قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الرابع والعشرون

شهقت من هول ما استمعت أذناها إنه هو نعم صوت ياسين مع زوجته! يبدوا أنه قرر معاقبتها على ما تفوهت به بطريقته الخاصة، طريقته المميتة لرجل قاسي القلب
كانت تستمع له بذهول وهو يتغزل بمفاتن زوجته بوقاحة وكلماته البذيئة تخترق أذناها إستمعت لتأوهاته وأنسجامه ولكن صوته هو وفقط دون إمرأته ولمدة ثواني معدودة وكأنه أراد أن يوصل لها رسالة.

كانت تستمع له وهي تهز رأسها بعدم تصديق مجرد ثواني أسمعها إياها وأغلق هو الهاتف، ثواني مرت عليها كدهر، ألقت بهاتفها بغضب فوق التخت وضعت يدها على صدرها وهي تبكي بصدمة غير مستوعبة لما استمعته للتو!
إشتعل داخلها مما إستمعت وحدثت حالها بغضب: ماذا تفعل أيها الحقير؟
أجننت ياسين؟
أهذا هو عقابك لي؟
ليتك صفعتني على وجهي ولا فعلت بي هذا أيها الوقح!
ثم توقفت بإستغراب وتحدثت: مهلا مهلا مليكة، لما تألمتي هكذا؟

ما تلك النار التي إشتعلت بداخلك أيتها الفتاة؟
وما كل هذا الغضب العارم والإشتعال الذي إجتاح قلبك وجسدك بالكامل؟
أتحبينه مليكة؟
أجيبي مليكة أتحبين ياسين؟
أتغارين عليه؟
أجابت حالها بدموع غزيرة وضعف: نعم أيتها الغبية أحببتيه، ولكن لما فعلتي هذا به؟
لما أيتها الغبية لما! لما جرحتي شعوره ودهستي بقدميكي على رجولته، لما مليكة أجيبي لما؟
أاااااااه قلبي يشتعل ناار ياالله، فلتساعدني أرجوك،.

إرتمت بجسدها على الأرض ساندة إياه بساعديها وظلت تبكي بحرقة، ظلت على وضعها هذا أكثر من ساعة، حتي وعت على حالها وقفت واتجهت إلى الحمام غسلت وجهها بالماء البارد علها تفيق مما هي عليه، وخرجت لشرفة غرفتها لتشتم هواء البحر النقي عله يفيدها ويهدئ من روعها ولو قليلا، كانت تنظر على شرفته بترقب وجدته يخرج عاري الصدر لا يرتدي سوي قطعة ملابس صغيرة على خصره، ويشعل سيجاره الثمين مما استدعي غضبها،.

نظر على أيسره وجدها تقف بشرفتها نظر لها ببرود ثم أحال ببصره للأمام من جديد لينفث سيجاره بإستمتاع يظهر على هيئته.

جن جنونها جرت للداخل إلتقطت هاتفها بغضب وخرجت إلى الشرفة لتهاتفه وتطلب منه توضيح لما بدر منه منذ قليل، نظرت إليه وجدته ينظر خلفه ثم دلف للداخل ليلتقط هاتفه من فوق الكومود، كانت ليالي متواجدة داخل الحمام، نظر للهاتف ثم أبتسم بتسلي وحدث حاله: فلنري مليكتي حقا إن كان ما حدث بيننا بالفعل غلطة أم ماذا؟

أخذ الهاتف واتجه مرة أخري إلى الشرفة ودون النظر إليها ألقي هاتفه بإهمال فوق المنضدة الموضوعة بجانبه، مما أشعل غضبها أكثر وأكثر حتى أنها كادت تجن، أعادت تكرار المحاولة ولكنه هذه المرة أمسك هاتفه وأغلقه نهائيا ورماه بعدم إكتراث.

كل هذا يحدث تحت أعينها وهي تقور يداها بألم ودموعها تنهمر من مقلتيها بغزارة، تشعر بنار تشعل جسدها بالكامل، وفجأة رأت ليالي تأتي من خلفه وتحتضنه بتملك، ما كان ينقصها حقا غير ذاك المشهد لتشتعل روحها أكثر ويحترق قلبها، أسرعت للداخل خشية أن تراها ليالي وتوضع بموقف لا تحسد عليه
إرتمت على التخت بإهمال وظلت تبكي وتلعن ياسين واليوم الذي دخل به إلى حياتها.

أما هو فنظر جانبا وجد الشرفة خالية مما يدل على دخولها إبتسم بتشفي وأمسك يد ليالي وأبعدها عنه بهدوء ودلف للداخل وأشرع بإرتداء ملابسه.
نظرت له ليالي بإستغراب وتحدثت: إنت بتلبس ورايح فين مش هتنام؟
أجابها ببرود: مش جاي لي نوم، هنزل المكتبة أقرا شوية.
ذهبت إليه وهي تتحسس صدرة بإنوثة وقالت بدلال: أنا قولت إني وحشاك أوي وعلشان كده جيت لي وواقف قدامي بمظهرك إللي قتلني ده، ايه يا ياسين، هو أنا مش وحشاك؟

إبتسم لها بوهن وتحدث وهو يربت على كتفها بحنان لمراضاتها: معلش يا ليالي أنا تعبان شوية وعقلي مشغول ومشوش من التفكير في الشغل، نامي إنتي وأنا هنزل أقري شوية وبعدين هطلع أنام.
تحرك هو وأوقفته ليالي بتساؤل واستغراب: ياسين، إنت ليه رجعت من عند مليكة، ولما أنت مش راجع علشاني طب رجعت ليه؟
إيه إللي حصل هناك وخلاك ترجع هنا تاني؟

نظر إليها ببرود وتحدث: بيتهيئ لي ده موضوع يرجع لراحتي ومزاجي، ومش إنتي ولا هي إللي هتحددوا لي أنام فين وما أنامش فين
ثم تركها وسط دهشتها وإستغرابها، نفضت رأسها وابتسمت وتيقنت أنه حاول الإقتراب من مليكة وهي رفضته وهذا كل ما يهمها في الأمر
ثم تحركت بمرح والتقطت جهاز الحاسوب وجلست تبحث به عن أخر صيحات الموضة التي سحرتها وأنستها جميع عالمها حتى ذلك الموجوع.
داخل مكتب ياسين.

تذكر قبل ساعتان من وقته الحالي حين رجع بإشتعال صدره من حديثها المميت لرجولته صعد لجناحه وجده فارغ إستغل عدم وجود ليالي بالجناح وقرر الإتصال بها ليذيقها من نفس الكأس المر، تحدث وكأنه في لقاء حميمي مع زوجته ليشعل روحها ويحرقها مثلما أحرقت روحه ولعلها بتلك النار تستفيق من غفوتها تلك
وتذكر كيف خطط لوقوفه بالشرفة بتلك الهيئة ليقينه بأنها ستخرج تبحث عنه وقد ساعده كثيرا صدفة إحتضان ليالي له.

أفاق من تفكيرة، كان يجلس فوق مقعده حزينا وضل يفكر بها وحدث حاله: تري كيف أصبحتي الأن مليكة وكيف تشعرين؟

أتمني أن تكوني شعرتي بنفس إشتعال جسدي وناري حين حدثتني عن رجل أخر لم تعد لكي به أية صلة بالمرة، أه مليكة لقد طعنتي كبريائي ورجولتي بخنجرك البارد ولن تكتفي بذلك فقط، بل وبكل جبروت وضعتي قدميكي فوق جرحي ودعستي عليه بكل ما أوتيتي من قوة، أردت فقط أن أذيقك من مرارة نفس الكأس حتى تشعرين بما تفوهتي، أعرف أن صفعتي لكي كانت قوية بل و قاسية لكنك صغيرتي كنتي تحتاجين لتلك الصفعة وبشدة كي تستفيقي مما أنتي عليه، أتمني أن تفيقي وتنظري حولك وتعودي إلى رشدك وتعلمين من هو عشقك الحقيقي، حدث حاله بألم: أنا من عشقتك مليكتي أنا من عشقتك حتى أتي العشق منتهاه، أنا فقط من أستحق الفوز بقلبك أميرتي،.

وحدث حاله والألم يمزق صدره
فلتغفري لي خطيأتي بحقك صغيرتي، حقا أسف ولكن كان لابد لكي بأن تتألمين فأحيانا يكمن الشفاء داخل الوجع و الألم
إهدأي صغيرتي، ستكونين بخير حين تعودي لأحضاني من جديد فقط تحملي، تحملي الوجع لبعض الوقت وسيكون كل شيئ على ما يرام، وهذا وعدي لكي يامليكة كياني
فرجاء إهدأي وتحملي، تحملي صغيرتي.

عند مليكة
غفت وسط دموعها المميتة وما هي إلا سويعات قليلة حتى فاقت بذعر على صوت المنبه الذي أعدته مسبقا جرت سريعا إلى الشرفة لكي تتأكد من تواجده بالفعل وجدته هو وعز وثريا وطارق كعادتهم يتناولون إفطارهم سويا، إرتدت ملابسها سريعا ونزلت الدرج
وبسرعة البرق كانت تقترب عليهم بوجه بشوش قائلة بابتسامة كاذبة: صباح الخير.

ردوها جميعا بسعادة ماعدا الذي لم ينطق بحرف وظل ناظرا بطعامه يتناوله ويمضغه بهدوء دون أدني إهتمام لتواجدها.
تحدثت ثريا بقلق: ايه إللي مصحيكي بدري كده يا حبيبتي أوعي تكوني تعبانة؟
ردت سريعا بإبتسامة مزيفة: أبدا يا ماما أنا كويسة الحمدلله أنا بس قلقت من النوم وشوفتكم وأنتوا بتفطروا فقولت أنزل أعملكم قهوة الفطار.

نظر لها عز بحب وتحدث: يااااه والله زمان يا مليكة ده أنا دماغي ماكانتش بتظبط الصبح غير بفنجان القهوة بتاعك.
تحدثت وهي تتحرك: حالا يا عمو وهتشرب أحلي فنجان قهوة.
وقف هو معتذرا غير مبالي بحديثها متلاشيا وجودها من الأساس: بعد إذنكم أنا كده يدوب ألحق شغلي
تحدثت بلهفة مفرطة لفتت إنتباههم جميعا: مش هتشرب قهوتك؟
ثم وعت على حالها وتحدثت ب مبرر بنبرة متلعثمة: يعني علشان أعمل حسابك معايا في القهوة.

أجابها بحديث ذات مغزي وهو يتحرك دون النظر إليها: ملوش لزوم تعملي حسابي معاكي في حاجة.
وتحرك متجها للجراج لإخراج سيارته،
ذهبت إليه بإندفاع غريب على شخصيتها الهادئة وهي تهتف بإسمه: ياسين من فضلك كنت عاوزاك في موضوع مهم.
دلفت خلفه وجدته يتجه ناحية السيارة كاد أن يستقلها دون إكتراث لحديثها ولا لهرولتها خلفه،
إقتربت عليه وأمسكته من ذراعه بعنف وأدارته لها تحت نظراته المستغربة من جرأتها تلك.

تحدثت بنبرة صوت حادة بل وغاضبة: من فضلك أقف عاوزة أتكلم معاك.
أفندم قالها بإقتضاب ونظرة ثاقبة من عيناه.
تحدثت بعيون خجلة وتلعثمت في الحديث: مم ممكن أفهم ايه إللي إنت عملته إمبارح ده؟
نظر لها ببرود وأجابها ساخرا: على ما أتذكر إن ماحدش عمل وقال إمبارح غيرك يا مدام.
تحدثت وهي تربع يداها على صدرها بغضب: ياسين ما تستهبلش.

نظر لها بحدة وهدر بها غاضبا: مليكة متنسيش نفسك وإنتي بتتكلمي معايا، ايه ما تستهبلش دي؟
أكملت بتلعثم قائلة: خلينا في موضوعنا لو سمحت، ممكن بقي توضحلي ايه معناها المكالمة الزبالة إللي سمعتهالي بالليل دي؟
وأكملت بعنف وحدة وأشمئزاز: إنت إزاي تسمح لنفسك يا محترم إنك تسمعني القرف ده وأزاي تقبلها على رجولتك ومراتك أصلا؟

نظر لها ببلاهة مضيقا عيناه يدعي عدم المعرفة: تقصدي ايه بمكالمة إمبارح دي، ياريت تفسرى أكتر علشان مش فاهم حاجة من كلامك.
أجابته بنفاذ صبر: ياسين أظن إنك عارف ومتأكد إني أذكى من إنك تتذاكي عليا بالطريقة المكشوفة دي أنا بجد مصدومة فيك ومش متخيلة إللي إنت عملته.
نظر لها ساخرا وأردف ببرود مميت: وهو أيه بقي إللي أنا عملته سمعتك صوتي؟
وأكمل بوقاحة: وايه الجديد ماأنتي سمعتيه قبل كده ولا نسيتي؟

وبالنسبة لمراتي إللي بتقولي عليها دي، سمعتي صوتها ولا حتى نفس ليها؟
وأكمل بحدة وثقة: أنا عارف حدودي كويس أوي يا مدام ومبتخطهاش، ومش مستني عيلة زيك تيجي تعرفهاني
إبتلعت لعابها وتحدثت بتلعثم: أنا أه مسمعتش صوتها بس كان واضح أوي إنك معاها أمال هتقول الكلام ده وإنت لوحدك مثلا؟

ثم نظرت له وأكملت بحدة وكأنها تذكرت شيئ: وبعدين ماأنت بتعترف أهو إنك فعلا كنت قاصد تسمعني، وإسمع بقي يا أستاذ إللي حصل ده ما يتكررش تاني وإلا، وإلا ايه يا مدام: هدر بها ياسين مستفهما
نظرت له بتوتر لا تعلم بما ستجيب قالت بسساجة: وإلا هعمل لرقمك بلوك.
قالت كلماتها بغضب وأولته ظهرها وتحركت
أوقفها صوته الغاضب وهو يحدثها بوعيد: طب أبقي أعمليها يا مليكة وأنا أعملك بلوك من الحياه كلها.

توقفت لبضع ثواني إستمعت لحديثه ثم أنصرفت دون النظر له
إبتسم بتسلي محدثا حاله: أه مليكة أري نار الغيرة تشتعل داخل عيناكي الجميلة صغيرتي الصبر ياسين وقت قصير وستأتي إليك مهرولة لترتمي داخل أحضانك وتطلب ودك وقربك وعشقك من جديد وبعدها لن يكون للبعد مكان إنه الوقت فقط يا فتي، ثم أستقل سيارته وتحرك.
دلفت لداخل المطبخ صنعت القهوة سريعا وأخرجتها للجميع وتحدثت: أنا أسفة جدا للتأخير.

تحدث عز: ولا يهمك يا حبيبتي أساسا لسه بدري ياسين هو إللي مستعجل علشان عنده إجتماع مهم.
تحدثت ثريا بقلق: خير يا مليكة كنتي عاوزة ياسين في ايه؟
تلعثمت ثم إستعادت تمالك حالها سريعا وأجابتها بكذب: أصلي كنت عاوزة أغير مدرب السباحة بتاع مروان الولد ما بيتطورش معاه كنت يعني بقول لياسين يشوفلي كابتن غيره.
أجابها طارق بإهتمام: أنا هشوفلك مدرب كويس يا مليكة.

أجابته سريعا خوفا من كشف كذبتها: ملوش لزوم يا طارق ياسين قالي إنه يعرف واحد كويس.
ثم وقفت مستأذنة بأدب: بعد إذنكم هروح أصحي مروان وأجهزه قبل باص المدرسة ما ييجي.
تحدث عز: إتفضلي يا حبيبتي.
نظر عز على ثريا وجدها شاردة تحدث بهدوء: ثريا إنتي كويسة؟
إنتبهت على صوت عز نظرت له وتحدثت بشرود: أنا كويسة يا سيادة اللوا ماتشغلش بالك.
تحدث بإهتمام وحب: ما أشغلش بالي إزاي بس يا ثريا أمال أشغل بالي بمين لو مش بيكي.

ثم أنتبه على حاله حين نظر له طارق بإستغراب وتحدث ليصلح ما أفسده: إنتوا عيلتي كلكم ولو مشغلتش بالي بيكم هشغلها بمين يعني.

في فيلا رائف عصرا
كانت تجلس في الحديقة مع صديقتها سلمي وحولهما أطفالهما يمرحان معا بسعادة
قصت لصديقتها ماحدث وبالطبع لم تحكي لها قصة الهاتف وهذا يرجع لحرمانية حديثها في ذلك الموضوع مع أي أحد أيا كان،.

تحدثت سلمي بحزن على حال صديقتها: ليه كده يا مليكة إنتي كده هنتيه أوي مفيش راجل يقبل على كرامته الكلام إللي إنتي قولتهوله ده، وتصرفه معاكي بالشكل ده بيأكدلي إن ياسين فعلا بيحبك وصدقيني أي راجل مكانه كان وصل بيه الأمر إلى إنه يمد إيده عليكي لكن ياسين كل اللي عمله إنه سابك ومشي.

تنهدت بألم وأردفت بأسي: المشكلة إني عارفه ومتأكدة إنه بيحبني، مشاعره وإحساسه وهو بيبص في عيوني مش مجرد نظرة عادية من واحد لمراته لا دي نظرة عاشق.
تحدثت سلمي بإستغراب: طب فين المشكلة بقي يا مليكة هي الواحدة مننا عايزة أيه من الدنيا غير راجل يحبها ويحميها ويخاف عليها وياسين إدالك كل ده وأكتر، ده كفاية وقفته معاكي في موضوع الورث وحضانة ولادك.

أجابتها بحزن وحيره تملئ مقلتيها: المشكلة جوايا أنا ياسلمي أنا اللي جوايا حيرة وصراع مش لاقيالهم نهاية.

وحقيقي مش قادرة أحدد أنا عاوزة أيه بالظبط شوية أحس إني خلاص قبلته في حياتي وأحس بمشاعر إيجابية ناحيته وإني مش قادرة أبعد عنه وأقرر أديله وأدي لنفسي فرصة تانية نقرب فيها من بعض، بعدها أحس شعور بالنفور منه والكره لنفسي على خيانتي لرائف إحساس مميت يا سلمي مش قادرة أعيش جواه ولا قادرة أتخطاه وأكمل حياتي كده عادي.
أجابتها سلمي بحزن: ليه يا مليكة عاملة في نفسك كده؟

ياسين ده ستات إسكندرية كلها تتمني نظرة واحده من عيونه إنسي وخرجي نفسك من حياة الماضي وحاولي تعيشي المستقبل.

بعد يومان
إنتظرت حضوره إلى غرفتها فاليوم يوم تواجده بغرفتها كما تعودت إنتظرت وانتظرت ولكنه لم يأتي كانت حزينة لغيابه لما، هي لا تدري فقد تعودت على تواجده معها واشتاقته.
تنهدت وحاولت أن تغفي ولكن من أين يأتي النوم والراحة في بعاده؟
أه مليكة لو أنك تعلمين ماذا تريدين؟
لهدأ قلبك واستراح يا فتاة.

اليوم التالي
كانت تقف بجانب ثريا داخل المطبخ تعدان وجبة الغداء معا إستمعت لهاتفها أخرجته من جيب بنطالها ونظرت بشاشته إستغربت حين وجدت إسم سالي خطيبة شقيقها
أجابتها بإحترام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إزيك يا سالي.
ردت سالي ببرود: الحمدلله يا مليكة أنا كويسة، بعد إذنك يا مليكة كنت حابه أشوفك النهارده ونتكلم شوية ياريت نتقابل في أي كافية نقعد ونتكلم.

أجابتها مليكة بإستفهام: خير يا سالي فيه حاجة؟
أجابتها سالي بإقتضاب: لما تيجي هنتكلم وتعرفي.
تحدثت مليكة بإيجاب: تمام يا سالي ساعة بالظبط وأكون موجودة في كافيه،.

أغلقت مع سالي وأستأذنت من ثريا وصعدت لتستبدل ثيابها قررت مهاتفة ياسين لتستأذن منه نعم هي مازالت غاضبة من ذلك التصرف اللأخلاقي بالنسبة لها ولكنه بالنهاية زوجها وعليها إخباره كي لا يفتعل لها المشاكل من جديد، وأيضا كانت تشتاقه وتشتاق صوته ولكنها تكابر حالها وتعاندها.
كان يجلس بإحترام أمام رئيس الجهاز واضعا هاتفه على خاصية الوضع الصامت،.

تحدث رئيس الجهاز: ياسين مش عاوز أعيد عليك كلامي تاني، لااازم تبقي حذر جدا في أختيار رجالتك المره دي، مش عاوزك تكرر غلطة عملية شقة المعمورة ويطلع بين رجالتك جواسيس يسربوا أسماء الرجالة
وأكمل بحذر: المهمة المره دي أكبر وأعمق من كل العمليات إللي قومنا بيها قبل كده فاهمني يا ياسين؟
أجابه ياسين بوقار وأحترام: أوامر سعادتك يا باشا عاوز حضرتك تطمن ومتشغلش بال سيادتك كل حاجة هتتنفذ زي ما سعادتك أمرت وأكتر.

تحدث الرئيس بتفاخر: وأنا واثق فيك يا وحش وعارف إنك أدها وأدود.
تحدث ياسين بإحترام: تليمذ سعادتك النجيب وليا الشرف يا باشا.
كانت تقف بغرفتها بتوتر تهاتفه ولكنه لم يجب عاودت الإتصال مرة أخري لكنه لم يجيبها، حزنت بداخلها على تجاهله المقصود لها،
حدثت حالها بحزن: ألهذا الحد لم يعد يبالي بي وبحزني؟

وقررت تسجيل رسالة صوتية بصوت حزين يكمن مغزاها: متشكرة جدا لإهتمامك يا سيادة العقيد على العموم أنا كنت بتصل علشان أقول لسيادتك إني خارجه علشان سالي إتصلت وعاوزاني في موضوع مهم وللأسف مش هينفع أعتذر.
بعثت الرسالة وتنهدت بأسي وأمسكت حقيبة يدها ووضعت بها أغراضها وتحركت.

بعد مدة وقف ياسين مستأذنا من رئيسه وخرج، كان يتحرك ذاهبا إلى مكتبه سمع صوت عمر أحد رجاله يتحدث بإحترام: ياسين باشا أنا جمعت لسيادتك الرجالة وكلهم مستنيين في مكتب حضرتك رهن الإشارة علشان نبدأ الإجتماع إللي حضرتك أمرت بيه.
نظر بجانبه وهو يتحرك بعملية: هو أنا قولتلك قبل كده إني بحبك يا عمر؟
إبتسم عمر وتحدث برأس مطاطأ خجلا: لا يا باشا.

نظر بجانبه على عمر وتحدث بدعابة: أنت إتكسفت كده ليه يا عمر ماتنشف كده يا سيادة الرائد هو أنا بقولك ما تجيب بوسة دا أنا بقولك بحبك.
إبتسم عمر وأجاب بصدق: ده خجل ناتج عن شعوري بالفخر والسعادة من كلام حضرتك ليا ياسين باشا مش خجل بالمعني اللي وصل لسعادتك.
أطلق ياسين ضحكة رجولية قائلا: لا صايع يا عمر وعجبني ردك.
وصلا لمكتب ياسين دلفا للداخل وبدأوا بإجتماعهم متناسين العالم من حولهم.

دلفت مليكة إلى الكوفي شوب ألقت السلام على سالي وجلست وبدأتا بالحديث
نظرت لها سالي وتحدثت: أنا أسفة يا مليكة إني خليتك خرجتي وجيتي تقابليني أنا عارفة كويس إن وقتك مش ملكك وانك مش بتحبي تخرجي كتير لكن الموضوع بجد مهم جدا
سألتها مليكة بإستفهام: خير يا سالي قلقتيني.

تحدثت سالي بلؤم: لازم تقلقي يا مليكة الموضوع يخص علاقتي بشريف، علاقتي مع شريف سائت جدا في الفترة الأخيرة وللأسف إنتي ليكي دور كبير في الخلل إللي حصل في علاقتنا.
أشارت مليكه بسبابتها على حالها بإستغراب وتحدثت: أنا! وأنا أيه إللي دخلني في علاقتك مع شريف يا سالي ده أنا عمري ما جبت سيرتك غير في الخير وربنا شاهد عليا يبقي إزاي بقي؟

أجابتها سالي بحدة تحاول السيطرة عليها: لا يا مليكة ليكي علاقة ومباشرة كمان بدليل الكلام إللي قولتهوله عني وإني بدأت النكد بدري أوي كنتي تقصدي ايه بكلامك ده لو ما كنتيش تقصدي تكرهيه فيا.
تحدثت مليكه بإندفاع: إنتي بتقولي إيه يا سالي، الكلام ده أنا قولته على سبيل الهزار لما شريف إشتكالي من تحكماتك وتغيرات شخصيتك المفاجئة
وقتها ضحكت وقولت كلمتي دي على سبيل الدعابة كنت بفك القعدة بينا مش أكتر،.

وبعدها إتكلمنا جد وقولتله أقعد معاها وشوف ايه إللي مضايقها وغيرها وحاولوا تقربوا وجهات نظركم من بعض، وأكملت بغضب وحدة: وبعدين طالما كلامي عنك مع شريف بيضايقك أوي كده صدقيني أنا هبعد خالص عن أي موضوع يخصكم وعمري ما هتدخل حتى لو إنتي نفسك إللي طلبتي ده،
ثم نظرت بساعة يدها وتحدثت بضيق: بعد إذنك يا سالي أنا لازم أمشي علشان مروان قرب يوصل من مدرسته ولازم أكون ف إنتظاره.

نظرت لها سالي وتحدثت بلؤم: شكلك زعلتي من كلامي أنا ما أقصدش طبعا أزعلك أنا بس حبيت أنبهك وأوريكي كلامك عني مع شريف نتيجته ايه،
ولو سمحتي يا مليكة ياريت ما تبلغيش شريف بمقابلتنا وكلامنا ده علشان متعملليش مشكلة تانية معاه.
تحدثت مليكة بحدة وهي تقف وتجمع أشيائها: إطمني محدش هيعرف حاجة عن إستدعاء سيادتك ده ليا، وغادرت سريعا غاضبة دون سماع رد من سالي.

نفثت سالي بضيق وتحدثت بصوت ضعيف مسموع لأذنيها فقط: إزعلي بقي ولا أتفلقي الحكاية مش ناقصة دلع وقمص ستات مدلعة،
وأخرجت هاتفها وحدثت شريف بلؤم قائلة بدلال: انا أسفة بجد يا حبيبي انا عارفة إني زعلتك كتير الفترة إللي فاتت بس أوعدك إني هحاول أتغير ومش هضايقك تاني
أجابها شريف بحب: خلاص يا حبيبي أنا كمان أسف لو كنت زعلتك.

إستقلت مليكة سيارتها وهي حزينة من حديث سالي لها ونزلت دموعها بحزن عميق
، خرج من إجتماعه وأستقل سيارته أمسك هاتفه ليري ما الجديد به؟ وجد إتصالين متتاليين من معشوقته
ووجد أيضا رسالة إستمع لها وأبتسم حين وجد بين طيات صوتها الحزين ملامة له لعدم تقديرها،
ضغط زر الإتصال أتاه صوتها الحزين على الفور بمعاتبة: لسه فاكر تعبرني يا ياسين!

إبتسم وسعد لسماع إسمه منها بتلك الرقة المهلكة لرجولته قائلا: أنا كنت في إجتماع مع رئيس الجهاز وعامل تلفوني silent وصدقيني أول ما خرجت وشفت رسالتك إنتي أول واحدة كلمتها.
شعرت بإرتياح لسماع كلماته وأجابته: تمام مفيش مشكلة.
إبتسم لتفهمها الوضع وسألها بإهتمام: خرجتي؟
أجابته: أه خرجت وخلصت مشواري وراجعة في الطريق أهو
أجابها: أنا كمان راجع في الطريق، ثم أكمل وهو يحمحم: مليكة أنا أسف.

أجابته برقة واستفهام: على ايه؟
أجابها ياسين بنبرة صوت صادقه: على كل حاجة وأي حاجة زعلتك مني وصدقيني عمري ما بقصد إني أضايقك، طب أضايقك إزاي وإنتي أهم حد في حياتي
أصاب جسدها القشعريرة من شدة سعادتها وهي تستمع إعترافه الغير مباشر بحبها وأهميتها داخل قلبه.

وأكمل هو بإعتراف: مليكة أنا كنت لوحدي لما كلمتك صدقيني كنت لوحدي، وأسف لو كنت وجعتك بس أنا كنت موجوع أوي من كلامك وحبيت أدوقك من نفس كاسي إللي شربته علشان تحسي بيا وتعذريني أنا بجد أسف.
أجابته بنبرة صوت سعيد لم تستطع التحكم به من شدة سعادتها بإعترافه: أنا كمان أسفة يا ياسين صدقني مكانش قصدي أزعلك مني أنا كنت متوترة ومشتتة ومكنتش عارفة نفسي بقول ايه أرجوك سامحني وأنسي أي كلام قولتهولك وزعلك مني.

إبتسم وتحدث بصوت هائم قائلا بلهفة: بجد يا مليكة إنتي أسفه بجد؟
مليكة بضحكة خفيفة وصوت عاشق: بجد يا ياسين ياسين أناااا
كادت أن تكمل لكن أسكتها صوت طلقات النار التي إستمعت لها بشدة عبر الهاتف بعدها إستمعت لصوت فرقعه هائل تحدثت برعب: ياسين هو فيه ايه وايه الصوت إللي عندك ده؟
لكنها لم تستمع لصوته وأغلق الهاتف.

هلعت بفزع توقفت عن قيادة السيارة وصفتها جانبا وسريعا ضغطت على زر الإتصال مجددا لكنها صدمت عندما وجدت الهاتف مغلق مما دب الرعب في أوصالها
صرخت بإسمه: يااااااسين، ياسين رد علياااااااااا أرجوك يا ياسين رد علياااااااا،
بكت برعب وجلست تنظر حولها بذهول وهي لا تحسن التصرف فقدت تركيزها تماما،.

بعد مرور أكثر من عشر دقائق عايشتها ما بين الرعب والهلع والدموع والصراخ بهيستريا، تملكت من حالها وقادت سيارتها بيد مرتعشة ودموع تتدفق من عيناها بغزارة مشت بطريقها فقد قررت العودة إلى منزلها على أمل أن تجده هناك.
بعد مدة وجدت أمامها حادث مروع والأمن متواجد بكثافة تيقنت أنها سيارة ياسين توقفت وهبطت سريعا واضعة يدها على فمها بذهول ودموعها تنهمر بغزارة.

صرخت بكامل صوتها حين رأت سيارة ياسين قد تفحمت أثر تفجير ضخم،
جرت وقفت بجانب الجمهور المتفرج خارج السياج الذي وضعه الأمن ورجال النيابة الذين أتوا على وجه السرعة للتحقيق في أغتيال شخصية مرموقة في جهاز المخابرات.
إستمعت لأحد الرجال الواقف بجانبها
أحد الرجال: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ربنا ينتقم منهم الارهابيين قتلوا الراجل بدم بارد.
رد عليه شخص مجاور: هو إللي كان في العربية مات؟

أجاب شخصا أخر: مات ايه بس ياريس قول أتفحم إتقطع.
الشخص الثاني: مين قالك مش يمكن عايش؟
الشخص الأول: عايش مين يا باشا طب بذمتك ده شكل عربية يطلع منها حد عايش.
شخصا أخر: الله يرحمه ده باين عليه كان شخصية مهمة أوي ده بمجرد الحادثة ما حصلت المكان إتحول وأتملي برجالة المباحث والنيابة زي ما أنت شايف كده.
كانت تستمع لهم وهي تهز رأسها غير مصدقة لما تراه أمامها عيناها وتستمعه أذناها وهنا لم تتمكن من التماسك.

صرخت صرخة ألم وقلبها يتمزق وجعا ناطقة بإسمه بصراخ: ياااااسين أاااااااااه
تحولت إنظار الجميع إليها بإهتمام وهلع من أثر صرختها المفاجئة،
أسرعت وتخطت السياج الموضوع من جانب الأمن جري عليها إثنان من رجال الأمن بتحذير وهما يشدان أجزاء أسلحتهم مهيئين أنفسهم لأي غدر يحدث منها.
صرخ بها ضابط الأمن بحدة: إنتي مين وأزاي تسمحي لنفسك تتعدي على السياج؟

بدموع حارة واستعطاف أجابته مليكة: من فضلك يا أفندم أنا عاوزة أسأل عن حالة سيادة العقيد ياسين المغربي صاحب العربية دي أرجوك طمني وقولي إنه بخير؟
إستغرب الضابط من هيئتها المذرية ووجعها الظاهر وتحدث بحذر: وإنتي تعرفي ياسين المغربي منين؟
أجابته بدموع وغصة في صوتها: أنا مراته وكنت معاه على التليفون وقت الحادثة.

نظر لها بنصف عين وتحدث على الفور لرجل النيابة: محمد باشا المدام بتقول انها مرات سيادة العقيد ياسين المغربي وكانت معاه على التليفون وقت الحادثة يا باشا.
إلتفت لها وكيل النائب العام بإهتمام وتحدث: ورينا بطاقة سعادتك.
أشارت مليكة إلى سيارتها وتحدثت ببكاء وصوت مرتجف: بطاقتي في شنطتي جوه العربية
أكمل هو: إتفضلي يا مدام، هات كرسي من عندك يا أبني وتعالي خد مفتاح العربية من الهانم وهاتلي شنطة إيدها.

ثم نظر لها بعد جلوسها وتحدث: إتفضلي بقا إحكي لي إللي حصل بالتفصيل كل حرف وكل كلمه وكل صوت سمعتيه مهما كان ملوش لازمة عندك تأكدي إنه مهم جدا بالنسبة لنا.
تحدثت بلهفة ودموع: طمني الأول على ياسين وبعدها هحكي لحضرتك على كل إللي إنت عاوزة.
هدر بها وكيل النائب العام بحدة وتحدث: معرفش حاجة ومش مسموح لي أتكلم يا مدام واتفضلي أحكي كل إللي عندك وده أمر وإجباري مش إختياري.

مليكة بدموع وأستعطاف: أرجوك طمني أنا بموت من القلق إللي جوايا وحضرتك كل إللي يهمك تعرف كلمتين لا هيقدموا ولا هيأخروا.
هدر بها وكيل النائب العام وتحدث بحدة: هو حضرتك مش مقدره الوضع إللي إحنا فيه، إحنا في كارثة يا مدام ده إغتيال لرجل مخابرات مهم وعضو بارز في الهيئة والموضوع في منتهي السرية ومش مسموح لي أنطق بحرف واحد،.

وأكمل بغضب: ومن فضلك ياريت ماتضيعيش وقتي ووقت حضرتك أكتر من كده وتتفضلي تحكي علشان أسيبك تروحي.

في مكان أخر دخل شخصا من باب غرفة ونظر على الجالس فوق الأريكة ينتظر بقلق لما سيستمعه وتحدث: طمئن قلبي وقل لي أن هذا الزنديق ذهب بلا رجعة إلى الجحيم؟
إبتسم الشاب وأجاب بشر: أبشر أيها الأمير لقد تخلصنا من هذا الكافر وسيلحق به أتباعه قريبا إن شاء الله.
تحدث الرجل بضحكة شامتة: أواثق أنت مما تتفوه به يا كريم.

أجابه الشاب بإبتسامة: نعم سيدي واثق كثقتي بأنني أقف بين أيادي حضرتكم الكريمة، لقد أطلقنا عليه الرصاص بطلقة مميتة داخل قلبه اللعين بعدها صدمت سيارته بسيارة الشهيد بإذن ربه أمجد وتحولت إلى نار.
إبتسم الرجل وتحدث بشر: الأن فقط يمكنني أن أبلغ قيادتنا وشركائنا خارج البلاد بنجاح العملية.

ثم نظر للشاب بشراهة: أبشر يا كريم ستنهال على رؤسنا الأموال كحبات المطر، بالطبع سيفرح هؤلاء الرجال عند سماعهم بهذا الخبر السعيد وعندها سيغرقوننا بالأموال الوفيرة
#إنتهي البارت
هل سيتكرر وجع مليكة مرة أخري؟
أم أن حكايتها مع ياسين ستختلف هذه المرة؟
هذا ما سنتعرف عليه في البارت القادم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة