قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الأول

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الأول

رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الأول

أمام مبنى زجاجي ضخم توقفت الكسندرا لدقائق تستنشق الهواء بقوة محاولة الحد من التوتر الذي بدا يعلو بداخلها، مسدت تنورتها السوداء قبل أن تدلف المبنى وتقف أمام الحارس الذي كان ينظر إليها بنظرات لم تخلو من الإعجاب.
- أنا هنا من أجل مقابلة عمل قالت ألكسندرا بصوت حاولت أن يظهر مهنيا وهي تدفع إليه بالرسالة الالكترونية التي تلقتها أمس إليه
نظر الحارس إلى الورقة، ثم أشار إلى احد المصاعد قائلا.

- الطابق الخامس...
غمغمت ألكسندرا بكلمة شكر يتيمة تشك أنه قد سمعها قبل أن تتجه بعقل شارد صوب المصعد الذي أشار إليه، كانت تجبر نفسها منذ شهور على الصمود، تحملت عملا لا يمت لتخصصها بصلة ورب عمل متكبر وحقير ورغم كل جهودها في الاحتفاظ بالعمل فقدته منذ شهرين بدعوى تخفيض العمالة، وإن لم تنجح اليوم وتحصل على فرصة فستجد نفسها قريبا تعيش في مأوى هي وأختها الصغيرة ميرديث...

- مستحيل أن اترك مير تعاني بسببي! سأحصل على العمل مهما كانت الظروف!
دلفت ألكسندرا المصعد، كان هنالك من يتأملها بنظرة باردة وحتى باستغراب، حاولت أن تضغط على الزر المناسب لكنه كان أقرب منها، انتبهت أنه قد ضغط على زر الطابق الخامس دون أن يرجع إليها مما جعلها تشعر بالغرابة، ربما كان يعمل في نفس الشركة التي تقصدها، ربما هي مصادفة من يدري...

منعت نفسها من التفكير في أي شيء قد يشوش على السبب الحقيقي لوجودها هنا اليوم، عليها أن تكون مقتضبة عملية والأهم أن تظهر كفاءة عالية، فعجرفة الغريب والطريقة التي كان ينظر بها إليها منذ دخولها أشعرتها بأنها نكرة...
- لقد وصلنا! قال الغريب بلكنة مميزة قبل أن يشير بيده إلى الباب المفتوح
حاولت ألكسندرا المرور من أمامه قبل أن يأتيها صوته البارد ليجعلها ترتعش رغما عنها:.

- في المرة المقبلة حاولي أن تستخدمي مصعد الموظفين، فهذا مصعدي الخاص!
التفتت ناحيته محاولة الفهم وعن أي مصعد خاص يتحدث، لكنه كان قد غادر تاركا ليكسي واقفة تحدق إلى الفراغ.
انتبهت أخيرا إلى وقفتها الغير مناسبة، نظرت إلى ساعة يدها بقلق، التي كانت تشير إلى 9، هي لم تتأخر وهذا جعلها تشعر بارتياح نسبي، آخر شيء تريده هو أن تتأخر عن مقابلة عمل مصيرية كمقابلة اليوم...

دلفت إلى الردهة حيث مكتب الاستقبال، أشارت الفتاة إلى أحد المكاتب بتكلف، انتبهت لكسي للنظرة المحتقرة في عيني الموظفة رغم أن الطقم الذي ارتدته يعود إلى سنتين فقط وكلفها نصف راتبها وقتها.
جميع الفتيات اللواتي مرت بهن في طريقها كن أشبه بعارضات مما جعلها تشعر بالإذلال...
- أتمنى أنهم لا يهتمون بالمظهر! أملت بصمت يائس رغم أن توقعاتها كانت تقول العكس.

أخيرا وصلت ليكسي إلى المكتب المنشود، طرقت الباب مرتين قبل ان تدلف، ابتسمت باضطراب للفتاة التي كانت تحدق فيها بتمعن...
- هل أنت الآنسة مايلز؟ سالت الفتاة بصوت عملي
تنحنحت ليكسي محاول إيجاد صوتها قبل أن ترد بالإيجاب، سمحت لها الموظفة أن تجلس بينما تراقبها باهتمام...

وصل اتصال في تلك اللحظة، كانت ليكسي المرتبكة قد تحولت إلى كتلة من القلق وهي تنظر إِلى التعبير المتغير في وجه الأخيرة، قبل أن تغلق الهاتف وتصحبها نحو الباب...
شعرت ألكسندرا بأنه سيغمى عليها من الخوف، كانت النظرة غريبة في وجه الفتاة، التي لا تعرف حتى اسمها، ممزوجة بالكثير من الاحتقار الذي لم تجد له سببا...
مسدت مرة أخرى هندامها بيد متوترة ووضعت يدها في شعرها لا إراديا...

ما الذي يجعل الجميع ينظر إليها بهذه النظرة المحتقرة، هي لم تكن يوما مهتمة بإظهار جمالها فقد تعلمت بالطريقة الصعبة أن الجمال نقمة في عالم الأعمال خصوصا إذا ابتليت برب عمل عديم الأخلاق ومتحرش...
تنهدت أخيرا، على كل حال هي لن تهتم لنظرتهم السطحية، ما يهم هو الحصول على العمل الذي سيمكنها من دفع الإيجار ووضع الطعام على الطاولة، وليساعدها القدير في جعل مير تمشي مجددا...

أحست بغصة كبيرة في حلقها جلبت الدموع المريرة دون شعور إلى عينيها، انتبهت إلى أنها قد وصلت أخيرا إلى وجهتهما والشابة تنظر إليها بغرابة...
- هل أنت على ما يرام؟
- أنا بخير قالت ليكسي بصوت مخنوق
- لقد وصلنا، السيد ليام بنفسه من سيقوم بالمقابلة!
ظهر تعبير غريب على وجه ليكسي، ونظرت إلى مخاطبتها بفضول: - من هو السيد ليام؟

ابتسمت الفتاة بسخرية قائلة: - السيد ليام ماكسويل هو صاحب شركة ليام اند ماكسيموس للبرمجيات، أظن أن هذا واضح! أشارت إلى الباب المغلق قبل أن تترك ليكسي في حيرة
كان عليها أن تطرق بابا مختلفا هذه المرة، قبل أن تسمح لها سيدة في أواسط الاربعين بالدخول، المكتب أقل ما يقال عنه أنه خرج من إحدى مجلات الديكور الراقية، بألوان تتدرج بين الأسود والبني الغامق إلى درجات من البني الفاتح...

حركت المرأة يدها نحوه أريكة جلدية مريحة دون أن تنبس بكلمة، اتجهت ألكسندرا لا اراديا إلى الأريكة وجلست بصمت، كانت تعد الدقائق متشبثة بحقيبتها وكأنها طوق نجاة، لتسرح في أفكارها قليلا متذكرة كيف أنها منذ سنوات قليلة فقط كانت تعيش بسعادة إلى جانب والدين متحابين منزل مريح وأخت صغيرة رائعة...

غريب كيف قد تتحول حياة المرء في سرعة خيالية، الآن بعد موت والديها واصابة مير في الحادث الشيء جعلها عاجزة عن المشي، أصبحت المسؤولة عن رفاهية فتاة صغيرة هي كل ما تملكه في هذه الحياة، اختفى كل شيء بعد رحيل والديها المفاجئ، كان الحادث مروعا على الطريق، توفي والداها حتى قبل أن تتمكن من توديعهما...

كانت في آخر سنة لها في الجامعة، بطموح يصل عنان السماء وقلب مزدهر بالحب والتفاؤل، حين وصلها خبر الحادث ليحطم كل آمالها بقسوة...
تتذكر كيف صرخت وبكت في المستشفى ثم انهارت وهي ترى والديها وقد فارقا الحياة، ثم صدمة اعاقة ميرديث والتي لم تستطع التعايش معها إلى الآن...

رفض التأمين الدفع بعد العملية الرابعة وتركها تقاتل لكي تبقي مير على قيد الحياة، باعت كل ما يمكن أن يباع منزل العائلة مجوهرات والدتها القيمة، كل ما كانت تملك فقط لتأمين العلاج لشقيقتها والذي كان يكلف الكثير...
وفي الأخير تعافت مير نسبيا، لكن مع الاكتشاف المهول أنها لم تعد تملك حتى الأرض التي تقف عليها...

أعادها الصوت الجاف لمديرة المكتب إلى الواقع وهي تشير نحو باب ماهونجي أسود ضخم: - السيد ليام يتوقع وصولك!
وقفت ليكسي ونظرة ألم لم تستطع السيطرة عليها وهي تتأمل الباب المغلق باحساس كبير من التوتر الخوف...
أخيرا سيطرت على خوفها وطرقت الباب مرتين قبل أن تدخل...

لوهلة شعرت بالانبهار يطغى على مشاعرها، كان المكتب راقيا بشكل لا يوصف، مكتب ضخم يتوسط الغرفة الشاسعة وإلى يمينه طاولة جلدية اصطفت حولها مجموعة من الكراسي الراقية، أريكتان بلون كريمي تتوسطهما طاولة منخفضة...
وأخيرا تمكنت من رؤيته واقفا عند النافذة الضخمة، والتي امتدت إلى الأرضية المغطاة بسجاد سميك، يتأمل جادة منهاتن بعينين كالصقر...

التفت أخيرا إليها، لتلجمها الصدمة للحظات، لقد كان هو نفسه، الرجل المتغطرس في المصعد والذي جعلها تشعر بالاهانة...
أشار إلى الكرسي الجانبي لمكتبه قبل أن يجلس ويتطلعها بنظرة غريبة...
أخدت ليكسي خطوتين إلى الأمام وجلست حيث أشار إليها دون كلمة، كانت خائفة من أن كلماتها قد تجعل مقابلتها أسوء مما هي عليه فعلا، لذا آثرت الصمت.

حين تكلم جعلتها نبرة صوته تشعر برغبة شديدة في الهرب بعيدا: - آنسة مايلز، من السيرة الذاتية التي أرسلتها أنت تملكين معارف كثيرة، لكن، قال وهو يتاملها بعجرفة لا تملكين شهادة جامعية أليس كذلك؟!
توقف قلبها لدقائق وتوقفت الكلمات في حلقها، يا إلهي لن يقوم بتوظيفي!

أخدت نفسا عميقا قبل أن تجيب بتردد: - هذا صحيح، أنا لم أتمكن من مواصلة الدراسة بالجامعة، لكن تأكد سيد ليام أنني قد عملت ل14 شهرا وتدرجت في جميع التخصصات المكتبية، وأؤكد لك أنك لن تندم على منحي فرصة للعمل...
ركز ليام على وجهها للحظات قبل أن يقول بعدم اكتراث: - للأسف الوظيفة التي قدمتِ من أجلها لم تعد متوفرة!

هوى قلب ليكسي من الرعب وتحجرت دموع في عينيها مهددة بالانهمار وهي تقول: - لكن أنتم من أرسلتم في طلبي...
أشار بيده وكأنه يطلب منها الهدوء، أخد وقتا طويلا لتاملها، كانت جميلة بل فاتنة بعيون زرقاء كبيرة وشلال من الذهب معقود في جديلة طويلة إلى جانبها، وجه بيضاوي يظهر عليه حزن عميق، امتعض وهو ينظر إلى الطقم البالي الذي كانت ترتديه، والذي جعلها تظهر بمظهر رث...

فقط القليل من الاهتمام وتصبح مناسبة فكر وهو ينظر إلى وجهها الذي أصبح شاحبا فجأة
- لدي عرض أفضل لك ألكسندرا مايلز، هل تقبلين بأن تكوني زوجتي لمدة سنة، وأعدك بعدها أن تغادري مع الكثير من المال، أكثر حتى مما يمكنك انفاقه في حياتك كلها...
ألجمتها الصدمة للحظات عاجزة عن تخيل أن ما سمعته حقيقي، وضعت يدها على جبينها تتحسسه من دون تصديق، لابد أنها ضربة شمس أو أنها تعاني من هلاوس سمعية بسبب التوتر...

- أيمكنك أن تعيد ما قلته سيد ليام؟
امتزج الغرور والتسلية في ابتسامته ليقول بصوت واثق: - أطلب منك ألكسندرا مايلز أن تقومي بخدمة من أجلي مقابل الكثير من المال!
- أنت. أنت وقح سيد ليام!
قالت ليكسي وهي تقف موجهة إليه نظرات ملئها الاحتقار: - طلبك مرفوض سيد ماكسويل! وإن كانت فرصة الحصول على العمل غير متاحة، فأنا سأرحل!

سمح وقوف ألكسندرا لليام بتاملها جيدا، كان جسدها رائعا شبيها بجسد عارضة أكثر مما يرغب فيه، من أجل حمل طفله، لكنها كانت متوردة الخدين مما يلغي أي مشاكل في التغذية آخر شيء يريده هو عارضة لعينة تعيش على المكملات الغذائية وتعتبر السلطة وجبة دسمة، يلزمه فقط التأكد من خلوها من أي مرض وراثي وستكون مناسبة للعمل الذي يعرضه عليها...

قست ملامحه فجأة وهو يتامل ثورتها الضعيفة ضد قوته الكاسحة، كان يستطيع بجرة قلم واحدة أن يدمر مستقبلها بالكامل، لعلها للآن كانت تجهل شراسته وقسوته حين يتعلق الأمر بالاعمال...
- فكري جيدا في عرضي ألكسندرا، فأنا لن أعيده مرتين!
- فلتذهب إلى الجحيم انت وعرضك! قالت الكسندرا وهي تتجه الى الباب.

لكن ما ان كادت تصل إليه حتى رن صوته في أذنيها ليبعث فيها رعبا حقيقا، سرت رعشة باردة على عمودها الفقري وهي غير مصدقة لما سمعته:
- فكري في أن تخطي خطوة أخرى، وسأجعلك يائسة في الحصول على عمل في نيويورك بل في الولايات المتحدة كلها!
- ماذا؟ تساءلت ألكسندرا غير مصدقة وهي تعود الى المكتب في نظرة تحدي لكن رغما عنها خرج صوتها يائسا حين أضافت وما الذي ستقوله لكي تجعل ذلك ممكنا؟

ظهرت ابتسامة متلاعبة على زاوية فمه وهو يقول: - كل ما هو مناسب ميا بيلا، أعدك أنني سأجعل من حياتك بائسة إلى أقصى الحدود!
- لكن لماذا؟ صرخت فيه بيأس ما الذي فعلته، أنا حتى لم أقابلك في حياتي!
- لنقل أنك اخترت الوقت الخاطئ لتبحثي عن عمل في شركتي، حظ سيء لك لكن ليس لي! تشدق بغرور
في مواقف أخرى كانت لترغب في أن تصفع وجهه المغرور وتزيل تلك النظرة المنتصرة من عينيه، لكنها كانت أضعف من أي وقت مضى...

يا إلهي القدير إنه كابوس مزعج! يا إلهي دعني أستيقظ منه سريعا
لكنه لم يكن حلما كان حقيقة مكونة من 6 انشات من الرجولة والوسامة الطاغية والذي كان يحدق إليها بنظرات متسلية وكأنه فهد فاز للتو بطريدة...
شعرت بأنها لم تعد قادرة على الوقوف، عادت للجلوس على الكرسي، ساقاها ترتعشان رغما عنها ومعدتها تتلوى بألم غريب.

- سيد ليام من فضلك، لا أظنني أستحق هذا العقاب، قالت بنبرة حزينة أشعر بالأسف إن كنت وقحة معك في المصعد أو قللت من احترامك بأي شكل من الأشكال...
- كوني واثقة أنك غير قادرة على التقليل من احترامي أيتها العزيزة! ردَّ ليام ببرود والآن ماهو ردك فأنا ليس لدي وقت لأهدره! إما أن توافقي على ما أطلبه منك ونكمل الاجراء سريعا، أو تغادرين مكتبي حالا وفي هذه الحالة تأكدي أنني سأنفذ ما وعدتك به!

لو كانت النظرات تقتل لكان ليام مدرجا بدمائه، فليكسي كانت تحدق فيه بنظرة تقزز وقرف، لا يمكنها القبول بطلبه، لكن ماذا عن مير؟ ما الذي ستفعله إذا جعل من حياتها جحيما كما وعد؟ ماذا إن لم تحصل على العمل؟ ألن تعيش مير في ملجئ؟، مستحيل أن اسمح بذلك! فكرت وهي تعصر قبضتها بغضب.

مجرد التفكير في أن مير قد تتعرض للأذى جعل أي عذاب يمكن أن تتجرعه بمثابة الجنة، المهم أن تبقى مير آمنة وسعيدة، يكفيها فقدانها لوالديها المحبين في ريعان شبابها واصابتها التي ستجعلها مقعدة للباقي من حياتها، ألا تستحق رفاهية مير وأمنها المزيد من التضحية؟!
جمعت يديها في قبضة، قبل أن تنظر إلى مصدر بؤسها الشديدقائلة: - أي كان ما تريده سيد ليام، لكن اعلم أنني أريد المال في حسابي مسبقا!

- بالتأكيد! رد ليام ناظرا إليها بنظرة احتقار
أخد قلمه الذهبي من على مكتبه وحرر شيكا قبل أن يقترب ليضعه في يدها وهو يقول ساخرا:
- لدي عنوانك ورقم هاتفك لا تترددي في استعمال المال، اعتبريه عربون صداقتنا المميزة!
قبل أن يرافقها إلى الباب ويفتحه، فكرت أن تعيد إليه الشيك، لكنها كانت في أمس الحاجة إلى المال، فصاحب المنزل قد هدد في أكثر من مناسبة في إلقائهما خارجا وهو ما لن تسمح به تحت أي ظرف...

لا يهم الطريقة التي ينظر إليك بها ولا العرض المشين الذي وافقت عليه للتو ليكسي، فكري في سعادة ميرديث كل ما تبقى لك في هذا العالم، فكري في أمنها وسلامتها، وسيصبح كل شيء سهلا حتى الزواج لفترة قصيرة من انسان بغيض كليام ماكسويل...
في طريق العودة الى المنزل، سمحت لها رحلة القطار النفقي أن تفكر في مجريات حياتها المتغيرة باستمرار، في سن 23 تحس بأنها أصبحت بالفعل كعجوز في عقدها السادس...

انتابتها موجة من البكاء لم تستطع السيطرة عليها، كانت شهورا طويلة من الكبت والحزن والتعب المضني، لم تسمح لنفسها بالانهيار مسبقا، لطالما تذكر نفسها أن مير تعتمد عليها، لكن اليوم وبعد مقابلة الحقير ماكسويل تشعر أنها وصلت إلى الحضيض وأنها فعلا لم تعد تملك حتى الهواء الذي تتنفسه، وقريبا لن تستطيع النظر في المرآة دون أن تشعر بالعار لما هي مقدمة عليه...

في مكتبه، شتم ليام بصوت مسموع وهو يفتح الزر العلوي لقميصه ويحرر نفسه من ربطة عنقه، كان يشعر بالاحتقار لما فعله مع فتاة حتى الأمس لم يكن يعلم بوجودها...
- تبا لك ايها العجوز المتسلط البغيض!
كان ليام قد عاد للتو من رحلة عمل في اليابان ليقرر بعدها زيارة جده في كابري، لم يكن يعلم أن هذه الزيارة الودية قد تقلب حياته بالطريقة التي فعلت...

- أنا أريد وريثا من دمي! قال العجوز وهو ينظر إلى حفيده نظرات ذات معنى
- للأسف ليس لديك وريث غيري! قال ليام وهو يحرك محتوى كأسه بعدم اكتراث
- تكون مجنونا إن فكرت في أنني قد أترك ثروتي في يد زير نساء قاسي القلب ومتجمد المشاعر مثلك! ثروتي ليست مجموعة من الأرصدة البنكية، إنها عائلة فخورة قضت عقودا في بناء اسم لها!
- وأنا الحفيد الهجين الذي سيقضي على هذا الميراث أليس كذلك؟! علق ليام بسخرية.

لمعت عينا العجوز بخبث قائلا: - تعلم أنني تقبلتك منذ سنوات!
- للأسف بعد أن قضيت على ابنك وجعلته يعيش ألما لا يطاق إلى أن توفي بعيدا عنك! ردَّ ليام بنبرة جافة مليئة بالاحتقار
- يكفي ليام! لست هنا لسماع محاضراتك عن كيفية كوني أبا غير صالح! نحن نتحدث عنك الآن، أنا مستعد للتخلي لك عن ثروتي مقابل وريث!
- ماذا؟! قال ليام غير مصدق هل أصبت بالخرف جدي؟!

- ليس بعد! ردَّ بنبرة قاطعة أريد وريثا يحافظ على ميراثي من بعدي! وإلا، قال العجوز بحزم سأتبرع بكل شيء للمؤسسات الخيرية بما فيها أسهمي في مؤسسة ليام أند ماسيموس!
- مستحيل! صاح ليام في ثورة غضب هذا مستحيل!
- لديك مهلة أسبوع، لتعرفني على الفتاة المحظوظة وإلا فأنت أدرى بالعواقب!
ضرب ليام مكتبه بقوة جعلته يرتج، منذ متى كان لعبة في يد جده؟ منذ متى أصبح يخاف من سلطته؟ لطالما كان قويا ويرفض الانصياع كوالده!

- اللعنة عليك أيها العجوز الخرف! واللعنة علي إن تركت ميراث والدي يذهب أدراج الرياح!
صفعته فكرة أنَّ انصياعه للعجوز يعني الزواج بفتاة يحتقرها، فتاة قبلت بالمال بسهولة لبيع جسدها وطفلها، هكذا أفضل هكذا سيكون التخلص منها أسهل شيء قام به في حياته...
ألكسندرا مايلز، ستكون شريكة فراشه، تعطيه طفلا تم ترحل بمنتهى السرية وبهذا يكون قد أتم وصية العجوز واحتفظ بشركته التي من المستحيل أن يخسرها تحت أي ظرف...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة