قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل العاشر

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل العاشر

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل العاشر

نظر لها ياسين بتعاطف وترقب شديد وتحدث: ليالي، أنا قررت أتجوز مليكة!
نظرت له وبرقت عيناها بذهول سريع تحول إلى غضب وأشتعال بلحظات وتحدثت بصياح عال: قول كدة بقا يا ياسين بيه، عمال تلف وتدور عليا من الصبح وتحكي لي عن مأساة ثريا هانم وأولاد إبنها، ويا حرام الست كانت هتموت على بعدهم
واكملت: وأنا زي الهبلة مصدقاك وبأمن وراك على كل كلمة تقولها لي.

وأكملت بإستغراب وتعجب: وأنا أقول أيه التغيير الكبير في معاملتك الجديدة دي؟
وإيه الإهتمام المفاجئ إللي نزل عليك مرة واحدة في إنك تشاركني في مشاكل عيلتك العظيمة
أو أي حاجة شاغلة دماغك عموما، طول عمرك بتفكر وتحل مشاكل العيلة الكريمة من غير ما تعبرني، وأي حاجة تخصكم بعرفها من أي حد غيرك،.

كانت تجوب بالغرفه حول نفسها وتتحدث بغضب ثم أحالت له بصرها وتحدثت بصياح وهي تشير بيديها بعصبية مفرطة: لكن المرة دي طبعا الوضع مختلف، البيه عاوز يتجوز على ليالي، طب يعمل إيه علشان يقنع المغفلة بعملته السودا،.

إستطردت شارحة لحالها: ييجي للهبلة ويشرح لها ويبرر قد إيه العيلة واقعة في مشكلة كبيرة، وقد إيه ثريا هانم تعبت ووقعت من طولها لما عرفت إن الولاد هيمشوا مع الكونتيسا مليكة، ولازم ننقذ العيله يا ليالي،.

ثم نظرت له بغضب وتوجهت إليه وضربت صدره بيداها بكل ما أوتيت من قوه قائلة: طب ما كنت تخليك صريح من الأول وتيجي تقول لي إن مليكة هانم حليت في عنيك بعد موت جوزها وإنك ريلت عليها وعاوز تتجوزها يا سيادة العقيد، يمكن ساعتها كنت إحترمتك.
أمسك يداها وأعتصرها بعنف داخل راحتيه مما جعلها تتألم ونظر لها وتحدث بفحيح كالأفعي: إحترمي نفسك ونقي ألفاظك وما تنسيش إنك بتكلمي ياسين المغربي.

وأستطرد مهددا: وإلا قسما بالله هنسي إنك مراتي وأم أولادي وبنت خالي وهتعامل معاكي بشكل مش هيرضيكي أبدا،
ثم ألقي بأيديها بعنف جعلها تتهاوي وتفقد توازنها حتى أنها كادت أن تقع ولكنها تماسكت بصعوبة
نظرت له بذهول غير مصدقة ما تراه أمامها: يا بجاحتك يا أخي، يعني مش كفاية غلطان لا وبجح كمان!
إنت إزاي عندك الجرأه إنك تهددني وإنت في وضعك ده؟

وأسترسلت بتعجب: واحد غيرك المفروض ميبقاش عارف يبص في وشي وعينه في الأرض، لكن إزاي، ما إنت ياسين المغربي يعني البجاحة والغرور كله.
تحدث بكبرياء ناظرا لها بحدة: عيني في الأرض ليه إن شاء الله؟
مسكتيني مع واحدة في شقه مفروشة!
ثم زفر بحدة وذهب إليها أمسك يدها وتحدث بهدوء ودهاء مخابراتي: ليالي أرجوكي حاولي تفهميني، جوازي من مليكة مش هيكون زي ما أنت فاهمة، يعني مش هيبقا جواز بالمعني الحقيقي المتعارف عليه،.

وأكمل نافيا: خاالص صدقيني
ده مجرد جواز على ورق، صوري يعني علشان بس نسكت باباها ويسيبها في حالها ويتطمن، مش أكتر من كدة صدقيني.
نظرت له وسحبت يدها من بين يديه بعنف وتحدثت بسخرية: للدرجة دي شايفني مغفلة علشان أصدق الكلام الأهبل إللي بتقولهولي ده.
وأنا المطلوب مني ايه دلوقتي يا ياسين بيه، أصدقك وأوافق وأروح أخطبها لك بنفسي ولا إيه قول لي؟

تحدث ياسين بتعقل ودهاء: كل إللي مطلوب منك إنك تهدي وتفهمي الموضوع صح وتفكري بذكاء، كدة كدة الموضوع هيتم، فياريت يتم برضاكي على الأقل علشان شكلك وكبريائك قدام الكل
تحدثت بعنف: خايف أوي سيادتك على شكلي قدام الناس، طب أنا مش موافقة يا ياسين.
أجابها ياسين ببرود ودهاء: من حقك طبعا إنك ترفضي زي ما من حقي إني أتمم الجوازة وأتلاشي موافقتك من عدمها.

صرخت به بغضب: إنت فاكر نفسك إيه، أفهم إيه من كلامك ده، يعني قصدك أخبط دماغي في الحيط مش كدة؟
أو إني أوافق مرغمة،
وأكملت بوعيد وتهديد: بس ده في بعدك يا ياسين بيه، مش ليالي العشري إللي يتعمل فيها كده وتقف تتفرج، ده أنا أهد المعبد على دماغ إللي فيه!

نظر إليها ياسين بغضب وحدة وتحدث بتهديد: وطي صوتك واتكلمي على قدك يا شاطرة، مش ياسين المغربي إللي على أخر الزمن يتهدد من واحدة ست، وأعلي ما في خيلك اركبيه ووريني أخرك يا ليالي،
وأكمل ناظرا إليها بإشمئزاز: يظهر إني غلطت أساسا لما كلمتك بالعقل وبالهدوء.
نظرت له بصدمة ودموع ملئت عيناها وتحدثت: للدرجة دي بايعني يا ياسين؟
للدرجة دي مش فارق معاك حزني ووجعي وألمي؟
مش فارق معاك الناس هتبص لي إزاي؟

وأكملت بإنكسار وأنا اللي كنت فاكره نفسي غاليه عندك؟
زفر بغضب ومرر أصابعه داخل خصلات شعره ليهدئ من روعة ثم نظر لها وتحدث بحنكة ودهاء: ومين قال بس إني بايعك، ولو فعلا مش فارقة معايا زي مابتقولي ياليالي طب ليه أنا واجع قلبي وواقف قدامك أشرح لك وأبرر لك وأراضيكي، ماكان ممكن أتجوزها وأجي أبلغك بعد كتب الكتاب تسديد خانة مش أكتر،.

وأكمل بذكاء ومهارة: لكن علشان سيادتك أغلي حد في حياتي أنا موجود دالوقتي ومستحمل جنانك وكلامك معايا بالإسلوب ده، إللي يسمعك يفتكر إني فعلا هتجوزها بجد!
هنا قرر إستعمال ذكائه ودغدغة مشاعرها التائهة، ذهب إليها ووقف قبالتها وأمسك ذقنها وانهال على شفتاها وقبلها برقة
ثم نظر بعيونها وتحدث بنعومة مفتعلة: تفتكري واحد زيي متجوز ملكة جمال وبرنسس زيك، هبص لواحدة زي مليكة ولا غيرها ليه؟

وأكمل بنبرة زائفة: هو أنا محتاج ستات في حياتي يا ليالي، إنت حبيبتي وماليه عيني وقلبي.
لانت أعضاء جسدها بين يديه بعد تشنجها وتعصبها الشديد ونظرت بعيونه وتحدثت بدلال أنثوي: طب لو فعلا بتحبني أوي كده زي مابتقول تنسي خالص فكرة جوازك من مليكة!

نظر لها بحب ورغبة مصطنعتان وتحدث وهو ينظر لشفتاها: للأسف ماينفعش ياحبيبتي، أنا بلغت سالم بيه وكل عيلة المغربي بالقرار ده، يرضيكي حبيبك وجوزك إللي كلمته تهز جبال ومعروف بكلمته ووعده يطلع عيل ومش أد الكلمة إللي قالها ها، يرضيكي؟
نظرت له بعشق وكادت أن تعترض فابتلع حديثها بين شفتاه، وبعد مدة إبتعد عن شفتاها قائلا: هو إنتي إزاي حلوة أوي كدة؟

نظرت له وابتسمت بغرور وغاصت معه بإستسلام بعالمهما الخاص من جديد.

كانت جالسة بشرفة غرفتها بعد منتصف الليل تتحدث فيديو عبر جهاز اللاب توب الخاص بها وهي حزينة: يعني إيه لسه مصر على موقفه يا سيف، أرجوك حاول تاني معاه، أنا مبقاليش حد ألجأ له غيرك.
تحدث سيف أخاها الكبير بيأس: صدقيني يا مليكة أنا حاولت كتير أوي أقنعه يلغي فكرة إنه ياخدكم عنده، لكن للأسف بابا مصمم على رأيه بطريقه مريبة، لدرجة إني أول مره أشوفه عصبي وصعب التفاهم معاه بالطريقة دي.

تحدثت والدموع تتلالئ بعيناها وصوتها يرتجف ألما: أنا مش فاهمة ليه بابا بيعمل معايا كدة؟
وإيه اللي غيره معايا بالشكل ده؟
بابا عمره ما كان قاسي عليا أوي كدة يا سيف.

تحدث سيف بحنين وألما لأجلها: إهدي يا حبيبتي متعمليش في نفسك كدة، إنت ماتتصوريش أنا أد أيه متضايق وحاسس بعجزي قدام مشكلتك دي، كان نفسي بجد أقدر أقنع بابا وأخليه يتراجع عن قراره وأقدر أساعدك، لكن للأسف بابا قفل باب النقاش في الموضوع ده نهائيا.
تحدثت بنبرة صوت بائسة ويائسة: طب والحل ياسيف، أعمل إيه أنا دلوقتي؟
أنا كل ده متماسكة وهادية على أمل إنك هتدخل وهتحل لي مشكلتي.

أجابها سيف بتعقل وحكمة: بصي يا مليكة، العقل بيقول إنك تطاطي للريح علشان تعدي وتحاولي تخرجي من العاصفة دي بأقل الخسائر
تحدثت مليكة وهي تجفف دموعها بيدها: تقصد إيه ياسيف بكلامك ده؟

أجابها سيف بهدوء: أقصد إن بابا مصمم على رأيه وهو يا إما تتجوزي ياسين، ياإما ترجعي تعيشي معاه إنت وأولادك، وأكمل بواقعية: كمان أنا عارف ومتأكد إن عيلة جوزك لايمكن هيسمحوا لك تاخدي الأولاد معاكي وهياخدوهم منك بحكم علاقاتهم وموقعهم الكبير في البلد، يعني إنتي قدام سلاح ذو حدين يا مليكة، يا إما تتجوزي ياسين، يا تتحرمي من أولادك،.

وأكمل بنبرة تعقلية: وأنا شايف إنك تقبلي بجوازك من ياسين وتخرجي من الحرب دي بأقل الخسائر.
تحدثت بإنفعال ودموع: لكن أنا مش عاوزة أتجوز هو بالعافية، مش محتاجة راجل في حياتي أنا، وأظن إن دي أبسط حقوقي
وأكملت بتعجب: إنتوا ليه كلكم شايفين الموضوع سهل، يعني أدفن حب عمري وبعدها بسنة أتجوز غيره، سهلة جدا كدة بالنسبة لكم!

أجابها سيف بعمليه: محدش قال إنه سهل يا مليكة، أنا مقدر جدا الموقف إللي إنت إتحطيتي فيه وحزين جدا علشانك صدقيني، ومش بس أنا كمان ماما وشريف موجعين جدا علشانك،
لكن زي ما قولت لك، بابا قافل باب النقاش في الموضوع نهائي، أرجوكي فكري بعقل وبلاش تسيبي عواطفك هي إللي تحركك علشان تقدري تحلي مشكلتك.

تنهدت مليكه وتحدثت بيأس: متشكرة جدا يا سيف، وأسفة إني تعبتك وشغلتك معايا، أنا عارفة إنت أد أيه مشغول بشغلك وحياتك، لكن إنت كنت أخر أمل ليا وكان لازم ألجئ لك، لكن للأسف، كدة خلاص الأمل إنتهي.
تحدث سيف بنبرة صوت يائسة: كان نفسي أساعدك يا حبيبتي، إبقي طمنيني عليكي يا مليكة وقولي لي على قرارك الأخير، أنا أسف يا حبيبتي، مضتر أقفل علشان عندي عملية كمان نص ساعة ولازم أجهز نفسي وأطمن إن كل حاجة تمام.

أجابته مليكة بتفهم: ولا يهمك يا حبيبي، ربنا يقويك، مع السلامه يا سيف.
أغلقت الجهاز وأجهشت ببكاء مرير مما يدل على إستسلامها لقدرها وضعفها المهين أمامهم جميعا،
نظرت للسماء تطلب العون من الله وتدعوه أن يدبر لها أمرها لما يحبه ويرضاه ويصلح شأنها، تنهدت بألم وظلت ناظرة للسماء بشرود.

خرج لشرفة جناحه ليشعل سيجاره لينفث بها عن حاله، نظر لشرفتها التي تسطف شرفته وتبعد عنها بضع مترات، وجدها تقف مثل حورية من الجنة شاردة في سحر الليل، نظر لها ورفرف قلبه معلنا عن سعادته البالغة لرؤياها، حمحم بحنجرته حتى تنتبه لوجوده، نظرت له بروح مهلكة من ألمها فنظر لها بإبتسامه وهز لها رأسه بتحيه
نظرت له بألم وحدثت حالها بإنكسار: لما لا تتركني بشأني ياسين؟

ماذا ستستفيد من إيذائك لروحي، لو تدري كم تؤلمني وتوجع روحي لابتعدت عني على الفور.
و دلفت للداخل وعلامات الإنكسار والحزن يظهران بملامحها، مما ألم قلبه عليها وتوجعت روحه لأجلها، نفث بسيجاره بعنف
وحدث حاله: لما الحزن أميرتي، لو تعلمين كم الحب الذي يحمله لكي قلبي لطار قلبك فرحا وسعد، لا تبكي صغيرتي، بمرور الوقت ستعلمين من هو ياسين؟

وستعلمين كم عشقتك وكم تمنيتك؟ سأنسيكي همك هذا مليكة، سأجعلكي تحومين في سماء العشق وتتراقصين على أنغام قلبي الهائمة، وهذا وعد مني لكي مليكتي
ثم دلف للماكثة بالداخل تنتظر أحضانه لتغفي بها ليلهيها عن الكارثة التي سيفعلها بها.

في صباح اليوم التالي
ذهبت نرمين لفيلا عز المجاورة لفيلا ثريا دلفت من الحديقة وجدت منال زوجة عمها وجيجي زوجة طارق تجلسا سويا تتناولا وجبة الإفطار
تحدثت نرمين وهي تقترب منهما: صباح الخير.
نظرت لها منال وتحدثت بوجه بشوش: صباح النور يا نرمين، تعالي إفطري معانا يا روحي!
تحدثت جيجي بإبتسامة: ده إيه المفاجأة الحلوة دي يا نرمين، أقعدي إفطري معانا.

ردت نرمين بإبتسامة زائفة: ميرسي سبقتكم وفطرت مع ماما ويسرا، أنا جاية أقابل ليالي، عاوزة أتكلم معاها في موضوع مهم.
نظرت لها منال وأبتسمت قائلة: ليالي لسه نايمة في جناحها، شكلها السهرة كانت صباحي مع ياسين، هو قام راح شغله وهي لسه نايمة لحد الوقت.
تحدثت نرمين بإستغراب: سهرة وصباحي! إيه ده هي ليالي ماتعرفش موضوع جوازه من مليكة ولا إيه يا طنط؟

نظرت لها منال بإستغراب وتحدثت بإستخفاف وسخرية قائلة: تخاريف إيه اللي بتقوليها دي يا نرمين؟
ياسين مين إللي يتجوز مليكة! إنتي أكيد مش في وعيك!
نظرت جيجي بترقب لنرمين قائلة: مين إللي بلغك بالموضوع ده يا نرمين؟
حولت منال نظرها إلى جيجي وتحدثت بغضب: إنتي تعرفي حاجة عن التخاريف دي يا جيجي؟

نظرت لها جيجي بتوتر وتحدثت بتلعثم قائلة: طارق كان حكا لي عن الموضوع من فترة، لكن قال لي ماأقولش لأي حد لما يشوفوا الموضوع هيرسي على إيه.
هبت منال واقفة بغضب كمن لدغها عقرب وتحدثت وهي تنظر بسخط على جيجي: وإنتي طبعا ما صدقتي يا جيجي هانم، دا إنت حتى ما كلفتيش خاطرك وجيتي بلغتيني علشان أشوف حل للمصيبة دي، إتجننوا دول ولا أيه؟
ثم صاحت بعلو صوتها وهي تصيح على العامله بالمنزل: هنيه إنتي يا هنيه،.

أتت العامله تهرول عند سماعها صياح سيدتها بغضب: نعم يا هانم، أؤمري
صاحت منال بغضب: إبعتي حد من إللي جوه ينده لي ليالي حالا قولي لها تنزلي فورا وفي أسرع وقت، أمائت لها العامله بطاعة ودلفت سريع للداخل،.

أما منال وقفت تفرك بيداها بغضب وتتحدث: يبقي صوتهم إللي كان مسمع البيت كله إمبارح كان بسبب كده، أنا كان قلبي كان حاسس لما سمعت خناقهم وكنت هدخل لهم أشوف مالهم لولا عز بيه اللي منعني وقال لي واحد ومراته بيتكلموا تتدخلي ليه! أكيد البيه كان عارف وعلشان كده منعني إني أتدخل.
أتت ليالي ويظهر على وجهها علامات البكاء وعدم الإرتياح وتحدثت: صباح الخير، خير يا عمتو مالك متنرفزة ليه كدة، إيه اللي حصل؟

وجهت منال حديثها لها بغضب: إنت إللي هتقولي لي إيه اللي حصل؟
ياسين كان بيخانق معاكي بالليل ليه؟
وإيه شكل عنيكي دي، إنت كنتي بتعيطي؟
نظرت لها ثم ألقت بنظرها لجيجي ونرمين وتحدثت والدموع تملئ مقلتيها: ياسين عاوز يتجوز مليكة يا عمتو.
وقفت نرمين وتحدثت بعصبية: وإنت بقي موافقة على المسخرة دي؟
أجابتها ليالي بضعف: وأنا إيه إللي في إيدي علشان أعمله يا نرمين، ده على أساس إنكم ماتعرفوش ياسين لما بياخد قرار.

جذبتها منال من يدها وأجلستها قائلة: أقعدي هنا وإحكي لي كل الكلام إللي قالهولك ياسين بالحرف الواحد،
جلست ليالي وقصت عليهم ما حدث من حديث ياسين الخاص بقراره هذا
وبعد مدة وقفت منال وتحدثت متوعدة: طيب يا عز إنت وياسين، بقا قاعدين تخططوا وتقرروا ولا كأني موجودة في البيت، أنا هوريكم مين هي منال العشري، وعلي جثتي لو الجوازة دي تمت.

نظرت نرمين إلى ليالي وتحدثث بتهكم: وإنت بقي صدقتي ياسين إن الجوازة فعلا هتكون شكليه مش أكتر، وأسترسلت متعجبة: أخر حاجة كنت أتوقعها إنك تكوني بالسذاجة والضعف ده، لدرجة إنك توافقي وبكل بساطة تسلمي جوزك بإيدك لواحدة تانية.
نظرت لها جيجي وتحدثت: طب وليالي في إيدها ايه تعمله يانرمين ده ياسين وأظن إنتي أكتر واحده تعرفي إبن عمك كويس.

نظرت لها نرمين بضيق وتحدتث: إنتي بتقولي إيه ياجيجي، يعني علشان ياسين صعب شوية ترضي هي بالأمر الواقع بسهولة كدة وتستسلم، ده لو وصل الأمر إنها تهدده بالطلاق تعملها وصدقيني لما يلاقي المواضيع إتصعبت عليه أكيد هيتراجع.
نظرت لها منال بإعجاب وتحدثت مشيرة بسبابتها: كلام نرمين صح جدا وكمان الأول لازم تروحي تواجهي مليكة وتشوفي رأي الهانم إيه في الموضوع.

أجابتها نرمين بثقه: إطمني يا طنط، مليكة رافضه الموضوع وعاوزة تاخد أولادها وتمشي،
ثم وجهت نظرها إلى ليالي وتحدثت بخبث: بالمناسبة يا ليالي، ياتري ياسين قال لك إن وليد عبدالرحمن هو أول واحد فكر يتجوز مليكة حتى من قبل باباها ما يفكر ياخدها.
نظرت لها بصدمة وتحدثت: وليد عبدالرحمن المغربي، طب وإيه إللي حصل؟

أجابتها نرمين بسخريه: ياسين إتخانق معاه وقاله ينسي الموضوع نهائي وقاله إنه طلب مليكة من باباها قبل السنوية بتاعت رائف الله يرحمه، يعني ياسين كان مقرر حتى قبل ما سالم بيه يتكلم في الموضوع.
تحدثت جيجي نافية: لا يا نرمين الكلام ده ماحصلش، الموضوع إن طارق عرف من شريف سالم إللي باباه ناوي يعمله بعد السنوية، فطارق بلغ ياسين باللي سمعه وياسين قعد مع عمو عز وقرروا الموضوع ده حتى من قبل وليد ما يطلب مليكة.

تحدثت منال بصياح وغضب: الله الله يا جيجي هانم، دي الأخبار كلها معاكي وأنا قاعدة في البيت زي المغفلة، طيب يا جيجي حسابي معاكي بعدين لما أفضا لك.
تحدثت جيجي بقلق: وأنا ذنبي إيه يا ماما، طارق قالي الموضوع ده لو خرج مش هتقعدي في البيت بعدها دقيقة واحدة، وأكملت بتساؤل: كنتي عايزاني أدمر حياتي مع جوزي بإيدي؟

أجابتها منال بحزم: خلاص يا جيجي مش عاوزة أسمع منك ولا كلمة تانية وحسابنا بعدين لما الأول أشوف هنخرج من المصيبة دي إزاي.
أمسكت منال هاتفها بغضب وهاتفت زوجها وياسين وطلبت منهما الرجوع فورا ومن جانبه أبلغها عز أن لا تذهب لثريا نهائيا حفاظا على صحتها.

ذهبت نرمين وليالي إلى مقابلة مليكة وصعدتا إليها
وجداها تقف بشرفتها والدموع تنهمر على وجنتيها بغزارة
نظرت لها ليالي وتحدثت بغضب واتهام: ياتري بتعيطي على إنك طول الفتره إللي فاتت دي وإنتي بتخدعيني وبتخونيني؟
وأسترسلت: ولا على إن لعبتك إتكشفت وظهرتي بوشك الحقيقي قدامنا بعيد عن وش البرائة إللي كنتي لبساهولنا طول الوقت؟

وأكملت بإتهام صريح: لاء وأنا من غبائي واقفه معاكي من كل قلبي وبواسيكي طول الوقت، وإنتي طعناني بخنجر غدرك في ضهري يا مليكة.
تحدثت مليكة بدموع وحنق: أنا لا خونتك ولا غشيتك يا ليالي، وبدل ما تيجي تتهميني بحاجة ماعملتهاش ولا عمري هعملها، روحي إقنعي جوزك يشوف حل للمصيبة إللي كلنا فيها بسببه وبسبب قراره الغبي ده،.

وأكملت بضعف: واطمني يا ليالي هانم، أنا رجالة الدنيا دي كلها متلزمنيش ولا تعوضني عن ضفر جوزي الصغير.
نظرت لها نرمين وتحدثت بتخابث: بصي يا مليكة، الموضوع كله أصبح في إيدك إنت، كل إللي مطلوب منك إنك تاخدي أولادك وترجعي لباباكي وبكده هتريحي الكل وتحلي المشكلة من جذورها.

أجابتها مليكة بحزن واستغراب: طب وماما ثريا يا نرمين، مفكرتيش ممكن يجرا لها إيه لو أنا سمعت كلامك وعملت كدة؟، دي جت لها أزمة قلبية بمجرد تفكيري بالموضوع تخيلي بقا لو أنا فعلا نفذته.
حدثتها نرمين بإقناع: ماما هتتأقلم مع الوضع يا مليكة وواحدة واحدة هتنسي.

أردفت ليالي وهي تتمسك بيد مليكة برجاء: اعملي كدة أرجوكي يا مليكة، أنا ممكن أموت فيها لو ياسين إتجوز عليا، طب مافكرتيش في شكلي قدام الناس، أهلي، أصحابي، معارفي هيقولوا عليا إيه؟
وأكملت بإستياء شديد: ولا هيفكروا فيا إزاي لما جوزي يتجوز عليا، أكيد هيقولوا مش مالية عين جوزها ولا عجباه، إنتي متخيله إنت بتعملي فيا إيه؟
نظرت لها مليكة بدموع وحيرة.

جاء ياسين وعز إلى منزلهم وجدوا منال بحالة عصبية وغضب شديد
تحدثت منال بنبرة شديدة الغضب: أهلا عز بيه إللي لاغي وجودي في حياته وقرراته هو وإبني الكبير المحترم وفي الاخر طلعوني مغفلة قدام الكل.

تحدث ياسين بتعقل: من فضلك يا ماما إهدي وخلينا نتكلم كاأشخاص متحضره وبصوت هادي وعاقل، أول حاجة بابا مكانش يعرف أي حاجة عن الموضوع ده، أنا فاجأته وحطيته قدام الأمر الواقع قدام سالم بيه ورجالة العيله علشان كنت عارف ومتأكد من رفضه للفكرة والموضوع كله، فأرجوكي خرجي الباشا من الموضوع وبلاش تظلميه وتحاسبيه على حاجة ملوش أي علاقة بيها.

نظر له عز بذهول وكاد أن يذهب إليه ويحتضنه بإمتنان على إنقاذه من تلك المصيبة وتلك المنال الغاضبه حد الهلاك
وتحدث بحزن مصتنع: لا إزاي يا ياسين، أمك كل مصيبة تحطني أنا في وش المدفع وتيجي تحاسبني حتى لو ماليش علاقه بيها.
نظرت له منال بسخريه وتحدثت بغضب: يعني إنت فعلا ما كنتش تعرف يا عز؟
طب خليني مغفلة وصدقتك، تقدر بقا تقولي ليه ماقولتليش على المصيبة دي وجيت حكيت لي بعد ما عرفت؟

أجابها عز بكذب ومراوغة: علشان ماكنتش عاوز أشوف نظرة حزن واحدة في عيونك يا حبيبتي، وكمان كان عندي أمل إني أحاول أقنع ياسين يتراجع عن قرارة ده قبل ما تعرفيه وتحزني على الفاضي.
نظر له ياسين بصدمة من تمثيل أبيه المحترف، فهو بذاته كاد أن يصدق لما إستمعته أذناه للتو من أبيه.

ولكن لما الإستغراب فهو فعلها من قبله فحقا عز وياسين بينهما كيميا متناغمة جدا في حل بعضهما من أي مصيبة تأتي أحدهم، فحقا هذا الشبل من ذاك الأسد.
وبعد جدال ومناقشات قررت منال الذهاب إلى ثريا والتحدث معها قائلة بنبرة حادة: أنا بقا هروح أتكلم مع ثريا هانم وأشوف فين ضميرها في إنها تعمر بيت إبنها على حساب خراب بيت ياسين.

تحدث ياسين بحزم: أمي من فضلك إوعي تروحي لعمتي، إنت عارفة إنها تعبانة ومش هتتحمل مجادلة ومناقشات.
أصرت منال على موقفها وكادت أن تخرج من باب منزلها إلا أن صوت عز الغاضب أوقفها متسمرة: لو خرجتي من الباب ده يبقي ماترجعيش هنا تاني يا منال.
إلتفتت له ونظرت بصدمة قائلة: إنت بتقول أيه يا عز، إنت بتطردني من بيتي علشان خاطر ثريا؟

تحدث عز بحزم: إنتي فاهمة كلامي كويس أوي يا منال، ثريا تعبانة ولسة في حالة صحية مذبذبة، وأنا مش هسمح لأي مخلوق يضايقها أو يتعدي حدوده معاها في الكلام، حتى لو كان الحد ده إنت يا منال،
وأكمل مبررا بنبرة صارمة: ثريا بنت عمي وأمانة أخويا وإبنه من بعده، وقبلهم أمانة عمي ليا وهتفضل في حمايتي هي وبناتها ومرات إبنها وأولاده لاخر يوم في عمري.

تحدث ياسين ملطف الأجواء: ماما من فضلك إفهمي، بابا خايف على بنت عمه علشان هي أمانة رائف لينا وكمان بناتها وأولاد رائف ملهومش غيرها، غير كدة هي ملهاش ذنب في كل إللي بيحصل،
وأكمل بقوة: القرار قراري أنا وأنا إللي أخدته بكامل إرادتي وأنا اللي هنفذه بردوا بكامل إرادتي، وكلام حضرتك وعصبيتك دي مش هيغيروا قراري أو هيخلوني أتراجع، فأرجوكي حاولي تفهميني وتقبلي الوضع.

وأسترسل بتأكيد: لأنه خلاص بقا أمر واقع وإستحالة التراجع فيه، أنا مش عيل قدامك علشان ألغي كلمتي ووعدي إللي قولته قدام الرجالة، أظن حضرتك ما تقبلهاش عليا ولا على شكلي قدام رجالة العيلة وسالم بيه.
نظرت له بإنكسار ودموع بعيناها من تأثرها بحديث عز عن ثريا، وصعدت لغرفتها بدون حديث
ودلف عز إلى مكتبه بغضب وصفق بابه بعنف.

أما ياسين فقد علم من جيجي التي كانت الحاضر الصامت في هذا اللقاء ما حدث من نرمين وذهابها مع ليالي لمواجهة مليكة، أسرع بالذهاب للإلحاق بهما خوفا من أن تؤثر ليالي على مليكة وتجعلها تتراجع عن قرار الزواج به
دلف من باب المنزل سريع وجد ليالي ونرمين ومليكة وثريا ويسرا مجتمعين في بهو المنزل.

رأي مليكة تتحدث بدموع بعد إقتناعها بحديث ليالي ونرمين: إفهميني يا ماما أرجوك، أنا هاجي لك على طول، كل يومين هتلاقيني جاية لك أنا والولاد ونقعد معاكي طول اليوم صدقيني.
أما ثريا فكانت تبكي بقلب محترق وتهز رأسها بنفي ثم تحدثت: يعني أنا مش هاخد أنس في حضني وأنيمه على دراعي زي كل يوم؟

تنهد ياسين بغضب ومسح على شعره وتحدث بحزم من خلفهم: ومين قال لحضرتك إن أنس ومروان هيسيبوا بيت أبوهم من الأساس، الولاد ولاد المغربي وهيتربوا في بيت المغربي ومش هيتحركوا منه خطوة واحدة
ونظر إلى مليكة وهتف بتحدي: ولو حابة تفضلي مع أولادك إنتي عارفة شرط باباكي وأهلا وسهلا بيكي، مش حابة إتفضلي روحي عيشي براحتك عند سالم بيه لكن ولاد رائف تنسيهم نهائي.

تحدثت بعنف وتهديد وقوه: إنت بتتكلم بصفتك إيه دول أولادي أنا، وأنا الوحيدة إللي أقدر أقرر مستقبل ولادي، ومكانهم الطبيعي هو مكان ما هكون أنا، ثم أنا مش عاوزة أتجوز يا سيادة العقيد، إيه هو الجواز بقا بالعافية!
نظر لها وقد نزلت كلماتها كخنجر طعن رجولته وخصوصا أمام ليالي المبتسمة ومستمتعة من حديث مليكة المثلج لصدرها.

وقف ياسين أمامها وأجابها بكبرياء وإهانة لإنوثتها: اللي يسمعك كدة يقول إني هموت على جوازي من سيادتك، اللي بينا ده مجرد صفقة يا هانم، مجرد حل يرضي جميع الأطراف مش أكتر، فياريت ماتديش للموضوع أكبر من حجمه.
كانت نرمين تغلي من داخلها فقد أصبح مؤخرا كل أمانيها ان تختفي مليكة بأطفالها من ذلك المنزل لتضع يدها هي على ثروة رائف!

تحدثت نرمين بنبرة غاضبة: جري إيه يا ياسين، واحدة ومش عاوزة تقعد ولا تتجوز بعد جوزها وأظن ده حقها
وأكملت بنبرة صوت ملامة: وبعدين إنت إزاي تفكر كدة في مليكة وإنت أكتر واحد عارف قصة الحب إللي كانت بينها وبين رائف؟
تحدثت ليالي بإصرار وغضب: لو الجوازة دي تمت يا ياسين تطلقني فورا.
أجابها ياسين بحزم: الجوازه هتم يا ليالي، وطلاق ما بطلقش وأعلي ما في خيلك اركبيه،.

ثم حول بصره إلى مليكة وتحدث بحزم وعنف: وإنت تقرري حالا، يا إما تتفضلي تلمي هدومك وأنا بنفسي هوصلك لبيت باباكي لكن لوحدك، يا إما تجهزي نفسك بعد أذان العشا، لأن المأذون هييجي يكتب الكتاب ونقفل الموضوع ده نهائيا.
جرت ليالي مسرعة إلى الخارج ودموعها تنهمر على خديها
تحدثت نرمين برفض وغضب: مش هيحصل يا ياسين، أنا مش موافقة.

ثم نظرت إلى ثريا وقررت أن تلعب على دغدغة مشاعرها: حضرتك ساكتة ليه يا ماما، معقولة هتوافقي إن مليكة تتجوز راجل غير رائف؟
وأكملت بخبث: ده إنتي أكتر واحدة عارفة إن إبنك كان بيعشقها وأكيد حاسس دلوقتي بكل إللي بيحصل ده وبيتألم.
هنا لم تتمكن ثريا من تمالك حالها وبكت بقلب يحترق، جرت عليها يسرا وأخذتها داخل أحضانها.

ونظرت إلى نرمين بغضب وتحدثت: إنتي إيه يا شيخة، إنتي أكيد مش بني أدمة، إنتي شيطانة، إرتاحتي لما شوفتي أمك منهارة بالشكل ده!
تحدث ياسين بعنف مناديا على علية: علية، إنتي يا علية
أتت علية مسرعة وتحدثت بإحترام: أفندم يا ياسين باشا.
تحدث ياسين بنبرة جادة: خلي مني توضب شنط نرمين هانم وإبنها علشان جوزها جاي في الطريق هياخدها معاه،.

ثم حول بصره إلى مليكة المستكينه بوقفتها ودموعها تنهمر بصمت وتحدث بقوة: وياريت توضبي المكان وتتصلي بمحل الحلويات تطلبي منه اللازم علشان المأذون جاي بعد أذان العشا يكتب كتابي على مليكة هانم، ورجالة العيلتين كلها هتبقي موجودة، فاعملي حسابك.
إرتمت مليكة بإستسلام فوق المقعد وشهقت بدموع ساخنة.
أما نرمين التي نظرت له وتحدثت بغل: إنت بتطردني من بيت أبويا يا ياسين؟

تحدثت ثريا بقلة حيلة: إسمعي كلام إبن عمك وروحي يا نرمين، بيتك وجوزك وإبنك محتاجنلك يا بنتي.
غضبت نرمين بشدة من والدتها وياسين وصعدت لملمت أشيائها وذهبت مع زوجها الذي أتي بعدما هاتفه ياسين،
وبالفعل أتي وأخذها إلى بيتها وهي تغلي كالبركان، وما ان قصت عليه ما حدث حتى حزن وغلي داخله هو الاخر وحقد على ياسين ذلك المحظوظ بنظره،.

أما ياسين ذهب لبيته وجد ليالي تهبط الدرج وتجاورها مساعدتها الخاصة تحمل بيدها حقيبة ملابس ليالي
صعد ياسين الدرج ولم يعيرها أي إهتمام،
مما أشعل غضبها ولكن أكملت بطريقها لإكمال خطتها التي إتفقت عليها مع منال وهي أن تذهب لبيت أبيها وتطلب الطلاق كتهديد لياسين تخيلا منهما أن ياسين بتلك الحالة سيخضع لتهديد ليالي ويلغي قرار الزواج بمليكة.

دلف ياسين لغرفة والده الذي بدوره عبر له عن إستيائه وقلقه مما حدث، وطمئنه ياسين بأن لا شيئ سيئ سيحدث، وأن كل ذلك تخطيط بين ليالي ومنال وأن أفضل شيئ لهما هو التجاهل وبعدها ستهدئ ليالي وتعود مثلما ذهبت.

جاء المساء
وحضر المأذون وجميع رجال عائلة المغربي بعدما أخبرهم ياسين بموعد عقد القران وحضر سالم عثمان وشريف وبعض أقربائهم
في أجواء تتسم بالحزن أكثر منها أجواء سعادة، حيث مكثت ثريا ويسرا داخل غرفة ثريا ولم يخرجا وظلا تبكيان بحرقة على فقيدهم الغالي.
بدأ المأذون بمراسم عقد القران بسكون تام، ثم نظر إلى مليكة قائلا: مليكة سالم عثمان، هل تقبلين ب ياسين عز محمد المغربي زوجا لكي؟

نظرت له بشرود وقد مر عليها بتلك اللحظة شريط ذكرياتها مع رائف،
أعاد عليها المأذون السؤال مرة أخري
نبهها أباها لتوعي على حالها، نظرت بإنكسار ومذلة وتحدثت بمرارو: موافقة.
ثم وقعت على العقد
وتنفس هو براحة ظهرت على ملامحه فأخيرا أصبحت زوجته شرعا وقانون وأمام العلن
وبعد مدة هنأهم جميع المتواجدون ثم ذهبوا جميعا عدا والدها وشريف وعز وطارق.

ذهب إليها ياسين وأمسك يدها بعدم قبول منها وقبل وجنتها تحت نفورها، ثم قرب فمه من أذنها وتحدث وهو يضم أسنانه بغيظ: إسود!
لابسالي فستان إسود يوم فرحنا!
وأكمل ساخرا: طب كنتي إحتفظتي بيه جديد علشان تلبسيه في العزا بتاعي بعد ما تجيبي أجلي بتصرفاتك دي إن شاء الله.
نظرت له بإقتضاب وتحدثت بتعجب: فرحنا، إوعي تكون مصدق نفسك يا سيادة العقيد؟

وأكملت بإقتضاب: دي مجرد مسرحية هزلية وأنا وإنت مجرد ممثلين مش أكتر، حتى كل الناس إللي موجودين دول مجرد كومبارس كل واحد عارف دوره كويس وبيأديه في المسرحية بمنتهي البراعة والإتقان.
ضحك ساخرا على حديثها وكاد أن يتحدث وجد سالم يقترب،.

إقترب منها أباها بحب وقبل جبهتها تحت غضب منها وابتعاد ونفور وتحدث سالم بحزن من شعوره بنفورها منه الذي وصله: مبروك يا بنتي، أنا عارف إنك متضايقة مني وشيفاني أب جاحد مش حاسس ببنتي وبألمها، لكن صدقيني مع الوقت هتعرفي إني أخدت لك القرار الصح في حياتك وإحتمال كمان تشكريني عليه.

نظرت إلى أبيها وتحدثت بحزن: كل إللي ممكن أقوله لحضرتك حاليا، هو أن ربنا يسامحك على إللي عملته فيا وعلى ألمي وقهرتي اللي خليتني أعيشهم إنهاردة بسببك.
نظر لها شريف مستعطفا إياها سحبت عنه نظرها بغضب
إقترب منها عز وتحدث بنبرة جادة: مبروك يا مليكة، يلا يا ياسين خد مراتك واطلعوا إستريحوا فوق.
إنتفضت ونظرت له بإستهجان وتحدثت بحدة وعنف: يطلع فين حضرتك، أوضة رائف الله يرحمه مافيش راجل هيدخلها برجله بعد منه،.

وبعدين حضرتك بتتكلم على أساس إن الجوازة دي بجد أظن إني بلغتكم كلكم بقراري إن الجوازة هتكون صوري مش أكتر فياريت تتصرف على ده الأساس،
أولتهم ظهرها وبدأت بصعود الدرج إلا أن أتاها صوته القوي ينادي عليها بكل شموخ: مليكة
ماذا سيفعل ياسين معها؟
هل سيرضخ لقرارها ويتركها بشأنها، أم سيجبرها على الصعود معه بغرفتها؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة