قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثاني والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثاني والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثاني والعشرون

حملوا باقي الأطعمة وخرجوا للجميع
والتفوا حول سفرة الطعام وسط أجواء مبهجة وسعيدة، إلا من نرمين التي باتت متأكدة من عشق ياسين لمليكة، فضحته نظرات عيناه المشتاقة لها، كان يجلس مجاورا لها وقلوبهم ترقص فرحا من شدة سعادتهم حاولت مليكة جاهدة كي لا تظهر سعادتها وعشقها أمام الجميع.
نظر لها وتحدث متعمدا: مليكة ممكن تديني واحدة جمبري؟
إرتبكت لعلمها ما يقصده وابتلعت لعابها وصمتت.

أشارت لها إبتسام وتحدثت بدعابة: قربي الجمبري لسيادة العقيد يا مليكة ولا عاوزاه يقول علينا بخله.
إبتسم ياسين وأجابها بإحترام: العفو يا أفندم حضرتك أصل الجود والكرم ومحدش يقدر يقول غير كده.
أومأت لها مليكة بموافقة وبدأت بوضع الجمبري في صحن ياسين.
نظر لها بإبتسامة واقترب من أذنها وهمس بنعومة: ما أتحرمش.
إرتبكت وهزت رأسها بإبتسامة خجلة.
سأله رؤوف بشغف واهتمام: وايه أخبار شغلك يا سيادة العقيد؟

أماء ياسين برأسه وهو يبتلع طعامه بتلذذ واستمتاع وتحدث بإختصار: كله كويس يا رؤوف الحمد لله.
نظر له حسن وحدثه برجاء: خلي بالك على نفسك كويس يا ياسين، الناس دي مابتنساش تارها وإنت دمرت لهم خلية بقالهم سنين بيدربوا فيهم وبيجهزوهم وصرفوا عليهم كتير، كانوا خلاص هيحصدوا إللي زرعوه فيهم كل ده، وإنت جيت في لحظة ومحيته.

واسترسل محذرا: أرجوك يا ابني حافظ على نفسك كويس وخلي بالك على قد ما تقدر، وياريت ما تثقش في أي حد بسهولة.
أجابه ياسين بإحترام: ربنا هو الحافظ يا عمي، متقلقش حضرتك أكيد مخلي بالي.
تحدث إسلام بإعجاب واحترام: حضرتك بتوصي مين يا بابا، ده ياسين باشا المغربي وحش المخابرات، وبعدين دي أول حاجه بيدربوهم عليها إنهم ما يثقوش في أي مخلوق حتى أقرب الناس ليهم.

إبتسم ياسين إلى إسلام وتحدث بإختصار: بالظبط كده يا إسلام برافوا عليك، وتابع تناول طعامه.
تحدثت ثريا بقلق: ربنا يحميك يا حبيبي ويكفيك شرهم، كانت تنظر له وقد بدأ الرعب يدب في أعماق أوصالها، شعر بها ونظر إليها وأماء بعينيه ليطمئنها.
نظرت له يسرا وتحدثت بحب أخوي: ربنا يحفظك يا ياسين.
نظر لها قائلا بحنان: تسلميلي يا حبيبتي.
نظر له رؤوف وتحدث مستفهما.

سيادة العقيد هو مش المفروض إن جهاز المخابرات ده سري والمفروض كمان إن كل الظباط اللي شغالين جوه الجهاز بيبقوا مش معروفين للعلن، ولا كمان المفروض تنزل أخبارهم عادي كده في السوشيال ميديا صح ولا أنا غلطان؟
أجابه ياسين بمهنية: هو المفروض إنه كده فعلا يا رؤوف لكن حاليا قواعد الحرب الباردة في عالم المخابرات إتغيرت في كل شيئ
وأردف بعمليه: هشرح لك، هو فعلا رجال المخابرات المفروض ما يتعرفوش لسببين مهمين.

أولا علشان سلامتهم وأمانهم، وثانيا بقي وده الأهم لضمان نجاح المهام إللي بيكلفوا بيها، لكن اللي بيحصل دلوقتي إن السوشيال ميديا بقت سلاح أخطر علينا من السلاح البيولوجي نفسه،
وأكمل بمهنية: بمعني مخابرات الدول المعادية بتسرب أسماء رجال المخابرات علشان يتعرفوا واصطيادهم من الجماعات الإرهابية يبقي أسهل،.

واللي حصل في المهمة بتاعتي مؤخرا وبعد ما تتبعنا خيط تسريب الخبر أتضحلنا إن فيه ظابط معانا للأسف قدروا يشتروا ضميره وباع نفسه ليهم،
وهو إللي سرب لهم الخبر علشان لاقدر الله لو حصل إغتيال لأي شخص فينا يبقي هو في الأمان ومايتعرفش، وأكمل بفخر: لكن طلع غبي وإحنا سبقناه بخطوة كعادة المخابرات المصريه دايما،.

وأكمل بمهنية: لكن بالنسبة للعمليات السرية إللي تخص أمن الدولة أحب أقولك وأطمنك إن فيه قسم في الجهاز متخصص في العمليات دي
وده بيتكون من وجوه سرية وغير معروفة للعلن، لدرجة إن أهاليهم نفسهم ما بيبقوش عارفين هما شغالين في أي جهاز أو تبع أي تخصص، كل اللي يعرفوه عنهم إنهم تبع القوات المسلحة وبس
ودول بنختارهم بعناية فائقة وبيمروا بإختبارات صعبة وعديدة علشان نتأكد من ولائهم وإخلاصهم للبلد.

تحدث حسن بفخر: طبعا يا ياسين جهاز المخابرات المصري فخر لأي مصري حر، لكن لازم تخلي بالك على نفسك كويس أوي يا ابني وربنا هو الحارس.
تحدث ياسين ببشاشة وجه: العمر واحد والرب واحد يا عمي، ما حدش بياخد أكتر من إللي ربنا كاتبه له.
ردت ثريا: وربنا إن شاء الله كاتب لك السلامة يا ابني.
نظر لها بحنان وأجابها: تسلمي لي يا أمي.

أحال ببصره عليها، وجد ملامحها متشنجة حزينة ومرتعبة، نظر إلى طعامها وجده كما هو ولم يمس.
أمال على أذنها وتحدث بصوت منخفض: كملي أكلك يا مليكة.
بادلته النظر وهزت رأسها بإيماء مع ابتسامة باهتة،
كان هناك من يراقبهم بعيناه والغل يتأكل قلبها إنها نرمين لا غير.
ثم تحدثت إلى ياسين بإستفسار: هترجع إسكندرية أمتي يا ياسين؟

أجابها وهو يتناول كأس الماء ليرتشف منه القليل: عندي شغل هنا لمدة تلات أيام هسافر بعدها على طول إن شاء الله.
نظرت له إبتسام قائلة بإهتمام: البيت هينور يا سيادة العقيد.
نظر لها بإحترام وتحدث: متشكر جدا لحضرتك لكن متشغلوش بالكم بيا أنا حاجز في فندق قريب من هنا وبعد إذنك هبقي أجي أشوفكم وأطمن عليكم من وقت للتاني.

رمقه حسن بنظرة غاضبة قائلا بحدة: إنت بتستقل بينا يا ياسين ولا يكونش البيت مش عاجبك وشايفه مش قد المقام يا ابن المغربي؟
تحدث سريعا بنفي: لا والله العظيم أبدا يا عمي بيتك يشرف أي حد يدخله وحضرتك وإبتسام هانم على راسي، ده كفاية مقابلتكم وبشاشة وشكم كل الحكاية إني مش عايز أزعجكم ولا أتطفل عليكم.

تحدثت إبتسام بمودة: ما تقولش كده يا سيادة العقيد ده إنت هتشرفنا وبعدين مكانك موجود ومافيش إزعاج ولا حاجة، مروان هيبات مع أنس والحاجة ثريا، وحضرتك هتبات مع مراتك في أوضتها.
أكمل حسن بنبرة حازمة وأمره: تتفضل تلغي الحجز وتجيب شنطتك وده أخر كلام ومش عاوز أسمع كلمه زيادة.
هز رأسه بإيماء وأجاب بإبتسامة شكر: تحت أمرك يا عمي.
شعرت بسعادة الدنيا تحوم حولها فحقا هي تشتاقه، تشاق قربه، رائحة أنفاسه وهو بجانبها.

في المساء
كان الجميع مجتمعون يتثامرون بود وسعادة
وقفت مليكة معتذرة: بعد إذنكم أنا هطلع أحمي الولاد علشان معاد نومهم قرب.
أجابتها إبتسام: خدي مروان وسبيلي أنس أنا أحميه، أجابتها بإبتسامة واعتذار لطيف: متشكرة أوي يا طنط مش عاوزة أتعب حضرتك معايا.
هزت لها رأسها بنفي وتحدثت: مفيش تعب ولا حاجة يا قلبي.

نظرت لها ثريا وتحدثت: ماتتعبيش نفسك يا بسمة مليكة مابتسمحش لأي حد يقرب من أولادها ويحميهم غيرها ولا حتى عمتهم يسرا.
ضحكت يسرا و تحدثت: بتقول إنها مش حابه ولادها يتحرجوا من حاجه زي دي لما يكبروا ويفهموا.
إبتسمت مليكة
وتحدث حسن معجبا بتفكيرها: عندها حق طبعا وعلى فكرة بقي الكلام ده من أساسيات ديننا وكمان بيدرسوه في نظريات علم التربية الحديثة.

نظر لها رؤوف وتحدث بإعجاب: برافوا عليكي يا مليكة تفكيرك سليم جدا على فكرة.
وأكمل ضاحكا: ده أنا خالتي رباب ذلاني كل شوية تقولي كبرت يا رؤوف وبقيت مهندس داأنا لسه كنت بحميك أول إمبارح، لا وما بيحللهاش الكلام غير قدام الناس الغرب حاجة اخر مسخرة والله.
ضحك الجميع إلا الناظر على رؤوف بنظرة حادة لتقربه من مليكة وحديثه المباشر معها بتلك الأريحية،.

إستأذنت وصعدت للأعلي حممت أطفالها ونزلا الطفلان لجدتهما وبقيت هي داخل غرفتها.
أخذت حماما وارتدت ثوبا للنوم رقيق للغاية ويبرز جميع مفاتنها، فردت شعرها فوق ظهرها نثرت عطرها على جسدها بسخاء،.

ووقفت تنظر على حالها في المراة إرتعبت حين رأت حالها فقد كانت فاتنة للغاية خجلت من حالها هزت رأسها تنفض من داخلها تلك الأفكار، وتحركت سريع وأبدلت ثوبها بمنامة بيتية مريحة ولملمت شعرها وربطته ووضعت عليه وشاحا بإهمال فتمردت إحدي خصلاته وطلت من تحت وشاحها مما ذادها سحرا
خرجت إلى الشرفة ووقفت بتوتر وضربات قلبها في تزايد وهي تنتظر ذلك العاشق لتري عشقها داخل عيناه من جديد.

بعد قليل إستمعت لطرقات خفيفة فوق الباب إستدارت وطلت برأسها، وجدت الباب يفتح ويظهر منه ياسين ظهر بوسامته وجسده الممشوق، وقفت بإرتباك وهي تفرك يداها وتنظر له بنظرات عاشقة ممزوجة بأخري خجله،
نظر إليها بإنبهار فقد كانت حقا جميلة حتى وإن حاولت تخبئة جمالها ومفاتنها ففرحة قلبها وعشقها له ظهرت على وجهها فزاده سحرا وجمالا، ذهب إليها إقترب منها بحذر وتحدث: إتأخرت عليكي؟

نظرت له وضربات قلبها تتسارع وأجابته بصوت يكاد يسمع: عادي براحتك.
أكمل بابتسامة معتذرا: معلش إنتي عارفة عمي حسن وحكاياته الجميلة إللي مابتخلصش، الكلام أخدنا والوقت عدي.
إبتسمت بخجل وبعد قليل حدثته متسائلة: سيلا وحمزة عاملين ايه؟
أجابها وهو ينظر داخل عيناها بهيام مهلك: كويسين، كلهم كويسين لكن البيت وحش أوي من غيركم وملوش طعم وحشتونا أوي
وأسترسل معاتب: بس شكلكم مبسوطين هنا ومش فارق معاكم بعادنا.

أجابته بلهفة: لا طبعا إنتوا كمان وحشتونا أوي، ثم سحبت عيناها عنه بخجل.
إقترب عليها وأمسك يدها بحب وضغط عليها بحركة أذابتها، تعمق داخل عيناها وإلتقت عيناها بعيناه وأخذ صدرها يعلو ويهبط من شدة توترها وعشقها
سحبها من يدها للداخل وأغلق الشرفة أوصلها للتخت وأجلسها وجلس بجوارها وتحدث بعيناي تنطق عشق: هو أنتي ليه حلوة أوي كده النهاردة؟
سحبت نظرها عنه بخجل وابتلعت لعابها.

نظر لها وتحدث بصوت هائم مهلك لإنوثتها: مليكة، بصي في عيوني، مليكة
نظرت له إقترب منها وتلمس خدها بحنان إقشعر بدنها وأغمضت عيناها بإستسلام، إقترب عليها ووضع قبله فوق شفاها إستجابت هي لها
إبتعد عنها نظر داخل عيناها ليتأكد من صحة شعوره نظرت له وابتسمت بخجل تأكيدا على ما وصله من قبولها.
شعر بسعادة لم يشعر بمثلها من قبل وتحدث بلهفة وعشق: بحبك يا مليكة بحبك
ثم غاصا في عالم العشاق ليقطفا معا أول ثمارهما.

في نفس التوقيت
كانت تتحرك في الغرفة بغضب وضيق أمسكت هاتفها وقررت تهاتف ليالي لتفسد ليلة مليكة التي تأكدت من أنها ستكون ليلة مميزة لها لما لاحظته من عشق ياسين الظاهر بعيناه ولهفته عليها، ضغطت على زر الإتصال
أتاها صوت ليالي تحدثت نرمين بلؤم: لي لي حبيبتي وحشتيني.
أجابتها ليالي بمجاملة: وإنتي كمان يا نيرو وحشاني كتير أخباركم إيه، طبعا مبسوطين في أسوان؟

أجابتها نرمين: جدااااااا مش قادرة أقول لك مبسوطين قد ايه
الجو هنا تحفة يا لي لي بجد الرحلة دي كانت نقصاكي.
أجابتها ليالي: مرة تانية إن شاء الله.
إسترسلت نيرمين حديثها بخبث: خالوا حاجز لنا بكره اليوم كله هنقضيه في باخرة في وسط النيل، بجد ياريتك جيتي مع ياسين
إرتبكت ليالي وسألتها بإستفسار: ياسين! وهو ياسين ايه اللي هيجيبه عندكم؟
أجابتها نرمين بلؤم: ايه ده هو أنتي متعرفيش إن ياسين هنا في أسوان؟

ده هنا من الساعه واحدة الظهر وأتغدا كمان معانا، وأكملت بحديث خبيث ذات مغزي: ده حتى طلع ينام مع مليكة في أوضتها ومليكة نزلت مروان ينام مع ماما علشان يكونوا براحتهم،
غلي قلبها واشتعلت النيران بداخله وهتفت بحدة: إقفلي دلوقتي يا نرمين لما أتصل بالبيه أشوفه بيهبب ايه هناك.
تحدثت نرمين بحذر: لي لي، من فضلك ماتقوليش لياسين إني قولت لك حاجه، أنا ماقصدتش أبدا إني أعمل مشكلة بينكم.

أجابتها ليالي على عجل: مفهوم مفهوم يا نرمين يلا سلام، أغلقت الهاتف وطلبت رقم زوجها في الحال وانتظرت ليأتيها الرد.
كان غارقا في بحر عسلها ذو النكهة المميزة الذي طالما تمناه وبشدة، يغوصان معا بعالمهم الخاص ذو الطابع الساحر الهائم الذي لم يشهد لمذاقه مثيلا من ذي قبل
رن هاتفه مد يده بإهمال وأمسك الهاتف وأغلقه تماما دون النظر به وعاد لمعشوقة عيناه ليستكملا ما كان عليه.

نظرت بشاشة هاتفها بجنون وعدم تصديق، عاودت الإتصال مرة أخري إذزداد جنونها حين وجدت الهاتف مغلق جرت مسرعة للأسفل وجدت عمتها جالسة في بهو المنزل
سألتها بلهفة عن عز، أخبرتها منال أنه داخل المكتب، جرت بإتجاه المكتب بحالة هيستيرية دفعت الباب بجنون دون إستئذان وهرولت خلفها منال بفزع،
وقف عز مستغربا من هيئتها وتحدث بهلع: فيه إيه؟ حد من الولاد جرا له حاجة؟

أجابته بهيستريا: الولاد بخير يا عمو لكن الظاهر إن البيه المحترم إبن حضرتك هو اللي جرا له حاجة في مخه.
ضيق عيناه بدون فهم وتحدث بحزم معنف إياها: بيتهيئ لي لازم تتكلمي بإسلوب أحسن من كده وإنتي بتتكلمي على جوزك أبو ولادك، مش كده ولا إيه يا مدام؟
تحدثت منال بإستفهام متجاهلة تعنيف عز الموجه إلى ليالي: ما تفهمينا يا ليالي فيه أيه بالظبط رعبتيني!
صاحت بغضب وهدرت وهي تنظر لها: عمو عز هو إللي هيفهمنا يا عمتو.

ثم نظرت إلى عز وأكملت: ممكن حضرتك تقولي ياسين بيه فين حاليا؟
تحدث عز بجدية: ما أنتي عارفة، ماهو قايل قدامك إمبارح إن عنده مأمورية شغل بره إسكندرية وهيقعد فيها تلات أيام.

أجابته والغضب يسيطر كليا على ملامح وجهها: أه ده الكلام إللي إستغفلني بيه قدام حضرتك لكن الحقيقة إن سيادة العقيد المحترم موجود حاليا في أسوان وبالتحديد في أوضة الهانم، ولما رنيت عليه من شوية علشان أسأله بيعمل إيه هناك فصل عليا الفون وقفله في وشي.
شهقت منال ووضعت يدها على فمها وتسائلت: إنتي متأكدة يا ليالي إنه في أسوان؟
أجابتها ليالي بحدة: متأكدة زي ما أنا متأكدة إني واقفة معاكم حالا.

جلس عز على الأريكة ووضع ساق فوق الاخري وأشعل السيجار ثم تحدث ببرود: وحتى لو في أسوان زي ما بتقولي، إيه المشكلة مش فاهم؟
واحد وعنده مأمورية في أسوان وراح يبات في بيت عمه وبالتالي من البديهي جدا إنه يبات في أوضة مراته، وده حفاظا على شكلهم قدام الناس، وأكمل ساخرا: ولا عاوزاه يقول لهم معلش هاتولي أوضة لوحدي أصل أنا والمدام متجوزين جواز صوري.

ثم نظر لها وهو مضيقا عيناه بتساؤل: وبعدين أنا مش فاهم إنتي عاملة الثورة دي كلها على أيه؟
ماهو بيبات معاها في أوضتها هنا برضو، فرقت في إيه يا ليالي هانم هنا من هناك؟
أجابته بدموع لم تستطيع التحكم بها: لا يا عمو تفرق كتير أوي، هنا بيبات معاها مرغم وكلنا عارفين ظروف وجوده معاها في أوضة واحدة أيه، لكن لما يروح لها أسوان مخصوص ويخبي علينا كلنا، يبقي ده بيأكد لي إن فيه حاجة بتحصل من ورا ضهري.

تحدث عز بتعقل وجدية: وهو من أمتي ياسين بيقول لنا على المكان إللي بيسافر فيه لمأمورياته؟!
وأكمل بحكمة: جوزك يا مدام شغال في جهاز حساس وسري، أنا نفسي يلي أبوه ومعاه في نفس الجهاز ممنوع يعرفني مكان مأمورياته، يبقي أيه الغريب المرة دي، وخبي عليكي من أي ناحية أنا مش فاهم!
تحدثت منال وهي تأخذها داخل أحضانها: إهدي يا حبيبتي كلام عمو عز منطقي جدا.

نظرت له ليالي وتحدثت بتوسل وهي تجفف دموعها: طب من فضلك يا عمو إتصل عليه وأسأله علشان قلبي يطمن.
تأفأف عز بملل ثم أخرج هاتفه متحدثا بنبرة ساخرة: حاضر يا ستي هتصل بيه وأعنفه وأقول له إنت إزاي تنام ف أوضة مراتك يا محترم.
ضغط على الهاتف وجد هاتف ياسين مغلقا نظر لها وأجاب ببرود: تليفونه مقفول أكيد عنده شغل بكرة بدري وقفله علشان ينام براحته، ياريت إنتي كمان تهدي وتطلعي تنامي.

هدأها عز هو ومنال وبعد مدة صعدت غرفتها وقلبها مازال مشتعلا من الغيرة.

في جناح طارق وجيجي
كان يجلسان في جو شاعري مليئ بالدفئ والمشاعر الحانية، أخرجهما مما هما عليه إستماعهما للضجيج الدائر بالمنزل
تحدثت جيجي: ده صوت ليالي وعمو عز، ياتري فيه أيه؟
تأفأف طارق وتنهد: هيكون فيه أيه يعني، أكيد ياسين عمل معاها مصيبة جديدة.

تحدثت جيجي بتأثر: والله ساعات ليالي بتصعب عليا أوي، مع إنها متكبرة ومغرورة لكن حقيقي ماتستاهلش إللي ياسين بيعمله فيها ده كله، ياسين قاسي أوي عليها يا طارق.

رمقها طارق بنظرة ساخرة مضيقا عيناه: مالك كده محسساني إن ليالي دي ملاك بجناحين، ليالي دي جبارة بنت خالي وأنا أدري بيها من زمان دي لو لقيت حبة تراخي من ياسين كانت خربت الدنيا وركبت فوق دماغ الكل، لكن ياسين علشان ذكي وفاهمها كويس عارف مفاتيحها فين وممشيها
وأكمل ساخرا: وبعدين ما الهانم مقضياها نوادي وخروجات مع صحباتها وعايشه حياتها بالطول والعرض وأخر إهتماماتها هو ياسين ومشاعره وقلبه، زعلانة ليه بقي.

ضحكت جيجي وتحدثت: وهو أخوك سايبها بحريتها بجد؟
ده حاطتها تحت المراقبة أربعة وعشرين ساعة، أي مشوار بتخرجه عربية المراقبة بتكون محاوطاها هي والولاد.
طارق وهو يقف ويرتدي الروب فوق منامته: وهو بيعمل كده ليه، مش علشان أمانها هي وولادها، إنتي ناسية إنه شغال في مكان حساس والعين دايما عليه.
نظرت له جيجي بإستغراب وتحدثت: إنت بتلبس الروب ورايح على فين؟

أجابها طارق وهو يضع قبلة فوق وجنتها: رايح أشوف الحرب إللي دايرة تحت دي دايرة على أيه.

بعد صعود ليالي
إقتربت منال من عز متسائلة بترقب: عز، أرجوك جاوبني بصراحة، إنت كنت تعرف إن ياسين مسافر أسوان؟
إنفعل عز وأجابها بحدة: ياستي قولت لك معرفش، معرفش، معرفش، أقولها لك بأي لغة علشان تفهميها؟
فركت منال يديها بعصبية وهي تدور بالغرفة: أنا قلبي مش مطمن، حاسة إن فيه حاجة بتحصل بجد،
ثم إلتفتت إليه وتحدثت بنبرة غاضبة: البيه إبنك شكل الموضوع عجبه والهانم حليت في عنيه وحابب يخلي الجواز فعلي،.

وأستطردت بنبرة تهديدية: ماشي يا ياسين، من النهاردة أنا بنفسي إللي هقف لك، ماهو مش بنت أخويا إللي يتعمل معاها كده.
نظر لها عز وتحدث ساخرا: وإنتي بقي اللي هتمنعيه يا منال؟
وأكمل: ولو فرضنا إن إبنك حابب يعمل كده فعلا ويتعامل مع مراته كزوجين طبيعيين، أيه مشكلتك في كده أنا مش فاهم؟
وأسترسل موضح: بعدين إبنك لو حابب يعمل كده فعلا مفيش مخلوق على وجه الأرض هيقدر يمنعه، ولا أنتي تايهة عن ياسين يا منال؟

نظرت له بغل وأكملت: أنا ساعتها إللي هقف له يا عز وهتشوف، ولا يمكن هسمح لتخطيط ثريا ينجح ويدمر بيت إبني، ثم نظرت له بكره وأكملت بتهديد: لا يمكن أسمح لها تنفذ إللي أنا منعته من خمسة وعشرين سنة، على جثتي يا عز، على جثتي.

وقف عز بغضب وتحدث: إنتي عمرك ما هتنسي أبدا، كفاية بقي يا منال سنين طويلة وإنتي معيشانا في هم ونكد بسبب الموضوع ده، موضوع وأتفتح وقفلناه بعدها برفض ثريا نفسها، ليه مش عاوزة تقفليه إنتي كمان وترتاحي وتريحيني ليه؟
أجابته بغل: رفضت لما أنا إللي وقفت لها ودافعت عن بيتي وولادي بكل قوتي، وهي عملت فيها الزوجة العفيفة إللي باقية على ذكري جوزها إللي بتحبه،.

وأكملت بغل: طول عمرها بتاعت مظاهر وتحب تبان قدام العيلة في صورة الست العاقلة الكاملة
لكن أنا عمري ما هصفي لها،
ثم أشارت له بسبابتها وتحدثت بنبرة صاخبة: ولا هصفا لك وأنسي لك إنك فضلتها عليا وكنت عاوز تتجوزها.
هنا دلف طارق عليهم بعد الإستئذان وتحدث: فيه أيه يا بابا، أيه حالة الهرج والمرج اللي في الفيلا دي، ومالها ليالي صوتها كان عالي كده ليه من شوية؟

نظرت سريعا إلى طارق وسألته بإستفسار: إنت كنت عارف إن ياسين مسافر أسوان عند مليكة؟
إزبهل طارق مما إستمعه ورد مستغربا: أيه! هو ياسين في أسوان؟
حولت بصرها سريعا إلى زوجها وتحدثت بغضب: إتفضل أدي طارق هو كمان مايعرفش، أنا كده بقى إتأكدت إن فيه حاجة بتحصل من ورا ضهري فعلا.
حدثها طارق مهدئا إياها: إهدي يا ماما أكيد رايح لشغل زي ما قال.

أجابته منال بإنفعال: طول عمره بيقول لك إنت بالذات على أماكن سفره علشان لا قدر الله لو حصل حاجة يبقي عندك خبر هو فين، أيه إللي حصل المرة دي خلاه ما قالكش يا طارق؟
تحدث طارق بتعقل: أكيد عنده أعذارة يا ماما إهدي حضرتك ولما يرجع هنفهم منه أصل الموضوع.
تحدث عز ساخرا: إنت إتجننت يا طارق، إزاي بتطلب منها تهدي وهو الموضوع متعلق بكرامة وشكل الكونتيسا ليالي قدام الناس.

رمقته بنظرة غضب وخرجت دون كلام وصفقت الباب خلفها بغضب.
أما طارق فقد نظر لأبيه وتساءل مستفهم: هو ياسين فعلا في أسوان يا بابا؟
تحرك عز وجلس فوق الأريكة وتحدث: تليفونه مقفول معرفتش أوصل له، بس ليالي مش هتعمل كل الهيصة دي من غير ماتكون متأكده.
تحدث طارق بإستفهام: وليالي عرفت منين؟
نظر له عز وابتسم بسخرية.

تحدث طارق بتأكيد لما وصله من نظرة أباه: نرمين أنا مش عارف البنت دي أيه إللي حصلها مكنتش كده الأول نرمين مكنش فيه أحن وأرق منها.
نظر عز للأسفل وظهر على وجهه علامات الأسي وتحدث: الغيرة والحقد بيغيروا البني أدم يا طارق.
نظر له طارق بعدم إستيعاب قائلا: غيرة! من مين وليه؟
أجابه أباه بأسي: من مين، من مليكة وده بيبان أوي في نظرة عنيها وهي بتبصلها وف تشنجات وشها لما نبقي قاعدين وفجأة مليكة تدخل،.

أما بقي ليه فربنا وحده أعلي وأعلم بأسبابها.
تحدث طارق: ربنا يهديها ويرجعها لعقلها
وأكمل بنبرة جادة: لكن مقولتليش ياباشا هنعمل أيه مع ياسين، دي كده الدنيا هتولع حواليه من ماما وليالي؟
نظر له عز وتحدث بإبتسامة سمجة: هنعمل له أيه يعني، هو مش الباشا عامل لي فيها روميو وحبيب وداير يخطط ويظبط مع نفسه، يشرب بقي ويقابل
ثم نظر لبعضهما وبدون مقدمات أطلقا الضحكات الساخرة سويا.

داخل غرفة نرمين
كانت متسطحة فوق فراشها تنظر لسقف الغرفة بإستمتاع وتشفي بعدما بخت بسمها من جديد في حياة مليكة إستمعت لطرقات فوق الباب!
إعتدلت بفراشها وتحدثت: إدخل
فتح الباب ودلفت منه يسرا ويبدو على وجهها الإنزعاج
نظرت لها نرمين بإستغراب قائلة: يسرا خير فيه حاجة؟
إقتربت منها يسرا وجلست بطرف الفراش وتحدثت بتساؤل: عاوزة أيه تاني من مليكة يا نرمين؟

إبتسمت نرمين وتحدثت بنبرة ساخرة: وأنا هعوز منها أيه دي كمان، وأكملت بغل: يابنتي مليكة دي أقل من إني أشغل دماغي بيها دقيقة واحدة.
تحدثت يسرا: ولما هو كده فعلا تقدري تقوليلي أيه نظرات الحقد اللي كانت مالية عنيكي وإنتي بتبصي عليها وإحنا على العشا النهاردة،.

ونظرت لها نظرة ذات مغزي وأكملت: لسه عاوزة منها ايه تاني يا نرمين، مش كفاية اللي وصلتيها ليه هي وولادها بغيرتك وحقدك عليها ولا نسيتي ولو كنتي نسيتي أنا أفكرك بجريمتك إللي عملتيها؟
إنتفصت نرمين بغضب وتحدثت: إنتي عاوزه مني أيه بالظبط يا يسرا؟

أجابتها يسرا بنبرة تهديد: عاوزاكي تبعدي نهائي عن مليكة وولادها وأياكي تفكري ولو مجرد تفكير بإنك تأذيها بأي شكل من الأشكال، ساعتها ورحمة بابا لأروح لياسين وطارق وأحكيلهم على كل إللي حصل وأسيبك منك ليهم،.

وأكملت بنبرة تهديد: وأوعي غبائك يصورلك إني علشان ساعدتك في موضوع الفيديو ومنعت ياسين إنه يشوفه إني موافقة على إللي عملتيه أو نسيته بالعكس، وأكملت بإشمئزاز: ده أنا كل يوم بكرة نفسي وبلومها ألف مرة على إني ساعدتك ووقفت معاكي، بس للأسف مكنش قدامي حل تاني وده بسبب خوفي على المسكينة أمي، ولولا كده عمري ما كنت هقف جنبك وأشاركك ذنبك.

ثم رمقتها بنظرة تهديد وأكملت: ياريت تفكري في كلامي ده كويس أوي، علشان ده مش كلام وخلاص.
ثم رمقتها بغضب وخرجت كالإعصار، إمتعض وجه نرمين وأمسكت بفرش التخت وشدته وألقته فوق الأرض بكل غضب وهذا لعلمها جدية حديث يسرا
فيسرا مثل والدتها حنون وهادئة ومسالمة لكن أوقات الغضب تخرج مخالبها وتدافع بكل جبروت وتظهر قوة شخصيتها الدفينة.

في نفس التوقيت داخل حديقة حسن
كانت تجلس بجانب أخاها بعدما سألها عن وضع مليكة مع ياسين وقصت له ما حدث.
تحدث حسن بنبرة جادة: بس كده يبقي حرام شرعا يا ثريا ده كده يتحط تحت بند جواز بعقد مشروط وده ملوش أي أساس من الصحة في ديننا.
تحدثت ثريا بتهرب وأسي: ده شرط البنت يا حسن، البنت كانت رافضة مبدأ الجواز من الأساس لكن لما باباها أصر ياخدها هي وولاد رائف عنده وعز كمان صمم وكان هياخد منها الولاد،.

وقتها مكنش فيه حل قدامنا يرضي جميع الأطراف غير ده، وياسين نفسه راضي وموافق على كده.
أجابها حسن وهو ينظر داخل عيناها: بس إنتي كمان شكلك مرتاحة وموافقة بالوضع ده يا ثريا؟

نظرت له بإرتباك وتحدثت بإستنكار: وأنا أيه دخلي أصلا ف الموضوع يا حسنده قرار مليكة وأنا مليش أي علاقة بيه، وأجابت بحدة بعض الشئ: وبعدين هي حرة بقرارها واحدة ومش عاوزه راجل في حياتها وعايزة تعيش على ذكري الراجل إللي حبته وياسين متجوز ومعاه ست يعني الموضوع مفهوش أي حرمان ولا أذي لحد منهم يبقي فين المشكلة مش فاهمة؟

تنهد حسن بأسي وهو يري تشتت شقيقته وتوترها من مجرد الحديث وعذر تشتتها وفهم رفضها للوضع وبرره بحزنها على فقيدها الغالي ولذلك غير مجري الحديث لكي لا يحزنها أكثر وأكملا سهرتهما معا.

داخل غرفة ياسين
كان متسطح على ظهره محاوطا إياها بذراعيه مشددا عليها بعناية داخل أحضانه يكاد أن يدخلها داخل ضلوعه من شدة سعادته بإمتلاكها وأمتلاك روحها
ممسك بوجهها الموضوع على صدره العاري، ينظران لبعضهما بهيام غارقان في بحر عشقهما الحلال
كان يشعر وكأنه إمتلك العالم بأثره لم يعد يريد شيئا بعد فقد وصل لكامل مبتغاه.

نعم وصل لأقصي أمانيه التي طالما حلم بها منذ أن رأها، نعم لقد عشقها عشق روحي، عشق أبدي، لكنه أكتمل اليوم بإمتزاج وتناغم جسديهما معا
شعورة بها لم يضاهيه أي شعور بالكون بأكمله
أحس بسعادة تغلغلت داخل أوصاله وزلزلته سعادة لم يشعر بها من قبل، وكيف كان له أن يشعر قبل وهي حبيبته عشقه الأبدي، عشق الروح الذي أكتمل بقربه منها اليوم، كم هو رائع شعور إمتلاك الحبيب من بعد عذاب وفراق وألم سنين.

تنهد بأريحية لم يشعر بمثيلها من قبل وتحدث بعتاب محب: تعبتيني معاكي أوي يا مليكة تعبتيني أوي
إبتسمت بخجل قبل جبينها وأكمل: عارفة أنا عمري إبتدي من الليله دي من النهاردة بس إكتمل ياسين المغربي
ثم مال على شفتاها وقطف قبلة ناعمة وتحدث داخل عيناها بهيام: بحبك يا مليكة، بحبك أوي، بحبك وعمري ما حبيت حد قبلك ولا هحب حد بعدك، بحبك وبحبي ليكي إكتمل ياسين المغربي.

كانت تستمع له بقلب عاشق وعيون هائمة تنظر له بحب وإبتسامة عشق لم تفارق صغريها نعم أحبته بل عشقته، عشقت إقترابه منها
عشقت نظرات الوله التي تطل من داخل عيناه
فقد بث لها منذ قليل كيف يكون عشق الرجال؟ وكيف هو جنون الحب؟
لمس على وجهها بحنان وسألها بحب: ساكتة ليه يا حبيبي إتكلمي، عاوز أسمع صوتك يا مليكة
أجابته بصوت مبحوح وخجل: هتكلم أقول أيه يا ياسين؟

تحدث ياسين بإرتياب: قولي أي حاجة يا مليكة، عاوز أسمع صوتك، عاوز أعرف إذا كنتي فرحانة زيي باللي حصل بينا من شوية ولا الموضوع كله مش فارق معاكي؟
إبتسمت بخفه وسحبت بصرها عنه
سحب جسده عنها ورفع رأسه وسندها على ظهر التخت تحركت هي الأخري وشدت الغطاء لتداري به جسدها
نظر لها بشك وسألها بترقب شديد: مليكة إنتي ندمانه على إللي حصل بينا ده؟

هزت رأسها بنفي سريع وتحدثت: خالص يا ياسين، ولو مكنتش حابة مكنتش سمحت إنه يحصل من الأول.
نظر لها بألم وأكمل: أومال مالك! ساكته ليه وحرماني من إني أسمع الكلمه اللي هموت وأسمعها منك؟
وأكمل برجاء: قوليها يا مليكة، عاوز أسمعها منك لو فعلا مبسوطة زيي أرجوكي قوليها.
نظرت له وعيونها مليئة بالغرام وتحدثت بخجل: بحبك يا ياسين، بحبك.

إنتفض قلبه وبدأ صدره يعلو ويهبط بسعادة لم يشعر مثلها على مدي العقود الأربع التي عاشها
وقف سريعا ثم جذبها من تحت غطائها وألصقها بأحضانه وتحدث: بتقولي أيه سمعيني تاني كدة علشان مسمعتش.
ضحكت وقالت بصوت ملئ بالحياة: بحبك يا مجنون
أخذ يدور بها بسعادة داخل الغرفة وهو يحتضنها بشدة ويردد: بحبك، بحبك يا قلب ياسين من جوه بحبك يا فرحة ياسين، بحبك يا مليكة، بحبببببببك
تري ما الذي سيحدث بعد؟

هل سيتركهم الجميع ليحيا بحبهما الفريد؟
أم أن للفراق والدموع نصيبا بعد في حياة وقلب تلك الحائرة؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة