قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل الحادي والثلاثون

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل الحادي والثلاثون

رمقته والدته بغيظ شديد، ثم حولت بصرها للاتجاه الاخر وهى تحرك فمها يمنيًا ويسارًا اعتراضًا على خيبه أبنها..
هتف سراج بحنق: على فكرة بقى انا مربوط المفروض متبصليش كده.
التوى فمها بسخرية قائلة: على خيبتك يا موكوس..
استمر حنقه من والدته ومن كل شئ، ذلك الوقح المكار اتقن التمثيل عليه وأقنعه بإنسحابه من حياة يارا وهو صدق بكل بلاهه، الان هو مكبل الايدي في غرفة في أحد الاحياء النائية ورجلان ذو اجسام ضخمه يقفان خارج الغرفة تنفيذا لاوامر ذلك الماكر، أغلق عيناه وهو يتخيلة بجانبها بفستانها الابيض، متذكرا حديثة له..

_ بس كده يا فارس باشا نربط الحجة كمان..
هز رأسة نافيًا وهو ينظر في ساعته: لأ الحجة زي أمي بردوا.
هتف سراج بغضب: ولما هى زي أمك تعمل فينا كده، تخطفنا وتربطني ومتخلنيش اروح فرحي..
ابتعد سعد عنه وهو يقف بجانب فارس مشيرًا علية: اقطم ياض، كلم فارس باشا باسلوب أحسن من كده، ده باشا البشوات كلهم.
ربت فارس على كتف سعد قائلًا: متشكر يا سعد...

ثم وجه حديثه لسراج قائلًا باستفزاز: انهى فرح ده بقى، انت شايل ايدك من كل حاجه وسايبلي كل حاجة اتصرف..
حرك سراج رأسه موافقًا على حديثة بعصبيه شديدة: ايوه لان صدقتك وضحكت عليا..
نظر فارس لسعد قائلًا: واحد اشترى شبكه وحجز قاعه، اشترى الفستان وعمل كل حاجه يبقى مين العريس..
أشار عليه سعد قائلًا: انت.

ابتسم فارس له ثم وجه حديثه لسراج وهو يقترب منه، حتى وصل اليه وانحنى بجذعه العالي قائلًا بنبرة مستفزة: انت أهبل ازاي تصدق لو للحظه ان انا ممكن اسبهالك يا عبيط، يارا دي ملكي، انا سايبها بمزاجي تتخطبلك تعمل اللي تعمله بس هى ملكي، يمكن انت مش مستوعب اللي بينا، او مش مستوعب اللي انا بعمله لانك محبتش، انت عامل زي العيل الصغير اللي شاف لعبه حلوة وعاوز ياخدها، بس صاحبها جه واداله على دماغه علشان يتعلم الادب وميفكرش بس انه يقرب منها، وانهارده يا عبيط يارا هتبقى مراتي..المحك بس وانت بتقرب منها وربي وما اعبد هقتلك وهقطع راسك اخليها عبرة لاي حد يفكر يبصلها..

أمسكه من ياقه قميصه قائلًا بغضب جامح: فاهم ولا مش فاهم..
هتفت والدته وهى تبتلع ريقها بخوف على ابنها: فاهم يا ابني، والله فاهم، خلاص فكه وانا هاخده وامشي ومش هنروح الفرح ولا اي نيلة هى جوازه شؤوم.
ابتسم فارس قائلًا ببرود: صح يا حجه، صح...
عاد من ذكرياته على حديثها الموبخ له: شورتك مهببه على دماغك يا حمار، رايح تحب واحدة واحد مجنون بيحبها..
هتف سراج من بين اسنانه متوعدًا: والله ما هاسيبه واروح ابلغ عنه..

هتفت والدته بتحذير: واد يا سراج اتلم أصل والله ابلغ عنك انت، الواد ده نابة أزرق ومجنون ابعد عنه خاف منه، وبعدين هى كانت الكونتسه يعني، نطلع بس من هنا واجوزك أحسن منها.
هتف متذمرًا: بس أنا عاوز ياراا، ومش هتنازل عنها .
نهضت والدته توبخه بعصبية: اتنيل على عينك وعين أهلك، انت ناسي انه هددك انه هيحكي لاعمامك وهما طبعًا ما يصدقوا وهياكلو حقك، سراج انت ولا ابني ولا اعرفك لو فكرت في البت دي تاني، لغايه موضوع الورث واعمامك وانا اللي هقف في وشك.

حك فكه بعدما لكمه مالك في وجهه بعدما قص عليه ما فعله، وقف أمامهم يطالعهم بقوة وكأنه ليس مذنب..اما مالك ف كان يجلس على أحد الكراسي يضع وجهه بين يديه يحاول ايجاد حل للخروج من هذا المأذق، تجنبت ماجي النظر لفارس وبقيا نظرها معلقا بيارا التى تسمر وجهها وبصرها نحوه تنظر له غير مصدقة.. انزوى عمرو وليله بأحد جوانب الغرفه خائفين من ردة فعل مالك.. احتارت ندى الوقوف بجانب يارا المصدومة او زوجها الغاضب.. جلست مريم بجانب شريف تتابع وجوههم بصمت.. ساد الصمت بطريقة مخيفة في المكان..حتى قرر أحمد قطعه ..

_ طيب وبعدين والناس اللي تحت ظروفهم ايه..
أجابة فارس ببرود: ننزل للناس ونعمل الفرح..
تحدثت شهيرة بضيق: يابني اللي في مكانك المفروض يسكت وميتكلمش.
رفع فارس أحد حاجبية قائلًا بإستنكار: وليه بقى ان شاء الله عملت ايه غلط.
وقفت يارا أمامه قائلة بغضب: يعني انت تخطف خطيبي وتبوظ فرحي ومش عارف عملت ايه..
_ مش هرد عليكي، علشان مزعلكيش..

اندفع مالك نحوه في لحظه فوقف أمامه شريف وندى: انا اللي هازعلك بجد..
تحدث شريف وحاول تهدئه الوضع: خلاص يا مالك، مالوش لزمه الكلام ده، اللي حصل حصل، ودلوقتي الفضيحة اللي بجد لو العريس اللي هو فارس منزلش، دعوات الفرح باسمه وكل حاجه باسمه خلاص بقى ينزلوا ويتجوزوا مفيهاش كلام دي.
دبدبت يارا بقدمها أرضًا بغيظ: يعني ايه يا عمو اللي انت بتقولة ده..

وقف احمد قائلًا بهدوء يتخلله ضيق: اللي بيقوله شريف صح، ماجي اقنعي بنتك انها تمم الجوازة الفضيحة اللي بجد هتحصل لو منزلوش.
نفض مالك يده من يد شريف بغضب ثم اتجه نحو فارس يجذبه للخارج قائلًا بصرامة: محدش يجي ورانا.
وفور خورجهم التفت فارس له يرمقه بغضب: انت مش صاحب جدع، عاوز تضربني انا بدل ما تضرب اختك وتديها قلمين يظبوطها ايه يا مالك كنت عاوز تجوزها لسراج بجد.

ضربه مالك بقبضه يدة في صدره ليقول: انا مش جدع، دلوقتي مبقتش جدع، انت اللي مش قادر تفهم ان صحوبيتنا حاجه واختى حاجه تانيه، وانا متعودتش أغصب على اختى حاجه هى مش عاوزاها وبدام كانت عاوزة سراج تتجوزه وتتحمل اي حاجه بدام ده قرارها..

أبعد فارس يده بغضب قائلًا: خلاص خلعت ايدك مالكش دعوة بقى، سراج مبقاش موجود بح، وانا اهو والفرح معمول على اسمي يبقى تتجوزني انا .
شدد مالك على خصلات شعره بحنق: وكأنك ادتني حل تاني، ماهو مفيش قدامي حل الا ده، بص يا فارس هاتتجوز يارا، وبعد الفرح هاتروح معايا لغايه ما تهدا وتتقبلك ماشي!.

رفع فارس حاجبية مستنكرًا حديث مالك ولكن بعد دقيقه من التفكير قال: موافق.
نفخ مالك بضيق وقال: وحقيقي هفرح فيك لما سراج يبلغ عنك وتتسجن وانا بقى مش هطلعك منها..
هز فارس كتفيه بلامبالاه: براحتك، هيقولوا ايه بقى شوف صاحب مالك باشا أهو مسجون شوفوا هيقولوا عليك أيه.
انفتح الباب بقوة وظهرت يارا بوجهها الباكي: مالك انت موافق على اللي هما بيقولوه جوه..
اؤمى مالك وكاد ان يتحدث بهدوء، حتى صرخت باكية مشيرة على فارس: شوف بيلعب حواجبه ازاي...والله ما هاتجوزه أبدًا ولو على جثتي..

حاوطها فارس بيدة ورسم ابتسامه رائعه على وجهه وهو يطالع وجوه الناس: اضحكي انتي في عزا.
هتفت من بين أسنانها بغيظ: ابعد ايدك عني..
ضغط بقوة على جسدها قائلًا: عيب تكلمي جوزك كده عيب..

اغلقت عيناها بغضب منه ومن عائلتها ومن كل شئ، خطط هذا الخبيث لكل شئ ولم يشك به أحد حتى هى، وعدها قديمًا بأن ستكون على اسمه والان هو ينفذ وعده وهى اصبحت ملكه، لاشك انها هدأت قليلًا عندما أخبرها مالك انها ستعود معهم الى منزلها..فتحت عيناها وتابعت رقصه مع اخواتها الاغبياء الذي شاركون تخطيطه القذر، انقلب الفرح في لحظات وأصبح حاله من الهرج الكل يرقص وتوالت فقرات الفرح وهى كما هى تجلس تتابع بعيون غاضبة..حتى والدتها مبتسمه تتلقى تهاني اقاربها واصحابها ونسيت فعلته..شهقت بصدمه عندما وجدت ليله تجذبها لتشاركهم الرقص
_ اوعي يا ليلة يا غبية...

وقفت ليله وتحدثت بصوت عالي بسبب ارتفاع الموسيقى: ده انتي اللي تبقي غبيه لو عديتي فرحك كده، افرحي يا يارا اللحظات دي مبتكررش تاني، وبعدين في حد يبقى معموله فرح بالجمال ده وميفرحش..
احتضنتها ندى من الخلف قائلة برقتها التى لم تتخلى عنها رغم مصائبها: كلام ليله صح..افرحي وبعدها نكدي عليه بعدين.

نظرت لهم بحيرة وفي لحظات تجمع حولها اصدقاء ليله وبعض اصدقائها التى لم تدعوهم من الاساس، رمقت ليلة بعدم فهم فقالت بسعادة: انا اللي عزمتهم..
تلقت التهاني منهم وبدؤا في تحريكها للرقص معهم، تحركت معاهم في بادئ الامر كالعروس الخشب التي يحركونها كيفيما يشاؤا وبعدها بدأت تستمع بتلك اللحظات التى لن تتكرر مرة أخرى، عاقها فستانها كثيرا رفعته متذمرة منه.. تفاجئت عندما وجدته يحتضنها من الخلف هامسا في أذنها: اختارته كده علشان عارف انك كنتي هتنطلقي في الرقص..

حاولت ابعاده بعدما شعرت بالخجل من نظراتهم فقال هو مشاكسًا كعادته: صحابك هيكلوني بعينهم، لو سبتك هقف في النص وهرقص معاهم، انتي حرة.
لم يفشل دومًا في رسم ابتسامه صافية على ثغرها، التقطها المصور زافرًا متمتمًا بحنق: أخيرًا ضحكتي..

أدار ظهره لهم بعدما وجد صديقة الوقح يحتضن اخته امامهم غير مراعي لشعوره..لم يستوعب عقله انها أصبحت زوجه فارس، ولم يتخيل انها ستصبح زوجته بهذة الطريقة من الاساس..لم يستطيع منع ابتسامته عندما تذكر حديثه وهو يخبرة بمخططه ومساعد اخواته المجانين له...أين كان هو في كل ذلك، أيعقل انه انشغل بندى لهذة الدرجة..التفت بجسدة يبحث عنها بعيناه المشتاقة لحضرتها، فتقابلت مع خاله...تحفز جسده عندما وجد خاله يتقدم منه حتى وقف أمامه قائلًا ساخرًا: ايه بدور عليها..مشوفتكش كده بتدور عليا علشان تقعد مع خالك اللي غايب بقاله سنين.

أجابة مالك ببرود: انت اللي بتبعد عني مش أنا.
مط أحمد شفتيه لامام قائلًا: ما أنت بتبقي طول الوقت معاها وانا بقى مبقعدش في مكان هى فيه..
ردد مالك جملتة الاخير باستهجان: هى فيه!، بتتكلم عنها ليه كده، على فكرة دي مراتي وانا مش ناوي أبعد عنها ولا أسيبها ف بلاش كلامك ده معايا عليها لان انا مبستحملش عليها الهوى... وبدام انت مش طايق تقعد معاها في مكان رغم ان انا مش فاهم عدواتك معاها مبنيه على ايه، بس اشطااااا يبقي احنا كده مش هنتجمع من الاساس، لان هتلاقيني طول الوقت معاها وجنبها...عن أذنك.

تركه مالك متعجبًا من عدواة خاله لزوجته..حتى وان كانت أبنه محمود ف ماذا يُعيني هذا!، هز رأسه ساخرًا من خاله، من الواضح انه يجب عليه ان يخضع لعلاج نفسي سريعًا فكر للحظات بأن يقنعه بذلك ..بحث بعيونه عنها وجدها تستند على أحد الكراسي، اقترب منها بلهفه: مالك، انتي تعبانه.
رفعت وجهها تبتسم له قائلة بصوت مجهد: لا عادي دايخة بس.
أجلسها مالك قائلًا بتحذير: ممكن بقى تقعدى شوية علشان متتعبيش..

هزت رأسها بإيجاب، وضعت يدها على بطنها بتملك بعدمت لاحظت نظرات أحمد لها..سألت مالك بتوتر: هو قالك انه بيكرهني صح، علشان انت مضايق أوي منه..
حدق بها في صمت بعدما لاحظ ان اجابته ستأثر عليها جدًا، تحدث بهدوء: لا مقاليش كده، قالي انه محتاج وقت علشان يتقبلك، قولتله خد وقت اللي انت عاوزه وبراحتك، بس لازم تتقبلها لانها جزء اساسي مننا، وبقت الهوا اللي بتنفسه..

اتسعت ابتسامتها له وتوردت وجنتها من حديثه الذي يدغدغ مشاعرها، حاوطها بيدة قائلًا بهمس في أذنها: الجميل لسه مش راضي يرضى عني بقى، انتي وحشتيني..
ارتفعت حرارة وجهها من حديثه المبطن، ضغطت على شفتاها السفلي وهى تبعد نظرها عنه، واجابتها كانت الصمت..لم ينتظر هذة الاجابة قط منها، ولكن ما باليد حيلة عليه ان يتحلى بالصبر، ف هى تستحق ذلك..

جلست بجانب مريم تقبلها بحنان: عقبالك يا مريومه، عقبال فرحك.
هتفت مريم بخجل وخصوصًا من نظرات أبيها: الله يخليكي يا طنط ماجي..
هتفت ماجي برجاء: شريف لو سمحت ممكن تخلي مريم تقف مع البنات.
اشار لها شريف بعد دقيقه من التفكير، اندفعت مريم نحوهم تشاركهم لحظاتهم السعيدة، اقترب شريف من ماجي قائلًا بمزاح: بس ايه ده يا ماجي انا صدقت انك مكنتيش تعرفي باللي عمله فارس.

اتسعت عيناها تحذرة قائلة بصوت منخفض: بس يا شريف ماما تسمع.
نظر شريف بطرف عيناه لشهيرة وجدها تبتسم له، حياها برأسه والتزم الصمت، ركز ببصره على مريم وعمرو...
اما ماجي فتنهدت براحة عندما مر الامر على خير دون اي خساير، ودون ان يفتضح أمرها، صحيح لم تشاركه مخططه ولكن صمتت عندما علمت به، وتجاهلت كل شئ يفعله وخاصه عندما أخبرها فارس..

( مش عاوزك تشاركيني، كل اللي طالبه منك انك تعملي نفسك مش واخده بالك بس، بنتك مش هتبقى لحد غيري).
ماذا تريد الام اكثر من رجل يحارب باستماتة وشراسة من أجل ابنتها، ماذا تريد الام أكثر من رجل تقرأ عشق ابنتها في عيونه ولا يخفيه بل يصارح بحبه بكل أريحية، حققت ما يريده وتظاهرت بانها لا تعرف شيئًا..

انقضى الفرح بعد منتصف الليل، بعدما اهلكوا جسدهم بالرقص...ظهر التعب على وجوههم وهم يتوجهون الى سيارتهم...جاءت يارا بان تستقل سيارة مالك فاوقفها فارس قائلًا: الناس هتقول ايه لما يلاقوها بتركب عربيه اخوها..تعالي يالا في عربيتي.
أشار لها مالك بان تتبعه، سارت خلفه بحنق وهى تصعد بصعوبة في السيارة..تحرك فارس ببطئ في بدايه الامر وجميعهم خلفه، ولكن بعد لحظات انطلق كالسهم بسرعه رهيبه...وعلى وجهه ابتسامه سعيدة..

_ مبرووك يا حبيبتي..
بلعت ريقها وهى تقول بتوتر: انت رايح بيتك صح.
حرك رأسه بايماءه وهو يتابعهم من الخلف يحاولون اللحاق به: انا ابقى أهبل لو مخدتكيش بيتي وقفلت عليكي بالضبه والمفتاح...
صرخت بغضب في وجهه: بكرررررهكك يا فارس.

اما في سيارة مالك ف حاول تخطى السيارات أمامه للحاق بذلك المجنون..هتفت ندى بتعب: مالك متسرعش بدوخ، وهارجع.
_ هو ده وقته يا ندى..
اندفعت بالبكاء: اعمل ايه تعبانه..
هدأ من سرعته قائلًا بهدوء: خلاص أهو، خلاص اهدى.

وصل فارس امام منزله وهبط قائلاً: يالا يا يارا انزلي..
تشبثت بالكرسي قائلة بعند: لا.
هز كتفيه ببرود قائلًا: براحتك..
انحنى بجذعه يحملها عنوه، عائقه فستانها ورفضها له ولكن تغلب عليهما وصعد بها الى شقته رغم محاولتها للابتعاد عنه..القاها على الاريكه بقوة ثم احكم اغلاق باب الشقة قائلًا ببرود: نورتي بيتك يا روح قلبي..ده انت هطلع عليكي القديم والجديد..

انتفضت للخلف ليس منه ولكن من طرقات مالك على الباب بقوة: افتح يا فارس، افتح يا جبان، وهات أختي.
جاءت بان تندفع نحو الباب تفتح لاخيها جذبها فارس وأدخلها غرفته وأغلق الباب عليها رغم توعدها له بالقتل، ثم اتجه صوب باب الشقه يستند بجانب جسده عليه قائلًا ببرود: مش هفتح، وانا مش جبان، انا بس بتفادى اي خناقه هتحصل ما بينا..
دفع مالك الباب بجسده قائلًا بغيظ من افعال صديقة الحمقاء: افتح ياله، افتح بقولك.
_ لأ، يارا مش هتطلع من بيتي، هو انا عامل كل ده علشان اسيبها تروح معاكوا..

جاء ان يتحدث قطعته ندى قائلة بصوت مختنق: مالك هو مش هيأذيها عامل كل ده علشان خاطرها، سيبهم يمكن تتصلح أمورهم ..
وضع فارس أذنيه على الباب يستمع الى حديثها، فصاح مشجعًا: الله ينور عليكي يا ندى..قوليله.
هتف مالك بشراسه: بس انت.
حول مالك نظره لها، قائلًا بقلق: في ايه!، مالك؟!.
أشارت على عنقها قائلة بنبرة مهزوزة: بتخنق طول ما أنا هنا، بفتكر كل لحظه مرت عليا..عاوزة امشي.

تملك الحزن منه لنبرتها تلك، هز رأسه موافقًا قائلًا بهدوء: انزلي انتي وانا جاي وراكي.
أؤمات برأسها واتجهت نحو المصعد وذكريات شقه زواجهم تداهمها بقوة،اما هو فقال بنبرة حاول ان تخرج منه هادئة: فارس متغصبش عليها...
قطعه فارس وهو يفتح الباب قائلًا: انت عارف كويس ان عمري ما أعمل كده..
_ متخلنيش اندم ان جوزتهالك، متضايقهاش لو سمحت..
أؤمى فارس برأسه: متخافش..

تقدم منه أحد رجاله: وبعدين يا معلم؟!، ده طول أوي ومتصلش!.
أجابه سعد وهو يشعل سيجارة: فارس باشا براحته ان شالله الجثتين دول يفضلوا معانا للصبح.
_ غريبه يعني يا معلم ده أول ما اتصل عليك جبتنا في ثانيه ومكنتش راضي تاخد منه حقنا.
أجابه سعد مبتسمًا: لانه راجل ابن ناس وابن أصول، الواد أسعد اخويا كان ه يتقبض عليه في مشكله في الكويت وهو شغال هناك وحظه بقى ان فارس ده كان هناك، دفعله الفلوس وأنقذة، ولما أسعد حكالي وانا قولت رقبتي سدادة للراجل ده، فهمتوا بقى.

حركوا رأسهم بإيماءه متفهمين موقفه، رن جوال سعد طالع المتصل وجده فارس: ايوا ياباشا.
_ سيبه يروح وهدده ان لو فتح بوقة، أعمامه هيكونو عنده قبل ما يروح.
عبث سعد في شاربه قائلة: متحملش هم ولا هيقدر يفتح بوقة أبدًا.
_ بلغه وقوله، انها خلاص بقت على اسمه، وخليه يبعد أحسنله.
_ حاضر ياباشاا.

اغلق سعد الاتصال ودلف الى الغرفه..فقالت والدة سراج بلهفه: ايه يابني هنمشي..
_ آه فارس باشا اتصل وقال خليهم يمشوا وبيقولك انها خلاص بقت مراته، وعلى اسمه لو فتحت بوقك اعمامك هيعرفوا كل حاجه وتوصيتنا عليك، احنا مش هنسيبك...

التفت برأسه نحو والدة سراج: يعني يا حجة قولي على ابنك يا رحمن يا رحيم...
نهضت والدة سراج قائلة: و ربنا ما يقرب منهم أبدًا، فكه خلاص.
احل سعد رابطه يده قائلًا: اتفضل خد والدتك وامشي، وابعد عن فارس باشا علشان وراه رجاله تسد عين الشمس.
تحرك سراج وغادر هو والدته وبداخله يغلى وما ان وطأت قدماه خارج البناية حتى انفجر قائلًا: والله ما هسيبه و هروح دلوقتي وابلغ عنه..

اوقفته والدته قائلة بغضب: هتقولهم ايه يا حيلتها، هتقولهم خطف خطيبتي اللي هي بقت مراته، ولا هتقولهم على الرجاله اللي لو لمحوك عند باب القسم هايضربوك، ولا هاتقولهم على الي عمله فيك وادلنا دعوات غلط وحجزلنا قاعه تانيه، عارف هيقولك ايه هيقولوا امشي يا مغفل،عارف ليه علشان القانون لا يحمي المغفلين اللي زيك.
أشار لها سراج بغضب مماثل على البناية: لا هقولهم على الشقه اللي خطفنا فيها..

نظرت حولها قائلة: هى فين دي هيصدقوك ازاي، دي حته شقه مهجورة في عماره مهجورة في مكان مفيهوش حد أصلًا فين الشهود حتى، ده حتى التيران اللي فوق لابسين حاجات على وشهم، يعني انت مش عارفهم..اتنيل يا سراج وخليك في خيبتك، لو جبتلي سيرة البت دي او جوزها المجنون انت حُر...
تركته وذهبت لسيارته المصفوفه أسفل البناية..مشيرة له بأن يفتحها، اتجه خلفها على مضض وهو ينظر بحنق لها .

خبأت وجهها بالغطاء تخفي نفسها بعيدًا عن نظراته التى تحرق قلبها، مد يده يبعده عنها مبتسمًا: بتخبي نفسك ليه؟.
توردت وجنتها بخجل: منك، متبصليش كدة.
اقترب بوجهه منها هامسًا امام شفتاها: اماال ابصلك ازاي يا ديجا.
وضعت يدها على وجهها قائلة بضيق مزيف: انا زعلانه، كده متخلناش نروح الفرح، ايلين زعلت، وزمان ندى زعلانه مني .
ضحك وهو يشاكسها: الله مكنش براضكي.
شهقت بخجل تنهره: عمار، بس.

دفن وجهه في عنقها قائلًا بخفوت: اعترفي انك بتحبني.
هتفت مشاكسة وهى تبتعد عنه: اعترف انت الاول.
رفع حاجبيه ليقول: هو انتي مستكبرة تقوليها الاول.
ضيقت عيناها عندما وجدته يمد يده عند خصرها يدغدغها في مرح: تعالي هنا، انا هاخليكي تقوليها الاول..
انزلقت في الفراش تبحث عن مهرب منه وسط ضحكاتها المرتفعة تتوسل له: خلاص يا عمار...بجد..خلاص بحبك والله.

جذبها واجلسها على ساقها قائلًا بهمس عاشق: انا اللي بحبك وبحب كل حاجه فيكي، وبحب اسمع صوت ضحكتك.
حشرت نفسها بداخله قائلة: ربنا يخليك ليا عمار، انا مش مصدقة نفسي من الفرحة، أخيرًا انا بقيت معاك وبيجمعنا بيت واحد.
ابعد خصلات شعرها المتمردة على وجهها حتى يتأمل ملامحها التى يعشقها ويعشق النظر لها:لا صدقي، لاني عمري ما كنت هسيبك لحد غيري ابدًا...
منعت دموع الفرحة بان تهبط على صفحه وجهها وتفسد سعادتهم، عانقته بحب وهى تهمس له بكلماتها الخجولة الحنونه التى تبث بين حروفها مدى حبها وعشقها له.

دلفت غرفته يبحث عنها وجدها تجلس على الاريكة تنظر الى فراشه بعيون باكية غاضبة،منذ ان دخلت غرفته وبدأ عقلها بتصور مشاهده مع زوجته الراحلة، شعرت ببركان من الغضب ينفجر بصدرها، جثى أمامها على ركبتيه ومسح دموعها ليقول بعتاب: لدرجاتي بتعيطي مش عاوزة تكوني مراتي يا يارا وانا اللي حلمت ليالي باليوم ده.

نظرت له بعتاب مماثل: ولما انت بتحلم باليوم ده ازاي تجبني في اوضه انت وهى كنتوا في يوم من الايام فيها، رد عليا يا فارس، اذا كان وانا بعيد عنك كنت بتحرق وانا بتخيلكوا مع بعض، دلوقتي وانا في اوضتها وعلى سريرها، عاوزني اتعامل عادي، لا يا فارس مش هقدر، متطلبش مني أي حاجه لو سمحت.
رفعت فستانها وخرجت من الغرفة تجر خلفها القهر والحزن وخيبه الامل..اما هو فجلس أرضًا ونظر لفراشه بصمت وتذكر ذكري يندم عليها..نعم الان ندم انه قطع على نفسه وعد لم يتخيل انه سيكون السبب الرئيسي في تدمير حياتة...

( فلاش باك )..
دلف الى غرفته بإنهاك وتعب بعد يوم طويل عريض قضاه في الخارج حتى يقلل جلوسه مع ياسمينا بقدر الامكان وخاصة بعدما صدر منها عدة افعال غريبة، رفع وجهه يبحث عن فراشة حتى يلقي بجسدة علية يبحث عن الراحة..اتسعت عيناه بصدمه عندما وجدها تقف في زواية الغرفة بفستان عاري تنظر له بحب، التفت بظهره قائلًا بنبرة غاضبة: ايه ده يا ياسمينا، غطي نفسك.

اقتربت منه بجسدها الرائع رغم فقدانها وزنها، ووجها الشاحب، لامست ظهره بأصابعها، ف انتفض بسبب لمستها ليقول بنبرة مرتفعة: ياسمينااا.
هتفت بنبرة يغلب عليها بحة غريبة: انا بحبك، ونفسي أكون مراتك بجد حتى ولو للمرة واحدة.
اتجه يغادر الغرفة قائلًا: مش هقدر، مش هقدر لو سمحتى متتكررش تاني وخليكي في اوضتك، واوعى تلبسي كده تاني قدامي.

جلس في الصالة وأشعل التلفاز ورفع صوته حتى يفصلة عن زحمه افكارة ومشاعرة الغاضبة والمستنكرة فعلتها تلك...أشعل سيجارة خلف الاخرى بعصبيه وجسدة ينتفض غضبًا منها، لن يصل زواجهم الى هذة المرحلة حتى ولو على جثته...جلست امامه بعيون منتفخه حمراء بعدما ارتدت ثياب أكثر حشمة بناءًا على رغبته..
_ انت ليه عاوز تحرمني من اللحظات الحلوة اللي بتنماها..
هتف بصوت مختنق: وانتي ليه مش عاوزة تفهمي انه انا مش هقدر اعمل كده، كفاية اوي اللي حصل ومتتمنيش للحظه انه يحصل أكتر من كده، ياسمينا احنا جوازنا على الورق وبس.

هتفت بنبرة منكسرة: حاول.
صرخ بوجهها بغضب لقد طفح به الكيل: بس كفاية، متتكلميش كده، ارحميني.
اطفأ سيجارته بعصبية وفرك يده في وجهه حاول تهدئه نفسها وخاصة عندما استمع لشهقاتها..
_ ياسمينا انا...
قاطعت حديثه عندما أشارت له بأن يصمت، مسحت دموعها بقوة وتحول ملامح وجهها من الضعف لشئ أخر لم يستطيع تفسيرة، وضعت المصحف الشريف بين يده قائلة:اللي بيني وبينك ربنا وكتابه المجيد..

قطب ما بين حاجبية متعجبًا حديثها، فأكملت حديثها: لو قولت لاي حد وخصوصًا يارا على الي بينا وبالذات سبب جوازك مني، لو سمحت مش عاوزة حد في مماتي يقول عليا كلمه وحشة، اي نعم انا هكون ميته ومش حاسة بس فيه ربنا فوق وانت ماسك كتابه.
_ انا وعدتك قبل كده!.
هتفت بنبرة قاطعه: لأ، ده يفرق علشان ربنا ما بينا..
_ لو ده اللي هيريحك أوك، مفيش حد هيعرف اللي بينا وبالنسبه بقى لمالك..

نهضت بوجه مرفوع وبنبرة يتخللها الكبرياء: عمل كدة زيك بالظبط..عن اذنك.
عاد من شروده عليها وهى تقف على أعتاب الغرفة تنظر له بضيق: تعال افتحلي الاوضه اللي مقفولة دي، مش طايقة أقعد هنا.
نهض بخطوات بطيئه ساخرًا بداخله آه لو تعلم تلك الغبية ان الغرفة التى تريد ان تمكث بها هى الغرفة التي مكثت بها ياسمينا من قبل..وان هذة الغرفه التى تطيق المكوث بها هى الغرفة التى لم تطأ قدم ياسمينا بها الا مرة واحدة ولم تتكرر مرة أخرى..

فتح لها الغرفة قائلًا بضيق: بقالها كتير مقفولة، ابقى اخلعي فستانك ونضفيها..
تركها ودلف الى غرفته وأغلق الباب في وجهها بقوة..دبدبت قدمها أرضًا بغيظ من ذلك المستفز ...
دلفت الى الغرفة وجدتها مرتبة صغيرة يغلب علليها الغبار وذلك لقفلها لمدة طويلة...وقفت امام المرآه تمتم بكلمات غاضبة وهى تزيل طرحتها البيضاء من على رأسها وألقتها أرضًا، مدت يدها وحاولت فتح سحاب الفستان فشلت، كررت عدة مرات وحاولت وفي كل مرة تفشل زفرت بحنق وهى تبحث عن أي شئ يساعدها لم تجد، لن تستطيع التحمل بهذا الفستان الضخم..قررت ان تتنازل عن كبريائها وتطلب منه المساعدة..طرقت باب غرفته بهدوء وانتظرت ثواني حتى فتح لها..وقعت عيناه على شعرها الاسود ولمعته الفريدة وقصره التى أهلك قلبه، ابتلع ريقة وهو يهبط بنظرة على ملامحها لاول مرة يراها هكذا بدون حجاب..

احمر وجهها خجلاً عندما رأته جذعه العلوى عاري التفت واعطته ظهرها قائلة بتوتر: افتح بس السوسته مش كلها حته صغيرة وانا هكمل.
الصق نفسه بها ومد يده يجر السحاب للاسفل ببطئ شديد حبست انفاسها عندما شعرت بانفاسة تلفح جانب وجهها اغلقت عيناها بقوة وهى تقبض بيديها على الفستان تحاول السيطرة على مشاعرها وعدم الانجراف خلفه، لم تنتبه الى يده التى انزلت السحاب كاملاً فظهر ظهرها المرمري أمامه، مد أصبعه ومرره عليه ببطئ اغلق عيناه مستمعًا بها وبملمس جلدها ونعومته تحت يده..ابتلعت ريقها بصعوبة تحاول التحرك والابتعاد عنه ولكن قدمها لم تساعدها..شهقت عندما وجدته يجذبها نحوة ويديرها بسرعه مقبلًا ثغرها بنهم شديد مبتلع اي اعتراض قد يخرج من جوفها بداخله.. مدت يدها تبعده عنها بضعف نعم هى تعترف بضعفها امامه، وخصوصًا ان كانت تلك قبلتهم الاولى..

لم يعرف كم من الدقائق مرت عليهم وهم هكذا وهو ينهل من شد شفتاها ما يروى قلبه وصدره، انتابه قشعريرة أول مرة يشعر بها وخاصه عندما وجدها تبادل قبلاته الهوجاء بقبلات ناعمه، الصقها بالجدار خلفه وزاد من هجومه العاشق عليها، تشبثت بصدره عندما شعرت باختفاء أنفاسها.. ابتعد عنها عندما لاحظ حاجتها للهواء والتنفس، لم يبتعد الا انشاً واحدًا وتعلقت عيناه بها وبشفتاها المتورمه بفعل هجومه المفاجئ عليها ..

حاولت فتح عيناها للخروج من تلك الهالة التى غرقت بها، لم تتوقع ان تكون قبلتهم الاولى ستكون بهذة الحرارة والحب، ولم تتوقع ان تبادلة قبلته تفاجئت من نفسها، شعرت بالخجل ماذا سيقول عليها من الافضل الهروب من أمامه حتى تستطيع السيطرة على قلبها ودقاته التى أقسمت انه يسمعها بوضوح كطبول الحرب..وتحاول ايجاد يارا القوية غير هذة التى كانت تتلوى كالغزال بين قبضته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة