قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السادس والثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السادس والثلاثون

رواية قلوب حائرة الجزء الأول للكاتبة روز أمين الفصل السادس والثلاثون

ليلا بمنزل رائف
كان المكان أشبه بالمهجور، سكون تام عم بجميع أرجاء المنزل، ثريا داخل غرفتها تجاورها يسرا بتختها تمسك لها بكوب من الماء حتى تتناول الدواء الخاص بإرتفاع ضغط الدم الذي صاحبها بعدما حدث ظهرا،
دقت بعض الطرقات الخفيفة فوق الباب سمحت يسرا للطارق ودلفت مليكة ويبدوا عليها الإرهاق التام والخجل يصاحب ملامحها.
نظرت لها ثريا بألم يمزق داخلها على ما الت إليه تلك المسكينة،.

تحاملت على حالها وتحدثت: تعالي يا مليكة
تحركت خجلا وجلست فوق المقعد الجانبي
تحدثت يسرا لإخراج مليكة من خجلها: أنس طلع نام مع مروان في أوضته.
هزت مليكة رأسها بإيماء ثم نظرت إلى ثريا بعيون متوسلة وتحدثت خجلا: سامحيني يا ماما، أنا عارفة إني خذلتك وخيبت ظنك فيا بس والله كان غصب عني، حاولت كتير وقاومت وجاهدت نفسي لكن في الأخر هو جوزي وليه عليا حقوق شرعية ماقدرتش أقاومه فيها وأمنعها عنه،.

كانت تستمع لها بقلب يتمزق حزنا على فقيدها الغالي الذي بدأ الجميع بنسيانه حتى إمرأة حياته وعشق عيناه، وبين مليكة وحيرتها ونزيف قلبها وحالتها التي تدمي القلوب.
تحاملت على حالها وتحدثت بضعف وقلب يتألم: أنا إللي أسفة يا بنتي على إللي وصلتك ليه، بس صدقيني أنا كمان كان غصب عني، أنا قلبي جواه نار محدش يعلم بيها غير ربنا ومهما أبان قوية ومتماسكة قدامكم بس إللي جوايا ربي وحده إللي يعلم بيه،.

وأكملت: وحاشا لله يا بنتي إني أمنع عنك حلال ربنا، ده جوزك شرعا وليه عليكي حقوق ربنا مشرعها له وواجب عليكي الطاعة فيها،
وأكملت بدموع: أنا بس مقهورة عليكي وعلى إللي عملتيه في نفسك واللي لحد الوقت مش قادرة أصدقه ولا استوعبه
وأكملت بملامة محب: إزاي قدرتي ترتكبي كبيرة من الكبائر وإنت اللي بتصلي كل فرض بوقته وقارئة كتاب الله وفهماه وعارفة عظمة الذنب اللي إرتكبتيه؟

وبكت بحرقة أم وأردفت: أنا حزينة أوي علشانك يا بنتي وعقدة ذنبك بتاكل في قلبي لإن أنا إللي وصلتك لكده، بس والله ما كنت أقصد سامحيني يا بنتي.
وبكت بمرارة هي ويسرا التي إحتضنتها وتحدثت: إهدي يا حبيبتي علشان الضغط ما يرتفعش تاني.
تحدثت مليكة بدموع: الموضوع مش زي ما حضرتك فهمتيه يا ماما، أنا عمري ما كنت هعمل كده من غير ما يكون عندي أسبابي القوية، أنا مقدرش أغضب ربي يا أمي
وقصت لهما ما حدث.

نظرت لها ثريا وتحدثت وهي تجفف دموعها: وليه ماقولتليش يا مليكة، هو أحنا للدرجة دي بعدنا عن بعض يا بنتي؟
تحدثت يسرا: إنتي غلطتي لما خبيتي عن ياسين يا مليكة، ياسين كان لازم يعرف من الأول بموضوع الحبوب وده حقه الشرعي إللي للأسف أخدتي ذنب عليه.

بكت بحرقة وتحدثت بإنكسار وألم: خفت يا يسرا، خفت أقوله يجبرني إني أمنعه ويحصل حمل وساعتها يضطر يعلن عن جوازنا الفعلي، خفت على ماما وعليكي، خفت على مشاعركم وكسرة قلبكم ووجعكم إللي للأسف شفته في عنيكم النهاردة وكسرني ووجعني،
خفت من نظرات نرمين وكلامها إللي قطع في قلبي ودبحني قدامكم، خفت على شعور ليالي وأيسل، خفت من نظرات الكل ليا وهما بيبصولي على إني ست خاينة للعهد وللعشرة.

واسترسلت بإنهيار وألم ظهر على ملامحها: أنا قلبي متحمل كتير أوي يا ماما والحمل زاد لدرجة إنه كسرني وخلاني جبانة وخايفة طول الوقت، خايفة من المواجهة، خايفة من اللوم، خايفة من خسارتي لحبايبي وخسارتي لإحترامهم ليا،
وأكملت بدموع غزيرة: أنا عارفة إني غلطت بس والله ما كنت أقصد الأذية لأي حد لا ليكم ولا لياسين، ياسين إللي ما أدانيش فرصة حتى أتكلم ومنعني من إني أدافع عن نفسي ودبحني من غير رحمة قدامكم كلكم.

أردفت ثريا بدفاع وتعقل: ياسين معذور يا مليكة، الجرح كان كبير أوي بالنسبة له، ياسين راجل كرامته وعزة نفسه هما أهم حاجة في حياته وإنت دبحتيه وأهنتي رجولته وكرامته وتلاشيتي وجوده في حياتك من الأساس،
ياسين جوزك يعني شريكك في كل قرار يخصك من أول حبوب منع الحمل لحد الجنين وقرار نزوله، إنت تلاشيتي وجوده في حياتك وكأن وجوده عدم بالنسبة لك،.

وأكملت: مش هقدر ألوم عليه وأجي معاكي المرة دي لأن للأسف أنا شايفة إن اللي عمله رد فعل طبيعي جدا لراجل كرامته متهانة على إيد مراته، واحد من وجهة نظره مراته أجهضت نفسها علشان محدش يعرف بطبيعة علاقتهم، كان لازم يرد لك القلم ويعلن هو عن طبيعة العلاقة،
واسترسلت مفسرة: مع إني متحفظة طبعا على الطريقة إللي أعلن بيها لكن في الأخر ده راجل مجروح في كرامته ومقدرش ألوم عليه وأقول له عملت كده ليه وقت غضبك.

هزت رأسها بإيماء وتحدثت بتأكيد وهي تجفف دموعها: أنا مش زعلانه من ياسين يا ماما، صدقيني أنا عاذراه ومقدرة صدمته فيا، أنا بس كان نفسي يديني فرصة أشرح له وأفهمه الحقيقة.
تحدثت يسرا بجدية: كلميه يا مليكة وأقعدوا مع بعض وفهميه الوضع، ياسين عاقل وأكيد هيفهم ويقدر موقفك.
تحدثت ثريا تأكيدا على حديث يسرا: يسرا بتتكلم صح يا مليكة، أقعدي معاه بكرة وأتكلموا وقولي له إللي عندك وربنا يقدم إللي فيه الخير يا بنتي.

وقفت مليكة وتحدثت: ياريت ماتكونيش زعلانة مني يا ماما.
إبتسمت ثريا بوهن وتحدثت: أنا ما أقدرش أزعل منك يا مليكة، أنا اللي عايزاكي تسامحيني وأتمني ماتكونيش إنت اللي زعلانة مني.

صباح اليوم التالي.
كان يجلس داخل مكتبه بمقر عمله يحادث أحدهم بإحترام: حسام باشا، أخبارك يا باشا.
الطرف الأخر: ياسين باشا المغربي بذات نفسه بيكلمني، يا باشا التليفون أتبارك بمكالمتك والله.
إستمع إليه ثم تحدث: حبيبي ربنا يكرم أصلك، أخبار الداخلية على حسك إيه؟
تحدث حسام: كله تمام والأمن مستتب سعادتك.
ياسين: بقولك يا حسام باشا، كان ليا عندك طلب كده وأتمني تخدمني فيه.
أجابه بترحاب: إنت تؤمر ياسين باشا.

تحدث ياسين بحديث ذات معني: كان فيه واحدة كدة وجبت مع ناس حبايبي وكنت عاوز أرد لها الواجب بس زيادة حبتين.
تحدث حسام بترحاب: ياباشا إعتبره حصل، إديني بياناتها وأنا أعمل لك معاها الصح.

أجابه ياسين شارحا: ده العشم بردوا يا باشا، على العموم إحنا مش هنفتري عليها دي دكتورة مشبوهة وشغلها كله شمال ورجالتي حطينها تحت المراقبة، أول ماتجهز للتنفيذ إديني تليفون وأنا أظبط لك الميعاد علشان التلبس والقضية تكون متظبطة ومتخرش الميه
وأكمل بحديث ذات مغزي: أنا عاوزها تدخل وتبقي صاحبة مكان وترحرح فيه، مش مجرد كام سنة تتفسح فيهم وتخرج تاني، عايزينها تستقر وتعمر، فاهمني يا حسام باشا.

ضحك حسام وتحدث: ياباشا هدخلها لك عنبر المعمرين وهريحها لك على الأخر، وماتقلقش سعادتك هنوجب مع أمها ونعمل لك الصح وزيادة.
ضحك إثنتيهما وأكملا حديثهما.

مساء
كان يجلس بمكتبه داخل المنزل، ملقي برأسه للخلف مغمض العينان، حزين الملامح يفكر بشرود على ما وصل إليه، إستمع إلى عدة دقات فوق الباب، سمح للطارق ومازال على نفس وضعيته،
دلفت ترتعب خوفا من فكرة لقائه وبجانبها طارق الذي سهل لها هذا اللقاء بعدما هاتفته وطلبت منه أن يأخذها إليه.
نظرت لهيئته وملامحه التي سكنها الحزن وانفطر قلبها حزنا لإجله
تحمحم طارق حتى ينتبه وتحدث بصوت هادئ: ياسين.

أخذ شهيقا وأخرجه بتألم ثم أفتح عينه لينظر لأخاه وجدها تجاوره تطالعه بغصة مؤلمة، كان داخله مبعثر ما بين قلب مفطور على حالتها المزرية وجسدها الذي أصبح هزيلا بين ليلة وضحاها، وتعبها الظاهر بوجهها وبين نيران الغضب التي مازالت مشتعلة داخله ولم تنطفئ بعد.
وبلحظة إستقر داخله وإختنقت ملامحه بالغضب ونظر إليها موجها حديثه بحدة بالغة: إنت لسه ليكي عين تيجي لحد هنا وبكل جرأة تقفي قدامي؟

تحدث طارق بهدوء وتعقل: ياسين من فضلك، مليكة عندها كلام مهم عاوزة تقوله لك، إقعد معاها بهدوء وأسمعها وحكم عقلك قبل قلبك علشان تقدر تستوعبه.
نظر لأخاه بجمود وتحدث: خلاص يا طارق مابقاش فيه بينا أي كلام ممكن يتقال، خلصت.

إبتلعت غصة مرة بحلقها وتحدثت بإستماتة: لازم تسمعني يا ياسين، من حقك عليا إني أفهمك وأعرفك حقيقة إللي حصل ومن حقي عليك إنك تسمعني، كفاية إمبارح إتهمتني بقتل إبني قدام الكل ومنعت عني حق الرد.
نظر لها بصرامة وأردف بجمود: وأنا متنازل عن حقي في إني أسمع جنابك لأن ببساطة مش طايق أشوفك قدامي.

إبتلعت غصة مريرة بحلقها ونظرت له بقلب يتمزق وتحدثت بإستماتة: وأنا مش هخرج من هنا غير لما تسمعني وأبرئ نفسي من تهمة بعيدة كل البعد عني.
وجه طارق حديثه لياسين: إهدي يا ياسين لو سمحت وحكم عقلك وأسمعها، لازم تقعدوا وتتكلموا، الموضوع فيه لبس ولازم تسمع من مليكة.
زفر بضيق فأكمل طارق: أقعد يا ياسين من فضلك وأديها فرصة للكلام، أنا هخرج علشان تعرفوا تتكلموا براحتكم بس ياريت تتكلموا بهدوء علشان ماتخسروش بعض.

صمت ياسين فخرج طارق وتحرك ياسين وجلس فوق الأريكة ببرود، تحركت خجلا وجلست بمقعد بعيدا مقابل له وبدأت بالحديث،
وبعد مدة كانت تبكي وتسترسل حديثها: أنا ماعملتش كده غير من حبي ليك وخوفي على مشاعرك يا ياسين، خفت أجرحك لما تعرف الموضوع أنا أسفة، أنا أسفة يا حبيبي أرجوك تسامحني.
كان يستمع لها بملامح جامدة ثم أردف ببرود: لو خلصتي كلامك إتفضلي روحي لأولادك.
نظرت له بإندهاش وتيهة وتحدثت: يعني إيه؟

رمقها بنظرات حادة غاضبة وتحدث: يعني كل كلامك ده مافرقش معايا يا مدام، عذر أقبح من ذنب بالنسبة لي، جاية تبرأي نفسك من تهمة قتل إبني وأنت كنتي السبب في تشويهه وتدميره؟
جاية تبرري غلط بغلط أكبر، جاية توريني وشك الحقيقي وقد إيه إنت ست غشاشة وكذابة وخاينة؟
إنتفض داخلها وتحدثت بحدة: ماتقولش كلمة خاينة دي، أنا أبعد مما يكون عن الوصف ده.

إنتفض واقف من جلسته وتحدث بغضب: ولما تطعنيني في ضهري وتاخدي حبوب تمنعي بيها حاجه كنت مستنيها وياما أتمنيتها ده تسميه إيه؟
وأكمل بتألم: تعرفي إن كل يوم كنت مستني منك تبشريني وتقولي لي على إني أخيرا هيكون لي حتة مني جواكي، حتة مني تحتويها بحبك وبرعايتك وتكبر كل يوم عن اليوم إللي قبله لحد متسلميني بإديكي حلم عمري وأغلي أمنية عشت أستناها.

واسترسل بقلب صارخ: إبني اللي إختلط فيه دمي ودمك، ثمرة حبي ليكي إللي كنت هشق صدري وأخبيها جوة ضلوعي زي ما عيشت طول عمري مخبيكي
ثم جلس وأكمل بغصة مؤلمة: جاية تبرري إيه، للأسف، ملكيش عندي أي أعذار.
كانت ترتجف وهي تزرف دموع الندم وتحدثت مبررة: غصب عني يا ياسين، أنا كنت خايفة ومشاعري كانت مشتتة، خفت، والله خفت من كل اللي حواليا، خفت عليهم ومنهم خفت من نظرات الإتهام إللي إنت بنفسك شفتها في عيونهم.

صاخ بغضب: من إيه! خايفة من إيه ومن مين؟
وأنا كنت طول الوقت جنبك، أنا ياما طمنتك وقويتك وشجعتك، لكن خوفك ده ملوش عندي غير معني واحد، وهو إنك للأسف ماشفتنيش الراجل والحما والسند الكافي ليكي وده ملوش عندي غير تفسير وهو إنك ماحبتنيش من الأساس، لأن ببساطة الست لما بتحب بتأمن وبتسلم روحها وحياتها لراجلها وهي مغمضة، بس الظاهر إني ماعرفتش أوصل لك للإحساس ده.

ثم جلس وتحدث بإتهام: كذبتي عليا وأخدتي حبوب تمنعني من حقي فإني أكون أب لطفل أنا محتاجه وبتمناه، ولغيتي أبسط حقوقي وهي مشاركتي لقرار سيادتك اللي الدين والشرع بيجبروكي تبلغيني بيه، واسترسل: روحتي لدكتورة مشبوهة وخليتي سيرتك وسيرتي حكاية على مصاطب شوية ممرضات يتنقلوها بين بعضهم
كذبتي عليا وقولتي إنك واقعه على ضهرك
وفي الأخر وبكل بساطة جاية تقولي لي أسفة أصلي كنت خايفة على مشاعرك.

ونظر لها مضيقا عيناه وأردف ساخرا: وياتري إيه المطلوب مني الوقت يا مدام؟
أخدك في حضني وأطبطب عليكي وأقول لك خلاص يا حبيبي أنا مسامحك وهنسي كل اللي حصل وهبدأ معاكي من جديد؟
طب إزاي وأنا ثقتي فيكي إتهدت، إزاي وأنا أصلا طول الوقت هكون شاكك فيكي ومش مصدق ولا كلمة من إللي بتقوليها لي، طول الوقت هكون بتلفت حواليا ومستني طعنة غدرك الجديدة وأنا بسأل نفسي ياتري هتكون من أنهي إتجاه.

للأسف يا مدام، إنت كسرتي جسور الثقة إللي عشت عمري كله أبني فيها،
وأكمل بتأثر وألم ظهر برعشة صوته: إنت مش عارفة أنا كنت شايفك بعيوني أزاي، إنت كنتي في حتة عالية أوي عندي، حتة خاصة بيكي لوحدك محدش قدر يوصل لها غيرك، أنا كنت شايفك أقرب لملاك،
وأكمل بنبرة منكسرة تشوبها الحسرة: بس يا خسارة طلعتي زيهم، طلعتي بشر.
كانت تستمع له ودموعها تنهمر كشلالات ساخنة تنزف على خديها تكوي كل ما تمر به بألم حارق.

تحدثت بقلب ينزف: كفاية يا ياسين أرجوك كفاية إنت كده بتدبحني.
أجابها بتألم: طب ما أنت كمان دبحتيني وبسكينة تلمة، دبحتيني بدم بارد من غير لا رحمة ولا شفقة، إنت فاهمة يعني إيه حد تبقي شيفاه ملاك ومأمنة على حياتك معاه وماشية معاه وإنت مغمضة عيونك وبلحظة تصحي على طعنة غدر وخيانة من إيد أكتر حد مش مديه له خوانه؟
تحدثت بألم: أرجوك ماتقولش خيانة أنا أبعد مما يكون عن الوصف ده يا ياسين.

أجابها بحدة: للأسف ملهاش عندي مسمي تاني غير ده، إنت خنتيني وخنتي ثقتي فيكي، الخيانة ملهاش منظور واحد يا مدام، الخيانة خيانة فكرة وصورة كنت راسمها وإنت بخيانتك هدتيها بأديكي
وذهب إلى النافذة وأعطاها ظهرة وتحدث أمرا بجمود: والوقت ياريت تخرجي من هنا وماتحاوليش تتواصلي معايا بأي شكل من الأشكال،.

واسترسل بصرامة: لإني ببساطة مش طايق حتى أسمع صوتك. ، أنا سمعتك وأتكلمت معاكي علشان خاطر طارق هو اللي طلب ده، أما لو عليكي فأنت بعد اللي عملتيه مابقاش ليكي عندي أي حقوق.
تنهدت بتألم ثم تماسكت وأردفت بجدية: لو ده رأيك وقرارك بعد كل اللي حكتهولك من أعذار يبقي تمام، اللي إنت شايفه أعمله وأنا موافقاك عليه.
نزلت كلماتها عليه كخناجر أكملت على ما تبقي منه،.

وأكملت بقوة: أنا كنت حابة أتكلم معاك في موضوع جوز سلمي اللي إتفصل من شغله النهاردة بدون أسباب واللي أنا متأكدة إنك السبب الرئيسي فيه، واسترسلت: بيتهيئ لي بعد إللي أنا حكتهولك إتأكدت وعرفت إن سلمي ملهاش أي ذنب، من فضلك حكم ضميرك ورجعه لشغله علشان خاطر إبنه وبيته إللي ممكن يتخرب.

إلتف سريعا ونظر لها وتحدث ساخرا: أااااه، يبقي الهانم كانت جاية علشان تحل موضوع شريكتها في الجريمة مش توضح للمغفل سبب عملتها السودة
وصفق بيداه متحدثا بتهكم: برافوا، ياتري لسه عندك مواهب تانية ولا كده خلاص.
بكت بإنهيار وتحدثت بتألم: كفاية يا ياسين حرام عليك إرحمني بقي، أنا تعبت خلاص ومش قادرة أتحمل إتهاماتك أكتر من كده.

تألم داخله لأجلها، ود لو يجري عليها يحتضنها ويحتويها ويدخلها داخل ضلوعه ويزيل عنها ألمها الظاهر بعيونها والساكن بروحها المتألمة، لكنه كبرياء الرجل الذي يسكنه، فاللعنة على ذلك الكبرياء واللعنة على كرامته.

أولاها ظهره من جديد وأغمض عيناه بتألم خوفا من إستسلامه وتحدث أمرا: أخرجي وياريت ماتجيش هنا تاني، وبالنسبة لجوز الهانم دي قرصة ودن صغيرة علشان يعرف يلم مراته ويخليها تحترم نفسها وماتدخلش في أمور الغير.
صاحت بغضب وتحدثت: لو عاوز تعاقب حد وتنتقم منه يبقي تعاقبني أنا لأن القرار كان قراري لوحدي وسلمي ملهاش أي علاقة بيه، خرجها هي وجوزها برة دايرة إنتقامك وياريت تحكم ضميرك قبل فوات الأوان.

نظر لها بتألم وضعف وأجاب: ياريتني كنت أقدر أعمل كده صدقيني ماكنتش أترددت لحظة وأهو على الأقل كنت إرتاحت وبردت ناري.
ثم ذهب إلى الباب وفتحه وتحدث بإنكسار: والوقت ياريت تخرجي علشان بجد مش طايق أسمع منك كلمة زيادة ولا حتى أشوفك قدامي.
تحركت بخيبة أمل ووقفت قبالته بداخل يتمزق وحدثته عيونها، من أنت بحق الله؟
أنا لم أتعرف عليك اليوم، هل أنت ياسيني ورحمتي، سندي وحمايتي، يقيني وهدايتي، أجبني أرجوك من أنت؟

أجابتها عيونه بتألم وداخل مبعثر،
كف عني عيناكي الملامة وكفي بأنك سبب لأحزاني، لا تسأليني فأنا مازلت بعد مشتت المشاعر والوجدان، مبعثر داخلي وكياني مدمر، مازلت أبحث عن دواء لمر ألامي، إذهبي ولنا في القريب لقاء ربما يكون به فرج لذهاب أحزاني.
نزلت دمعة من عيناها تترجاه بأن يتراجع عن مايفعله وحدثته.

أنا أحتاجك ياسيني فلترحمني بالله، أحتاج حضنك، ضمة صدرك، أحتاج إحتوائك، فلقد أصبحت ضعيفة بما يكفي، لا تتركني أرجوك، أرجوك ياسيني.
إبتلع غصة بداخله لأجل حالتها وذهب سريعا من أمامها خشية من أن يضعف ويدلفها داخل أحضانه، اللعنة على ذاك الكبرياء يا فتي
جلس فوق مقعده
نظرت عليه بخيبة أمل وتنهدت بتألم وخرجت
وجدت منال تقف هي وعز وطارق وهي تفرك يداها بغضب.

تحدثت منال بنبرة غاضبة موبخة إياها: لسه ليكي عين تيجي لحد هنا بعد اللي عملتيه، سيبي إبني في حالة بقي كفاية اللي عملتيه فيه والحالة إللي وصل لها بفضلك
واسترسلت وهي ترمقها بنظرات إشمئزازية: بقي توصل بيكي الجرأة إنك تجهضي نفسك وتعرضيها للخطر علشان محدش يعرف إنه بقي جوزك وحصل بينكم معاشرة؟

نظرت لها بكل قوة وتحدث: أنا ما عملتش حاجة حرام ولا غلط، مش أنا اللي أقتل إبني بإيدي وأتخلي عنه وخصوصا لو الإبن دي كان من ياسين المغربي
كان يستمع لحوارها من داخل مكتبه، إقشعر بدنه من تلك الكلمة و أغمض عيناه بتألم
وأكملت هي بالخارج مفسرة موقفها: أنا أخدت حبوب منع الحمل لكن للأسف كان فيه حمل حصل من قبلها وأنا والله ماكنت أعرف، لما أكتشفت إني حامل الدكتورة أكدت لي إن الجنين إتشوه من الحبوب ولازم ينزل،.

تحدث عز بحدة: ولما هو كده يا مدام ماجتيش قولتي له ليه وأخدتيه معاكي عند الدكتورة اللي بتقولي عليها دي؟

بكت وتحدثت بجرأة غير معهودة عليها: ماكنتش أقدر أجرح شعوره وأقوله إني كنت باخد حبوب من وراك، أنا كنت ناوية أفتح صفحة جديدة مع ياسين في كل حاجة، كنت ناوية أقفل صفحة البيبي والحبوب وأبدأ معاه صفحة جديدة في حياتنا مافيهاش خوف ولا أسرار، كنت ناوية أعمل كل اللي يرضيه ويريحه ويخليه سعيد ومبسوط لأن ياسين مايستاهلش غير كل حاجة حلوة،.

ثم نظرت لغرفة المكتب وبابه المترجل وتحدثت بدموع ساخنة وبصوت عالي: أنا أسفة يا ياسين، صدقني مكنش قصدي أبدا إني أجرحك.
كان يتمزق ألما وهو يستمع إلى حديثها الذي إستشف صدقه من نبرة صوتها المتألم لكنها ذبحت كرامته ورجولته بما يكفي، لا ولن يسامحها بهذه السهولة كفي مليكة، كفي جراح وإهانات لهذا الحد كفي،
وقف بإنكسار ووصل للباب وأغلقه بعنف ليوصل لها أنه ما عاد ينتظر مبرراتها السخيفة بالنسبة له،.

نظرت لباب المكتب وهو يغلق بشده وبكت بمرارة وألم
كان الحضور ينظر لها ولحالتها التي تدمي القلوب حتى منال فقد تألم قلبها لأجلها.
تحدث عز بهدوء: روحي يا مليكة علشان ولادك، ياسين غضبان ومش هيسمعك مهما قولتي حاليا، يمكن لما يهدي بعدين يفكر ويقدر يعذرك، لكن حاليا مستحيل ده إبني وأنا أدري بيه.
نظرت لعيناه تستعطه بألا يتركها هكذا وبأن يساعدها في الوصول للدلوف لبر أمانها من جديد وهو أحضان ياسين.

طمئنها بعيناه وتحدث: روحي لأولادك يا بنتي الوقت.
تحدثت بإستعطاف: أرجوك يا عمو تخلي ياسين يرجع جوز سلمي لشغله، سلمي وجوزها ملهمش ذنب في اللي حصل
تحدث عز بطمئنة: أطمني، أنا هكلم ياسين حالا وأعتبري الموضوع إنتهي، مش إحنا يا بنتي إللي بنرضي بظلم حد وأكيد ياسين عمل كده وقت غضب ولما يهدي أكيد كان هيراجع نفسه،
ثم وجه بصره إلى طارق وتحدث: خد مليكة وصلها للبيت يا طارق.

أماء له طارق بإحترام وتحرك بجانب مليكة ليوصلها.

دلفت ليالي إلى غرفة منال وتحدثت بملامة: يرضيكي اللي ياسين عمله ده يا عمتو، يعني إيه يبلغ الحرس برة إني ممنوعة من الخروج أفهم من كده إني متعاقبة؟
واسترسلت بمنتهي البرود والحماقة: طب وبالنسبة لتمرينات الجيم والنادي أعمل فيهم إيه؟

تنهدت منال وأجابتها بضيق ووجه عبوس: الناس في إيه وإنت في إيه يا ليالي، إنت مش حاسة ولا شايفة حالة جوزك عاملة إزاي من وقت إللي حصل، جيم إيه ونادي إيه اللي بتتكلمي عنهم دول!
وبعدين أصلا إنت تحمدي ربنا إنه منعك من الخروج وبس، ده أنا كنت حاطة إيدي على قلبي ومستنية ردة فعله على المصيبة إللي إنت عملتيها، وأظن كده عرفتي وأتأكدتي هو منع عنك الفلوس وسفرية لبنان ليه.

أجابتها ليالي بدموع: طب ودي تبقي عيشة يا عمتو، ده كده بيقهرني ويحسرني على نفسي، إبنك حاطتني تحت الحراسة الجبرية.
تنهدت منال وتحدثت بتملل: إحمدي ربنا إنها جت على قد كده، وعلى فكرة عمل كده مع مليكة هي كمان يعني مش لوحدك.
تحدثت بغل على ذكر مليكة: في ستين داهية، أنا مش فاهمة هو ما طلقهاش وخلصنا ليه أصلا، شاطر بس يتشطر على ليالي
وأكملت بلوم: مش هي دي اللي فضلتي تقولي لي إطمني إطمني لسه ملمسهاش،.

وأكملت ساخرة وهي تهز رأسها: هو فعلا ما لمسهاش، دي يدوب كانت حامل منه.
تحدثت منال بحيرة: وهي البنت كانت بايتة في وسطهم علشان تعرف، إهي كانت بتنقل لي اللي بتشوفه بعنيها، كانت بتقول إنها بتدخل تلاقي الفرش اللي بيأكد إن مليكة كانت نايمة على سريرها وياسين نايم فوق الكنبة بتاعته.

كانت تجلس بمنزلها صباحا رن جرس الباب يعلن عن وصول أحدهم فتحت العاملة الباب ودخل منه ياسين، نظرت عليه نرمين ووقفت بترحاب وتحدثت مبتسمة: ياسين، ده إيه المفاجأة الحلوة دي إتفضل أدخل.

أجابها ياسين بإقتضاب ووجه عابس: أنا جاي أقول لك كلمتين يا نرمين وماشي على طول، واسترسل محذرا: مليكة، خط أحمر، لو حاولتي تاني تأذيها أو تجرحيها بأي كلمة للأسف هنسي إللي بينا وهتلاقي مني معاملة مش هتعجبك خالص ولا هترضيكي.

إستغربت نرمين حالة الغضب والحدة التي يتحدث بها ياسين وتحدثت بغضب: هي الهانم لحقت إشتكت لك مني وبسرعة قلبتك عليا، ماشاء الله عليها عندها قدرة رهيبة في إنها تسحبكم وتمشيكم وراها زي ما هي عاوزة، وكأني شايفة رائف قدامي بنفس حمقة دفاعه عنها.

إستشاط داخله على ذكر رائف معها بجملة واحدة وكأنها أحضرت بيدها ماردها المدمر: للدرجة دي غيرتك منها صعبة وعمياكي وعامية قلبك من ناحيتها، إسمعي يا نرمين، أنا جيت لك علشان أكون برأت ذمتي من ناحيتك،.

الطريقة الرخيصة إللي كلمتي بيها مراتي يوم الحادثة وعيدتيها تاني من كام يوم لو أتكررت وقتها ماتلوميش غير نفسك، والوقت علشان تتفادي غضبي وقلبتي عليكي تتفضلي كده زي الشاطرة وتروحي لمليكة وتعتذري لها عن كل إللي قولتيه في حقها،
وأكمل بوعيد: وإلا تنسي إن ليكي إبن عم وأخ إسمه ياسين المغربي، وعلى فكرة أنا جاد جدا في كلامي.

تحدثت بنبرة زائفة لإستعطافه: يعني يرضيك ذلي وإهانتي لما أروح أعتذر لها يا ياسين، هي دي صيانتك لأمانة بابا الله يرحمه؟
أجابها ياسين بكل قوة متلاشيا تمثيلها عليه: ماهو علشان أصون أمانة عمي صح لازم أطهرك من الشوائب إللي ملت قلبك يا نرمين، لازم ترجعي نرمين الحنينة أم قلب نضيف بتاعت زمان، فكراها يا نرمين؟
كادت أن تتحدث.

أسكتها وأكمل بحدة: الموضوع بالنسبة لي مفيهوش أي نقاش، دي مراتي وكرامتها من كرامتي وسيادتك هنتيها بدل المرة مرتين وأنا سكت، أول مرة علشان خاطر عمتي بس المرة دي مفيهاش سماح وحالا تختاري، يا تتفضلي قدامي وتروحي تعتذري لها قدام عمتي ويسرا يا أما تبقي إنت إللي إختارتي وساعتها ما تلوميش غير نفسك.

إبتلعت لعابها بخوف من هيئة ياسين وتحاملت على حالها وذهبت إلى مليكة وأعتذرت منها تحت إستغراب ثريا ويسرا ومليكة نفسها وهذا لتتفادي غضب ياسين وخسارتها له.

بعد يومان ساءت حالة مليكة النفسية وأصبح جسدها هزيل لإمتناعها عن الطعام إلا من تناول القليل، جاء والدها ووالدتها وشريف لأخذها واستدعت ثريا عز وياسين وطارق.
فتحدث ياسين برفض: أنا أسف يا سالم بيه، مليكة مش هينفع تسيب بيتها وولادها، أنا بعت أجيب لها ممرضة هتقعد معاها وتنظم لها أكلها وأدويتها في مواعيدها وإن شاء الله يومين بالظبط وهتبقي أحسن.

إنتفض سالم من جلسته ووقف بغضب وتحدث بحدة على غير العادة: أنا مش جاي أستأذنك على فكرة، أنا هاخد بنتي معايا يعني هاخدها أنا بنتي مش محتاجة للمرضة بتاعتك، بنتي محتاجة ناس تحس بيها وأيد تطبطب عليها وحضن يضمها ويطمنها ويطمن خوفها اللي ملاها من وقت ما دخلت بيوتكم وعاشرتكم
تحدث ياسين بكبرياء: بنت حضرتك إللي بتدافع عنها دي غلطت في حقي وبدل ما تعنفها وتعرفها غلطها جاي تلوم علينا إحنا؟

تحدث عز بهدوء: إهدي يا سالم بيه وأقعد وخلينا نتفاهم، مليكة مش هينفع تسيب البيت علشان الولاد وثريا هانم.
صاح بهم سالم بغضب وتحدث بصياح: أخر همي إنت وبيتك وثريا هانم، مع إحترامي للجميع بس أنا مافيش حد في الدنيا كلها أغلي عندي من بنتي
واستطرد متعجب: بنتي عندها إكتئاب وبتدبل كل يوم عن اللي قبله وسيادتك بتكلمني عن البيت والولاد وحالة ثريا هانم؟!

ثم حول بصره إلى ياسين وتحدث بنبرة حادة: بنتي خبت وكذبت من كتر خوفها منكم، بنتي لو حاسة بالأمان في بيتكم ماكانتش خبت، طول الوقت وأنتوا بتجلدوا ذاتها بنظراتكم وكلامكم، بنتي محتاجة حضن وأمان، كلكم ظلمتوها وجرحتوها وحتى ما أدتوهاش الفرصة إنها تدافع عن نفسها، إتعاملتوا معاها على إنها ألة مش بشر،
وأكمل بتألم وغصة ظهرت بصوته: وللأسف أنا أول واحد جنيت على بنتي بإرغامي ليها وإجبارها على جوازها منك.

تحدث شريف بحدة وهو يقف ويتحرك بإتجاه الدرج: حضرتك واقف تبرر إيه يا بابا ولمين، أنا طالع أجيب مليكة وماما والولاد ومفيش مخلوق هيقدر يقف قدامنا.
إنخلع قلبه من مكانه حين إستمع لحديث سالم وشريف، نعم هو يتقطع شوقا لها لكن كرامته تمنعه من الرجوع إليها بتلك السرعة، يريد عقابها بالبعد حتى تشتاقه وفيما بعد تفكر ألاف المرات قبل القدوم على أي فعل أو شيئ ممكن أن يزعزع حياتهما.

تحدث ياسين بنبرة هادئة: إهدي يا سالم بيه من فضلك واللي عايزاه مليكة أنا هعمله لها.
بعد قليل كانت تنزل الدرج تسندها سهير وشريف من الجهة الأخري ويبدوا عليها التعب والإرهاق التام
إنفطر قلبه عليها، ود لو يسرع إليها ويسحبها بأحضانه ويحتويها ويقبل جبهتها بأسف على ما وصلت إليه ولكنها كرامته لا غيرها من منعته.

تحامل على حاله وبعد نزولها وقف بقبالتها ينظر لعيناها الذابلة بحزن وتحدث بنبرة جادة: بابا عاوز ياخدك معاه وأنا بقول تفضلي هنا أفضل وكلنا هنبقي جنبك ونراعيكي لحد ماتبقي أحسن، قولتي إيه؟
كانت تنظر له بجمود ونظرات ولأول مرة خالية من التعبير وتحدثت بصوت ضعيف متعب: أنا هروح مع بابا ومش عاوزة منكم أي رعاية، كفاية أوي لحد كده.

إنخلع قلبه من شدة حديثها وتحدث شريف بتهور: لو عاوزة تطلقي قولي يا مليكة ومتخافيش، أنا كفيل إني أخلصك من الموضوع ده كله.
وكأنه بحديثه فتح نار واندلعت شرارة اللهب بداخله نظر إلى شريف بغضب وتحدث بحدة بالغة: إنت بتقول إيه يا بني أدم أنت، إنت إتجننت.
تحدث عز بحدة: إيه اللي بتقوله ده يا شريف، إهدي يا أبني وبلاش كلام ممكن يولع الدنيا في بعضها.

تحدثت ثريا بدموع وهي تحتضن مليكة: تعالي أقعدي وأرتاحي يا حبيبتي وأنا هعمل لك كل إللي إنتي عايزاه صدقيني.
تحدث طارق إلى شريف وهو يسحبه للخارج بحدة: تعالي معايا يا شريف نخرج نتمشي شوية في الجنينة.
تحدث شريف بحدة وهو ينفض يده عنه: مش خارج يا طارق.
نظر سالم لولده وتحدث أمرا: شريف، أخرج مع طارق وأهدي شوية.
هز رأسه لأبيه بإحترام ونظر إلى شقيقته بتألم وخرج مجبرا.

أما ياسين الذي ظل معلقا بصره بها يراقب تعبيرات وجهها الغير واضحة وهذا ما أرعب داخله.
وتحدث بقلب مفطور: روحي مع سالم بيه أقعدي يومين ولا تلاتة هدي فيهم أعصابك وأنا هاجي أخدك.
إنتظر ردها لكنها لم ترد ولم تنظر إليه من الأساس، فقد كانت تلقي برأسها بإستسلام فوق كتف ثريا الحنون وتجاورها سهير ويسرا.

تحدث عز بهدوء: بص يا سالم بيه، خلينا نتكلم بوضوح وواقعية بعيدا عن التحزب لأي طرف، مليكة للأسف غلطت وغلطها كان كبير، بس في الأخر هي كمان بنتنا مش بس بنتك لوحدك، وياسين كمان غلط لما كلمها في حضور الكل،
وأكمل شارحا: زعلانين شوية مع بعض وده الطبيعي اللي بيحصل بين أي زوجين بعد خلاف كبير زي ده، بس اللي أنت مش عارفه إن عمر ما حد فينا قصر في حق مليكة،.

بالعكس، مليكة طول عمرها تاج على راسنا كلنا وبنفضلها حتى على بناتنا، واليومين اللي فاتوا كانوا يومين صعبين جدا علينا كلنا ومع ذلك محدش فينا إتخلي عن مليكة، بالعكس ثريا وبرغم تعبها لكن طول الوقت كانت جنبها ومعاها فوق هي ويسرا.

واستطرد مفسرا موقف نجله: بس في نفس الوقت محدش مننا يقدر يطلب من ياسين إنه يكون جنبها، بالعكس أنا شايف إن البعد الحالي هو أسلم حل لمليكة وكمان ياسين، مليكة للأسف دخلت في نوبة إكتئاب وأنا شايف إن وجودها جنبك إنت وأمها وأخوها فعلا هيكون أنسب لها من هنا
وأكمل رفقا بقلب حبيبته: لكن معلش الولاد هيفضلوا هنا مع ثريا هانم علشان تعرف تراعيهم كويس، ولما تحب مليكة تشوفهم هبعتهم لها وقت ما تأشر.

إنتفض داخلها برعب من مجرد ذكر الفكرة،
شعر بها وبرعبها وتحدث سريعا ليطمئن ذعرها: بعد إذن سعادتك يا باشا أنا شايف إن الولاد أحسن لهم يكونوا مع أمهم وده هيفرق معاها هي كمان في تحسين نفسيتها،
ثم نظر إلى سالم الذي إستكان بجلسته بعد حديث ياسين وتحدث ياسين: بس ياريت يا سالم بيه الوضع ده ما يطولش.
هز سالم له رأسه بإيماء وتحدث: ربنا يسهل يا سيادة العقيد.

كان عز ينظر إلى ثريا بقلب مفطور لأجل حزنها من فكرة إبتعاد فلذات كبدها وكبد عزيز عيناها الراحل ولكن للأسف لم يعد بيديه شيئ ليفعله لأجلها،
وقف ينظر عليها وهي تستقل السيارة وترتمي داخل أحضان والدتها، تحركت السيارة وخرجت من الباب الرئيسي وكأن قلبه إنخلع من مكانه، شعر بصرخة داخل قلبه النازف من فراق مليكته ومليكة غرامه،.

وجد يد تربت فوق كتفه نظر بجانب عينه وجده طارق ينظر له بحنان وتحدث: متقلقش كل حاجة مع الوقت هتبقي كويسة.
نظر لأخاه وأبتسم بألم وتحرك للجراج، إستقل سيارته وأنطلق بها يجوب الشوارع حتى يهدي من حدة ألمه الذي صاحبه فور مغادرتها.

دلفت إلى مسكن أبيها بين أحضانه ودلف شريف بمروان وأنس للداخل،
أجلسها فوق الأريكة وأمسك يدها وقبلها وتحدث بحنان: أمك كانت بتقول لي وإحنا في الطريق هنروح نجيبها وناخدها لدكتور يطمنا عليها، وأردف مبتسما: مسكينة سهير ماتعرفش إن أنا طبيبك.

إبتسمت لأبيها وهي تنظر لعيناه بغشاوة دموع حانية تجمعت وكونت دموعا سقطت منها عنوة عنها، وضع أصبع يده وجفف لها دموعها ثم قبل موضع دمعتها وتحدث بحب: دموعك بتنزل على قلبي تحرقه يا مليكه، بالراحة على قلب أبوكي يا بنتي، أبوكي كبر ومش هيقدر يتحمل حرقة قلبه عليكي.
بكت وبكي معها هو وسهير، ثم أخذها بين أحضانه وتحدث: أوعي أشوف دموعك طول ما أنا عايش على وش الدنيا،.

ثم جفف دموعها وتحدث بإبتسامة: أنا أخدت لك أجازة أسبوع بحاله علشان تعرفي غلاوتك عندي قد إيه، هنلف فيه إسكندرية كلها ومش عاوز أي إعتراض إتفقنا.
هزت رأسها بإيجاب فأكمل هو: يلا يا سهير جهز لنا الغدا علشان أكل بنتي الحلوة بإيديا زي زمان،
ونظر لها بتساؤل وضحك: فاكرة يا مليكة؟
هزت رأسها بإبتسامة وأمسكت يده وقبلتها وتحدثت: ربنا يبارك لي فيك يا حبيبي.

أما شريف الذي رن هاتفه وهو يلاعب أبناء مليكة نظر به وجدها علياء،
أخذ هاتفه وذهب للشرفة بعيدا عن الطفلان وضغط زر الإجابة وأجاب: أيوة يا حبيبي.
ردت علياء خجلا: إيه يا شريف قلقتني عليك بكلمك من بدري مش بترد ليه؟
أجابها بتنهيدة شقت صدره: معلش يا حبيبي كنا بنجيب مليكة أنا وبابا علشان هتقعد معانا كام يوم وكنت عامله Silent
ردت علياء بإهتمام: هي مليكة لسه ضهرها واجعها؟

أغمض عيناه وتحدث بكذب مقبول: أه يا حبيبي الوقعة كانت شديدة شوية، يومين كده و هتبقي أحسن إن شاء الله،
وأكمل: الباشمهندس وطنط عاميلن إيه؟
أجابته بإبتسامة: كويسين جدا وبيسلموا عليك ونفسهم تيجي أسوان بقي علشان يشوفوك.
إندمج معها وأجابها بحب: هما بردوا اللي نفسهم يشوفوني ولا الشقية بنتهم؟

إبتسمت خجلا فتحدث هو بإعتذار: أنا أسف يا حبيبي عارف إن المفروض كنا جينا زيارة للبشمهندس بعد بابا ما كلمه وأدانا الموافقة، لكن إنتي شايفة الظروف إللي إحنا فيها،
واسترسل شارح: موضوع تعب مليكة ربكنا كلنا لكن إن شاء الله إسبوع ومليكة تبقي أحسن وهنيجي نتفق وأعمل لك أحلي وأجمل حفلة خطوبة في أسوان كلها، حاجة كده تليق بالغالية عاليا.

أجابته بتفهم وحب: أهم حاجة نتطمن على مليكة الأول وكل حاجة تيجي في وقتها إن شاء الله.
إبتسم بحب وتحدث: يسلم لي حبيبي إللي بيقدر ظروف حبيبه.
وضلا يتحدثان معا في درب عشقهما.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة