدا في أحد أركان المسبح قبل ان تشعر بالماء على وجهها أغمضت عينيها من الصدمة التي شلت حركتها حين فتحتهما مرة أخرى كان ليام واقفا يحدق إليها بذهول.

خرج ليام من مكتبه إلى غرفة نومه والتي كانت قريبة من غرفة ليكسي حدق في الباب المغلق للحظة، قبل أن يعود إلى غرفته مغيرا ثيابه الرسمية إلى شورت وقميص رياضي، ارتدى حذاء مناسبا وذهب ككل يوم ليركض خارج أسوار فيلته الكبيرة، كانت هذه هي الطريقة الوحيدة التي يخفف بها من نشاطه المفرط إلى أن يشعر بالتعب وبالألم في كل عضلة من عضلاته لكي يستطيع اغماض عينيه دون تفكير...

بعد نصف ساعة من الركض المتواصل، أحس أخيرا أنه قادر على العودة إلى الفيلا والحصول على قسط من الراحة، كان العرق يتصبب غزيرا من صدره العاري بينما يتدلى قميصه من على كتفه القوية ذات العضلات ا لمرسومة بدقة...
مارا بالمسبح قرر القيام بمجهود أخير منعش قبل الاستسلام للنوم...

لم يكد يرمي بنفسه وسط المياه المنعشة ويرفع رأسه المبلل بالمياه، حتى تسمر في مكانه كتمثال وهو ينظر إلى حورية البحر الشقراء والتي كانت تتأمله بعينين زرقاويين غلفهما تعبير مبهم من الصدمة والخوف...
- ما الذي تفعلينه هنا؟ قال بصدمة وهو ينظر إلى ليكسي غير مصدق
تلعتمت وهي تسبح عائدة إلى الوراء قليلا محاولة الابتعاد عنه، وضعت يدها تحمي صدرها العاري قبل أن تقول بصوت محرج:.

- لقد شعرت بالحرارة، وفكرت، في أن أسبح قليلا...
شتم ليام من بين أسنانه، كانت المياة شفافة ونقية بشكل كبير سمحت له بأن يتأملها، كانت عارية تماما وهو ليس قديسا، أراد أن يدير ظهره وأن يغادر نحو غرفته سريعا مبتعدا عن الاغراء الشيطاني أمامه والمتمتل في جسدها الفاتن، ظل يتأملها للحظات، ودون تفكير في العواقب اقترب منها يدفعه شوق ورغبة بدائية لم يستطع السيطرة عليها...

بيد واحدة كانت أسيرة ذراعيه، تأمل وجهها الساحر في ضوء القمر لثواني نسي كم يحتقرها وكم يكره أنانيتها، كانت فاتنة مغرية وبين ذراعيه، شل تفكيره إلا عن الاحساس بمنحيات جسدها الرقيق أمام جدار عضلاته القوية...
حاولت الابتعاد عن محيط الذراعين اللتان كانتا تحيطان بها بقوة، تلوت محاولة تخليص نفسها، مما جعل رغبته تستعر...
- دعينا ننسى كل شيء الآن مياموري، دعيني أتذوقك. قال ليام بصوت أجش غلبت عليه رغبة قوية.

كانت خائفة، مصابة بهلع شديد، فراشات ترفرف بداخل صدرها واحساس من الخوف ممزوج بمشاعر مختلفة ضربها، لم تكن يوما قريبة من أي رجل وخصوصا بوسامة ليام الطاغية...
خرجت كلمات الرفض باهتة واهية أمام اصراره القوي بامتلاكها لم يترك لها فرصة أخرى للاعتراض وهو يغطي فمها الحسي الرطب بفمه...

تأوه وهو يشعر بجمال شفتيها بطعم العسل والمراعي الخضراء لكابري، عمق قبلته وهو يحتضن وجهها بين يديه، كانت حركاتها الخرقاء على كتفيه وذراعه تصيبه بالجنون...
طوقها بذراعيه واخرس كل تفكير منطقي، كل ما كانت تشعر به هو جسده، رغبته، أحاسيس لم تكن تعلم بوجودها من قبل فجرها ليام كبركان بداخلها وجعلها تتلوى من احتياجها إليه.

حملها بخفة إلى داخل إحدى غرف تغيير الملابس دون أن يترك فمها الجميل، كانت مغيبة من المشاعر الرائعة التي يحييها بداخلها، مددها برقة على أحد الأسرة قبل أن يغطي جسدها الضئيل بجسده العضلي القوي، كان وزنه كبيرا بنسبة لجسدها لكن كل ما كانت تشعر به هي الرغبة بالشعور بملمس ذراعيه وكتفيه...
وضعت يدها لا اراديا تمسد ظهره، تاوه بعنف وهو يزيد من ضغط شفتيه عليها.
- قبليني كريزما!

قال وهو ينزل بشفتيه على حلقها بقبلات رقيقة جعلتها تتأوه رغما عنها...
كانت الجو سحريا من حولهما، جزء من عقلها كان يطالبها بالمغادرة. بدفع جسده بكل قوة والركض نحو غرفتها، لكن الرغبة المشتعلة أسكتت هذا الصوت سريعا مستسلمة ليديه الخبيرتين على جسدها...
كانت تتحسس جسده بضياع، تلك اللمسات كانت تحرك ليام دون وعي لطلب المزيد والمزيد، ارادها بقوة اراد ان يمتلكها عليه اللعنة اذا لم يمتلكها الان.

كان يهمس بصوت مخنوق كلمات لم تكن قادرة على فهمها، لكن الاحساس بزفراته الحارة على بشرتها كان يجعلها تتحرق رغبة إليه...
الكيمياء في جسديهما كانت غاية في التوافق، واغرقتهما الرغبة بعيدا، قبل أن تأتي صوت صرخة قوية لتجعل ليام ينتفض بقوة وكأن حية لدغته...
- أنت. أنت. عذراء! لهث ليام وعيناه مسمرتان عليها.

شعرت ليكسي بالبرد القاتل يلفها لحظة ابتعاده، كان بعيدا عنها نسبيا مدفوعة بالرغبة الجديدة التي لم تعرف يوما بوجودها والبهجة التي شعرت بها للتو بين ذراعيه، لتطوق يداها رقبته هامسة بضعف في أذنه:
- وهل هذه جريمة؟
لم يكن يستطيع استحضار المنطق وأنفاسها الرقيقة تلهب رقبته، عاد ليغمرها بذراعيه ويذيقها طعم الجنة أخيرا.

بعد ساعات من الحب الجارف استسلما أخيرا الى النوم مدعنين للجسديهما اللذان أجهدا من المشاعر القوية...
كانت ليكسي أول من استيقظ، شعرت فجأة بأن معدتها تتلوى بألم وعادت أحداث الليلة السابقة تضرب رأسها من دون رحمة، لقد استسلمت للعدو، في لحظة طيش سمحت لليام أن يدك حصونها الضعيفة ويبعثر منطقها بعيدا...
تكورت دموع الاهانة في عينيها وهي تتأمله...

كان نائما ونظرة من السلام على وجهه، لم تستطع منع نفسها من تأمله، وسامته كانت طاغية واختفت النظرة الساخرة والمتغطسرة من على ملامحه، كان وسيما لدرجة الالم...
تنهدت بأسى وهي تتأمل ذراعيه وصدره، تلك الذراعين اللتان أحاطتا بها ليلة أمس رافضة تركها...
فتح عينيه فجأة يتأملها قبل أن ينتزع نفسه من على السرير بقوة حتى كاد يسقط، احتاج لدقيقة ليفهم سبب وجوده خارج غرفته وهي إلى جانبه...

ضربته الحقيقة بعنف، لقد قضى ليلته مع ليكسي، اكثر انسانة احتقرها في الوجود، عاد شريط أحداث الليلة يمر في رأسه تباعا...
يا إلهي القدير كانت عذراء!
نظرته اليها كانت مبهمة غريبة جعلتها تنكمش في أبعد زاوية من الغرفة تبحث عن شيء تغطي به جسدها العاري، أشار بيده إلى إحدى المناشف المعلقة أمامه...
أخدتها بيد مرتعشة قبل أن تضعها على جسدها وتربطها باحكام...

غرس ليام يده في شعره الداكن بعنف قبل عن ينهض من على السرير مقتربا منها، كانت عيناها مغمورتين بالدموع، هاله منظرها الضعيف والمتألم وجعله يلمسها دون شعور، ابتعدت عن لمسته بيد مرتعشة. لم يكن مخمورا إلى درجة عدم تذكره رغبتها الكبيرة في أن يمتلكها، فهل ياترى كان قد اذاها...
هالته الفكرة، وجعلته يشعر بضيق غريب، مطلقا لم يجبر امرأة على أن تكون في سريره، على العكس كان يواجه المشاكل في طردهن منه...

لكن ليكسي بدت وكأنها ترتعش من الخوف بينما تطوقها ذراعاه، تنحنح محاولا ايجاد صوته قبل أن يقول بصوت أجش:
- هل أذيتك ألكسندرا؟
حركت رأسها بنفي محاولة عدم النظر إلى وجهه، كانت تشعر بأن رغبتها لا تزال واضحة في عينيها وأنه كان قادرا على قرائتها مما جعلها تشعر بالذل...
- اسمعيني ألكسندرا.

- ليس هنالك شيء يجب تبريره، قاطعته ليكسي محاولة اخفاء ضعفها بهجوم لاذع لقد كانت لحظة ضعف من كلينا والآن قد انتهت، لا أريد شرح اللحظة ولا الاسهاب في تفاصيل نحن في غنى عنها، أنا كنت عذراء والآن لم أعد، ولا أظن أنها جريمة يعاقب عليها القانون. أضافت ببرود مصطنع والآن لو سمحت أرغب بالعودة إلى غرفتي قبل أن تستيقظ مير...

شعر ليام بعضلاته تتيبس وبالبرودة تسري في شرايينه، للحظة كان مستعدا أن ينصت إليها، يا إلهي! لوهلة كان يرغب في التعرف إلى ألكسندرا، إلى الملاك الطاهر الذي بادله الحب بحرارة واستجابة جعلت جسده يرتعش، لم يكن مستعدا لهذه الباردة السليطة والتي صورت ما حصل بينهما وكأنه شيء تافه لا قيمة له، عادت النظرة المتغطرسة لتغلف ملامحه وهو يبتسم بسخرية:.

- حسنا إذن بما أنك أوضحت الموضوع، فلا داعي للاسهاب لقد تعرفنا على بعضنها بحميمية. وهذا كان أمرا حتميا لنظهر للجميع أننا زوجان متحابان، أهنئك على التمثيل المتقن...
قال قبل أن يبتعد عنها وكأنها شيء قذر، أخذ منشفة معلقة ليلف بها خصره ويخرج من الغرفة تاركا لليكسي متسعا من الوقت لتبكي خسارتها الجديدة...

تحت رشاش المياه الدافئة، كان ليام متسمرا كالتمثال واضعا يديه على الحائط الرخامي أمامه، كان يفكر في ليلة أمس، في المعلومات التي حصل عليها من مديرها السابق، لكنها كانت عذراء! هل أخطأ في قراءة الاشارات، أليست بالطمع والحقارة التي صورها بهما مديرها...

لكن كل تصرفاتها كانت تقول العكس، قبولها السريع بعرضه، توقيعها على العقد حتى دون أن يرف لها جفن والآن الطريقة التي بررت بها ما حصل بينهما وكأنه شيء تافه...
عصر على فكه بعنف قبل أن يسدد لكمة للحائط أمامه، يا إلهي ماهذا الجحيم!

في غرفتها، بكت ليكسي إلى أن أحست بالضعف وأنها غير قادرة على ذرف المزيد من الدموع، استجمعت ما بقى لديها من قوة، لتدلف الى الحمام وترمي بنفسها وسط المياه، شهور من الحزن والتعب والاهانة والآن كسر كبريائها بسبب التهور والغباء، لم تشعر يوما بأنها رخيصة وقذرة كما تشعر الآن...

كانت تحتفظ بعذريتها للشخص الذي ستحبه والذي سيبادلها الحب، لم تتصور ولو في أسوء كوابيسها أن ليام ماكسويل، المغرور، البارد، قد امتلكها قرب حمام للسباحة دون أي عناء.
تبا لي!
صرخت ليكسي وهي تعصر الماء بين راحتيها وكأنها قادرة على الامساك به...
في الأيام التي تلت لقائهما العاصف قرب المسبح، أصبحت ليكسي باردة بقدر ليام، تتكلم فقط للضرورة تجيب على أسئلته بنعم أو لا، مما زا من اتساع الفجوة والفراغ بينهما...

وأخيرا أتت المصممة مع مجموعة ضخمة من الأزياء من أحدث دور العرض، كانت بائسة بشكل كبير حتى أنها لم تستمع بغرفة تبديل الملابس والتي ضاقت بالكم الهائل من الملابس والاحذية والاكسسوارات...

مير على العكس كانت سعيدة بشكل لا يوصف، تمكن ليام من جعلها تشعر وكأنها أميرة في ظرف قياسي قام بتغيير غرفتها لتصبح غرفة مبهجة لطفلة في سنها، خرجا للتسوق معا، أكلا الناتشو قرب المحيط واستمتعا بيومين كاملين من الاستجمام، بينما ظلت ليكسي حبيسة الفيلا مع أفكارها السوداء...

وأخيرا أتى موعد السفر، كان قد أخبرها على العشاء باقتضاب أنهم سيسافرون لزيارة جده في ايطاليا حيث يستقر، علقت ليكسي على ذلك بايمائة من رأسها وهي تلعب في محتوى طبقها كطفلة صغيرة، الوحيدة التي شعرت بالسعادة تغمرها هي مير، تمكن ليام من اخراجها من الشرنقة التي كانت تغلف نفسها بها، ومن الواضح أنَّها كانت مستمتعة للعودة إلى الطفولة التي سلبت منها بسبب الحادث...

ابتسمت ليكسي وهي تنظر إلى مير، أليس كل هذه التضحية من أجلها، فرت دمعة من عينيها قبل أن تمسحها سريعا محاولة الظهور بمظهر قوي أمام ليام، والذي كان كل تركيزه على الفتاة الصغيرة ونادرا ما كان يعطيها نظرة...
في الصباح تمكنت ليكسي وهي تقوم بمساعدة مير على ارتداء ملابسها، بأن تسألها بصوت مضطرب:
- مير، ما رأيك بليام؟

رفعت ميرديث رأسها بعد أن كانت منشغلة باختيار زينة لشعرها لتقول بمرح: - إنه رائع ليكسي! إنه فعلا رائع!
تنحنحت ألكسندرا محاولة أن تجعل صوتها دافئا وهي تقول: - إذن لن تكوني منزعجة إذا اخبرتك، أنه طلب يدي للزواج؟
صرخت مير من الفرح وهي تمد ذراعيها لتحتضن شقيقتها بسعادة قائلة: - أجننت؟! أنت محظوظة فعلا ليكسي! ليام انسان رائع جدا!

أجبرت ألكسندرا نفسها على الابتسام، على الأقل مير تتقبل ليام في حياتهما، وهذه السنة لن تكون بالسوء الذي توقعته على الأقل لطفلة عاشت حزنا كبيرا مثل مير...

بعد هذا الحديث الذي أعطاها دفعة من الأمان النسبي كانت ليكسي ترتقي الدرج المغطى بسجاد أحمر نحو طائرة ليام الخاصة، بينما تكفل أحد الحراس بحمل ميرديت إلى الطائرة، كان واقفا إلى جانب مكتبه يملي على أحد موظفيه معلومات سريعة، رفع رأسه وتشابكت أعينهما للحظة، لم يستطع ليام أن يكبث نظرة الاعجاب البالغ بالفستان الحريري الذي ارتدته والذي كان يرسم منحنيات جسدها المغري وينساب على وركيها بسلاسة، ارتفعت حرارة ليام، وظهرت ابتسامة ملتوية على جانب فمه، أشعرت ليكسي بالارتعاش...

أشاحت بنظرها عنه وهي تختار أحد الكراسي المريحة إلى جانب النافذة بينما قررت مير أن تجلس إلى جانب ليام.
كانت طائرة مريحة وتظهر مدى الثراء الفاحش الذي يتمتع به صاحبها، مؤلفة من مجموعة من الكراسي الجلدية الفاخرة، ومكتب كبير عليه العديد من الحواسيب، شاشات معلقة على الجدران وستائر متناغمة مع اللون الكريمي للسجاد الفاخر...

شعرت ليكسي بعد ساعة من الطيران أنها ترغب في اغماض عينيها والاستسلام أخيرا إلى النوم...
كان ليام جالسا إلى جانب مير التي غفت بسرعة قبل أن يحملها إلى مؤخرة الطائرة حيث غرفة نومه، وضعها على السرير الكبير بحنان، قبل أن يعود ليتأمل وجه ألكسندرا المتعب، كانت الهالات تحيط بعينيها رغم التبرج المتقن الذي حصلت عليه من خبيرة التجميل، هذه الاخيرة نصحتها بالنوم للحفاظ على جمالها.

لكن آخر ما كان يهم ليكسي هو الحفاظ على الجمال، عانت من الكوابيس المستمرة، والغريب أن كل أحلامها كانت عن ليام، وجهه، ابتسامته المتغطرسة والباردة والطريقة المشينة التي سمحت له بأن يمتلكها بها...
كان يتأمل حركاتها بدقة، حتى في نومها كانت شفتاها مزموتان بينما يداها على شكل قبضة وكأنها تستعد للصراع...

اقترب منها يلفه احساس غريب، رغبة كبيرة في أن يحميها، أن يبعد عنها الخطر، أرعبته مشاعره الجديدة لدرجة جعلته يجفل، ليعود إلى مكتبه يغرق جسده الخائن بالعمل...
بعد رحلة طويلة قضاها ليام على حاسوبه منشغلا بتطوير برنامج للحماية لإحدى الشركات المهمة، قرر أخيرا أن يتوقف عن العمل، حرك عضلات كتفيه المتيبسة، قبل أن تسقط عينيه عليها، كانت مستيقظة تتأمل النافذة بشرود...

أحست ليكسي لا شعوريا بعينين مسلطتين عليها، حركت رأسها والتقت عيناها ببريق الذهب في عينيه، كانت ابتسامة ملتوية تعلو شفتيه وهو يتأملها قبل أن ينهض من على مكتبه ويقترب منها...
كان جذابا في القميص الأبيض المفتوح مما سمح لها بأن تنظر الى عضلات صدره بجوع...
غرست أصابعها عميقا داخل جلدها معاقبة نفسها على تفكيرها الآثم، لكنها لم تستطع اشاحة عينيها عنه وهو يتقدم نحوها بخطوات واثقة، إلى أن وصل بمحاداتها...

جلس على الكرسي القريب منها يتامل أضواء مقاطعة نابل البراقة، كان الليل قد خيم على المقاطعة مانحا لهما عرضا رائعا من الجمال الطبيعي...

تنهدت ليكسي ببطأ وهي تتأمل الأضواء الساطعة محاولة التخفيف من الشعور به إلى جانبها، فهو منذ تلك الليلة لم يقترب منها بهذه الطريقة والتي جعلتها تشعر بالخوف، مشاعرها كانت متضاربة وجعلت تنفسها يصبح صعبا، انتبه ليام أخيرا من تأملاته. نظر اليها للحظة قبل أن يقول ببرود متأملا إياها:
- لا تنسي، نحن ذاهبان لزيارة جدي، وهو بالتأكيد ليس غبيا، بموجب عقدنا، عليك أن تظهري له كم أنت واقعة في حبي...

أصبح وجهها محتقنا تحت تأثير كلماته، كانت ترغب في أن تصفع وجهه المغرور، ضغطت على راحة يدها محاولة كبث الفكرة التي كانت تعلو بداخلها ببطئ، كيف يأتي بمثل هذه البساطة ويطلب منها تمثيل الحب بعد الذي فعله، كان فعلا انسانا عديم الضمير، حتى أنه لم يحاول الاعتذار عن ما حصل بينهما تجاهله بكل بساطة وكأن شيئا لم يحدث والآن ينتظر منها أن تمثل أمام جده...
- وقح! وغبي! قالت ليكسي من بين أسنانها.

وكأنه سمع شتائمها الصغيرة، لأنه ابتسم ابتسامة كسول وهو يقترب من وجهها ليلمس شفتيها بأنامله.
- لا صغيرتي. الشتائم ممنوعة أيضا! الجد ينتظر منك أن تظهري بمظهر محترم وأنيق!
حين حاولت الرد على استفزازه، اقترب منها وأسكت كلماتها بعناق جارف تركها مقطوعة الأنفاس قبل أن ينهض من مكانه وكأن شيئا لم يحدث...
- أظن أنك مستعدة!

تشدق وهو يمسح بقايا أحمر شفاهها من على شفتيه ويبتعد بخطوات رشيقة نحو مؤخرة الطائرة حيث تنام مير بسلام.
وضعت ليكسي يديها تتحسس قبلته بوجه متوهج، كيف سمحت لنفسها أن تنجرف مع قبلته. هي تكرهه تحتقره لكن عقلها الغبي يتوقف عن التفكير مجرد أن يضع يديه عليها فكرت بألم...
كان الغرض من وراء قبلته واضحا. كان يحاول جعلها ترضخ. تعترف بأنه المسيطر وأنها ليست سوى لعبة يحركها بالطريقة التي يراها مناسبة...

لعنت بصوت مسموع قبل أن تنهض بحثا عن الحمام، كان شعرها مشعتا من جراء لمسته وأحمرشفاهها يلطخ وجهها، قبلته جعلتها تبدووكأنها خرجت للتو من حادث تحطم. للسخرية كانت المضيفات يرمقنها بغيرة شديدة، بينما هي كانت لتمنح المال بسخاء فقط للتخلص من ليام البغيض.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة