قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة إيمان شاهين الفصل السادس

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة إيمان شاهين الفصل السادس

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة إيمان شاهين الفصل السادس

كانت تيا تنظر له بصدمه وتتمنى ان يكون ما يحدث دعابه، قالت بصوت خافض ملئ بالالم
- ماذا؟
نظر لها رائد نظره تحمل الازدراء مما زاد احساس الالم بداخلها
- ماذا حدث رائد؟
- ولماذا تعتقدين ان هناك شئ حدث
لم تعرف ماذا تقول لدقائق مضت كان محبا للغايه والان يبدو قاسى لدرجه انها تكاد لا تتعرف عليه
- هل فعلت شئ اغضبك منى رائد ثم اكملت بألم هل ندمت على زواجك منى؟
ضحك رائد لكلامها.

- بالعكس تيا فهذا كان تخطيطى من البدايه ان اجعلك تتزوجينى
- اذا ماذا يحدث نستطيع ان نتغلب على اى شئ طالما نحب بعضنا
- ومن قال اى شئ عن اننا نحب البعض
نظرت له بصدمه وقالت
- لكننى احبك وانت ايضا تحبنى
- انا لم استخدم ابدا كلمه الحب معك تيا لم اخبرك ولو لمره واحده اننى احبك
نظرت له نظره ألم وانكسار وقالت بصوت خافض
- اذا لم تزوجتنى؟
- تزوجتك للانتقام تيا
تراجعت للخلف كانه صفعها على وجهها.

- الانتقام؟ من ماذا انا بعمرى لم أوذيك
فقال بغضب شديد
- الانتقام من والدك الحقير الذي اوهم شقيقتى الكبرى ذات الثامنه عشر بالحب ثم تخلى عنها وخطب والدتك مما دفع اختى للانتحار هي والجنين الذي تحمله
سقطت تيا على الفراش فلم تعد قدامها تحملها
- كاذب انت كاذب ابى لم يفعل ذلك لم يفعل ابى كانت امى اول امرأه بحياته
اقترب منها وامسك يدها بقسوه واوقفها ونظر لها نظره قاسيه.

- بل فعل تيا وانا معى الدليل لذلك خطابه الذي ارسله لاختى، عندما توفت كنت ابلغ من العمر احدى عشر عاما وقد اخبرتنى امى انها توفت بحادثه سياره، ومن ثمانى شهور عندما مرضت امى وقبل وفاتها اخبرتنى بالسبب الحقيقى لوفاه اختى
انتحرت لان والدك اخبرها انه لن يقبل بها هي الطفله الغير شرعيه بان تحمل اسم عائلته وانه لا يعترف بالجنين الذي تحمله، وبعد شهر خطب والدتك وتزوجوا بعدها بشهرين وعندما علمت هي بذلك انتحرت.

هل تعلمى الان لما تزوجتك حتى اخذ اعز ما يملك اشرف الصبان وليس هذا وحسب بل سأدمر شركته الغاليه واشرد اخيك، سأجعل اسم الصبان بالوحل
نظرت له ودموعها تنهمر
وهى لا تصدق ما سمعت ولم تتحمل كل هذه الصدمات فسقطت مغمى عليها بين يده، حملها رائد ووضعها على السرير ونظر لها بألم ثم صعد لسطح المركب وهو يلعن ويسب.

لم يكن يريد ان يخبرها بماضى ابيها القذر، لكنها اجبرته على ذلك عندما شبهته به لكن ما الفرق بينهم فهو ايضا خدعها ليتزوجها لكى ينتقم منها
ذهب باتجاه البار واخذ زجاجه من الخمر لعله ينسى ما حدث وينسى نظره الالم والانكسار الذين ظهروا بعينها
كان معتز يراقبه من مسافه ويشعر به فلفد سمع كل ما حدث بينهم لان بابهم كان مفتوح وكان هو بالمطبخ
اقترب منه وساله ببطء.

- لماذا فعلت معها هذا لقد اعتقدت انك تشعر بشئ ناحيتها
اعترف رائد لنفسه انه فعلا بدء يشعر بشئ ناحيتها وهذا سبب انفجاره انه اراد ان ينهى اى مشاعر يشعر بها ناحيه ابنت الصبان لكنه لن يعترف بهذا ابدا
- انا لا اكن ناحيتها سوى مشاعر الازدراء والانتقام، وليس اى شئ اخر
- ماذا اذا قررت الرحيل.

- لن تفعل قالها بقوه وغضب واذا فكرت بالبعد سوف امحى شركه الصبان واشرد اخيها وزوجته الحامل فلقد اخذوا منى قرض كبير لتوسيع الشركه ولن يستطيعوا سداده بأى وقت قريب
هى لن تسمح بان يصيب شقيقها الاذى وسوف ادمره اذا فكرت بالرحيل
هز معتز براسه ولم يتحدث ولم يعرف الاثنين ان تيا فاقت واستمعت لكلامهم وعندما قال انه لا يشعر ناحيتها سوى بالازدراء كانت هذه اللحظه التي اصبحت تيا بهم جسد بدون روح.

عادت تيا للغرفه ونامت على السرير وظهرها للباب حتى لا يراها، لم تبكى ولم تصرخ اصبحت خاليه المشاعر كأن احد انتزع روحها منها، لن تتركه ستبقى معه حتى تخرج اخيها من براثنه ستبقى معه جثه جسد بلا بروح
لقد قتلها فلا يوجد ما يستطيع ان يفعله بها اكثر من ذلك، اغمضت عينها وذهبت في النوم سريعا وكأن النوم احس بالشفقه عليها فاخذها لعالم اخر غير هذا العالم القاسى الذي تسكن به.

اشرقت الشمس وجاءت على وجهها لتوقظها، استيقظت على اشعه الشمس لكنها لم تعد تشعر بأى دفء يلمسها قامت من سريرها وحمدت الله بعدم وجوده ودخلت للحمام وفتحت عليها المياه البارده وهي تحاول ان تشعر باى شئ غير الخواء الذي تشعر به
جاء لعلقها كل ما حدث بينهم من اول مره راته بها، لقد اخبرها عقلها ان تبتعد عنه لانه نذير خطر لكنها لم تستمع، لماذا لم تستمع لعقلها كما تفعل كل مره اهو القدر لا تعرف.

تذكرت انه بكل اوقاتهم معها لم يخبرها ولو لمره واحده انه يحبها لكنها كانت مغيبه بحبها له فلم ترى الاشارات الواضحه، لكن فات وقت الندم والان جاء وقت التفكير بما سوف يحدث
كيف تساعد كريم بتسديد دينه بدون ان يعرف ما حدث معها كيف تحمى اخيها الوحيد من براثن هذا الشيطان
لعنت نفسها ولعنت قلبها لانه وقع بحبه لكن كل هذا لا يهم ما يهم هو ما سوف يأتى وليس ما مضى.

ابدلت ملابسها وخرجت لسطح المركب فوجدت الفطار معد ورائد لا وجود له جلست على المائده وتناولت طعامها وهي لا تشعر بطعمه بفمها ثم سمعت خطوات خلفها وجلس رائد على المائده بوجه جامد لا يظهر عليه اى مشاعر
قامت تيا لمغادره المائده ولكن اوقفها صوته الذي يشوبه الجمود
- سوف نرجع لمصر اليوم فلا داعى لان نكمل تمثليه شهر العسل بما انك تعرفين الحقيقه الان فلتستعدى سنغادر بعد ساعتين.

لم تتحدث تيا ولم تنظر اليه اتجهت لغرفتها بهدوء واغلقت الباب خلفها وبدءت بتحضير ملابسها ووضعها بشنطتها
تعجب رائد انها لم تجادل ولم تعاركه واحس بألم صدره عندما رأى نظره الخضوع والاستسلام بعينها عندما كان يجلس على المائده وكأن شعله النار التي كانت تضيئهم قد انطفئت، لكنه لن يضعف ولن يسمح لنفسه ان يضعف امامها او امام اى شخص
الحب لا يأتى الا بالعذاب.

ذكر نفسه بهذا وهو يعطى تعليماته لمعتز لتجهيز الطائره الخاصه للرجوع لمصر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة