قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثالث والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثالث والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الثالث والعشرون

فاقت من نومها وجدت نفسها مكبلة داخل أحضانه الدافئة دافنة وجهها بصدره الحنون، إبتسمت حين تذكرت ليلتها وما حدث، وكيف أسعدها ذلك العاشق الولهان بحبه وشغفه، وكيف أغرقها في بحر عشقه وأوصلها لشعور لم تتذوقه من قبل، نعم كان رائف يعشقها حد الجنون لكن ياسين يختلف كليا فهو يفهم جيدا في لغة الجسد وفنون العشق كيف تكون.

في تلك الأثناء فاق هو الاخر نظر لوجهها ومال عليها يداعب أنفها وتحدث بصوت متحشرج ناعس: صباح الفل.
إبتسمت بخجل وردت: صباح النور.
نظر لها وتحدث متسائلا: صاحية من بدري؟
أجابته ببسمة خجولة: تؤ لسه صاحية حالا.
إبتسم لها وأخذها داخل أحضانه بجنون من جديد فهو مازال متعطشا لها ولعشقها الفريد الذي أنتظره طيلة أعوام وأعوام
في نفس ذات التوقيت بالأسفل.

كان الجميع يلتف حول مائدة الإفطار يتناولون فطورهم بعد أن رفض حسن أن يزعج ياسين ومليكة وفضل أن يتناولا إفطارهم حين يستيقظا من غفوتهم، تحدث الصغير: نانا أنا عاوز أطلع أصحي عمو ياسين هو وعدني هيخرجني ويلعبني النهارده كتير
أردفت نرمين بلهفة: إطلع يا حبيبي أنا مش فاهمة أصلا هما أيه إللي منيمهم لحد الوقت؟
نظرت لها ثريا وتحدثت بإحراج وحدة معا: يطلع فين يا نرمين؟

هما الوقت ينزلوا، ياسين طلع متأخر وتلاقيه لسه نايم ومليكة طول عمرها بتتأخر في نومها يبقي إيه الجديد!
تحدثت إبتسام بتلقائية: براحتهم يا جماعة أنا مش فاهمة أيه المشكلة لما يتأخروا، ثم أكملت بعقلانيه: راجل وبقا له مده بعيد عن مراته طبيعي إنهم يسهروا شوية ويتكلموا وبالطبع هيتأخروا في نومهم.
ردت نرمين بإستهجان: حضرتك فاهمة الموضوع غلط يا طنط، العلاقة اللي بين مليكة وياسي.

كادت أن تكمل وتخبرهم بأن تلك الزيجة ليست كما يظنون وأنها زيجة صورية لا أكثر، ولكن رمقتها ثريا بنظرة غاضبة كادت أن تحرقها وتحدثت بحدة: نرمين سيبي الناس تفطر وبطلي كلام ملوش لازمة.
إبتلعت نرمين لسانها وصمتت أما يسرا إكتفت بأن رمقتها بنظرة إشمئزاز أربكتها.

داخل غرفة مليكة وياسين
بعد مدة كانت مليكة تجفف شعرها أمام المراة إقترب منها وابتسم لها بحب نظر إلى فرشاة شعرها ومد يده ليتناولها منها وتحدث بحب: ممكن؟
وأكمل بعيون عاشقة: حابب جدا أعمل كده.

إبتسمت بخجل وأعطته إياها، تلمس شعرها بين يديه بوله وقربه من أنفه أغمض عيناه بإستمتاع وأشتم رائحة شعرها المسكية وأخذ نفسا عميقا أدخله في أعماق رأتيه، نظر لإنعكاس وجهها في المراه بهيام وبدأ يمشط شعرها بحنان تحت أنظارها العاشقة والمستغربة من تصرفات ذلك العاشق الولهان
ضلا على وضعهم هذا مدة دقائق ليست بالقليلة
نظرت له بخجل وتحدثت: ميرسي يا ياسين كفاية كده ويلا ننزل علشان الأولاد.

وضع الفرشاه وإحتضنها من الخلف وشدد من إحتضانه لها وهو يدفن أنفه داخل تجويف عنقها ويشتم رائحة جسدها الذكية
وتحدث بعيون عاشقة هائمة في سحرها: لسه مشبعتش منك يا مليكة، مش قادر أبعد وأسيبك، ده أنا مصدقت إني أخدك في حضني وأرتاح.
إبتسمت له بخجل وأجابت: لسه الأيام جاية كتير يا ياسين.
نظر لعيناها وتحدث بهيام: اللي جاي كله لينا، هعيشك وهعيش معاكي أحلي ليالي الهوا.

أدار وجهها له ولف ذراعيه حول خصرها ثم رفعها لمستواه وانهال على شفتاها برقة ونعومة أذابتها وهدمت جميع حصونها
بعد قليل نزلا معا وجدا العائلة مجتمعة في بهو المنزل، تحرك الصغير مسرعا لإحتضان أمه وبعدها حمله ياسين وقبله بشغف.
تحدث ياسين بمرح: صباح الخير، شكلكم فطرتم من غيرنا.
إبتسم حسن وأجاب: محبيناش نزعجكم قولنا نسيبكم نايمين براحتكم ولما تقوموا تبقوا تفطروا.

نظرت نرمين على مليكة بحقد ثم تابعت إحتساء مشروبها بصمت خوفا من نظرات يسرا الغاضبة لها.
هلل الصغير بتساؤل طفولي: إنتوا اتأخرتوا ليه، كل ده نوم، أنا كنت عاوز أطلع عندكم، لكن نانا مش رضيت وقالت عمو ياسين نايم ولازم مش نزعجه.
كان وجه ياسين يبدو عليه السعادة البالغة أما مليكة فكانت حريصة على ألا يظهر عليها أي بوادر للتغيير حفاظا على شكلها أمامهم جميعا.

قبله ياسين وأجابه: وأدي عمو ياسين محبش يتعبك ونزل لك بنفسه أهو.
هبت إبتسام واقفة وتحدثت بوجه بشوش: أنا هاقوم أجهزلكم الفطار حالا
تحركت مليكة خلفها: أنا جايه معاكي يا طنط.
وبعد مدة صغيرة جلسا سويا يتناولان طعامهما معا مع تبادل النظرات والإبتسامات السعيدة حقا كانت السعادة عنوان وجههما وقلوبهم العاشقة
نظر لها بوله وهمس بصوت عاشق: بحبك يا مليكة، بموت فيكي.

إبتسمت بعيون عاشقة هائمة في ملكوت سعادتها التي غمرها بها ذلك الولهان
بعد الإفطار أمسك هاتفه وأعاد تشغيله من جديد ليري من كان يهاتفه ليلا وجدها ليالي ثم أنهالت عليه الرسائل جميعها من عائلته
حك أنفه ب ريبة وشك وخرج للحديقة ليهاتف والده التي إنهالت عليه عدة رسائل من هاتفه
ضغط على زر الإتصال أتاه الرد فورا.

بدء عز حديثه بمشاغبة: مش لما تحب تلعب بديلك وتتشاقي تبقي تبلغني وأهو على الأقل نبقي هارشين الحوار ومظبطينه سوا، علشان لما توقع وتتزنق أبقي جاهز وأعرف أداري عليك وأغطيك، مش أتفاجأ زيي زيهم كده!
أجابه ياسين بدعابة: هو أنا أتسيح لي ولا أنا فاهم غلط يا باشا.
رد عز بطريقه ساخرة: ده إنت أتسيح لك وفضيحتك بقت بجلاجل يا حبيبي.
تحدث ياسين بدعابة
هو ما فيش حاجه بتستخبي في أم البلد دي خالص.

أردف عز بعتاب لطيف: بقي يا صايع تتذاكي علينا وتقول طالع مأمورية بره إسكندرية، طب ما العصافير إللي هناك هيبلغوا يا أذكي أخواتك،
ثم أكمل ساخرا: لااااا أنا كده بدأت أشك في قدراتك كظابط مخابراتي يا سيادة العقيد.
رد ياسين وهو يحك ذقنه بتيقن: هي نرمين الله يجازيها، ما يرتحلهاش بال إلا إذا ولعت الدنيا في بعضها.

قهقه عز عاليا وتحدث بكلمات ذات مغزي وتساؤل: سيبك إنت من ده كله وطمني عليك يا وحش، ها، نقول صباحية مباركة ولا كسفتنا زي كل مرة؟
قهقه ياسين برجولة وتحدث: عيب عليك ياباشا ده أنا تربيتك، الله يبارك في سعادتك طبعا.

ضحك عز وأكمل: يارااااجل أخيرا، طب يا عريس ألف مبروك على إنك نولت الرضا، ثم أكمل ساخرا: بس روح بقي يا وحش كلم ليالي وإستلقي وعدك منها دي مقومة البيت حريقة من إمبارح هي وأمك من وقت ما عرفوا إنك بايت هناك.
تحدث ياسين بثقة وجبروت: طبعا هكلمها وهقلب عليها الترابيزة كمان وإحتمال أسجل لك إعتذارها وهي بتترجاني علشان أسامحها.
ضحك عز وأردف بتفاخر: جبروت وتعملها، إبني وأفتخر.

أجابه ياسين بفخر: تربيتك يا باشا وليا الشرف
سأله عز بإستفسار: إلا قولي يا ياسين، هو إنت فعلا عندك مأمورية في أسوان؟
ضحك وأجابه بدهاء: دي بقى هسيبها لحث حضرتك المخابراتي عز باشا.
ضحك عز عاليا وأجابه: والله كنت حاسس.

أغلق ياسين مع والده وهاتف ليالي وبالفعل إنقلبت الأدوار، هدر بها بغضب على تصرفها الأحمق وأخبرها أن مهمة عمله داخل أسوان وأنه وبحكم عمله لا ينبغي عليه أن يخبرها بأسرار عمله وهذا ما يفعله طيلة سنواته معها إذا ما الجديد وأين تكمن المشكله؟
فاقتنعت بحديثه أو أرادت أن تريح عقلها وتغلق باب النقاش الغير مجدي نفعا بالمرة.

دلف ياسين داخل منزل حسن بعد إجرائه لتلك المكالمات، وجد الجميع متواجد ماعدا مليكة سأل عليها ثريا وعلم منها أنها داخل المطبخ تعد لهم القهوة، دلف لها وجدها تقف أمام المشعل ويقف بجانبها رؤوف ويتحدثان بإنسجام تام، غضب بشدة وغلي داخله ولكن تمالك حاله ولم يظهر غضبه
تحمحم وألقي عليهما السلام نظرت له بحب وردت السلام.

تحدث رؤوف بدعابة: شوفتني يا سيادة العقيد وأنا بستغل مراتك وأخليها تعملي قهوة أذاكر عليها بصراحة بقي قهوة مراتك دي ملهاش حل، قهوة عظمة بتظبط الدماغ بجد.
إبتسم له بمجاملة وأخذ رؤوف قهوته وأنسحب وتركهما بمفرديهما
إبتسمت له برقة وعيون عاشقة قابلها ببرود متحدثا: كنتي بتتكلمي في ايه مع رؤوف ومنسجمين أوي كده؟
إبتسمت وأجابت بتلقائية: كان بيحكيلي عن كليته وأد أيه هي متعبة ومحتاجة شغل ومجهود كتير.

نظرت إليه وجدته مكشعر الوجه إستغربت وسألته: مالك يا ياسين إنت فيه حاجه مضيقاك؟
أجابها بحدة بعض الشئ: أه يا مليكة متضايق، متضايق من قربك بالشكل ده من رؤوف مش حابب تكوني قريبة كده من حد وياريت لو سمحتي ماتدلوش فرصة يقرب منك بالشكل ده تاني!
تحدثت بإستغراب: إنت متضايق من رؤوف بجد؟
ده زي أخويا الصغير يا ياسين.
تحدث بحدة وتحذير وعيونه تطلق شررا: مليكة.

إبتسمت وأجابته برضا وهدوء: حاضر يا ياسين اللي إنت عاوزه أنا هعملهولك
وكأنها وبتلك الكلمات البسيطة سحبت غضبته و بلحظة تحولت نظرته من غضب إلى عشق هائم نظر لها بحب وأبتسم وتحدث بصوت حنون أذابها: بحبك
إبتسمت له بخجل
أخذت القهوة وخرجا سويا للجميع وجلسوا يحتسون قهوتهم بإستمتاع
تحدث حسن موجها حديثه إلى ياسين: هتيجي معانا ياسيادة العقيد ولا عندك شغل مهم.

نظر له ياسين وأجاب: لا يا عمي معنديش حاجه مهمة النهاردة، نظر له مروان الجالس بجوارة وتحدث بسعادة: يااااسلام، وأكمل بإستعطاف: ممكن يا عمو ياسين تنزل معايا البول إللي موجود ف الباخرة علشان كان نفسي أنزله لما روحنا مع جدوا حسن ومامي مش رضيت تخليني أنزل.
إحتضنه ياسين وقبل جبهته قائلا بحنان أبوي: مش قلنا قبل كده مروان باشا يأمر وأنا عليا التنفيذ.

هلل أنس الجالس بجوار ثريا وجري عليه محتضنا إياه وتحدث بغيرة طفولية: وأنوس كمان عاوز يعوم على ضهر عمو ياسين.
أجابه ياسين وهو ينهال عليه بوابل من القبلات الصادقة ويداعبه: ده طبعا موضوع مفروغ منه لأن أنوس باشا هو أول واحد هيعوم على ضهري.

نظرت ثريا لأطفال غاليها ولسعادتهما وضحكاتهما العالية التي تنبع من قلبهما الصغير نتيجة حنان وأهتمام ياسين الذي يغمرهما به وسعد قلبها وأردفت بوجه سعيد: ربنا يخليك ليهم ومايحرمهمش منك أبدا يا حبيبي.
نظر لها بحنان وتحدث: ويخليكي لينا يا حبيبتي.
كان حسن ينظر بإعجاب وأحترام إلى ياسين الذي يغمر ذلك اليتيمان بحنانه الظاهر للجميع
تحدث حسن: طب يلا إجهزوا علشان نلحق اليوم من أوله.

بعد مدة قصيرة كان الجميع داخل الباخرة السياحية العملاقة ذات الثلاث أدوار، كانت أشبه بفندق عائم بغرف نومها والمسبح المتواجد فوق سطح الدور الثالث،
إلتفوا جميعا حول منضدة كبيرة اعدت لهم خصيصا وبدأوا بتناول المشروبات الباردة و المقرمشات والمسليات وهم يستمتعون بالجو الرائع والمناظر الخلابة
كانوا يتسامرون ويضحكون وفجأة إنتبهوا جميعا لصوت رجولي مهذب وهو يقول: مساء الخير يا باشهندس.

وجه الجميع بصرهم على ذلك الصوت وإذ به رجل في مقتبل عقده الرابع ذو طله تشبه أبطال السينما يرتدي زيا رسميا وقبعة توحي إلى مهنته.
وقف حسن بإحترام ومد يده وتحدث بإبتسامة: أهلا وسهلا سيادة القبطان.
نظر القبطان إلى إبتسام وتحدث: إزي حضرتك يا أفندم.
إبتسمت له وتحدثت بود: الحمدلله يا سيادة القبطان.
ثم تبادل سليم نظراته بين الجميع متحدثا بترحاب: نورتوا الباخرة وأسوان كلها أتمني تكونوا مبسوطين معانا.

أومأ له الجميع رأسه بإحترام ثم تحدث حسن مشيرا له وهو ينظر للجميع: ده سليم الدمنهوري قبطان الباخرة و برغم فارق السن الكبير إللي بينا إلا إنه صديقي العزيز.
إبتسم سليم وتحدث بإحترام: وليا الشرف يا باشمهندس.
ثم نظر إلى يسرا التي جذبته عيناها حين نظر بداخلهم وتاه لمده
فاق على صوت حسن وهو يشير إلى ثريا قائلا: أعرفك بقا بالحاجة ثريا أختي الوحيدة والحبيبة.

نظر لها سليم بإبتسامة وتحدث بإحترام: أسوان نورت يا أفندم.
قدم حسن الجميع ثم أتي لتقديم يسرا وتحدث: ودي يسرا بنت أختي الحاجة ثريا.
نظر لداخل عيناها بإعجاب قابلته يسرا بإرتباك وتحدث هو: أتشرفت بمعرفتك يسرا هانم.
هزت له رأسها وتحدثت بصوت رقيق: ميرسي لحضرتك يا أفندم.
أردف سليم بذكاء كي يتعرف أكثر على حالة يسرا الإجتماعية وذلك بعد أن نظر لأصبع يدها ووجدها خالية من أي خاتم زواج أو خطبة،.

وتحدث بذكاء وهو ينقل نظراته ما بين يسرا ونرمين: وبالنسبه لأجواز حضراتكم ليه مشرفوش معاكم كنا حابين نتعرف عليهم؟
أجابه ياسين بسماجة بعدما رأي تلك النظرات: جوز مدام نرمين عنده شغل ومش فاضي، ومدام يسرا أرملة.
سعد داخليا ولكنه أظهر عكس ذلك ونظر لها بأسي مصطنع وأردف: البقاء لله يا أفندم أنا أسف جدا هو المرحوم بقاله كتير؟

كادت أن ترد لكن قاطعها ياسين بحدة لغيرته على إبنة عمه وشقيقته: ماتتفضل معانا يا سيادة القبطان ولا هنعطلك على شغلك؟
إرتبك سليم وشعر أنه تمادي في نظراته وكلماته فأراد الإنسحاب من أمام ذلك اللماح الغاضب فتحدث بإعتذار: متشكر يا سيادة العقيد أنا فعلا عندي شغل بس مكانش ينفع أعرف إن عيلة الباشمهندس موجودة وماأجيش أرحب بيكم بنفسي.
تحدثت ثريا بإحترام: متشكرين لذوق وإهتمام حضرتك يا أفندم.

وتحدث حسن: طول عمرك ذوق وبتفهم في الأصول يا سيادة القبطان.
إنسحب سليم بهدوء مثلما أتي ولكنه ذهب بنصف قلب ونصف عقل فقد سلبته رقة يسرا وطيبة عيناها جزء كبيرا من عقله وقلبه.
نظرت يسرا إلى ياسين بخجل وابتسم هو لها بحب أخوي ليطمئنها.

بعد مدة كان ياسين يصطحب أطفال رائف وباقي أطفال العائلة ذاهبا إلى المسبح وهم يرتدون جميعا المايوهات الرجالي وإبنة يسرا ترتدي المايوه كانت تتحرك بجانبه بخجل من هيئته الرجولية المهلكة لإنوثتها.
أمال على أذنها وهمس: كان نفسي نكون في المكان لوحدنا وأخدك وننزل المياة بس إن شاء الله تتعوض وقريب جدا.

إرتبكت لعلمها ما يلمح له وأبتسمت بخجل أجلسها ونزل هو المسبح بأطفال العائلة كانت تسترق النظر له على إستحياء فقد إشتاقته حقا واشتاقها هو حد الجنون
أما يسرا التي وقفت بإستأذان من عائلتها وتحركت ووقفت عند سور الباخرة تنظر بشرود إلى المياة تحت مراقبة ذلك الواقف بإنتشاء ينظر إليها بكل إهتمام.

في مبني الإذاعة المصرية ليلا داخل إحدي الإستوديوهات كان شريف يذيع برنامجه المباشر
تحدث شريف بمرح المذيع المعتاد عليه وبصوته الإذاعي المميز: أعزائي المستمعين ورجعنا لكم تاني بعد الفاصل علشان نستكمل حلقتنا النهارده
وأحب أفكركم إن موضوع حلقتنا النهارده بيتكلم عن الصداقة هنستنا تليفوناتكم، كلمونا وقولولنا الصداقة بتمثلكم ايه في حياتكم، وهل فعلا لقيتوا الصداقة إللي كنتوا بتتمنوها ولا لا؟

ومعاااانا إتصال ونقول ألووووو مين معانا؟
أجابت المتصلة بصوت أنثوي رقيق: هالو، إزيك يا شريف أنا كارماااا، ودي أول مره أكلمك ومبسوطة أوي أوي إني أخيرا عرفت أوصل لك.
رد عليها شريف بمهنية: أهلا كارما طبعا شرف ليا وجودك معايا في البرنامج وبتمني ماتكونش أخر مره تكلمينا فيها، وأكمل: ها يا كارما، قولي لنا بقا الصداقة بتمثل لكارما ايه في حياتها؟

تحدثت كارما بدلع وأنوثة: عاوزه أقول لك إن موضوع الحلقة حلو أوي زي ما عودتنا دايما بس أنا بكلمك علشان عاوزه أعترف لك إعتراف
وأكملت بهيام ودلال: أنا بحبك أوي يا شريف بحبك بجنون!
أجابها شريف بإبتسامة وعملية لتخطي الموقف: ميرسي يا كارما وندخل بقي في موضوع الحلقه!
أكملت المتصلة بدلال وإصرار: لا يا شريف أنا مش بتصل علشان الحلقة، أنا اتصلت علشان أعترف لك بمشاعري ناحيتك وعاوزه أعرف هو إنت مرتبط؟

ولو ينفع أخد رقم فونك من الإعداد، وأكملت بدلال وإلحاح: بليز، بليز يا شريف توافق.
نظر شريف على الزجاج الخارجي للإستوديو وجد تلك الواقفة بغضب واضعة يداها داخل خصرها و جميع جسدها يهتز من شدة الضيق ويتطاير من داخل عيناها شررا مما يدل على غضبها العارم.

إبتسم شريف وتحدث بأدب: ميرسي جدا لشعورك يا كارما وأحب أقول لك إن مشاعرك دي غالية أوي لازم تديها وتصرحي بيها للي يستاهلك وبس مش أي حد تعترفي له بحبك كده وعلى العموم شرفتي البرنامج،
وناخد الإتصال اللي بعده وياريت يكون في إطار موضوع حلقتنا النهارده ونقول ألووووووو.

بعد إنتهاء البرنامج خرج شريف يبحث عن تلك الغاضبة التي سرعان ما أستمعت المتصلة وهي داخل غرفتها بالاستوديو وأسرعت إلى شريف لتعلن له عن غضبها وما أن أغلق الإتصال حتى عادت إلى مكتبها الخاص بالإذاعة وهي في شدة غضبها.
دلف لمكتبها بإبتسامته المشرقة وطلته الرائعة وتحدث بدعابة: يا تري حبيبي أخباره أيه النهارده؟

نظرت له بغضب ووقفت ثم أنهالت عليه بحديثها ونبرة صوتها الساخرة: حلوه أوي وصلة المسخرة اللي كانت شغاله في برنامجك دي يا أستاذ، مش مكسوف من نفسك وإنت عمال تضحك وتتكلم مع حتة بنت ماتسواش ومديها قيمة.

نظر لها شريف وتحدث بحدة: وطي صوتك وما تنسيش إننا في الأستوديو، وأكمل بتهكم: وبعدين أيه اللي إنتي بتقوليه ده دي مستمعة ولازم أعاملها بإحترام ولا عاوزاني أخسر جمهوري علشان غيرة سيادتك إللي ملهاش أي مبرر بالنسبالي.
إشتاطت غضبا وتحدثت بغرور: غيرة أنااااا أغير، ومن مين من حتة بنت صايعة رامية نفسها ودايرة على مذيعين الراديو كلهم!

دي يا أستاذ مابتسيبش برنامج في الإذاعة إلا لما تكلم المذيع بتاعه وتقوله نفس الكلمتين المستهلكين بتوعها.
ربع يداه ونظر لها وتحدث بتهكم: لا والله دانتي مركزة معاها بقي وبعدين يا هانم لما سيادتك عارفة انها دايرة على كل المذيعين تبقي فين مشكلتك مش فاهم؟

تحدثت بحدة: مشكلتي في سعادتك إنت يا محترم عمال تضحك وتدلع عليها ولا عامل لشكلي حساب قدام زمايلنا هنا في الاذاعة، مسألتش نفسك لما مامي تسمع البرنامج وتيجي تسألني هبررلها ده ب أيه؟
صاح شريف بغضب: يعني جنابك عاملة للناس كلها حساب إلا أنا أظن مامت سيادتك عارفة من الأول إني مذيع ولازم يكون عندي مرونة في الكلام وأكون لطيف مع المستمعين،.

وأكمل بيأس: يظهر إن مليكة كان عندها حق إنتي فعلا بدأتيها بدري أوي يا سالي.
إنفجرت غاضبة: أه قولتلي بقي يبقي مليكة هانم إللي مقوياك عليا وخلتك إتغيرت معايا بالشكل ده.
تحدث بغضب: أنا إللي أتغيرت؟
ثم أكمل بتحذير: إسمعي يا بنت الناس أنا أسلوبك ده ما ينفعش معايا، أسلوب الصوت العالي وإنك تمشيني بالرمود كنترول زي ما أنتي عاوزة ده ماينفعنيش، ولازم تعرفي ان أهلي وأولهم مليكة خط أحمر فاهمة ولا لا؟

ثم أكمل بوعيد وتهديد: ومن أولها كده يا تغيري اسلوبك معايا وترجعي زي أول ما عرفتك يا كل واحد فينا يروح لحاله.
جحظت عيناها من هول ما إستمعت، نظر لها بغضب وخرج مسرعا صافقا خلفه الباب بشدة كادت أن تخلعه.
نظرت هي بشرود وتحدثت: بقي كده يا مليكة، بقي أنتي إللي طلعتي ورا كل ده ماشي يا مليكة يظهر إن نظرتي ليكي مكنتش ف محلها بس ملحوقة.

قضي معا ثلاثة أيام من الجنة عاشا بها أجمل ليالي العشق بينهما غمرها بعشقه ودلاله لها ورجولته اللامتناهية
بعدها سافر ياسين مضترا لرجوعه لعمله بعد سفره بيومان رجعوا جميعا إلى الأسكندرية بعد دموع ووداع لعائلة حسن وأخذ الوعد بحضوره هو وعائلته في الصيف المقبل.

وصلوا منزلهم وسط إستقبال حار من الجميع وياسين المشتعل شوقا وهو ينظر لمحبوبته التي لم تبالي بنظراته الولهة وتتهرب بعيناها منه بإستمرار، فسره هو كنوع من تخبأة ما بداخلها خوفا من نظراتهم الملامة لها.
إقتربت منها ليالي بعدما رأت عدم مبالاتها بنظرات ياسين المتشوقة وتأكدت أن مليكة لم ولن تعطي الفرصة لتقرب ياسين منها فتنهدت براحة وتحدثت بإبتسامة: حمدالله على السلامة، مليكة وحشتيني.

نظرت إليها مليكه مستغربة لطريقة حديثها التي تغيرت 18 درجة إبتسمت لها برضي وتحدثت: الله يسلمك يا لي لي، إنتي كمان وحشتيني جدا.
تحدثت ليالي بحماس: بعد ما ترتاحي هنروح بكرة النادي مع بعض كابتن أحمد بتاع التنس سألني عليكي الأسبوع إللي فات كان بيسأل هو أنتي مش هترجعي تلعبي تنس تاني؟ قولتله مش عارفة.

تهللت أسارير مليكة ولمعت عيناها وتحدثت بحنان: يااااه دا أنا كنت نسيت والله كويس إنه لسه فاكرني، إن شاء الله هحاول أرجع في أقرب وقت أنا كمان وحشني تدريبي جدا ومحتاجة ألين جسمي بالرياضة.
إقترب منهما وتسائل بنصف عين: واقفين بعيد كده ليه؟
تحدثت مليكة بإنسحاب دون النظر له: بعد إذنكم هروح أشوف أنس ومروان.

نظر إلى أثرها وأستغرب من طريقتها الجافة معه، فاق على صوت ليالي الساخر: روحت فين يا بيبي اللي واخد عقلك!
نظر لها بغموض ثم أتت علية قائلة: الغدا جاهز حضرتك إتفضلوا.
ذهبا للغداء وجلس متوسط زوجتيه ومازالت مليكة تتهرب من النظر داخل عيناه مما أدي إلى إستغرابه.

ليلا
داخل غرفة مليكة كانت تجلس حزينة شاردة بعد بكاء مرير طال مدة ساعتين أو أكثر حيث دلفت غرفتها ورأت صورة رائف وكأنه يلومها على نسيانه واستبداله برجل أخر هكذا خيل لها، حزنت وكرهت حالها كثيرا
بعد مدة
إستمعت لطرقات فوق الباب وبعد سماحها بالدخول دلف ذلك العاشق الولهان بحرارة
جري عليها واحتضنها بإشتياق ورغبة وتحدث بحب: وحشتيني، وحشتيني أوي يا مليكة.

كانت داخل أحضانه بقلب حائر وعقل مشتت مشوش، أهي تحبه أم لا؟
تريد قربه أم إبتعاده؟
هي حقا حائرة ومشتتة ياالله ساعدني أرجوك.
شعرت بنفور تجاهه واشمئزاز من حالها.
أما هو فكان بعالمه إحتضنها بإشتياق وبدأ بتقبيل عنقها بنهم، وهي تحاول إبعاده وتحادثه: ياسين من فضلك إبعد من فضلك لازم نتكلم.

كان يتابع ما يفعله ولم يعر لحديثها إهتمام وبدأ بضمها أكثر وأكثر، كان مغمض العينان يقبل خدها قائلا: مش وقت كلام يا حبيبي نتكلم بعدين، وتابع قبلاته الحارة التي تنم عن عشقه واشتياقه لها بجنون، وضعت يدها على صدره وأبعدته بعنف وتحدثت: ياسين من فضلك إبعد أنا مش عاوزة كده.
ضمها أكثر على أمل أن يكون كلامها مجرد دلال أنثي على زوجها ومال على شفتيها والتهمها.

لكنها تابعت إبعاده بحدة وعنف توقف وإبتعد عنها ونظر داخل مقلتيها بحيرة
وجد بها غيمة من الدموع،
إبتلع غصة بقلبه وأبتعد قليلا وتحدث بترقب: فيه ايه يا مليكة مالك؟

جففت دموعها التي إنهمرت منها عنوة عنها، ثم نظرت له بخجل وأسي وتحدثت: أنا أسفة يا ياسين، مش هينفع يحصل بينا كده تاني أساسا اللي حصل ده ما كانش لازم يحصل من الأول دي كانت غلطة مني وغلطة كبيرة أوي، ومعرفش إزاي أنا عملتها، وأكملت بدموع وهي تنكمش على حالها وتنظر له بأسي: أنا تعبانة أوي يا ياسين أنا حاسة إني ست خاينة من وقت ما رجعت وأنا شايفة رائف حواليا في كل ركن في الجناح بيبصلي بحزن وكأنه بيلومني على إني خنته!

إهتزت جميع أجزاء جسده وتشنجت وقف بكل هدوء يلتقط قميصه الموضوع بإهمال فوق التخت، إرتداه وبدأ بقفل زرائره وهو مواليها ظهره متحدثا بصرامه وحدة: كان من الأولي إنك تعملي حساب لجوزك يا محترمة بيتهيألي إن الخيانة إللي بتتكلمي عنها دي تبقي ليا أنا واقفة بكل بجاحة وقلة أدب بتكلمي جوزك عن راجل تاني ياجبروتك!
ثم أكمل بحدة: بس إنتي مش غلطانة أنا إللي مكنتش راجل معاكي من الأول بس ملحوقة غلطة وهتتصلح.

كان يحادثها وهو يواليها ظهره بإهمال حتى إنتهي من أرتداء جميع ثيابه بالكامل ثم خرج من الغرفة صافقا بابها كالإعصار.
كانت تستمع له وهي منكمشة على حالها واضعة يدها على فمها وتبكي بصمت تام حتى خرج وأجهشت بالبكاء المرير، لما تبكي هي لا تدري؟
لكنها حزينة قلبها يتمزق لأجله كان ظل رائف يطاردها بكل ركن داخل الغرفة وهو ينظر داخل عيناها بحزن عميق هكذا هي تخيلته.
هي حقا ذات عقل مشتت وقلب حائر
لا تدري ماذا تريد؟

نظرت للسماء وتحدثت: ساعدني يا الله أنا حزينة شريدة متعبة الروح إهدني وأرشدني للطريق الصحيح لا تتركني بمفردي أرجوك فلقد تعبت روحي وتمزقت كن بعوني وعونه.
ثم إرتمت على تختها تبكي بحرقة على جرحها لكرامته ورجولته معا ولكن مابيدها لتفعله فقلبها ليس ملكا لها أو هكذا خيل لها عقلها المشتت.

ظلت تبكي وتبكي حتى أتاها صوت هاتفها معلنا عن وصول مكالمة، أمسكت هاتفها لتري بشاشته رقمه، أغمضت عيناها بألم ودموع وقررت أن تستقبل إتصاله لتستمع تبعية غضبته.
ضغطت على زر الإجابة منتظرة صياحه وغضبه وهي مغمضة العينان بتألم،
وفجأه فتحت عيناها بصدمة وخرجت شهقة منها كتمتها بوضع يدها على فمها سريعا، وبدأت تهز رأسها بعدم تصديق لما تستمع،.

ثواني ثواني معدودة وأنقطع الإتصال لكنها كانت كفيلة بإنهيارها وبكائها المرير.
تري ما الذي إستمعت له مليكة أحزنها بهذا الشكل؟
هذا ما سنتعرف عليه في البارت القادم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة