قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل التاسع

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل التاسع

غادر مبنى عمله واستطاع أخيرًا الحصول على أجازة، تبقى فقط ابلاغ عائلته باي حجة حتى يستطيع الغياب دون مشاكل..حقًا انتهت طاقته هذا الاسبوع بسبب كثرة مشاغله في تجهيز شقته واجراءات زواجه، تقرب منها هذة الفترة البسيطه وتعرف على جزء بسيط من شخصيتها وفي كل مرة يزداد أعجابه بها وبرقتها..اجرى اتصالًا بها عدة مرات من الواضح انشغالها باتصالًا أخر... وبعد عدة دقائق صدح رنين هاتفه، أوقف السيارة على احد جوانب الطريق، وأجاب عليها..
_ كنتي مشغوله مع مين يا ندى؟!.

أجابته بهدوء: كنت بكلم مهندس الديكور في كام حاجة ...
قاطعها بحدة: وانتي بتكلميه ليه ان شاء الله، وجبتي رقمه منين، وهو جاب رقمك منين أصلًا!..
هتفت بتعجب: في ايه يا مالك، انا اللي اتصلت عليه وجبت رقمه من البيدج بتاعته وكلمته علشان في كام حاجة معجبتنيش في الشقة في الصور اللي انت بعتها..
تحدث بنفس حدته: المفروض تقوليلي أنا، مش هو، انتي ازاي تتجرأي وتعملي حاجة زي دي!.
انهى كلامه بعصبية شديدة، وصوت انفاسه الهائجة يصل الى مسامعها بوضوح، مرت دقيقة والصمت يسود الاتصال، حتى انهت هي الاتصال فجأة، قطب ما بين حاجبيه مستنكرًا: هي قفلت في وشي، قفلت في وشي انا!، نهارها أبيض..

ركبت الى جانبه ثم قالت بضحك: أحلى توصيلة دي ولا ايه يا أبيه..
بادلها فارس الضحك قائلًا: يالا عدي الجمايل، حظك ان انا معدي بالصدفة، هي اختك مش فرفوشة زيك كده ليه ؟!
ابتسمت بخفة لتقول: معلش اصل في موضوع مزاولها اليومين دول، ومضايقة منه.
رمقها سريعًا ثم عاد يتابع الطريق قائلًا: موضوع ايه يا ليلة..
وقبل ان تتحدث، كان هو يكُمل حديثه بمكر: يمكن اقدر اساعدها من بعيد لبعيد.

صمتت لبرهة تفكر، عادت وقالت برجاء: بص هاقولك علشان تساعدها فعلًا بس من غير ما تعرف حد، لانها محلفاني مقولش لماما..
زدات وتيرة القلق لديه على من سلبت روحه وعقله فقال: في ايه؟!
التفت اليه تخبره وهو يستمع باهتمام: في واحد اسمه مستر سراج جه المدرسة جديد بيحاول يتقرب منها وعاوز يتجوزها..
أوقف السيارة فجأة فارتدت هي للامام واطلقت صرخة صغيرة، عادت للخلف وهي تضع يديها على قلبها قائلة: في حاجة يا أبيه، وقفت كده ليه، كنت هاتموتنا!.
جز على أسنانه بعنف قائلًا: عاوز يتجوز مين؟!...
عادت للخلف بجسدها قائلة باستغراب: يارا أختي !.
ضغط على كل حرف ينطقه وهو يقول: احكيلي بالظبط اللي تعرفيه يا ليلة واوعى تخبي عليا..

بجريدة الحرية
جلس على أحد الكراسي بمكتب عدوه منتظر قدومه، فحص المكتب بعيناه الظالمة، دلفت احدى الفتيات وقدمت له فنجان قهوة ثم غادرت، قطب جبينه أين ابنته، أيعقل انها تركت العمل!، كيف والشخص الذي كلفه بمراقبتها أبلغه انها مازالت تعمل بالجريدة، بعد عدة دقائق نفذ صبره بها، دخل عمار وهو يقول: معلش سيبتك كتير بس كان ورايا شغل..

قصد استفزازه وقد كان، فكان يغلي بداخله منه، صمت لثواني ثم قال بحدة: انت عاوز ايه من بنتي يا عمار..
رفع احد حاجبيه مستنكرًا: هاعوز منها ايه، زمان كنت هاعوز شابة جميلة كنت بحبها وبتمنها مراتي، بس للاسف انت فرقت ما بينا، لكن حاليًا هي أرملة ومعاها بنت، هاعوز منها ايه بقى!.

هتف على بشراسة: هي مبتكونش قوية الا لما بتكون انت موجود..ابعد عنها، انت عاوز تفهمني انك مش عاوز منها حاجة بجد، امال جايه تشتري أسهم الجريدة ليه، وعينت نفسك مديرها ليه، وانت اصلًا خريج هندسة، يعني مهندس، ايه دخلك في شغل الصحافة..
التوى فمه بتهكم قائلًا: اسكت مبقوش ينفدوا على بعض، متأخر انت دايمًا..
تقلصت ملامحه بغضب ثم قال: زي ما بعدتها عنك زمان، هابعدها دلوقتي وكل الي بتعمله زي زمان هايروح هدر يا عمار..
رمقه عمار بتحدِ قائلًا: متأكد ؟

ابتسم على بفخر: أكيد زي ما زمان كنت متأكد بالظبط، انا جايلك بس علشان احذرك، واقولك قريب اوي هتتاخد منك.
بقوا لثانتين ينظروا لبعضهم بتحدِ وقوة، قرر على ابعاد عينيه عن خصمه والمغادرة وفي طريقه للخارج قابل ابنته ..
خديجة بتوتر: بابا انت بتعمل ايه هنا!.
على بضيق: انتي لسه هنا في الشغل، مسبتهوش ؟!.
قطبت ما بين حاجبيها بعدم فهم: أسيب شغلي ليه!.
جذبها من ذراعها لاحد الجوانب هاتفًا بحدة: تسيبي علشان جوازك ياهانم.

ابعدت ذراعها عنه قائلة بتلعثم خفيف: بابا المرادي مش هاقدر اسمع كلامك، انا عندي بنتي وعاوزة اربيها.
نهرها بخفة قائلًا: انتي هاتمثلي يابت، دي حيالله بنت جوزك اللي انتي مكنتش طايقها، بتعرفي تمثلي زيها بالظبط، نسخه منها، ومش هاسيبك تجبيلي العار زيها، وهاتتجوزي اللي انا عاوزو، المهلة بتخلص ووقتها مش هاتلومي حد الا نفسك لما تلاقيها في الشارع..
أرسل اليها نظرات كره وحقد ثم غادر الجريدة اما هي فاتحركت صوب غرفتها وجلست على اقرب مقعد، وذكريات الماضى تهاجمها بقوة..

( فلاش باك )..
بكت بانهيار امام والدتها: مش عارفة اتعامل معاها يا ماما، انا ولا بحبها ولا بكرها، بس مش عارفه ابقى حنينة عليها..
ربتت والدتها عليها بحنو: انتي قلبك أبيض يا خديجة، هاتحبيها واحدة واحدة، دي هاتبقى في رقبتك يابنتي، معلش..
تحدثت بنبرة مهزوزة: معلش، اصرفها منين دي، احبها مظنش،دي بسببها حياتي ادمرت وبعدت عن عمار، انا بعملها طلباتها بالعافية وانا عاصرة على نفسي فدان لمون.

نظرت والدتها للصغيرة التي تجلس أرضًا تنشغل باحدى الالعاب، تنهدت بضيق قائلة: فترة وهاتعدي وهاتتعلقي بيها كانها بنتك، ياحبيبتي دي صغيرة لسه وباين من عنيها انها متعلقة بيكي..
انهمرت الدموع مجددًا على وجهها قائلة: وانا مش عارفة اتعلق بيها، ربنا يسامحه بابا على اللي عمله فيا..
دلف والدها على أخر حديثها فقال بغضب شديد وهو يجذبها لتقف امامه: ماله يابت ابوكي عمل ايه ؟ انتي هاتمثلي ؟ يسامحني علشان لميتك وجوزتك لواحد مكنتيش تحلمي بيه.

هتفت من وسط بكائها: انت بتكرهني كدة ليه، بتعاملني ليه كدة ليه، حرام عليك يابابا..
صفعها على وجهها بقوة قائلًا: حرمة عليكي عيشتك .
اختل توازنها وسقطت ارضًا، فزعت الصغيرة وبكت بصوتٍ عاليٍ، جلست منى بجانب ابنتها تحتضنها بقلة حيلة..
_ ايه اللي بيحصل هنا دة ! .
انحنى جاسم يلتقط جسد خديجة الهزيل قائلًا بغضب: مين ضربك ؟
ارتبك على من حدة جاسم فقال مبررًا: دي بنت قليلة الادب وانا بربيها..

وقف جاسم امامه ثم قال: كانت بنتك وفي حكمك وبتضربها، لكن هي في حكمي انا يبقى مالكش حق انك تضربها لو كانت غلطت كنت قولي بس متمدش ايدك عليها، مهما كان دي مراتي وبقت ام بنتي، وانا مقبلش الاهانة والضرب ليها ولا أحب ان بنتي تشوف كدة يالا يا خديجة ..
احتضن جسدها وكانت تلك المرة الاولى التى يقترب منها بهذا الشكل، حمل ابنته على يده وقبل ان يغادر قال: على فكرة انا كنت بسمحلها عادي تيجي هنا، بس بعد اللي حصل انهاردة اول واخر مرة تيجي هنا لو حابين تشوفوها، يبقى في بيتي..

استفاقت من شرودها وذكرياتها التي صارت تهاجم عقلها في الآونة الاخيرة وهي تستلم لها رغم احيانًا بشاعتها، اطلقت تنهيدة قوية، ثم انتبهت على هزة خفيفة، التفت فوجدت يد ممدودة امامها..
_ انا شيماء زميلتك في الشغل.
وقفت فجأة كمن لدغها عقرب قائلة: زميلتي..

ابعدتها خديجة عن طريقها وذهبت صوب مكتبه فهو المسؤول الوحيد عن ذلك القرار، طرقت الباب وبعد ثواني دلفت.. وقفت امامه ثم هتفت بتوتر: هو حضرتك جبت حد معايا في الكافية ؟
هز رأسه وهو يتابع احد الملفات قائلًا: اه ياخديجة.
ضغطت على شفتها السفلى تمنع تلك القطرات ان تأخذ مجراهاا على صفحة وجهها فقالت بنبرة ضعيفة: هو انا قصرت في شغلي، يعني انهاردة انا بشتغل نص يوم وده النظام من الاول..

‏وصل الى مسامعه نبرتها واخترقت قلبه، تابع النظر للملفات التي بيده والتي لا يفقه بها شئ قائلًا بنبرة جافة: انتي هاتناقشيني في قرارتي يا خديجة ..
ارتبكت لجفاء حديثه او بالاحرى ارتفعت درجة حرارتها لشعورها بالاحراج، همست ب: أسفة ..
ثم التفت لكي تغادر الغرفة، ولكن أوقفها بقولة: اظن شفتي بابكي خارج انهاردة من عندي، احنا محتاجين نتكلم..فا لو موافقة يبقى نخرج بليل .
التفت هامسه: نخرج ؟

هز رأسه قائلًا: ياريت، لازم نتكلم..
كتمت تلك التنهيدة التي تفصح عن ضعفها امامه وغادرت الغرفة وهي تقول لنفسها: مبقتش فاهمك يا عمار مبقتش فاهمك.

هبطت ليلة من سيارة فارس واتجهت صوب منزلها، فقابلتها يارا وهي تقول بغضب: صحابك قالولي انك ركبتي عربية واحد غريب.
وقبل ان تتحدث ليلة، كان فارس يهتف باستفزاز: ما غريب الا الشيطان يا يارا..
رفعت ليلة يديها ثم قالت: انا هانسحب بقى من الحرب دي..
تركتهم ودلفت داخل المنزل، اما يارا فالتفت له قائلة: انت مالك، انا بكلم اختي بترد انت ليه !.
تجاهل لهجتها وحديثها اللاذع فقال: سراج ده بيضايقك ؟

ضيقت عيناها قائلة: سراج!.
التفت بنصف جسدها تنظر لاثر ليلة ثم همست: كلبة..
فارس: اتكلمت معايا غصب عنها، قوليلي بيضايقك ؟

عادت وهي ترمقه ورسمت ابتسامة صغيرة على وجهها: بالعكس ده لطيف جدًا، هايضايقيني ليه وهو انسان لطيف ومهذب...
كرر هو كلمتها الاخيرة باستهجان: مو ايه...
ضغطت على هي حروفها باستمتاع: مهذب، شئ تفتقر انت له..
تقلصت ملامحه بغضب، قبض على ذراعها بقوة قائلًا: اوريكي قلة الادب بصحيح، لمي لسانك دا، والمهذب دا انا هتعامل معاه بطريقتي..
رفعت اصبع السبابة بوجهه قائلة بتحذير قوي: أياك وتتكلم معاه او حتى تتعرضله، انت فاهم ولا لأ.

اقترب من وجهها أكثر قائلًا بغضب: لا مش فاهم، هاتعملي ايه يعني..
حسنًا ابتعدي، ابتعدي فقط قبل ان تنهاري وتعلني راية الهزيمة امام عينيه بسهولة، اهربي ككل مرة واختبئي بغرفتك واحمي نفسك من عنفوان عشقه...
نظرت لارجاء غرفتها وهي تتنفس بسرعة، لم تشعر حينما ركضت باقصى سرعتها من امامه ولم تهتم لانفاسها الهائجة، بل الذي كان يشغل تفكيرها هو الهروب فقط من امام عنفوان ذلك العاشق..

بمنزل رأفت.
حاولت ان تشغل نفسها بترتيب ثيابها في الحقائب وابعاده عن ذهنها، زفرت بحنق من ردة فعلها فجسلت وهي تقول: غبية يا ندى مكنتش تقفلي في وشه التليفون، كنتي كملي كلامك وعرفيه انه مش لازم يتحكم فيكي بالطريقة دى.
اعادت خصلاتها المتمردة على وجهها للخلف، ثم قالت بتفكير: بس هو ردة فعله وحشة بردوا، ايه دا، ده متحكم اوي..
انتبهت لقرع الجرس الباب، فقطبت جبينها قائلة وهي تتحرك صوبه: اظاهر عمو نسي المفاتيح تاني..

فتحت الباب على مصرعيه وهي تقول: انت نسيت المفاتيح تاني ياعموو.
اعتلت الصدمة وجهها عندما وجدته امامها يقف يتفحصها بهدوء وتلك اللمعة الغريبة تغزو عيناه بقوة، تلعثمت في الحديث ولم تجد مهربًا سوى اغلاق الباب بوجهه، وضعت يديها على قلبها لتقول بخجل: انا فتحتله كده، هافتحله تاني ازاي.
انتفضت برعب عندما وجدته يقرع الجرس مره أخرى، اتجهت صوب غرفتها بخطوات مبعثره تجلب حجابها ارتدته في عجاله و ذهبت صوب الباب مره أخرى وضعت يديها على المقبض وهمست لنفسها: اهدى محصلش حاجه ومخدش باله منك أصلا.

مرت دقائق ثم عادت وهي تفتحه باحراج: أسفه بس...
هتف بصوته الرجولي والقوي: هو انتي متعودة تفتحي الباب كدة ؟..
صحيح لم يلفت انتباه ثيابها ولكن الذي استحوذ عليه شعرها المتمرد على وجهها ويعيطها مظهرًا جذابًا وجميلًا ..
بلعت ريقها بتوتر قائلة: لا بس يعني مفتكرتش انه انت، مفيش حد بيجي هنا الا عمو بس..
رفع حاجبيه قائلًا بتهكم: ليه عايشة في صحرا يا ندى، محصل كهربا غاز، بتاع زبالة، العسكري الي واقف على الباب دا ..

وقبل ان تتحدث، كان هو ينهي الحديث في الامر: نهايته اول واخر مرة تتكرر يا ندى، وياريت بردوا انك تقفلي في وشي دي متتكررش تاني لاني مضمنش ردة فعلي المرة الجاية.
ندى: انا يعني، انت ضايقتني بالكلام فقولت اقفل في وشك احسن ما نتخانق..اقصد يعني اقفل المكالمة .
رأفت باستغراب: مالك انت واقف كده ليه على الباب، في حاجة ؟..
التفت مالك بجسدة قائلًا: اهلا يا باشا، مفيش الموضوع بسيط كنت بتفق مع ندى على شوية حاجات وهي مكنتش بترد .

رأفت بتعجب: حاجات!، تخليك واقف كده على باب البيت؟
مالك مبتسمًا: ميصحش ادخل وحضرتك مش موجود، وحاجات بسيطة، كنت ببلغها ان المهندس اعتذر عن الحاجات الاخيرة اللي عاوزاه تعملها تعديل في الشقة، لانه اعتذر علشان مش فاضي، وانا اديته بقيه حسابه وخلاص..
رأفت: خير يا ندى ابقى عدليها بعد الجواز، تعال ادخل نتغدى مع بعض، انا جاي هلكان ومش قادر اقف..
مالك: لا معلش اسمحلي انا..

رأفت باصرار: ابدًا، يالا ندى دخلت اهي تجهز العشا..
التفت براسه ينظر لها وجدها دلفت، لم يشعر سوى بيد رافت التي تدفعه للداخل...
جلس مع رافت يتبادل الحديث معه وعيناه تتابعها وهي تضع الطعام والحزن يسود ملامح وجهها، انتهت من وضع الطعام ثم تقدمت منهم وهي تقول: الاكل خلص اتفضلوا على السفرة..

نهض رأفت: طيب روحوا انتوا، وانا هاغير هدومي وهاجي.
تركهم رأفت ودلف غرفته، اما هي فتحركت صوب السفرة، فجذبها مالك من ذراعها وجعلها تستدير له قائلًا: انتي زعلانة ليه يا ندى !، هو مش المفروض انا اللي ازعل.
هتفت بنبرة حزينة: انا اتصرفت بتلقائية علشان اتفادى اي مشاكل مابيننا، اما انت اتصرفت وانت قاصد تزعلني..
اقترب منها يهتف بهمس: مكنتش اعرف انك هاتزعلي اوي كده على المهندس دا .

قطبت ما بين حاجبيها قائلة باستنكار: المهندس!.
هتف بتسلية: امال الديكور..
زمت شفتيها بضيق: اه انت بتهزر.
هز رأسه قائلًا: اه، مهزرهش ليه، كتب كتابنا بعد بكرة هازعل واضايق واكشر زيك كده ليه ..
حاولت رسم الجدية على ملامح وجهها ولكنها فشلت وابتسمت في اخر الامر قائلة: خلاص حليب يا قشطة.

ضحك بقوة قائلًا: مقولتش صافي يا لبن .
شاركته الضحك: كانك قولتها يا مالك متدققش..
رغم بساطة اللحظة وقصرها، الا انها ادخلت السعادة بقلبها وقلبه أيضًا وخاصة هو، بعدما تأكد من ضعفه امامها سواء حزنها او فرحها، فهي أصبحت تمثل نقطة ضعفه..

جلس باحد النوادي ينتظرها بعدما أصرت على مجئ ايلين معاها معللة بعدم وجود شخص اخر يعتني بها، مرت دقائق عليه كالدهر عليه في انتظارها، التقطتها عيناه وهي تأتي من بعيد مرتدية تلك الكنزة الصيفية الرائعة التي جعلتها كالنجم الذي يتوهج بالسماء وينفرد عن باقي زملائه وبجانبها تلك الصغيرة التي تبتسم بسعادة ومرح..
وقفت امامه تهتف: اتاخرنا عليك..
تركت ايلين يديها ثم تقدمت منه تعانقه هاتفة: وحشتيني يا عمار..

تفاجئت خديجة لفعلتها، اما هو فلم يتفاجئ فمن الواضح انها تفتقر للحنان بحياتها، ربت على رأسها بحنان وهو يتأملها بهدوء، رمقته خديجة بتعجب لشخصيته تلك التي تتغير بين الفينة والاخرى وسرعة تغير مشاعره فتثير لديها الفضول لمعرفة ما حدث له في السنوات الاخيرة جعله على هذا الحال..ولم تدرك للحظة انها السبب في كل ذلك، ماحدث له يتلخص فقط بها..

انتبهت له عندما عاد يجلس امامها، فقالت بقلق: هي مش بعيد كده عننا..
عمار: لا انا شايفها كويس، بس انتي خايفة عليها..
هزت رأسها بقوة: اه طبعًا بخاف عليها جدًا .
عمار ومازال ينظر للصغيرة: بتحبك هي كمان ومتعلقة بيكي .
ابتسمت خديجة: وانا كمان اتعلقت بيها اوي..

حول بصره نحوها ثم نظر بعيناها مباشرة قائلًا: هاتدمر اوي لما تحطيها في دار ايتام صح!؟.
خديجة بضيق: انت جايبني هنا ليه ياعمار، ادخل في الموضوع على طول..
رجع بظهره يستند على الكرسي براحة ثم قال بوضوح: هاعرض عليك عرض، ولو وافقتي انتي اللي هاتبقي كسبانة، ولو رفضتي هاتخسري كتير صدقيني يمكن زمان مكنش في خسارة أوي بالنسبالك..

واضاف بتهكم: اما بالنسبالي انا، فكانت الخسارة كبيرة، دلوقتي الوضع اختلف واتقلب، قبل ما تردي فكري كويس يا خديجة..
بدات تتجسد امامها حروف تلك الكلمة التي حتمًا ستجعلها بسابع سما، ولكن ذلك الواقع مجددًا سيفرض رأيه عليها ويجعلها ترتطم بسابع ارض عندما تنطق بحروف لا...
خديجة بتوتر: ايه هو العرض !.
عمار بقوة: تتجوزيني.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة