قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الحادي والعشرون

في صباح اليوم التالي
تجهز ياسين وارتدي ثيابه ونثر عطره على جسده بسخاء وإهتمام إستعدادا للذهاب لإصطحاب مليكة بسيارته، فهو متشوق لرؤيتها بجنون بعد أن إنتزعت منه ليلة مبيته معها قاصدة إبعاده عن دفئ عشها كنوع منها لعقابه، نزل الدرج بوقار وهو يعدل من رابطة عنقه وجد منال وليالي وأيسل ينظرن عليه والغل يتاكل قلبهن، ويسألن حالهن: لما كل هذا الإهتمام بحاله؟

إتجهت إليه أيسل بإبتسامة واندثرت داخل أحضانه لف ياسين ذراعيه وحاوطها بإحتواء وهو سعيد وقبل رأسها، نظرت له بإبتسامة وتحدثت: بابي أنا جايه معاك.
تجهمت ملامح وجهه ونظر لها بشك مضيقا عيناه قائلا بإستفسار: جايه معايا فين يا سيلا؟
إنسحبت من داخل أحضانه وربعت يدها على صدرها وتحدثت بضيق: مكان ما حضرتك رايح، جدو قال لي إن حضرتك رايح تجيب أنس ومروان.

وأنا بقا بصراحة أنوس وحشني جدا ومش قادرة أستني لما حضرتك تروح تجيبه.
إبتسمت ليالي ومنال بفخر على غيرة صغيرتهم على والدها وتخطيطها لعدم إعطاء فرصة لتلك المليكة بالإنفراد بعزيز عيناها والدها.
وجه بصره إلى ليالي المبتسمة بتعالي ثم نظر لقرة عينه وتحدث بتعقل: حبيبي أنا هروح أجيبهم وأجي بسرعة مش هتأخر صدقيني، فمفيش داعي تتعبي نفسك وتيجي معايا.
أجابته بإصرار: لكن أنا حابه أجي معاك يا بابي.

ثم أمالت بنظرها للأسفل وتحدثت بحزن مصطنع: هو حضرتك مش حابب تكون دايما معايا؟
هتف سريع بلهفة وحب: ليه بتقولي كده يا قلب بابي، حاوط وجهها بعناية وضمها داخل أعماق أحضانه وقبل رأسها وتحدث: طب يلا يا حبيبي علشان ما نتأخرش.
تهللت أساريرها وتحركت معه تحت إبتسامة ليالي ومنال العريضة.
وجهت منال حديثها إليه: هتتأخر يا ياسين؟

نظر إلى والدته وأجابها بإحترام: لا يا حبيبتي مش هتأخر، مسافة السكة إن شاء الله ونكون هنا، بعد إذنك.
وتحركا للخارج هو وصغيرته.
نظرت منال إلى ليالي وتحدثت بإستفسار: مالك يا ليالي، شكلك إنتي وياسين مش عاجبني، إنتوا متخانقين؟
أجابتها بلا مبالاة وبرود: وايه الجديد يا عمتو، ما أحنا طول الوقت كده.
تحدثت منال بإستفسار: يعني فعلا متخانقين، وياتري بقي إيه سبب الخناقة المره دي؟

أجابتها ليالي بلامبالاة: إتخانق معايا علشان موضوع الحجاب.
أردفت منال بحنق وإشمئزاز: يييييييه تاني، هو مابيزهقش من الكلام في الموضوع ده؟
وأكملت بإنتشاء: سيبك منه وتعالي فرجيني على الكوليكشن الجديد بتاع السنه دي.
قفزت ليالي بسعادة وجلست بجانبها وفتحت الجهاز وبدأوا بالمشاهدة سويا بمرح وسعادة غير مبالين بأيا كان غير سعادتهما وما يرضي غرورهما الأنثوي وفقط.

خرج ياسين بإصطحاب أيسل وجد أباه وطارق يجلسان سويا بالحديقة ألقي عليهم التحية فردوها.
نظر له طارق بتمعن وإعجاب وتحدث: ايه يا باشا الشياكة والأناقة دي كلها؟
أجابته أيسل بفخر: وايه الجديد يا عمو بابي طول عمرة أشيك وأجمل راجل ف الدنيا كلها.
ضحك عز وأجابها: طبعا يابنت ياسين ومين يشهد للباشا، ثم حول بصره إلى ياسين وابتسم وتحدث بتسلي: يلا يا سيادة العقيد إتحرك ده الشوق غلاب والبعد وجع وعذاب.

نظر ياسين إلى والدة بإستغراب وارتبك حين أكمل عز بمراوغة كعادته: بتبصلي كده ليه إتحرك يلا وهاتلي أنس الولد وحشني ونفسي أشوفه وأملي عيني منه وأخده في حضني قبل ما يسافر.
إبتسم ياسين وحرك رأسه بيأس وتحدث: أؤامرك يا باشا، وأصطحب طفلته وخرج.
أما طارق الذي كان يراقب الوضع بين نظرات والده وياسين، فتحدث مستفسرا بتسلي: هو الباشا معانا على الخط ولا ايه؟

ضحك عز وتحدث مداعبا ولده: يلا الخط ده أنا إللي برسمهولكم وأخليكم تمشوا عليه وإنتوا مبسوطين وفاكرين إنكم ماشيين فيه بمزاجكم.
هلل طارق وتحدث بتفاخر: أستاذ ياباشا، أستاذ وكلنا منك بنتعلم.
إبتسم عز ثم تحدث بنبرة جادة: المهم ياطارق أنا قلقان على عمر أوي الولد متهور وأنا خايف عليه من عيشته بعيد عننا كده.

أجابه طارق بعملية: متقلقش من ناحية عمر يا بابا أنا وياسين متابعينه ودايما معاه خطوة بخطوة، وبعدين هو مش حضرتك معين له حرس وموجود دايما معاه قلقان ليه بقى يا حبيبي؟
تنهد عز وأكمل: عمر مامتك دلعته أوي يا طارق ما بحسش إنه راجل كده ويعتمد عليه زيك إنت وأخوك وبعدين ياابني هو الحرس هيفضل ملازمه زي ضله؟

تحدث طارق مطمئنا إياه: متحملش نفسك فوق طاقتها يا بابا وأهي هانت كلها شهرين يعدوا على خير ويتخرج من أم الكلية دي ونخلص.
هز عز رأسه بإقتناع ثم تحدث: عندك حق يا ابني أنا كنت عاوز أكلمك ف موضوع مهم يا طارق.
أجاب طارق بإحترام: أؤمرني يا حبيبي.
أكمل عز: كنت عاوزك تقعد مع المحاسب بتاع شركتك وتعملي ميزانية مظبوطة لمكتب محاسبة معقول علشان أديه لوليد إبن عمك يبدأ بيه بدل شغله إللي ملوش مستقبل ده.

ضيق طارق عيناه وأجاب والده بإستغراب: يعني حضرتك بتكافئه على طمعه وتقدمله مكتب مرة واحدة على طبق من دهب؟
ده بدل ماتعلمه درس يا باشا أنا طبعا مقصدش أراجع حضرتك ف قرارك أنا بس مستغرب وعاوز أفهم!
أجابه عز بحكمة ووقار: بص يا ابني أنا بعمل كده مع وليد علشان عمك عبدالرحمن يرتاح من ناحيته، وكمان علشان أكفيكم شر سمه وحقده واللي مقدرش ألومه عليه على فكرة،.

وأكمل مفسرا: يا ابني وليد كبر لقي بباه مضيع معظم ورثه ف مشاريع ربنا ماوفقوش فيها، وف نفس الوقت شايفك أنت وأخوك وابن عمك الله يرحمه ربنا رازقكم وكارمكم من وسع،
الولد دايما حاسس إنه أقل منكم يا طارق، وعلشان كده دايما حاقد عليكم وباعد عنكم وأول ما لقي فرصة ورث مليكة وولادها قدامه جري عليها وعمل المستحيل لولا إحنا وقفناله، أنا عايز عينه تبقي مليانة علشان ميبصلكوش في حاجاتكم.

وأكمل بحنان: وفي الأول والأخر ده إبن أخويا وتهمني مصلحته وإنه يكون مرتاح.
أجابه طارق بإقتناع: خلاص يا بابا إللي تشوفه صح أنا مع حضرتك فيه.
أجابه عز: ربنا يبارك فيك يا حبيبي، أنا إتكلمت مع ياسين وهو وافقني الرأي الموضوع كله مش هيتكلف على بعضه أكتر من 4 ألف ياسين هيدفع جزء وأنا جزء وبكده نبقي قفلنا باب شر وكفيتكم وكفيته شر الحقد والكرة.

نظر طارق لأبيه نظرة إحترام وحب وتحدث: أنا بجد فخور بإنسانية حضرتك دي يا باشا ياريت الناس كلها بتفكر زي حضرتك كده كانت الدنيا بقت أسهل وأحسن بكتير وعلشان خاطر حضرتك أنا كمان هساعد معاكم بمبلغ.
ربت عز على ظهر ولده وتحدث: ربنا يسعدك يا طارق ويبارك فيك إنت وإخواتك يا حبيبي.

صعد ياسين بمفرده لأعلي البناية المتواجدة بها شقة سالم عثمان، وترك أيسل بمفردها بالسيارة بعد رفضها الصعود معه فهي مؤخرا بدأت تكن عداوه إلى مليكة وأهلها من بعد زواجها بوالدها الحبيب.
دلف شريف غرفة مليكة يخبرها بحضور ياسين
خرجت مليكة وذهبت بإتجاه الجالس بجانب والدها ووالدتها بإرتياح،
رأها تهل عليه بوجهها الصابح المشرق برغم العبوس التي ترسمه على وجهها لكنه حقا يراها بكل حالاتها جميلة بل فاتنة،.

وقف منتصب الظهر ينظر لها بقلب هائم كاد أن يتركه ويركض إليها يضمها ويشتم رائحة أنفاسها العطرة تحامل على حاله أكثر من اللازم لعدم إظهار عشقه ولهفته حتى لا تفضحاه عيناه العاشقة
مد يده لها بإحترام وتحدث بصوت هائم لم يستطع التحكم به: إزيك يا مليكة.
نظرت له بإحراج من صوته الحنون ومدت يدها وتحدثت بإرتباك: أهلا يا سيادة العقيد شرفت.

تلامست يداهم وتعانقت، احتضن يدها بتملك وحنان كان يلامس يدها ويحركها وكأنه يبث لها مر حاله من بعادها وساعدته على الشرح عيناه
تحمحمت بحرج وسحبت يدها بهدوء
تحدث هو بصوت متحشرج حنون: جاهزة؟
هزت له رأسها بإيماء.
حمل ياسين أنس الذي حاوط عنقه بتملك ولم يفارقه منذ وصوله، وعانقت مليكة والدها بحب وتحدث سالم: أول ما توصلي ترني عليا وتطمنيني إتفقنا.

سحبت حالها من داخل أحضانه ونظرت له وأمائت برأسها وأردفت: حاضر يا بابا.
كان ينظر لها بغيرة داخل صدره وتمني لو كانت داخل أحضانه هو.
إحتضنت والدتها أيضا بحب.
نزلت بصحبته حاملا الصغير وشريف يحمل مروان لم تتحدث معه وظلت ساكنة الوجه
مازالت هي غاضبة منه ولم تسامحه على معاملته السيئة أمام أخيه وزوجته، قررت أن تأخذ منه موقف فقد تكررت أخطائه واعتذاراته مؤخرا وهذا أرهقها فقررت تأديبه.

سبقها ياسين بخطوة وفتح باب السياره ووجه حديثه إلى إبنته: سيلا من فضلك إرجعي ورا مع مارو علشان مليكة تقعد قدام.
نظرت له بعتاب لطيف وتحدثت بعناد طفله: ده مكاني يا بابي ومش هاسيبه لحد.
رمقها ياسين بغضب وأردف بصوت حازم: سيلا!
إستمعت مليكة لحديثهما معا فقررت التدخل لإنهاء تلك المجادلة
إقتربت من باب السياره الخلفي وفتحته وهي تتحدث: خليكي مرتاحه يا سيلا أنا هقعد مع الولاد علشان أخلي بالي منهم ليتشاقوا.

غلي قلبه من تلك الثنائي العنيد وكاد أن ينفجر من تلك الصغيرة ذات الرأس اليابس وتلك الكبيرة ذات الطبع العنيد.
أجلس شريف مروان داخل السياره ووقف يطالع شقيقته بحنان، إبتسمت لأخاها بحب ثم أرتمت داخل أحضانه، شدد شريف من إحتضانها تحت أنظار ذلك المستشاط غضبا، حدث حاله بغضب: ما قصتك اليوم بإحتضان الرجال أيتها المستفزة؟
بالطبع ستجلطيني يا فتاة.
وإن كان ينقصك أحضانا فها أنا ذا،.

زفر بضيق ولف إتجاه الباب الاخر ووقف يتطلع عليها بغضب وتحدث بصوت حاد: هي الأحضان دي مكانش ينفع تتعمل فوق ولا لازم نقف في وسط الشارع والناس كلها تتفرج علينا بالطريقة دي؟
ثم رمقها بحدة وتحدث أمرا: يلا إتأخرنا.
تبادل شريف معه نظرات التحدي وتحدث بحنق: كل اللي في الشارع عارفين إنها أختي يا سيادة العقيد وحضني ليها ده طبيعي جدا على فكرة.

إنسحبت هي بهدوء من أحضان أخيها وحدثته متجاهله ذلك المستشاط: خلي بالك من بابا وماما يا شريف هكلمك لما أوصل إن شاء الله.
دلفت للداخل
واستقل السيارة وأدار مقودها بحدة
نظرت مليكة على الجالسة بكبرياء ولا تعير حضورها أي إهتمام، وتحدثت ببشاشة وجه: إزيك يا سيلا.
قلبت عيناها بحنق وتحدثت بضيق وصوت رخيم: كويسة.

شعرت مليكة بالإحراج وحزنت ملامحها نظر عليها بالمراة ثم نظر بغضب إلى إبنته يعاتبها بعيناه أشاحت وجهها بعيدا عن والدها ولم تعير عتابه أية إهتمام.
ثم لفت بجسدها للصغير وهي تحدثه بحب وابتسامة بريئة: يا أنوس وحشتني أوي.
ضحك لها الصغير وتحدث ببشاشة: إنتي وحشتيني كمان، وأكمل متسائلا ببرائة: هو جدو عز مستني أنوس في البيت؟
إبتسمت له وتحدثت: كل إللي في البيت مستنيين أنوس ومحضرين له الشيكولا إللي بيحبها.

هلل الصغير وصفق ببرائة.
كان ينظر إليها في المراة بعيون متشوقة أما هي فكانت تتهرب من النظر لعيناه حتى لا تضعف أمام سحر عيناه التي تنطق عشقا وسحرا
وصلا أمام الفيلا وتوقف ياسين ترجلت مليكة من السيارة ودلفت إلى داخل حديقة منزلها وجدت محمد زوج نرمين يقف بالحديقة بصحبة طفله علي،
تهللت أسارير محمد حين رأها وأشع وجهه سعادة حقا كان يشتاق رؤياها
إتجهت إليه مليكة بإبتسامتها المشرقة وأردفت ببرائة: السلام عليكم.

أجابها محمد بعيون متلهفة تتفحص جميع ملامحها: وعليكم السلام.
ومد يده بحنان وتحدث: إزيك يا مليكة.
هنا قد أتي المستشاط من ذلك المتفحص لأميرته بعد أن ركن سيارته،
كاد أن يفتك به لكنه ياسين المغربي رجل المخابرات والمؤامرات كتم غيظه بداخله ووقف بجانبهما متحدثا بملامح مبهمة ومد يده بدلا منها تحت إستغرابها: أهلا أستاذ محمد منور.

إرتبك محمد من تواجد ياسين المفاجئ وتحدث بإرتباك: أهلا ياسين باشا ده نور معاليك يا أفندم.
مالت مليكة على طفل نرمين وقبلته بود وأردفت: على إزيك يا حبيبي وحشتني أوي ليا كتير ما شوفتكش.
إبتسم لها الصغير وتحدث بإحترام: وحضرتك كمان يا طنط وحشتيني جدا.
نظر لها ياسين وتحدث بإحترام: يلا يا مليكة أدخلي شوفي شنط الأولاد وشوفي عمتي جهزت ولا أيه علشان ما تتأخروش على ميعاد الطيارة.

نظرت له وتحدثت بتساؤل: هو أنس فين؟
أجابها بعملية: أنس سيلا أخدته ودته لجدو ماتقلقيش عليه أدخلي يلا.
أمائت له رأسها بموافقة و ابتسامة خفيفة ثم دلفت للداخل تحت أنظار محمد العاشقة متناسيا وجود ياسين.
رمقه ياسين بغضب وهو يتفحص زوجته ويتابع دلوفها،
وضع ياسين يده بقوة وحدة على كتف محمد وتحدث بحدة أرعبت الأخر: منور يا أستاذ محمد.
إنتفض محمد بوقفته وتحدث بابتسامة مرتبكة: خضيتني يا سيادة العقيد!

أجابه ياسين وهو يرمقه بنظرة حادة كنظرة الصقر الصاخبة وتحدث بكلام ذات مغزي: لازم تتخض وتقلق على نفسك وأوي كمان يا محمد لازم دايما تكون حذر و تفوق نفسك بنفسك علشان ما يجيش اللي يفوقك ب صدمه تدمرك وتنهي عليك.
إبتلع محمد لعابه برعب بعد أن فهم مغزي ما يريد ياسين إيصاله له
حدث حاله: لقد قضي عليك أيها الغبي أه محمد لقد انتهي أمرك يا فتي وقعت بين يدي من لا يرحم ياسين المغربي فلترحمني يا إلهي.

وأكمل ياسين وهو يداعب علي: على باشا أخبارك إيه؟
أجابه الصغير: الحمدلله يا خالو أنا كويس.
أكمل ياسين حديثه موجها معانيه إلى محمد كتهديد: عايزك تبقي راجل محترم زي أخوالك يا على ولما تدخل بيت تحترم نفسك وتحترم رجالة البيت إللي إنت داخله وتصون حرمته وإلا هتلاقي اللي يعلم عليك ويخليك تحترم نفسك بالإجبار،.

ثم حول بصره مرة أخري إلى محمد وأردف وهو يضع يداه داخل جيب بنطاله بكبرياء وعيون صاخبة: ولا ايه يا اااا يا محمد، خلي بالك على نفسك اليومين دول الإختفاء القسري كتر أوي،
وأكمل بنظرة غاضبة ونبرة تهديد: الناس بتختفي وأهاليها مابتعرفلهاش أثر بعد كده ربنا يسترها عليك.
ثم نظر له بغضب ونظرة ذات مغزي وأمال رأسه وتحدث بحدة: ولا ايه؟

إبتلع محمد لعابه وارتجف جسده بالكامل وتحدث بإرتباك: اللي تشوفه حضرتك يا باشا هو أنا هعرف أكتر من سعادتك
إبتسم ياسين بسماجة وتحدث بتهديد غير مباشر: برافوا يا محمد بحب فيك ذكائك ياريت بقى تستغله في حماية حياتك وتخلي بالك من بيتك أكتر من كده، ثم رمقه بنظرة إشمئزاز وتركه ودلف للداخل، إبتلع محمد لعابه وتنهد بإرتياح.

وبعد مدة تجهزوا وأتجهوا للمطار بسيارتان إستقلت ثريا ومليكة وأبنائها سيارة ياسين، بينما استقلت يسرا ونرمين وأطفالهم سيارة محمد.
وصلا المطار وودع محمد زوجته التي إحتضنته وعانقته بشدة وتحدثت: أنا متضايقة أوي إني سايباك لوحدك يا محمد ياريتني ما وافقت على عزومة خالو دي.

أجابها محمد بتخابث: معلش يا حبيبتي الراجل كتر خيره بيحبك وفاكرك وعزمك تقضي معاه إسبوع وبعدين علشان خاطر مامتك متزعلش وأهي فرصة تقعدي مع مامتك إنتي وأختك وتحاولوا تخرجوها من حالة الحزن إللي مخرجتش منها من وقت موت رائف الله يرحمه.
إبتسمت وأجابته: عندك حق يا حبيبي ربنا يخليك ليا يا محمد.
إحتضن ياسين ثريا ويسرا وودعهما بحنان.

تحرك ووقف بوجهها ناظرا بعيناها بإشتياق وألم البعاد يمزق قلبه مقدما، إبتلعت لعابها بإرتباك من نظرة العشق المحاطة بها من عيناه
حدثتها عيناه: أعشقكك مليكة اسف، حقا اسف.
سحبت عيناها عن مرمي عيناه بخجل
فتحدث وهو يمد يده يحتضن بها كفها الصغير بحب وعناية وتلاقت من جديد عيناهما: خلي بالك من نفسك.
إحمرت وجنتها فذادتها جمالا أرهق ذلك المسكين هزت له رأسها بإيماء بدون حديث،.

سحبت عيناها بعيدا عنه تبحث عن طفليها بإرتباك شعر بها إتجه لمربية أنس التي كانت تحمله بعناية أخذه منها واحتضنه وبدأ بتقبيل كل إنش به ليشبع حنينه له قبل الرحيل.

دلفن للداخل وانطلقت طائرتهم تحت أنظار ياسين الذي يشعر بألم لم يضاهي مثله منذ أن وعي على هذه الحياة، تنهد ثم نظر للواقف بجانبه كالفرخ المبلول رمقه بنظرة غضب واشمئزاز ثم أخرج نظارته الشمسية وارتداها بكبرياء وانسحب بهدوء ليستقل سيارته عائدا لمنزله.

بعد حوالي نصف ساعة هبطت الطائرة إلى أرض أسوان الساحرة كان حسن هو وأولاده رؤوف وإسلام بإنتظارهم في صالة الوصول وبعد السلامات وتبادل الأحضان بين ثريا وأخيها وأبنائه وبناتها إستقلوا السيارات ووصلوا لمنزل حسن.
كانت إبتسام زوجة حسن النوبية الأصل ذات البشرة السمراء الخلابة والوجه البشوش الحسن بانتظارهم هي وإبنتها علياء التي ورثة لون بشرة والدتها الخلابة.

دلفوا للداخل إحتضنت ثريا إبتسام بحب وحنان وايضا مليكه ويسرا ونرمين
تحدثت إبتسام بوجه بشوش وترحاب: يا أهلا وسهلا بالحبايب إللي واحشيني نورتوا أسوان كلها.
ردت مليكة بوجهها البشوش: أسوان منورة بأهلها الطيبين يا طنط.
تحدث حسن بترحاب عالي: إنتوا واقفين ليه يلا أدخلوا بدلوا هدومكم بسرعة علشان نتغدا،
ثم وضع يده على كتف زوجته الجميلة وتحدث بحب: دي بسمة عملالكم غدا هتاكلوا صوابعكم وراه.

تحدثت علياء بإنتشاء: دي ماما ليها يومين مخرجتش من المطبخ بتجهزلكم في الأكل ده.
أكمل رؤوف بدعابة: ماما عاملالكم وليمة تكفي قبيلة بحالها.
نظرت لها ثريا وتحدثت بإطراء: كريمة من بيت كرم يا بسمة وطول عمرك أهل جود يا حبيبتي.

إبتسمت لها إبتسام وأجابت بترحاب: إنتوا فوق راسنا يا حاجه ثريا، دا إنتوا شرفتونا والله وأسعدتونا بدخلتكم علينا، ثم وجهت بصرها إلى مليكة وتحدثت: وحشاني أوي يا مليكة، عاملة ايه يا حبيبتي؟
أجابتها بإبتسامه عذبة: أنا الحمد لله يا طنط بخير.
تحدث حسن بعملية: يلا يا عاليا وصلي عمتك والبنات لأوضهم فوق علشان يبدلوا هدومهم وأنا ورؤوف وإسلام هنجهز السفرة مع ماما.

صعدوا بالفعل وبعد مدة كان الجميع يجتمع على سفرة الطعام التي تحمل كل ما لذ وطاب.
تحدثت نرمين ناظرة إلى رؤوف: خلصت كليتك ولا لسة يا باشمهندس؟
أجابها رؤوف بإبتسامه أخوية: أخر سنة ليا إن شاء الله إدعيلي أخلص منها على خير كلية مرهقة وتعبتني بجد.
أجابه حسن مداعبا إياه: ما تجمد يلا كده دا أنت لسه بتقول يا هادي أمال لما تخلص وتستلم شغلك هتعمل أيه؟
تحدثت يسرا متسائلة: هو إنت تخصص ايه يا رؤوف؟

أجابها بإحترام: هندسة ميكانيكا يا أبلة يسرا نفس تخصص بابا.
تحدثت علياء بدعابة وهي تنظر إلى يسرا: الباشا حسبها صح دخل نفس مجال بابا علشان يتخرج ويتعين مهندس ميكانيكا في البواخر السياحية مع بابا، ونظرت له وتحدثت بإتهام مصطنع: إنسان وصولي وإنتهازي، تعالت ضحكات الجميع بمرح وسعادة.
تحدث إسلام بمرح: لا والشهادة لله سيادتك غيره خااالص يادوب دخلتي حقوق علشان تمسكي المكتب مع خالك.

أشارت له بأصبعها دفاعا عن حالها قائلة: لا ما أسمحلكش أنا من صغري وأنا حابه مهنة المحاماة وكان نفسي أخوض التجربة وأكون البنت الجريئة إللي بتجيب للبشر حقوقهم من إللي متجبرين عليهم و ظالمينهم، وأكملت بدعابة: تفرق حضرتك بين واحدة بتجيب حقوق المظلوم وبين مهندس ما بيهموش غير الماده وبس.
تحدث حسن ناظرا لإبنته ذات اللسان المنطلق: قصدك ايه بقى بمهندس ما يهموش غير المادة دي؟

أجابته بدبلوماسية: طبعا الكلام ده ما ينطبقش على حضرتك يا باشمهندس حضرتك دخلت المجال حبا فيه وبصراحة أضفت للمجال بخبرتك الهايلة يا باشا،
وأكملت وهي تنظر إلى رؤوف: لكن أنا بقصد حد تاني هو عارف نفسه كويس دخل المجال لمجرد إن باباه بقا رائد فيه وليه إسم علاقات هتنفع الباشا، ضحك الجميع على قدرتها على التملص من مشكلتها بحرفية عالية.
حين تحدث رؤوف بدعابة: خليكي بنارك كده وأنا ولا هعبرك.

تحدثت مليكة ناظرة لها بإعجاب: برافوا عليكي يا عاليا إفضلي ورا حلمك وحققيه واوعي تتنازلي عنه.
أكملت ثريا بسعادة وهي تري عائلة أخاها السعيدة داعيه الله: ربنا يسعدكم وأشوفكم محققين كل أحلامكم وتفرحوا قلب بابا وماما بيكم يا حبايبي
أمن الجميع ورائها.

وفي المساء كانت مليكة تجلس في حديقة المنزل جلس رؤوف بجانبها بعد أن أحضر لها كأسا من العصير وتحدث: سبتينا جوه وخرجتي تقعدي لوحدك ليه للدرجة دي بتحبي العزلة؟
أجابته ببشاشة وجه: بالعكس لكن قولت أسيبكم لوحدكم شوية يعني أديكم نوع من الخصوصية مهما كان إنتوا عيلة واحدة، واحد وأخته وأولادهم أكيد فيه كلام خاص حابين تتكلموا فيه.
نظر لها بإحترام وأجابها بإعجاب: أد ايه إنتي حد جميل أوي يا مليكة.

إبتسمت له وأمسكت كأس العصير وبدأت ترتشفه بتلذذ متحدثة: تعرف يا رؤوف إن كل حاجة عندكم غير،
وأكملت وهي تتنهد وتستنشق الهواء مغمضة العينان بإستمتاع: الهوا غير، الجو غير، والليل وسحره غير
ورفعت كأس العصير لأعلي وهي تنظر له وأكملت: ده حتى العصير طعمه غير مع إن هي هي الفاكهة.

تحدث رؤوف بتفاخر: لا طبعا يا مليكة الفاكهة عندنا بيور من غير هرمونات وكيماوي الفلاحين عندنا لسه عندهم ضمير علشان كده طعمها لسه بخير.
أردفت مليكة بإعجاب: كان عنده حق عمو حسن لما قرر يسيب إسكندرية ويستقر هنا في أسوان، وأكملت بتفاخر: تعرف إن حكاية باباك ومامتك دي ولا حكايات ألف ليلة وليلة.

إبتسم رؤوف وتحدث بحب: فعلا يا مليكة حكايتهم غريبة وجميلة المهندس الإسكندراني الوسيم أبو عيون جريئة اللي جه يشتغل في المراكب السياحية في أسوان بعد تخرجه وفجأة شاف البنت النوبية السمرا ومن أول نظرة وقع في غرامها وسحرته بنظرة عيونها،.

وأكملت مليكة ببسمة: وقرر يتحدي أهله علشانها واتحمل كتير لحد ما أقنعهم بيها وإتجوزها وساب الدنيا كلها وقرر ييجي يستقر في بلدها، وعاش معاها أحلي قصة حب في الكون وخلف أحلي ولدين وبنوتة
وأكملت بدعابة: وتوتا توتا ودي كانت أجمل حدوتة.
ضحكا معا بسعادة وأكملت هي: إوعي تتنازل عن وجود الحب في حياتك يا رؤوف خليك زي بابا ودور عليه ولما تلاقيه أمسك وتبت فيه أوي.
سألها رؤوف بتشوق: حلو الحب يا مليكة؟

أجابته بعيون لامعة: أحلي حاجة في الدنيا كلها ولو لاقيته بتكون خلاص كده إمتلكت الكون بحاله.

كان يقف أمام البحر معشوقها وصديقها الوفي مثلما تلقبه
تحرك إلى حيث كانا معا في ذلك اليوم يوم قبلتها الأولي
حيث احتضنته وشددت من إحتضانه وتأوهت بإثارة وتاهت معه
تذكرها، تذكر قربها، لمستها، همس شفاها، شعوره معها لم يضاهييه أي شعور،
تنهد وحدث حاله وهو ينظر لصديقها الوفي،
أي أنثي أنتي مليكتي ساحرة أنتي محبوبتي
أفقدتني صوابي بلمسة حطمتي أسواري بهمسة
تعي لنبدأ من جديد لأذيقك شهد العشق الفريد.

شهد الياسين لمليكته أميرة قلبه معشوقته
تنهد بألم وأخرج هاتفه ونظر بشاشته وهو يشاهد بهيام نقش إسمها عليه، كاد أن يضغط عليه ليحادثها ويوشي لها بكل ما يدور داخل روحه ويوجعها ليخبرها مدي عشقه لها، يخبرها عن قلبه المتألم من بعادها، يخبرها أنه لم يعد لديه القدرة على إبتعادها عن أحضانه أكثر هو يريدها، يريدها وبشدة
نظر للسماء ودعي الله.

ساعدني إلهي أرجوك، فأنا أريدها، أريد مليكتي، إهدها لي يا إلهي، ضع عشقي داخل روحها، إجعلني رجلها الأول والأخير، إجعلني معشوق عيناها وقلبها، هي حلالي فحللها وحلل قلبها لي، ساعدني إلهي فقد شاب قلبي بعشقها ولم يعد لديه القدرة على التحمل بعد.

في نفس التوقيت
كانت تجلس على تختها محتضنة صغيرها مروان الغافي بثبات داخل أحضانها الحانية داخل غرفتها التي خصصت لها مع صغيرهاممسكة بهاتفها تشاهد إسمه المرسوم على شاشة هاتفها وتتنهد بهيام واشتياق
نعم فقد عشقته مليكة عشقت كل ما به، عشقه لها، نظرة عيناه الولهة، همس حديثه معها، إهتمامه بها، حتى صياحه عليها، غضبه، عشقت ياسين كله.

حدثت حالها بألم: ألهذا الحد لم أتي بخيالك لتتذكرني وتهاتفني مثلما هاتفت عمتك، لما لم تتصل بي ياسين؟
كان سيفرق كثيرا صدقني، إشتقتك ياسين، إشتقت دفئ نظرة عيناك إشتقت همسك، إشتقت لمسة يدك وهي تحتضن يدي بعناية، إشتقت رائحة عطرك المميز الذي لم أشتمه على غيرك من قبل، كم أنت مميز رجلي الفريد
تنهدت بألم وقضت ليلتها في إشتياق، أما حاله فلم يختلف كثيرا عن حالها
كم هو مؤلم وجع البعاد.

صباح اليوم التالي.
فاقت مليكة على طرقات سريعة على باب غرفتها مما أفزعها إنتفضت وجلست برعب تتلفت حولها وفجأة فتح الباب وقفزت منه علياء بمرح وسعادة و بسرعة البرق كانت تجلس بجانبها فوق التخت
كل هذا ومليكة مبرقة العينان فاتحة الفاه وهي تشاهد تلك الحركات البهلوانية من تلك المشاغبة الصغيرة.
تحدثت علياء بمرح: إنتي لسه نايمة قومي يا كسلانة البيت كله صحي.

نظرت مليكة جانبا على الساعه وردت وهي مازالت غير مستوعبة لما يحدث: أصحي ايه يا بنتي، الساعه لسه 7 هقوم أبيع لبن مثلا وبعدين فين مروان؟
ردت عليها بحماس: أولا مروان ولد شطور صحي من نص ساعة وقاعد مع ماما وبابا وعمتو تحت مش كسلان زي مامي، ثانيا بقي قومي بسرعة خدي شاور وغيري هدومك علشان بابا عازمنا على الفطار على أحلي باخرة في نيل أسوان كله يلاااااااا بقي.

ضحكت مليكة على تلك الفاقدة لعقلها ووقفت سريعا واتجهت إلى المرحاض الخاص بغرفتها.
بعد حوالي ساعه كان الجميع يجلس فوق سطح الباخرة يتناولون طعام إفطارهم بسعادة ومرح وسط جو خلاب حيث الشمس والهواء والماء والأراضي الزراعية المحيطة بالنيل، حقا أجواء تدخل السرور على القلب والروح.
تحدثت نرمين بسعادة: بجد يا خالوا مش عارفة أشكرك إزاي، إحنا فعلا كنا محتاجين التغيير ده جدا.

أكملت يسرا بسعادة: فعلا يا خالو وخصوصا ماما كانت محتاجة ده أوي.
تحدث حسن ببشاشة وجه وعشق وهو ينظر على زوجته وحبيبته: على فكره بقي، اللي لازم تشكروها بجد هي بسمة لأنها هي صاحبة الفكرة.
نظرت لها ثريا وتحدثت بإبتسامة حانية: حبيبتي يا إبتسام، من وقت ما دخلتي عيلتنا وانتي بتحاولي تسعدي كل إللي حواليكي ربنا يسعدك على أد ما بتحاولي تسعدي إللي حواليكي يا حبيبتي.

أجابتها إبتسام بوجه بشوش: تسلمي يا حاجة ثريا، وبعدين ده هييجي ايه في كرمك إنتي ورائف وباباه الله يرحمهم، ترحم عليهم الجميع ثم تحدثت مليكة: على فكرة يا عمو الأكل هنا حلو أوي بجد كل حاجه ليها طعم تاني.
ثم حولت بصرها إلى رؤوف وتحدثت: أنا كنت لسه بقول الكلام ده ل رؤوف بالليل وقالي إن الخضار والفاكهة هنا كلها بيور وإن محدش هنا بيستعمل في الزراعة الكيماوي والمبيدات.

هز حسن رأسه بإيماء وأردف: ده حقيقي يا مليكة الكلام اللي رؤوف قاله صح جدا.
تحدثت يسرا: حلو أوي لما تكون الحياة كلها نقاء وكل حاجة فيها صحية وبيور.
رن هاتف ثريا إرتعبت أوصال مليكة وتيقنت أنه ياسين
وبالفعل أجابت ثريا بسعادة: صباح الخير يا حبيبي.

ثم أكملت بعد مدة قصيرة: لا أبدا ما أزعجتنيش ولا حاجة أنا صاحية من بدري ده أحنا بنفطر كلنا على باخرة في النيل عمك حسن صحانا بدري وبصراحة عمل خير مش عاوزة أقولك يا ياسين الجو هنا أد ايه حلو ودافي، ياريتك كنت معانا يا حبيبي.
تحدثت بعد مدة: كلنا كويسن يا حبيبي ما تشغلش بالك بينا، نظرت إلى أنس وتحدثت: أه يا حبيبي قاعد بيفطر أهو.

وأعطت الهاتف للصغير تحت أنظار تلك المشتاقة ذات القلب الولهان، تحدثت ثريا: خد يا أنس كلم عمو ياسين
أخذ الصغير الهاتف بسعادة وتحدث: عمو ياسييييين، إنتي وحشتني أوي، ليه مش جيت علشان تركب معانا المركب؟
ظل يتحدث مع الصغير ثم عاود الحديث مع ثريا تحت أنظارها ثم أغلقت الهاتف وأكملت طعامها.

تحت استغراب مليكة التي بدأت تتسائل داخلها، لما لا يهاتفها منذ وصولها، هل هو غاضب مني لشيئ ما؟ هل صدر مني شيئ لم اعيه! لا أنا متأكدة أنه لم يحدث شيئا فقد حاوطني بنظرات عشقه داخل المطار حين كان يودعني لقد لمس يدي بطريقة بث لي بها كم سيشتاقني وكم هو يعشقني؟
ماذا حدث ياسين؟ ماذا حدث!
بعد مدة تحركت ووقفت عند سور الباخرة ونظرت للمياة وبدأت تشكو لها حزنها وألمها من فراقه.

بعد ثلاثة أيام من سفرهم كان الجميع يتأهب لتحضير سفرة الغداء، فقد تأهبت مليكة مبكرا وتحمست وقررت أن تستعرض مهارتها أمامهم في صنع أكلتها المفضلة وهي الأسماك،
فقد قررت أن تصنع لهم أكلات السمك المختلفة وساعدتها بذلك ثريا البارعة في صنع تلك الأكلة المشهور بها أهل الإسكندرية.

كان أفراد منزل حسن متعاونون بكل شيئ، لم يكن لديهم عاملة بالمنزل بل كانوا هم من يصنعون أشيائهم بأنفسهم، خرجوا ليضعوا الطعام وبقيت هي بمفردها بالمطبخ تزين باقي الأطباق لتحضرها للخروج،
سمعت ضجيج بالخارج ولكنها لم تهتم فذلك المنزل دائما ما يأج بالهرج والمرج والسعادة،.

بعد مدة إستمعت بإقتراب أقدام أحدهم خلفها واشتمت عطر هي تحفظه عن ظهر قلب إنتفض قلبها وارتعبت أوصالها وأخذ قلبها يدق بأعلي وتيره له، إستدارت سريعا لتراه نعم هو من حرم على عيناها النوم منذ ثلاثة ليالي، نظرت له بهيام واشتياق وعشق كاد قلبها أن يتركها ويذهب إليه ليحتضنه
طار قلبه وعلي نظر إليها ولم يصدق ما تراه عيناه أهي حقا مليكته، أنظرات العشق تلك له هو؟
يا إلهي!

نظر لها بإندهاش مع نظرات متداخلة، حب، إشتياق، حنين، ألم البعاد، سعادة، إندهاش،
إقترب منها ومد يده يحتضن يدها وتلاقت الأعين واحتضنت القلوب بعضها بسعادة ولهفة.
تحدث بشفاه مرتعشة من شدة الإشتياق: إزيك
أجابته بصوت هائم بنفس رعشة الشفاة مع إبتسامة سعادة ظاهرة داخل عيناها:
أنااا، أناكويسة، إنت كويس؟
أجابها وهو يحتضن يدها ويتلمسها بإثارة أثارت إثنتيهم: أنا بقيت كويس لما شوفتك.

ضلا يتبادلا النظرات بحب وهيام وقلوب طائرة
حتي فزعوا وابتعدوا سريعا على أثر صوت تلك المزعجة وهي تقول بمرح: إنتوا واقفين هنا تتكلموا واحنا موتنا من الجوع برة، يلااااا طلعوا باقي الأكل.
وجرت على صحن كبير به نوع من الأسماك إلتقتطه وخرجت بسرعة البرق.
نظر لها وتحدث بإستغراب: هي البنت دي هبلة ولا أنا إللي بيتهيألي؟
إبتسمت بخجل وهي تناوله سرفيس كبير محمل بالجمبري وهي تقول: خد ده طلعه بره.

نظر لها نظره ذات معني وغمز بعيناه وتحدث بوقاحة: جمبري هو إحنا ليلتنا بيضا ولا حاجة؟
علي العموم الرسالة وصلت يا قلب جوزك.
رمقته بنظرة حادة وتحدثت بوجه يشع إحمرارا من شدة خجلها: إنت وقح على فكرة.
ضحك برجولة وأكمل بجرأة: وليا الشرف.
دلفت نرمين للمطبخ نظرت إليهما وجدت ياسين يضحك بوجه سعيد وحاله لم تره عليها من قبل،.

تحدثت بطريقة أمرة مستفزة: يلا يا مليكة خرجي باقي الأكل الناس جاعت، إستعجلي شوية وبطلي دلع ولكاعة.
نظر ياسين إلى مليكة وأردف بفخر: ومالوا لما تدلع، دي مليكة عثمان يعني الدلع والدلال إتخلقوا علشانها
نظرت له بسحر وإبتسمت بخجل.
أما نرمين فغلي قلبها وتأكل الحقد منه وحدثت حالها: يبدو أنها تملكت منك أيضا أيها الأبله مثلما تملكت قبلك من رائف، أيتها اللعينة كيف لكي أن تجعليهم ينساقون خلفك دون وعي كالمغيبين؟

ولكن صبرا لن أدعك تهنئين بياسين المغربي بجلالته، وسترين أيتها اللعينة.
تري ماالذي ستفعله نرمين لتفسد به سعادة مليكة وياسين؟
وهل حقا ياسين سيسمح لأي شيئ بأن يبعده عن مليكته ويفسد عليه ليلته وخصوصا بعد ماظهر بعيناها من بوادر موافقة ورغبة له؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة