قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل التاسع عشر

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد

رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل التاسع عشر

بعد مرور أسبوع، وبشقة مالك تحركت خديجة بعصبية وتوتر تفرك يديها بقلق، مشاعر متناقضة تتصارع بداخلها وهي تتخبط من هنا ل هناك بلا رحمة، اما ندى فكانت تتابعها بعيونها الشاردة، الشاردة في حبيب غائب، حبيب لم يفكر يوماً ان يطمئن عليها، أسبوع والقلق والخوف ينهش بقلبها، وذهنها مشغول بالبحث عن أجوبة تطمئنها من بداية ذهابه المفاجئ لها، معاملته لها، جواله المغلق، وأخيراً فارس صديقه الذي أخبرها الامس انه قد يطول غيابه لاكثر من ذلك فلا تقلق، وان احتاجت لشئ تخبره دون تردد، تنهدت بحزن لحاجتها لسماع صوته الرجولي الذي يأسرها كلما همس بأسمها، او رؤيته المحببة لقلبها، هيئته وملامحه وشموخه وابتسامته، حقاً تشتاق اليه، تشتاق لسماع كلمة بحبك تخرج من شفتيه كسمفونية كلاسيكية قديمة تجعلها تتطير في السماء كريشة في فصل الربيع .. مشاعر كثيرة تشتاق اليها، وجوده وكيانه تشتاق اليه.. وضعت يديها على قلبها وأغمضت عيونها وهي تناجي ربها أن يحفظه لها..

انتفضت بذعر على يد خديجة: ندى!، انتي روحتي فين؟!.
زفرت بخفة لتقول بعتاب: اخص عليكي يا خديجة خضتيني..
جلست خديجه أمامها قائلة بأسف: معلش والله، بس بالي مشغول أوي، وحقيقي مبقتش عارفة افكر ازاي.
هتفت ندى بتساؤل: قصدك على عمار وغيابه الاسبوع ده..

هزت خديجة رأسها قائلة بتوجس: اه طبعاً، من وقت ما بعتلي المسج مكلمنيش تاني، ولا حتى فكر يجي البيت، وكأنه فص ملح وداب، معرفش انا متوترة أوي وحاسة انه بيخطط لحاجة .
قالت ندى بتفكير: حاجة زي ايه، هو مش قالك ان الليلة باظت، وبعدين بعد اللي انتي عملتيه ده لازم تبوظ.

هتفت خديجة بتوتر: ممكن يكون خطبها تاني مثلاً وكذبني، خصوصاً بقى ان انا هربت من الخوف موقفتش في وشه قدامهم..
هزت ندى رأسها بنفي قائلة: مظنش، أكيد أهلها بهدلوها..
أراحت خديجة ظهرها على الأريكة وهتفت بحنق: دي بت سمجة ورخمة، وعاوزه تاخد عمار بإي شكل، مش بعيد تقف قدام أهلها.

قالت ندى: خلاص انتي كمان خدي عمار منها بإي شكل، وخصوصاً انتي أحق منها حبيبك وجوزك وابن خالتك، بدأتي حرب كمليها للاخر ..
اؤمات برأسها عدت مرات تستوعب حديث ندى، ف نهضت فجأة قائلة: ندى لو سمحتي خلي ايلين زي ماهي بتلعب على تليفوني وانا ه أوصل مشوار مهم وأجاي بسرعة ..
تحركت صوب باب الشقة فذهبت خلفها ندى: استني رايحة فين بس؟!.
التفت خديجة وهتفت بتحدِ: زي ما قولتي بدأت حرب ولازم اكملها ويا أكسب فيها يا أخسر، ويا أنا يا هي ..

أنا هاروح ل علياء، سلام.
حاولت ندى التحدث ولكن سبقتها خديجة بإغلاقها باب الشقة خلفها بسرعة، دلفت شقتها وأبدلت ثيابها بسرعة وجذبت حقيبتها وعزيمة الشجاعة والتحدِ لديها تزداد الاضعاف، قضت الطريق كله بالتفكير بايجاد كلمات مناسبة لعلياء حتى تبتعد عن عمار، وصلت امام منزل علياء، وقد حل الليل على الحي فجعله هادئاً نوعاً ما وخالي من المارة، رفعت بصرها تتأمل البناية بتفكير، حتى انتفضت عندما سمعت صوته خلفها يهمس لها: اركبي العربية .

هو أخر شئ كانت تريده، عمار، ما هذه الكارثة التي حلت فوقها الان، كيف ستهرب منه، التفت ببط نحوه ترمقه بتوتر وخرج صوتها ضعيف ومهزوز: عمار..
هز رأسه ببطء وهو يتفقد ملامحها ليقول بنبرة غامضة: اركبي العربيه يالا..
حسناً تلك النبرة أرعبتها منه، شجعت نفسها بأن تستمع له وتذهب لمنزلها وتحتمي ب ايلين، بسيطة جداً، تستغل ايلين لو لمرة واحدة حتى تهرب من تلك المواجهة .

اؤمات برأسها وانطلقت صوب سيارته تستقلها بهدوء عكس ما بداخلها، جلست تتابع الطريق بخوف وقلق من هيئته الغامضة، كل ما تستمع اليه هو أنفاسه فقط، لم تعرف تفسيرها وتفسير سبب ارتفاعها لهذا الحد...

لاحظت انه ليس طريق منزلها، دعب الرعب بقلبها بعدما بدأ الهدوء يسوده من جديد،التفت برأسها تسأله بتوجس: هو انت واخدني على فين يا عمار..
أرسل اليها ابتسامة غامضة ليقول بعدها: ل مكان بعيييد..
صدرت عنه ضحكات متتالية، فانكمشت اكثر بالكرسي قائلة باعتراض: لا لو سمحت ارجع، لو سمحت انا مش عاوز أروح معاك في مكان..

أوقف السيارة جانباً قائلاً بابتسامة سمجة: وصلنا، يالا..
التفت حولها بذعر تتأمل المكان، حي خالي من المارة وعدد أبنية قليل جدًا، وأبنية تحت الإنشاء، همست لنفسها بإنها النهاية، عمار سيقتلها لا محالة ..انتفضت على يده تجذبها نحوه تخرجها من السيارة فقالت بألم: اي حاسب، انت بتعاملني كده ليه!.

همس باذنها ليقول بشر: ده انا فوق هاعاملك معاملة ملوكي.
هتفت بتوعد: لو مبعدتش عني هاصرخ والم الناس عليك.
رمقها بسخرية قائلاً: وفري صريخك ده فوق..
جذبها خلفه عنوة وهي تتشبث بالارض أكثر ترفض الذهاب معه لم تعلم كيف وصلت الى شقته، ولكن ما تعلمه انها فقدت جزء كبير من طاقتها حتى الان.. أدخلها شقته ودلف خلفها يغلق الباب بالمفتاح فاتسعت عيناها بخوف حقيقي: كدة كتير، كتير أوي .

لمحته ينظر لشئ ما خلفها فالتفت وياليتها لم تلتفت،وجدت كلباً كبير وحجمه ضخم، يركض نحوهما، صرخت خديجة بخوف وهي تقف خلف عمار متشبثه بثيابه..
احتضنه عمار بصدر رحب هامساً له: جود بوي، وحشتيني يا شيكو، تعال سلم على خديجة.
التصقت ب الباب أكثر بخوف وهي تقول بنبرة مرتجفة: بس يسلم ايه، خليه يبعد، ابعد..

التفت اليها عمار وهو يمسك بكلبه ينظر لها بتسلية: يبعد ليه، سلم يا شيكو على خديجة..
اقترب الكلب نحوها فصرخت بقوة، ف أراد ان يهاجمها بشراسة حتى منعه عمار ليقول بهدوء وصرامة: اهدا دي خديجة...

حدثه هكذا عدة مرات تحت نظراتها المتعجبة وخاصة عندما هدأ الكلب نوعا ما، وكأنه يعرفها ويعرف اسمها، هل يحدث كلبه عنها، ماذا يقول عنها، يقول انها الخائنة ام الحبيبة ..استفاقت على حديث عمار لها: هاتفضلي كتير لازقة في الباب!.
أشارت نحو الكلب لتقول بخوف: خليه يمشي بس الاول، بخاف منهم مبقدرش اقعد معاهم في مكان.
زفر عمار بخفة وأشار لكلبه حتى يدلف للغرفة، فامتثل بأمر، تابعت بعيونها ما يحدث حتى التفت اليها عمار يقول: وفي شيكو، عنده وفاء مش موجود عند كتير من البشر.

ابتلعت تلك الإهانة المبطنة ورمقته بحزن، أشار اليها بالدخول، ف دلفت بخطى مرتبكة وتفحصت أثاث الشقة، بسيط يكاد يكون معدوم ف هتفت بتساؤل: انت عايش هنا..
هز رأسه والتزم الصمت اكتفى فقط بنظراته القاتلة لها، توترت هي امام نظراته تلك فقالت بتلعثم: في ايه!.

اقترب منها فتراجعت هي خطوة للخلف وكلما اقترب منها تتراجع هي حتى التصقت بعمود رخامي لا يوجد مفر عندما وجدت يديه تحيطها من الجهتين، اختطلت انفاسهم عندما اقترب برأسه أكثر منها، حاولت الابتعاد برأسها ولكن دون جدوى، همست بأسمه بضعف: عمار...
همس بنبرة قوية: أنا بضربك ؟!
حسنا جف حلقها تماما وتأكدت من ذلك كلما حاولت ابتلاع تلك الغصة فلا تنجح: ابدا ابدا، قطع لسان اللي يقول كدا.
رفع حاجباً باستنكار: ايلين بنتي أنا ؟

اغتصبت ضحكة فخرجت صفرا بلا روح: ابدا، ولا بنتي، دي بنت جوزي .
حسنا لقد اخرجت شياطينه من معقلها وهو الذي طوال الوقت يحاول السيطرة على لجامها بداخله الثائر وبكل الغضب صاح: جوزك مين يا متخلفة ؟
بحلقت بعينيها من ردة فعله على ما ظنته دعابة من طرفها، فلتعترف لقد فشلت فشلاً ذريعاً وعليها تدارك الامر فردت قائلة بنرة لينة طيعة: الله يرحمه .
نجحت محاولتها بتذكريه ان الرجل ما عاد يتقاسم معانا حتى ذرة الهواء وعليه ان يتعقل، فأردف مستنكراً: أنا بهددك. ؟
وضعت يديها امامه تمنعه ان يُكمل حديثه فقالت هي معللة: انا كنت بدافع عن حقي فيك.
هتف بإستنكار: حق!، أنهي حق يا خديجة.

لم تعرف من أين لها تلك القوة التي تحدثت بها وهي تقترب من وجهه وتنظر في عيونه مباشرةً دون ادنى خوف منه فقالت: حق ان انا مراتك، حق ان انا من حقي أخليك ترجع تحبني تاني، مع اني متأكدة انك عمرك ما بطلت للحظة انك تحبني، انت زمان زعلت مني اني موقفتش في وشه وحاربت علشانك، يمكن كانت غلطة، بس ظروف كانت أقوى مني، بس دلوقتي خلاص اكتفيت من كل الدنيا، ونفسي اكتفي منك لو للحظة واحدة.
تجاهل حديثها عن قصد ليقول: امم وياترى انانيتك دي مشفعتش للبنت الغلبانة اللي فضحتيها عند أهلها..

صرخت بوجهه غير عائبة بأي شئ ومدت يديها تضربه بقوة في صدره: وأنانية ليه ؟ أنا الوحيدة اللي في الدنيا مبتصرفش ب أنانية، معرفهاش، معرفش معنى احساسها ايه، على طول بتصرف بتضحية، اسالني عن التضحية هاقولك يا عمار ...
اخذت شهيقاً و زفتره على عجالة لتستكمل: وبعدين مين الي غلبانة ؟ دي غلبانة دي ؟ كل حركاتها ومياصتها عشان تقهرني وتقولي غلبانة، طب بلاش يوم الخطوبة هي مشفعتش ليه وهي بتتهمني بالسرقة، على الاقل انا ممستش شرفها، بس هي مست امانتي وشرفي .. ودا كله تحت أشرافك وطلبك، ماهو طبعا لازم اكسر الزفتة الخاينة خديجة.

جذبها لاحضانه في لحظات وضغط بيده القوية على خصرها وجسدها ف اختطلت أنفاسهما أكتر وخاصة عندما همس بضعف لاول مرة تسمعه بصوته: وياريتني عرفت اكسرك، بكسر نفسي قبلك، ياريتني عارف اكرهك..
تجرأت ووضعت يديها على وجهه تحاوطه برقة بالغة: وليه تكسرني يا عمار، على غلطة مكنش لي ذنب فيها، انا حافظت على نفسي علشانك انت..

لم يدرك حديثها او يدرك حتى مغزاه بل كان عقله منصباً على ثغرها ويحثه على تقبيلها، مرة واحدة، مرة واحدة ويعود عمار كما كان، تنهد بصعوبة وأغلق عيناه وسمح لمشاعره بأن تقوده لثغرها، وما ان لمس شفتاها لم يستطيع التحكم بنفسه وزدات قبلاته عن مرة واحدة ووصلت لمرحلة النهم، ف كان يقبلها وكأنها ترياق س يحيى به، ترياق يبحث عنه لاعوام وسافر له أميال وها هو الان بين يديه يتذوق منه كيفما يشاء، اما هي فتمسكت بثيابه تشدد عليها بقوة بعدما خارت قواها امام شئ لاول مرة تتعرض له ... شعر بعدم مبادلتها له وكأنها صنم تتلقى فقط ولا رده فعل، ابتعد عنها بعصبية شديدة ينهر نفسه عما فعله، انتابه حالة من الغضب الشديد، قطبت حاجبيها بعدم فهم ماذا فعلت حتى يبتعد بذلك الشكل الغاضب...

وقفت تتابعه بصمت ولم تتجرأ بالتفوه بإي حديث..
مرت خمس دقائق اخرى وهو يتنفس بغضب حتى التفت لها يرمقها بشر: اعملي حسابك هاتروحي معايا لعلياء واهلها وتوضحيلهم كدبك ده، ومتسألنيش ازاي، والمرة دي هايكون معاكي ايلين، انا مش هابوظ جوازتي علشان خاطرك..
أنهى حديثه ودلف للغرفة التي دخل اليها الكلب من قبل، فدبدت هي بقدمها بحنق قائلة: تاني علياء، تاني، طب والله مانا ساكتة

تجول بالنادي باحثاً عنها وخاصة عندما أبلغته ليله بوجودها، ذهب للكافيه يبحث عنها بلهفة لقد مر اسبوعاً كاملًا لم تغادر منزلها قط، وهو لم يجد فرصة مناسبة حتى يزورهم وخاصة عندما تعافى عمرو، وجدها تجلس أمام سراج وتتابع شئ ما على جواله، قطب ما بين حاجبيه ليقول بهمس: سراج، ايه اللي جابه ده.

كاد أن يقترب منهم ولكن تلك الجميلة الناعمة التى ناداته برقة: فارس..
التفت بظهره فابتسم بلطف قائلاً: أهلا مدام نادين..
اقتربت منه بدلال قائلة بعتاب: كدة يا فارس اكلمك كذا مرة ومتردش..
هتف بأسف: سوري حقك عليا كنت مشغول الفترة دي...خير؟!
أجابته نادين: كنت عاوزه تصمملي حاجات خاصه بالشركة اللي انا فتحتها..
رفع حاجبيه ليقول: شركة !؟.
ضحكت نادين قائلة: اطلقت وأخدت المؤخر وعملتها به .. يالا نقعد نتكلم اهو فرصة.
حول بصره ل يارا وهو يقول بهمس: هي فعلًا فرصة عظيمة ..

جذب يديها وتحرك بها نحو طاولة قريبة من طاولة يارا، فوقعت عيون يارا عليه وهو يجلس والاخرى تلتصق بكرسيها نحوه، كورت يديها قائلة: السافل..
التفت سراج برأسه ينظر هو أيضاً فوقعت عيناه عليهما ابتسم وبإستنكار قال: هي دى أشكاله... مسك يد يارا والاخرى غير عائبة بل كانت تنظر لفارس والشر يتطاير من عيونها... رمق سراج نادين بنظرة وقحة وخاصة لثيابها الفاضحة تلك، ف نهض فارس تحت نظرات نادين المتعجبة، وتقدم صوب سراج اما الاخر فالتصق بكرسيه أكثر عندما رأى جسد فارس ينتفض، انحنى بجذعه نحوه ليقول: بتبص على ايه !.
هتف سراج بسماجة: وانت مالك..

جذبه فارس من مقدمة ثيابه وهو يقول: لا مالي، علشان انت واحد...
وخرج من فمه سباب لاذع له انتفضت نادين من خلفه تمسك بثيابه لتقول: فارس في ايه..
فهنضت يارا هي الاخرى وقلدتها، فاحتدت ملامح فارس بغضب ليقول بصوت جهوري: شيلي ايدك.
ابتعدت نادين خطوة لخلف هامسة: بسوري!.

اما يارا ف لحظة أدركت ان نادين هي المقصودة، فعادت تنتفض على صوته أمرًا: شيلي ايدك يا يارا.
ابتعدت بخطوة للخلف قائلة: طيب لو سمحت سيبه هو عمل ايه، علشان تتهجم عليه بالشكل ده..
لكمه فارس بوجهه بقوة قائلاً: هو عارف عمل ايه! .
صرخت قائلة: همجي..
نفض فارس يديه ليقول بإستفزاز: نكتفي بهذا القدر..
والتفت ليعود لنادين، فانقض عليه سراج يسدد له الضربات التي استطاع فارس تفادي معظهما تحت صراخ يارا: سراج اوعى..

دارت حرب بين الاثنين بشراسة المنتصر بها كان فارس لقوة جسمانه، هلكت قوة سراج فسقط ارضاً، اقتربت منه يارا واستمعت لحديث فارس: لتاني مره بعلم عليك، والسبب واحد يا كلب، هي خط احمر، علشان المرة الجاية هاقتلك بجد.
نهض يعدل ثيابه وجذبها خلفه تحت نظرات الجميع منهم المصدومة والمستنكرة والشفقة على سراج، تلوت بين يديه حتى تبتعد عنه قائلة: سيبني ارجع لخطيبي.
نهرها بحدة: أخرسي، خطيبك في عينك..

قابلتهم ليله وهي تركض قائلة: في ايه يا أبيه، مالكم..
تحدث فارس بعصبية: انتوا ايه أخركوا في النادي كده.
ارتعدت ليله قائلة بتوتر وهي تشير على يارا: كنا هاروح بدري بس سراج جه وقعد مع يارا..
حاولت ابعاد يديه وهي تقول بعصبية مماثلة: وانت مالك.
أدخلها السيارة عنوة ودلفت خلفها ليلة قائلة ل يارا برجاء: اسكتي بقى انتي مش شايفة هو متعصب ازاي.
رمقتها يارا بغضب والتفت للجهة الاخرى تحاول كتم ذلك الانفجار الذي بدات بوادره الان..

دلف لبنايته بعدما أوصلها واضعاً الهاتف على أذنه يتحدث مع صديقه..
_ خلاص يا فارس انا هاحل الموضوع ده..
خرج من المصعد وهو يقول: المرة الجاية مش عارف هاعمل في أمه ايه... ندى...
هتف مالك بقلق: ندى مالها ندى، فيها ايه انطق..
أبعد فارس الهاتف عن أذنه ووجه حديثه لها: ماالك واقفة ليه كده.
هتفت ندى بتوتر وخجل لتقول: كنت بخبط عليك، كنت عاوزه اطمن عن مالك، تليفونه مقفول .
همس مالك برجاء وخاصة عندما استمع لنبرتها: لا اوعى تخليها تكلمني..
لم يسمعه فارس، فقال ل ندى وهو يعطيها هاتفهه: اتفضلي كلميه هو كان معايا على التليفون..
ابتسمت بسعادة وهي تمسك الهاتف تضعه على اذنها هاتفة باسمه: مالك...
هتف فارس وهو يفتح شقته..انا هادخل جوه كلميه براحتك.

هزت رأسها وهمست بالشكر، ابتعدت عدة خطوات عن باب شقة فارس لتقول: وحشتني..
لم تنتظر قط الصمت، لم تنتظر ذلك، كانت تريد أكثر من ذلك، اما هو فكان يضغط على اعصابه بقوة حتى لا تنفلت منه كلمات تعبر عند مدى اشتياقه وحنينه اليها، ف عادت تهمس باسمه مرة ثانيه: مالك.
_ نعم.
ابتسمت لتقول مجددًا: بقولك وحشتني!.

هتف بنبرة جامدة: ندى انا مش فاضي لكده، وبعدين انتي ايه نزلك من بيتك لفارس أصلا، هو انا عيل صغير علشان تتطمني عليا، انا في شغلي ومش فاضي للكلام الفارغ ده سلام..
أغلق الهاتف دون ان تتحدث، أغلق الهاتف تحت صدمتها، تجمعت الدموع بعيناها لاحساسها بالإهانة منه ومن حديثه، حاولت منع دموعها بقدر الامكان حتى ان تعطي فارس جواله، أخذه فارس منها ولم يستطيع ان يمنع نظراته المشفقة عليها، صعدت الدرج بصعوبة ودلفت لشقتها وانفجرت بالبكاء، لن تسامحه عندما يعود على حديثه ذلك...

دلفت لغرفة يارا وهي ترمقها بضيق قائلة: هو ايه حصل بالظبط غير اللي انت حكتيه انتي وليله في النادي.
وضعت يارا سجادة الصلاة جانباً بعدما أدت فريضتها لتقول بهدوء: اللي حكينا ولا ازيد ولا أقل في ايه.
جلست ماجي بجانبها: مالك اتصل وزعق وبهدل الدنيا في التليفون عمري ما شوفته بيكلمني بالطريقة دي ولا عمري شوفته بيزعق كده، حاولت اهديه وافهمه ان سراج كان هناك بالصدفة مش راضي يقتنع..

ابتسمت بتهكم: طبعاً فارس قاله حاجات غير اللي حصلت علشان ميخليش سراج يشوفني تاني...
هزت ماجي رأسها لتقول: ماهو ده فعلا اللي قاله، قال ميشوفكيش تاني لغاية ما هو ينزل اجازة من شغله ويشوف الموضوع ده ..
رقدت يارا على فراشها لتقول بلامبالاة: وكإني انا الي بتلهف أشوفه، أنا احسن حاجة انام، انا تعبت من اللي حصل انهارده.
نهضت ماجي قائلة: متضايقيش نفسك، نامي وارتاحي..

خرجت من غرفة ابنتها وقلبها يألمها لنبرة صوت مالك، نبرة لم تعهدها من قبل وكأنه موجوع من شئ ما وتأكدت من ذلك عندما تذكرت حديثه لها: اللي بقوله يتسمع، هي كلمة واحدة الواد ده ميشوفهاش تاني، انا اللي فيا مكفيني وعلى أخري،ارحموني...
همست بشرود: ياترى انت فيك ايه يابني.

اما يارا فبحلقت بسقف الغرفة بشرود وبدأت بتذكر ما حدث في النادي، ابتسمت بهدوء عندما أيقنت سبب غضبه، الا وهو عندما مسك سراج يديها، قهقهت بسعادة وهي تقول: جرب نار الغيرة، جرب وحس باللي حصلي زمان يا فارس.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة