قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل العشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل العشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل العشرون

أتي الصباح
لم يتذوق كلاهما طعم النوم سوي سويعات قليلة.
نعم لقد قضيا ليلتهما الأولي بنفس التخت بالتقلب على الفراش من شدة إشتياقهما وعدم راحة كل منهما وهو بعيد عن أحضان الأخر برغم التقارب الشديد، حتى هي برغم تشتت عقلها وتيهة روحها إلا أنها كانت تريد إحتضانه لها
إستيقظ وهو ينظر بقلب هائم لتلك الغافية بجانبه التي لا يفصل بينهما غير تلك الوسادة اللعينة.

ولكن صبرا سيجد لها حل قريبا، نظر لشفاها المنتفخة بنشوة لم يستطيع التحكم بحاله وأمال عليها بحذر ووضع فوق شفاها قبلة ناعمة سريعة.

واستقام برأسه ينظر إليها لكنه لم يستطع كبح جماحه وعاد مرة أخري بلهفة ودقات قلبه تتسارع من شدة الإحتياج وضع قبلة أطول وأعمق من سابقتها، ثم تحرك من جانبها بحذر ودلف إلى الحمام بقلب لاهث وأنفاس متسارعة متشوقة، فتحت عيناها وابتسمت برقه، ثم وضعت يدها فوق شفاها وتنفست بنشوة، نعم لقد كانت واعية وشعرت بأنفاسه الحارة وهي تلفح خديها بشغف واشتياق.

لكنها إستسلمت لقبلته بل وسعدت بتقاربه منها ولكنها إدعت النوم خجلا منه
أما هو فقد دلف إلى الحمام وأغلق بابه ثم إبتسم بتسلي وحدث حاله: يا لكي من ماكرة مليكة، مع من تعبثين جميلتي، أنا ياسين المغربي أيتها الصغيرة. أفهم من خروج زفيرك إن كنتي غافية أم لا؟
وأكمل بكبرياء: يبدوا أن قبلتي قد أعجبتك، وعموما أنا أحب اللعب كثيرا، فلنلعب سويا مليكتي فمرحبا بك في عالمي أيتها الصغيرة.

انتهي من أخذ حمامه وخرج إلى غرفة الملابس، إرتدي ثيابه وقضي فرض الله عليه، ودلف لغرفتها من جديد، وقف أمام المراة وهو ينظر لتلك المدعية للنوم بإبتسامة وقلب سعيد
أخذ يصفف شعره بعناية ثم نثر عطره الرجولي التي إشتمته تلك الماكرة وأثارها كثيرا لكنها تمالكت حالها لأبعد حد، ألقي نظرة أخيرة عليها وابتسم بتسلية ثم غادر وأغلق خلفه الباب بهدوء.

فتحت عيناها وابتسمت ثم إحتضنت وسادته بحب واشتمتها وتنهدت وأغمضت عيناها من جديد.

رجع ياسين من عمله تناول طعام الغداء مع عائلته وأطفاله وصعد ليغفوا ويريح جسده وعقله المنهك منذ ليلة البارحة
عند الغروب خرجت مليكة وذهبت للبحر تنتشي رائحة اليود التي تعشقها نظرت للبحر وبدأت تشكو له حالتها، وكيف يرهقها قلبها ويضعها في حيرة ما بين الحنين للماضي والتطلع للمستقبل، حقا لقد بدأ قلبها ينبض بعشق ياسين، لكن لازال رائف يسكن داخلها لم يرحل بعد.

بدأ الظلام يعم المكان فتوجهت مليكة للعودة تقابلت بطريقها مع وليد، أوقفها بتساؤل: إزيك يا مليكة، طمنيني عليكي وعلى الأولاد وعمتي إنتوا كويسين؟
أجابته مليكة بحنق فهي مازالت غاضبة منه منذ تلك اليوم: الحمدلله، إحنا كويسين.
نظر لها وليد وتحدث بأسي: أنا مش فاهم إيه سبب معاملتك الجافة دي ليا يا مليكة؟ لكن بجد أنا حزين على كرهك ليا بالشكل ده.

نظرت له بإستغراب وتحدثت بنفي: أنا عمري ما كرهتك يا وليد بالعكس، كل شباب عيلة المغربي غاليين عليا وزي إخواتي بالظبط
وأكملت مفسرة: أنا كل إعتراضي على إسلوبك و تدخلك في حياتي الخاصة بشكل متكرر و مستفز
وأسترسلت بنبرة خرجت حادة رغم عنها: المشكلة الأكبر إنك كل ما تحاول تتدخل في موضوع يخصني بتبوظ الدنيا زيادة، زي ما حصل المره إللي فاتت.

نظر لها وحدثها بتساؤل خبيث: مليكة، إنت مبتحبيش ياسين ومكنتيش عاوزاه يسكن معاكي في نفس الأوضة صح؟
ظهر غضبها على ملامح وجهها وصاحت به: تاني يا وليد، نفسي أفهم ليه بتدخل نفسك وتقحمها في حياتي بالطريقة دي، وبعدين الموضوع ده خاص جدا إزاي تدي لنفسك الحق تتكلم فيه أصلا؟
تحدث بأسف سريع: أنا اسف، صدقيني أنا والله كل قصدي إني أطمن عليكي.

تحدثت بحنق وهي تسرع بمشيتها: يا سيدي متشكرة جدا لإهتمامك، لكن أرجوك وفر إهتمامك ده لنفسك وللمسكينة مراتك، بيتهيئ لي هي أولي بيه مني، وأكملت بنبرة تحذيرية: وياريت يا وليد ماتحاولش تتدخل تاني في حياتي لأن بصراحة كل مرة بتتدخل فيها النتيجة بتبقي كارثية بالنسبة لي.

كانا يتحدثان أمام فيلا رائف، في نفس التوقيت أفاق ياسين من نومه وخرج إلى شرفته ليشتم نسيم البحر، جحظت عيناه وضم شفتاه بغضب وكور يداه وضرب بها سور الشرفة حينما رأها تقف مع ذلك الحاقد، تحرك سريع للنزول لتلك المتنازلة عن حياتها بسهولة، خرج بغضب من البوابة الخارجية، في نفس التوقيت كان طارق وجي جي يقتربان من الفيلا حيث كانا يحتسيان مشروبا داخل كافيه بالقرب من المكان،.

إقترب ياسين منهما متجاهلا وليد، نظر لها وتحدث بصلابة وحدة: كنتي فين؟
نظرت له بإستغراب من طريقته الحادة وأجابت بهدوء: كنت بتمشي على البحر.
تحدث وليد بإستفزاز مقصود: الناس المفروض بتسلم الأول وبعدين تسأل وبعدين مالك داخل عليها في دور وكيل النيابة كده ليه؟
إقترب طارق وجي جي وتحدث طارق بنبرة مترقبة: مساء الخير يا شباب، خير واقفين كده ليه؟

الكل ينظر إلى ياسين الذي علق بصره ب مليكة بنظرات يملؤها الغضب والغيظ.
تحدث وليد بإستفزاز: إسأل أخوك هو اللي جاي علينا وشايط ماعرفش ليه؟
رمقه ياسين بنظرة غضب كادت أن تحرقه
إبتلع وليد لعابه برعب وقرر الإنسحاب من أمام ذلك الغاضب وتحدث: طب بعد إذنكم هخلع أنا.
نظرت جيجي إلى مليكة ولتوترها وتحدثت لتخرجها من حزنها: ليكه تعالي نتمشي على الشط شوية؟

أجابتها مليكة بغصة حزينة ملئت كل صوتها: أنا لسه جاية من هناك يا جيجي.
سألها بحده بالغة وعيناي تطلق شزرا: وقابلتي وليد بيه فين إن شاء الله، علي الشط؟
نظرت إلى الجميع بإحراج وتحدثت بإنسحاب: بعد إذنكم.
كادت أن تتحرك صاح بها بغضب لم يستطع التحكم به: بكلمك على فكرة يا مدام ولا السمع ايه؟
نظرت له بلمعة دمعة حبيسة داخل مقلتيها أبي كبريائها السماح لنزولها وتحدثت بصوت متحشرج يكاد يخرج: أفندم؟

تحدث بحدة غير مبالي بحزنها ولا لألمها الظاهر له: قابلتي وليد فين؟
وهل البيه كان بيتمشي على البحر مع الهانم؟
وأكمل بحدة بالغة: والسؤال الأهم يا حرمنا المصون إنتي إزاي تسمحي لنفسك تخرجي من البيت أصلا من غير ما تعرفيني؟
إقتربت منها جيجي لتساندها وأمسكت ذراعها بإحتواء وتحدثت بهدوء ناظرة إلى ياسين: خروج ايه وإستأذان ايه بس إللي بتتكلم عنه يا ياسين! دول هما خطوتين جنب البيت.

تحدث بحدة ومازال مصوبا بصره على تلك المسكينة بغضب يرعب أوصالها: محدش طلب منك تتكلمي بالنيابة عنها يا جيجي لو سمحتي، أنا بكلم الهانم ومستني منها هي الإجابة.
حمحمت جيجي بإحراج حين تحدث طارق موجها حديثه لزوجته: جيجي أدخلي شوفي الولد وأنا هاحصلك،
نظرت جيجي بإحراج إلى مليكة وتركتها وهي تحرك يدها على ذراعها بحنان، نظرت له مليكة بحدة ودلفت هي الأخري للداخل وهي تهرول بدموع وألم.

غضب من ردة فعلها وتحرك وكاد أن يدلف خلفها أمسكه طارق من يده ومنعه وتحدث بتعقل: إهدي يا ياسين وكفاية إللي حصل المرة إللي فاتت، الأمور ما بتتاخدش كده تعالي نتمشي شوية على الشط علشان تهدي أعصابك وتقولي فيك ايه.
تحرك مع طارق بضيق وأخرج سيجارة وأشعله وانطلق بجوار أخيه.

أما مليكة التي دلفت إلى الداخل وهي تبكي بحرقة شاهدتها ثريا التي كانت تخرج من المطبخ هرولت عليها وتحدثت بلهفة: مالك، فيكي ايه، ايه إللي حصل، إنطقي يا مليكه؟
تحدثت من بين شهقاتها العالية: أنا خلاص يا ماما مش قادرة أتحمل تصرفات إللي إسمه ياسين ده أكتر من كده
تحدثت ثريا بتنهيده واستسلام: عمل ايه تاني ياسين فهميني؟
أتت يسرا من المطبخ على صياحهما: فيه ايه يا ماما، صوتكم عالي ليه؟

ثم نظرت على مليكة ودموعها هرولت عليها وأمسكت يدها وتحدثت بتوجس: مالك يا مليكة، بتعيطي ليه؟
تحدثت بدموع وشهقات تقطع أنياط القلب: البيه بهدلني علشان شافني جايه من ناحية الشط، قال ايه ما استأذنتهوش وأنا خارجه وحصله جنان لما شاف وليد واقف بيسألني وبيطمن علينا وعلى الأولاد.
وأكملت بدموع يفطر القلب: بهدلني يا ماما قدام طارق وجيجي.

تحدثت ثريا وهي تضم شفتاها بحزن وتحرك رأسها بأسي: وبعدين معاك يا ياسين، هو احنا مش هنخلص من التحكمات الفاضيه دي،
ثم نظرت إلى مليكة وهي تتلمس كتفها بحنان قائلة: إطلعي صلي المغرب وهدي نفسك شويه علشان أولادك ما يشوفوكيش بالشكل ده كويس إن أنس نايم، يلا يا حبيبتي إطلعي قبل ما يصحي.
وافقتها وصعدت للأعلي تحت نظراتهما.

تحدثت يسرا بإستغراب: أنا مش فاهمة ليه ياسين مصر في الفترة الأخيرة يضايق مليكة بإستمرار مش غريبة يا ماما إن أسلوبه كويس مع الكل إلا هي؟
تنهدت ثريا وذهبت بإتجاه الأريكة وتحدثت وهي تجلس بوهن: لكن أنا بقا عارفة يا يسرا.
جلست يسرا بجانب والدتها ونظرت لها بعدم فهم قائلة: عارفه ايه يا ماما؟
تنهدت بأسي واسترسلت حديثها بصوت حزين: ياسين بيحب مليكة يا يسرا.

وضعت يدها فوق فمها بحركة لا إرادية تدل على عدم إستيعابها وتحدثت: معقولة يا ماما ياسين؟
ثم نظرت لوالدتها بتعاطف وتحدثت بحنان: طب وإنتي زعلانة ليه يا حبيبتي، يعني حتى لو فرضنا إنه حبها زي ما حضرتك بتقولي دي برضه مراته ومحدش يقدر يلومه.

نظرت لها بعيون لامعة بدموع حبيسة وتحدثت بقلب مكلوم وصوت مخنوق: صعبان عليا أخوكي أوي يا يسرا، ده كان روحه فيها كان بيعشقها، راح في عز شبابه وملحقش يتهني بيها ولا بأولاده
ثم نظرت إلى إبنتها وتسائلت: عمرك سألتي نفسك أنا ليه بحب مليكة أوي كده؟

وأكملت بإقتناع وتأثر: أه هي كويسة وبنت ناس ومحترمة وتتحب، واسترسلت حديثها بتأثر ودموع: لكن أنا كنت بحب حبه ليها، كنت كل ما أشوفه سعيد ومبسوط معاها غلاوتها في قلبي تزيد ومكانتها عندي تعلي، كانت بتتفنن دايما إنها تخليه مبسوط ومرتاح، وحتي بعد ماراح الغالي وقفت في ظهرها وحميتها وهفضل كده لأخر يوم في عمري علشان يبقي مطمن عليها ومرتاح في نومته من ناحيتها.

وهنا نزلت دموعها بحرقه: مش قادرة أتخيل حب حياته ونور عيونه إللي كان بيعشقها تكون لغيره.
نظرت للسماء وبكت بحرقة وأكملت: سامحني يارب أنا مش بعترض على قدرك وأمرك ولا بحرم حلالك حاشا لله بس أنا قلبي محروق على ابني أوي ومحدش حاسس بالنار إللي بتنهش في قلبي غيرك يا رحيم.
أخذتها يسرا داخل أحضانها وبكا اثنتيهما بغزارة وحرقة قلب.

أما ياسين فقد تحرك مع طارق للشط وضلا يتحركان حتى وصلا لمكان منعزل إلى حد ما
وتحدث طارق له: بالراحة شوية على مليكة يا ياسين، مليكة إنسانة حساسة و محتاجة معاملة خاصة مش مليكة إللي تتعامل بالطريقة دي خالص، مليكة تعاملها بإحترام تكسبها وتكسب إحترامها ليك لكن العند والعصبية مينفعوش معاها أبدا.

كان يستمع له بقلب يغلي نظر له نظرة ثاقبة وتحدث بنبرة صوت غاضبة هادرا به: وايه تاني أنا ما أعرفهوش عن مراتي تحب تقولهولي يا طارق باشا؟
نظر له طارق بإستغراب من حدته وأنفعاله الشديد الغير مبرر قائلا: مالك قفشت وأخدت الموضوع بحساسية أوي كده ليه؟

كل ما في الموضوع إني حبيت أنبهك عن حاجات أنا عارفها عن مليكة بحكم إني كنت أقرب حد ل رائف الله يرحمه، وكان دايما يحكيلي عن طباعها، بتحب ايه وايه بيزعجها، وأكمل مبررا: وكمان زي ما أنت عارف إن أنا وجيجي كنا دايما بنخرج معاهم وقريبين جدا من بعض.
تحدث ياسين بغضب عارم و صوت مخنوق: خلاص يا طارق كفاية مفيش داعي كل شوية تفكرني بحب رائف العظيم للهانم وذكرياتهم السعيدة مع بعض.

إنفطر قلب طارق لحال أخيه ونظر له بعدم إستيعاب وحدثه بترقب: ياسين هو أنت، إنت حبيت مليكة؟
سحب بصره بعيدا عن مرمي نظر أخاه ونظر للبحر وأغمض عيناه وتنهد بضيق وألم، سيطر الحزن على ملامحه لم يجب على سؤال طارق ولكن ظاهره كان كافيا عن رده.
نظر له بإندهاش وعيون مفتوحة من أثر الصدمة وتحدث بنبره حانية متعاطفة: ليه يا ياسين، ليه يا حبيبي تعمل في نفسك كده؟
ده رهان على حصان خسران يا ياسين.

مليكة عمرها ما هتحس ولا هتقدر حبك ده، وإنت عارف ده كويس ومش محتاج تسمعه مني، مليكة قفلت قلبها وحياتها على رائف ومن المستحيل أي إنسان هيقدر ياخد مكانه في قلبها وحياتها مستحيل يا ياسين.
تشنجت جميع أعضاء جسده بغضب والتف سريعا ناظرا لطارق وتحدث نافيا: لا يا طارق لا، كلامك ده مش صحيح فيه بوادر عشق في قلب مليكة ليا لكن هي بتكابر ورافضة تحس الشعور ده وتدي له فرصته.

وأكمل بملامة وحزن: مليكة بتخنق عشقي جواها يا طارق وكل ده بسببكم وبسبب فكرتكم دي!
مليكة خايفة من نظراتكم ليها وإتهامتكم بالخيانة لو حبت غير رائف وعاشت وكملت
وأكمل بصوت حنون: وعلشان كده هي تايهة وخايفة، وأكمل بثقة: مليكة بتحبني يا طارق أنا مش صغير ولا قليل الخبرة وأقدر أفرق كويس بين الحب وبين الإرتياح.

ثم نظر للبحر واستنشق هوائه براحة وتحدث بكبرياء: طول عمري وأنا قلبي قوي وجامد، كل الستات إللي عرفتها في حياتي هما إللي كانوا بيبادروا ويطلبوا ودي وقربي، منهم إللي كنت برأف بحالها وأستجيب لها، ومنهم إللي مكنتش بهتم حتى بنظرات توسلاتهم ليا،
وأكمل بنبرة جادة: حتى ليالي إختارتها وإتجوزتها جواز عقل بنت جميلة متعلمة وأرستقراطية وبنت خالي تليق بإنها تكون زوجة ياسين المغربي.

وتحدث بتعقل: ما انكرش إنها كانت شداني و عجباني بجمالها وسحرها لكن كا ست، كا أنثي مش كحبيبة و خليلة،
وبلحظة تحولت عيناه بسعادة لا مثيل لها ونظرة عشق وهيام سيطرت عليه وكأنه تبدل لشخص اخر وأكمل: لكن مليكة حاجة تانية
بحس إني طاير في السما لمجرد ما اشوف بسمة منها ليا، قلبي بيرقص لما بسمع إسمي من بين همس شفايفها.

جسمي كله بينتفض ويعمل عليا ثورة لمجرد وجودي معاها في نفس الأوضة، أنا اللي عاوزها يا طارق ودي تفرق أوي.
وتحدث بشرود: مليكة البنت الوحيدة إللي سحرتني وخطفت قلبي من أول نظرة، هي الوحيدة إللي قلبي عشقها بجد
إبتسم وتهللت أساريره متحدثا بخجل: دي حولتني لمراهق تصور؟

تخيل إني بستناها تنام علشان أروح أقف جنب سريرها أبص على ملامحها وهي نايمة أنا الليلة اللي بروح لها فيها بحرم على عيوني النوم يا طارق علشان ما اضيعش لحظة واحدة ما أشوفهاش فيها
ثم نظر لطارق وضحك على إستحياء وتحدث: شفت حب مليكة وصل أخوك لأيه؟
كان يستمع له بقلب حائر أيسعد لفرحة أخاه الذي وجد حب حياته بعد مرور كل تلك السنوات؟

أم يحزن لعشقه المستحيل الذي سينتهي بالفشل بالتأكيد، أم يحزن على رائف أم مليكة، حقا كان قلبه حائر لكن ما سيطر عليه هو الشعور بالرأفة على قلب أخاه وعزيز عينه
وبلحظة تذكر كلمة خطفت قلبي من أول نظرة
فاقترب منه ونظر داخل عيناه وتحدث بتساؤل وترقب: ياسين مين هي البنت إللي قابلتها في الأسانسير عندك في الجهاز؟
إرتبك ياسين بنظرته لأخيه وسحب بصره ناظرا للبحر وتنفس الصعداء دون حديث.

أدار طارق وجهه له ونظر داخل عيناه وتحدث بحنان: ياسين؟
إبتسم ياسين بمرارة وأماء برأسه لأخاه.
فتح طارق عيناه وهو ينظر لأخاه بصدمة وذهول وتحدث مصدوما: يااااااه، ياااااه يا ياسين وقدرت إزاي تتحمل كل الوجع ده لوحدك، وأكمل بتساؤل: علشان كده لما سألناك عنها أنا ورائف قولت لنا إنك نسيتها خلاص، طب ليه ما قولتليش أنا يا ياسين ليه ماقولتليش يا حبيبي؟

أجابه بعيون حانية: مكنش ينفع يا طارق ده كان رائف، رائف يا طارق أخويا الصغير، إبن عمري زي ما كنت بقوله مكنش ينفع وخصوصا إنه وصل لقلبها قبلي مكنش ينفع، مكنش ينفع.
سحبه أخاه بأحضانه وضمه بشدة وربت على ظهره بحنان وتحدث: بس خلاص يا حبيبي ربنا أهدهالك بعد صبر السنين دي كلها وأكيد حبك الكبير ده كله هيوصل لقلبها أكيد هتحس بحبك وتعشقك زي ما أنت عشت عمرك كله تعشقها أكيد ربنا ليه حكمة ف كل إللي حصل ده.

وأكمل بمرح ليخرج أخاه من تلك الحالة: تصدق البت مليكة دي أمها داعية لها
إبتسم ياسين وتنهد براحة بعد اعترافه وإخراج ما يضيق صدره لأخيه وتحدث: طارق إللي حصل ده هيفضل بيني وبينك حتى جيجي مش لازم تعرف فاهمني يا طارق؟
هز له طارق رأسه وتحدث بإيماء: إطمن يا حبيبي، إطمن يا ياسين سرك ف بير غويط.
تحدث ياسين بإستحياء: أنا أسف يا طارق إني إتكلمت بالطريقة دي مع جيجي صدقني مكنتش أقصد وأنا لما نرجع هعتذر لها بنفسي.

إبتسم طارق بحنان وتحدث: أكيد مش زعلان منك يا ياسين ومفيش داعي تعتذر لجيجي هي أكيد مش هتزعل منك ماأنت عارف هي أد أيه بتحبك وبتحترمك.
هز له رأسه بإبتسامة وتحدث: طب يلا علشان نروح قبل سيادة اللوا ما ياخد باله من غيابنا ويفتح لنا تحقيق رسمي
إبتسم طارق وسارا معا ورجعا لمنزلهما.

وبعد بضعة ساعات
كانت تجلس داخل غرفة مروان ومعها أنس لينساها ألامها وأوجاعها من قدرها المؤلم وذلك الياسين متقلب المزاج.
كانوا يجلسون أرضا في جو ملئ بالحب ممسكين أوراقهم وأقلامهم ويرسمون بسعادة، وبعد الإنتهاء جلسوا سويا على تخت طفلها محتضنه صغيريها وبدأت تقص لهما الحكايات
وبعد مدة تحدث مروان بحنين: مامي أنا بابي وحشني أوي هو هيفضل مسافر كده كتير؟

إنهارت قواها وصرخ قلبها متألما لسؤال طفلها البرئ عن سنده وعزيز عينه
جاهدت حالها وحاولت أن تظهر بثبات أمام طفليها: للأسف يا مروان بابي مش عارف ييجي علشان هو في مكان بعيد جدا،
وتحدثت بمرح يداري ألمها: لكن هو بيحبكم أوي وبيبعت لكم دايما هدايا ولعب وشيكولا وكل الحاجات الحلوة اللي بتجي لكم دي هو اللي بيبعتها
أشار أنس على صورة والده الموضوعة على الكومود وتحدث ببرائة: مامي هو بابي هو اللي في الصورة ده صح؟

إنتشي قلبها والتقطت البرواز ونظرت له بحنين وهي تري أيام عمرها الضائعة داخل عيناه: أيوه يا أنوس هو ده بابي حبيبنا ونور عيونا كلنا.
تحدث أنس ببرائة: هو كان بيحبني وبيشيلني وبيلعبني زي عمو ياسين كده؟
تغيرت ملامحها للغضب وتحدثت بنبرة حادة: بابي مش زي أي حد، بابي أحسن واحد في الدنيا كلها وعمر ما حد هيحبكم زيه ولا هيهتم بيكم قده.

تحدث أنس ببرائة: لكن أنا بحب عمو ياسين أكتر حد في الدنيا هو كمان قالي إنه بيحبني كتيررررررر.
كانت تستمع لصغيرها وقلبها يتمزق على زوجها الفقيد وعلى صغيريها اللذان حرموا من أغلي شخص وأحن أب.
تحدث مروان: أنا كمان يا مامي بحب عمو ياسين أوي بصراحة هو بيعمل لنا كل حاجة حلوة لينا.

ثم أكمل بإنتشاء وحماس: عارفة يا مامي لما روحنا النادي قبل إمبارح نزل معايا البول وخدني على ضهره وعومنا سوا كان يوم حلو أوووي ياريتك كنتي معانا.
تنهدت بأسي وحيرة أتسعد لسعادة طفليها وتحمد الله على أن عوض طفليها ب ياسين الذي يهتم بهما ويعتبرهما كطفلاه، أم تحزن على رائف الذي بدأ أطفاله بنسيان ذكرياتهما معا بالرغم من جهدها الدائم معهما لتذكيرهما دائما بكل ما مضي حتى لا ينسيا،.

تحدثت بحب لتخرج نفسها من دوامة الحزن التي لم تنتهي وهي تنظر إلى أنس وتميل رأسها بدلال: مين حبيب مامي اللي هينام في حضنها النهاردة.
تحدث أنس بحكمة وكأنه رجل كبير: مش هينفع يا مامي، نانا بتخاف تنام لوحدها وأنا وعدتها إني مش أسيبها أبدا ممكن الوحش ييجي يخطفها وأنا مش معاها مين بقي يحميها ويقتله بسيفه؟
تعجبت وهي تنظر له وأطلقت الضحكات هي ومروان.

تحدث مروان ساخرا: وفين بقي السيف ده اللي هتقتل بيه الوحش يا أنس؟
رفع أنس يديه ومد شفتاه بطريقة مضحكة وتحدث: لسه مش جبته بس أنا هقول لعمو ياسين يجيبه بسرعة قبل الوحش ما ييجي.
إبتسمت له وأحتضنت طفليها بحنان وبدأت من جديد بسرد الحكايات لهما حتى غفي مروان ثم دثرته تحت غطائه بإحكام وقبلته وتركته ليغفو بسلام، و أخذت أنس إلى ثريا للأسفل لينام بأحضانها كما تعود
وصعدت مجددا لغرفتها لتجلس بوحدتها وحزنها.

ضل جالسا في حديقة منزله معلقا بصره على غرفتها المظلمة بيأس حتى وجد إشتعال الأنوار تنفس بإنتشاء وابتسم وكأن الشمس أشرقت نورها من جديد وبعد مدة قصيرة ألتقط هاتفه وطلب رقمها.
كانت تخرج من الحمام تجفف يداها، إستمعت إلى رنين هاتفها إلتقتطه ونظرت بشاشته ثم إبتسمت ب مرارة وألقته بإهمال على الكومود،.

إرتدت إسدال الصلاة وشرعت بصلاة قيام الليل وتضرعت سائلة الله أن يريح صدرها بما يضيقه ويرهقه ومن لها غير الله لتسأله الهداية والراحة.
خرج أباه إلى الحديقه متفقدا إياه وجده يتطلع بتمني، معلق البصر على شرفة ساحرته، إقترب عليه وهو يطالعه بغموض ملقي إلى مسامعه ببيت للشعر العربي:
ما ضرك لو كنتي مرهمي يا مر همي؟
فلتقولي مرحبا أو مري حبا وأحيني.

إبتسم ياسين بخفة وأماء برأسه وهو يري أباه يداعبه فأراد أن يرد له مداعبته: أااااه الباشا شكله رايق وجاي يتروشن عليك يا يايسن.
رمقه عز بنظرة إشمئزاز متصنعة قائلا: يتروشن!
مش عيب عليك تبقي عقيد في جهاز المخابرات المصري وليك وضعك وترد على أبوك إللي بيكلمك بأبيات الشعر العربي بكلام بذيئ زي ده؟

أطلق ياسين ضحكات رجولية وتحدث: في دي بقى معاك حق يا باشا وعلشان كده أنا هتأسف لحضرتك مرتين مرة لسيادتك والمرة التانية للشعر العربي.
إبتسم عز وسحب مقعد وجلس بجوار ولده وأطلق تنهيدة طويلة متحدثا: ياتري أيه إللي شاغل بال سيادة العقيد ومخليه مهموم كده؟
أجابه بنبرة صوت كاذبة: مفيش يا باشا بفكر في العملية الجديدة إللي كلفني بيها رئيس الجهاز.

إبتسم عز إبتسامة ساخرة وهو يري كذب إبنه داخل عيناه وتحدث: هحاول أصدقك يا ياسين.
وأكمل بجدية: لكن عاوز أقول لك على حاجة مش كل حاجة ينفع معاها التخطيط المخابراتي بتاعك ده فيه حاجات لازم نتعامل معاها بمنتهي الوضوح والصراحة،.

وأكمل بحنان وحديث ذات مغذي: اللي بيخرج من القلب بيوصل بسرعة يا أبني أكيد إللي قدامك هيحسه ويتقبله، حاول تتجنب إللي إتعلمته من شغلك وماتطبقهوش على حياتك الخاصة، صدقني كده هترتاح أكتر.
إستوعب ياسين المغذي من حديث والده وما الذي يريد عز أن يوصله له ولكنه إدعي عدم الفهم لعدم إستعداده النفسي بمجابهة والده حاليا واعترافاته الصريحة بعشق مليكة.

تحدث ياسين بتخابث: مع إني مش فاهم حضرتك تقصد ايه لكن أكيد سيادتك معاك كل الحق وصدقني يا باشا هحط كلامك في مرمي تفكيري وأكيد هاخد نصيحتك على محمل الجد والإحترام.
إبتسم عز وهز له رأسه يوافقه الرأي
ثم وقف واعتدل موجها حديثه إلى ياسين: أنا داخل أنام وانت كمان قوم أطلع لمراتك فوق هي في الاخر ست وملهاش ذنب في كل اللي بيحصل لك ده.

تصبح على خير يا ياسين قال كلماته تلك وانصرف على الفور من أمامه تاركا إياه داخل دوامة أفكاره وتشتت ذهنه.
تنهد بأسي وألتقط هاتفه وضغط على رقمها من جديد وهو ينظر على إنارة غرفتها
لم يأته الرد تنهد بألم وضغط على زر مسجل الرسائل الصوتية وبعث لها برسالة بصوت حنون محتواها: أنا عارف إنك لسه صاحية ردي على الفون محتاج أتكلم معاكي ضروري أرجوكي.

كانت قد إنتهت من صلاة قيام الليل ونزعت عنها إسدالها واستعدت للنوم إستمعت لصوت الرسالة فتحتها وإستمعت لها ثم ألقت الهاتف على الكومود بغضب وأغلقت الأنوار وتمددت على تختها بحزن وهي تتذكر حديثه المهين لها أمام طارق وجيجي
خرجت تنهيدة شقت صدره من شدة الألم بعدما رأي إنطفاء ضوء غرفتها بعد إرساله الرسالة مباشرة، علم حينها انها غاضبة منه وبشدة
إستسلم وصعد لغرفة ليالي ليغفي حتى يفيق على موعد عمله.

في اليوم التالي
إتجهت مليكة لثريا حيث تجلس في الحديقة بصحبة يسرا وأطفال المنزل
تحدثت بإستأذان: ماما بما إننا مسافرين أسوان بكره فأنا بعد إذن حضرتك هاخد الولاد وأروح أبات عند بابا وأجي بكرة على ميعاد الطيارة أنا جهزت الشنط وكل حاجه تمام.
أجابتها ثريا بإبتسامة رضا: وماله يا حبيبتي حقهم بردوا يشفوكي ويشبعوا منك إنتي والأولاد قبل ما تسافري.

تنهدت مليكة بأسي وتحدثت بإمتعاض: طب ممكن حضرتك تتصلي بسيادة العقيد و تقولي له أنا مش ناقصة مشاكل معاه تاني وبصراحة أكتر مش طايقة حتى أسمع صوته.
هزت لها رأسها بتفهم وأمسكت هاتفها وهاتفته جائها الرد فورا بحب مداعبا إياها: يا صباح الفل يا ست الكل اوعي تقولي إني وحشتك علشان ما عدتش عليكي وفطرت معاكي لو أعرف إني هوحشك أوي كده كنت إتأخرت على الشغل عادي.

أطلقت ضحكة من القلب على أثر كلمات ذلك المداعب لها بمحبة وتحدثت بحنان: انت بتقول فيها طب والله وحشتني بس طبعا علشان أكون أمينة معاك ما اتصلتش علشان كده بس.
أجابها ياسين بحنان: مهما كان السبب يكفي إني سمعت صوتك اللي كنت مفتقده في يومي خير يا حبيبتي أؤمريني يا ماما.

تحدثت ثريا بحنان: ما يؤمرش عليك ظالم يا ياسين أنا كنت بتصل علشان أبلغك وأستأذنك إن مليكة هتروح عند باباها النهاردة هتقضي اليوم كله وهتبات هناك.
إنتفض صدره بإنزعاج وأردف بمعارضة: وايه لازمته إنها تبات يا ماما وهي عارفة إن حضرتك ما بتعرفيش تنامي من غير أنس، وأكمل بتهكم: وبعدين هي الهانم ما اتصلتش بنفسها ليه؟

أجابته ثريا مبررة وهي تنظر لتلك الواقفة تفرق يداها بتوتر وتستمع لهما بترقب شديد: مليكة قالت لي أتصل أنا بيك علشان عارفة معزتي عندك وإنك عمرك ما هترفض لي طلب.
وأكملت بتساؤل و ترقب: ولا هتكسفني قدامها يا ياسين؟

تحدث سريعا بلهفة: ما أتخلقش لسه اللي يكسف ثريا هانم المغربي إنتي تأشري والكل عليه التنفيذ يا ماما، بس بلغيها إني هاروح أجيبها بكره قبل ميعاد الطيارة بساعتين علشان بابا يشوف الأولاد ويقعد معاهم قبل السفر حضرتك عارفة إن ده هيفرق معاه جدا ومعانا كلنا أكيد.
أردفت ثريا بموافقة: حاضر يا حبيبي هبلغها أسيبك لشغلك علشان معطلكش أكتر من كده
أجابها بإحترام: ولا يهمك يا ماما فداكي الشغل وحياتي كلها.

تحدثت برضا: يسلملي عمرك يا حبيبي.
وأغلقت معه الهاتف وأبلغت مليكة بما حدث،
تحدثت مليكة بنبرة صوت حادة: ولزمته ايه ييجي ياخدني من عند بابا ياريت حضرتك تتصلي بيه تاني وتبلغيه يريح نفسه وشريف هيجيبني.
أجابتها ثريا بهدوء: وبعدين يا مليكة إحنا قولنا ايه ياسين طبعه صعب والعند مابيجيبش معاه نتيجة بالعكس كده بتستفزيه اكتر وإحنا يا بنتي في غني عن وجع الدماغ ده كله.

أمائت لها برضوخ وصعدت وتجهزت هي وأطفالها وذهبت لبيت أبيها وقضت معهم يومها.

وفي المساء داخل منزل سالم عثمان كانت تجلس مليكة بجانب والدتها في جو ملئ بالدفئ والحنان وبجانبها طفليها يلهوان بمرح وسعادة مع شريف
وجهت سهير حديثها إلى مليكة بإهتمام وحب: عاملة ايه مع ياسين يا حبيبتي؟
تجهمت ملامح وجه مليكة وتحولت للضيق وذلك لغضبها القائم الشديد منه وتحدثت بتلعثم وضيق: يعني هكون عاملة ايه يا ماما كل واحد مننا في حاله حسب إتفاقي معاه من الأول.

رفع شريف الجالس بالأرض بجانب الأطفال يلاعبهم رأسه وتحدث بإهتمام: أهم حاجة ميكونش بيحاول يضايقك يا مليكة ياسين ده حد رخم ومتكبر أنا عارفه كويس.
تنهدت وتحدثت بأسي وكذب لعدم إزعاج عائلتها ووضع القلق داخل قلوبهم: إطمن يا شريف أنا عاملة حدود بيني وبينه تمنعه إنه يتجاوز معايا في المعاملة أو إنه يحاول يضايقني وبعدين ماما ثريا معايا دايما واقفة في ضهري.

تدخلت سهير بالحديث وتحدثت بدفاع: فيه أيه إنت وهي إنتوا محسسني إن ياسين ده دراكولا، وأكملت بجدية: ياسين حد محترم جدا وذوق ولا يمكن يأذيكي بأي شكل من الأشكال بالعكس ده راجل وراجل أوي كمان باللي عمله معاكي ومع أولادك،
وأكملت بحدة: ولا نسيتي وقفته في ضهرك قصاد نرمين وباقي العيلة نسيتي إنه خطف لك وصاية ولادك من بق الأسد؟

ثم أكملت بنظرة ملامة: أنا ما ربتكيش على كدة يا مليكة أنا ربيتك إنك تقدري مواقف الناس معاكي وتشيلي جميلهم فوق راسك
نظرت لها مليكة بإستغراب وتحدثت: وأنا كنت عملت أيه ل ده كله يا ماما؟
فجأه خلتيني واحدة ناكرة للجميل وإن ياسين ده الراجل إللي مفيش منه حضرتك ليه مش مقدرة اللي أنا فيه نسيتي ياسين بيه إتجوزني إزاي؟
أنا عايشة حياة مش باختياري يا ماما، مااخترتش أي حاجة فيها وف الأخر حضرتك بتلومي عليا أنا؟

وقفت بحدة وتحدثت ناهية النقاش: أنا طالعة أشم هوا في البلكونة بعد إذنكم.
وتحركت سريعا نظر شريف إلى سهير وتحدث بنظرة ملامة: ليه كده يا ماما ده أحنا ماصدقنا إنها بدأت تنسي اللي حصل وترجع معانا تاني زي الأول.
تهربت سهير بنظراتها وتحدثت بندم: معرفش بقي يا شريف أهو اللي حصل وخلاص قوم روح لها هديها شويه وأنا هاخد الولاد المطبخ أعملهم فشار وأبعدهم شوية عن جو التوتر ده.

خرج لها أخاها وقف بجانبها نظرت له إبتسما معا ومد يده سحبها داخل أحضانه بحنان أخوي شددت هي من إحتضانه وضمته.
وتحدث هو: متزعليش من ماما يا حبيبتي ماما أكيد متقصدش تضايقك.
أجابته بإختصار: خلاص يا شريف ماحصلش حاجه.
بعد مدة تحدث شريف بعيون حائرة: محتاج أتكلم معاكي.
نظرت له بإستفسار وقلق: خير يا حبيبي إتكلم أنا سمعاك.
تنهد بأسي ونظر أمامه وتحدث: أنا حاسس إني إتسرعت في خطوبتي من سالي.

ضيقت عيناها بإستغراب وتحدثت بسخرية: نعم، أيه إللي إنت بتقوله ده يا شريف مش دي سالي إللي كنت هتتجنن وتخطبها؟
تحدث بإنفعال وحيره: مش عارف ايه إللي أتغير فجأة حسيت إنها بقت واحده تانية واحده أنا ما أعرفهاش مغرورة ومتكبرة ومتسلطة، طول الوقت شخط ونطر أعمل ده ومتعملش ده خنقتني يا مليكة وبجد حاسس إني إتسرعت.

أطلقت ضحكة ساخرة وتحدثت بدعابة: البنت دي غبية أوي. دي طلعت حافظه مش فاهمة الحاجات دي بنعملها بعد الجواز بعد ما نتأكد من دخولكم قفص الزوجية ونتطمن بس هي بدأتها بدري أوي.
نظر لها بعدم فهم وتحدث وهو يهز رأسه ويضيق عيناه: تقصدي أيه بكلامك ده يا ليكة؟
أجابته بإقناع وجدية: ما أقصدش حاجه يا حبيبي بس أنا عارفاك دايما عصبي ومابتتحملش كلام اللي قدامك والبنات محتاجة معاملة خاصة.

ممكن تكون بتغير عليك من معجباتك اللي بيكلموك في البرنامج
وأكملت بمبرر: ده أنا أختك أهو وكتير بغير عليك من كلام ومياصة ودلع البنات معاك في البرنامج، أقعد معاها وأتكلموا وشوف أيه اللي مضايقها وغيرها كده سالي بتحبك يا شريف ما تضيعهاش من أيدك.
إبتسم لها ووافقها الرأي وتنهد براحه من حديثه مع شقيقته الغالية.

في جناح ياسين كان يجلس على تخته ساندا ظهره للوراء واضعا يداه وراء رأسه ناظرا للأمام بشرود يفكر في من شغلة باله وأرهقت قلبه
أتت إليه ليالي وهي تمسك بيدها جهاز الحاسب(اللاب توب).

وجلست بجانبه مدت له الجهاز لتجبره على المشاهدة وأردفت متسائلة بنبرات منتشية ومتعالية: بص كده وقولي أيه رأيك في ذوق مراتك إللي لا يعلي عليه بعت أجيبهم من باريس وهيوصلوا بعد يومين وياريت تجهزلي مبلغ محترم كده علشان عاوزة أحجز شوية حاجات تانية.
إبتسم بمرارة متحدثا بتهكم: أبص على أيه يا ليالي؟

أجابته ليالي بإنتشاء وسعادة: على الكوليكشن ده يا حبيبي إنت مش دايما بتتهمني إني ما باخدش رأيك في أختيار لبسي ومجوهراتي أديني باخد رأيك أهو.
أجابها ساخرا: بتاخدي رأيي؟
إزاي يا مدام وأنتي إختارتي وحجزتي اللبس ودفعتي تمنه وحددولك معاد إستلامك
وهدر بها بغضب: إنتي بتشتغليني يا ليالي؟

تلعثمت بالرد وتحدثت طالبة إسترضائه: ما أنا بوريلك المجموعة علشان كده يا حبيبي اتفضل شوفهم ولو فيهم حاجة مش عجباك أنا هلغي الأوردر فورا.
ثم أكملت بدلال مفتعل: أنا يهمني رضاك عليا جدا يا حبيبي.

أماء لها برأسه وتحدث بهدوء: إختاري إللي انتي عاوزاه يا ليالي أهم حاجة زي ما انتي عارفه يكونوا محتشمين ومايكونش فيهم حاجه قصيرة أو صدرها مفتوح ولا من غير كمام غير كده انتي حرة وربنا يهديكي وتلبسي الحجاب قريب إن شاء الله.
هتفت بنبره ساخرة: ريح نفسك يا ياسين أنا مش هلبس الحجاب مش حباه يا سيدي هو بالعافية.

وبعدين ألبسه ليه وأنا مامي وأختي مش لابسينه دي حتى عمتو اللي هي مامتك مش لبساه، وأكملت بغرور وكبرياء: ربنا خلقني جميلة وخلقلي شعر جميل، ليه عاوزني أخبي جمال شعري وما استمتعش بيه؟
هدر بها بحدة وهو يعتدل بجلسته وينظر عليها بغضب: وهو ربنا خلقلك الشعر ده علشان تمشي تفتني بيه الناس يا هانم ولا علشان تمتعي بيه جوزك لوحده؟

وقفت بغضب وهي تأفأف بضيق: يوااااا يا ياسين هنرجع تاني للموضوع ده مش اتكلمنا قبل كده وعملت مشكلة كبيرة وبابي وقتها قالك انه هو إللي هيشيل ذنبي قدام ربنا عاوز ايه تاني ولا هي تلاكيك وخلاص.
هدر بها بعنف وتحدث بصياح: تلاكيك، لا يا هانم مش تلاكيك وموضوع إن أبوكي هيشيل ذنبك ده هو قاله وقت الزعل ومنعا لطلاقنا اللي كان حتمي وقتها.

لكن كلامه ده ما يشيلش عني الوزر، بالعكس يا مدام أنا جوزك وحضرتك مسؤولة مني قدام ربنا
لكن هقول ايه هي دي ضريبة إن الواحد يتجوز واحده قريبته تدخل الأهل بيدمر الدنيا.
وأكمل ليكيدها: أه وبمناسبة إن الحجاب بيحجب جمال الست زي ما بتدعوا أحب أقولك إنه كلام بتضحكوا بيه على نفسكم بدليل إن فيه ستات وبنات الحجاب بيذيدهم جمال فوق جمالهم،.

وأكمل بإعجاب ظهر بعيناه لم يستطع مداراته: وأكبر مثال على كده عندك مليكة قد أيه الحجاب مخليها وكأنها ملكة على عرشها.
إنتفضت جميع حواسها بغضب وصرخت به بكبرياء وهي تشير بيدها بغرور: إنت بتشبهني أنا ليالي العشري باللي إسمها مليكة دي؟
إبتسم وتحدث ببرود وإستفزاز: في دي بقى عندك حق أيه إللي جابك إنتي لمليكة.
إشتعل وجهها وحدقت عيناها بغضب وكادت أن تتحدث
أوقفها بنظرة حادة وإشاره من يده ليوقفها.

وتحدث بحدة بالغة: خلاص، لحد هنا وخلص الكلام.
وأكمل وهو يذهب إلى تخته ويعتدل ليغفي: خدي لاب توبك والكوليكشن بتاعك واتفضلي اخرجي بره علشان عاوز أنام مش فاضي أنا للهرتلة بتاعتك دي.
وأكمل هادرا بغضب ليرعبها: يلااااااااااا.
إرتعبت أوصالها وانتفضت بوقفتها وقررت الإنسحاب فهي لم تقوي على مجابهة ذلك الغاضب ولا مجاراته حاليا فقد وصل لذروة غضبه منها وهي تعلم ذلك جيدا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة