قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الخامس والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الخامس والعشرون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل الخامس والعشرون

كانت ليالي ومنال وجيجي تجلسن سويا داخل منزل ثريا بحضورها هي ويسرا، دلفت أيسل تهرول من باب المنزل وهي تبكي ممسكة بيدها جهاز اللاب توب الخاص بها قائلة بصراخ: ماااامي
إلتفتن إليها جميعهن بهلع ثم تحركن كلهن على عجل
وتحدثت منال بنبرة قلقة: مالك يا سيلا فيه أيه؟

تحدثت الفتاة بدموع والرعب والفزع يكسوان ملامحها: فيه راجل مغطي وشه منزل فيديو وجايب صورة بابي وبيقول إنهم قتلوه، الفيديو مالي الإنترنت كله يا نانا!
صاحت منال بهلع ظهر على ملامحها: بتقولي ايييييه إسكتي يا سيلا متقوليش كده بابي أكيد بخير!
تحدثت ثريا بتعقل وهي ترتجف من فكرة خسارتها لياسين هو الأخر: إهدي يا منال واتصلي بسيادة اللوا نفهم منه الأول دول جماعات تكفيرية وأكيد بيكدبوا.

تحدثت ليالي بصراخ: أتصلي بسرعة بعمو يا طنط لو سمحتي، نظرت ثريا إلى منال وجدتها منهاره وجسدها يرتجف فقررت أن تهاتف هي عز لتسأله وبالفعل أمسكت هاتفها وكادت أن تضغط على الهاتف،
في تلك الأجواء دلف للداخل طارق وبجواره مليكة بعيونها المنتفخة وحالتها المزرية قد وجدها بطريقه وهو قادم إلى المنزل ليطمئنهم مثلما طلب منه والده
تحدث طارق بصوت واثق وهادئ: مفيش داعي تتصلي ب بابا يا عمتي.

هرولت جميع النساء إليه وأمسكته منال من تلابيبه بدموع وتحدثت بطريقة هيستيرية: أخوك جراله ايه يا طارق؟ إتكلم وقولي إن أخوك بخير والكلام ده كدب ومجرد إشاعه.
أمسكها من كتفها واحتضنها برعاية وحدثها بهدوء: إهدي يا حبيبتي ياسين بخير ومفيهوش أي حاجة صدقيني.
خرجت من بين أحضانه وتحدثت وهي تتلفت حولها بلهفة: طب لما هو كويس فعلا مجاش معاك ليه؟

تحدثت ليالي بدموع وألم: فين ياسين يا طارق قولي الحقيقة أرجوك ياسين جراله حاجة؟
تحدث طارق بجدية: والله العظيم ياسين بخير هو بس أخد طلقه في كتفه وأخدوه المستشفي وخرجوها وهو دلوقتي حالته مستقرة و كويسة جدا.
لطمت منال خديها وتحدثت: طلقة أخوك مضروب بالرصاص وتقولي كويس يلا حالا وديني عند أخوك أشوفه بعيني وأطمن عليه.

تحدثت ثريا وهي ممسكة بذراع منال: إهدي يا منال أكيد هتشوفيه وتطمني عليه وأنت يا طارق يلا وصلنا عند أخوك علشان نتطمن.
أجابها طارق بهدوء: للأسف مش هينفع يا عمتي الموضوع سري للغاية والجماعات إللي ضربوه فاكرينه لاقدر الله أتوفي وعندنا أوامر إن مفيش مخلوق يعرف الكلام ده لحد ما المخابرات تقرر هي هتعمل أيه.
كانت تستمع لهم وقلبها ينزف دما على حبيبها الراقد بين الحياة والموت وعيونها تزرف الدمع بغزارة.

تحدثت يسرا من بين دموعها وهي تنظر إلى مليكة: وإنتي يا مليكة إتأخرتي كده ليه، أنا بتصل عليكي من بدري مبترديش ليه وإتقابلتي مع طارق إزاي ثم ايه حالتك دي؟
نظر إليها طارق ثم ذهب إليها وأمسك يدها وأجلسها بإهتمام وهو يتحدث: مليكة كانت راجعة وشافت عربية ياسين في طريقها نزلت تسأل ظابط الأمن وتطمن على ياسين أنا شفت عربيتها راكنة وأنا جاي ووقفت جبتها معايا وطمنتها.

جرت عليها ليالي وتحدثت بلهفة: هي الحادثه كانت في طريقك وإنتي راجعة يا مليكة طب هي العربية متفجرة فعلا زي ما بيقولوا كده في الفيديو؟
طمنيني يا مليكة من فضلك.
كانت تهز مليكة ومليكة في عالمها الخاص قلب نازف وجسد هازل وعيون باكية.
كادت أن تتحدث.

أسكتها دخول تلك الثائرة الناقمة عليها: إرتاحتي إرتاحتي يا مليكة لكن إزاي شكلك كده مش هترتاحي غير لما تجيبي أجل شباب العيلة كلهم واحد ورا التاني وشك شؤم علينا من يوم دخولك العيلة موتي رائف وبعده ياسين ارتااااحتي؟
كانت تستمع لها وهي تنكمش على حالها وترتجف بجلستها ودموعها تنهمر فوق وجنتيها ربتت على كتفها جيجي وأمسكت يدها لتطمئنها وهي تري ساقيها تهتزتان برعب وهلع.

رمقها طارق بغضب وتحدث بحدة: ماتخرسي شوية يا أختي، ايه ماسورة زفت واتفتحت في وشنا ياسين بخير، ياريت بقى تبطلي ندبك ده وتوفري تولويلك لحاجه تانية ولا أنتي ما صدقتي مصيبة وعاوزة تشبعي فيها لطم
تحدث محمد زوجها الذي أتي بصحبتها بخيبة أمل: يعني ياسين بيه كويس؟
تحدث طارق وهو يجلس متنهدا بتعب وإرهاق: الحمدلله هو بخير.

وأكمل بتحذير وهو ينظر إلى محمد ونرمين ويشير لهما بسبابته: لكن الكلام ده مايطلعش بره الدايرة دي وإلا ورحمة رائف أسلمكم تسليم أهالي للمخابرات أنا بقولكم علشان أطمنكم لكن الموضوع سري لحد ما المخابرات بنفسها تعلن عنه.
تحدثت منال من بين شهقاتها: طب يلا بسرعة وديني عند أخوك أطمن عليه.
نظر لها طارق متعجبا: أوديكي فين يا ماما بقولك الموضوع سري والمخابرات لسه ماأعلنتش علشان أمان ياسين تقوليلي وديني!

وبعدين أوديكي فين إذا كنت أنا نفسي معرفش هو في أنهي مستشفي؟
وأكمل مطمئنا إياها: وبعدين يا حبيبتي بابا معاه متقلقيش هو كلمني وطمني وخلاني أجي أقولكم علشان ماتقلقوش وبعدها قفل تلفونه
وتحدث بتذكير: أه وياريت كمان تقفلوا تليفوناتكم علشان محدش يتصل بيكم وتضروا تجاوبوا ولا تتلغبطوا لحد ما نشوف أيه إللي هيحصل وان شاء الله يعلنوا بسرعة عن الموضوع ونرتاح من القلق ده.

تحدثت ثريا برجاء: طب إتصلنا ب أبوك يا ابني نطمن منه وبالمرة مامتك تطمن بنفسها ولو ينفع تكلم أخوك وتسمع صوته علشان بس قلبها يرتاح.
نظر طارق لزوجة عمه وتحدث: ياسين نايم يا عمتي هما مديينه حقنة منومة علشان يهدي أعصابه وكمان علشان الإصابة إللي في كتفه متألمهوش وبعدين ماأنا لسه قايل إن بابا قفل تليفونه علشان إللي بيتصلوا بيه يسألوا على ياسين.

صاحت ليالي وتحدثت ببكاء مرير: إنت بتكدب يا طارق ياسين حالته خطيرة وأنت مش راضي تقولنا علشان منقلقش.
هنا صرخت أيسل وتحدثت ببكاء: أنا مليش دعوة بكل الكلام إللي حضرتك بتقوله ده يا عمو أنا عاوزة أشوف بابي وحااااالا
إنتبه الجميع لوجودها وبكائها الصامت المرير الذي يدمي القلوب.

جري عليها طارق إلتقطها وأدخلها داخل أحضانه بحنان وتحدث: إهدي يا قلبي بابي كويس جدا والله وصدقيني أول ما يسمحو لنا بالزيارة إنتي هتكوني أول شخص يدخله ويشوفه.
كانت تنتفض من شدة بكائها داخل أحضان طارق وأمائت له بموافقة دون حديث.
أخذتها يسرا من بين أحضان طارق وأجلستها بجانبها وأحتضنتها قائلة بحنان: ما تعيطيش يا قلبي بابي كويس وإن شاء الله بكرة أو بعده بالكتير وهيبقي هنا في وسطنا.

تحدثت ايسل من بين شهقاتها: يارب يا عمتو.
تحدثت جيجي: ياسين راجل قوي وإن شاء الله هيجتاز تعبه ويبقي أحسن ياريت كلنا ندعيله بدل العياط إللي مش هيفيده بحاجة غير إنه هيتعبكم ويأثر عليكم بالسلب.
نظرت ثريا على تلك المنكمشة على حالها تبكي بصمت رهيب وتحدثت: مليكة إنتي كويسة يا حبيبتي؟
نظرت لها وتحدثت بدموع: الحمدلله يا ماما أنا كويسة.
نظرت نرمين على والدتها بغضب من تلك المعاملة والإهتمام لغريمتها.

في ذلك التوقيت أتت علية وتحدثت وهي تجفف دموعها: ستي مليكة الحارس إللي على البوابة بيقول إن فيه حد بره بيسأل عليكي وبيقول إنه من النيابة العامة.
إبتلعت لعابها برعب ووقفت وهي تشير بيدها على حالها: عاوزني أنا؟
وقف طارق ينظر إلى عليه قائلا: أنا هخرج أشوفه عاوز ايه.
تحدثت ثريا بشك: فيه ايه يا مليكة ايه إللي يخلي النيابة تبعتلك يا بنتي؟

نظرت لها منال وتحدثت بحدة: ايه إللي تعرفيه إحنا مانعرفهوش يا مليكة، إتكلمي؟
تحدثت ببكاء وأنهيار وبدأت بالصراخ الهيستيري: معرفش معرفش محدش يسألني عن حاجة أنا ماأعرفش حاجة هو كل مصيبة تحصل تسألوني أنا عنها، حرام عليكم بقي سيبوني في حالي أنا عمر ما حد فيكم جه وسألني عن حالي
مبتسألونيش غير عن حالكم واللي يخصكم وبس سيبوني في حالي بقي.

دلف طارق نظر إلى مليكة بإستفسار: دول طالبينك في المخابرات يا مليكة هي ايه الحكاية هو فيه حاجة حصلت أنا معرفهاش؟
إرتعبت أوصالها وهي تقول: عاوزيني أعمل إيه هناك أنا قولت لوكيل النيابة إللي كان موجود في مكان الحادثة على كل إللي أعرفه.
تحدثت ليالي بشك: كل إللي تعرفيه!
وهو أنتي تعرفي ايه؟

تحدثت من بين شهقاتها المريرة وبدأت تقص عليهم ما حدث ثم أكملت: هو ده كل إللي حصل وأنا قولت كل إللي عندي يبقي عاوزني تاني ليه؟
تحدثت ليالي بصياح وغضب: ولما أنتي يا هانم عارفة كل ده منطقتيش ليه من ساعة ما جيتي وقاعدة ساكتة ليه؟

دبت منال على صدرها بهلع: يعني إبني كان جوه العربية لما إنفجرت وتقولولي كويس أخوك جراله ايه يا طاااارق قولي يا ابني وريح قلبي، وأمسكت يده تسحبه للخارج: خدني ووديني حالا عند أخوك علشان أشوفه بعيني.
تحدثت نرمين بغل وهي تنظر إلى مليكة: عاجبك كده يا هانم ولعتيها بكلامك ده ياريتك ياأختي فضلتي ساكتة.
نظرت لها يسرا بغضب وتحدثت بحزم: والله ما فيه حد بيولع الدنيا ويشعللها غيرك إنتي يا نرمين،.

ثم نظرت إلى محمد وتحدثت: ماتشوف مراتك وتسكتها يا محمد وياريت تقولها إن ده مش وقت إللي بتعمله ده.
تحدث طارق بحزم وحدة: خلاص إنتي وهي مش عاوز أسمع ولا كلمة من واحدة فيكم تاني.
ثم نظر إلى نرمين وتحدث بغضب: وإنتي يا ريت تبطلي السم إللي عمالة تبخيه من وقت ما دخلتي ده مش وقته يا ماما، ها مش وقته!
ثم حول وجهه إلى مليكة وتحدث ليطمئنها: وإنتي يا مليكة يلا علشان أوصلك ومتخافيش أنا مش هسيبك.

بكت برعب وحدثته متوسلة: طارق أرجوك أنا مش بحب أروح الأماكن دي ولا برتاحلها خليه هو ييجي هنا يسألني في اللي عاوزه.
طمئنتها ثريا وهي متأثرة بحالتها: إهدي يا مليكة إنتي خايفة كده ليه يا حبيبتي ده مجرد سؤال هو أنتي رايحة متهمة لاسمح الله.
تحدثت ليالي بحدة: ياعالم يا طنط ايه إللي حصل والهانم مخبياه عننا.
أجابت مليكة بدموع وضعف: والله العظيم ماأعرف غير إللي قولته هنا ولوكيل النيابه.

تحدث طارق بنبرة صوت حازمة: يلا بينا يا مليكة ومتقلقيش أنا هكلم سيادة اللوا عزت صديق بابا وأحنا في الطريق وأخليه يتصل بيهم ويسمحولي أحضر معاكي الإستجواب يلا يا حبيبتي متخافيش أنا معاكي ومش هسيبك.
تحدثت جيجي بحنان: إسمعي كلام طارق يا مليكة ومتخافيش وإن شاء الله خير
وصلاها للخارج ثريا ويسرا وجيجي.

في اليوم التالي.
كان يرقد فوق تخت المشفي بجسد متعب كتفه مضمد بالشاش أثر طلقة الرصاص وكدمات بجميع جسده أثر قفزته من السيارة قبل الإنفجار بلحظات،
كان يقف بجواره والده ورئيس جهاز المخابرات وبعض الرجال ذات المناصب العالية، تحدث رئيس الجهاز: حمدالله على سلامتك يا سيادة العقيد.
تحدث ياسين بتألم وصوت ضعيف: الله يسلم سعادتك يا أفندم.

تحدث الرئيس برضا: الحمدلله إني كنت واخد إحتيطاتي وممشي وراك عربية حراسة تحرسك من بعيد لإني كنت متأكد إنهم هيحاولوا ينتقموا منك ردا على عملية المعمورة وبالفعل اللي حسبته لقيته،
ثم نظر له وتحدث بعملية: أنا عارف إنك تعبان يا ياسين لكن لازم تحكيلنا إللي حصل بالظبط بكل تفاصيله علشان نقدر نوصل للأ دول في أقرب وقت ونجبلك حقك.

تحدث ياسين بنبرة صوت حازمة وعيون غاضبة كعيون الصقر: بعد إذن سعادتك ياباشا حقي أنا إللي هاخده بإيدي لازم أجبهم بنفسي وأمد إيدي وأخلع كبدهم من مكانه وأنا باصص جوه عنيهم غير كده مش هعرف أرفع عيني ف وش رجالتي وأظن ده ما يرضيش سعادتك،.

فرق الرئيس نظراته بين الواقفين ينظرون لياسين بإعجاب ثم هز له رأسه بإيماء وتحدث بفخر: كنت هستغرب لو سمعت منك كلام غير ده يا سيادة العقيد وأنا معنديش أي مانع إنك تاخد تارك بنفسك،
بس الأول إدينا تفاصيل علشان نعرف نوصل لبداية الخيط قبل مايختفي ورجالتك هيراقبوهم ولما تقوم بالسلامة أبقي إنتقم منهم بطريقتك إللي ترضيك.
هز له ياسين رأسه بإحترام وإيماء وبدأ بتذكر ما جري وقصه على رجال المخابرات
فلاش بااااك.

ياسين: بجد يا مليكة بجد إنتي أسفة
كان يستمع لها وعينه على الطريق وفجأة ظهرت بجانبه سيارة ذات زجاج معتم فاميه كانت تقترب منه مسرعة ونظر أمامه وجد سيارة أخري تتجه في الطريق المعاكس ويبدوا أنها تعرف وجهتها جيدا ألا وهي سيارته لا غير.

شعر بريبة حاول الإسراع والإفلات منهم لكنهم كانوا أقرب منه نزل زجاج السيارة المعتم وظهر منه شاب مكشوف الوجه وبمهارة عالية وتدريب أطلق من السيارة المجاورة طلقة نارية كانت تتجه نحو القلب مباشرة تفاداها ياسين بأخر لحظة بحركة ذكية وسريعة فاستقرت داخل كتفه.
بعدها هرولوا بسيارتهم ثم أنتظروا بعيدا جدا بعد إعتقادهم نجاح مهمتهم أما الجزء الثاني من المهمة فهو للسيارة المقابلة.

هدئ ياسين من سرعته وتحامل على حاله وتحرك بجانب الطريق وسط الأشجار وبحركة سريعة وغير ملفتة لم يرها غير سائق السيارة المقتربة منه لتنفجر به
ألقي ياسين بنفسه وسط الأشجار بحركة خفية سهلة وسلسة بالنسبة لرجل مخابرات ذو تدريبات عالية على تلك المواقف.
وبلحظة أصتدمت السيارتان ببعضهما وحصل إنفجار هائل نتيجة المفرقعات المتواجدة داخل سيارة ذلك الإرهابي المنتحر منفذ العملية.

تدحرج ياسين محتكا بالأشجار مما تسبب بكدمات وجروح بجميع أنجاء جسده على الفور نزل رجال المراقبة بحذر شديد وأخذوا ياسين وبسرعة البرق إختفوا من المكان.
علي الفور أبلغ أحد الرجال الذي شاهد الحادث ولكنه لم يشاهد ياسين الذي قفز من سيارته قبل الإنفجار بعدة مترات ثم أتي رجال الشرطة وبعدها رجال النيابة العامة وأنقلب الحال عند الكشف عن هوية صاحب السيارة،.

وأخذا رجلين المراقبه ياسين الذي كان مازال مستيقظا وتعرف على شخصيتهم إلى مشفي وجههم إليها رئيسهم المسؤل عن مهمتهم.
كانت تلك السيارة ذات الزجاج المعتم مازالت تنتظر من بعيد حتى رأي الشخص الذي وجه الطلقة سيارة ياسين وهي تتفحم فتهللت أساريره وذهب سريعا ليبشر أميره المذعوم بتلك البشري.
رجوع للوقت الحالي.

عز وهو ينظر لفلذة قلبه الراقد يتألم: حمدالله على سلامتك يا سيادة العقيد الحمدلله إنت ربنا كتبلك عمر جديد.
رئيس الجهاز بجدية: حمدالله على السلامة يا بطل يا تري تقدر توصفلنا شكل الراجل اللي أطلق عليك الرصاص ولا نسيبك ترتاح ويبقي الرسام يجيلك وقت تاني؟

أجابه ياسين بتحدي وإصرار: أنا راحتي في إن سعادتك تجبلي بداية خيط الكلاب دي في أسرع وقت يا أفندم، وأنا أن شاء الله هخليهم عبرة لمن لا يعتبر وهخلص البلد من شرهم.
أجابه الرئيس بتفاخر: هو ده ياسين المغربي إللي أنا أعرفه، وأشار للرسام: تعالي يا أحمد وارسم كل تفصيلة هيقولك عليها سيادة العقيد عاوز دقة فاهمني.

في ذلك اليوم خرج المتحدث بإسم الجهاز عبر وسائل الإعلام المرئية ونفي ما أشيع عن وفاة ياسين وكذبه وكانت ضربة قاضية لتلك الجماعات الإرهابية الخائنة لبلدها التي تمول من الخارج لزعزعة وأستقرار أمن الوطن والمواطن.
وبهذا ظهر كذب هؤلاء الحقراء أمام شركائهم الأجانب وأمام العالم أجمع فقد كانت ضربة قاضية في مصداقيتهم وشهد العالم أجمع على كذبهم وحقارتهم وبهذه الحركة فقد كسبت المخابرات المصرية نقطة عليهم.

في إحدي الأماكن المتطرفة البعيدة
كان ذلك المدعو بالأمير يجول المكان بغضب وهو ينظر بإشمئزاز على ذلك الواقف بخجل ناظرا للأرض
تحدث ذلك المدعو بالأمير بوجه غاضب: ألا لعنة الله عليك يا رجل خزاك الله في الدنيا والأخرة
وأكمل بحيرة: ماذا نحن فاعلون الان بعد أن ضربت مصداقيتنا أمام شركائنا الأجانب؟
كيف سنفسر لهم هذا الخطأ الفادح؟ أعميت عيناك حتى أنك لم تري ذلك الفاجر وهو ينفد من الهلاك المحتم له!

تحدث الشاب بخزي ومازال ناظرا أرضا: أستميحك عذرا أيها الأمير أعفو عني أرجوك لقد خدعني هذا الزنديق بمراوغة لقد شاهدت السيارة التي كان يقودها وهي تتفحم بأم عيني وقبلها شاهدت طلقتي وهي تنغرس داخل قلبه اللعين،
وأكمل بتساؤل وحيرة: كيف كانت له النجاة أنا لا أعلم؟

تحدث المدعو بالأمير والشر يتطاير من عيناه: إنهم ملعونون ذات سبعة أرواح المهم الأن لابد لك أن تختفي عن الأعين في أقرب وقت لابد أن تهرب خارج البلاد لانك أيها الأبله كنت كاشف الوجه وبالتأكيد ذلك الكافر أدلي لهم بملامحك، أماء له الرجل دون حديث وأنصرف.

في مساء اليوم التالي
كانت منال تجلس في بهو منزلها حزينة على حال ولدها الماكث بالمشفي كانت تجاورها ثريا وليالي وجيجي ويسرا ونرمين وأيضا إبنتها شرين التي اتت مهروله عندما شاهدت ذلك الفيديو المزعوم عن إستشهاد أخيها،
كلهن حاضرات إلا مليكة التي كانت تجلس بصحبة أطفالها هي ويسرا وأيضا بحالتها المزرية حزنا على حبيبها.
دلف طارق من الباب مبتسما وهو ينظر لوالدته وتحدث: ليكي عندي مفاجأة حلوة أوي يا منول.

نظرت له وتحدثت بتساؤل
مفاجأة ايه يا حبيبي قول وفرح قلبي يا طارق.
أشار بيده للواقف خارج الباب وتحدث: إظهر وبان عليك الأمان.
دلف عمر ولدها الصغير ذو السادسة والعشرون من عمره الماكث منذ ثماني سنوات يدرس هندسة الإلكترونيات بالخارج.
صرخت منال وجرت عليه من فرحتها تحتضن صغيرها بحنان وقلب يطير فرحا بادلها إياه تلك الأحضان الحانية بسعادة
وتحدث وهو يدور بها بسعادة: منوووول يا روح قلبي وحشتيني.

نظرت له وتحدثت وهي تحتضن وجنتيه وتقبلهما بشغف: يا قلب منول وعقلها ايه المفاجأة الحلوة دي يا عمر.
حضنته ثريا وتحدثت: حمدالله على السلامة يا حبيبي وحشتني يا عمر.
تحدث ذلك المدلل: وإنتي كمان وحشتيني أوي يا عمتو.
تحدثت شيرين: حمدالله على السلامه يا حبيبي، مقولتليش يعني إنك جاي وأنا بكلمك فيديو إمبارح؟
أجابها بمرح: كنت حابب أعمل surprise لمامي.
إحتضنته يسرا وحشتني يا عمر.

أجابها بإبتسامه: وإنتي كمان يا يسرا وحشتيني جدا.
ثم نظر إلى نرمين وتحدث بدعابة: برنسيس عيلة المغربي الجميلة.
أجابته وهي تحتضنه بحنان: حبيبي يا مورو وحشتني يا قلبي.
بعد سلامه على الجميع إلتفت بتمعن وهو يتسائل: أمال فين مليكة؟
ثم نظر إلى ليالي وتحدث بنبرة ساخرة: أوعي تقوليلي إنكم عايشين دور الضراير بقا ومنعتيها من الدخول هنا أنا عارفك يا بنت خالي جبارة وتعمليها.

تحدثت بعصبية: عمر الموضوع ده غير قابل للهزار،
تحدثت ثريا كي تفض ذلك الإشتباك: أدخل يا حبيبي خد شاور وبعدها إتغدي علشان تروح تزور أخوك وتطمن عليه.
ثم أشارت لإبنتيها: يلا يا بنات علشان نسيبه يرتاح وكمان علشان ولادكم تلاقيهم تعبوا مليكة.

مرت ثلاثة أيام على تلك الواقعة
كانت تجلس فوق سجادة الصلاه تبكي وتتضرع سائلة الله عز وجل أن يشفي حبيبها ويعافيه إنتهت وخلعت عنها ردائها المخصص للصلاة
ثم جلست على تختها شاردة حزينة تريد الإطمئنان عليه تريد رؤية عيناه ورؤيته ليطمئن قلبها،
نعم لقد إطمئنت من ثريا التي ذهبت مع منال وليالي وأيسل لزيارته فهم فقط الذين ذهبوا لزيارته وهي لم تجرأ على ان تطلب منهم الذهاب لزيارته ولا هم عرضوا عليها.

وللأسف تحطم هاتفه في الحادث ولم تستطع مهاتفته
ولم يكن حاله بأفضل منها كان يشتاقها بجنون ولكن حزن منها لعدم سعيها لزيارته والإطمئنان عليه،
أتتها فكره فنزلت لثريا وتحدثت معها: ماما بعد إذن حضرتك أنا مخنوقة اوي وعاوزة أروح أبات عند ماما النهاردة.
نظرت لها ثريا بتعجب قائلة: معقولة هتسيبي البيت في الظروف دي يا مليكة؟
طب أصبري لما ياسين يخرج بالسلامة ونطمن عليه.

أجابتها مليكة بعيون حزينة وصادقة: أرجوكي يا ماما أنا مخنوقة أوي وحادثة ياسين فكرتني بحادثة رائف الله يرحمه وبجد مش متحملة أجواء البيت والحزن ده.

تحدثت ثريا بقلة حيلة: خلاص يابنتي إللي تشوفيه بس ياريت تيجي بكرة بدري علشان أخلي عز ياخدلك إذن من الإدارة إنك تزوري ياسين إنتي عارفة انهم مشددين ومش أي حد مسموحله إنه يزوره لكن كمان إنتي إسمك مراته ولو حتى قدام الناس فلازم تزوريه وتطمني عليه علشان شكلك قدام العيلة.
إبتلعت لعابها وتحدثت: حاضر يا ماما أنا هسيب لك الأولاد وهروح لوحدي وإن شاء الله هكون هنا قبل أذان الظهر.

خرجت مليكه وحدثت طارق وهي داخل سيارتها: طارق أنا عاوزة أطلب منك طلب، وطلبت منه أن يأخذها لياسين ليلا حتى تطمئن عليه وطلبت منه أن يكون ذلك سرا بينهما.
كانت تجلس ليلا بغرفتها بعد تناولها العشاء مع أبيها وأمها وشقيقها.
دلفت سهير إلى غرفتها مبتسمة: الجميل بتاعي قاعد لوحده ليه؟
هو إحنا مش وحشينك يا بنوتة إنتي ولا ايه؟
أجابتها مليكة بابتسامة باهتة: لا طبعا يا ماما وحشتوني وجدا كمان.

جلست سهير بجوارها فوق التخت وتحدثت بحزن: مالك بس يا حبيبتي ليه نظرة الحزن دي ما بقتش تفارق عيونك لو على ياسين إن شاء الله هيبقي كويس.
نظرت لها بريبة وتحدثت متلبكة: ماما، أنا، أنا عاوزه أطلب منك طلب
نظرت لها سهير بترقب وتحدثت: خير يا حبيبتي قولي إللي إنتي عوزاه.
تحدثت بخجل وهي تفرق ايديها بتوتر: أنا عاوزه أخرج الوقت مع طارق ومش عاوزه بابا ولا شريف يعرفوا
ردت سهير بتساؤل: هتروحي تزوري ياسين؟

نظرت لوالدتها بخجل وهزت رأسها بإيماء.
إبتسمت سهير لإبنتها وتحدثت: طب إنتي ليه مكسوفة أوي كده هو عيب إن الواحدة تحب جوزها وتبقي عاوزه تطمن عليه؟
إرتعبت مليكة وتحدثت سريع بنفي كاذب: حب إيه بس يا ماما إللي بتقولي عليه، أنا أحب ياسين؟
لا طبعا ده مستحيل يحصل!

ضحكت سهير على كذب إبنتها المكشوف وعشق ياسين المطل من داخل عيناها وتحدثت: طب خلاص خلاص ماتزعليش أوي كده ألبسي وأجهزي وكده كده بابا وشريف نازلين ومش هيرجعوا غير متأخر بابا هيسهر مع أصحابه وشريف رايح عند خطيبته.
إبتسمت بمرح وسعادة وأحتضنت والدتها بحب.

كانت ثريا تخرج من فيلا عز بعد أن إطمئنت على منال وتأكدت أنها غفت بسلام، وجدت عز يجلس بالحديقة شاردا حزينا ذهبت إليه وتحدثت بإبتسامة حانيه: قاعد لوحدك ليه يا عز؟
فاق على ذكر إسمه من أجمل نبرة صوت يعشقها نظر لها تائها داخل عيناها وتحدث مستغربا: يااااه يا ثريا، من زمان أوي مندهتليش بإسمي.

إبتسمت بحنان وهي تجلس بالمقعد المقابل وتحدثت: من وقت ما بقيت لوا ياسيادة اللوا، قولي بقي قاعد لوحدك كده ليه، وايه لزمتها نظرة الحزن إللي مرسومة على وشك دي؟
أجابها بأسي وغيمة حزن داخل عيناه: ياسين كان هيروح مني يا ثريا رجعلي من الموت بأعجوبة
تحدثت هي: بعد الشر يا عز متقولش كده الحمدلله ربنا نجاه وكرمنا فيه نحمد ربنا بقي ونشكره ولا نزعل؟

نظر لها وتحدث بإمتنان ورضا: الحمدلله طبعا بس لما سمعت الخبر أترعبت عليه وكنت هموت مش متخيل فكرة إني كان ممكن أفتقده، وأكمل بحنان: ياسين مش بس إبني يا ثريا لا، ده صاحبي ورفيق أيامي، عوضي من ربنا إللي بشوف فيه شبابي الضايع،
ثم أبتسم لها وتحدث بحنان: فاكرة يا ثريا يوم ما أتولد وشيلته على إيديا وأدتهولك؟

إبتسمت بحنان لأيام صباها ورجعت بذاكرتها للخلف، كانت تجلس في بهو المنزل بجانب والدتها وأحمد خطيبها ممسكة بيدها كتاب الله العزيز وتقرأ به سورة ياسين،
خرج عز من الغرفه الماكثة بها منال والطبيب الذي أشرف على ولادتها، خرج وهو يحمل ياسين بين يديه بسعادة بالغة نظر لهم جميعا وتحدث: ولد ربنا رزقني بولد.
جري عليه أحمد إحتضنه بسعادة وتحدث: ألف مبروك يا حبيبى يتربي ف عزك إن شاء الله.

إبتسم له وتحدث: عقبال جوازك يا أحمد.
ثم إقترب منها ليضع طفله بين يديها وتحدث: سمي الله وشيلي الولد يا ثريا.
أبتسمت وهي تعطي كتاب الله لوالدتها
وتحدثت والدتها: أنا هقفل المصحف يا ثريا، إنتي عارفه إنتي واقفه عند سورة ايه؟
إبتسمت ثريا وهي تنظر لوجه الطفل بحنان وقلب سعيد وتحدثت: ياسين، ياسين يا ماما.
نظر لها الجميع بإستغراب من نظرتها للطفل وجمال صوتها وهي تنطق إسم ياسين،.

ومن بينهم عز الذي نظر لها بسعادة وتحدث بتأكيد: ياسين يا ثريا هسمي إبني ياسين.
إبتسمت بسعادة وتحدثت: الله يا عز حلو أوي إسم ياسين ولايق على نور وشه الله أكبر.
فاقا إثنتيهم من ذكرياتهما وتحدث هو: ربنا سبحانه وتعالي إختارله إسمه على لسانك يا ثريا.
إبتسمت وتحدثت: إن شاء الله دايما محفوظ من رب العالمين، ياسين ده إبني إللي مخلفتهوش يا عز.
وأكملت بإهتمام: قولي بقي إتعشيت؟
هز رأسه وتحدث بنفي: مليش نفس.

في تلك الأثناء دلف عبدالرحمن من البوابة هو ووليد وأتجها ناحيتهما وتحدث عبدالرحمن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ردوا عليه السلام وجلس هو ووليد
ثم وقفت هي وتحدثت: عبدالرحمن، عز لسه ما إتعشاش أنا هروح أجهز عشا خفيف وأستناك تجيبه وتيجي علشان نتعشي مع بعض زي زمان،
ثم نظرت إلى عز وتحدثت بأمر وهي تشير له بأصبعها: هستناك.
أومأ لها بعيون سعيدة وتحدث: حاضر يا ثريا.

ذهبت هي لتعد لهم العشاء وجلس هو وأخيه ووليد ليتحدثوا.

وصل طارق بصحبة مليكة إلى المشفي القاطن بها ياسين وذلك بعد تأكده خلو المشفي من أي شخص من العائلة فقد كان يتبادلان مناوبة المبيت معه هو وأباه وكانت تلك هي ليلة طارق فلذا كان من السهل عليه إدخال مليكة والإستئذان لها بالزيارة داخل المشفي العسكري المشدد.
دق على الباب وفتح باب الغرفة نصف فتحه وجده مسطح نظر له ياسين وتحدث بتعب: كنت بتعط فين ده كله وسايبني لوحدي يا سي طارق.

إبتسم له طارق وغمز له بعينه متحدثا: معايا ضيف عايز يشوفك أدخله ولا أسربه؟
إستغرب ياسين من حديث طارق وتحدث بتساؤل: ضيف، ضيف مين في الوقت ده؟
علي العموم يا سيدي إنت مرحب بيك وبضيوفك في أي وقت.
فتح طارق الباب على مصرعيه ودلفت منه مليكة بطلتها المهلكة لذلك العاشق الولهان
إتسعت عيناه بذهول من رؤيتها الغير متوقعة في تلك الساعة المتأخرة.

بدأت دقات قلبه في الإرتفاع تعلن عن دق طبول الحرب والسلام معا رعشه سرت داخل جسده بالكامل،
فبرغم تعبه وألامه المبرحة إلا أنه لم يشعر إلا بلذة اللقاء وألتقاء العيون المشتعلة بالإشتياق
رفع رأسه ناظرا عليها بسعادة محاولا جلوسه وأستقبالها متناسيا جراحه فتأوه بقوة
جري عليه طارق الذي إنبهر بلقاء تلك الثنائي
وبدء بحديثه مع النفس: من هذا بحق الله؟

هل هذا العاشق الولهان ذو العيون الهائمة هو ياسين المغربي الشخص المتجبر صاحب القلب اليابس المتحجر؟
أه وأه من العشق حين يتملك من قلوبنا ويجعلها فراشات تتطاير في سماء حالمة
تحدث طارق بلهفة: بالراحة يا حبيبي إستني أرفع لك السرير من تحت راسك.
وما كان حالها بأفضل منه
كان جسدها ينتفض من رؤيته كان قلبها ثائر يريد أن يجبرها على الذهاب إليه والإرتماء داخل أحضانه
ولكن اللعنة على خجلها فهو لا غيره الذي يمنعها.

تحدث بعيون لامعة من الإشتياق: قربي يا مليكة واقفة بعيد كده ليه؟
حاولت مجاهدة أن تخرج صوتها وأخيرا نطقت بإرتباك وخجل: حمدالله على سلامتك يا ياسين إنت كويس؟
شعر طارق بأنه هادم اللذات ومفرق الجماعات فقرر الإنسحاب قائلا: طب أنا هطلع أقعد في الإستراحة برة وأسبكم براحتكم، لو إحتجت حاجة يا ياسين إنده عليا.
ثم خرج وأغلق خلفه باب الغرفة
نظر لها بلهفة وتحدث بصوت عاشق: قربي يا مليكة.

سارت بخطوات مرتجفة مرتبكة إقتربت منه أمسك يدها وأحتضنها بإشتياق إلتقت العيون في نظرات متلهفة مشتاقة
أخرجت صوتها بصعوبة: سلامتك يا ياسين إنت كويس؟
رد عليها بلهفة بعيناي متيمة: بقيت كويس لما شفتك
إبتسمت بخجل وتحدثت: أنا كنت عاوزه أجي لك من أول يوم لكن إتحرجت أقول لعمو عز إني عاوزه أجي
ثم أكملت بحزن: ومحدش منهم عرض عليا إني أجي معاهم
جذبها من يدها بحنان وأجلسها بجواره فوق التخت.

ثم أجابها بحزن: وليه تتحرجي يا مليكة، هو مش المفروض إني جوزك ومن حقي عليكي تيجي تزوريني وتطمني عليا؟
نظرت له وأمتلئت مقلتيها بدموع وتحدثت: أنا أسفة يا ياسين والله كان غصب عني ربنا يعلم أنا قضيت الكام يوم دول إزاي، أنا كنت هموت من القلق عليك وكان نفسي أشوفك وأطمن عليك جدا.
تحدث بلهفة وتساؤل: بجد يا مليكة، بجد كنتي قلقانة عليا؟
أجابته مليكة بتأكيد: وهو أنت عندك شك في ده يا ياسين؟

أجابها بلؤم وهو ينظر لمقلتيها بترقب: لا طبعا يا مليكة إنتي المفرض مراتي وقلقك ده طبيعي جدا
نظرت له بحزن وتحدثت بترقب: مراتك بس يا ياسين؟
أجابها وهو يتنهد بتعب: خايف أقول لك إنتي أيه بالنسبة لي ألاقي رفضك ليا زي كل مرة، وأسترسل بعيناي متألمة: بس المرة دي هتكوني بتكسريني بجد يا مليكة.

وقفت وأقتربت من وجهه وبدون مقدمات مالت على شفتاه وقبلته بنعومة وهيام تحت ذهول ذلك المسطح مقيدا على تخته من أثر تلك الطلقة اللعينة!
إبتعدت قليلا ونظرت له بعيون هائمة عاشقة متيمة بحبه قائلة بصوت أنثوي رقيق: بحبك يا ياسين، بحبك ومبقتش قادرة أستغني عنك، بحبك ومشى هقدر أبعد عن حضنك لحظة واحدة بعد النهاردة
نظر لها بذهول غير مصدقا لما بدر منها للتو متسائلا: إنتي قولتي ايه؟

هو إللي أنا سمعته ده بجد ولا أنا من كتر ما أتمنيت أسمعها منك بقيت بتخيلها!
إبتسمت له برقة ولمست بيدها الرقيقة وجنته وتلمستها بنعومة قائلة: أيوه بحبك يا ياسين ومش هبطل أقولها تاني، أنا أتأكدت من حبي ليك لما حسيت إني ممكن أخسرك، وأكملت بملامح وجة متأثرة: أنا كنت هموت من الرعب عليك وقت الحادثة، وقتها بس إتأكدت إني مش بس بحبك لا، أنا بعشقك يا ياسين.

نظر لها بعشق ثم زفر بضيق راميا رأسه للخلف بإستسلام متحدثا بعتاب: وجاية تقوليها الوقت يا مليكة، ملقتيش وقت أحسن من ده علشان تعترفي بحبك وعشقك لياسين إللي عاش عمره كله يتمني يسمع الكلمة دي من بين شفايفك، ما أخترتيش تقوليها غير وأنا راقد على السرير زي قلتي مش قادر أتحرك.
خرجت من بين شفتاها ضحكة خفيفة وتحدثت: وهي الحاجات دي ليها وقت يا ياسين؟

رفع رأسه ناظرا لها وأجابها بعيون عاشقة: أه يا قلب ياسين، ليها وقت
وأكمل بتمني: كان نفسي لما أسمعها منك أخدك في حضني وأرفعك وألف بيكي زي الفراشة وأضمك أوي لقلبي، وأصرخ وأسمع العالم كله إني بحبك وبعدها أدوقك من عشق ياسين المخصص لمليكة لوحدها، ونغرق في شهد الحب ونشرب منه لحد ما نكتفي
واسترسل متمنيا: كان نفسي أخدك في حضني وأنام وأغمض عيوني وأنا مطمن إنك أخيرا بقيتي ليا بكل ما فيكي.

نظرت له بغصة وتحدثت بملامة: عشق ياسين المخصص لمليكة وحدها زي عشق ليالي إللي سمعتهولي في الفون كده؟
تحدث بدعابة ضاحكا: دي كانت قرصة ودن صغيرة علشان أقدر أوصل للحظة اللي إحنا فيها الوقت، حبيت أأكد لك إنك غلطانة وإنك بتعشقي ياسين مش بس بتحبيه
تحدثت بحزن: طب ممكن بقي ماتكررش الموضوع ده تاني، ده موت بالبطئ يا ياسين، الغيرة دي إحساس بشع مش حابة أعيشه تاني ولا أدوقه.

أجابها بغرور: طول ما أنتي بتحبيني وبتسمعي الكلام ومريحاني مش هكررها، لكن ممكن أفكر أعملها تاني لو
حزنت وأنزلت بصرها للأسفل فتحدث هو بصوت عاشق: أوعدك إني عمري ما هعمل حاجة تزعلك مني تاني يا قلبي.
نظرت له بحب وتحركت ثم صعدت بجانبه على التخت وتمددت بجواره واضعة رأسها فوق ذراعه الغير مصاب وتحدثت: وأنا عمري ما هخرج من حضنك تاني.

كان ينظر لها بتعجب من جرأتها التي لم يتعهد منها عليها، نظر لها بنصف عين وتحدث: ده أنتي قاصدة تضايقيني بقي!
مدت شفتاها بحركة طفولية وتحدثت بدلال: أنا هو أنا لما أخدك في حضني أبقي بضايقك يا حبيبي، خلاص لو قربي وحضني بيضايقوك أنا هبعد،
كادت أن تنسحب ولكنه جذبها برقة داخل أحضانه ونزل على شفتاها بنهم ليتذوق شهدها الذي طالما حلم به وبرضاها عنه عاشت داخل أحضانه لحظات تضاهي عمر بأكمله.

نظر لها مسحورا بجمال عيناها العاشقة قائلا: خليكي بايتة معايا النهاردة؟
أجابته بإستفهام وسعادة: هو ينفع؟
أجابها بحب: لو إنتي حابة كده يبقي ينفع أوي.
إبتسمت وأمائت له تهز رأسها من بين أحضانه قائلة: أنا حابة كده وجدا
ضمها إليه بإشتياق عارم وجسد مشتعل من شدة إقترابها المهلك به
إستمعت لدقات خفيفة على باب الغرفة هبت بفزع وبلحظة قفزت من فوق التخت و كانت تقف أرضا
متناسية تماما ألام ذلك المسكين صرخ متأوها.

وضعت يدها على قلبه برعب: أنا أسفة يا حبيبي والله أسفة
وأكملت بإستفسار: وجعتك؟
أجابها بعيون عاشقة متجاهل تلك الدقات المتعالية على باب الغرفة: جرحي ما وجعنيش أد ما وجعني بعدك عن حضني.
تعالت أنفاسها وتهللت أساريرها من كلماته وتحدثت بعيون عاشقة: بحبك يا ياسين، بحبك أوي
تعالت الدقات من جديد إبتعدت مليكة وتحدثت بحرج: أدخل.

دلف طارق وهو يتنحنح بإحراج وتحدث: الممرضة عاوزه تغير لك على الجرح وتدي لك الحقنة يا سيادة العقيد.
دلفت الممرضة تتمشي بدلال وغنج نظرت إلى مليكة بإستغراب وعندها فهمت لما أصر طارق النقر فوق الباب وعدم الدخول قبل أن يستمع لإذن السماح لها.
بدأت ترفع عنه ثيابه وتتحسس صدره وهي تزيل له قطع الشاش تحت أشتعال صدر مليكة وأمتلائه بنار الغيرة
لاحظ هو تغير وجهها وأبتسم بسعادة لا توصف لذلك الإحساس المرضي لرجولته.

تمادي ياسين وأراد أن يشعلها أكثر وتأوه قائلا بصوت حنون: أه، بالراحة عليا.
تحدثت الممرضة بدلال: سلامتك يا سيادة العقيد، ده حضرتك كنت لسه بتقولي النهارده إن إيدي خفيفة ومش بوجعك، إيه إللي حصل، على العموم أنا خلصت خلاص.
إقترب طارق من مليكة وهمس بلؤم ف أذنها بمحاولة منه لإشعالها: الباشا بتاعنا شكله مرتاح هنا ع الأخر والقاعدة عجباه بس بصراحة معاه حق.

حولت بصرها سريعا ونظرت له بغضب وشرود ثم نظرت بقلب مشتعل على تلك السخيفة
وجدتها تمسك بقطعة الملابس بدلال لتلبسه إياه تحركت سريعا وأنتزعتها من يدها بحدة متحدثة بحزم: خلاص يا حبيبتي مش عملتي إللي عليكي وغيرتي له على الجرح، سيبي بقي التيشيرت أنا هلبسهوله مش عاوزين نتعبك معانا أكتر من كده.
نظر طارق لياسين بضحكات مكتومة وغمز بعينه مهنئا إياه على عشق وغيرة مليكة الواضحان للضرير.

تحدثت الممرضة بإستغراب: تعب ايه بس يا مدام إللي بتتكلمي عنه ده شغلي حضرتك!
ثم نظرت لها بإستفهام: مش بردو المدام؟
تحدثت مليكة بقوة وفخر: أيوه المدام وقولت لك خلاص سيبي التيشرت أنا هلبسهوله وخلص الكلام.
وبدأت تساعده في إرتدائه مع سعادة ياسين البالغة وقد تمادي وتعلق بعنقها مدعيا الإرهاق والتعب وهو يرتدي ثيابه تلاقت عيناها بعيناها وتاهت بهما ولولا وجود طارق والممرضة لأنهال على شفتاها ليلتهمهما بعنف.

وكانت هي إرتمت بين أحضانه تطلب وده وعشقه وأن يزيدها من وابل قبلاته التي باتت تعشق حلو تذوقها
إبتلعت لعابها وهي تبلل شفتاها بخجل تحت إنهيار حصون ذاك العاشق
إبتعدت بخجل
إقتربت الممرضة من جديد وتحدثت بتحدي: تسمحي تبعدي شوية يا مدام علشان أعرف أدي لسيادة العقيد الحقنة ولا تحبي حضرتك تديها له هي كمان؟
تنهدت بخجل وأبتعدت قليلا لتفسح لها المجال.
إنتهت الممرضة من عملها وأخذت أشيائها وخرجت.

وتحدث طارق: أنا بقول كفاية كده يا مليكة ويلا بينا علشان إتأخرتي؟
نظرت له سريع تستنجد بعيناه
تحدث ياسين موجها حديثه إلى طارق: سيبنا لوحدنا شوية لو سمحت يا طارق
أجابه طارق بطاعة: حاضر يا ياسين، بس ياريت ما تتأخروش.
خرج طارق جرت هي عليه وتحدثت بدلال: مش إنت قولت لي إنك عاوزني أبات معاك هنا في حضنك؟

أجلسها بجانبه وتحسس وجنتها بحب وتحدث بأسي: للأسف مش هينفع يا حبيبي، أنا طول الليل دكاترة بتدخل لي بتابع حالتي وكلهم دكاترة عسكريين وأصحاب رتب كبيرة
وعز باشا بييجي بدري يفطر معايا، صدقيني يا حبيبي مش هتكوني مرتاحة، ولو ينفع مكنتش هتأخر على إني أوافق ثانية واحدة
وأكمل بعيون عاشقة: وعلى فكره، لو إنتي حابة تبقي في حضني، فأنا بقت كل أمنيتي إني أدخلك جوة ضلوعي وأقفل عليكي وما أخرجكيش تاني أبدا.

زفرت بإستسلام وتحدثت بدلال: طب ممكن بقي ما تتأخرش عليا وتجيلي بسرعة أنا هستناك.
تنهد براحه وتحدث بإيماء وأبتسامة هادئة: حاضر
مد لها يده نظرت ليده وابتسمت بوجه سعيد وضعت يدها، وضع هو قبله داخل باطن كفها ثم جذبها ووضع قبلة فوق شفاها بث بها عشقه وأشتياقه لها
وبعد مدة إستقامت لترحل، إبتعدت عنه ومازالت الأيادي تتشابك والعيون تتناغم بنظرات الهيام.

لم يجرأ أيا منهما أن يترك يد الأخر كان الحب والعشق والغرام سيد موقفهما
تنهد هو بأسي وتحدث: يلا يا مليكة أخرجي لطارق خليه يوصلك، وصدقيني يا حبيبي مش هتأخر عليكي.
نظرت له وغيمة من الدموع تغطي عيناها وتحركت مسرعة للخارج وأغلقت خلفها الباب.
زفر بضيق وشعر بألم داخل صدره ورمي رأسه للخلف بإستسلام وكأن روحه قد فارقته للتو.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة