قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل العاشر

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل العاشر

فركت عيناها بتعب، لم يذق جفنيها النوم مطلقًا، منذ ان ودعته بليلة أمس وعادت لمنزلها وذهنها منشغلًا بذلك العرض، الزواج من عمار، أمرًا جميل في حد ذاته ولكنه مفزع بذات الوقت، لوهلة شعرت بصوته بالخوف عليها ولكن تلك الحدة التي تسيطر على نبرته مجددًا أخافتها، قضمت شفتيها من فرط توترها، حركت أصابعها نحو عنقها وبدأت بتدليكه، ولكنها فزعت عندما سمعت صوت أبيها يقف على اعتاب غرفتها بالعمل...
_ جهزتي ولا لأ يا خديجة.

انتفض قلبها يدق برعب، وناقوس الخطر يدق مجددًا بعقلها محاولًا استجماع شجاعتها المزيفة لتقول بنبرة مهزوزة: بابا، حضرتك ده مكان شغل..
قاطعها بنبرته الجافة: ماهو مالوش لزمة خالص، جهزتي نفسك ولا لأ..
هزت رأسها بنفي، فقال هو بغضب: بقولك ايه يابت انتي، انتي اخرك انهارده بليل والاقيكي واقفة قدام باب بيت جوزك الله يرحمه بشنطة هدومك...
حاولت ان تتحدث فاشار اليها بالصمت، وأكمل حديثه: متحاوليش تقوليلي تاني على مبررات لان انا قولتلك من الاول البت دي ملناش دعوة بيها، وانا قولتلك دي اخر فرصة، قدمي استقالتك، وسيبي البت وتقفي على باب بيتك بشنطة هدومك.

هتفت بتلعثم: انا مش هاسيبها..
اقترب منها واحتدت ملامح وجهه فقال: واللي المفروض تتجوزيه مش عاوزها، هو عنده عيال بما فية الكفاية، مش هايتحمل بنت راجل تاني..
همست بضعف: هو كمان عنده عيال!.
هز رأسه وابتسم بتهكم قائلًا: حظك المهبب معايا كده، دا مش بس عنده عيال، دا كمان متجوز اتنين وعلى ذمته.

جلست مكانها بصدمة، من الواضح ان القدر هذه المرة يضع عمار بطريقها فلتستسلم له، غادر والدها ملقيًا حديثه الاخير عليها:
_ المرة اللي فاتت كنت بتمنى يعاملك زفت، بس سبحان الله حظك حلو وطلع راجل محترم ميستهلكيش اما المرداي فانا واثق انه هايعملك حلو أوي..

كان حديثه الاخير متهكمًا، غادر والدها وحديثه لم يغادر عقلها، شعرت وكأنه هناك حبل يلف ببطء حول رقبتها ويقوم بشنقها بتروي مستمتعًا بذلك الخوف الذي ينهش صدرها وقلبها، وقفت وهي تحاول ان تتنفس كمن تصارع الموت حقًا، تقدمت من المرحاض بخطوات مرتبكة ثم القت بالماء البارد فوق صفحات وجهها، لاشك انها شعرت بطفيف من الراحة واستطاع صدرها التنفس قليلًا، نظرت في المرآة وهي تقول: خايفة من ايه يا خديجة، هايحصلك ايه مع عمار اكتر من اللي فات؟ دا أمن واحد ليك، ابوكي مش هايرتاح الا لما يموتك، انفدي بجلدك بقى..مع عمار..

وعند ذكر اسمه همست برعب خوفًا من عينيه المظلمة والحادة، ماذا يخبئه لها عمار، لو وافقت على عرضه ستكون تحت رحمته للابد، ابتسمت بتهكم لتفكيرها فهي الان بالفعل تحت رحمته، هل مازالت الرحمة تحتل قلبه ؟ هل سيعاملها هي والصغيرة بما يرضى الله ؟ ام سينتقم منها ؟ الكثير من الاسئلة راودتها واحتلت عقلها فاستطاعت ان تثير فوضى من المشاعر بداخلها...

جففت وجهها بمنديلا ورقيا ثم اعادت ترتيب خصلات شعرها وخرجت من المرحاض، قررت الذهاب للكافيه لتفكير مجددا والوصول الى حل سليم، ولكن كانت لقدماها رائ أخر فقادتها ووجدت نفسها امام مكتبه من المؤكد ان القدر يصمم على رأيه..زفرت بخفوت ثم طرقت الباب ودلفت، رفع هو رأسه يطالعها بأعين ثاقبة متفحصًا وجهها وارتجافة جسدها، أشار لها بالجلوس، تقدمت من مكتبه وهي تفرك يديها بتوتر ثم جلست قائلة بضعف: عمار، بالنسبة لعرضك..
صمتت لبرهة تستجمع قوتها، فقالت في دفعة واحدة: عمار انا موافقة على عرضك..

لاح على ثغره ابتسامة ماكرة اخفاها سريعًا عندما حولت بصرها نحوه، ورسم ملامح الجدية ببراعة على وجهه، فقالت هي بتوتر: انا عندي شوية شروط ياريت تتقبلها..
خرج صوته أخيرًا قائلًا بجمود: انا عرضي كان من غير شروط يا خديجة..
تجمعت الدموع بعيناها سريعًا، وكأنها ستحمي نفسها بتلك الشروط الواهية، تحدث هو عندما لاحظ تلك القطرات اللامعة تهدد جفنيها بالهبوط، فقال: بس دا ميمعنش ان اسمعها، ولو في مقدرتي اني انفذها معنديش مانع .

خفضت بصرها قائلة بنبرة شبه باكية: انا خايفة منك، انا حاسك عاوز تنتقم مني او من ايلين، عقلي مش راضي يبطل من امبارح يرسم سيناريو كل شوية افزع من اللي قبله، بس ..
صمتت تأخذ نفسًا طويلًا: بس ارجع واقول ان عمار اللي حبيته ولسه بحبه عمره ما يأذيني ابدًا، وان قلبه لسه في حاجة حلوة وعمره ما يفكر يأذي طفلة ملهاش دعوة بحاجة..

طفلة مجرد طفلة تتحدث بكل ما في جوفها وتخبر اباها ومأمنها الوحيد بكل مخاوفها رغم ان تلك المخاوف تتمثل فيه هو فقط، نبرتها دموعها رجفة جسدها كل ذلك أثر بشكل كبير في قلبه وعقله، حاول السيطرة على مشاعره وعدم الانصياع خلفها لينهض من مكانه يعانقها ويشعرها بالامان ذلك الشعور ليس وحدها فقط من تفتقد اليه بل هو أيضًا، بذلك العناق سيمحي وجع الماضي، لذلك لابد التحكم بمشاعره ويعطي لعقلة زمام الامور..

تحدث أخيرًا بعد فترة من الصمت:انا مش هاتكلم على نقطه انك بتحبيني، لان مالوش لزمه الكلام فيها دلوقتي، ايه هي الشروط!..
مسحت دموعها، ثم رفعت وجهها ترمقه برجاء: متجيش في يوم من الايام تخليني اسيب ايلين، ايلين ملهاش حد خالص ولا حد من أهل امها بيسأل فيها وكلهم مسافرين وليهم حياتهم، ومفيش حد من أهل ابوها عايش كلهم من قرابة بعيدة، انا كل حياتها، متبعدهاش عني..
هز رأسه بموافقة، فشعرت براحة فاكلمت حديثها: مش هانيجي نعيش عندك، هاعيش في شقتي اللي انا قاعدة فيها ولا حتى انت تيجي معانا...
رفع احد حاجبيه قائلًا: نعم!.

فركت اصابعها بتوتر، ثم قالت: يعني اقصد لغاية ما فترة تعدي واطمنلك، وايلين كمان افهمها ان اتجوزت...
عقد ذراعيه امامه قائلًا بتهكم: ياترى في شروط تانية ؟
هزت رأسها واشارت باصابعها: شرط واحد بس، هو ان اكمل شغلي واصرف على نفسي زي الاول.
ارسل اليها ابتسامة سمجة قائلًا: اهو ده بالذات لأ.
حاولت اقناعه: اليوم اللي هاجي في بيتك، هاسيب الشغل صدقني، بس علشان لو ناقصني حاجة وانت بعيد مش هاينفع اقولك..

عمار باستهجان: ده على اساس ان انا وافقت على الشرط التاني، بتقرري كده بناءًا على ايه .
خديجة بهدوء: بناءًا على انت هاتكون فاهم كويس وحاسس بيا، وان لازم اظبط اموري...
قاطعها بحدة خفيفة: اول قاعدة يا خديجة، عمار مبقاش يحس، دي أول قاعدة..
اخرج تنهيدة قوية ثم قال: بس دا ميمعنش انه اوافق مؤقتًا وهاتبقى المهلة قصيرة جدًا، والوقت اللي هاقولك يالا على بيتنا، مش هاسمع اعتراض واحد، علشان مطلعيش أسوا ما عندي.

هزت رأسها بموافقة، فقال هو بمكر: اتفاقنا، هانكتب الكتاب بكرة..
انتفضت قائلة: وليه مش دلوقتي؟!.
رفع احد حاجبيه بتسلية وهو يشير بيده: دلوقتي!، انتي مستعجله اوي كدة .
خديجه بخجل: بابا هايجي بليل المفروض ياخدني.
نهض وهو يجمع متعلقاته ليقول: طيب يالا بينا دلوقتي..

جذبت يده قائلة بامتنان: حتى لو كان في نيتك اذيتي، فانا عمري ما انسالك انك على طول جنبي، وشعوري بالامان ده مبحسوش الا معاك، فشكرًا انك هاتنقذني من الجحيم اللي ابويا ناويلي عليه .
اقترب منها هامسًا وملامح وجهه تسود: مش يمكن جحيم ابوكي أرحم من جحيمي انا..
اشارت لقلبه قائلة بصدق: طول ما دا بينبض عمره مايعيشني في جحيم يا عمار..

صمت هو امام حديثها الذي هز كيانه وجعل قلبه ينبض بشدة، حتمًا لو استمر على تلك الوتيرة سيكسر قفصه الصدري، التفت بجسده بعدما قطع لغة العيون التي درات بينهم، فانتبه الى حديثها الذي يتخلله رجاء: عمار لو سمحت بليل انا اللي هاواجهه بابا بجوازنا، انت مالكش دعوة.
استدار وهو يشير على عينيه قائلًا بنبرة غريبة وابتسامة ترتسم فوق شفتيه القاسية: من عنيا، انت تأمري..
التفت وفتح باب الغرفة وسار بطريقه للخارج، اما هي فوقفت على اعتاب الغرفة تقدم قدمها اليمنى أولًا وتسير في طريق رسمته هي بمحض ارداتها، طريق ليس به عودة.

_ مس يارا في واحد عاوز حضرتك برة، بيقول انه خطيبك واسمه بشمهندس فارس..
جميع من بالغرفة رمقوها بنظرات استفهام والاخرى صدمة، اما ذلك الشخص القابع باخر الغرفه يتأمل ملامحها الهادئة بصمت، انتفض كمن لدغه عقرب قائلًا: ايه!، انتي اتخطبتي..

توالت الاصوات بين مهنئين بخطبتها، بينما هي فالصدمة لجمت لسانها وعقلها، تحركت لتغادر الغرفة بخطى غير متزنة، ولم تتتفوه بأي حديث، ما ان خرجت من الغرفة وجدته يقف يضع يداه في جيب بنطاله ورغم ان نظارته الشمسية اخفت عيناه ولكن استطاعت ان ترى تلك الابتسامة الماكرة بها، تقدمت منه بغضب هامسة: ايه اللي هببته دا يا فارس.

اتسعت ابتسامته ثم قال ببرود: بحط مليكتي عليكي ياقلبي، علشان مفيش اي حد يقدر يبصلك.
جزت على اسنانها بعنف وكورت يديها بغضب تحاول ان تكبح جماح غضبها الثائر: اللي انت عملته ده، هايكون نتيجته صعبة أوي عليك يا فارس، صدقني.
هز رأسه قائلًا باستفزاز: مصدقك، بس ميهمنش .
كادت ان تتحدث لولا صوت سراج خلفها يهتف باسمها: يارا..
خلع نظارته ورمقه بهدوء وشمله بنظرة لاشك انها اركبت الاخر قليلًا، فقال فارس: نعم.
التفت يارا اليه تقول بهمس: انت يارا!.

رفع احد حاجبيه ثم رفع نبرة صوته قائلًا: الله مش بينادي على خطيبتي بدون القاب لازم ارد انا عليه.
لم يستطيع سراج التحمل اكثر من ذلك، فغادر المكان سريعًا كطفل حرمته والدته من لعبته المفضلة، رفع فارس احد حاجبيه مستنكرًا: هو الواد ده انتي مواعداه بحاجة ؟ ماله اتقمص كده ليه ؟!، ده انت لسه مكملتش اللي ناوي عليه .
ضغطت على أحرف حديثها قائلة بغضب: امشي حالًا يا فارس، حالًا.
فارس بتحدِ: وان ممشتش!.
يارا بغضب: هامشي انا.

اشار اليها على مجموعة من الفتيات الصغار يقفن في اخر الردهه يتهامسون ويرمقونه باعجاب: وتسيبني مع القمرات دول لوحدي..
جذبت يديه وتحركت لتغادر المدرسة وعندما مرت بجانبهم همس هو لهم: اصلها بتغير أوي ..
وصلت بجانب سيارته، قالت: انا ليا أخ احكيله اللي حصل انهاردة..
أرسل اليها ابتسامة سمجة: مش فاضيلك، داخل على منعطف تاريخي، بحبك، سلام..
قاد السيارة واتجه بطريقه اما هي فدبدت بالارض كالاطفال قائلة بحنق: بردوا بيقولي بحبك.

دلفت للمنزل تبحث عن أخاها، فوجدت ليله بوجهها: ايه الاخبار المدرسة من غيري..
ابعدتها يارا بغضب: اوعي من وشي السعادي..
وصلت امام غرفة مالك، طرقت الباب ثم دلفت وجدته يحزم حقيبة كبيرة ويضع ثيابه بها..
مالك: تعالي يا يارا، في حاجة؟.
يارا بضيق: في حاجتين تلاته كمان، مالك، ابعد فارس عني، أصل وربنا اقتله وادخل فيه السجن.
قطب ما بين حاجبيه قائلًا: ليه في ايه؟!.

يارا بحنق: جاي المدرسة وبيقول على نفسه بسلامته خطيبي، فضحني يا مالك.
ترك ثيابه ثم وقف امامها ينظر في عيناها مباشرة: وهو فارس بردوا يفضحك، ده يشرف اي حد، وبيحبك يا يارا، ولو قولتي من دلوقت...
قاطعته بنبرة حادة: مالك لو سمحت متكملش انا حرة، هو انت ازاي كده، ازاي سامحله يعمل معايا كده.
مالك بهدوء: اولًا هو بيحبك ومن زمان، ولما حس بس بشعور ناحيتك جه وقالي واتقدملك، ثانيًا انا لو بس عرفت انه اتعدى حدوده معاكي هاقتله..

يارا بعصبية مفرطة:. وبعدين لما قالك اتقدم لاختك وانت وافقت والمفروض يجي يتقدم ايه حصل ؟ ايه منعه تقدر تقولي ؟ اتجوز صاحبته، صاحبه عمره، اللي كان ماشي بيقول انها زي اخته فجأة اتجوزها وحبوا بعض، تقدر تقولي السبب؟!.
التفت بجسده للجهة الاخرى يهرب من ألم عيناها ووجع نبرتها: ظروف غصب عنه..
انسابت دموعها على صفحة وجهها، فقالت بضعف: وهو كمان بيقولي ظروف، انتو الاتنين رافضين تعرفوني السبب، يبقى من حقي ارفضه، ومن حقى تبعده عني.
التفت اليها ثم عانقها قائلًا: حاضر يا يارا، هابعده عنك.

بادلته العناق قائلة: ربنا يخليك لينا يا مالك، وتفضل في ضهرنا على طول..
ربت على رأسها بحنان، ف لمحت تلك الحقيبة، هتفت: انت راجع مهمة تاني! .
هز رأسه قائلًا بمزاح: اه وياريت تدعيلي بقى يا يارا علشان مهمة صعبه جدًا.
ابتسمت قائلة: علشان كده فارس بيقولي انك داخل على منعطف تاريخي .
اخرجت تنهيدة قوية ثم قالت: كان نفسي متكونش ظابط زي بابا الله يرحمه، وتضطر تبعد عننا.

هتف بحنو: انا معاكوا اهو لو قولتوا بس يا مالك هاتلاقيني في وشكو..
طبعت قبلة على جبينه قائلة: ربنا معاك يا حبيبي..
غادرت يارا للغرفة، فالتقط مالك جواله وقرر الاتصال بصديقة، وما هي الا ثواني واتاه رده: خير يا عريس، جهزت اجاي اخدك.
مالك بضيق: لا متجيش يا محترم.
فارس بضحك: هي لحقت تقولك!.
مالك بتحذير: فارس ابعد عن يارا مش عاوز اكرر كلامي تاني..
فارس ببرود: وان مبعدتش..

مالك بتوبيخ: انت متخلف انت بتتكلم على اختي، بلاش تشوف وشي التاني.
فارس: مانت عارف اني بحبها..
مالك بعصبية: والله لو ما بطلت تقول قدامي بحبها دي لاموتك، انت عيل مستفز، انت بتتكلم عن أختي.
قرر امتصاص غضب صديقة: طيب، هابقى جاهز الساعة تسعة .
مالك بتحذير: اقطع علاقتك بيهم الفترة دي، مش عاوزهم يجولك البيت، كل حاجة هاتبوظ.
فارس بحزن مزيف: هاحاول، مع انك هاتبعدني عن نبع حنانهم..
نهره مالك: امشي يا بارد.

جلس بجانب صديقه في منزل رأفت، منتظرين قدوم ندى واتمام اجراءات الزواج، كان يظهر البرود ولكن بداخله كان يتشوق لرؤيتها، منذ حديثهم بالامس ولم تتحدث معه، من الان واصبح يشتاق اليها، أنب نفسه بقوة، وحاول السيطرة على مشاعره الفياضة نحو قطعة السكر، ابتسم بداخله عندما وجد نفسه يطلق عليها ذلك اللقب، فهي حقًا تشبه قطعة السكر في صفائها وصغرها ورقتها حينما تذوب
ضغط على شفتيه بقوة فمن الواضح ان الذوبان من نصيبه الليلة حينما رأها تجلس بجانب عمها بذلك الفتسان الرقيق معطيًا لها بريق جميل..
فارس بهمس: قمر ندى دي.

ضغط بكل قوته على قدم صديقة، حاول ان يكتم فارس تأوه ولكنه فشل، فجذب نظرهم جميعًا،حمحم بحرج: اسف..
تحدث المأذون: يالا نبدأ يا جماعة .
سمير: يالا يا شيخنا..
جلس مالك امام رأفت ووضع يده بيد رأفت متحدثًا ما يلقيه عليه المأذون، فوقعت عيناه عليها وجدها تتبتسم وعيناها ترمقه بسعادة، شعر بالخزي من نفسه لما يفعله وسيفعله بها...

انتهى المأذون بقوله: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخير.
أصبحت الان زوجته، ثقل ذلك الهم على قلبه، عندما وجدها تبكي بداخل احضان عمها،فتمنى للحظات ان يحتضنها هو، احتضنه فارس متمتمًا: مبروك يا صاحبي!.
هتف مالك بنبرة حزينة: الله يبارك فيك.
تقدم رأفت منه ووضع بيده يد ندى قائلًا بهدوء يتخلله حزن: مالك ندى اهي امنتك، خلي بالك منها وحافظ عليها..
أمسك يديها بقوة قائلًا بنبرة صادقة: في عنيا متقلقش..
ثم حول بصره نحوها هامسًا: مش صح..
مسحت دموعها بطرف اصبعها وهتفت بخجل: صح .

أوقف سيارته امام البناية التي تقطن بها، ثم التفت بجسده للخلف: نامت..
هبطت خديجة من السيارة ثم فتحت الباب الخلفى لكي تحمل الصغيرة فسبقها هو قائلًا: خليكي انا هاطلعها.
حاولت اخذها قائلة بخجل فمنذ اصبحت زوجته على سنة الله ورسوله وهي ترتبك من نظراته وحديثه..: هاتها يا عمار، علشان مينفعش تطلع انت .
عمار: انتي ليه مقولتيش لها لما روحنا اخدنها من المدرسة اننا اتجوزنا..
خديجة بهدوء: علشان كلام زي دا لازم نكون انا وهي لوحدنا وافهمها براحة ومضمنش ردة فعلها..

وقبل ان يتحدث كانت سيارة فارس تقف ويهبط منها مالك وندى وفارس ...
ندى برقة: ازيك يا مدام خديجة.
خديجة: الحمد لله .
لاحظت فستانها الابيض الرقيق والجميل وبريقه اللامع فقالت: اتجوزتوا صح.، الف مبروك.
فارس: مش تعرفينا يا مدام خديجة..
خديجة بتوتر: ده يبقى عمار يبقى...
عمار بقوة: ابن خالتها وجوزها..

تفاجئ مالك وعمار وخصوصا بمعرفتهم بجاسم زوجها السابق، فقال فارس بتفكير: بس انا شوفتك قبل كدة يا عمار.
عمار: امممم في الامارات انت كنت بتبرمج للشركة اللي كنت فيها.
فارس بابتسامة: اها تشرفنا..
مالك: تشرفنا يا عمار عن اذنكوا..
جذب ندى خلفه، بينما تحدث فارس: عن اذنكوا..
تركهم ودلف للبناية خلف صديقه، اما خديجة هتفت بضيق: ليه قولت ان احنا اتجوزنا..

عمار بقوة: لازم الكل يعرف، ويعرفوا انك بقيتي في حكم راجل.
تناولت الصغيرة منه وهي تقول: طيب هاطلع قبل ما بابا يجي.
_ وليه انا جيت علشان اشوف قلة ادبك.
انتفضت برعب: بابا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة