قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين فصل خاص أول

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين فصل خاص أول

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين فصل خاص أول

في إحدي الأوتيلات الفخمة المعروفة داخل مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط
كان يقف أمام مراته بكامل هيئته ورجولته الطاغية على مظهره يعدل من رابطة عنقه بحرفية عالية وثقة لم تأته من فراغ.
خرجت عليه من المرحاض بثيابها المثيرة تتجه إليه وهي تنظر إليه بعيون ولهة وقلب مشتعل بعشقه بعدما قضت بين أحضانه ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة أغرقها فيها بعشقه الفريد وأذاقها من حنانه وشهد عسله ألوانا وألوان.

إقتربت عليه ولفت ذراعيها الرقيقة حول خصره محتضنة ظهره مما أستشاط داخله وتحدث بحنان: وبعدين في شقاوتك دي لو كملنا بالشكل ده مش هنروح النهارده
تحدثت بدلال ونبرة مثيرة لداخله: ومين قال لك إني عاوزة أروح، ثم لفته بيدها ليواجهها ونظرت داخل عيناه ومدت يدها تتلمس ذقنه النابتة التي تعشقها بحركة أذابته وحركت مشاعره تجاهها وتحدثت هي بدلال وترجي: خلينا نقضي النهاردة كمان هنا في الأوتيل يا ياسين.

نظر لها بعيون مسحورة ثم مال على جانب شفاها وألتهمه بجنون عاشق وبعد مدة أبتعد عنها لاهثا وتحدث بعيون هائمة: أنا لو عليا عاوز أقضي عمري كله جوة حضنك، بس هنعمل إيه في الولاد اللي مستنيينا في البيت دول؟
أجابته بدلال وهي تتعلق في عنقه ليرفعها هو وتصبح ساقيها معلقة في الهواء: الولاد مع ماما ثريا وهي بتاخد بالها منهم زيي ويمكن أكتر كمان، وأكملت بتمرد: يا بيبي أنا نفسي أشبع منك.

أجابها وهو يداعب أنفها بأنفه بدلال وعشق: عمرك ما هتعرفي تشبعي مني زي ماأنا عمري مابشبع منك ياقلبي إحنا وصلنا لدرجة عشق محدش وصل لها قبلنا ولا حد غيرنا هيعرف يوصل لها
سألته بدلال وشفاه ممدودة بطريقة مثيرة: طب والحل يا ياسين؟
أجابها بعيون سارحة داخل بحر عيناها العميق: للأسف ملهاش حل يا عيون ياسين
أكملت هي بتعجب: قصدك إني هقضي عمري كله مشتاقة لك وعطشانة في حبك كده؟

وأكملت: ده أنا كده هبقي مجنونة حب ياسين.
أجابها بإبتسامة ساحرة: طب وهو فيه أحلي من جنون الحب والإشتياق للحبيب يا ملكة قلبي.
ثم مال على شفتاها بقبلة طويلة بث لها من خلالها لوعة عشقه وجنونه الذي لا ينتهي.

وبعد مدة أنزلها بهدوء من داخل أحضانه وأردف قائلا بنبرة تحذيرية: إتفضلي يا أستاذة غيري هدومك دي حالا علشان نروح وإلا والله هاخد كلامك على محمل الجد وأخد أجازة من الجهاز إسبوع بحاله وأقفل تليفوناتنا ومش هخرجك من هنا غير بعد الإسبوع ماينتهي
تحركت سريع لترتدي ثيابها خشية من تهديده الذي يستطيع بالفعل تنفيذه
نزلا بعد قليل وخرجا من الأوتيل وأستقلت السيارة بجانبه.

وقادها هو ثم أشعل جهاز الموسيقي وأدار لها إحدي مقطوعات الموسيقار عمر خيرت التي تعشق الإستماع إليها
إقتربت منه ووضعت يدها على موضع قلبه لتستمع لدقات قلبه المتراقصة على نغمات عشقها وضعت رأسها فوق كتفه مع إبتسامته وسعادته اللامتناهية من إستطاعته إسعاد إمرأته الوحيدة الساكنة بأعماق قلبه، عشقه الأبدي مليكته.

تنفس بإنتشاء وتحدث بتساؤل: تعرفي إن بحر حبك غريب أوي كل ماأشرب منه وأفتكر إني خلاص إرتويت ألاقي نفسي رجعت عطشت وأشتقت لطعمه أكتر من الأول جننتي ياسين بشهد غرامك يا مليكه.
كانت مغمضة العينان تستمع لسيمفونية عشقه التي تخطت جمال وروعة سيمفونية عمر خيرت بمراحل
أجابته بهمس عابث أثاره: خليك كده عطشان دايما في حبي يا ياسين إوعي عشقك ليا في يوم يقل أو يخلص.

اجابها بهمس: اليوم اللي هيخلص عشقك من قلبي تأكدي إن عمري هيكون خلص معاه
خرجت من بين أحضانه سريعا وتحدثت برعب ظهر بعيناها: إوعي تقول كده تاني قولت لك قبل كده مش مسموح لك تجيب سيرة الموت إنت فاهم.
إبتسم لها بحب وتحدث بطاعة: حاضر
ثم فتح ذراعه وأشار لها وتحدث: ممكن بقي ترجعي لمكانك تاني؟
تنهدت وابتسمت ودثرت بحالها بين أحضانه من جديد.

بعد قليل كانت تجاوره دالفين لداخل فيلا رائف وجدت من يهرولون إليها بسعادة بعد غيابها عدة ساعات فقط لاغير إختطفها فيهم ذلك العاشق الولهان إلى الأوتيل ليروي عطش روحه وقلبه لمعشوقة عيناه وساحرة روحة ويجدد عشقهما بقلبه الذائب
كانت ثريا تجلس بالحديقة تحمل عز الصغير وتطعمه ويجاروها أنس ومروان صغار عزيز عيناها وفقيدها الغالي.

أما الصغيران فكانا يداعبان عز الذي تم عامه التالت وأصبح صورة مصغرة من ياسين حتى بطباعه
هرول الصغار إلى مليكة وياسين وهم يتسابقون على من يصل أسرع إلى أحضانهم
فتحت مليكة ذراعيها لصغيرها الذي هرول إليها مشتاق لمصدر حنانه الأوحد ليرتمي داخل أحضانها الحانية والتي تمثل له حصن الأمان حملته مليكة وبدأت بتقبيل كل إنش بوجهه وعنقه وهي تشتم رائحته الذكية العطرة بإنتشاء.

تحدث الصغير بدلال: إتأخرتي ليه يا مامي وحشتيني قد الدنيا
أجابته بدلال وهي تكيل له وابل من القبلات المتفرقة فوق كل ما يقابلها منه: وإنت كمان وحشتني أوي يا قلب مامي.
أما ياسين الذي كان يحمل بيده الكثير من الحلوي للأطفال أسرعت إليه مني وحملت عنه الأكياس وإنحني هو إلى مروان وقبله بإبوة وحمل أنس وتحرك إلى مجلس ثريا
وتحدث وهو يميل على جبينها ويقبله: صباح الخير يا ماما.

أجابته بإبتسامة حنون: صباح الخير يا حبيبي حمدالله على السلامه
تحدثت إليها مليكة بإبتسامة وهي تحتضن أنس بعدما تلقي ياسين منها صغيره: الله يسلمك يا ماما أوعوا يكونوا الأولاد غلبوكي؟
إبتسمت لها وتحدثت: عمرهم ماغلبوني يا مليكة ربنا يبارك فيهم ويحفظهم
ثم أكملت: أخلي علية تجهز لكم الفطار؟

أجابها ذلك الولهان وهو ينظر لمليكته الخجولة ويتذكر كيف كان يجلسها فوق ساقيه ويدللها وهو يطعمها بيده داخل Suite: فطرنا يا ماما الحمدلله
واكمل بإحترام: هو بس فنجان قهوة من إيدك يا مليكة لإني محتاجه بجد
تحدثت بإبتسامة وهي تحمل أنس وتقبله قبل ان يتحرك للعب بجانب مروان: بس كده من عيوني أعمل لحضرتك فنجان مع ياسين يا ماما؟

تحدث من خلفها ذلك العاشق الولهان ذو القلب دائم الشباب الذي أتي ليكحل رموش عيناه برؤية محبوبته وخاطفة قلبه وأنفاسه: خليهم تلات فناجين يا مليكة
حولت بصرها إليه وتحدثت: من عيوني يا عمو
وتحركت للداخل
نظر إلى حبيبة صباه فتاة عمره الضائع مثلما يلقبها، إمرأته المفضلة التي مهما مر العمر دائما ما يراها إبنة الثامنة عشر من عمرها، بجمالها الأخاذ وبرائتها وخجلها وحمرة وجنتيها،.

إنتعش داخله وثار حينما وجدها ترفع عيناها إليه لتلتقي عيناهما ويشبع هو النظر من عيناها التي لم يراهما منذ ثلاثة أيام
تحدث إليها بعيون عاشقة متفحصة لكل إنش في وجهها: أزيك يا ثريا.
أجابته بهدوء وراحة: أزيك إنت يا سيادة اللوا أخبار صحتك إيه؟
حديد، نطق بها عز بدعابة
إبتسم ياسين على ذلك العاشق الذي لم يكل ولم يمل يوم من ذلك العشق الذي أدمي روحه ووجعها بما يكفي.

حين إبتسمت ثريا وتحدثت بتمني: يارب دايما يا سيادة اللوا
حول بصره إلى ياسين وتحدث: حمدالله على السلامه يا ياسين
إبتسم ياسين وتحدث مداعبا أباه: أخيرا أخدت بالك إني موجود يا باشا؟
أجابه عز بحديث ذات مغزي وهو ينظر لعيناي ثريا: مكانك في قلبي معلم و موجود ومحدش يقدر يقرب له يا ياسين
هز رأسه بيأس وتحدث بمداعبة: عارف طبعا ومتأكد من ده يا باشا.

وبعد مدة نظر عز إلى ثريا وتحدث بإهتمام وجدية: بلغتي يسرا ونرمين بحفلة ليلة رأس السنة يا ثريا؟
أجابته بهدوء: صدقني نسيت يا سيادة اللوا إن شاء الله هبقى أكلمهم بكرا
رد عليها ياسين بإحترام: ماتتعبيش نفسك يا ماما أنا هكلمهم وهكلم أجوازهم لازم راجل مننا يكلمهم ويقدرهم علشان ميزعلوش.
أجابته بحنان: ربنا يخليك ليهم يا حبيبي وتعيش وتقدرهم.

جاءت مليكة بالقهوة وجلسوا جميعا يحتسونها تحت نظرات عز الذي يفرقها على كل إنش بوجه معشوقته الذي مهما مر العمر تزداد جمالا وسحرا أو هكذا هو يراها بعيناه العاشقه.

أما داخل منزل عز
كانت ليالي تتحدث إلى عمتها بنبرة متمردة: ياسين متغير معايا أوي اليومين دول يا عمتو
أجابتها منال بتعقل وحكمة إكتسبتهم مؤخرا: ياسين مابيتغيرش غير لما إنت بتتغيري يا ليالي
وأكملت بنبرة ملامة: للأسف أنا ملاحظة إنك رجعتي لهوسك للموضة وعمليات التجميل من جديد وبدأتي تهملي ياسين
أجابتها متحججة: وأنا بعمل كل ده ليه يا عمتو مش علشان أسعده وأخليه دايما شايفني جميلة؟

أجابتها منال بحكمة: أنا معنديش إعتراض إنك تهتمي بنفسك بالعكس ده ذكاء منك لكن خليكي ذكية وقربي من جوزك أكتر وأتدللي عليه إتعلمي من مليكة شوية مديه لكل حاجة في حياتها حقها وفي نفس الوقت مدلعه ياسين ومحسساه إنه أهم حاجة في حياتها
زفرت وتحدثت بضيق: يا عمتو مليكة غيري أنا سيدة مجتمع وبحب أظهر في المناسبات وأخطف الأضواء وده بيحتاج مني وقت ومجهود،.

لكن مليكة بتحب قعدة البيت والولاد علشان كده عندها وقت تعمل كل اللي هي عايزاه بدون تقصير في حق حد
تنهدت منال وحدثتها بإستسلام: أنا قولت لك إللي عندي واللي لازم تعمليه ناحية جوزك وإنت بقي حرة
تحدثت بطاعة: حاضر يا عمتو هحاول أفرغ له وقتي وأرجعه لحضني من جديد.

ليلا داخل فيلا عز
كان يجلس وتجاوره ومنال التي تحمل عز صغير ياسين بين أحضانها ويحتسيان مشروب دافئ لتدفئتهم من صقيع ديسمبر القارص
ويلتف حولهما ياسين وليالي وطارق وجيجي
تحدث عز إلى جيجي وهو ينظر لبطنها المنتفخ: إنت إيه حكايتك يا ست جيجي هو أنت مش ناوية تخلفي البنت دي ولا إيه؟
وأكمل مداعبا إياها: أنا حاسس إنك حامل فيها من سنتين.

ضحكت جيجي وأردفت قائلة وهي تنظر إلى طارق: فاضل شهرين وتوصل بنت أبوها يا عمو
أردفت منال قائلة بسعادة: توصل بالسلامة وتنور الدنيا كلها، وقبلت الصغير وهي تتحدث: أنا خلاص حجزتها عروسة لعز باشا الصغير
ثم حولت بصرها إلى ياسين وتسائلت: إيه رأيك يا ياسين؟
نظر ياسين إلى طارق وأردف قائلا بدعابة: مش لما توصل بالسلامة ونشوفها الأول يا ماما خليها طلعت شبه طارق أبلي إبني بيها ليه إن شاء الله؟

تعالت أصوات الجميع بالضحكات ورد عليه طارق: طب إيه رأيك بقي إن بعد كلامك ده محدش هيتجوزها غير إبنك،
ونظر إلى جيجي وتحدث بإطراء: وبعدين إطمن يا سيادة العقيد أنا بنتي هتطلع قمر لأمها
تحدثت ليالي بدعابة: مين يشهد للعروسة يا سي طارق
أجابها طارق مداعبا إياها: جوزها طبعا
ضحك الجميع وتحدثت منال: ربنا يسعدكم يا حبايبي وأشوفكم دايما مبسوطين.

تملل الصغير وأشار إلى والده قائلا بنبرة صوت طفولية: بابي أنا عاوز أروح لمامي
وقف ياسين سريعا وحمل صغيره وقبله بنهم وتحدث بطاعة: يلا يا حبيبي نروح لها
أشار له عز قائلا: مين اللي هيدي جدو بوسة وحضن قبل ما يمشي
هلل الصغير بسعادة رافع يده: أناااااا
إحتضن عز الصغير وهمس بجانب أذن ياسين: طبعا الباشا ماصدق علشان يروح لمامي
إبتسم ياسين وتحدث: طول عمرك وإنت قاريني صح يا باشا.

ضحك كلاهما وتحرك ياسين بصغيره إلى مليكة فؤاده.

جاء يوم الحفل
الذي أقيم داخل حديقة عز ذات المساحة الهائلة
كان الجميع متواجد داخل الحفل المنظم بشكل رائع
نرمين ويسرا وليالي وجيجي يتسامرون ويضحكون بسعادة
تحرك ياسين متوجها إلى فيلا رائف حتى يجلب مليكتة للحفل وذلك بعدما خرج بصحبة ليالي أولا.

أما عمر المغربي الذي خرج من داخل الفيلا تحت نظرات الجميع الذين ينظرون إلى تلك الجميلة لمار، زوجتة والتي تحمل جنينه الذي بلغ شهره الرابع حيث تعرف إليها من خلال العمل وعشقها وتزوجها عن قريب
تحرك بها إلى تجمع نساء العائلة وتحدثت لمار بإبتسامه: هاي
نظرت لها نرمين وتحدثت: أزيك يا مارو أخبار البيبي إيه؟
أجابتها وهي تنظر إلى عمر بإبتسامة: تاعبني أوي يا نيرو شكله كده هيطلع شقي زي باباه.

ضحك عمر وتحدث بدعابة: دايما كده مسيحالي قدام العيلة كلها يا حرمنا المصون
أجابته بدعابة: بفتري عليك يعني؟
ضحكن نساء العائلة وتحدثت يسرا بإطراء: عمر ده برنس العيلة كلها ومفيش زيه
أجابها عمر بدعابة: أختي حبيبتي اللي عارفة ومقدرة قيمتي كويس مش زي ناس.

جاء طارق من خلفه وتحدث: مساء الفل على جميلات عيلة المغربي
ثم وقف بجانب زوجته ولف ذراعه حول خصرها وقربها منه برعاية نظرت له جيجي بعيون عاشقة
ثم وضع هو يده الأخرة فوق أحشائها المنتفخة والتي تحمل طفلته التي أكتمل شهرها السابع وتحدث: أخبار أميرة بابا وبرنسيس عيلة المغربي إيه؟

ضحكت جيجي وتحدثت: زي القردة ومش مبطلة خبط فيا، ثم نظرت للجميع وتحدثت بدعابة: الأستاذة شكلها بتغير على الأستاذ مني تبقي قاعدة محترمة وهادية ومؤدبة وأول ما باباها ييجي جنبي الخبط والرزع يشتغل
ضحك الجميع وتحدث طارق مداعبا إياها: وطول ما أنتي بتقولي عليها زي القردة مش هتبطل خبط فيكي لحد ما تحترميها وتديها قيمتها قدام الناس.

حول الجميع أبصارهم على ياسين ومليكة التي اتجهت إليهم أبصار الحضور بإنبهار تام وذلك لإرتداء مليكة ثوب رقيق للغاية ومميز مما جعلها تبدو كأميرة خارجة للتو من إحدي أساطير الحكايات الرائعة
وذلك الذي يجاورها بتفاخر تحدث مداعبا إياها: الليلة ليلتك يا ليكة عاوز أشوف الدلع كله النهاردة أنا سايب لك نفسي على الأخر وعاوزك تنسيني الإرهاق والتعب اللي شفته في الشغل طول الإسبوع اللي فات.

ضحكت بإنوثة وأجابته: بس كدة إنت تؤمر يا عيون ليكة، وأكملت بتساؤل: تفتكر يا ياسين حجتك دخلت على ليالي لما روحت لها إمبارح وقولت لها إنها وحشاك وعاوز تبات عندها؟
ضحك برجولة وتحدث بنبرة لئيمة: وإنت إيه اللي خلاكي متأكدة أوي كده إنها كانت حجة؟
نظرت إليه بحدة وبلحظة تحولت ملامحها من هادئة مطمئنة إلى شرسة وتحدثت بقلب مشتعل من الغيرة: نعم معناه إيه كلامك ده بقى إن شاء الله؟

ضحك برجولة بعدما رأي ما كان يريده وتحدث بإثارة: إهدي يا شرس وفر الشراسة دي بالليل هنحتاج لها
إبتسمت خجلا لعلمها مقصده وتحركت للداخل وبدأوا بالترحيب بالحضور معا
وبعد مدة كانت تقف بجانب نساء العائلة وتحدثت وهي ترفع وجهها للسماء بإنتشاء: الجو حلو أوي النهاردة حقيقي مبدع
تسائلت يسرا بإبتسامة: لسه بتحبي الشتا زي زمان وبتتمشي فيه على البحر يا مليكة؟

إبتسمت بخفة وأجابتها بإنتشاء: الشتا والبحر عشقي اللي مابينتهيش يا يسرا عمري ما هبطل أحبهم مهما مرت عليا السنين
نظرت لها نرمين وتحدثت بإستفسار: حلو فستانك يا مليكة ده من إسكندرية؟
أجابتها بعيون هائمة عند تذكرها لمعشوق عيناها: ياسين جبهولي معاه من باريس لما كان مسافر في مهمة من شهرين
ردت عليها نرمين بهدوء: ياسين طول عمرة ذوقه لا يعلي عليه.

ثم حولت بصرها إلى ليالي وتحدثت بلؤم: وطبعا فستانك دي هو كمان ذوق ياسين يا لي لي؟
أجابت بتفاخر لتحرق روح مليكة مدللة ياسين: إنت عارفاني يا نيرو مبحبش أكون تابع وألبس على ذوق حد،
وأكملت بغرور: فستاني إختارت موديله بنفسي وأتواصلت مع أشهر دار أزياء في لندن وتابعتهم لحد ماخلصوة وبعتوه علشان كده هتلاقيه مميز وملوش مثيل.

نظرت جميعهن لبعضهن بإستغراب من حالة العداء والغرور التي تتحدث بها ليالي والتي كانت قد تناستها منذ زمن بعيد
إبتسمت لها مليكة وتحدثت بهدوء وصدق: طول عمرك وإنت ذوقك مميز وفريد يا ليالي
نظرت لها بإستغراب وبلحظة خجلت من حالها وتحدثت بهدوء: ميرسي يا مليكة إنت كمان ذوقك هادي وجميل
نظرت يسرا إلى مليكة بإستحسان لذكائها وحوارها الراقي الهادئ والتي إستطاعت به إمتصاص غضب ليالي وتحويله إلى هدوء وراحة.

كانت لمار تتحرك بجانب عمر وهي تتأبط ذراعه بتملك وتحدثت وهي تنظر إلى مليكة وليالي المتجاورتان تتسامران براحة تظهر فوق ملامحهما: أنا حقيقي بستغرب علاقة مليكة وليالي جدا إزاي متفاهمين وقادرين يتعايشوا مع بعض في هدوء كده وهما بيتقاسموا نفس الراجل؟
ضحك عمر وتحدث بتفاخر: السر كله يكمن في سحر وجبروت وحش المخابرات ياسين باشا المغربي ليس إلا.

ضحكت وتحدثت: حقيقي ياسين ده مختلف جدا اللي يقدر يعيش مع إتنين ستات ويخليهم يتفاهموا ويتفقوا على حبه وحب ولاده بالشكل ده يبقي فعلا جبار ويستحق الإشادة
ثم نظرت إليه وتحدثت بتهديد من بين أسنانها: تعرف يا روحي لو فكرت في يوم تقلده هعمل فيك إيه؟
أجابها بضحك: هو حد قال لك إني مستغني عن عمري
إبتسمت بتفاخر وتحدثت: أحبك وإنت فاهم وواعي.

أكمل هو مفسرا: وبعدين أنا ظروفي مختلفة كل الإختلاف عن ياسين أولا أنا معنديش قدرة الأقناع العجيب والتلاعب اللي عند ياسين،
ثانيا بقي ياسين مكنش متفاهم هو وليالي ولا متجوزين عن حب
وأسترسل حديثه بعيون عاشقة: لكن أنا عاشق ودايب في غرامك يا نور عيوني
نظرت له بعشق وتحدثت: بحبك يا مارو
أجابها بهيام: بعشقك يا قلب مارو.

تحدثت بتذكر بنبرة عملية: بالمناسبة يا عمر يا تري كلمت عمو عز في فكرة شراكتنا مع طارق اللي اتكلمنا فيها من يومين؟
أجابها عمر: ما أنا قولت لك يا لومي إنه مش هينفع لا بابا ولا طارق هيوافقوا
وأكمل: وبعدين الشركة مش بتاعت طارق لوحده مليكة وولادها وعمتي ثريا ليهم 5 % من أسهم الشركة طارق ليه حق الإدارة بناء على رغبة عمتي ومليكة بحكمها وصية على أولادها.

تحدثت لمار بحماس: يا حبيبي هو أحنا هناكل حقهم إحنا عندنا فكرة جديدة لو أتنفذت ممكن تنقل الشركة في مكانة تانية يعني هنفيد ونستفيد
أجابها بحيرة: مش عارف يا لمار أنا شايف إننا نخلينا بعيد عن الشركة دي أسلم للجميع
تأفأفت وأجابته: أنا مش فاهمة إنت قلقان من الموضوع بالشكل ده ليه؟
أجابها بتعقل: لأن ده حق يتامي وماينفعش إننا نجازف بيه تحت أي مسمي ده غير إننا ممكن نتفهم غلط
تحركت بجانبه بدون إقتناع.

دلفت من باب الدخول تلك الجميلة السمراء وهي تتأبط ذراع زوجها وحلم حياتها الذي تحول إلى أروع حقيقة إنغمست وذابت داخلها
نظر إليها بغيرة وتحدث بضيق بعدما رأي تسلط جميع العيون عليها: يعني كان لازم يا هانم تلبسي الفستان اللي مخليكي زي القمر ده؟
تحدثت بسعادة عندما شعرت بغيرته عليها: مالوا بس الفستان يا حبيبي مهو عادي جدا أهو إنت مش واخد بالك من الفساتين اللي في الحفلة عاملة إزاي؟

أجابها مضيق عيناه بإستغراب من حديثها: لا مش واخد بالي يا ست عاليا إنت عوزاني كمان أبص على الستات وفساتينها؟
أجابته بشراسة: طب إعملها يا شريف وشوف اللي هيجري لك
ضحك برجولة وهو يشدد من مسكة يدها بتملك: عيوني مابتشفش غير عاليا وعيون عاليا وقلب عاليا اللي ملي عليا دنيتي
إبتسمت له بسعادة وتحدثت: دايما بتغلبني بكلامك اللي بيدوب قلبي معاه وينعشه يا شريف.

في تلك الأثناء إقترب عليهما ياسين ومليكة التي تحدثت بعتاب محب: كل ده تأخير يا شريف الحفلة بدأت من بدري يا حبيبي
أجابها وهو يقبل وجنتيها تحت إستشاطة ياسين: معلش يا حبيبتي كان عندي هوا ومقدرتش أعتذر عنه
مالت على علياء وهي تقبلها وتحتضنها وتحدثت: إيه يابنتي الجمال ده كله
أجابتها علياء: وانا هاجي إيه في جمالك يا ليكة
مد ياسين يده إلى شريف بترحاب: نورت الحفلة يا حضرة المذيع الواعد.

إبتسم شريف وأجابه: الحفلة منورة بوجودك ياسين باشا
ثم تحدث ياسين بإحترام إلى علياء: أزيك يا عاليا أخبارك ايه؟
أجابته بحب وأحترام لأبن عمها الأكبر الذي يعاملها ويهتم بها كإبنه له: الحمدلله يا أبيه
وجهت مليكة حديثها
بتساؤل: امال فين حبيب عمتو؟
أجابتها علياء: سبته مع هادية جارتي بيلعب مع أولادها
تحدث ياسين: مجبتهوش معاكي ليه يقعد في الفيلا مع الأولاد؟
أجابته بإبتسامة: مش مشكلة بقي مرة تانية إن شاء الله.

أما ذلك الولهان الذي تحرك إلى تلك الجالسة بجانب والدة مليكة وتحدث إليهما: مساء الخير كل سنه وأنتم طيبين يا هوانم
تحدثت ثريا بإبتسامة هادئه: وإنت طيب وبخير وسعادة يا سيادة اللوا
نظر إلى سهير وتحدث: سهير هانم منورانا يا أفندم.
أجابته سهير بإحترام: ده نورك يا سيادة اللوا
ثم تحدث بتخابث ومكر ليس بجديد عليه: أمال سالم بيه مش قاعد معاكي ليه؟

أجابته وهي تتطلع حولها بإستكشاف: مش عارفة راح فين من شوية كان واقف مع طارق وياسين وبعدها إختفي
أجابها بمكر: تقريبا شفته من شوية كان واقف مع بنوته ورا في الجنينة
برقت عيناها بهلع وتسائلت: بنوته؟
أجابها بتخابث: أه بنت كده متدلعة تقريبا صديقة عمر إبني في الشغل
وقفت سريعا وتحركت بهلع كمن لدغها عقرب وذهبت للبحث عن زوجها
وجلس هو مقابل تلك الجميلة وغمز بعيناه متحدثا: شقي أوي سالم بيه.

أجابته بإبتسامة لمعرفة ما فعله: هو بردوا اللي شقي؟
أجابها بعيون هائمة: ظلماني على فكرة
ثم أكمل بهيام: وبعدين معاكي يا ثريا؟
هتفضلي تحلوي كده كتير إرحمي قلبي المسكين من شدة جمالك
نظرت له خجلا وتحدثت بنبرة لائمة: وبعدين معاك إنت يا عز
أجابها بهيام وهو مغمض العينان يتغني بكلماته: يا جمال وسحر إسمي وإنت بتنطقيه وبيخرج زي المزيكا من بين شفايفك يا ثريا.

أجابته بتوتر وأعتراض: حرام عليك اللي بتعمله في نفسك وفيا ده يا عز بلاش إسلوبك ده لو سمحت
تحدث وهو يمرر عيناه فوق ملامحها بهيام: لو مش عاجبك كلامي إشتكيني لكبيري
نظرت إليه بإستغراب وتحدثت: ما إنت لو ليك كبير فعلا زي ما بتقول كنت روحت له وأشتكيتك ليه
أجابها بهمس عابث أربكها: قلبك يا ثريا، قلبك كبيري ومالك زمامي، إشتكيني ليه وهو هيقول لك حرام عليكي إرحميه من قسوة الإشتياق.

واسترسل بنظرات هائمة: - طول عمر قلبك هو كبيري ومبتغايا يا ثريا
توترت ووقفت سريعا معترضة على حديثه وتحركت هربا منه تحت إشتعال قلبه العاشق وهو يراقب هروبها منه بشرود.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة