قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل الرابع والثلاثون والأخير

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل الرابع والثلاثون والأخير

مر أسبوعان على زواجهم وهى تحاول فرض تلك المساحة التى تريدها وهو لا يعطيها فرصة أبدًا، حتي ان ذهبت بمكان في الشقه يكون ليس خلفها بل قبلها، يقف لها بالمرصاد يربكها بنظراته لها، وحديثة المبطن الوقح من وجهه نظرها، لقد أخطأت منذ البداية عندما طلبت منه تلك المساحة هو لا يوجد مساحة بالاساس، لا يتركها الا عند النوم، رغم محاولتها المستميته بأن ينام بجانبها الا انها ترفض بقوة، تلك الساعات التى تقضيها ليلًا بالتفكير وصفاء ذهنها وممارسة رياضيتها الذي دومًا يفشلها بحركاته وحديثة، نهضت اليوم قبله، أخذت حمامها وفتحت النافذة، نظرت لنور الصباح وتلك النسمة الباردة التى داعبت وجهها فجعلتها تبتسم براحة..

ارتدت ثيابها الرياضية بنطال ضيق يلتصق بساقيها، وسترة قصيرة ضيقة عارية الكتفيم لملمت شعرها القصير لاعلى فتحت باب غرفتها تطل برأسها منه تبحث عنه وجدت غرفته مازالت مغلقة، زفرت بارتياح وركضت صوب الصالة تفتح الشرفة تجلس أمامها وتقوم بممارسة رياضيتها المفضلة، استمعت بصفاء الجو وهدوء المكان وهى تغلق عيناها تحاول البحث بداخلها عن صفاء ذهنها والسيطرة علية، صرخت بصدمة عندما وجدت أصابعه تداعب خصرها، اندفعت للامام قائلة: ايه ده يا فارس..

جلس أمامها قائلًا بابتسامة: ايه في ايه!.
زفرت في وجهه بحنق قائلة: بجد حرام عليك، هى دي المساحة اللي قولتلك عليها، ده حتى الرياضية بتاعتي مش سايبني اتهنى بيها..
عبس بوجهه ليقول: تتهنى بيها!، لا انا بغير، أنا بحس انك بتحبي اللعبه دي اكتر مني..
ضيقت عيناها قائلة بمكر: هو انا اصلاً بحبك..
كتم لفظ بذئ كاد ان يخرج من فمه لها بصعوبة، فقال وهو يقترب منها: يعني انت مبتحبنيش..
تراجعت للخلف بجسدة قائلة بضحك: اهدا يا فارس انت بتتحول ولا ايه..

هز رأسه عندما وصل اليها وحاوطها بيدة قائلًا: آه وانقض عليكي..
لكزته في كتفه موبخة: عيب، بطل بقى كلامك ده وسيبني بجد العب..
هز رأسة برفض بعند، فقالت بصوتً خافت: ايه رايك تلعبها معايا، بجد هتريحك أوي، شاركني في الحاجات اللي بحبها..
غمز لها بطرف عيناه قائلًا: وماله، اشاركك..

تنهدت براحة ابعدته عنها وجلست مكانها مجددًا تُملي عليه قواعد اللعبة انتهت قائلة: يالا غمض عيونك واعمل ايدك زي وابدأ..
قلدها وامتثل لقواعد اطمئن قلبها أخيرًا ستمارس رياضتها، اعتدلت في جلستها واغلقت عيناها مجددًا..ما لبث ثواني حتى وشعرت به يقبلها في وجنتها: يارااا..
كورت يدها بغضب ولم تجيبة، عاد وقبلها مجددًا هامسًا: يارا انا جعان.
همست من بين أسنانها وهى مازالت على وضعها: قوم كُل..
احتضنها بقوة وهو يطبع قبلات على عنقها جعلها تفتح عيناها بغضب: ارحمني بقى..
عبس بوجهه: انا جعان.

أشارت له على المطبخ: ما تقوم تاكل ولا هو انا اللي هأكلك.
غمز لها بطرف عيناه ليقول: تصدقي فكرة قومي أكليني، انا عاوز آكل من ايدك..
دفعته عنها بعنف وركضت صوب غرفتها وقبل ان تغلق الباب قالت بعصبيه: يا رخم.
أجابها بنبرة مرتفعه: بس بتحبيني..

استندت بظهرها على الباب تغلق عيناها وهى تخرج من صدرها تنهيدة قوية لتقول بعدها: هو انا ورايا غير ان أحبك...
القت بجسدها على الفراش ومدت أصابعها تلمس مكان قبلات على جيدها وابتسامه بلهاء ترتسم على وجهها، هذا الفارس حتمًا سيقتلها بعشقة يومًا ما...
قطع تفكيرها به رنين هاتفها اعتدلت وجذبته تطالع المتصل وجدتها مليكة زمت شفتاها بضيق وهى تفكر ماذا تريد منها..أجابت بنبرة هادئة عكس تلك النيران التى تأجج بداخلها لمجرد انها أخت ياسميناا..

_ ألو.
_ ازيك يا يارا، أخر مرة معرفتش اكلمك واطمن عليك..
التوى فم يارا ساخرًا قائلة: آه كنت متلهفه أوي تعرفي رقم فارس...
_ اممم طيب كويس انك دخلتي في الموضوع على طول..
قطبت يارا جبينها قائلة بعدم فهم: موضوع ايه!؟.
أجابتها مليكة اجابة مقتضبة جعلت قلب يارا كالعاصفة التى ستهب في وجه أحدهم وتبتلع أي شئ...( فارس )..

أجابتها يارا بشراسة: ماله فارس!، عاوزه منه ايه، مستكترة عليا زي ما أختك عملت، سيبوني بقى معاه أعوض سنين حياتي اللي فاتت وادمرت بسبب اختك..
_ اهدى يا يارا، انتي فهمتيني غلط، أنا كل الحكاية قضيت أسبوع من التفكير والعذاب في أن اقولك او مقولكيش بس خلاص حسمت اموري وقررت اعرفك يمكن علشان ده يبقى قصاد اللي فارس عمله معايااا.
انقبض قلبها بخوف من حديثها الغامض قائلة: تقوليلي ايه!، اتكلمي على طول.

_ أقولك على كل حاجه حصلت زمان، اقولك ان اختى كانت مريضة كانسر وكانت بتحب فارس أوي وعمرها ما اعتبرته أخ ولما تعبت فكرت بأنانيه كان نفسها تموت وهى على ذمته، مفكرتش في حد الا نفسها، وضغطت عليه خلته يوافق بحكم الصحوبية والاخوه اللي بينهم...وبعدها هى حلفته وخلته يوعدها مايقولش لحد...
تزايد الغضب بداخلها قائلة: وبالذات أنا صح!، وده كله ليه يا مليكة!.

صمتت مليكة لبرهه ثم قالت: علشان مبتحبكيش، طول عمرها بتحبه وبتموت فيه وانتي جيتي بكل سهوله خدتي قلبه، على طول شايفه حبه ليكي في كلامه وافعاله، كانت بتغير منك، بس والله يا يارا، هى كانت ساكته وبعقلها قبل موتها ولما عرفت انها عندها كانسر اتحولت وبقت شايفة انها من حقها تتجوزه، حاولت كتير أقنعها وافهمها ان ده غلط بس هى عنيدة ومبتسمعش كلام حد..
ابتعلت يارا ريقها بصعوبة لتقول بنبرة أشبة للبكاء: طب وليه تكسر قلوبنا استفادت ايه غير انها وجعتنا..

_ كانت فاكرة انها ممكن تخليه يحبها، بس فشلت لما حاولت تقرب منه ورفضها..
وضعت يارا يدها على فمها تبكي بصمت، لم تجد اي كلام يعبر عنها وعن ما فعلته ياسمينا بحقهم، انتبهت يارا الى حديث مليكة: يارا انتي معايا..
_ آه معاكي، طيب انتي بتقوليلي ليه يا مليكة دلوقتي؟!.
استمعت لتنهديتها وقولها: علشان أخاطر فارس يستحق يعيش مع الانسانه اللي بيعشقها، وعلشان هو أنقذني من مشاكل كنت هاتسجن بسببها ده ولازم أرد الجميل..

ابتسمت يارا ساخرة: متشكرة جدًا انك فكرتي تقوليلي دلوقتي، بس كنت اتمنى انك تجمعي فارس بالانسانه اللي بيحبها بدون مقابل قبلها،سلام..
أغلقت يارا الاتصال معاها وظلت تدور في الغرفة ذاهبًا وايابًا تفكر فيما فعلته ياسمينا، وبمعاناة فارس، تذكرت حديث مليكة وهى تخبرها برفضه لاتمام زواجه من ياسمينا، لاشك ان تلك الجملة استطاعت ان تدواي جروح عميقة بقلبهااا، في هذة اللحظه تشتاق اليه، تشتاق لعانقة، غادرت الغرفة سريعًا تبحث عنه وجدت يقف في المطبخ يعد الطعام ويدندن بكلمات أغنيه بخفوت، اقتربت منه بسرعه تحتضنه من ظهره قائلة بخفوت: فارس ...

تفاجئ بفعلتها والتفت بنصف جسده لها: في ايه..مالك.
اشارت له وهى تفتح ذراعيها قائلة بلهجه خافته يصحبها البكاء: احضني.
قطبت ما بين حاجبيه بعدم فهم لحالتهااا تلك، ولكن لم يظل هكذا طويلاً تدراك الامر و مال بجسده نحوها يحملها بين ذراعيه فتعلقت برقبته وارتفعت قدمها عن الارض، دفنت وجهها بعنقة تهمس بوعد: اوعدك ان عمري ما أسيبك، ولا أزعلك مني تاني، ولا أبعد عنك...
ابتعدت بوجهها ونظرت في عيونه مباشرةً: أنا بحبك أوي.

قرب وجه منها ولثم شفتاها بحب: وانا كمان بحبك أوي، بس مالك في ايه!..
عضت على شفتاها بخجل لتقول: مليكة قالتلي اللي حصل بينك وبين ياسمينا، بس والله أنا مسألتهاش هى اللي اتصلت علشان تردلك الجميل وحكتلي..
التزم الصمت يحدق بها فقط بنظرات غامضة لم تستطيع تفسيرها، فعادت تُكمل حديثها وهى تخفض بصرها: أنا فعلاً كنت ملتزمه بقراري ان معرفش السبب، وكنت بدأت اتعود عليه، وجودك جنبي كان بيخليني انسى وجعي، بس لما مليكة كلمتني وحكتلي، كل الجروح اللي في قلبي راحت، وعرفت قد ايه انك فعلا عانيت وانت معاها...

تلاشى الغموض من نظراته بعدما حصل على اجابتها التى أراحت قلبه فقال متسائلًا: يعني كده مفيش ما بينا اي حواجز..
هزت رأسها بنفى وبدأ الخجل يتصاعد مجددًا لوجهها فقال وهو يتجة لغرفته: بصي يا يارا انهارده هيكون يوم تاريخي مش في حياتنا بس لا في حياة مصر كلها...
انفلتت ضحكه عالية منها، رفع أحد حاجبيه قائلًا: الله اكبر، بدأت تندع ...
ادخلها غرفته واغلق الباب خلفهم، لتسكت شهرزاد عن كلام فارس الغير المباح...

تابع يد الطبيبة وهى تحرك الجهاز فوق موضع جنينها، نظر للشاشه الصغيرة حيث تشير الطبيبة وتشرح له بعملية لم يفهم شيئًا ولم يري شيئًا، حول بصره نحو ندى وجدها تنظر للشاشه وتبتسم بسعادة وكأنها تفهم او ترى، عقد حاجبية يحاول ان يرى اي شئ يدل ان طفله يوجد هنا أمامه، تصلب جسدة وتسمر وجهه فاجأه عندما استمع لنبضات قلبة، فابتسم قائلًا: ده قلبه اللي بيدق كده..
هزت الطبيبة رأسها قائلة: آه اسمع تاني كده..

كررت الطبيه ما تفعله واستمع لنبضات قلبه وكأنها سيمفونية جميلة، انتهت الطبيبة عملها وتابعت مع ندى ارشادات الحمل، غادرت المشفى وهى تمسك يده بقوة لم تختفي ابتسامتهم الا عندما تفوهت ندى قائلة شئ لم يخطر بباله أبدًا: مالك ودينا شقتنا القديمة..
عقد حاجبية متسائلًا: ليه انتي مبتحبيش تروحي هناك، وبتتعبي بلاش..
جلست بجانبة بالسيارة قائلة: لا انا محتاجة أروح هناك انهارده، وديني..
_ حاضر..

امتثل لرغبتها ووصل بها عند شقته القديمه زاد استغرابه عندما رفضت ان يذهبا للفارس متحججه بأنه لا يوجد وقت، دلف معاها الى الشقه، فهبت في وجهه ذكرياته معاها ضحكهما ومشاكسته لها، وأيضًا ذكرى يوم مولدها، ذلك اليوم الذي أقسم انه لا ينساه أبدًا، مازالت مُصرة على مفاجئته بقولها وفعلها الذي جعله قاطب الجبين..وخاصة عندما طبعت قبلة صغيرة على وجنته قائلة: خليك هنا ثواني وجاية مش هتأخر.

أغلقت باب غرفتهم خلفها واستغرقت عشر ثوانٍ و فتحت الباب ببطئ، اعتدل في جلسته مترقبًا لخروجها، وبالفعل خرجت ترتدي نفس الفستان التى ارتدته من قبل في ليلتهم الاولى، ليله حفرت في عقولهم كحفر خيوط الذهب في الاقمشه...تقدم منه بخطوات بطيئه يرمقها بحب، وقفت أمامه وهى ترتب خصلات شعرها جانبًا رفعت أمامه سلسالها الذي قد أهداها لها من قبل قائلة: خلعتها يوم ما طلقنا بس فضلت معايا ومقدرتش ابعدها عني، لما رجعنا لبعض، قررت ان هالبسها بس يوم ما أحس ان هقدر أكمل معاك وانسى اللي فات..واديني أهو بقولك لبسهالي..

وضعتها بيدة، اتسعت ابتسامته لها وهو يضعها حول عنقها قائلًا: انا عمري ما ازعلك تاني، ولا عمري ما هكدب عليكي، غلطت غلطه وندمت عليها وهندم عليها عمري كله بس دلوقتي في حياتنا جديدة حياة أنا وانتي هنبدأها من جديد مبنيه على...
همست وهى تحاوطه بيدها: مبينه على الحب صح...
هز رأسه وهو يقبلها قبلات متفرقة حنونه تحمل بين طياتها العديد والعديد من المشاعر الجميلة: لأ العشق..قلبي وقلبك اتربطوا ببعضهم وده كان كله بسبب حاجة واحدة هو العشق...

أنهى حديثه وهو يقبلها بنهم ينهل من شهد شفتاها ما يريد، يعيد ذكرياته ليله مضت، والان يعيدها وسيعيدها بلا توقف ...وكأن ذلك العشق الذي يستوطن قلوبنا لا يعطينا الفرصة في الابتعاد والهجر يحركنا كيفما يشاء وينتصر في نهاية الامر حتى يجعلنا نقع بإرداتنا بين أيدى من عشقانهم..

اسبوعان وهو يحاول بشتى الطرق مع الصغيرة ان يجعلها تنسى ما عاشته على يد ذلك الخسيس الذي الان يأخذ جزائة في السجن، تجلس هكذا امام التلفاز صامته لا تتحدث أو تنزوي بغرفتها تحت غطائها تبكي بصمت، حتى انها يوميًا تبلل سراولها ليلًا، زفر بخفه وفرك وجهه في يده عندما لم يجد الا حلًا واحدًا ويجب عليه تنفيذه، راقبا دخول خديجة الى الشقة بعدما اطمنت على والدتها واخواتها، بعدما قرر هو ان يجلب لهم الشقة التى تقع أمامهم حتى تطمئن خديجة عليهم ويطمئن هو قلبه على خديجة وايلين...جلست بجانبه وحدثته بخفوت عن حالة ايلين التى لم تتحسن أبدًا، بدأ وجهها يهدأ من كدماته وتورمه وبدأت ملامحها في الظهور...

_ عمار انت معايا...
_ اممم معاكي، انا قررت ان اوديها لدكتور تتعالج عنده، ايلين مرت بتجربه وحشه وانا مش عاوزاها تتأثر بيها..
_ عيد ميلادها قرب تيجي نعملها حفلة يمكن تتبسط ونغيرلها الجو اللي هى عايشه فيه.
حول بصره للصغيرة مازالت تنظر نحو التلفاز بصمت وشرود فقال مفكرًا: لأ انا بفكر أخدكوا ونسافر أي مكان نغير جو وبعدها نبدأ في علاجها.
هتفت بحماس كالاطفال: بجد هانروح فين..

اقترب بجسده منها ليقول بحب: انتي عاوزة تروحي فين..
اقتربت هى أيضًا تختصر المسافة بينهم بعدما ازاحتت الوسادات التى تفصلهم جانبًا: اي مكان تكون انت فيه هكون مرتاحة فيه..
حاوطها بيدة وضغط بيدة على خصرها: كلامك ده هيخلينا نقوم ننام بدري ..
انفلت منها ضحكات مرتفعه جعلت الصغيرة تلتفت اليهم، اقتربت منهم وصعدت على ساق عمار تحشر نفسها به وكانت تلك عادتها في الايام الاخيرة قائلة: عاوزه أنام يا عمار..

احتضنها عمار بيدة ومسد على شعرها تارة وظهرها تارة: نامي يا حبيبت قلب عمار، نامي..
مدت الصغيرة يدها تمسك يد خديجة وتقربها الى قلبها واغلقت جفونها بعدما شعرت بالامان وهم بجانبها..رفعت خديجة انظارها لعمار قائلة بخفوت: كانت بتقولي امبارح انها عاوزة تقولك يابابا بس خايفه تضربها...
نصف الحديث جعله فرحًا والنصف الاخر أحزنه، فقال: أضربها هو انا عمري زعلتها..

خفضت صوتها أكتر وهى تقترب بوجهها منه قائلة: عمار، ايلين كلامها مش موزون، وبدليل انها بتحبك أوي وعاوزه تقولك تناديك بأيه، ومن ناحية تانيه الي عملة ابويا فيها أثر في نفسيتها، معلش وبعدين انت شايف اهو مبتنمش الا في حضنك..هى بتحبك أوي..عمار ايلين مبقتش تتخيل حياتها من غيرك.
احتضنهما عمار قائلًا بحب: ربنا يخليكوا ليا انا اللي مبقتش اتخيل حياتي من غيركوا..

انقضت سته أشهر على أبطالنا وعم السعادة والحب حياتهم، تحملوا الكثير والان هم يستحقون الافضل..حاول عمار بشتى الطرق ان يعلاج ايلين رغم رفضها وبكائها عندما تذهب للطبيبه ولكن تعودت عليها في أخر الامر، بدأت شخصيتها تعود مرة أخرى،وتملئ المنزل بضحكاتها ومرحها، لاشك انها مازالت تعاني من كوابيسها وتبولها اللاارادي ليلًا، ولكن هو وخديجة كانوا يتفهمون حالتها جيدًا..انشغلت خديجة بأيلين ووالدتها واخواتها وأيضًا حملها، كان يشعر عمار دائمًا بالحنق منها وكان يتذمر بغضب منها ليلًا عندما يُقفل عليهم باب غرفتهم، ولكن كانت خديحة تجعله يصمت ويبتلع تذمرة بداخله بقبلاتها ودلالها عليه...

اما فارس ويارا مر سته أشهر عسل على زواجههم وليس شهر عسل واحد، استغل فارس كل دقيقه وكل لحظه حتى يعبر لها عن عشقه لها، ولم تبخل هى عليه بكلامتها التى تجعلها من عشقه ثورة تندلع بها ولا تستطيع هى اخمادها...استغلوا تلك الاشهر في السفر والابتعاد عن اي هواتف قد تزعجهم وتجعلهم ينفصلون عن ذلك الواقع الذين هربوا بمحض ارادتهم...

اما مالك وندى، فكانت الاميرة الجميلة تتذمر دائمًا لغيابة أغلب الوقت في عملة، متحججه بحملها ويجب عليها ومن واجباته ان يظل بجانبها يدللها ويدلل ابنتها التى لم تولد بعد، كما أخبرتكم سابقًا انها تشتهيه هو وليس الطعام، تريده معاها وامام عيناها، كان يتقبل تذمرها وحديثها الغاضب بصدر رحب ولم يمل يوميًا بل بالعكس كان يفرحة ويجعله مبتسمًا دائمًا..ولكن اليوم اختفت ابتسامته بسبب قرار الطبيبه المفاجئ بتولديها...

جلس أمام غرفه العمليات يراقب الساعة بدقات قلب عنيفة، اختفت تمامًا عندما خرجت الممرضه تحمل ابنته وتضعها بين يده قائلة: ألف مبروك بنوته قمر أوي..مامتها هاتخرج ورانا
حملها برفق وهو بتفحصها بابتسامه جميلة، اندفع الجميع حوله يلتقطون الصور مع تذمر الجدة وماجي...وضعها مالك بين يد ماجي قائلًا: خدي يا ماما ندى الصغيرة، لغايه ما اطمن على ندى.
حملتها ماجي بحب وهى تطبع قبلات بيد الصغيرة المرفوعه أمامها.

التفت بجسدها نحو فارس تضعها بين يده قائلة: خد شيلها كده يمكن تبطلوا جنان وتسيبكوا من قرار تأجيل الحمل ده، ايه مزهقتش منها..
حملها فارس فكانت صغيرة جدًا بين يده، لمعت عيناه بفرح وهو يدقق النظر بهااا قائلًا: مناخيرها صغيرة اوي يا يارا..
داعب يارا وجنتهااا بحب: كل حاجه فيها صغيرة أوي.
راقبتهم ماجي باهتمام فقالت لشهيرة: تفتكري يا ماما هيفكروا يلغوا القرار ده.
حركت ماحي رأسها بإيجاب قائلة: طبعًا، امال عيونه اللي هتاكل ندى الصغيرة من الفرحة دي ايه، بعد تسع شهور هنقعد نفس القعدة دي مستنين بنتك تخرج من العمليه..

رفعت ماجي يدها قائلة: يارب يسمع منك ياماما، نفسي قلبي يرتاح..
ربتت شهيرة على يد ماجي قائلة: ان شاء الله ادعي انتي بس.
تجمع الجميع بغرفة ندى يضحكون وشاركهم لحظتهم تلك عمار وخديجة بعدما أصرت خديجة ان تحضر ولادة ندى..ابتسامتهم خرجت من القلب، ذلك القلب الذي تقيد يومًا ما بعشق أبدي..ولم يستطع ان يفك أسر نفسه رغم ما مر به من قسوة ووجع، يقولون الحب لعنه، فما بالك بعشقً استوطن قلبك وجعله مقيد للابد.

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة