قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة إيمان شاهين الفصل الحادي عشر

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة إيمان شاهين الفصل الحادي عشر

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة إيمان شاهين الفصل الحادي عشر

كان كريم وعدنان يجلسون على اعصابهم اثناء قيام الاطباء بعمل كشف شامل لتيا، اما رائد فكان يجئ ويذهب بالمكان وهو سوف يجن وكل دقيقه يمرر يده بشعره بقوه حاد كاد ان يزيله من قوه ضغطه
- انا لا افهم شئ، هي لم تتعرضى لاى اصابه بالرأس فلماذا تتذكر الجميع ولا تتذكرنى وما هي الحفله التي تتحدث عنها ولماذا اخرجتنى من امامها لماذا لم تتركنى اخبرها انى زوجها.

- لا اعلم لكن الحفله التي كانت تقصدها هي الحفله التنكريه التي اقيمت منذ حوالى العام اهدء قليلا وسوف نرى ماذا سيقوم الاطباء لم يكن من الممكن ان نتحدث معها قبل ان يطمئننا الاطباء
هكذا قال عدنان اما كريم لم يتحدث فهو بداخله كان سعيد ان عقلها نسى كل ما مر بها من مأسى، بعد مرور ساعتين خرج لهم الطبيب المسئول وجرى الجميع عليه.

- اطمئنوا هي جسديا صحيحه لا يوجد بها شئ لكن فقدان الذاكره التي تعانى منه هو فقدان نفسى وليس جسدى ولكى احدد السبب احتاج ان اعرف كل شئ عن حياتها
حكى له كريم كل ما حدث من يوم مقابله رائد حتى يوم الولاده ودخولها بغيبوبه.

- الان فهمت من الواضح من كلامكم ان مدام تيا انسانه حساسه للغايه وكل ما حدث لها خلال هذا العام وضع ضغط هائل على تفكيرها واعصابها لذلك لم يتحمل عقلها المزيد من الضغط، لقد رايت بعض الحالات مثلها فيها يلجأ العقل لحجب كل الذكريات التي تعذبنا عندما لا يستطيع ان يتحملها.

وفى حالتها فقد رجع عقلها ليوم الحفله اى اليوم الذي تعرفت فيه على زوجها، نحن لا نعرف الكثير عن حالتها لانها نادرا ما تحدث، بعض الحالات استردت ذاكرتها بعض فتره من الوقت، والبعض الاخر لم يستردها وبدء بعمل ذكريات جديده
المهم الان ان لا تضغطوا عليها ابدا ويجب ان لا تعلم بأى شئ مما حدث لها حتى تسترد صحتها كاملا
- كيف نخبئ عنها هذه الاشياء فهى زوجه وام والان تعتقد انها مازالت انسه
هكذا قال كريم.

- اخبروها عن علاقتها بزوجها قبل المشاكل وبولادتها ولا تأتوا بذكر المشاكل ولا بأسباب حالتها
- هذا يعنى ان تذهب لتعيش مع رائد لانه زوجها وانا لن اسمح بذلك وعندما ارفض ستريد معرفه السبب
قال كريم بحده
فقطع عدنان الكلام.

- انا عندى الحل سنخبرها انها تعاركت مع رائد وجاءت لفرنسا لتجلس لدى وتغير جو وبسبب حزنها من البعد تعرضت لمضاعفات، وستعود للبيت عندى ورائد ايضا سيكون بقصرى بحجه انه لا يريد ان ياخذها لمنزله قبل ان تتذكر او على الاقل تتعرف عليه حتى لا يضغط عليها، بذلك تكون تحت متابعتنا ونرى ماذا سيحدث
نظر الجميع لرائد الذي كان ينظر لعدنان بعدم فهم
- انت ستعطينى فرصه اخرى معها؟

- انا مازلت لم اثق بك ولكن من اجل الاميره الصغيره سأعطيك فرصه واحده، ربما القدر اراد ان تفقد تيا ذاكرتها حتى تبدء معها من جديد، ولكن هذه المره تحت اعيننا واقسم لك بكل غالى لدى ان رايت بعينها دموع انت سببها لاجعلك تتمنى الموت ولن تحصل عليه
لم يتكلم رائد بل فجأ الجميع بانه ضم عدنان بشده
- شكرا لك لن تندم ابدا شكرا لك
ظهر شبح ابتسامه على فم كريم ثم قال.

- الان يجب ان نتفق على الكلام الذي سنخبره لتيا حتى لا نغير به شئ.

بعد ان اتفق الثلاثه على القصه دخلوا لتيا وشرحوا لها كل شئ، كيف قابلت رائد بالحفله منذ عام وحبهم وزواجهم وسوء الفهم بينهم بسبب تاخره بشغله واعتقادها انه يخونها ومجيئها لفرنسا والولاده والمضاعفات التي حدثت، نظرت لهم تيا بصدمه وهي لا تعرف ماذا تقول او كيف تشعر، هي عندما رأت رائد اول مره احست انها تعرفه لكن هناك شئ كان يحذرها منه ولا تعرف لماذا هي غير مطمئنه له وبعد سكوت دام لدقائق قالت تيا.

- اين هى، اين ابنتى
خرج رائد للمربيه التي تجلس بالخارج بالطفله واحضرها لها وبمجرد ان وضعها بحضنها حتى نزلت دموعها وهي لا تعرف لماذا لكنها ضمت الفتاه بشده لحضنها كانها تخاف ان تختفى ثم قالت من بين دموعها
- ما اسمها؟
- لم نطلق عليها اسم بعد كنا ننتظرك هكذا قال رائد
- طوال عمرى كنت اتمنى اذا انجبت فتاه بان اسميها الين
- اسم جميل ما معناه قال عدنان
- اجمل نساء العالم.

- هي فعلا جميله كوالدتها الحسناء قال كريم بخفه
ضحك الجميع، ثم دخل الطبيب عليهم
- كل الفحوصات بخير تستطيع مدام تيا الخروج اليوم، لكنها ستحتاج الى التغذيه الجيده والراحه الفتره القادمه واريد ان اراها بعد شهر لمجرد عمل فحص عام
شكر رائد الطبيب وخرج الجميع من الغرفه حتى تساعد الممرضه تيا على ارتداء ملابسها، كان رائد يحمل ابنته وهو يبتسم ثم همس.

- الين رائد السلاب نورعينى واميرتى الغاليه التي سوف احميها بعمرى
ابتسم كريم وعدنان من منظره، هم لم يسامحوه بعد ولن يسامحوه حتى تسامحه تيا لكن من اجل تيا والصغيره سيعطوه فرصه اخيره للتكفير عن ذنبه.

ذهبت تيا لقصر عدنان وكان قد جهز لها غرفه متصله بغرفه الين وجهز غرفه لرائد امامها فهو رفض ان يكون بنفس الغرفه معها حتى تأخذ عليه وحتى لا يضغط عليها برغم من ان بعدها هو العذاب نفسه لكنه سيتحمل من اجلها، اما كريم فعندما اطمئن عليها سافر لزوجته وابنه ووعد تيا انه سينهى الاعمال سريعا ويعود مع ساره وأشرف لتراهم
كانت تيا تجلس بغرفه الجلوس والين بحضنها ورائد بجانبها فدخل عليها ظافر وصرخ بسعاده
- عمتى تيا.

وجرى عليها وضمها بشده ضحكت تيا واعطت الين لرائد وجعلت ظافر ذو العشر اعوام يجلس بحضنها.

- كيف حال اميرى الوسيم
- انا بخير اشتقت لك، انا غاضب منك لما لم تسألى عنى لغتره طويله، هل تعلمى لقد دخلت فريق التمثيل بالمدرسه
اخذ ظافر يتكلم بسرعه ولم يعطى لها فرصه الرد وهي ورائد يحاولون كتم ضحكاتهم عليه ولم يسكته غير بكاء الين فنظر ظافر لمكان الصوت واقترب من الين
- عمتى تيا من هذه
اخذت تيا الين من رائد وقالت
- هذه الين ابنتى.

اقترب ظافر ولمس خد الين برقه وهو يتأملها بصمت دخل عدنان عليهم واقترب ليقبل الين من جبتها فصعق الجميع عندما وضع ظافر يده ومنعه
- لا تقترب منها عمى عدنان ليس مسموح لاحد ان يلمسها هي ملكى انا فقط
نظر رائد بصدمه لظافر ثم نظر لتيا وعدنان الذين كانوا ايضا في حاله صدمه
اقترب عدنان من ظافر وقال بهدوء.

- ظافر حبيبى الين ليست ملك لاحد غير والدها ووالدتها وانت مازلت صغير على هذا الكلام وهي ابنت اختى وانا خالها فلا يستطيع احد منعها عنى
نظر ظافر لعدنان وقال بضيق
- لا اهتم هي لى منذ هذه اللحظه فلا تقترب منها
لم تستطيع تيا ان تكتم ضحكتها فانفجرت ضاحكه على منظر عدنان ورائد الذي مازال بحاله صدمه، نظر رائد لها وقال
- ارجوكى اخبرينى ان ما سمعته الان خطأ او اوهام
تيا بضحك
- لا ليس خطأ او اوهام.

اقترب رائد من ظافر وأمسكه من ياقه قميصه وهو يحاول التظاهر بالجد
- استمع لى جيدا الين ابنتى وملك لى انا ولا تحاول الاقتراب منها فهمت
- لا لم افهم سوف اقترب منها واحميها وسأتزوجها عندما تكبر ولن يستطيع احد منعى فانا ظافر الراشد وسوف احصل على ما اريد
وخرج غاضبا والجميع مذهول من تصرفه وانفجروا بالضحك بعدها
- مبروك رائد اعتقد ان ابنتك اصغر فتاه تخطب من اهلها بالعالم.

- ارجوك لا تجلس مع الفتى كثيرا فمن الواضح انه سيصبح نسخه منك عندما يكبر
قالت تيا ذلك بضحك
- عدنان ابعد ابن اخيك عن ابنتى فهى لن تتزوج ابدا وتتركنى
- ابعده انت ان استطعت
- كفى انتم الاثنين انا ساذهب لارتاح قليلا
بمجرد ان قامت نادى عليها رائد بتوتر
- تيا هل صحتك تسمح بان اعزمك على العشاء اليوم حتى نتحدث قليلا.

نظرت له تيا بتردد ولكنها هزت راسها بالموافقه فهذا الرجل زوجها ويجب ان تتعرف عليه وتتحدث معه ربما كلامه يجعلها تتذكر اى شئ
دخلت غرفه الين ووضعتها بسريرها وذهبت لغرفتها لترتاح قليلا فالساعه مازالت الثانيه عصرا اى امامها خمس ساعات لميعاد العشاء
نامت على السرير وذهبت بالنوم سريعا وهي تفكر عن موعدها مع رائد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة