قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل الثلاثون

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل الثلاثون

مسحت دموعها بقوه وهي تقول بقهر وغيظ لفعلة هذا الاحمق: ربنا يسامحك يا عمرو على اللي عملته..
ربتت ليله على يدها بحنو قائلة: معلش هو لو مبيحبكيش مكنش عمل كدة.
نظرت لها مريم بغيظ قائلة: بيحبني ايه!، في واحد عاقل يجي لأب واحدة يصحية بليل من عز نومه ويقوله انا بحب بنتك وعمري ما اعتبرتها اختي، ده كلام يا مريم..ده أخد ضرب من بابا مخدوش في حياته، طيب يعمل حسابي يخاف عليا..
كتمت ليله ضحكاتها لتقول: هو عارف ان عمو شريف بيحبك أوي وعمره ما يأذيكي.

ضمت مريم شفتاها بضيق لتقول بنبرة حزينه: بس الكلام بيأذي وبيوجع ألف مرة يا ليله من الضرب...
اغلقت ليله عيناها في ألم وهى تتذكر حديث مالك لها فقالت بنبرة هامسة تحمل بين طياتها الحزن: صح الكلام بيوجع ألف مرة .
لم تنتبه مريم لحديثها وظلت تندب في ما عمله المجنون عمرو فقالت بغيظ من بين أسنانها: يبقى يقابلني لو بابا وافق على جوازنا..هو أصلًا جاي ليه..
أجابتها ليله بهدوء: مالك جايبه يعتذر لبابكي ويحاول يحل الموضوع..
هزت رأسها بيأس هاتفة: بابا عمره ما يوافق أبدًا على جوازنا...

_ عمي احنااااا...
نهره شريف بحدة وهو ينظر لعمرو نظراات قاتلة: انتوا ايه يا مالك، بقى دة عمرو اللي وثقت فية واستأمنته على بنتي، وقال ايه انا في شغلي ومطمن ان عمرو بيعاملها زي أخته..يقوم يقرطسني ويحب فيها من ورايا..انا عمري ما كنت مغفل بالشكل ده..
تملك الغيظ منه فقال بنبرة شبه ساخرة: والله معرفش انا عملت ايه في بنتك لقيتها ناقصه ايد ولا رجل ماهى زي ما هيااا.
نظر شريف لمالك قائلًا بلهجه غاضبه: خليه ميتكلمش علشان مقمش وأكمل عليه.

أشار له مالك بأن يغادر قائلًا من بين أسنانه: قوم انزل استني في العربيه.
نهض وغادر على مضض، اما مالك نهض وجلس بجانب شريف قائلًا بنبرة هادئة رزينة: انت لو فاكر انك عاوز تبعد مريم عننا او انت تبعد عننا احنا مش هنسمحلك أبدًا على فكرة، احنا طول عمرنا بنعتبرك اخو ابويا مش صديقة، انت جزء من عيلتنا..
هدأ شريف نوعًا ما فقال: وانا هبعد لية؟!، ربنا يعلم معزتكو عندي قد ايه، مفيش أهل ليا وانتو أهلي.
عاتبه مالك بطريقة لطيفة: كويس أوي، امال مبتردش على أمي ليه!؟.

هتف شريف بنبرة صادقة معاتبة: زعلان منها علشان مفكرتش تصارحني.
حاول مالك تصحيح موقف والدته: أبدًا ماما متعرفش انه هيعمل كدة، هى بس كانت بتحسبهم اخوات بس عمرو فجأها انه بيحب مريم، هو كمان كان بيعتبرها أخت بس شويه بشوية حبها مفيش سلطان على القلب..
حرك شريف رأسه بنفي ليقول بنبرة قوية: لا يا مالك الباشا قالي انه عمرها ما اعتبرها أخت، وكلكو كنتو عارفين.
اغلق مالك عيناه غضبًا من أخية وتهوره الغبي، فحاول ان يتخطى هذة النقطه ليقول: عندك حق في كل حاجة، محدش بيلوم عليك من الاساس بس احنا مش عاوزينك تبعد عننا..

جذب شريف سجائرة وأشعل سيجارة قائلًا: وابعد عنكوا ليه!.
شعر مالك بالراحة عندما وجوده هادئًا ف تشجع وقال: مانت رافض جوازهم..
اؤمى شريف ليقول بنبرة قاسية لا تتحمل الجدال بها: أيوه فعلًا و لو أخر واحد هيتجوزهاا.
حاول مالك اقناعه بشتى الطرق فقال بنبرة ماكرة: عم شريف بلاش عليا انا الكلام ده، انا عارف كويس انك مش عاوز تجوز مريم لأي حد علشان بتحبها أوي، بس هى بنت ومش هتخلل جنبك، ومسيرها هتتجوز وعمرو يبقى أنسب واحد!..

ابتسم شريف مستنكرًا: يا سلام أنسب واحد من ناحية ايه!، ده لسه بيعمل ماجستير يعني ولا شغال ولا نيلة، ولا حتى عندة شقة .
_ خلينا نسيب حكايه الشغل والشقة على جنب، لان انت عارف كويس عمرو دكتور وكمان هيسافر بعثه في كنداا، والشقة رصيدة في البنك ميراث أبويا يجبلة شقتين مش شقة واحدة ..

صمت لبرهه يستكشف ملامحه فوجدها هادئة، تشجع وأستكمل حديثه: هقولك ليه بقى أنسب واحد، لان مريم لو اتجوزت أي واحد طبيعي هيشغلها ويبعدها عنك، لكن عمرو لأ لأنه عارف كويس مريم بالنسبالك ايه، ولو حابب يتجوزو ويقعدوا معاك هنا تمام...
قطعه صوت عمرو الواقف بزواية في جانب باب الشقة: انت بتقرر عني لية، انا هخدها معايا كندا..
تفاجئ مالك والتفت بجسدة يرمقة بغضب: انت ممشتش.

التفت شريف له وأشار حتى يأتي، تعجب مالك وعمرو معًا..جلس عمرو مجددًا أمامه ولا يخلو وجهه من علامات التعجب والاستنكار وخاصه عندما استمع حديث شريف: كلامك صح انا مش هلاقي أنسب حد من عمرو لمريم، ابن ناس ومحترم بيحبها..
ضغط على أسنانه في كلمته الاخيرة، استكمل حديثة: انا موافق على خطوبتهم، يتخطبوا عمرو يسافر ياخد البعثه ينزل يتجوزهااا.
هتف عمرو معترضًا: ايه!، هو انا مسافر شهر ولا اتنين، انا مسافر على أقل سنتين وممكن تتمدد لتلات سنين..
ابتسم شريف بسماجة قائلًا: هو كدة عجبك أهلًا وسهلًا مش عاجبك الباب يفوت مية جمل وبنتي في حضني .
_ طيب انا ممكن اقعد معاك هنا، مش هتجوزها في شقه تانيه..

هز شريف رأسه برفض قاطع: أبدًا، عجبك كده تمام معجبكش قولتلك الباب يفوت
قطعه عمرو بغيظ: ميه جمل فهمت وعرفت..موافق بس اكتب كتابي .
_ لأ.
سعل مالك بخفه وحاول أن يعطي اشارة لعمرو حتى يصمت، فقال هو بهدوء: المفروض يكتب كتابه لان لو مسك ايدها وصلها...تبقى حلاله.
رفع شريف أحد حاجبية وقال بنبرة تحمل الحدة والصرامة: ومين قالك أصلًا ان انا هسمحله يوصلها او يقعد معاها او حتى يمسك ايدها... لو خطبها هتقعد هى هنا وانا في النص وهو الناحية التانية.

_ اتفرج..
أشار عمرو لمالك باستهجان، فنظر له مالك نظرة أخرسته، ثم حول بصره لشريف: اللي انت شايفه في مصلحتهم المهم يتخطبواا..ابقى رد على ماما بقى،علشان زعلانه انك زعلان منها..
نهض شريف يودعه قائلًا: لا والله ماجي طول عمرها أختي..
تنهد بقوة ليقول معترفًا: مكنتش عاوز أرد علشان عارف انها هتقنعني زيك كده، بس بعتتك في الاخر..
احتضنه مالك وربتت على ظهره: عم شريف احنا ميهونش علينا زعلك أصلًا ومعلش عمرو خانه التعبير مش أكتر، المهم رد علينا بقى علشان فرح يارا في نهايه الاسبوع وعاوزينك معانا .

_ طبعًا، سلميلي على ولدتك وانا هاكلمها..
_ الله يسلمك، ناديلي ليلة لو سمحت.
اتجه شريف صوب غرفه ابنته، اما مالك فغادر الشقة وجد عمرو يقف بجانب السيارة يضرب قدمه أرضًا بغيظ،وما ان رأه مالك حتى انفجر: ده اللي ربنا قدرك عليه، اللي انت شايفه، ده هيعذبني يا مالك انا عارفه وربنا .

لكزه مالك في كتفه ليقول بغيظ مماثل: ما انا كنت قاعد متنيل وبقعنه طبيت انت زي القضى المستعجل،وبعدين احنا فين وكنا فين يا غبي، كويس أوي اننا اقنعناه بالخطوبه..امك بقى عليها الباقي تقنعه بكتب الكتاب .
هتف عمرو بحنق: ماشي، لما نروح نقولها..

جلست أمامهم تفرك يدها من فرط توترها، تستقبل نظراتهم لها، استطاعت تفسير نظرات جدتها لها خليط من المشاعر الحنونه والقاسية والدافئة والمشتاقة، اشفقت عليها بعدما شعرت بقوة حرب المشاعر بداخلهاا..اما خالها ف تحاشت النظر له بسبب نظرات الكره والحقد لها وكأنه يكرها لمجرد انها أبنه أبيها، تساءلت في نفسها ما هذا الحب الافلاطوني حتى يجعل من رجل مثله يحمل هذا الكم من المشاعر القاسة الجافه..حتى وان كانت تلك المشاعر التى يحملها هى لابنه أخته..دبت جدتها عصاها أرضًا ف جعلتها تنتفض، ابتسم أحمد باستنكار ووجه حديثه لوالدته: شايفه ماجي بتعمل ايه من ورانا .

أشار على ندى ورمقها بكره..قالت والدته بخفوت: مش وقته يا أحمد.
نهض أحمد يجذب والدته قائلًا: مش وقته ليه، يالا انا مش مستحمل اقعد هنا لحظة..
تجمعت الدموع في مقلتيها بسرعة وتسارعت انفاسها..رق قلب جدتها على مظهرها الطفولي وهى تنظر لاحمد بحزن..انتبه على صوت فتح الباب..دلفت ماجي وقعت عيناها على والدتها وأخيها كتمت شهقتها بصعوبة وهمست بصدمة: ماما.. أحمد.

نهضت ندى تركض للاعلى بعدما شعرت بألام حادة في بطنها وصدرها وضعت يدها على فمها تحاول منع حلقها من ان يتفرغ ما بداخل بطنها بصعوبة..
راقبتها ماجي بعيون خائفه وهى تركض للاعلى، ف اقتربت من أحمد توجه حديثها له بغضب: انت زعلتها، قولتلها ايه..
التوى فمه ساخرًا فقال لوالدته: شايفه بنتك فرحانه أوي بمجيتنا وبتستقبلنا أحسن استقبال..
حدثته والدته وحاولت تهدئته: اهدى يا أحمد لغايه ما نفهم منهااا.

اقتربت ماجي منها تحتضنها بقوة قائلة بنبرة مشتاقة: وحشتيني يا ماما، وحشتيني أوي.
بدلتها والدتها العناق بحرارة قائلة: وانتي كمان يابنتي، الف مبروك ليارا، كلمتنا وعزمتنا...
صمتت لبرهه وأسطردت حديثها بعتاب: مع انها مجتش منك.
ابتعدت ماجي عنها قائلة بحرج: والله كنت هعمل كده، بس انشغلت شوية معلش اعذروني..
ربتت والدتها على يديها قائلة: ولا يهمك أحمد لما يارا كلمته أصر ينزل علشان يكون جنبها انتي عارفه غلاوة ولادك عنده قد ايه .
ابتسمت ماجي له وعانقته: فرحتني أوي انك جيت..
بادلها عناقها بفتور قائلًا: متشكر...

راقبت حديثهم من الاعلى بعيون باكية وقلب مقهور، دلفت لغرفتها وتتردد بأذنها حديث جدتها وهى تخبرها عن حب خالها لاولادها، هذا يعني انها المنبوذة، القت بجسدها فوق الفراش تبكي بقهر على حالهاا، ماذا أخطأئت حتى يكرها خالها وجدتها..قطع أميال ومسافات حتى يلبي طلب ابنه اخته اما هى بمجرد ان وقعت عيناه عليها شعرت بأنه يريد ان يقتلها..خرج صوت بكائها تدريجيًا فحاولت خفضه بكتمها لوجهها في الوسادة، أطلقت لنفسها العنان وظلت تبكي حتى زهقت روحهاا، رفعت وجهها تبحث عنه وحده هو من تريده الان تريد عناقه حديثه الحنون لها، مشاعره الدافئة التى تذيب ذلك الجفاء الذي يسيطر على قلبها وحده من يستطيع تطيب جرحها القاسي الذي استوطن قلبها..

رفعت أناملها تجذب الهاتف تجرى اتصالًا به ولكنها عادت وبكت عندما سيطر عليها تفكير بأنه سيتجاهلها مثل خالتها التى لم تصعد حتى الان وتتطمئن عليها، من الواضح ان علاقتهم قوية وهى الخاسرة، او ستتقابل منه الخذلان مثلما خذلاها في السابق، وجدت من الافضل ان تبتعد وتتركهم في حالهم،وتلملم هى شتات نفسها وحدها..
نهضت ببطئ نحو خزانتها تلملم ثيابها وعيناها لم تهدأ من ذرف الدموع..

وقف يطالعه بصدمه لم يصدق أبدًا ان هذا فارس الذي اوسعه ضربًا من قبل لاجلها، احتلت ابتسامة ماكرة على ثغره ف أستكمل حديثة: بس زي ما قولتلك حسيت ان انا هقف في طريقها وهى بتحبك ومتمسكه بيك، يبقى لازم انسحب، اسيبها تكمل حياتها بهدوء .
فتح سراج فمه لم يستوعب عقله تغيره المفاجئ ولا علامات الحزن التى ترتسم على وجهه ببراعه، ف قال غير مصدقًا: انا الصراحة مش مصدق، انت تقريبًا كنت هتقتلني علشانها فجأه كده..

أشار له فارس بأن يصمت وتحرك يمينًا ويسارًا يشرح وجهه نظرة: ليك حق، بس انا تعبت من كتر ما بحاول معاها وهى بترفضني، كنت فاكر الاول انها بتحبني، بس لما سافرت يومين أمريكا ريحت دماغي من التفكير فيها واقتنعت انها خلاص بتحبك..
تهلهلت أسارير سراج فقال بنبرة فرحة: يعني خلاص انت هتسيبك منها، وانا هتجوز يارا..

هز فارس رأسه بإيجاب وحاول اخفاء علامات الشر بعيناه قائلًا: انا مبسوط علشان اختارت واحد زيك انا زمان جرحتها ومتسألش فيها ومن حقها تعيش وتدواي جرحها..انا فرحان جدًا وهكون معاك خطوة بخطوة لا أقولك سيب كل حاجة عليا ومالكش دعوة انا عارف تربيبات الفرح صعبه واهو اعتبرها هديه او تعويض عن اللي عملته فيك.
احتضنه سراج قائلًا بسعادة: شكلنا هنكون صحاب.
_ أماااااال...

تنهد سراج عندما انتهى من سرد سبب تغير فارس معه ليارا قائلًا: وبس ياستي هى دي كل الحكاية، حس انه انتي بتحبيني ومتمسكه بيا وسابلك حرية الاختيار بس بجد طلع راجل ومحترم ودمه خفيف، بقالنا يومين بنتقابل وبقينا أصحاب جدًا.
هزت رأسها تحاول استيعاب حديث سراج، توسعت عيناها غير مصدقة لما سرده عليها هامسة بتفكير: فارس.
هبطت السيارة تهمس بكلمات غير مترابطة وحالة من الذهول تعتلي وجهها: فارس..سراج..بحبه .
لم تنتبه لنداء سراج من داخل السيارة متعجبًا من حالتها تلك: يارا...انتي كويسة، يااارا.

دلفت الى منزلهم تفاجئت بجدتها وخالها، اتجهت نحوهم تحتضنهم شوقًا لغيابهم الطويل، تلقاها أحمد واحتضانها بسعادة: أهلًا بعروستنا الحلوة.
قطع حديثهم نزول ندى ووجها الحزين وعيونها الحمراء وجفنيها المبتل بفعل بكائها..وقعت عيناها على عناق يارا وخالها اهتز قلبها وكادت ان عيناها ان تخونها وتهبط دموعها امامهم منعتهم بصعوبة، تحركت صوبها ماجي وهى تجعد جبينها: رايحة فين يا ندى.
هتفت بنبرة مرتعشة: بيتي.

أمسكتها ماجي من مرفقيها قائلة: هو انتي مش وعدتني انك هتقعدي..
همست ندى بنبرة مهزوزة: لو سمحتي سيبني على راحتي..
_ رايحة فين يا ندى..
رفعت وجهها بسرعه تطالعه عندما استمعت لصوته القوي، التفت ماجي بجسدها قائلة بلهفه: مالك الحق ندى عاوزة تسيبنا وتمشي..
اقترب منها مالك ولم يرحب بجدته وخاله الواقفين يتابعون بصمت..مد يده وحاوط وجهها قائلًا: مين زعل ندى وخلاها تعيط..

تفاجئت منه مثلما تفاجئ الجميع، الوحيدة التى لم تتفاجئ هى ماجي لانها تعرف تمام المعرفة مدى حب ابنها لها وكيف استوطن عشقها قلبة وحولة في بعض صفات شخصيته، لهذا جعلها تتغاضي عن فعلته الحمقاء بشأن ندى وبشأنها هى أيضًا...
مسح دموعها بطرف ابهامه بعض القطرات التى مازالت تتعلق بجفنيها قائلًا: يالا نطلع فوق نتكلم..
أخذها تحت صدمتها وصعد بها نحو غرفته محتضن اياه بتملك ولم يلتفت للحظه واحدة ورحب بخاله وجدته..
ما لبث ان اختفى من أمامهم حتى قالت شهيرة والدة ماجي: هو اية حكايه ابنك بيها بالظبط!.
هتف عمرو وهو يقترب منهم: مراته..

صدرت ضحكات أحمد الساخرة: اتفرجي جوزت ابنها كمان ومفكرتش تعزمنا وعارفه ببنت نسمه من زمان ومخبيه..
همت ليله بالتحدث، فنهرتها والدتها بعيناها محذرة الا تتحدث، وتولت هى أمر اخبارهم: ولا مخبيه ولا حاجه يا أحمد، عرفت ندى من فتره ومجتش فرصه اقولكوا ومالك حبها واتجوزها..كان جواز بسيط ياعني وبعدين انت عارفه كويس حساسيتكوا من الموضوع.
نظروا ابنائها لبعضهم مصدومين من حديث والدتهم متعجبين لاخفائها كيف تزوج مالك بندى..
اتجهت ماجي نحو الغرفه الملتصقه بالحديقة تفتحها: تعالي يا ماما أدخلي يالا علشان تريحي..

استندت شهيرة بتعب على يد أحمد تحثه على التحرك: يالا انا تعبانه عاوزة اريح..
اتجه أحمد على مضض مع والدته نحو الغرفه وقبل ان يدخل قالت ماجي بلهجه تحذيرية: أحمد لو سمحت ندى حامل وبلاش تضايقها بكلامك، البنت ملهاش دعوة بماضي زمان، ياريت تخرجها برة حسابات المفروض كانت ماتت واتقفلت.
رمقها باستنكار قبل انا يدخل للغرفة: والله خايف اكمل شوية اتفاجئ باختك عايشة.

هزت ماجي رأسها بيأس منه..أغلق الباب في وجهها بقوة ذرفت بضيق، رغم مرور السنين أخاها لم يتغير، ولن ينسى مطلقًا ان محمود هو السبب الاول والرئيسي في موت نادية حبيبته ولم يلقى على نفسه اللوم ولو للمرة واحدة.
التفت نحو اولادها تحدثهم بخفوت: مش عاوزة كلام كتير، محدش يقولهم على جواز ندى من مالك ازاي وامتى عرفنا ندى ولا اي حاجة حكتها أظن انتوا شايفين الاجواء متوترة ازاي..

هزوا رأسهم بتفهم واتجه كل واحد الى غرفته ما عدا ليله التى وقفت تنظر لولدتها باستعطاف قائلة بهمس: وحشتيني يا ماما..
التفت ماجي نحو الدرج تتجاهلها مقررة استكمال عقابها لها ولكن تراجعت عندما استمعت لنبرتها المنكسرة: والله يا ماما عرفت غلطي، وفهمت والله ما اتجاوزت معاه في الكلام ولما كنت بشوفه كان في النادى او المدرسه بس والله يا ماما كان كلامنا عادي وفي أخر مرة قولتله ميكلمنيش تاني..وهو احترم رغبتي.
التفت والدتها لها ترمقها بعتاب، ف أخفضت ليله بصرها بخجل، تقدمت والدتها منها لتقول: ماشي يا ليله هسامحك المرة دى علشان هى أول مرة تغلطي غلط بالوقاحه دي، بس لو اتكرر متتوقعيش ردة فعلي أبدًا..

احتضنتها ليله تحشر نفسها بها قائلة بسعادة: ابدًا والله عمرها ما تتكرر...
وقف عمرو في نهايه الدرج قائلًا بنبرة تحذيرية: لازم متتكررش لانها المرة التانيه هيتكسر راسها نصين.
رفعت وجهها ترمقه بحزن وتذكرت ضربه لها، ابعد نظره عنها وهو يهبط الدرج وبداخله يأنبة على ضربة لها: متبصليش كده انا ليا حق ازعل لان انا طول عمري بعاملك كانك بنتي مش اختى ومش حارمك من حاجه تقومي تخبي عليا..
_ مانا لو كنت حكتلك كنت هتضربني زي ما ضربتني..

أدرك الان حديث اخاه له واقتنع به..زم شفتاه في ضيق مما فعله قائلًا: لكل فعل رد فعل وده كان رد فعلي علشان وقتها معرفش ايه حصلي،المهم انا مسامحك انا كمان.
داعب شعرها بيده مبتسمًا، فقالت ماجي: وانتي كمان سامحي عمرو علشان ضربك...
نظرت له ليله بتفكير وعادت لها روح المداعبه: اسامحك ولا لأ.. اممم افكر، هسامحك علشان الله يكون في عونك بردوا من عمو شريف.
هتف ماجي متعجبة: شريف.. حاجة حصلت تاني.
_ ابيه مالك اقنع عمو شريف بخطوبة مريم وعمرو..

هتف عمرو راجيًا: وانتي بقى تقنعيه بكتب الكتاب، مش راضي ومقفل دماغه، هيطلع عيني في الخطوبة انا عارف.
هزت ماجي كتفيها قائلة وهى تصعد نحو غرفتها: ماليش دعوة..والله انا لو منه مانا مجوزهالك أصلًا.
_ خدي يا ماما، مالكش دعوة ازاي...تعالي بس.
صعد عمرو خلفها.. اما ليلة ف تنهدت براحة وفرح اليوم زالت جزء من غمتها.. والجزء الباقي متعلق بمالك..ابتسمت بمكر عندما أدركت من س يساعدها بذلك.

في الغرفه الخاصه ب ندى
_ مشوفتش كان بيعاملني ازاي، ولا نظراته ليا، طيب انا ذنبي ايه، انا اتحرمت من امي وابويا، وحتى انتو اتحرمت منكو، انا اللي تعاقبت مهنش عليه يحضني، يفرحني انه شافني، حتى هى فضلت قاعدة في مكانها تبصلي بس زي مايكون خايفه تحضني منه...
اخبرته بما في جوفها وهو يحتضنها يمسد على ظهرها بحنان بالغ.. صمتت تأخذ انفاسها وتحاول تنظيم شهقاتها اثناء البكاء فقال مالك: سيبك منهم يا حبيبتي لو مش عاوزين يعترفوا بيكي براحتهم، هما طول عمرهم مكنوش جزء اساسي في حياتنا، واحنا متعودين على غيابهم زينا زيك.

اعتدلت في جلستها تقابل عيناه قائلة بحزن: لا يا مالك هو بيحبكوا وبيحب يارا أوي، حضنها قدامي وقالها كلام حلو..
جذبها لحضنه بتملك: ومين قالك ان انا هخليه يحضنك ولا يقولك كلام حلو، الحضن ليا والكلام الحلو ليا بردوا مش لحد غيري..
لم تستطيع منه ابتسامتها في الظهور قائلة: انت بتقول ايه انا فين وانت فين.
أشار على قلبها ليقول: انا هنا..

واستكمل وهو يشير على قلبه: وانتي قاعدة هنا ومتربعه كمان..ومش سايبه مكان لحد.
فلتت ضحكه منها وهى تمسح دموعها كالاطفال، طبع قبله على يدها وهى على وجهها ليقول: اوعى تفكري تسيبي بيتك تاني علشان خاطر حد، هو وجوده مؤقت في حياتنا وحتى لو كان دايم..ندى مش هقولك تاني ان مالكيش بيت غير ده..
عادت تبكي مجددًا: مش هستحمل معاملتهم..ولا اشوفهم بيتجاهلوني..

هتف بحنق: من وقت ما حملتي في الواد ده وانتي بقيتي عيوطه أوي، اقفلي الحنفية اللي جوه دي.
ضربته في كتفه بقبضتها الصغيرة تنهره بحدة زائفة: بس بقى اتكلم جد علشان انا بتكلم جد..
اقترب منها يطبع قبلات على صفحات وجهها هامسًا بعشق: مفيش جد طول ما انتي عاوزة تسيبني وتسيبي بيتك..
ابتعدت بوجهها نحوه تحاول السيطرة على مشاعرها قبل ان تخضع لسلطه عشقه بعدما اغدقها بقبلاته وأنفاسة اللاهبة التى تلفح صفحات وجهها بلا رحمه غير مراعيًا لقلبها المسكين الذي يتلوى كالمسكين داخل صدرها ..

قالت بعبوس مصطنع: مين قالك ان قررت اسامحك واقعد معاك..
التوى فمه ساخرًا: نفسي فيه وأقول أخي...
فلتت منها ضحكات مرتفعه قائلة من بينهم: انت ايه عرفك بالكلام ده..
اعتدل في جلسته وهو يخبرها ضاحكًا: فارس دايمًا بيقولها على يارا اختى لما ترفض تتخطبله..وحقيقي انا حسيت بيه والله، البنات دول عالم عجيبه وغريبه..
تذكرت حديثها هى ويارا صباحًا فقالت بمكر وهى تقترب منه: هو ايه اللي غيره كده..
اخفى ابتسامته وهو يقربها منه بجدية: مين ؟!، فارس!.

هزت رأسها في دلال، ابعد خصلات شعرها عن وجهها قائلًا: علمي علمك، انا أصلًا متفاجئ منه ومن صحوبيته هو سراج...
مدت أصبعها تلامس وجهه وتحركه على ملامحه قائلة: طيب هو كان اتجوز ياسمينا ليه!.
_ انتي بتحاولي تغريني وناسية ان انا ظابط ومدرب على ثابت النفس..
قطبت ما بين حاجبيها بغيرة: يعني ايه جابوا بنت تعملك كده..
_ وأكتر من كده..

قرصته في يده تنهره: بس..اسكت.
سعل بخفه ليقول بجدية زائفة: لا قولتلك هما علموني معملش حاجه لوجه الله من غير ما اخد قبلها مقابل..ف أنا ياستى طلباتي بسيطة اوي وعميقة من جوها..
تذكرت احكامه الوقحة من قبل..ف صاحت بحنق: مش عاوزة اعرف متشكرة...
نهضت تتجه للمرحاض، أراح ظهره على السرير قائلًا ببرود: انتي حرة..

دلفت للمرحاض واغلقت الباب خلفها مبتسمه كالبلهاء منه، وحده من يستطيع تهدئتها واشعال الحب والامان بقلبها..لاشك انها فرحت لتمسكه بها ومحاولة مراضتها، بالفعل بدأ في اصلاح خطائه ويجب عليها اعطاءه فرصة ليس من أجله او أجلها فقط، ولكن من أجل من تحمله باحشائها يستحق ان يعيش حياة أفضل،غير التى مرت بها لعلمها بمدى مرارتها وقسوة فقدان الاهل والسند..

تناولت الدواء منه وأراحت ظهرها فوق الفراش قائلة بتعب: الحمد لله..
جلس أحمد مقابلها على الفراش الاخر هاتفًا بغضب: شفتي ماجي وعامليها، شفتي..
هتفت شهيرة بوهن: متلومش عليها يا أحمد دي مهما كانت لحمنا..ايه عاوزها ترميها في الشارع.
نهض أحمد يحدق بها في صدمه: كنت عارف انك كمان هتحنيلها وتقعدي هنا معاهم وتسبيني اسافر لوحدي، طبعًا ما أنا اللي هكون منبوذ..
تلألات الدموع بعيناها قائلة بنبرة تحمل من بين طياتها الندم: من امتى وانا اتخليت عنك، انا بعدت عن بلدى وحياتي وبنتي وخاصمت بنتي التانيه علشان خاطرك..
ماتت وانا مخصماها..

جلس أحمد امامها يتحدث بنبرة مهزوزة ل تعلقه بوالدته: هتسيبني وتقعدي معاهم هنا.
هزت رأسها بنفي قائلة: لأ هروح معاك زي ما جيت معاك..بس يابني حاول تفكر تتجوز انا مش عايشلك العمر كله، وانت العمر بيجري بيك.
نهض يعطيها ظهرها ليقول بنبرة خافتة ومسح تلك القطرة الساخنة التى هبطت من عيناه والهبت قلبه من جديد: انا قولتلك عمري ما هتجوز، اللي كان نفسي اتجوزها ماتت.. وانا قلبي مات بعدها..

_ براحتك، بس علشان خاطر اللي ماتت متعاملش اللي من لحمها ودمها معامله وحشة مش قادر تصفلها ابعد عنها، واحنا كده كده مسافرين تاني ..
جلس بإنهاك أمامها قائلًا بحزن: انا يعني هعملها ايه، هقتلها مثلًا ولا ازقها اوقعها اخليها تسقط..
اغلقت عيناها قائلة بوجع حاولت اخفاؤه في نبرتها: اوقات الكرة بيتحكم من قلوبنا وبيخلينا نعمل حاجات متوقعناش عمرنا اننا نعملها، ابعد عنها يا أحمد متحاولش حتى تأذيها بكلامك..علشان كمان منكسرش بخاطر مالك ولا خاطر يارا وفرحها...
وبداخلها همست بحزن: وخاطرها هى في الاول..

بعد مرور اربع ايام جاء موعد زفاف يارا وسراج..تابعت الطريق بعيناها بحزن الان اقحمت نفسها في حياة لا رجعه بها، لم تصدق وقاحته وهو يقلها بنفسة لفندق الذي يقيم به الفرح..راقبته من الخلف وجدته هادئًا باردًا يمازح ليله الجالسه بجانبه..
وضعت يدها على قلبها تحدثه بداخلها.. اهدأ ايها القلب اللعين لم يستحق أبدًا ان تعشقه هكذا، انت تستحق الافضل دائمًا..
وقفت السيارة جانبًا.. هبطت منهاا قائلة بنبرة باردة: يالا يا ليلة اتأخرنا علشان نلحق نخلص..
_ باي يا ابيه نشوفك بليل في الفرح..
_ باي يا قمر.

سارت بجانب ليلة قائلة بفضول: ايه قالك هيجي الفرح..
هزت ليلة رأسها قائلة بسعادة: آه طبعًا .
لكزتها يارا في كتفها بغيظ: انتي فرحانه كده ليه؟!.
رمقتها ليله بمكر وهى تحمل فستانها: الله مش فرحك يا يويو لازم اكون فرحانه..
دلفا الى المصعد فقالت ليلة: هو انتي مكلمتيش سراج خالص واطمنتي ان هو جه.

هتفت يارا ببرود وهى تستند بظهرها للخلف: لا مكلمتوش من وقت ما كنا بنختار الشبكة، كنت قافله تليفوني أصلًا مش عاوزة اكلم حد ولا حد يكلمني...وبعدين هيكون فين ياعني هتلاقيه في اوضته من الصبح بيجهز..
وصل المصعد للطابق المنشود: أحسن حاجه انه غير الاوتيل وخلاه ده، أحسن من الاوتيل اللي كان مختاره في الاول.
هتف يارا بلامبالاه: اي زفت وخلاص.

_ عمرو وزعت كل الدعاوي على اللي قولتلك عليهم .
ارتدى عمرو حذائة قائلًا: آه متقلقيش أخدتهم من فارس ووزعتهم..
_ تمام يالا انزل علشان تاخدنا انا وجدتك وخالك ونروح القاعة.
هندم بدلته ونظر لنفسه باعجاب: عليا نعمه قمر..يالا يا حجه..
_ ربنا يشفيك.. شريف وافق على كتب الكتاب بس قبل سفرك بيوم.
توقف عمرو فجأة قائلًا بفرح: ايه بجد!.
هزت رأسها بلامبالاه: اه والله، يالا بقى..

_ توقف مرة اخرى قائلاً بغيظ بعدما استوعب حديثها: قبل سفري بيوم، والله!، وانتي سكتي.
توقف هى الاخرى قائلة: احمد ربنا انه وافق أصلًا انا مش عاوزة اصدمك انه قال خطوبتك منها وكتب الكتاب في يوم واحد..
شهق بغيظ: ادعي عليك باية يا شريف..
_ اخرس يا حيوان.

وقفت تطالع نفسها في المرآه بعدما ارتدت فستانها الذي اختاره هو بنفسه، أسود قاتم به لمعه خفيفة يخفي تفاصيل جسدها بحرص مدت يدها تضيقه من الخلف فظهر بروز بطنها الصغيرة امامها وتذكرت حديثه لها...
_ يمين الله ما يحصل انا البسك فستان أحمر أبدًا..
التفت تطالعه بنبرة غاضبة وهى تدور حول نفسها: وانت مالك..
_ طب اسكتي علشان مودكيش الفرح بنقاب.
هتفت بعند: انا هالبسه، واستحاله البس الفستان الكئيب ده.

أشار لها متعجبًا: ده كئيب، انتي مبتفهميش ده الاسود سيد الالوان..بصي هاديبقى حلو اوي وهو عليه طرحه سوده وجزمه سودة..
صاحت في حنق قائلة: هو انا رايحة عزااا، ده فرح يارا اختك وبنت خالتي..
اختصر المسافة بينهم في لحظات وهو يحتضنها: واخت جوزك بتنسي أهم حاجه..
هزت كتفيها وهى تحاول الابتعاد عن قبضته: هالبسه بردوا..
_ عاوزة تلبسية تنفذي طلباتي، استني اقولك عليها..اول طلب...
_ باااس مش عاوزة أعرف، هالبس الاسود ده خلاص..

عادت من ذكرياتها وهى تضحك بخفه عليه..جذبت طرحتها ذات اللون الاحمر ترتديها...
_ الله مش قولنا طرحه سودة..
التفت له وجدته يقف يستند بجانب جسده على باب الشرفة وقميصة أحل أزراره كلها فظهرت عضلات جسدة من تحته..
ابتلعت ريقها بتوتر حتى لا تتأثر لمظهرة الجذاب هذا واتجهت صوبه تتحدث معه بنبرة هادئة: مالك لو سمحت مترخمش عليا انهارده..
أشار على وجنته قائلًا: انتي عارفه هتعملي ايه وانا أوافق.

ابتسمت وهى تقرب رأسها منه تطبع قبلة دافئة على وجنته، كادت ان تبعتد خطف ثغرها في قبلة سريعة هامسًا: بحبك..
أرسلت له ابتسامه صافية، تريد الاعتراف بمسامحته ولكن عقلها رافضًا لذلك، متى سينتصر قلبها على عقلها، متى سنتهى ذلك الصراع بينهم..التقطت عيناها سيارة عمرو وهو يغادر المنزل..التفت مالك بجسدة ينظر نحوهم ..
_ اخدهم وراح يالا بينا احنا كمان.

حركت رأسها بايماءه بسيطة واتجهت صوب المرآه ترتدى حجابها..تذكرت خالها ومعاملته الجافة لها، تجنب الحديث معاها، هو حتى لا يوجه اي كلام، اما جدتها فكانت حديثها القصير معاها يتلخص في غياب خالها فقط، لا شك ان حزنت من تلك المعاملة منهم ولكن كان حزنها يتبخر فور عودة مالك وجلوسه بجانبها على فراشها وتلقى بهمومها وأحزانها له وهو يتلقاها بصدر رحب مخففًا عليها بقبلاته وكلماته الحنونة، حقًا اغدقها في تلك الايام بحنانه الذي جعلها تتشوق له وتتشوق للحظاتهم الفريدة معًا...

دارت حول نفسها بسعادة بالغة وهى تقول لعمار: الفستان حلو يا عمار..
رفعها عمار عاليًا وهو يشاركها ضحكها: طبعًا يا برنسيس..
أبعدت خصلات شعرها بيدهتا الصغيرة عن وجهها قائلة: يعني أنا زي سندريلا...
داعبها بقبلاته الحنونه لها: وأحلى منها...
وقفت خديجة متذمرة بفستانها الفضي الفضاض بأوامر من عمار: طيب وأنا...
التفت لها وانزل الصغيرة متجهًا لها، وانشغلت الصغيرة بارتداء حذائها ذو الربطة الرفيعه..
_ انتي جميلة بس هتكوني أجمل لما تتحجبي..

وضعت يدها على رأسها بخجل قائلة: انا بفكر في الموضوع ده كتير.
دفن وجه في عنقها يطبع قبلات مطوله عليه هامسًا من بينهم: ومستنيه ايه، البسي الحجاب يالا، انا مبقتش استحمل وانتي بتخرجي بشعرك قدام الناس.
احتضنت وجهه بحب وعيون تلمع بهم خيوط السعادة: بكرة ننزل انا وانت ونجيب لبس يناسب المحجبات، ماشي.
دفعها لداخل الغرفه قائلًا بمكر: الفستان ده عاوز يتظبط تعالي اظبطه بنفسي.
ابتعدت للخلف لتقول من بين ضحكاتها: بس يا مجنون ايلين برة..

اغلق الباب خلفة بهدوء واحكم غلقه بالمفتاح..قائلًا بخفوت: مشغوله في جزمتها والرباط بتاعها..
تراجعت أكثر حتى وقعت على الفراش: الفرح يا عمار هنتأخر..
غمز لها بوقاحة احمرت لها وجهها: هظبط الفستان في ثواني..
انحنى بجذعه العلوي يحاوطها بيدة يقربها منه يلثم ثغرها في قبلات مجنونه عاشقه متطلبة ينهل من شهدهم ما يريد..ف من أرهقت قلبه بعشقها بين يده الان وملكه وحده..

رفعت يارا وجهها تطالعهم بصدمه ومقلتيها تتلألأ بها الدموع: يعني ايه الكلام ده!.
وضعت ماجي يدها على رأسها بحزن: يا فضحتك يا ماجي، يا فضحتك، ده مفيش حد من معازيمه تحت..يافضحتك يا ماجي.
جذب شريف الورقة يقرأها مرة ثانية ( أسف مش هقدر اتجوزك امي مش راضية.. سراج).
هتف شريف متعجبًا: ازاي الكلام ده !.

خرج صوت احمد مستنكرًا: طبعًا لازم يعمل كده، ازاي معرفتوش من الاول انه مش عاوزها، انا مشوفتش مرة جه في الاربع ايام اللي قعدتهم، مشوفتوش مرة اتصل عليها وهى قافلة تليفونها، مستنين ايه يعني..
زمجر مالك من بين أسنانه وهتف بكلمات بذيئة متوعدًا لسراج: وحياه امة لاجيبه من قفا أمه، انا رايحله..
اندفع صوب باب الغرفه يفتحها بغضب..فاتجهت يارا تبكي وتحتضن ندى: الحيوان فضحنى..

وصل نهاية الردهه مختصرًا خطواته في خطوات واسعة قابل فارس الذي كان يقف يهندم بدلته السوداء
_ شوفت سراج الكلب عمل ايه..
تحدث وهو يتجه صوب باب المصعد يفتحه منعه فارس قائلًا بنبرة هادئة: اهدا بس..
وقف مالك امامه يهتف بغضب: اهدا ايه وزفت ايه، الكلب ساب اختي يوم فرحها والله لاقتلة، انت عارف يعني ايه عريس يسيب عروسته يوم فرحها..
هتف فارس ببرود وهو يعدل من وضعية خصلات شعره المتمردة: مش لما يكون العريس أصلًا .

تراجع مالك عدة خطوات قائلًا بعدم فهم: يعني ايه..
اشار فارس له على نفسه بسعادة: يعني انا العريس.
نهره مالك بحدة: فارس مش وقته بطولاتك ولا حتى هزارك.
_ انا مبهزرش، انا العريس، الدعاوى اللي متوزعه على ناس مكتوب فيها فارس مش سراج، القاعة انا اللي حاجزها، فستان الفرح انا اللي شاريه، حتى هدومك اختك جت على بيتي أنا.

فتح مالك فمه مصدومًا من حديث ذلك المجنون، ف عاد فارس واستكمل حديثه الذي لا يستوعب عقل بشري مشيرًا في الاتجاة الاخر: وطبعًا ده كله كان بمساعدات اخواتك..
حرك مالك رأسه ببطئ نحوهم وملامح وجهه تنفر بغضب وجدهم يتحركون للخلف بخطوات مرتبكة خوفًا من ردة فعله..

دلف الى سيارة زميلة وهو يقول: ها عملته!.
اعطاه الورقه قائلًا: المحضر اهو جاهز وميخرش المية فاضل بنتك تيجي بكرة وتمضي عليه وتشهد عليه في القسم، علشان المحروس يتظبط..
ابتسم بشر قائلًا: متقلقش كل حاجه متظبطه وهتيجي غصب عنها..

حذرة صديقة قائلًا: بس متتأخرش علشان بكرة نبطشية محمد فاضل وده بقى بيحب يدقق في التفاصيل أوي..اما سالم باشا ف ده بقى حبيبي..
_ لا بكره من الصبح هنكون عندك، سلام..
أمسكه زميلة من مرفقه قائلًا بتهديد: علي الموضوع ده لو باظ اسمي ميتجبش فية علشان مزعلكش مني ماشي.
أرسلة له ابتسامه صفراء: ياعم ربنا ميجبش زعل..سلام أشوفك الصبح.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة